مخاطر الطواهر الاجتماعية

مصطفى بوعقل

:: عضو منتسِب ::
إنضم
3 أوت 2015
المشاركات
8
نقاط التفاعل
13
النقاط
3
مخاطر الظواهر الاجتماعية

لاشك أن الظواهر الاجتماعية منتشرة في كل المجتمعات الإنسانية و تختلف حدتها من بلد لآخر نتيجة الوعي بمخاطرها الاقتصادية ، الصحية (عقلا و بدنا) ، الثقافية و ما إلى ذلك .
حدة هذه الظواهر في الجزائر تدل على قصر عقل واضح يصول و يجول بين الجزائريين ، و بهدف التقليل من حدتها أو تقليص مفعولها فإني قد أحصيت عددا لا بأس به منها و هي :
-السحر – الشعوذة – النفاق – الكذب – الخداع – الغش – التدليس – الربا – الزنا – السرقة – السفاهة (قصر العقل) – الجهل – التخلف – القذف – النميمة – الغيبة – الغيرة – الحسد – شهادة الزور – الرشوة – الرياء - ...
هذه الظواهر لا تحل بتعاليق و تمنيات لكنها تخضع للدراسة .
دراسة الظواهر الاجتماعية تعتمد المنهج التالي :
1-تعريف الظاهرة (قدر ما أمكن ، لغويا ، قانونيا ، علميا ...)
2--تحديد أسبابها المباشرة وغير المباشرة
3--تعيين نتائجها على المدى القريب ، المتوسط و الطويل
4--تختم الدراسة باقتراح حل للظاهرة و بمناقشة حلولا قد وجدت من قبل و لم تكن مجدية .
الهدف من الحوار المفتوح هو العمل سويا لإيجاد الظاهرة الأم التي تنتج عنها باقي الظواهر السلبية و تحديد العلاقات فيما بين كل الظواهر .
مشاركتكم مطلوبة و خاصة في محاولتكم دراسة أي ظاهرة من الظواهر المحصاة أعلاه أو بالمساعدة في تحديد القائمة النهائية لكل الظواهر و ه1ا باقتراح ما لم يذكر.
 
آخر تعديل:
رد: مخاطر الطواهر الاجتماعية

السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
بارك الله فيك اخي الكريم للموضوع المميز
والله عندك حق اخي الكريم
يوجد سبب وحيد لجميع هده الظواهر و هو البعد عن الدين و التقليد الاعمى لمايراه الناس في المسلسلات و الافلام
و ان شاء الله لي عودة للتعقيب عن الظواهر المذكورة اعلاه
تحياتي​
 
رد: مخاطر الطواهر الاجتماعية

السلام عليكم ، بارك الله فيك على ردك . ماذا نسمي اجتماعيا البعد عن الدين ؟ هل هو الردة ؟
 
رد: مخاطر الطواهر الاجتماعية

الله يبارك في عمرك اخي الكريم ، ودلك واجبنا باذن الله

مسألة : قال الشافعي رحمه الله : " ومن ارتد عن الإسلام إلى أي كفر ، كان مولودا على الإسلام ، أو أسلم ثم ارتد ، قتل " .

قال الماوردي : أما الردة في اللغة : فهي الرجوع عن الشيء إلى غيره ، قال الله تعالى : ولا ترتدوا على أدباركم فتنقلبوا خاسرين [ المائدة : 121 ] .

وأما الردة في الشرع : فهي الرجوع عن الإسلام إلى الكفر .

وهو محظور لا يجوز الإقرار عليه .

قال الله تعالى : ومن يكفر بالإيمان فقد حبط عمله وهو في الآخرة من الخاسرين [ المائدة : 5 ] .

وقال تعالى : ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فأولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة الآية [ البقرة : 217 ] .

وقال تعالى : إن الذين آمنوا ثم كفروا ثم آمنوا ثم كفروا ثم ازدادوا كفرا لم يكن الله ليغفر لهم الآية [ النساء : 137 ] .

وفيها ثلاثة أقاويل :

أحدها : أنهم اليهود ، آمنوا بموسى ثم كفروا بعبادة العجل ، ثم آمنوا بموسى بعد عوده ، ثم كفروا بعيسى ، ثم ازدادوا كفرا بمحمد صلى الله عليه وسلم ، وهذا قول قتادة .

والثاني : أنهم المنافقون ، آمنوا ثم ارتدوا ، ثم آمنوا ثم ارتدوا ، ثم ازدادوا كفرا بموتهم على كفرهم ، وهذا قول مجاهد .

والثالث : أنهم قوم من أهل الكتاب ، قصدوا تشكيك المؤمنين ، فكانوا يظهرون الإيمان ثم الكفر مرة بعد أخرى ، ثم ازدادوا كفرا بثبوتهم عليه ، وهذا قول الحسن .

فإذا ثبت حظر الردة بكتاب الله تعالى ، فهي موجبة للقتل بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإجماع صحابته رضي الله عنهم . [ ص: 150 ] روى أيوب ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : من بدل دينه فاقتلوه .

وروى عثمان عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث : كفر بعد إيمان ، أو زنى بعد إحصان ، أو قتل نفس بغير نفس .

وقاتل أبو بكر الصديق بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل الردة ووضع فيهم السيف حتى أسلموا .

وروى الوليد بن مسلم ، عن سعيد بن عبد العزيز ، أن أبا بكر قتل أم قرفة الفزارية قتل مثلة ، شد رجليها بفرسين ، ثم صاح بهما فشقاها .

وهذا التناهي منه في نكال القتل ، وإن لم يكن متبوعا فيه فلانتشار الردة في أيامه ، وتسرع الناس إليها ، لتكون هذه المثلة أشد زجرا لهم عن الردة ، وأبعث لهم على التوبة .

ومثله ما روي أن قوما غلوا في علي عليه السلام وقالوا له : أنت إله . فأجج لهم نارا وحرقهم فيها .

فقال ابن عباس : لو كنت أنا لقتلتهم بالسيف ، سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : لا تعذبوا بعذاب الله ، من بدل دينه فاقتلوه فقال علي رضوان الله عليه :
لما رأيت الأمر أمرا منكرا أججت نارا ودعوت قنبرا
وروى عبد الملك بن عمير قال : شهدت عليا عليه السلام وقد أتى بالمستورد بن قبيصة العجلي وقد تنصر بعد إسلامه . فقال له علي : حدثت عنك أنك تنصرت .

فقال المستورد : أنا على دين المسيح .

فقال له علي : وأنا أيضا على دين المسيح .

ثم قال له : ما تقول فيه ؟ - فتكلم بكلام خفي على علي .

فقال علي رضوان الله عليه : طؤوه ، فوطئ حتى مات . [ ص: 151 ] فقلت للذي يليني : ما قال ؟

قال : إن المسيح ربه .

وروي أن معاذ بن جبل قدم اليمن وبها أبو موسى الأشعري ، فقيل له : إن يهوديا أسلم ، ثم ارتد منذ شهرين .

فقال : والله لا أجلس حتى يقتل ، قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك ، فقتل .

لا يكفي الصلاة و الصوم لكي نكون مؤمنين مسلمين ، الناس يا اخي نسيت ان كل شيء قضاء و قدر من عند رب العزة و ادا ابتلاها الرحمن بمصيبة عوض ان يحمدوه و يشكروه يزدادون ابتعادا و جهلا ، ربي يهدينا و يهدي كل المؤمنين ان شاء الله يارب​
 
رد: مخاطر الطواهر الاجتماعية

إصدار:

مركز البحوث والدراسات الإسلامية

أعد هذا البحث:
د. سعد بن سعيد الزهران د. علي بن صديق الحكمي

وكالة المطبوعات والبحث العلمي
وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد
المملكة العربية السعودية
1427 هـ


بسم الله الرحمن الرحيم
شكر وتقدير
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
بعد شكر الله الواحد الأحد، المتفرد بالحمد، الذي وفقنا إلى إكمال هذا العمل، يتقدم الباحثان بوافر الشكر والتقدير إلى عدد من الذين كان لهم الأثر الكبير في إنجاز هذا المشروع البحثي وهم:
معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبد العزيز بن محمد آل الشيخ على دعمه وتشجيعه للباحثين لإكمال هذا البحث.
والشكر موصول لسعادة المدير العام لمركز البحوث والدراسات الإسلامية الدكتور / مساعد بن إبراهيم الحديثي، الذي أبدى حماسا كبيرا للبحث منذ اقترحه، وساند الباحثين في كل مراحله، وكان متفهما لطبيعة البحوث الميدانية وأهميتها في خدمة الدعوة وقضايا المجتمع.
كذلك يشكر الباحثان الإخوة العاملين في المركز على تعاونهم مع الباحثين، ونخص بالذكر الأخ الأستاذ صالح بن عبد الله الدبل الذي كان همزة الوصل بين الباحثين والمركز في المراحل الأولى من إعداد مقترح البحث، والأخوين الأستاذ يوسف الحاطي والأستاذ مأمون السر كرار لتعاونهما مع الباحثين في التنسيق مع المركز في الجوانب الإدارية.
كما نتقدم بالشكر الجزيل لمعالي الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وفضيلة وكيل وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد لشؤون المساجد اللذين دعما تنفيذ الدراسة بتسهيل توزيع استماراتها على منسوبي الهيئة والوزارة من العاملين والأئمة وخطباء المساجد.
كما نشكر الإخوة الزملاء في كلية العلوم الاجتماعية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وخاصة في أقسام علم النفس والاجتماع والتربية، وكذلك الزملاء الأساتذة في بقية كليات الجامعة، والزملاء من خارج الجامعة الذين قاموا بتحكيم استمارة البحث، أو الذين كانوا من ضمن عينة الدراسة الأولى.
كذلك نشكر جميع الإخوة والأخوات من مديري التعليم ومديري ومديرات المدارس والمعلمين والمعلمات الذين ساعدوا الباحثين أثناء جمع البيانات للمرحلة الثانية من البحث.
وأخيرا وليس آخرا، نشكر جميع الإخوة والأخوات الذين تطوعوا بالإجابة عن استمارة البحث الثانية من أفراد المجتمع وندعو الله أن يجعل ذلك في موازين أعمالهم.
والله ولي التوفيق
الباحثان

بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة
الحمد لله الذي أتم علينا نعمة الإسلام، وهدانا إليه، ورحمنا به، والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين وخاتمهم نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، النبي الأمي الأمين الذي نصح الأمة وعلمها، وتركها على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك.
لقد كانت الاعتقادات والممارسات ذات العلاقة بالسحر والشعوذة، وما زالت من الظواهر التي تشغل حيزا كبيرا من اهتمام العلماء والباحثين في التخصصات الشرعية والاجتماعية، لما لها من تأثيرات سلبية على العقيدة والسلوك اليومي للأفراد والجماعات. وقد جاء الدين الإسلامي بتحريم السحر والشعوذة، ونهى المسلم عن الذهاب إلى السحرة والمشعوذين، وجعل ذلك من أسباب نقص الإيمان، كما شدد في النهي عن تصديقهم، وجعل ذلك من أسباب الخروج من الإسلام. ولقد حرم الإسلام السحر والشعوذة وكافة أشكال الخرافة، ليخلص البشرية بشكل عام والمجتمع المسلم بشكل خاص من جميع الأسباب والعوامل التي تسلب الإنسان عقيدته ويقينه، وتجعله أسيرا للسحرة والمشعوذين، ونبها للأوهام والترهات التي يروجها هؤلاء السحرة والمشعوذون.
من هنا كانت أهمية الدراسة الحالية التي جاءت لتلقي الضوء على ظاهرة السحر والشعوذة في المجتمع السعودي ومدى تفشيها، وتحديد أبرز العوامل الديمغرافية والنفسية والاجتماعية التي ترتبط بها. ويسرنا أن نقدم بين يدي القارئ الكريم ثمرة هذا البحث الذي جاء نتيجة تعاون بين وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد ممثلة في مركز البحوث والدراسات الإسلامية وبين الباحثين.
أخيرا يود الباحثان الإشارة إلى أن طبيعة الظواهر الاجتماعية، ومنها الظاهرة الحالية، تستلزم إجراء بحوث ودراسات متتالية تعالج جوانب الظاهرة المختلفة بصورة أكثر تعمقا وترصد ما يحصل من تغير في حجم الظاهرة من فترة إلى أخرى، وتقوم آثار الجهود والأساليب التي يتم تبنيها للحد من الظاهرة، خاصة إذا تم تبني برامج معينة للتعامل مع الظاهرة.
نسأل الله العلي العظيم أن ينفع بعلمنا هذا، وأن يجعله خالصا لوجهه تعالى، وأن يوفق القائمين على مؤسسات التنشئة الاجتماعية في هذا الوطن إلى الحد من كل ظاهرة أو ممارسة ضارة بالمجتمع لا تتفق مع تعاليم الإسلام وأهدافه.
والله الموافق
وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.


ملخص الدراسة
كانت ظاهرة السحر والشعوذة وما زالت من الظواهر التي تشغل اهتمام كثير من المتخصصين في كثير من التخصصات العلمية، ومنهم المختصون في علم النفس لما لهذه الظاهرة من آثار نفسية واجتماعية على الفرد والمجتمع.
والدراسة الحالية هي محاولة لمعالجة ظاهرة السحر والشعوذة في المجتمع السعودي من خلال بحث ميداني تم على مرحلتين، وكان الهدف الرئيس منه أولا تحديد أهم صور الاعتقادات والممارسات ذات العلاقة بالسحر والشعوذة في المجتمع السعودي من وجهة نظر المتخصصين في الشريعة وعلم النفس وعلم الاجتماع والتربية، إضافة إلى وجهة نظر الممارسين من خطباء المساجد والعاملين في هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذين يتعاملون مع الأفراد الذين لهم علاقة بهذه الظاهرة بصورة عملية سواء بالتوجيه والإرشاد أو بالمتابعة. كذلك كان من أهداف الدراسة معرفة مدى تفشي هذه الاعتقادات والممارسات ذات العلاقة بالسحر والشعوذة في المجتمع، ومدى علاقتها ببعض المتغيرات الديمغرافية والنفسية والاجتماعية.
وقد تم تطبيق الدراسة على مرحلتين، حيث تضمنت المرحلة الأولى استطلاع آراء عينة من المتخصصين والممارسين حول أبرز صور السحر والشعوذة في المجتمع. ثم في المرحلة الثانية تمت دراسة مدى تفشي هذه الاعتقادات والممارسات ذات العلاقة بالسحر والشعوذة في المجتمع السعودي. وقد تم استخدام استبانة مفتوحة في المرحلة الأولى، أما في المرحلة الثانية فقد تم استخدام استبانة تتكون من أربعة أجزاء تغطي في مجملها متغيرات الدراسة.
وقد أظهرت نتائج الدراسة وجود بعض الاعتقادات والممارسات الخاطئة ذات العلاقة بالسحر والشعوذة، وهذه الاعتقادات والممارسات، وإن كانت توجد بنسب منخفضة إلا أنه يجب التعامل معها من خلال برامج إرشادية ودعوية تحد من انتشارها واستفحالها في المجتمع، خاصة أن بعضها يتعلق باعتقادات قد تؤدي إلى الشرك بالله  أو ارتكاب بعض الكبائر مثل اللجوء للسحرة، أو الذبح لغير الله عز وجل. وكذلك فإن وجود نسب عالية من إجابات أفراد العينة على بعض العبارات بـ " لا أدري " تدل على جهل بعض أفراد العينة ببعض الأمور العقدية المهمة، وهذا جدير بالاهتمام أيضا من قبل الدعاة والمربين ووسائل الإعلام.
وهذه النتائج تؤكد على ضرورة وجود برامج توعية مستمرة تتولى القيام بها المؤسسات الشرعية والعلمية لمساعدة أفراد المجتمع الذين يعانون من مشكلات صعبة أو مزمنة في حياتهم للتعامل مع مشكلاتهم بصورة صحيحة بعيدة عن اللجوء إلى السحرة والمشعوذين. وهذه البرامج يمكن أن تنفذ من خلال مراكز إرشاد نفسي واجتماعي أو جمعيات خيرية أو مراكز للدعوة والإرشاد تحت إشراف الوزارة، أو من خلال أئمة المساجد الذين يتم تدريبهم بشكل خاص للتعامل مع هذه المشكلات وتقديم المشورة والرأي لمن يحتاج إلى العون والاهتمام من الأفراد، وهذه البرامج سوف تسهم ولا شك في توفير مصدر موثوق يلجأ إليه الأفراد المحتاجون للمساعدة والمشورة لحل مشكلاتهم. وقد قدم الباحثان في نهاية هذه الدراسة إطارا نظريا يمكن توظيفه لبناء برنامج ( أو برامج ) إرشادي للتعامل مع ظاهرة السحر والشعوذة.

الفصل الأول
مشكلة الدراسة وأهميتها
- مشكلة الدراسة
- أهمية الدراسة.
- أهداف الدراسة.
- تساؤلات الدراسة.
- مصطلحات الدراسة.

مشكلة الدراسة
حارب الإسلام الشعوذة والدجل والخرافة بجميع أنواعها، واعتبر أن لبس الحلق والخيط وتعليق التمائم واستخدام السحر وسؤال وتصديق العرافين والتطير والتنجيم والاستعانة بغير الله  شرك مناف لكمال التوحيد. وهذه الشركيات لها آثار خطيرة على المجتمع الذي تنتشر فيه، ولذلك فقد حاربها الإسلام من خلال غرس العقيدة الصحيحة في نفوس الناس ونشر العلم الشرعي في المجتمع.
والمتتبع لتاريخ المجتمعات الإسلامية يجد أنه كلما زاد انتشار العلم الشرعي بين الناس وكلما كانت المصادر التي يتلقون منها هذا العلم موثوقة، كان اتجاه الناس نحو استخدام السحر والشعوذة والخرافة قليلا.
والعكس صحيح، ففي حالة غياب العلم الشرعي وضعف تأثيره في النفوس تجد هذه الأمور مرتعا خصبا للظهور والانتشار. وحالة جزيرة العرب قبل وبعد دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب – يرحمه الله – أكبر دليل على ذلك.
والناظر إلى واقع مجتمعاتنا الإسلامية اليوم يجد أن الشعوذة والدجل والخرافة بدأت في الانتشار والظهور مرة أخرى، متخذة أنماطا متعددة مثل السحر والكهانة وتحضير الأرواح ورمي الودع أو الزهر والتطير والتنجيم وتعليق التمائم ( الحجب ). وازدادت أعداد الأفراد الذين يبحثون عن حلول لمشكلاتهم النفسية والاجتماعية لدى المشعوذين والدجالين، ولا أدل على ذلك من كثرة انتشار الكتب التي تناولت هذه الظواهر تناولا نظريا والمقالات الصحفية والدروس العلمية وحديث الناس المستمر عنها. ويقابل هذا الانتشار ندرة في الدراسات العلمية المنهجية التي تدرس الظاهرة ميدانيا وتحاول معرفة أسبابها المتنوعة في المجتمع المحلي بشكل خاص والمجتمع الإسلامي بشكل عام.
وقد أجريت بعض الدراسات في بعض البلدان العربية على هذه الظاهرة، فعلى سبيل المثال الدراسة التي قام بها عيسوي ( 1404 هـ ) على عينة من طلاب وطالبات المدارس المتوسطة والثانوية في لبنان لمعرفة أهم الخرافات ومظاهر السلوك الخرافي الذي يمارسه الأفراد، ولمعرفة أهم صفات من يتسمون بالتفكير الخرافي.
والدراسة الثانية التي أجراها عيسوي على عينة أخرى من أفراد المجتمع المصري وأظهرت وجود العديد من ممارسات الخرافة والسحر والشعوذة. كما قامت سلوى سليم ( 1409 هـ ) بدراسة في تحليل المضمون لبعض الأفلام التي عالجت مفهوم السحر لتبين كيف أن انتشار الاهتمام بالسحر بين الناس انعكس على ما تقدمه بعض الأفلام من معالجة للمشاكل اليومية من خلال الممارسات السحرية.
وقام أدهم ( 1413 هـ ) بدراسة ميدانية على عينة من المشتغلين بالسحر والشعوذة وتحضير الجن في مدينة بيروت ( 139 فردا ) توصل من خلالها إلى أن هذه الممارسات كان يقوم بها الذكور والإناث أفراد العينة على حد سواء دون وجود فروق ذات دلالة إحصائية ( نسبة 49.64 % من الذكور في مقابل 50.36 % من الإناث ).
وعلى الرغم من اهتمام العديد من الباحثين في المجالات الشرعية في المملكة بظاهرة السحر والشعوذة - ( انظر مثلا فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء، ج 2، 1411 هـ، الدميني، 1412 هـ، الطيار والمبارك، 1415 هـ، أخضر، 1415 هـ، آل مبارك، 1418 هـ ) لا توجد على حد علم الباحثين أي دراسة ميدانية تتناول ظاهرة السحر والشعوذة في المجتمع السعودي مع وجود بعض الممارسات والمعتقدات ذات العلاقة بالسحر والشعوذة كما يظهر من خلال التقارير الصحفية التي تنشر بصورة أسبوعية تقريبا في معظم الصحف المحلية.
من هنا تبرز مشكلة الدراسة الحالية التي تتلخص: أولا في تحديد أهم صور الاعتقادات والممارسات السحرية والشعوذة في المجتمع السعودي من وجهة نظر المتخصصين في الشريعة وعلم النفس وعلم الاجتماع والتربية والعاملين في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ثم ثانيا دراسة مدى تفشي الاعتقادات والممارسات ذات العلاقة بالسحر والشعوذة في المجتمع، وعلاقة هذه الاعتقادات والممارسات ببعض المتغيرات الديمغرافية والنفسية والاجتماعية.

أهمية الدراسة
إن ظاهرة اللجوء إلى السحرة والمشعوذين أو الدجالين والاعتماد عليهم لحل المشكلات النفسية والاجتماعية والجسدية التي قد يتعرض لها الأفراد لها خطورة كبرى على عقيدة الفرد والمجتمع وعلى صحة الفرد وسلامته النفسية والاجتماعية والجسدية. ولذلك فلا بد من وجود جهود فاعلة مبنية على نتائج الدراسات والبحوث الميدانية لمواجهة هذه الظاهرة والحد منها بأسلوب علمي يقوم على التدخل المبرمج الملائم لكل شريحة من شرائح المجتمع.
وينتظر أن تكون نتائج الدراسة الحالية حول مدى تفشي ظاهرة السحر والشعوذة وأنماط الاعتقادات والممارسات ذات العلاقة بهذه الظاهرة، إضافة إلى معرفة خصائص الأفراد المتعاطين لها والعوامل ذات العلاقة بهذه الظاهرة من الأسس التي يجب أن تقوم عليها البرامج الوقائية أو العلاجية الموجهة لفئات المجتمع المختلفة. فنتائج الدراسة الميدانية ستعرفنا على فئات المجتمع الأكثر عرضة للوقوع في المعتقدات والممارسات الخاطئة كما ستعرفنا على أبرز خصائص وسمات هذه الفئات الاجتماعية والنفسية مما سيسهم في تصميم برامج وقائية وإرشادية محددة تقوم على أسس علمية تأخذ في الاعتبار طبيعة الظاهرة وخصوصية المجتمع، وشكل الممارسة الخرافية وأسبابها.

أهداف الدراسة
نظرا لعدم توفر دراسات ميدانية سابقة على المجتمع السعودي في هذا الموضوع، وقلة الدراسات الميدانية حول تفشي ظاهرة السحر والشعوذة في المجتمعات الإسلامية الأخرى، فإن الدراسة الحالية هي في المقام الأول دراسة استطلاعية تسعى إلى تحقيق مجموعة من الأهداف على مرحلتين أو دراستين هما:
المرحلة الأولى من الدراسة وتهدف إلى تحقيق الأهداف التالية:
1 - تحديد أهم الاعتقادات والممارسات ذات العلاقة بالسحر والشعوذة الموجودة في المجتمع السعودي من خلال التعرف على آراء عينة من خطباء المساجد والقائمين على مراكز هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في منطقة الرياض ومنطقة مكة المكرمة والمنطقة الشرقية إضافة إلى آراء عينة من المختصين في العلوم الشرعية والاجتماعية والنفسية ممن لهم اهتمام بهذه الظاهرة.
2 - بناء أداة الدراسة الثانية التي تهدف إلى التعرف على مدى تفشي اعتقادات وممارسات السحر والشعوذة وعلاقة هذه الاعتقادات والممارسات بالمتغيرات الديمغرافية والنفسية والاجتماعية.
المرحلة الثانية من الدراسة وتهدف إلى تحقيق الأهداف التالية:
1 - دراسة مدى تفشي أو انتشار الاعتقادات والممارسات ذات العلاقة بالسحر والشعوذة في المجتمع السعودي.
2 - تحديد علاقة المعتقدات والممارسات ذات العلاقة بالسحر والشعوذة ببعض المتغيرات الديمغرافية والنفسية والاجتماعية مثل السن والجنس والمستوى التعليمي والحالة الاجتماعية والسمات الشخصية ووجود مشكلات صعبة أو مزمنة لدى الفرد... إلخ.
3 - تحديد العلاقة بين وجود المعتقدات والممارسات الخاطئة بتدين الفرد وطلبه للعلم الشرعي ووجود المساندة الاجتماعية أو توفر أساليب المساعدة له للتعامل مع المشكلات التي يواجهها في حياته اليومية.
4 - اقتراح برنامج عمل إرشادي للحد من انتشار الظاهرة في المجتمع.

تساؤلات الدراسة
تساؤلات الدراسة الأولى:
كان التساؤل الرئيس في الدراسة كالتالي: ما أهم أشكال ممارسات السحر والشعوذة التي تقع في المجتمع السعودي كما يراها أصحاب الاختصاصات ذات العلاقة ؟ ويتفرع منه:
1 - ما أهم أشكال ممارسات السحر والشعوذة في المجتمع السعودي وفقا لما يردده الآخرون ؟
2 - ما أهم أشكال ممارسات السحر والشعوذة التي استجدّت في المجتمع السعودي في العصر الحاضر ؟
3 - ما أكثر شرائح المجتمع تعرضا للوقوع تحت تأثير المشعوذين ؟
4 - ما آثار الاستعانة بالسحر والمشعوذين على الفرد ؟
5 - ما الآثار الاجتماعية المترتبة على الاستعانة بالسحرة والمشعوذين ؟
6 - ما الأسباب التي تدفع الفرد إلى اللجوء أو التعامل مع السحرة والمشعوذين ؟
7 - ما أهم سبل الوقاية من انتشار ممارسات السحر والشعوذة في المجتمع ؟
تساؤلات الدراسة الثانية:
تضمنت الدراسة الثانية التساؤلات الرئيسة والفرعية التالية:
أولا: ما مدى تفشي المعتقدات ذات العلاقة بالسحر والشعوذة ؟
ويتفرع منه:
1 - هل يوجد اختلاف بين الذكور والإناث في نسبة تفشي المعتقدات الخاطئة التي لها علاقة بظاهرة السحر والشعوذة ؟
2 - ما هي العلاقة بين متغير العمر وبين وجود اعتقادات خاطئة حول السحر والشعوذة ؟
3 - هل يوجد اختلاف بين المتزوجين وغير المتزوجين في الاعتقادات الخاطئة التي لها علاقة بظاهرة السحر والشعوذة؟
4 - ما العلاقة بين وجود مشكلات يعاني منها الأفراد وبين وجود اعتقادات خاطئة لها علاقة بظاهرة السحر والشعوذة؟
5 - ما العلاقة بين متغير التدين وبين وجود اعتقادات خاطئة لها علاقة بظاهرة السحر والشعوذة؟
ثانيا: ما مدى تفشي بعض الممارسات ذات العلاقة بالسحر والشعوذة؟
ويتفرع منه:
1 - هل يوجد اختلاف بين الذكور والإناث في نسبة تفشي الممارسات الخاطئة التي لها علاقة بظاهرة السحر والشعوذة؟
2 - ما العلاقة بين متغير العمر وبين وجود ممارسات خاطئة لها علاقة بظاهرة السحر والشعوذة؟
3 - ما العلاقة بين متغير المستوى التعليمي للفرد وبين وجود ممارسات خاطئة لها علاقة بظاهرة السحر والشعوذة ؟
4 - هل يوجد اختلاف بين المتزوجين وغير المتزوجين في الممارسات الخاطئة التي لها علاقة بظاهرة السحر والشعوذة ؟
5 - ما الفرق بين من يعانون من بعض المشكلات وغيرهم في الممارسات التي لها علاقة بظاهرة السحر والشعوذة لدى أفراد العينة ؟
6 - ما العلاقة بين وجود مشكلات يعاني منها الأفراد وبين وجود اعتقادات خاطئة لها علاقة بظاهرة السحر والشعوذة ؟
7 - ما العلاقة بين الاعتقاد في كفاءة العلاج الشعبي وكل ممارسة من الممارسات الخاطئة التي لها علاقة بظاهرة السحر والشعوذة ؟
8 - ما العلاقة بين الممارسات الإيجابية ( التدين وطلب العلم الشرعي ووجود المساندة الاجتماعية ) وكل ممارسة من الممارسات الخاطئة التي لها علاقة بظاهرة السحر والشعوذة ؟

المصطلحات المستخدمة في الدراسة
1 - السحر ( magic ):
يعرف الطيار والمبارك ( 1415 ) السحر بأنه: " عزائم ورقى وعقد تؤثر في القلوب والأبدان فيمرض ويقتل ويفرق بين المرء وزوجه، ويأخذ أحد الزوجين عن صاحبه، قال تعالى ( ) [ البقرة: 102 ]. ( ص 171 ).
ويعرف قاموس علم الاجتماع ( غيث، 1979 م ) السحر بأنه: " مجموعة أساليب تستخدم للتأثير على القوى الطبيعية أو الخارقة للطبيعة عن طريق أداء بعض الممارسات الشعائرية التي يعتقد أنها تؤدي إلى النتائج المرغوبة. ولا يعتبر السحر في المجتمع الحديث جزءا من نسق منظم يشتمل على معتقدات وأدوار ولكنه في مجتمعات أخرى، ( بدائية وتقليدية ) يكون أكثر تنظيما، فيشغل " السحرة " حينئذ مراكز محددة ويقومون بأدوار متخصصة. ويلعب الساحر في هذه المجتمعات دورا لا يختلف كثيرا عن دور الأخصائي في ميدان الطب والدين. الجدير بالذكر أنه عندما يفشل الدين والعلم في إشباع الرغبات الإنسانية وحل المشكلات الملحة، فقد يحل السحر محلها ويقوم بدور التوافق " ( ص 275 ).
ويعرفه سيد قطب ( 1398 هـ ) – رحمه الله – بقوله " السحر خداع الحواس وخداع الأعصاب والإيحاء إلى النفوس والمشاعر وهو لا يغير من طبيعة الأشياء ولا ينشئ حقيقة جديدة لها ولكنه يخيل للحواس والمشاعر بما يريده الساحر، وهذا هو السحر كما صوره القرآن في قصة موسى عليه السلام " ( ص: 4007 ).
وتعرف موسوعة علم النفس والتحليل النفسي ( 1978 م ) السحر بأنه: " ممارسة خرافية تقوم على افتراض أن العمليات الطبيعية يمكن التأثير عليها أو التدخل في سيرها، بأفعال تؤثر في العناصر أو العوامل الطبيعية وتستميلها " ( ص: 446 ).
ويعرف الباحثان السحر تعريفا إجرائيا بأنه: علم له قواعده المنهجية وفن يتطلب قدرا من الخبرة، ويتضمن اعتقادات كفرية مخرجة من الملة وممارسات تتطلب مهارات متنوعة يظهر من خلالها قدرة الساحر على الإتيان بتصرفات سحرية ( خرافية ) خارقة لبعض قوانين الحواس في ظاهرها، ويهدف الساحر من ورائها إلى السيطرة أو التأثير على قوى ومشاعر وأحاسيس واعتقادات الآخرين بدعوى جلب مصلحة لذلك الشخص أو رد ضرر عنه.
2 - الشعوذة ( witchcraft, sorcery ):
يعرفها غيث ( 1979 م ) بأنها: " ممارسة السحر الأسود أو الشعوذة وهناك اعتقاد سائد في المجتمعات البدائية بوجود قوى خفية وخارقة للعادة تستخدم في أغراض ضارة وشريرة " ( ص 514 ).
وتعرف موسوعة علم النفس المختصرة ( of Psychology, 1987 Concise Encyclopedia ) الشعوذة بأنها " تأثير ناتج عن غل أو ضغينة يمارسه شخص ما للتأثير على شخص آخر عن طريق استخدام بعض الوسائل السحرية، ولكن هذا المصطلح يستخدم من الأوربيين ليدل على السحر والشعوذة معا " ( ص 1156 ).
ويعرف الباحثان الشعوذة تعريفا إجرائيا بأنها: " اعتقادات وممارسات خرافية غير خارقة للعادة يهدف المشعوذ من خلالها إلى التأثير على اعتقادات ومشاعر وأحاسيس وسلوك شخص آخر بدعوى جلب مصلحة أو رد ضرر من خلال استغلال حاجة الرفد وجهله بما يقوم به المشعوذ من حيل وتصديقه لما يزعمه من أكاذيب.
3 - الخرافة ( superstition ):
يعرف معجم مصطلحات العلوم الاجتماعية ( 1982 م ) الخرافة بأنها " جملة الأفعال أو الألفاظ أو الأعداد التي يظن أنها تجلب الحظ أو النحس. والخرافات عبارة عن رواسب معتقدات دينية قديمة لا تجد اليوم سندا لها من المعتقدات الدينية السائدة أو من الحقائق المقررة. كما يدل الاصطلاح على الارتباط بمبدأ أو منهج من غير نقد أو تحليل " ( ص 415 ).
ويعرف الباحثان الخرافة بأنها " مجموعة من الاعتقادات والممارسات التي تخالف الحقائق ولا يمكن ربط مقدماتها بنتائجها بطريقة موضوعية، يتمسك بها الأفراد ويعتقدون بصحتها بصورة شبه مطلقة ويعتمدون عليها في تفسير بعض ما يقع لهم من أحداث في حياتهم اليومية.
4 - الكهانة والعرافة ( divination ):
الكهانة لها ارتباط بالتنجيم فقد كانت العرب تسمي المنجم كاهنا، وفي هذا السياق تعرف سامية الساعاتي ( 1983 م ) الكهانة فتقول: " إن الكهانة هي حرفة الكاهن والكاهن كل من تعاطى علما دقيقا. ومن العرب من كان يسمي المنجم والطبيب كاهنا " ( ص 78 ).
وتعرف الساعاتي العرافة أيضا فتقول: " العرافة لغة هي حرفة العراف والعراف هو المنجم وطبيب العرب والعرافة ( witchcraft ) هي فن التنبؤ بواسطة الاتصال بالأرواح الشريرة، وكان معناها الأصلي عكس ما صار شائعا عنها فلقد كان العراف هو الشخص صاحب الحكمة والبصيرة وقد اشتقت هذه اللفظة الإنجليزية ( witch ) من الكلمة ( wit ) ومعناها " يعرف أو يدرك " ولكن منذ حوالي القرن الخامس عشر اقتصر استخدام كلمة عرافة على الاشتغال بالسحر بواسطة التنجيم أو الرجم بالغيب، سواء كان الممارس لها رجلا أو امرأة " ( ص 77 ).
ويعرف قاموس المصطلحات الاجتماعية ( 1982 م ) الكهانة بأنها " الأعمال التي يزاولها العراف ويهدف للتنبؤ بالمستقبل بمعاونة الوسائل الخارقة للطبيعة أو السحرية كعلم التنجيم أو التفاؤل أو التشاؤم أو بملاحظة الطيور أو استحضار الأرواح أو العرافة عن طريق قراءة شروخ عظام الحيوانات بعد حرقها أو فتح المندل أو رمي الزهر أو العرافة عن طريق ورق اللعب " ( ص 115 ).
ويتبنى الباحثان هذا التعريف للكهانة لشموليته مع التنبيه إلى كون هذا المفهوم يعد ضربا من الشعوذة، ولكن قد يرد أحيانا كمفهوم مستقل للدلالة على ممارسات الشعوذة الخاصة بالتنبؤ بالمستقبل.

الفصل الثاني
الإطار النظري والدراسات السابقة
المبحث الأول: لمحة تاريخية عن السحر والشعوذة
المبحث الثاني: السحر والشعوذة من المنظور الإسلامي:
1 - آراء بعض علماء السلف.
2 - آراء بعض العلماء المعاصرين.
3 - فتاوى بعض العلماء المعاصرين.
المبحث الثالث: النظريات الاجتماعية المعاصرة في تفسير السحر والشعوذة والدراسات السابقة:
- تمهيد
1 - النظريات.
2 - الدراسات السابقة.

المبحث الأول
لمحة تاريخية عن السحر والشعوذة
عندما يبتعد الإنسان عن منهج الله  فإنه يقع عرضة للوقوع في اعتقادات شركية تعتمد على الأوهام والخرافات، كما أنه قد يلجأ إلى بعض الممارسات التي حرمها الله  وجعلها من الكبائر ومنها اللجوء إلى السحر لحل مشكلاته وتحقيق رغباته.
ومن المعروف أن السحر قديم في تاريخ الإنسان وموجود في معظم الثقافات القديمة والحديثة ويمكن ملاحظة تأثيره على كثير من أوجه النشاط الإنساني مثل التفكير والفنون والفكر والمهن والعلوم والمؤسسات الاجتماعية... إلخ ( Cavendish, 1977 ).
ويذكر بعض الباحثين أن ممارسة السحر كانت منتشرة في بعض المجتمعات لدرجة أنه كان يمارس من قبل غالبية أفراد المجتمع في حياتهم اليومية كما كان سائدا في بعض القبائل البدائية في آسيا وأفريقيا، وكما كان سائدا في الهند وبين اليهود وقدماء المصريين والكلدانيين... إلخ ( السكري، 1409 هـ ).
ويرى بعض الدارسين أن السحر نوعان. السحر الأبيض والسحر الأسود. فالسحر الأبيض هو ما يستخدم من أجل تحقيق الخير للآخرين سواء كان لعلاج المرض أو لجعل الزراعة تتحسن أو لتحقيق النجاح، أما السحر الأسود ( sorcery ) فإنه يستخدم لإحداث المرض والحوادث والكوارث والموت للآخرين. ومن الملاحظ أن ما يمكن اعتباره سحرا أبيض من قبل البعض قد يعد سحرا أسود من قبل الآخرين والعكس صحيح، وذلك حسب من هو المستفيد ومن يقع عليه الضرر. ( New Standard Encyclopedia, pp. 51 - 54 ).
ويذكر ابن حجر العسقلاني ( 1990 م ) أن السحر كان موجودا في زمن نوح إذ زعم قومه أنه كان ساحرا كما أن السحر كان موجودا وشائعا في قوم فرعون كما يتضح من قصته مع موسى عليه السلام، وهذا قبل فترة النبي سليمان عليه السلام الذي جمع كتب السحرة ودفنها تحت كرسيه. ولكن بعد موته استخرجت الشياطين تلك الكتب أو دلت اليهود عليها فعاد السحر إلى الانتشار بين اليهود الذين اتبعوا ما تتلو الشياطين كما ورد في الآية قال تعالى ( ) [ البقرة: 102 ].
لقد كانت بعض المجتمعات القديمة تعزو كل شيء غريب إلى السحر، سواء كان ذلك الشيء الغريب يتعلق بالإنسان أم بالبيئة المحيطة به، ولذلك كانوا يفسرون الأمراض والكوارث بل وحتى التنبؤات أو الرسالات التي يأتي بها الأنبياء بالسحر فنجد مثلا أن فرعون يتهم موسى وهارون بأنهما ساحران، قال تعالى ( ) [ طه: 63 ].
ويبين السكري ( 1409 هـ ) أن المؤرخين يؤكدون على أن أول ما كتبه الإنسان – كما تشير إلى ذلك النقوش على الصخر – كان عن السحر. وقد استخدم السحر من قبل الإنسان القديم لحماية الزراعة والسيطرة على الطيور والحيوان من أجل اصطيادها. وأهم من هذا وذاك، استخدم الإنسان السحر للتداوي من الأمراض والمشاكل التي تواجهه. ولم يقف استخدام الإنسان للسحر عند ما هو خير بل كان يستخدمه لإيذاء الآخرين والسيطرة عليهم والإيقاع بهم في حبائل الشر والمرض.
والسحر يهتم بما هو عملي، أي كيف تحقق النتيجة المطلوبة، ولا يهتم كثيرا بالوسيلة التي يتحقق بها أو بالسبب. وهذا هو الأساس النفسي الذي يجعل السحر مرغوبا من قبل الأفراد الذين يلجأون إلى السحرة. فالساحر يزعم أن اتباع الإجراءات المحددة لا بد أن يؤدي إلى النتائج المرغوبة، أي أنه عندما لا تتحقق النتيجة التي زعمها الساحر فإنه يرد ذلك إلى عدم الالتزام بالإجراءات التي حددها لمن يتردد عليه. وهنا يمكن القول: إن الساحر يستغل في كثير من الأحيان جهل الأفراد ببعض القوانين التي تحكم الظاهرة كما كان يحصل أيام الفراعنة حينما كان السحرة يطلبون من المزارعين في مصر أن يقدموا القرابين للنيل في وقت محدد من العام هو الوقت الذي يتوقع حدوث فيضان النيل. وكان قدماء المصريين يعتبرون السحر ليس وسيلة من أجل تحقيق الرخاء والنجاح فقط، بل أيضا وسيلة للدفاع عن الأفراد والجماعات ضد الآفات وأشكال الشر التي تنجم عن الكوارث الطبيعية أو غير الطبيعية كتلك التي يعزونها إلى الحظ السيئ أو الشياطين ( Cavendish, 1966 ).
أما في المجتمعات البدائية التي لم يكن لها حضارة فقد كان السحر مرتبطا بالدين أو الاعتقادات التي يؤمنون بها والتي غالبا ما تدور حول بعض القوى الخارجية في الطبيعة التي تسيطر على حياة الأفراد من وجهة نظر رجال الدين في هذه المجتمعات ( سليم، 1409 هـ ).
وترى سامية الساعاتي ( 1983 م ) أن السحر ظاهرة عالمية مما يطلق عليه " النظائر الثقافية " ( Cultural Parallels ) أي تلك الظواهر التي تتشابه من حيث وجودها في مختلف أجزاء العالم.
ومن أكثر أشكال الكهانة انتشارا هو ما يسمى بالتنجيم الذي وجد في أغلب الأمم والحضارات إذ يوجد منه أشكال متنوعة في الحضارة اليونانية والرومانية والبابلية والمصرية ومختلف الحضارات في الشرق الأوسط والشرق الأدنى.
ويذكر كيفن دش ( Cavendish, 1977 ) أن الرومانيين كانوا في فترة من الفترات قد اشتهروا بوجود العلوم إضافة إلى اهتمامهم بالشعوذة والكهانة وبالجماعات السحرية أو الباطنية كما يطلق عليها ( Occult ) إضافة إلى عدم وجود الدين لديهم خاصة قبل قيام المسيحية، وقد كانت قضايا السحر والكهانة والأشباح والعلاج الروحي والإخبار عن المستقبل والتنجيم من أهم ما يسيطر على أفكار علية القوم أو المثقفين منهم، وكانت الحروب التي قادها الإسكندر المقدوني ( ت323 قبل الميلاد ) التي استولى فيها على سوريا ومصر والشام وإيران إلى الهند، كانت هذه الحروب بداية تأثر الرومان بالأديان والسحر والتنجيم التي كانت سائدة في هذه البلدان، حيث انتقلت بعض هذه الأفكار التي كانت سائدة عند السوريين والمصريين والبابليين واليهود والفرس والهنود إلى الرومان، فأصبح لديهم مجموعة متنوعة من أشكال السحر والكهانة والدجل والشعوذة. وقد كان اعتقاد اليونانيين من بعد الرومان في السحر والشعوذة والكهانة أكثر بروزا من سابقيهم حيث شاع لديهم أن الكهان على الطريقة الفارسية يملكون أسرار الحكمة ولديهم القوى أو السلطة الخارقة للطبيعة ( super natural ).
وكان فن السحر – كما كانوا يطلقون عليه – ينظر إليه عند اليونانيين على أنه أكثر أهمية من الشعائر الدينية حيث يمكن للساحر أن يفسر الفأل الحسن ( omens ) ويفسر الأحلام. إضافة إلى ذلك، كان هؤلاء السحرة يشتهرون بدراسات التنجيم مما جعلهم يعملون كمستشارين لدى ملوك اليونان، وقد كانوا يقومون بتعليم وتربية أمراء الأسر الحاكمة في ذلك الزمان ( ص 11 - 22 ).
ويذكر كيفين دش ( Cavendish, 1977 ) أن التنجيم كان سائدا وخاصة بين النساء في الحضارة اليونانية والرومانية، فقد ذكر أن أحد أهم الكتب التي كتبت بعد ميلاد المسيح عليه السلام بمائة عام أشارت إلى أن النساء المرموقات في ذلك العصر، كن لا يقمن بأي عمل مهم في حياتهن اليومية دون استشارة كتب التنجيم التي كانت منتشرة لمعرفة ما إذا كان الحظ مناسبا أو لا للقيام بما يردن القيام به. ويشير كيفن دش كذلك إلى أن التنجيم كان أهم أنواع الكهانة في الحضارة الرومانية، بل إن كثيرين كانوا يعدونه أحد العلوم، وكانوا يربطون الشمس والقمر والنجوم وحركتها المنتظمة خلال العام بالآلهة لديهم، أي أن هذه الكواكب والنجوم تؤثر على أقدار الناس ومستقبلهم، فكوكب المريخ ( Mars ) مثلا هو إله الحرب لديهم، والزهرة ( Venus ) هو إله الحب، وهذه وغيرها من الكواكب لها صفة إلهية كما كانوا يعتقدون. وهذا كان سائدا حتى بين علمائهم مثل أفلاطون وأرسطو.
ويعتقد أن التنجيم – كما يذكر كيفن دش ( Cavendish, 1977 ) – يعود إلى عصر البابليين الذين كانوا يرون أن ما يحدث في السماء من حركة للكواكب والنجوم وغير ذلك من حركة المذنبات والخسوف والكسوف والأمطار إلى غير ذلك كانت كلها دلائل على ما سيحدث على الأرض، فكان هنالك بعض الكهان والرهبان الذين يحاولون الربط بين هذه الأحداث التي تحدث في السماء وما يحدث على الأرض من أحوال أو أحداث فيعزونها إلى تغير أحوال الكواكب والنجوم.
وقد كانت لهم آراء عجيبة في تفسير حركة الكواكب فمثلا عندما تشاهد الشمس والقمر معا في اليوم الثالث عشر من الشهر فإن ذلك يعني أنه سيكون هنالك اضطرابات، وأن التجارة والأعمال لن تكون مربحة في ذلك العام، بل إن الأعداء سيهاجمون أرض الوطن قريبا، أما إذا شوهدت الشمس والقمر في اليوم الرابع العشر من الشهر معا، فإن هذا يعني المزيد من العيش الرغد، ويعني أيضا أن البلاد ستنعم بخير كثير.
أما التنجيم الولادي ( Natal Astrology )، وهو استخدام البروج للأفراد بناء على تاريخ الميلاد أو الحمل فإنه – كما يذكر كيفن دش – أمر حدث متأخرا نسبيا؛ إذ إن أول ما وجد هذا النوع من التنجيم في مصر في القرن الخامس قبل الميلاد وكذلك في الحضارة البابلية في القرن الرابع قبل الميلاد. ولقد افتتن الرومان واليونانيون بالتنجيم فأسست له بعض المدارس لتعليمه من بداية القرن الثاني قبل الميلاد إذ أسست في العام 280 ق. م مدرسة في جزيرة كوس على يد الكاهن أو الراهب كيوروسس لتعليم التنجيم البابلي ( انظر: ص 22 - 38 ).
ويرى الشهاوي ( 1989 م ) أن التنجيم قد بلغ شأنا عاليا وخاصة في العراق أو بلاد ما بين النهرين كما تسمى، فقد كان الكهان في بابل يدرسون النجوم ويطلقون عليها الأسماء وكانوا منذ القرن السابع قبل الميلاد يعرفون الأبراج، وقد اكتشفوا اثني عشر برجا في السماء هي نفسها التي نعرفها الآن ( الحمل، الثور، الجوزاء، السرطان، الأسد، العذراء، السنبلة، الميزان، العقرب، القوس، الجدي، الدلو، الحوت )، ونسبوا إلى هذه الأبراج الكثير من الخصائص التي تجعلها مصدرا للخير أو الشر، كذلك الحال في مصر فقد انتقل إليها التنجيم من بابل، ولكن المصريين لم يبدوا اهتماما كبيرا بالتنجيم وكانوا يهتمون أكثر بالفلك، أي برصد حركة النجوم لكي يستنيروا بذلك في إقامة المشروعات الهندسية والمعمارية والتقويم وغير ذلك مما له علاقة بالحياة اليومية. ويرى الشهاوي أيضا أن بلاد الإغريق طورت التنجيم حتى بلغ شأنا بعيدا كما نعرفه الآن، فقد ربطوا بين آلهتهم والأجرام السماوية والنجوم والكواكب وقاموا بصناعة الأسطرلاب، وهي آلة تستخدم في الفلك ولها مئات الاستخدامات في مجال القياسات الفلكية لضبط الوقت وقياس ارتفاع الجبال.. إلخ.
ومنذ عام 200 ق. م ظهرت المؤلفات الإغريقية في التنجيم، وقد بلغ التنجيم ذروته على يد بطليموس في القرن الثاني الميلادي الذي يعتبر من أعظم الفلكيين في العصر القديم، والذي استمرت خرائطه وجداوله عن النجوم والكواكب ليس لها مثيل من حيث الدقة حتى القرن السابع عشر الميلادي. وقد كانت كتبه في التنجيم أهم الكتب في العصور القديمة، بل إنه يعتبر من المؤسسين لعلم الفلك، وقد كان بطليموس من الذين لفتوا انتباه الناس إلى التنجيم، فأصبح الرومانيون يهتمون به من كافة شرائح المجتمع، وقد كان بعض حكامهم، مثل الإمبراطور أغسطس، يؤمنون إيمانا كاملا بالتنجيم ويسيرون أمورهم وفق ما يخبرهم به المنجمون ( الشهاوي، 1989 م ).
ولكن ماذا عن السحر والكهانة بعد مجيء المسيح عليه السلام ؟
للإجابة عن هذا السؤال يقول كيفن دش ( Cavendich, 1977 ) إن ما يتوفر لدينا يعتمد على بعض الكتابات التي كتبها اليونانيون والرومانيون واليهود عن هذه الحقبة؛ إذ إنه من المعروف أن المسيحية بدأت في جماعات صغيرة، ولم تنتشر بشكل كبير إلا بعد موت المسيح عليه السلام، وقد كانت هذه الجماعات تبشر باكتشاف الناس لهويتهم والخلاص والحياة السعيدة بعد الموت، وقد كان هذا الأمر غير مقبول لدى الدولة الرومانية التي كانت تؤمن بتعدد الآلهة وتنظر إلى المسيحيين على أنهم محرك للشر، وأنهم كانوا وبالا على الحياة الاجتماعية خاصة وأن المسيحيين من الرجال والنساء كانوا يدعون بعضهم البعض بالأخ والأخت، وكانوا يعقدون جلسات عبادة معا، وكانوا يتبادلون القبلات أو ما يسمونه قبلات السلام. ولذلك فقد كان الرومان ينظرون إليهم على أنهم يمارسون بهذه العادات سلوكا منافيا لأخلاق المجتمع الروماني. ولقد اتهم المسيح عليه السلام نفسه من قبل الرومان وغيرهم في زمانه بأنه ساحر وذلك للكرامات التي أعطيها المسيح عليه السلام، ولكن هذه التهمة لم تصمد وذلك لكون الناس كانوا ينجذبون إلى فكرة الكرامات ( انظر: ص 43 - 52 ).

المبحث الثاني
السحر والشعوذة من المنظور الإسلامي
نعرض فيما يلي للسحر والشعوذة وما في حكمهما من المنظور الإسلامي، وذلك بعرض آراء علماء سلف الأمة ثم آراء العلماء المعاصرين، ونختم هذا الجزء بعرض فتاوى بعض العلماء المعاصرين في الموضوع.
1 - آراء بعض علماء السلف في السحر والشعوذة
لقد جاءت الأديان السماوية لتخلص الإنسان من أوهام كثيرة، من وهم وجود آلهة غير الله تعبد، ومن وهم الالتجاء إلى قوى خارجية لمساعدته. ومن وهم الاعتقاد بوجود قوى خارقة لبعض البشر كمعرفة الغيب والقدرة على الإيذاء أو الرزق أو إعطاء الخير، ولقد كانت الشرائع السماوية وما زالت هي الملجأ الأول والأخير للإنسان الذي يبحث عن الراحة وعن الخروج من براثن الوهم بأشكاله.
ولا شك أن الدين الإسلامي الذي جاء به النبي  خاتم الأنبياء هو الدين الحق الذي جاء ليستكمل ما فات في الأديان السماوية السابقة فجاء كاملا مكملا من عند الله ليخرج هذا الإنسان من الخضوع لأي سلطة وهمية مهما كانت، ويجعله يتجه بقلبه وعلقه ومشاعره إلى الخالق الفرد الأحد وهو الله سبحانه وتعالى.
فإذا وعى الإنسان حقيقة أنه خلق حرا ليعبد الله ويوحده ويوقن إيقانا تاما أن الله هو الذي خلقه وهو الذي رزقه وهو الذي قدر كل شيء في حياته قبل أن يأتي إلى هذه الأرض سيجنح بعقله وقلبه إلى اتباع الحقيقة ويترك خزعبلات وأوهام السحرة والمشعوذين والدجالين الذين كان خطرهم كبيرا في كل عصر من العصور. ولكن في هذا العصر الحديث أصبحت هنالك وسائل كثيرة لانتشار ألاعيب السحرة وخدعهم، وأصبح خطرهم كبيرا على هذا الإنسان المعاصر الذي بدوره يتحمل جزءا كبيرا من المشكلة، هذا الجزء هو صدوده بشكل عام – والمسلم بشكل خاص – عن البحث عن الحقيقة في مظانها، في القرآن الكريم والسنة النبوية بالنسبة للمسلم، ففيهما الشفاء الكامل الذي يمنع من الوقوع في مجاهيل وظلمات الشعوذة والسحر والخرافة وغيرها مما يسترق العقل والفؤاد؛ فيسيطر على المشاعر والفكر ويجعل الإنسان حائرا لا يدري أين يذهب وإلى من يلجأ.
وقد حارب الإسلام السحر والشعوذة والكهانة والخرافة وغيرها من الظواهر التي تعطل ملكة التفكير عند الإنسان المسلم وتجعله أسيرا للوهم لمن يسوقه من السحرة والعرافين الذين يستغلون حاجة الناس وجهلهم بالعلم الشرعي وبعدهم عن الكتاب والسنة ليسيطروا عليهم من خلال جعلهم متعلقين بالسحر والخرافات.
لقد اعتبر الإسلام استخدام السحر ولبس الحلق والخيط وتعليق التمائم وتصديق العرافين والتطير والتنجيم والاستعانة بغير الله  شركا منافيا لكمال التوحيد. ولما لهذه الشركيات من آثار خطيرة على المجتمع الذي تنتشر فيه، فقد حاربها الإسلام من خلال غرس العقيدة الصحيحة في نفوس الناس ونشر العلم الشرعي في المجتمع.
والمتتبع لتاريخ المجتمعات الإسلامية يجد أنه كلما زاد انتشار العلم الشرعي بين الناس، وكلما كانت المصادر التي يتلقون منها هذا العلم موثوقة، كان اتجاه الناس نحو استخدام السحر والشعوذة والخرافة قليلا، والعكس صحيح. ففي حالة غياب العلم الشرعي الصحيح وضعف تأثيره في النفوس تجد هذه الأمور مرتعا خصبا للبروز والانتشار. وحالة شبه الجزيرة العربية قبل وبعد دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب – رحمه الله – أكبر دليل على ذلك ( ابن بشر، د. ت ).
والناظر إلى واقع مجتمعاتنا الإسلامية اليوم يجد أن السحر والشعوذة والدجل والخرافات قد بدأت في الانتشار مرة أخرى متخذة أنماطا متعددة مثل السحر والكهانة وتحضير الأرواح ورمي الودع أو الزهر والتطير والتنجيم وتعليق التمائم ( الحجب ). ولقد زادت أعداد الذين يذهبون إلى السحرة والمشعوذين والدجالين طلبا للمساعدة في حل مشكلاتهم النفسية والاجتماعية. بل لقد انتشرت الكتب والمجلات والنشرات الشعبية التي تسوق قصص السحر والشعوذة والخرافة بين العامة. ويقابل هذا الانتشار ندرة في الدراسات العلمية المنهجية التي تدرس هذه الظاهرة – ظاهرة السحر والشعوذة – دراسة ميدانية وتحاول معرفة أسبابها والعوامل التي تسهم في انتشارها في مجتمعنا المحلي بشكل خاص والمجتمع العربي والإسلامي بشكل عام.
ورغم ما قلنا فإن الإنسان يظل دائما مفتونا بالخوارق والمعجزات والسحر وغير ذلك من الظواهر التي لا يستطيع لها تفسيرا، وقد تظهر له بعض الأمور التي تدعوه إلى حب الاستطلاع أو الفضول فينساق وراءها ولا يصل إلى غاياتها ونتائجها. والسحر كغيره من الأمور الخارقة للعادات يختلف فيه الكثير من الناس، بل إن الاختلاف حوله موجود حتى بين العلماء، فلو راجعنا آراء العلماء حول السحر لوجدنا أن القرطبي مثلا يرى أن السحر موجود وله حقيقة ( انظر: ص 44 ). وبعض العلماء يرى أن بعض أنواع السحر هي شكل من أشكال الدجل، وهذا ما قال به مثلا الباقلاني ( د. ت ) الذي تحدث في كتابه " البيان " عن الفرق بين المعجزات والسحر فذكر أن هنالك أمورا كثيرة ينفرد بها السحرة وأمورا أخرى قد يتساوون فيها مع غيرهم من الكهان والمشعوذين، فهي لا تكون خارقة للعادة ( انظر: ص 54 - 70 ).
حقيقة السحر:
ما زال الجدل قائما بين الباحثين في ظاهرة السحر حول حقيقته وماهيته، بمعنى هل للسحر حقيقة ؟ وما هي طبيعته وكيف يمكن تفسير هذه الماهية ؟
وهذا الاختلاف حول حقيقة السحر قديم قدم ظاهرة السحر نفسها، وذلك قد يعود إلى عدة عوامل منها:
1 - تعقيد ظاهرة السحر نفسها وعدم فهم الكثيرين لها.
2 - تنوع أشكال السحر من ثقافة إلى أخرى ومن عصر إلى آخر بل ومن شريحة اجتماعية إلى أخرى؛ إذ إن هذه الظاهرة قد أخذت أشكالا متنوعة في ثقافات وشرائح اجتماعية مختلفة.
3 - السرية التي تحاط بهذه الظاهرة من قبل من يمارسونها وعدم الحديث عنها بشكل واضح وذلك من أجل إضفاء نوع من الهالة عليها وربما لإشاعة الخوف بين العامة ممن يمارسون هذه الظاهرة وذلك لتحقيق أهداف متعددة أهمها منعهم من الوشاية بهم والاعتقاد بقدراتهم الخارقة وابتزازهم واستغلال عواطفهم.
4 - الخوف من السحر يجعل الكثير من الناس يتجنب البحث فيه لئلا يتعرض للأذى في نفسه أو أهله أو ماله سواء من السحرة أنفسهم أو من الذين قد يحتاجون أحيانا لمخالطة هؤلاء السحرة والمشعوذين ومن يتردد عليهم لمعرفة أبعاد هذه الظاهرة.
يقول ابن حجر العسقلاني ( 1990 م ) في كتابه " السحر والكهانة والحسد " أن السحر يطلق على معان منها:
1 - كل " ما لطف ورق ومنها سحرت الصبي أي خدعته واستملته " ( ص 13 )، وهو بهذا المعنى يتضمن عددا من الأمور التي لا تتعارض مع الشرع؛ إذ قد يشمل سحر البيان كما ورد في الحديث { إن من البيان لسحرا}، وسحر الطبيعة أو سحر الجمال وكلها أمور تدل على المبالغة في تأثير ما يقال أو يسمع أو يشاهد.
2 - السحر الذي يتضمن الخداع والتخييلات التي لا حقيقة لها وهذا ما يقوم به المشعوذ أو الساحر عن طريق خفة اليد أو الحركات التي يقوم بها بمساعدة من معه أو باستخدام أدوات تعينه في أداء مهمته. وهذا ما يشير إليه القرآن الكريم في قوله تعالى: ( ) [ طه: 66 ]، وقوله تعالى: ( ) [ الأعراف: 116 ].
3 - السحر بمعناه الحقيقي الذي يحصل بمعاونة الشياطين من خلال التقرب إليهم والاستماع لهم وإلى ذلك الإشارة قوله تعالى: ( ) [ البقرة: 102 ].
4 - السحر الذي يحصل من خلال التعامل مع النجوم والكواكب والاعتقاد بأهميتها وقدرتها على التأثير على الإنسان.
وقد تحدث ابن حجر العسقلاني ( 1990 م ) عن الاختلاف حول حقيقة السحر بين علماء الشريعة الإسلامية وقسمهم إلى فريقين: الأول يرى أن السحر مجرد تخيلات وأوهام لا حقيقة لها على أرض الواقع وقد قال بذلك عدد من العلماء منهم أبو جعفر الإستراباذي الشافعي وفخر الدين الرازي وابن حزم الظاهري. أما الفريق الثاني ومنهم النووي والجمهور فيرى أن السحر حقيقة قد دلت عليه النصوص الصحيحة من الكتاب والسنة ولا مجال لتأويل هذه النصوص الدالة صراحة على حقيقة السحر.
هذا الخلاف بين الفريقين له دلالته المعرفية؛ إذ إن من قال: إن السحر لا حقيقة له وإنه مجرد تخيلات يتحدث عن تصورات ذهنية لا علاقة لها بالواقع أو بالحواس وخاصة حاسة البصر. أما الفريق الآخر فيرون أن السحر له حقيقة ولكنهم يختلفون في تفسير ما يحدث عند وقوع السحر إلى فئتين: إحداهما ترى أن السحر يحدث تغييرا في مزاج الفرد وعقله فهو بذلك نوع من المرض يعتري النفس البشرية، فتتغير وظائفها وإدراكها لما حولها وهذا الرأي هو رأي جمهور العلماء كما يقول ابن حجر العسقلاني. أما الفئة الثانية فترى أن حقيقة السحر تتعدى المزاج إلى " الإحالة " وهي تغير في حالة الأشياء نتيجة للسحر بحيث يتحول الجماد إلى حيوان، والحيوان إلى جماد، والمتحرك إلى ساكن والعكس بالعكس.
ويورد السكري ( 1409 هـ ) آراء بعض المذاهب في بيان حقيقة السحر، فعلماء المذهب الحنفي يعرفون السحر بأنه علم يستفاد منه وذلك عن طريق ممارسات غريبة لأسباب غير معروفة. ويتفق معهم بعض علماء المذهب المالكي ويضيفون أن السحر قد يكون فيه ما هو خارق للعادة. ويرى فريق آخر من علماء المالكية أن السحر جنس يدخل تحته ثلاثة أنواع هي:
النوع الأول: السيمياء: وهو ما يتم تركيبه من مواد أرضية ينتج خواص معينة وتأثيرات على الحواس الخمس ( السمع والبصر واللمس والشم والتذوق ) وقد يتعدى تأثير ذلك إلى الذهن فتحدث الأوهام وغياب الفكر.
النوع الثاني: الهيمياء: ويحدث فيها نفس التأثيرات على حواس الإنسان ولكن تعزى إلى الكواكب والأفلاك والأجرام السماوية.
النوع الثالث: خواص تتعلق بالحيوانات وغيرها من الموجودات مثل الحجارة، إذ يعمد الساحر إلى فعل يوظف فيه خصائص هذه الموجودات بطريقة تحدث التأثير المطلوب من قبل الساحر.
ويرى الشافعية أن السحر هو ممارسة النفوس الخبيثة لأقوال وأفعال ينتج عنها أمور خارقة للعادة. أما الحنابلة فيرون أن السحر عقد ورقى وطلاسم يستخدمها الساحر للتأثير في بدن المسحور وعقله.
ويرى الزيدية أن السحر هو " إظهار القدرة على تبديل الخلق وجعل الإنسان بهيمة وعكسه، وجعل الجماد حيوانا إلى غير ذلك ". ( ص 29 ).
ويلخص السكري آراء علماء الشريعة في فهم حقيقة السحر فيما يلي:
1 - السحر خارق للعادة ويمكن تعلمه وتعليمه.
2 - السحر يشبه الخارق للعادة ولكن قد لا يكون خارقا للعادة على إطلاق العبارة.
3 - أن السحر قد يكون عبارة عن تخييلات وخداع يقوم بها الساحر لاستلاب الذهن وتفكير المسحور.
أنواع السحر:
ولكن لو سألنا هل للسحر أنواع ؟ الجواب نعم من وجهة نظر كثير من العلماء سواء علماء التفسير أو الحديث أو غيرهم. وقد تعددت آراء العلماء قديما وحديثا حول أنواع السحر ( انظر مثلا: فخر الدين الرازي، 1405 هـ، الساعاتي 1983، السكري، 1409 هـ، الحموي، 1410 هـ، الصايم، 1996، الطيار والمبارك، 1415 هـ، أخضر، 1415 هـ ). ويستعرض الباحثان في هذا الجزء من البحث بعض ما ورد من آراء العلماء القدماء والمعاصرين حول أبرز جوانب ظاهرة السحر والشعوذة في المجتمع الإسلامي المعاصر عموما والمجتمع السعودي خصوصا.
يورد ابن كثير في تفسيره ( 1393 هـ )، نقلا عن فخر الدين الرازي، أن للسحر ثمانية أنواع، وهذا التقسيم يكاد يكون الأساس لكافة التقسيمات التي أوردها العلماء من بعد الرازي، وهذه الأنواع هي:
النوع الأول: سحر الكلدانيين والكشدانيين الذين كانوا يعبدون الكواكب السبعة المتحيرة أو السيارة وكانوا يعتقدون أنها مدبرة للعالم وأنها تأتي بالخير والشر، وهم الذين بعث الله إليهم إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام مبطلا لمقالتهم ورادا لمذاهبهم كما يورد ابن كثير.
النوع الثاني: سحر الوهم ويسميه سحر أصحاب الأوهام والنفوس القوية ويرى أن هذا النوع يعتمد على إيهام الآخرين بما يرون على أنه حقيقة وما هو بحقيقة وما هذا إلا استغلال لسذاجة الآخرين.
النوع الثالث: السحر الذي يستعين فيه الساحر بالأرواح الأرضية وهم الجن كما يقول ابن كثير خلافا للفلاسفة والمعتزلة، والجن في هذه الحالة قسمان: قسم مؤمن وقسم كافر وهم الشياطين. ويورد ابن كثير أن الاتصال بشياطين الجن، وهي الأرواح الأرضية، أسهل من الاتصال بالأرواح السماوية، ويحصل هذا الاتصال بهذه الأرواح الشريرة أو الشياطين عن طريق الرقى والدخن والتجريد، وهذا ما يطلق عليه أحيانا العزائم أو عمل التسخير للجن.
النوع الرابع: سحر التخيلات والأخذ بالعيون والشعوذة، ويقول في ذلك أن البصر قد يخطئ ويشتغل بالشيء المعين دون غيره، وهنا يقوم الساحر بإشغال الناس، وذلك عن طريق جعلهم يركزون على شيء معين ويقوم هو بعمل شيء آخر بسرعة شديدة كما يقول، أي مثلما تم من قبل سحرة فرعون؛ فما قاموا به إنما هو نوع من الشعوذة ولهذا قال تعالى: ( ) [ الأعراف: 116 ]، وقال تعالى: ( ) [ طه: 66 ]، قالوا: ولم تكن تسعى في حقيقة الأمر.
النوع الخامس: سحر استخدام الأمور أو الآلات أو بعض المعارف كالهندسة وغيرها من الأمور التي تجعل الناس يتخيلون بعض الأمور التي تختلف في ظاهرها عن باطنها لعدم معرفة الرائي بما وراء هذه التخيلات من خواص أو صفات تجعلها تبدو على هذه الهيئة.
النوع السادس: سحر " الاستعانة بخواص الأدوية في الأطعمة والدهانات " قال: واعلم أنه لا سبيل إلى إنكار الخواص؛ فإن تأثير المغناطيس مشاهد، قلت – أي ابن كثير –: ويدخل في هذا القبيل كثير ممن يدعي الفقر ويتحايل على جهلة الناس بهذه الخواص؛ مدعيا أنها أحوال له من مخالطة النيران ومسك الحيات إلى غير ذلك من الحيل.
النوع السابع: سحر التعليق للقلب وهو أن يدعي الساحر أنه عرف الاسم الأعظم، وأن الجن تطيعه وتنقاد له في أمور كثيرة وهنا يؤدي المستمع دورا كبيرا؛ فإذا كان من يستمع إلى الساحر لديه قابلية للإيحاء أو أنه لا يستطيع التمييز فإنه قد يصدق ما يسمع وذلك بسبب الخوف مما يسمع، فإذا حصل الخوف كما يقول: ضعفت القوى الحساسة، وعندها يتمكن الساحر من فعل ما يريد.
النوع الثامن:
هو السعي بالنميمة من وجوه خفية، وهذا شائع بين الناس ومعلوم أن أثر النميمة أثر شديد يشبه أثر السحر في التفريق بين الأفراد، وهي حرام إلا إذا كانت على وجه الإصلاح بين الناس ورفعة المسلمين والشد من أزرهم فهذا مطلوب كما قال الرسول  {الحرب خدعة} ( ابن كثير، 1393 هـ، ص 99 - 101 ).
ويذكر محمود ( 1419 هـ، ص 12 - 19 ) أيضا بشيء من التفصيل أن للسحر أنواعا ولكل نوع مظاهره وأسبابه التي قد تختلف نسبيا من نوع إلى آخر. وهذه الأنواع هي:
أولا: سحر التفريق:
وهذا يكون للتفريق بين المرء وزوجه، وبينه وبين والديه وبقية أهله، وبينه وبين شركائه في التجارة. ودليل هذا النوع من السحر ما رواه جابر بن عبد الله رضي الله تعالى عنه عن الرسول  أنه قال: {إن إبليس يضع عرشه على الماء، ثم يبعث سراياه؛ فأدناه منه منزلة أعظمهم فتنة، فيجيء فيقول: فعلت كذا وكذا فيقول: ما صنعت شيئا. قال: ثم يجيء أحدهم فيقول: ما تركته حتى فرقت بينه وبين امرأته. قال: فيدنيه ويقول: نعم أنت} قال الأعمش: أراه قال: فيلتزمه. رواه مسلم – رقم الحديث في صحيح مسلم 2313.
ويقال: إن أعراض هذا النوع من السحر هو انقلاب الأحوال من حب إلى بعض وكثرة الشرود وعظم أسباب الخلاف وقلب صورة الرجل في عين زوجته أو الزوجة في عين زوجها، وكراهية المسحور للعمل الذي يقوم به الآخرون.
ثانيا: سحر المحبة أو التولة:
وقد ورد عن عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه قال: سمعت رسول الله  يقول: {إن الرقى والتمائم والتولة شرك} رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه وصححه الألباني. وفي هذا النوع تظهر الأعراض في صورة شغف شديد ومحبة وعدم صبر عن المحبوب والرغبة الشديدة في كثرة الجماع بالمحبوب، والتلهف الشديد لرؤية المحبوب وطاعته طاعة عمياء.
ثالثا: سحر التخييل:
وهو الذي ورد في قوله تعالى: ( ) [ الأعراف: 115 - 122 ]. وكذلك قوله تعالى: ( ) [ طه: 65، 66 ]. وسحر التخييل تتضح أعراضه في أن الإنسان المصاب به يرى الثابت متحركا والمتحرك ثابتا، كما أن الحقائق تتغير فيه فيرى المصاب الإنسان الصغير كبيرا والكبير صغيرا.
رابعا: سحر الجنون: وهو ما يوصف حال المصاب به بالجنون وفقدان الاتصال بالواقع من حوله. وقد جاء في الحديث عن خارجة بن الصلت عن عمه {أنه أتى النبي  فمر على قوم عندهم رجل مجنون، فقال أهله: إنا حدثنا أن صاحبكم هذا قد جاء بخبر خير ؟ فهل عندكم شيء تداوونه به ؟ فرقيته بفاتحة الكتاب فبرأ فأعطوني مائة شاة، فأتيت رسول الله  فأخبرته فقال: هل قلت غير هذا ؟ قلت: لا. قال: خذها. قال: فلعمري لمن أكل برقية باطل، لقد أكلت برقية حق}. رواه أبو داود في كتاب الطب رقم 19، وصححه النووي في الأذكار 116 – 117.
وهذا النوع من السحر يتسم بأعراض منها الشرود والخمول والنسيان الشديد والتخبط بالكلام وشخوص البصر ودوران المصاب به وعدم استقراره في مكان واحد أو عدم استقراره في عمل معين، إضافة إلى عدم اهتمامه بمظهره.
خامسا: سحر الخمول:
ومن أعراضه حب الوحدة والانطواء الكامل وكراهية الاجتماع بالآخرين والشرود في الذهن والصداع الدائم والخمول. وهذا النوع من السحر لم يورد المؤلف عليه دليلا من الكتاب والسنة ولا من أقوال العلماء أو المختصين في التعامل مع ظاهرة السحر، ولذلك يرى الباحثان أنه اجتهاد من الكاتب لا مسوغ له. ومثله الأنواع الأخرى التي أوردها ومنها سحر الهواتف وهو الذي يتسم بالأحلام المفزعة والكوابيس التي تحدث في المنام والوساوس وغيرها، حيث يرى المؤلف أن الساحر يرسل بعض الجن ويكلفهم بأن يشغلوا هذا الإنسان في المنام واليقظة فيتمثل له الجن في المنام بالحيوانات المفترسة التي تنقض عليه، فهو اجتهاد من المؤلف، عفا الله عنه.
سابعا: سحر المرض:
ويظهر في صورة ألم دائم في عضو من أعضاء الجسم ونوبات من الصرع وتشنجات وشلل في عضو من أعضاء الجسم لتعطيل أحد الحواس. وهذا أيضا اجتهاد من الباحث، وإلا فلا يوجد دليل من كتاب ولا من سنة على صحة هذا الأمر، بل إن الاعتقاد أن هذه الأمور من السحر قد يعطل الأخذ بالأسباب الطبية المعتبرة في علاج هذه الأمراض التي يظهر منها أنها أمراض جسمية أو نفسية يمكن علاجها.
ثامنا: سحر النزيف:
( الاستحاضة ) وهو مما يختص به النساء حيث يستمر النزيف لدى المرأة وقتا أطول من الوقت المعقول للعادة الشهرية قد يصل إلى عدة أشهر، وقد يكون مقدار الدم قليلا أو كثيرا حسب الحالة. يقول المؤلف في تفسير هذا النوع من السحر: " وفيه يقوم الساحر بتسليط الجني على المرأة المراد سحرها ويكلفه بإنزال النزيف عليها، فيدخل الجني في جسد المرأة ويجري في عروقها مع الدم، فإذا وصل الجني إلى عرق معروف في الرحم ركضه ركضة فسال هذا العرق دما " ( ص 18 ). وهذا التفسير بناه المؤلف على الحديث الوارد عن الرسول  {أن حمنة بنت جحش سألت النبي  عن الاستحاضة قال: إنما هذه ركضة من ركضات الشيطان} رواه أبو داود والترمذي، وفي رواية أخرى للبخاري: {إنما ذلك عرق وليست بالحيضة}. ويرى الباحثان أن الاستحاضة أو النزيف الذي يصيب المرأة له أيضا أسباب أخرى ليس لها علاقة بالسحر، وإنما ببعض التغيرات العضوية التي قد تتعرض لها المرأة.
تاسعا: سحر تعطيل الزواج:
وقد وضع المؤلف له مجموعة من الأعراض التي تظهر على المسحور ومنها: الصداع المتكرر بين الحين والآخر، وتشنج الصدر، ورؤية الخاطب أو المخطوبة في صورة قبيحة، وكثرة التفكير والشرود، وأحيانا قد يصاحب ذلك ألم دائم في المعدة.
وهنا نشير إلى هذه الأعراض جميعها – كما يراها الباحثان – أعراض تحدث لأي إنسان يعاني من غم أو هم وليس بالضرورة أن يكون سببها التعرض للسحر، ولكن قد يكون هذا التفسير هو التفسير الأكثر قبولا لدى عامة الناس لعزو أسباب تأخير الزواج أو غير ذلك من الأمور؛ لأنه تفسير سهل ويريح الأفراد الذين يعانون من المشكلة؛ لأنه يلقي اللوم على عوامل خارجة عن سيطرتهم.
وقد قسم فضيلة الشيخ محمد العثيمين رحمه الله السحر حينما سئل فضيلته عن أقسام السحر إلى قسمين هما: الأول عقد ورقى، أي القراءات والطلاسم التي توصل بها الساحر للانشغال بالشياطين فيما يريد من ضرر المسحور قال تعالى في ذلك: ( ) الآية [ البقرة: 102 ].
الثاني الأدوية والعقاقير التي تؤثر على بدن المسحور وعقله وإرادته وميله حيث يقول: " وهو ما يسمى بالعطف والصرف، فيجعلون الإنسان ينعطف على زوجته أو امرأة أخرى تقوده كما تشاء، والصرف على العكس من ذلك، فيؤثر في بدن المسحور بإضعافه شيئا فشيئا حتى يهلك وبتصوره الأشياء بعكس ما هي عليه. ( محمود، 1419 هـ، ص 33 ).
العلاقة بين السحر واستخدام الجن:
يشير الشهاوي ( 1419 هـ ) إلى العلاقة بين السحر واستخدام الجن في عملية السحر فيقول ما نصه: " والاستعانة بالجن في السحر حقيقة لا شك فيها ولا يمكن إنكارها ومذهب أهل السنة وجمهور علماء الأمة على إثبات السحر، وأن له حقيقة كحقيقة غيره من الأشياء الثابتة خلافا لمن أنكر ذلك ونفى حقيقته وأضاف ما يقع منه إلى خيالات باطلة لا حقائق لها... وقد يتوهم البعض أن كون السحر حقيقة ثابتة ينافي قضية التوحيد وانحصار التأثير لله وحده، والجواب على ذلك أن اعتبار السحر حقيقة ثابتة لا يعني كونه مؤثرا بذاته بل كقولنا: إن السم له مفعول حقيقي ثابت والدواء له مفعول حقيقي ثابت، وهذا كلام صحيح لا ينكر غير أن هذا التأثير بالأمور الثابتة إنما هو الله تعالى: وقد قال تعالى عن السحرة: ( ) [ البقرة: 102 ]. فقد نفى الله  عن السحر التأثير الذاتي ولكنه أثبت له في الوقت نفسه مفعولا ونتيجة مربوطة بإذن الله " ( ص 159 ).
ويوضح الشهاوي أن إذن الله الذي جاء في قوله تعالى: ( ) [ البقرة: 102 ] قد ورد في النصوص على معنيين هما:
1 - إذن الله الكوني القدري وهذا الإذن يشمل أهل الإيمان وأهل الكفر وأهل الطاعات وأهل المعصية، وليس بالضرورة أن يكون هنالك علاقة بينه وبين محبة الله للعبد أو رضاه عنه أو طاعته أو الطاعة أو المعصية فهو يشمل الجميع. وهذا ما يندرج تحته قوله تعالى: ( ) [ البقرة: 102 ] أي بمشيئة الله وهذه المشيئة والإرادة لا يمكن لأحد أن يخرج عنها أبدا.
2 - أما الثاني فهو إذن الله الشرعي أو الديني وهذا الإذن مختص بمن رضي الله عنهم دون سائر الناس كما في قوله تعالى: ( ) ولذلك فإن إذن الله الكوني القدري وإذن الله الشرعي يجتمعان في حق المؤمن الطائع لله، ويكون الإذن الشرعي خاصا بالمؤمن، ويكون الإذن الكوني القدري للمؤمن والكافر ( ص 159 - 160 ).
الفرق بين السحر والمعجزة:
قد يتساءل البعض عن الفرق بين السحر والمعجزة، فنقول: إن الفرق بين المعجزة والسحر يتلخص فيما ذكر ابن تيمية رحمه الله في كتاب النبوات ( ص 188 ) حيث قال: إن الفرق بين المعجزة والسحر يتجلى فيما يأتي:
1 - أن النبي صادق بما يخبر به، أما السحرة والكهان فلا بد أن يكذبوا كما قال الله تعالى: ( ) [الشعراء: 221، 222].
2 - الأنبياء لا يأمرون إلا بالعدل وطلب الآخرة وعبادة الله وحده أما السحرة والكهان فيأمرون بالشرك والظلم وتعظيم الدنيا إلى غير ذلك من المعاصي.
3 - السحر والشعوذة والكهانة وغيرها أمور معروفة لأصحابها وليست خارقة لعاداتهم، أي لعادات السحرة، أما آيات الأنبياء فلا ينالونها بالاكتساب ولكن تستلزم أن يكون النبي مرسلا من الله وهذه الآيات تعطى له من الخالق للدلالة على نبوته.
4 - أن ما يأتي به الكهنة والسحرة لا يخرج عن كونه مقدورا للجن والإنس الذين يؤمرون بطاعة الرسل وآيات الرسل. أما ما يأتي به الرسل مما لا يقدر عليه الجن والإنس فهو خارق للعادة، كما أن النبي أو الرسول لا يأمر إلا بمصلحة العباد في المعاش والمعاد، فيأمر بالمعروف وينهى عن المنكر وينهى عن الشرك والكذب والظلم، فالعقول والفطر توافقه، فيصدقه صريح المعقول وصريح المنقول، وهذا على عكس الساحر الذي يأمر بالكذب أحيانا وبالشركيات وغير ذلك أحيانا أخرى ( في الحموي، 1410 هـ، ص 20 ) وهذا يتضح في الآيات التالية: ( ) [ البقرة: 102 ] وقد أورد ابن كثير في تفسيره لهذه الآية ما يلي: قال: " كانت الشياطين تصعد إلى السماء فتعقد منها مقاعد للسمع فيستمعون من كلام الملائكة ما يكون في الأرض من موت أو غيب أو أمر، فيأتون الكهنة فيخبرونهم فتحدث الكهنة الناس فيجدونه كما قالوا، ولما أمنتهم الكهنة كذبوا لهم وأدخلوا فيه غيره فزادوا مع كل كلمة سبعين كلمة فاكتتب ذلك الحديث في الكتب وتفشى ذلك في بني إسرائيل أن الجن تعلم الغيب، فبعث سليمان في الناس فجمع تلك الكتب فجعلها في صندوق ثم دفنها تحت كرسيه، ولم يكن أحد من الشياطين يستطيع أن يدنو من الكرسي إلا احترق وقال: لا أسمع أحدا يذكر أن الشياطين يعلمون الغيب إلا ضربت عنقه، فلما مات سليمان وذهبت العلماء الذين كانوا يعرفون أمر سليمان، وخلف من بعد ذلك خلف تمثل الشيطان في صورة إنسان، ثم أتى نفرا من بين إسرائيل فقال لهم: هل أدلكم على كنز لا تأكلونه أبدا، أي لا ينفد بالأكل منه قالوا: نعم، قال: فاحفروا تحت الكرسي، فذهب معهم وأراهم المكان وقام ناحيته فحفروا فوجدوا تلك الكتب، فلما أخرجوها قال الشيطان: إن سليمان إنما كان يضبط الإنس والشياطين والطير بهذا السحر، ثم ذهب وفشا بين الناس أن سليمان كان ساحرا، واتخذت بنو إسرائيل تلك الكتب فلما جاء محمد  خاصموه بها، فذلك حين يقول الله تعالى: ( ) [البقرة: 102] .
وقال سعيد بن جبير كان سليمان يتتبع ما في أيدي الشياطين من السحر فيأخذه منهم فيدفنه تحت كرسيه في بيت خزانته، فلم تقدر الشياطين أن يصلوا إليه فدنت إلى الإنس فقالوا لهم: أتدرون ما العلم الذي كان سليمان يسخر به الشياطين والرياح وغير ذلك قالوا: نعم، قالوا: فإنه في بيت خزانته وتخت كرسيه فاستخرجوه وعملوا به فأنزل الله تعالى على نبيه محمد  براءة سليمان عليه السلام " ( ابن كثير، 1393 هـ، ص 95 - 96 ).
وقال الشوكاني في فتح القدير ( توفي 1250 هـ ) في قوله تعالى: ( ) [ البقرة: 102 ] " أن السحر هو ما يفعله الساحر من الحيل والتخييلات التي يحصل بسببها للمسحور ما يحصل من الخواطر الفاسدة الشبيهة لما يقع لمن يرى السراب فيظنه ماء، وهو مشتق من سحرت الصبي إذا خدعته وقيل أصله الخفاء فإن الساحر يفعله خفية وقيل: أصله الصرف؛ لأن السحر مصروف عن جهته وقيل: أصله الاستمالة؛ لأن أصله من سحرك فقد استمالك. ويرى الشوكاني أن قوله تعالى: ( ) [ البقرة: 102 ]، أن المستفادة من هذا أن للسحر تأثيرا في النفس وحقيقة ولكن هذا التأثير أو الضرر لا يحدث إلا في من أذن الله بتأثيره فيه، وقد أورد الشوكاني أن العلماء أجمعوا أن له تأثيرا في النفس وحقيقة ثابتة، ولم يخالف في ذلك إلا المعتزلة وأبو حنيفة " ( الشوكاني، ص 120 - 121 ).
ويقول أبو السعود بن محمد الحنفي ( 900 – 982 هـ ) في تفسير قوله تعالى: ( ) أي باستعمال السحر وتدوينه ويعلمون الناس السحر أي إغواء وإضلالا، ثم بعد ذلك يقول: " واعلم أن السحر أنواع منها سحر الكلدانيين الذين كانوا في قديم الدهر وهم قوم يعبدون الكواكب ويزعمون أنها هي المدبرة لهذا العالم ومنها تصدر الخيرات والشرور والسعادة والنحوسة ويستحدثون الخوارق بواسطة تمزيج القوى السماوية بالقوى الأرضية، وهم الذين بعث الله تعالى إبراهيم عليه الصلاة والسلام لإبطال مقالتهم، وهم ثلاث فرق، ففرقة منهم يزعمون أن الأفلاك والنجوم واجبة الوجود لذواتها وهم الصابئة، وفرقة يقولون بألهية الأفلاك، ويتخذون لكل واحد منها هيكلا ويشتغلون بخدمتها وهم عبدة الأوثان، وفرقة أثبتوا للأفلاك وللكواكب فاعلا مختارا، لكنهم قالوا: إنه أعطاه قوة عالية نافذة في هذا العالم وفوض تدبيره إليها. ومنها سحر أصحاب الأوهام والنفوس القوية؛ فإنهم يزعمون أن الإنسان تبلغ روحه بالتصفية في القوة والتأثير إلى حيث يقدر على الإيجاد والإعدام والإحياء والإماتة وتغيير البنية والشكل.
ومنها سحر من يستعين بالأرواح الأرضية وهو المسمى بالعزائم وتسخير الجن ومنها التخيلات الآخذة بالعيون وتسمى الشعوذة ولا خلاف بين الأمة في أن من اعتقد الأول فقد كفر، وكذا من اعتقد الثاني وهو سحر أصحاب الأوهام والنفوس القوية، وأما من اعتقد أن الإنسان يبلغ بالتصفية وقراءة العزائم والرقى إلى حيث يخلق الله سبحانه وتعالى عقب ذلك على سبيل جريان العادة بعض الخوارق؛ فالمعتزلة اتفقوا على أنه كافر؛ لأنه لا يمكنه بهذا الاعتقاد معرفة صدق الأنبياء والرسل بخلاف غيرهم.
ولعل التحقيق أن ذلك الإنسان إن كان خيرا متشرعا في كل ما يأتي ويذر وإن كان من يستعين به من الأرواح الخيرة، وكانت عزائمه غير مخالفة لأحكام الشريعة الشريفة، ولم يكن فيما ظهر في يده من الخوارق ضرر شرعي لأحد فليس ذلك من قبيل السحر. وإن كان شريرا غير متمسك بالشريعة الشريفة فظاهر أن من يستعين به من الأرواح الخبيثة الشريرة لا محالة لامتناع تحقق التضامن والتعاون بينهما من غير اشتراك في الخبث والشرارة فيكون كافرا قطعا، وأما الشعوذة وما يجري مجراها من إظهار الأمور العجيبة بواسطة ترتيب الآلات الهندسية وخفة اليد والاستعانة بخواص الأدوية والأحجار، فإطلاق السحر عليها بطريق التجوز أو لما فيها من الدقة؛ لأنه في الأصل عبارة عن كل ما لطف مأخذه وخفي سببه أو الصرف عن الجهة المعتادة " ( ص 224 - 226 ).
ويقول ابن كثير في تفسير قوله تعالى: ( ) يقول الحسن البصري في تفسير هذه الآية: إن الله أنزل الملكين بالسحر ليعلم الناس البلاء الذي أراد الله أن يبتلي به الناس، فأخذ عليهم الميثاق ألا يعلما أحدا حتى يقولا: إنما نحن فتنة فلا تكفر. وقال قتادة: كان أخذ عليهما ألا يعلما أحدا حتى يقولا: إنما نحن فتنة أي بلاء ابتلينا به فلا تكفر. وقال ابن جريج في هذه الآية: لا يجترئ على السحر إلا كافر، وأما الفتنة فهي المحنة والاختبار ( ج 1، ص 98 ).
وأما قوله تعالى: ( ) فيقول ابن كثير: فيتعلم الناس من هاروت وماروت من علم السحر ما يتصرفون به فيما يتصرفون من الأفاعيل المذمومة، ما أنهم ليفرقون به بين الزوجين مع ما بنيهما من الخلطة والائتلاف، وهذا من صنيع الشياطين كما رواه مسلم في صحيحه عن النبي  أنه قال: {إن الشيطان ليضع عرشه على الماء ثم يبعث سراياه في الناس فأقربهم عنده منزلة أعظمهم عنده فتنة يجيء أحدهم فيقول: ما زلت بفلان حتى تركته وهو يقول كذا وكذا، فيقول إبليس: لا والله ما صنعت شيئا ويجيء أحدهم فيقول: ما تركته حتى فرقت بيه وبين أهله. قال: فيقربه ويدنيه ويلتزمه ويقول: نعم أنت} رواه مسلم. وسبب التفريق بين الزوجين بالسحر ما يخيل إلى الرجل أو المرأة من الآخر من سوء منظر أو خلق أو نحو ذلك من الأسباب المقتضية للفرقة " ( ابن كثير، 1393 هـ، ج 1، ص 98 ).
أما ابن حجر العسقلاني ( 1990 م ) فقال: إن الملكين لا يعلمان السحر بل يعلمان الناس وينهيانهم عنه، هذا أحد الأقوال وقد أورد أيضا عن علي أن الملكين يعلمان تعليم إنذار لا تعليم بيان.
الفرق بين السحر والكرامة:
يشير الحموي ( 1409 هـ ) إلى أهمية التفريق بين السحر والشعوذة من جهة والكرامة من جهة أخرى، ويبين الفرق بقوله: " إن الكرامة لا تكون بالتحدي. وأما ما يحصل من التحدي في مجالس بعض المنتسبين إلى الطرق الصوفية من ضرب الرأس أو القلب بالحديد ونحوه، فلا ينبغي عده من الكرامات، وخصوصا إذا كان صاحب الحال غير مستقيم على دين ؛ لأن الاستقامة عين الكرامة " ( ص 210 ). والكرامة بهذا تختلف عن المعجزة التي تتسم بالتحدي، فهي تأتي لبيان أن الأنبياء والرسل على حق. أما السحر فهو كما بينا في أنواعه السابقة يعتمد على الخداع والإضرار بالآخرين، وربما إبطال الحق والظلم وغير ذلك من الأمور السيئة حتى وإن احتوى على بعض الأعمال التي تكون من خوارق العادات.
ويورد الحموي ( 1409 هـ ) أن المعجزة " هي أمر ممكن عقلا خارق للعادة، يجريها الله سبحانه وتعالى على يد نبي أو رسول على سبيل التحدي ليثبت صدق دعوته وصحة رسالته وكأن الله بخرق العادة يقول لعباده المرسل إليهم صدق عبدي فيما يبلغ عني " ( ص 23 ).
ويذكر الحموي عددا من الشروط التي لا بد من توفرها في خوارق العادات حتى تكون معجزة، هذه الشروط هي:
1 - أن تكون مما لا يقدر عليه إلا الله.
2 - أن يثبت أنها من الأمور الخارقة للمعتاد وغير المألوفة في قوانين الكون.
3 - أن يتحدى بها الرسول من تناولتهم الدعوة وشملتهم رسالته.
4 - أن تعجز الأمة وجميع البشر عن الإتيان بمثلها على النحو الخارق الذي تم تحديهم به.
5 - أن تقع وفق ما حدث أو أخبر به النبي المتحدي بتلك المعجزة.
ومن أمثلة المعجزات التي جاء بها الرسول  القرآن الكريم فقد جاء وتحدى المشركين والمكذبين بلسان عربي مبين، كما أنه مما تكفل الله بحفظه من التحريف والتبديل وأخبر عن حقائق ستحدث في المستقبل، فهو معجز في أخباره إلى أن تقوم الساعة. كذلك من المعجزات الكبرى الإسراء والمعراج، وقد ورد ذلك في القرآن الكريم في قوله تعالى:( ) [ الإسراء: 1 ]. وأما المعراج ففي قوله تعالى: ( ) [ النجم: 7 - 11 ].
حكم تعلم السحر واستعماله:
هل يجوز تعلم السحر واستعماله ؟ يقول ابن كثير ( 1393 هـ ) في تفسيره: " واختلفوا فيمن يتعلم السحر ويستعمله فقال أبو حنيفة ومالك وأحمد: يكفر بذلك. ومن أصحاب أبي حنيفة من قال: إن من تعلمه ليتقيه أو ليجتنبه فلا يكفر، ومن تعلمه معتقدا جوازه أو أنه ينفعه كفر، وكذا من اعتقد أن الشياطين تفعل له ما يشاء فهو كافر. وقال الشافعي رحمه الله: إذا تعلم السحر قلنا له: صف لنا سحرك، فإن وصف ما يوجب الكفر، مثلما اعتقد أهل بابل بالتقرب إلى الكواكب السبعة، وأنها تفعل ما يلتمس نفعه، فهو كافر. وإن كان لا يوجب الكفر، فإن اعتقد إباحته فهو كافر، فأما إن قتل بسحره إنسانا فإنه يقتل عند ( مالك والشافعي وأحمد ) وقال أبو حنيفة: لا يقتل حتى يتكرر منه ذلك، أو يقر بذلك في حق شخص معين، وإذا قتل فإنه يقتل حدا عندهم إلا الشافعي؛ فإنه قال: يقتل قصاصا ( ص: 101 ).
وهل إذا تاب الساحر تقبل توبته ؟ يورد ابن كثير ( 1393 هـ ) أن علماء المذاهب الأربعة اختلفوا في قبول توبة الساحر، فبعضهم قال: لا تقبل توبته، فقد ورد عن الأئمة مالك وأبي حنيفة وأحمد في المشهور عنهم أن توبة الساحر لا تقبل، بينما قال الشافعي وأحمد في رواية أخرى إن توبة الساحر تقبل.
حكم العلم بالسحر:
يرى فخر الدين الرازي ( 1405 هـ ) أن مجرد العلم بالسحر غير قبيح ولا محظور حيث يقول في ذلك: " اتفق المحققون على ذلك لأن العلم في ذاته شريف وأيضا لعموم قوله تعالى: ( ) [ الزمر: 9 ]، ولأن السحر لو لم يكن يعلم لما أمكن الفرق بينه وبين المعجز والعلم بكون المعجز معجزا واجب وما يتوقف عليه الواجب فهو واجب، فهذا يقتضي أن يكون تحصيل العلم بالسحر واجبا، وما يكون واجبا كيف يكون حراما أو قبيحا " ( ص 50 ).
وبالطبع لا يخفى علينا أن هذا القول لا يعني تعلم السحر وإنما العلم به من خلال معرفة كيف يتعامل السحرة وكيف يحاولون إيذاء غيرهم بما يتعلمون وإلا فتعلم السحر مذموم.
وقد اختلف في كونه علما يجوز تعلمه حيث يورد الحموي ( 1410 هـ ) أن العلماء اختلفوا في حكم تعلم السحر على أقوال هي:
1 - جمهور العلماء يرون أن تعلم السحر حرام؛ لأن القرآن الكريم بين أن تعلم السحر هو للإضرار قال تعالى: ( ) وهذا يتضمن أن تعلم السحر كفر وإلا لما قتل الساحر كما قال الإمام مالك وغيره وقال الشافعي  إذا تعلم أحد السحر قلنا له: صف لنا سحرك، فإن وصف ما يوجب الكفر مثل ما اعتقد أهل بابل فهو كافر، وإن اعتقد إباحة السحر فهو أيضا كافر. كذلك ورد أن النووي رحمه الله قال: إن عمل السحر حرام وهو من الكبائر بالإجماع، وقد عده النبي  من السبع الموبقات ومنه ما يكون كفرا، ومنه ما لا يكون كفرا بل معصية كبيرة، فإن كان فيه قول وفعل يقتضي الكفر فهو كافر، وإلا فلا وأما تعلمه وتعليمه فحرام.
2 - القول الثاني الجواز قال ابن حجر: وقد أجاز بعض العلماء تعلم السحر لمعرفة ما فيه من كفر أو لإزالته ( انظر في هذا فتح الباري الجزء العاشر ص 244 ) وكذلك ذهب بعض العلماء إلى جواز تعلم السحر مطلقا بدليل تعليم الملائكة السحر للناس، كما ورد في القرآن وهذا رأي فخر الدين الرازي الذي ذكرناه سابقا، وقد ورد الألوسي في تفسيره روح المعاني على فخر الدين الرازي، وفند أدلته كذلك فعل ابن كثير في تفسيره.
3 - الرأي الثالث هو الوجوب إذ نقل عن بعض العلماء وجوب تعلم السحر على المفتي حتى يعلم ما يقتل به، وما لا يقتل به فيفتي في وجوب القصاص. والذي يبدو لنا هنا والله أعلم أن تعلم السحر كما قال الجمهور: حرام لئلا يقع الإنسان كائنا من كان في شرك هذا الكفر أو هذه الموبقة التي تخرجه من دينه؛ إذ إن الشيطان قد يلعب دورا كبيرا في تزيين السحر للإنسان حتى ولو بدا من أجل فائدة ( ص 104 - 105 ).
حكم اللجوء إلى الساحر لحل السحر عن المسحور:
لقد اختلف العلماء في حكم جواز اللجوء إلى الساحر لحل السحر عن المسحور، أي إذا سحر الإنسان، فهل يجوز له أن يذهب إلى من أوقع به السحر أو إلى ساحر آخر ليحل له السحر ؟
يورد ابن كثير ( 1393 هـ ) أن علماء السنة اختلفوا في هذه المسألة حيث قال بعضهم بعدم الجواز مثل جابر بن عبد الله والحسن البصري وقتادة ودليلهم ما جاء عن الرسول  في الحديث، عن أبي داود قال: حدثنا أحمد بن حنبل قال: حدثنا عبد الرازق قال: حدثنا عقيل بن معقل قال: سمعت وهب بن منبه يحدث عن جابر بن عبد الله قال: {سئل رسول الله  عن النشرة فقال: هو من عمل الشيطان}.
وقال فريق من العلماء بجواز أن يسأل الساحر حل سحره، ومنهم سعيد بن المسيب والشعبي، يقول ابن كثير في تفسيره: " وهل يسأل الساحر حلا لسحره ؟ فأجازه سعيد بن المسيب فيما نقله عنه البخاري. وقال الشعبي: لا بأس بالنشرة، وكره ذلك الحسن البصري، وفي الصحيح {عن عائشة: أنها قالت: يا رسول الله هلا تنشرت ؟ فقال: أما الله فقد شفاني، وخشيت أن أفتح على الناس شرا} ( ابن كثير، 1393 هـ، ص 102 ).
حكم قتل الساحر:
كذلك اختلف العلماء في قتل الساحر، فقد أورد ابن حجر العسقلاني ( 1990 م ) قال: " قال الحافظ – يعني الحافظ ابن كثير -: ( واستدل بحديث سحر النبي  على أن الساحر لا يقتل حدا إذا كان له عهد، وأما ما أخرجه الترمذي من حديث جندب رفعه، قال: {حد الساحر ضربة بالسيف} ففي سنده ضعف، فلو ثبت لخص منه من له عهد، وأخرج البخاري من رواية بجالة أن عمر كتب إليهم أن اقتلوا كل ساحر وساحرة وزاد عبد الرازق عن ابن جريج عن عمرو بن دينار في روايته عن بجالة فقتلنا ثلاث سواحر أخرجه البخاري أصل الحديث من قصة قتل السواحر. ويقول ابن حجر: إن ابن بطال يقول: لا يقتل ساحر أهل الكتاب عند مالك والزهري إلا أن يقتل بسحره فيقتل. وهو قول أبي حنيفة والشافعي.
وعن مالك: إن أدخل بسحره ضررا على مسلم لم يعاهد عليه نقض العهد بذلك فيحل قتله وإنما لم يقتل النبي  لبيد بن الأعصم؛ لأنه كان لا ينتقم لنفسه وأنه خشي إذا قتله أن تثور بذلك فتنة بين المسلمين وبين حلفائه من الأنصار، وهو نمط ما راعاه من عدم قتل المنافقين سواء كان لبيد يهوديا أو منافقا حسب ما وردت الروايات " ( ص 29 - 30 ). ويورد ابن كثير ( 1393 هـ ) أن العلماء اختلفوا في حكم قتل الساحر إذا كان من أهل الكتاب فقال أبو حنيفة: إنه يقتل كما يقتل الساحر المسلم، أما الإمام مالك وأحمد والشافعي فرأوا أنه لا يقتل لقصة لبيد بن الأعصم.
كذلك اختلف العلماء في قتل المسلمة الساحرة حيث يرى أبو حنيفة أنها لا تقتل ولكنها تحبس، أما الأئمة الثلاثة وهم مالك وأحمد والشافعي فرأوا أن حكمها كحكم الرجل أي تقتل ( ابن كثير، 1393 هـ، ص 101 ).
علاقة السحر بالشعوذة والكهانة وما في حكمهما:
من المعروف أن الناس بمختلف مشاربهم ومن كافة شرائح المجتمع قد أولعوا بالبحث منذ قديم الزمان عما يدلهم على ما سيحدث في المستقبل، وقد استغل المشعوذون والكهان والدجالون هذه الرغبة الجامحة لدى الناس، وخاصة البسطاء منهم، والذين ليس لديهم العلم الشرعي الصحيح؛ فبدأوا يستغلون هذه الرغبة لدى السذج، وخرج المشعوذون والكهان بأشكال كثيرة من ضروب الشعوذة والكهانة.
ولعل الحديث عن كل هذه الأشكال في هذا البحث غير متيسر ولكن سنقتصر على ذكر ما وجد من خلال الدراسة الاستطلاعية وهو أن السحر ومظاهر الشعوذة أمور متفشية بين أفراد المجتمع.
والكَهانة أو الكِهانة – بالكسر أو الفتح – هي كما يقول ابن حجر العسقلاني ( 1990 م ): " ادعاء علم الغيب كالإخبار بما سيقع في الأرض من الاستناد إلى سبب، والأصل فيه استراق الجني السمع من كلام الملائكة فيلقيه في أذن الكاهن، والكاهن لفظ يطلق على العراف والذي يضرب بالحصى، والمنجم ويطلق على من يقوم بأمر آخر ويسعى في قضاء حوائجه، وقال في المحكم: الكاهن هو القاضي بالغيب. وقال الخطابي: الكهنة قوم لهم أذهان حادة ونفوس شريرة وطباع نارية فألفتهم الشياطين لما بينهم من التناسب في هذه الأمور وساعدتهم بكل ما تصل قدرتهم إليه، وكانت الكهانة في الجاهلية فاشية خصوصا في العرب لانقطاع النبوة فيهم " ( ص 31 - 32 ) ويورد ابن حجر العسقلاني ( 1990 م ) أربعة أصناف للكهانة وهي كما يلي:
1 - ما يتلقاه الكاهن من الجن حينما كانوا يصعدون إلى السماء ويستمعون إلى الكلام فيها ثم ينقلونه إلى الكاهن، وهذا كان قبل مجيء الإسلام فحينما جاء الإسلام حرس الله السماء من الشياطين، وبقي فقط ما يتخطفه بعضهم ويلقيه قبل أن يصاب بالشهاب كما ورد في قوله تعالى: {         } ( ) [ الصافات: 10 ].
2 - إخبار الجن لأوليائهم بما لا يعرفون عن الغير، أو مما لا يستطيع الإنسان في الغالب معرفته بنفسه.
3 - ما يستند إلى الظن والتخمين وهي تلك القوة التي تقوى لدى بعض الناس ولكن يكثر الكذب والادعاء فيها.
4 - استخدام التجربة والعادة وجميع ما وقع في الماضي لمعرفة ما يتم أو ما سيتم في المستقبل، وقد ورد في الكهانة أحاديث كثيرة.
والكهانة لها علاقة بالتنجيم كما سبق أن أشرنا فقد كانت العرب تسمي المنجم كاهنا. وتشير الساعاتي ( 1983 م ) إلى أن الكهانة أنواع أو أصناف منها الكهانة التي يتلقى الجن فيها الأخبار من السماء وينقلونها إلى الكاهن، فيزيد عليها الكاهن ويخبر الناس بها، وقد كان هذا قبل الإسلام ولكن حينما جاء الإسلام ونزل القرآن حرست السماء من الشياطين بالشهب يقول تعالى: ( ) [ الصافات: 10 ]. والنوع الثاني من أنواع الكهانة هو ما يخبر به الجن من يوالونهم من الغيب عن الآخرين مما لا يمكن الاطلاع عليه إلا من قريب. والنوع الثالث هو ما يقوم على الظن والتخمين والحدس وهذا يدخل ضمن بعض القدرات التي يهبها الله لبعض الناس ولكن يدخل فيه الكذب أحيانا. والنوع الرابع كما ترى هو ما يقوم على التجربة فيستدل ويتنبأ بما سيحدث في المستقبل بناء على تجربة سابقة.
ولكن ما هو الفرق بين العرافة والكهانة ؟
تعد العرافة والكهانة من المفاهيم التي تدخل ضمن مفهوم الشعوذة من حيث كونهما محاولة من قبل العراف أو الكاهن للتأثير على اعتقادات ومشاعر وأحاسيس وسلوك شخص آخر عن طريق استخدام بعض الأساليب والممارسات الخرافية غير الخارقة للعادة للإخبار عما وقع في الماضي، أو ما سيقع في المستقبل بدعوى مساعدة الفرد على معرفة الأسباب التي أدت أو ستؤدي إلى مصلحته أو ضرره لعله يحتاط لذلك، فيقوم بعمل ما ينبغي عمله للاستفادة مما يخبره به الكاهن أو العراف.
وتورد الساعاتي ( 1983 م ) أن بعض الباحثين يرون أن العرافة نوع من التكهن بما خفي من أحداث الماضي، أما الكهانة فإنها التنبؤ بما سيحدث في المستقبل، ولكنها تعلق بأن هذا ليس له ما يبرره؛ لأن العرافة والكهانة هما بمعنى واحد، إلا أن العراف كان أقل شأنا من الكاهن، وكان الناس يقصدون العراف لمعالجة بعض الأمراض أما الكاهن فيقصدونه لمعرفة ما سيحدث في المستقبل. وهذا التعريف هو ما يذهب إليه ابن حجر العسقلاني ( 1990 م ) كما نقلنا آنفا:
التنجيم وقراءة الحظ والطالع:
من أبرز مظاهر الشعوذة التي ما زالت سائدة في كثير من المجتمعات الإنسانية ومنها المجتمع السعودي التنجيم الذي يقوم على مجموعة أفكار غير صحيحة جاء الإسلام بتحريمها، ومنها الاعتقاد بأن النجوم والكواكب تؤثر على جوانب كثيرة من هذا العالم، ومن ذلك تأثيرها على حياة الأفراد ومستقبلهم.
ويرى المشعبي ( 1414 هـ ) " أن التنجيم مصدر الفعل نجم، وهو مأخوذ من النجم وهو الكوكب ( ) وهو اسم علم في الثريا، ونجم وتنجم إذا راعى النجوم من سهر "، أما التعريف الاصطلاحي فإنه يتضمن " صناعة التنجيم معرفة أحكامه المتعلقة بالعالم السفلي وتأثيرات النجوم فيه " ( ص 31 ). ويعد أمر افتتان الناس بالتنجيم وقراءة الحظ من أكثر الممارسات شيوعا في الوقت الحاضر، حيث ما زالت زوايا التنجيم وقراءة الحظ من الزوايا أو الأبواب الثابتة في كثير من الصحف والمجلات الشعبية. كذلك فإنه من الأمور التي ما زالت شائعة بين كثير من الناس الذهاب إلى كهان هذا العصر وهم من يدعون قراءة النجوم والحظ والطالع، وكأن هؤلاء لم يسمعوا بقول الرسول  {من اقتبس علما من النجوم اقتبس شعبة من السحر زاد ما زاد} رواه أبو داود وغيره وصححه النووي في رياض الصالحين ( المشعبي، 1414 هـ ).
ولعل مما يشير إلى تفاقم الأمر ما يلاحظ في هذه الأيام من انتشار ظاهرة الاهتمام لدى كثير من الناس بمعرفة الأبراج وأشكال الكهانة الأخرى من خلال متابعة بعض الصحف والمجلات أو من خلال برامج الإذاعات والمحطات الفضائية وما يصاحب ذلك من مظاهر الخرافات والشعوذة التي يحاول العرافون تضخيمها وإغراء الناس بمتابعتها بل وابتزازهم بها من خلال مداومتهم على هذه الوسائل الإعلامية من أجل رفع مبيعاتها وزيادة نسبة الإعلان فيها. ويا ليت الأمر اقتصر على عامة الناس، ولكنه تعدى ذلك إلى خاصتهم، بل وصل الأمر في بعض الأحيان إلى علية القوم، فقد كتب دونالد ريجان ( 1409 هـ ) كبير موظفي البيت الأبيض في عهد الرئيس الأمريكي رونالد ريجان ما يلي:
" الواقع أن كل تحرك وقرار رئيسيين قام بهما الزوجان [ رونالد ريجان ونانسي ريجان ] حين كنت رئيسا لموظفي البيت الأبيض كان لا بد من الموافقة المسبقة عليهما من قبل امرأة في سان فرانسيسكو تدعى [ جوان كويلي ] تنظر في الأبراج لتتأكد من أن الكوكب في وضع ملائم للتحرك والقرار " ( ص 14 ).
وقد ذكرت زوجة الرئيس نانسي ريجان ( 1410 هـ ) أن التنجيم كان وسيلة مهمة للتغلب على الخوف الذي تولد لديها نتيجة لعدد من الأحداث المهمة منها محاولة الاغتيال التي تعرض لها الرئيس في العام ( 1981 م ). تقول ناسي ريجان: " كان التنجيم ببساطة إحدى الطرق التي عالجت بها خوفي بعد أن كاد زوجي يموت " ( ص 55 ).
ويذكر الحموي ( 1409 هـ ) أن لفظ العرافة في العصر الحديث يستخدم بمعنى يختلف عن المعنى المستخدم قديما؛ حيث إنه منذ القرن الخامس عشر الميلادي اقتصر في استخدام كلمة عراف أو عرافة على المشتغلين بالسحر بواسطة التنجيم أو الرجم بالغيب بواسطة الاتصال بالأرواح الشريرة، ويذكر أن كثيرا من الصحف والمجلات بل والإذاعات ووسائل الإعلام المختلفة تهتم في بداية كل عام بعرض تنبؤات العرافين بأحداث العام الجديد.
والمنجم هو من يصنع الأخبار المستقبلية من خلال النظرة في النجوم حسب مواقعها وسيرها. ويذكر الشهاوي ( 1989 م ) أن التنجيم معروف منذ القدم، وقد انتشر من بابل إلى مصر وبلاد الإغريق، ولكن مصر القديمة لم تبد اهتماما بالتنجيم، وكان أكثر اهتمامها بالفلك، أما بلاد الإغريق فتطور التنجيم فيها وكثر الاهتمام به وبدأت تظهر منذ العام ( 200 ق. م ) مؤلفات إغريقية في التنجيم.
وكان أشد معارضي التنجيم في العصور القديمة هم النصارى الأوائل الذين رأوا فيه وثنية وقدرية يرفضها الدين. كذلك كان التنجيم في النصف الشرقي أي في الإمبراطورية البيزنطية، وقد انتقل من هناك على أيدي العرب، وقام علماء العرب بدراسات في التنجيم واهتموا بمنازل القمر خاصة، وقد أصبح التنجيم في القرن السادس عشر الميلادي جزءا لا يتجزأ من الثقافة العامة في أوروبا لكل متعلم. وقد كان التنجيم في ذلك الوقت أكثر صلة بالفلك، ولكن ما إن حل القرن الثامن عشر الميلادي حتى بدأ التنجيم يتحول إلى الشعوذة والخرافة وصار المنجمون الأوربيون يفعلون كما يفعل نظراؤهم في الشرق، فيطلقون البخور ويقرأون الطالع عن طريق ورق الباصرة وعمل الأحجبة والطلاسم التي تجلب حسن الحظ.
وقد أفرد ابن خلدون الفصل الثاني والثلاثين من مقدمته لموضوع التنجيم وسماه ( فصل في إبطال صناعة النجوم وضعف مداركها وفساد غايتها )، ويعرف ابن خلدون التنجيم بأنه: " الصناعة التي يزعم أصحابها أنهم يعرفون بها الكائنات في عالم العناصر قبل حدوثها من قبل معرفة قوى الكواكب وتأثيرها في المولدات العنصرية مفردة ومجتمعة. فتكون لذلك أوضاع الأفلاك والكواكب دالة على ما سيحدث من نوع من أنواع الكائنات الكلية والشخصية ". ( ص 518 ).
ويعلق ابن خلدون على هذه الصناعة، أي صناعة التنجيم، بأنها باطلة شرعا وعقلا، فبالشرع وردت أحاديث كثيرة تبين اختصاص الله سبحانه وتعالى بعلم الغيب وعدم إعطاء هذه القدرة لأحد من خلقه، أما عقلا فذلك بسبب تأثيرها في عقائد الناس والفساد الذي قد تحدثه حينما يصدق المنجم أو الكاهن في بعض الأحيان، وذلك بدون تعليل – كما يقول – ولا تحقيق فهو لا يملك المعرفة ولكن الناس يظنون أنه حينما يصدق مرة سيصدق في كل مرة، وهنا يقع الفساد وعزو الأمور إلى غير خالقها.
ويذكر المشعبي ( 1414 هـ ) أن علم النجوم ينقسم عند الإطلاق إلى ثلاثة أقسام: القسم الأول هو الحسابات، وهذا يشمل عمل التقاويم وحل الزيجات واستخراج التواريخ وغير ذلك مما له علاقة بالحساب. القسم الثاني يعنى بالطبيعيات وهنا يتم الاستدلال من انتقال الشمس من برج فلكي إلى آخر على الفصول كالحر والبرد وغير ذلك، وهو ما يطلق عليه حاليا الفلك. والقسم الثالث هو ما يتعلق بالوهميات وهذا يشمل الخرافات التي يعتقد بها المنجمون من مثل تأثير النجوم على أقدار الناس وحياتهم، وهذا القسم الأخير يقسم إلى نوعين هما:
النوع الأول: الاعتقاد بأن الكواكب والأجرام السماوية تدبر الكون وأن لها إرادة واختيارا وعنها يصدر الخير والشر وأن حركاتها لها علاقة بما يحدث في الكون من أحداث وهذا النوع ينقسم القائلون به إلى أربعة أصناف:
الصنف الأول: وهم أصحاب الهياكل كما يسميهم، وهم الذين يعتقدون أن الهياكل ( الكواكب ) آلهة تعبد من دون الله جل وعلا، وأن الله هو رب الأرباب ولكن التقرب إلى هذه الآلهة يقرب إلى الله.
الصنف الثاني: وهم الذين يرون " أن هذه الكواكب والأفلاك واجبة الوجود لذواتها، وليس لها مبدأ أول أصلا، بل هي الموجدة لهذا العالم وهؤلاء هم الصائبة الدهرية " ( ص 36 ).
والصنف الثالث: وهم الذين يعتقدون أن الكواكب مخلوقة خلقها فاعل مختار وهو الله سبحانه وتعالى وأودع في كل كوكب منها خاصية وفوض تدبير العالم إلى هذه الكواكب، فهي ينظرهم أدوات يستخدمها الله لتنفيذ أوامره وهذا مذهب فخر الدين الرازي وإخوان الصفا – وهم وفقا لمعجم الفلاسفة فرقة ضالة ذات طابع سياسي ديني ومنزع إسماعيلي كان مركزها في البصرة في النصف الثاني من القرن الرابع الهجري، وتحاول في أطروحتها الجمع بين الفكر اليوناني والفكر الإسلامي - ( طرابيشي 1987 م ) وغيرهم من الفلاسفة.
والصنف الرابع: وهم الحلولية وهؤلاء يرون أن الإله المعبود واحد في ذاته وهو خالق الأجرام والأفلاك والكواكب، وقد جعل من هذه الكواكب مسؤولة عن تدبير ما يحدث في العالم السفلي من أحداث.
أما النوع الثاني: من أنواع الوهميات فهو الاعتقاد بأن الله هو الخالق والمدبر لما يحدث في الكون ولكن للشمس والقمر وغيرهما من الكواكب تأثير فيما يحدث في الكون وذلك بفعل الله، وإنما يضاف إلى هذه الكواكب من باب التجوز والتوسع فالله سبحانه وتعالى هو الذي يجري الحوادث على الأرض ولكن يجعل من حركات الكواكب علامات ودلالات على ما يجري في الأرض قبل حدوثه وهذا ما يراه ابن طاووس والبهائي وغيرهم من الشيعة الجعفرية. وهذا القسم يسمى أحيانا بعلم التأثير.
ويناقش المشعبي ( 1414 هـ ) عددا من القضايا المتعلقة بالتنجيم والتي يستخدمها بعض الأفراد للاستدلال على أهمية التنجيم – كما يقولون – فهم مثلا يوردون بعض الحجج مثل قولهم: إن نبي الله إبراهيم الخليل كان متعلقا بالكواكب كما جاء في قوله تعالى:( ) [ الأنعام: 76 ]. ويرد المشعبي على هذه المزاعم بأن الرسل لا يعتمدون في معرفة الشرع على النظر إلى المقدمات والنتائج كما يزعم هؤلاء الأفراد، فالمعرفة بالله وبشرائعه تكون عن طريق الوحي فقط لا بالنظر قال تعالى: ( ) [ الشورى: 52 ].
الرد الثاني: أن القصة هي في بيان أن المستحق للعبادة هو الله وحده وليست في إثبات أن خالق هذا الكون هو الله، ولذلك فإنه من غير المعقول أن يعتقد نبي الله إبراهيم عليه السلام أن الكوكب أو القمر هو خالق السماوات والأرض " فحاصل القول أن إبراهيم عليه السلام لم يكن جاهلا بخالق السماوات والأرض، ولم يكن قومه أيضا جاحدين له حتى يقال: إنه استدل على الصانع، أو نحو ذلك " ( ص 70 ). ثم يستطرد المشعبي فيذكر أن المنجمين لا يؤمنون بما أتى به الأنبياء بل يتبعون أساليب التنجيم والكهانة والسحر وهي من صنائع المنجمين والكهان والمشركين وأعمالهم، أما الرسل فقد بعثوا لإزالة الشرك بكافة أنواعه وإخراج الناس من الظلمات إلى النور، ومن هذا اعتقادهم بالقدر خيره وشره وتخليصهم من تتبع الكهان والذين يدعون العلم بالغيب قال تعالى: ( ) [ لقمان: 34 ].
وتذكر أخضر ( 1415 هـ ) " أن التنجيم هو معرفة الغيب بالاعتماد على النظرية القائلة بتأثير النجوم في شؤون الإنسان " ( ص 211 ).
وتشير إلى مفهوم كشف الطالع المستخدم في علم التنجيم الذي يقوم على فكرة وجود خريطة إيضاحية لدائرة البروج وقت ولادة الشخص بحيث يستخدم المنزل أو الرمز في حالة الصعود ووقت ولادة الشخص لتحديد طبع ذلك الشخص ومدى استعداده للمرض ومدى إمكانية تعرضه لبعض المشاكل والأزمات.
وعلى الرغم من كون العرب مارسوا بعض أنواع التنجيم البسيطة إلا أنهم لم يكونوا متعمقين في هذا النوع من الكهانة، وقد كانت أغلب آرائهم تدور حول التفاؤل والتشاؤم من الكسوف أو الخسوف أو غيرها من الظواهر.
ولقد أشارت المستشرقة الألمانية هونكه ( Sigrid Hunke, 1969 ) أن التنجيم علم فارسي وليس عربيا حيث تقول: " علم التنجيم العربي هو – في حد ذاته وأكثر من أي ميدان آخر من ميادين الثقافة الإسلامية – علم فارسي صرف، أدخل إلى العالم الإسلامي فن إعطاء النجوم معاني ورموزا وتصويرا لظواهر الطبيعة الخارقة، على أنها قوى شر أو خير تسعى إلى مكافأة الإنسان أو إنزال العقاب به " ( ص 167 ).
وترى هونكه أن الحكيم الفارسي زرادشت ( Zoroaster, 551 – 628 b.c. ) هو الذي أدخل إلى بلاد فارس فكرة أن النجوم تؤثر على سلوك الناس وعلى الكون، وأن لها قوى خارقة. وتشير هونكه أيضا إلى أن المنجم الفارسي الشهير ابن نوبخت ( Naubacht )، المتوفى في 815 م، قدم إلى الخليفة المنصور ومعه تراث الأجيال السابقة المتعلقة بالتنجيم والتنبؤات وكان ذلك بعد تغلب العباسيين على الأمويين، وكان العباسيون يريدون نقل العاصمة من دمشق إلى الشرق، أي إلى العراق، وقبل أن يبدأوا في بناء العاصمة بغداد طلب المنجم ابن نوبخت من الخليفة أن يسمح له بأن يستنطق النجوم ويحسب الوقت ليعرف أنسب ساعة للبناء حتى يحول دون التأثيرات الشريرة وكان يساعده في ذلك يهودي فارسي دخل الإسلام وتسمى باسم " ما شاء الله " وكان نتيجة عملهما هذا أن خرجت إلى الوجود مدينة بغداد أي مدينة السلام. وقد كان ابن نوبخت هذا هو منجم القصر، وكان له أهميته كمستشار للخليفة، وقد أصبح " ما شاء الله " هذا علامة مشهورا تتلمذ على يده العديد من اليهود والفرس الذين أصبحوا فيما بعد مشهورين في التنجيم.
وتذكر هونكه أن الفيلسوف الكندي، الذي عاش في زمن المتوكل في بغداد، كان من أبرز من اهتم بالتنجيم من العرب فقد برز في علم التنجيم وألف كتابا يدور حول التنبؤات الجوية. وتشير هونكه إلى أن التنجيم استمر لفترة وجيزة يتمتع بمصداقية لدى الناس في الخلافة العباسية وكان العلماء يصيبهم الغضب على هؤلاء المنجمين ولذلك لم يستمر التنجيم على حاله لفترة طويلة حيث هاجم العلماء في ذلك الزمان المنجمين هجوما عنيفا واتهموهم بالشعوذة، وكان من أبرز هؤلاء العلماء ابن سينا الذي طالب بإلغاء التنجيم إلغاء نهائيا، وهكذا أصبح التنجيم في طريقه إلى الزوال من غير أن يصدر قرار بالمنع من قبل السلطة الحاكمة آنذاك. وتعلق هونكه على ذلك بقولها: " وهكذا أخذ نجم المنجمين يميل إلى الأفول وبدأت سلطتهم تزول رويدا رويدا من غير أن يصدر بحقهم قرار رسمي يقضي بالمنع والإلغاء. نعم لقد بدأ علم المنجمين بالزوال بنفس السرعة والقوة التي أخذ فيها علم الفلك بالنمو والازدهار.. ولم يعد أمام علم التنجيم إلا التنقل والرحيل مع تجار الشعوذة في الشوارع والطرقات " ( هونكه، 1969، ص 173 ).
العلاقة بين السحر والحسد والعين:
من المواضيع التي لها علاقة بالسحر والشعوذة في هذا البحث هو موضوع الحسد والعين، ولقد اتضح من الاستبانة الأولى التي وزعت على العلماء والمختصين أن الكثير من الأفراد يشتكون من الحسد والعين. وهذا الأمر يجعلهم أحيانا يلجأون إلى بعض السحرة والمشعوذين لاعتقادهم أن هؤلاء لديهم القدرة على معالجتهم. ولا شك أن موضوع العين والحسد من المواضيع التي أصبحت تشغل بال الكثير من أبناء هذا المجتمع، وقد ازداد بروز ظاهرة الحسد والعين في العصر الحاضر، ولذلك فسنناقش هذا الموضوع من حيث كونه ظاهرة ترتبط بطلب العون من السحرة والمشعوذين، إضافة إلى مناقشة ما ينبغي للمسلم أن يقوم به حيال هذه المعضلة إذا ظهرت له في حياته.
والحسد كما ذكر ابن منظور ( 1410 هـ ) في لسان العرب هو " أن تتمنى زوال نعمة المحسود إليك "، وقيل أيضا: " أن يرى الرجل لأخيه نعمة فيتمنى أن تزول عنه وتكون له دونه " ( ابن منظور، ج 3، ص 148 ). وقد عرف سيد قطب ( 1398 هـ ) الحسد فقال: ( الحسد انفعال نفسي إزاء نعمة الله على بعض عباده مع تمني زوالها، وسواء اتبع هذا الحاسد هذا الانفعال بسعي منه لإزالة النعمة تحت تأثير الحقد والغيظ، أو وقف إلى حد الانفعال للنفس، فإن شرا يمكن أن يعقب هذا الانفعال.. فإذا حسد الحاسد ووجد انفعالا نفسيا معينا إلى المحسود فلا سبيل لنفي أثر هذا التوجيه لمجرد أن ما لدينا من العلم وأدوات الاختبار لاتصل إلى سر هذا الأثر وكيفيته فنحن لا ندري إلا القليل في هذا الميدان، وهذا القليل يكشف لنا عنه مصادفة في الغالب ثم يستقر حقيقة واقعة بعد ذلك ) ( ظلال القرآن، ج 6، ص 4008 ).
والحسد أمر ثابت في القرآن وفي السنة، ففي القرآن نجد أن سورة الفلق، وهي من السور المكية، تدل على ذلك، قال تعالى: {       } ( ) [ الفلق: 5 ]. قال الشوكاني في تفسيرها: إنه ورد أن ابن عباس قال: المراد " ابن آدم وعينه " ( ص 522 ). ومن هدي الرسول  في العين قوله: {العين حق ولو كان شيء سابق القدر سبقته العين وإذا استغسلتم فاغسلوا} رواه البخاري في كتاب الطب.
وقد قال الله تعالى: ( ) [ القلم: 51 ]، ومعنى ليزلقونك: يحسدونك. وقال سبحانه وتعالى: ( ) [ النساء: 54 ]، كما روى أبو هريرة أن رسول الله  قال: {إن العين حق}، ونهى عن الوشم ( رواه البخاري ) في صحيحه، كتاب الطب باب العين حق. ومن ذلك ما رواه النسائي وابن ماجه: {أن عامر بن ربيعة مر بسهل بن حنيف وهو يغتسل فقال: لم أر كاليوم ولا جلد مخبأة. فما لبث أن لبط به، فأتي به إلى رسول الله  فقيل له: أدرك سهلا صريعا. فقال: من تتهمون ؟ فقالوا: عامر بن ربيعة. فقال النبي  علام يقتل أحدكم أخاه ؟ إذا رأى أحدكم من أخيه ما يعجبه فليدع له بالبركة، ثم دعا بماء فأمر عامر أن يتوضأ فيغسل وجهه ويديه إلى المرفقين وركبتيه وداخلة إزاره، وأمر أن يصب عليه}.
وهنالك من يفرق بين العين والحسد فقد ذكر آل مبارك ( 1418 هـ ) عددا من الفروق بين العين والحسد منها:
1 - أن الحاسد أعم من العائن، فالعائن حاسد خاص، وكل عائن حاسد وليس كل حاسد عائنا، ولذلك فإن من يستعيذ بالله من الحاسد يدخل في ذلك العائن.
2 - أن الحسد ينتج عن الحقد والبغض وتمني زوال النعمة، أما العين فيكون غالبا سببها الإعجاب والاستعظام والاستحسان.
3 - أن الحسد والعين يشتركان في الأثر حيث يسببان ضررا للمحسود والمعين ويختلفان في المصدر فمصدر الحسد تحرك القلب واستكثار النعمة وتمني زوالها، أما العين فهو كما قلنا الإعجاب والاستحسان.
4 - أن الحاسد يمكن أن يحسد في الأمر قبل أن يقع بينما العائن لا يعين إلا الموجود بالفعل.
5 - أن الإنسان لا يحسد نفسه ولا ماله ولكنه قد يصيبهما بالعين.
6 - أن الحسد لا يقع إلا من نفس خبيثة حاقدة، ولكن العين قد تقع من رجل صالح لأنه إنما يحدث بسبب الإعجاب دون إرادة، وقد لا يتمنى زوال النعمة عن أخيه كما حدث في الحديث المذكور سابقا. ولذلك فمن المستحب للمسلم دائما أن يذكر اسم الله عند رؤية أي شيء وأن يسأل الله البركة لأخيه فيما أعطاه. وقد أورد ابن خلدون في المقدمة ما نصه:
" ومن قبيل هذه التأثيرات النفسانية الإصابة بالعين وهو تأثير من نفس المعيان، عندما يستحسن بعينه مدركا من الذوات أو الأحوال، ويفرط في استحسانه وينشأ عن ذلك الاستحسان حسد يروم معه سلب ذلك الشيء عمن اتصف به فيؤثر فساده وهي جبلة فطرية أعني هذه الإصابة بالعين والفرق بينها وبين التأثيرات النفسانية أن صدوره فطري جبلي لا يتخلف ولا يرجع اختيار صاحبه ولا يكتسب وسائر التأثيرات. وإن كان منها مالا يكتسب فصدورها راجع إلى اختيار فاعلها، والفطري منها قوة صدورها لا نفس صدورها ولهذا قالوا: القاتل بالسحر أو بالكرامة يقتل والقاتل بالعين لا يقتل، وما ذلك إلا بأنه ليس مما يريده ويقصده أو يتركه وإنما هو مجبور في صدوره عنه والله أعلم بما في الغيوب ومطلع على ما في السرائر " ( ص 487 - 488 ).
ويلاحظ هنا أن ابن خلدون يرى أن العين أمر لا يستطيع الإنسان أن يتحكم به، وهي لا تختلف عن الحسد كما أنه يفرق بينها وبين السحر، فالسحر يتم تعلمه والعين لا يتم تعلمها، ولذلك يقتل الساحر ولا يقتل الحاسد أو العائن.
وقد ذكر الحموي ( 1409 هـ ) أن الحسد والسحر بينهما علاقة فقد ربطهما الله تعالى في قوله: ( ) [ الفلق: 4 ]. فالنفاثات في العقد هن السواحر اللاتي يعقدن في سحرهن وينفثن في عقدهن، وهي تشمل الإنس والجن، وقد بين الحموي أن العلاقة بينهما علاقة في التأثير وفي عموم الضرر فقال: " فاقتران الحسد بالسحر في هذه الآية يشير إلى وجوده علاقة بينهما ولعل هذه العلاقة هي التأثير الخفي الذي يكون من الساحر بالسحر ومن الحاسد بالنظر، مع اشتراكهما في عموم الضرر فكلاهما يقعان الضرر في خفاء وكلاهما من الأمور المذمومة والمنهي عنها كما أن الحاسد قد يلجأ للسحرة وغيرهم لإلحاق الضرر بالمحسود، وللتنفيس عن حسده، فهما يشتركان في الأثر ويختلفان في الوسيلة " ( ص 174 ).
وقد أورد ابن حجر العسقلاني ( 1990 م ) حديث البخاري عن أبي هريرة  عن النبي  قال: {العين حق}، ونهى عن الوشم. ثم أورد ما أخرجه البخاري {عن أم سلمة رضي الله عنها أن النبي  رأى في بيتها جارية في وجهها سفعة فقال: استرقوا لها، فإن بها النظرة} كما أورد حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه مرفوعا: {العين حق، ويحضرها الشيطان وحسد ابن آدم}، وقد علق على ذلك ابن حجر العسقلاني فقال: " وقد أشكل ذلك على بعض الناس فقال: كيف تعمل العين من بعد حتى يحصل الضرر للمعيون ؟ والجواب: أن طبائع الناس تختلف، فقد يكون ذلك من سم يصل من عين العائن في الهواء إلى بدن المعيون، وقد نقل عن بعض من يكون معيانا أنه قال: إذا رأيت شيئا يعجبني رأيت حرارة تخرج من عيني.
ويقرب ذلك بالمرأة الحائض تضع يدها في إناء اللبن فيفسد، ولو وضعتها بعد طهرها لم يفسد، وكذلك تدخل البستان فيتضرر كثير من الغروس بغير أن تمسها يدها. ومن ذلك أن الصحيح قد ينظر إلى العين الرمداء فيرمد، ويتثاءب واحد بحضرته فيتثاءب هو. أشار إلى ذلك ابن بطال وقال الخطابي: في الحديث أن للعين تأثيرا في النفوس وإبطال قول الطبائعيين أن العائن ينبعث من عينه قوة سمية تتصل بالمعين فيهلك أو يفسد وهي كإصابة السم من نظر الأفاعي، وأشار إلى منع الحصر في ذلك مع تجويزه، وأن الذي يتمشى على طريقة أهل السنة أن العين إنما تضر عند نظر العائن بعادة أجراها الله تعالى أن يحدث الضرر عند مقابلة شخص لآخر " ( ص 64 ).
وقد ذكر الطيار والمبارك ( 1415 هـ ) أن القرآن والسنة دلا على أن نفس حسد الحاسد يمكن أن يورد المحسود، أي أنه ليس بالضرورة أن ينظر أو أن يكون الحاسد منتبها إلى المحسود، فإذا خطر على قلبه انبعثت نار الحسد من قلبه فيتأذى المحسود بمجرد ذلك. وقد ذكرا أيضا أن للعين أنواعا هي:
1 - عين إنسية، وهي التي تصدر من البشر.
2 - عين جنية، وهي التي تصدر من الجن.
وقد أثبتت الأدلة الشرعية كلا النوعين فالعين الإنسية دليها قول رسول الله  السابق ذكره: {علام يقتل أحدكم أخاه} والعين الجنية دليله قول الرسول  في الحديث السابق أيضا: {استرقوا لها فإن بها نظرة} قال الحسين بن مسعود الفراء: سفعة أي نظرة يعني من الجن.
ويستطرد الطيار والمبارك فيوردان ما نصه عن كيفية تأثير العين " يجب أن نعلم أولا أن العين وغيرها لا تؤثر إلا بإرادة الله ومشيئته، وقد يعين الإنسان نفسه وقد يعين غيره وقد يعين بغير إرادة وقد يصيب العائن من غير الرؤية، كأن يكون أعمى أو كأن يكون المعيون غائبا ويوصف له من غير أن يراه، وقد تصيب العين من الإعجاب ولو بغير حسد وقد تصيب العين من الرجل المحب ومن الرجل الصالح؛ لذلك يسن لمن وقع بصره على شيء يعجبه من نفسه أو أهله أو غيره أن يذكر بما ورد. قال ابن القيم: " نفس العائن لا يتوقف تأثيرها على الرؤية بل قد يكون أعمى فيوصف له الشيء فتؤثر نفسه فيه، وإن لم يره وكثير من العائنين تؤثر في العين بالوصف من غير رؤية " ( ص 198 ).
ويشير الحموي ( 1409 هـ ) أن المفسرين ذكروا عن حكاية سيدنا يعقوب عليه السلام لأبنائه: ( ) [ يوسف: 67 ] كما قال ابن كثير رحمه الله: إن يعقوب عليه السلام أمر بنيه لما جهزهم مع أخيهم بنيامين إلى مصر ألا يدخلوا كلهم من باب واحد ويدخلوا من أبواب متفرقة؛ فإنه كما قال ابن عباس ومحمد بن كعب ومجاهد والضحاك وقتادة والسدي وغير واحد أنه خشي عليهم العين، وذلك أنهم كانوا ذوي جمال وهيئة حسنة ومنظر وبهاء فخشي عليهم أن يصيبهم الناس بعيونهم. فإن العين حق تستنزل الفارس عن فرسه. ومعنى قوله: ( ) أي أن هذا الاحتراز لا يرد قدر الله وقضاء فإن الله إذا أراد شيئا لا يخلف ولا يمانع " ( ص 177 ).
ويذكر ابن حجر العسقلاني ( 1990 م ) أن الفرق بين العائن والحاسد كالتالي:
العائن والحاسد يشتركان في أن كلا منهما تتكيف نفسه وتتوجه نحو من يريد أذاه؛ فالعائن تتكيف نفسه عند مقابلة المعين ومعاينته والحاسد يحصل له ذلك عند غيبة المحسود وحضوره أيضا. والفرق بينهما أن العائن قد يصيب من لا يحسده من جماد أو حيوان أو زرع أو ماء، وربما أصابت عينه نفسه فرؤية العائن للشيء رؤية تعجب وتحديق تؤثر في المعين، وقد أورد ابن حجر العسقلاني ما نصه: " والمقصود أن العائن حاسد خاص وهو أضر من الحاسد ولهذا - والله أعلم – إنما جاء في السورة ذكر الحاسد دون العائن؛ لأنه أعم فكل عائن حاسد ولا بد؛ وليس كل حاسد عائنا؛ فإذا استعاذ من شر الحاسد دخل فيه العائن هذا من شمول القرآن وإعجازه وبلاغته، وأصل الحسد هو بغض نعمة الله عن المحسود وتمني زوالها. فالحاسد عدو النعم، وهذا الشر هو من نفسه وطبعها، ليس هو شيئا اكتسبه من غيرها، بل هو من خبثها وشرها، بخلاف السحر، فإنه إنما يكون باكتساب أمور أخرى، واستعانة بالأرواح الشيطانية، فلهذا – والله أعلام – قرن في السورة بين شر الحاسد وشر الساحر؛ لأن الاستعاذة من شر هذين تعم كل شر يأتي من شياطين الإنس والجن، فالحسد من شياطين الإنس والجن والسحر من النوعين. وبقي قسم ينفرد به شياطين الجن وهو الوسوسة في القلب " ( ص 80 - 81 ).
وذكر الأسمر ( د. ت ) أن الاعتقاد بإصابة العين منتشر لدى كثير من الشعوب ويعود إلى زمان سحيق في القدم كالفينيقيين والفراعنة قد اتخذوا الأحجبة والتعاويذ والخرز الأزرق وغيرها للوقاية من العين، بل إن هذه ما زالت مستخدمة إلى الآن في كثير من الشعوب حتى في العصر الحاضر، ويعود الاعتقاد بالحسد إلى قديم الزمان حيث يقال: إن الإغريق لديهم إله للحسد وهو يدعى فتنوس ( Phthonos )، كما أن إله الحسد يدعى عند الرومان إنديفيديا. والاعتقاد بالإصابة بالعين أيضا موجود في الثقافة العربية قبل الإسلام وقد جاء الإسلام – كما ذكرنا سابقا – بما يؤكد أن العين حق. ويذكر الأسمر أيضا أن الدكتاتور الإيطالي موسوليني كان يخشى كثيرا العين الشريرة حتى إنه في إحدى المرات رفض مقابلة الملك الأسباني ألفونسو الثالث عشر لسوء صيته واعتقاد الناس بأنه يصيب بالعين.
ويشير الأسمر إلى أن الناس ينقسمون من حيث الاعتقاد بالعين إلى أربع فئات: الفئة الأولى وهي الفئة التي لا تؤمن بالعين وتجاهر بعدم الإيمان بالإصابة بالعين وتسخر ممن يؤمنون بها معتبرين أن الإصابة بالعين من المعتقدات الشعبية الخرافية القديمة التي لا يجوز القول بها. والفئة الثانية هي التي تجاهر بعدم إيمانها بإصابة العين ولكنها في قرارة نفسها يتملكها رعب حقيقي وخوف شديد من شر العين، وهذه الفئة لا تستطيع الجهر بخوفها من أذية العين نظرا إلى أنها تنتمي لشريحة اجتماعية عالية من حيث المستوى الثقافي ولذلك فهم يرددون أن إصابة العين من الخرافات والأوهام رغم إيمانهم الداخلي بالعين.
الفئة الثالثة هي فئة ليس لها رأي في هذا الموضوع فهي حائرة بين هذا وذاك فهي لا تستطيع أن تجزم بصحة الاعتقاد بالإصابة بالعين أو عدم صحتها. أما الفئة الرابعة فهي التي تؤمن بالإصابة بالعين وهي التي تمثل القطاع الأكبر من المجتمع بمختلف طبقاته الاجتماعية والمستويات الثقافية، وهذه الفئة كثيرا ما تلجأ إلى الأحجبة والرقى والتمائم والخرز وغيرها مما يستخدم لرد شر العين، وهذه الفئة عادة ما تستعين بالمشعوذين وغيرهم ممن يدعون أنهم يستطيعون منع الإصابة بالعين أو علاج من أصيب بها.
2 - آراء بعض العلماء المعاصرين في السحر والشعوذة:
سيعرض الباحثان في هذا الجزء من البحث آراء بعض العلماء والفقهاء والمحدثين من المتأخرين والمعاصرين الذين ناقشوا موضوع السحر والشعوذة وما في حكمهما لاستكمال معالجة هذا الموضوع من المنظور الإسلامي قديما وحديثا.
ومن أبرز العلماء الذين اهتموا بمعالجة موضوع السحر والشعوذة وما في حكمهما العلامة الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله ( توفي 1206 هـ ) الذي بحث الموضوع في عدد من الأبواب في كتاب التوحيد، حيث استهل الشيخ كلامه في الباب الثالث والعشرين بقوله: قال الله تعالى: ) [ البقرة: 102 ]، وقوله تعالى: ( ) [ النساء: 51 ].
قال عمر عن الجبت: السحر، الطاغوت: الشيطان. وقال جابر: الطواغيت كهان كان ينزل عليهم الشيطان في كل حي واحد.
وعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أن رسول الله  قال: {اجتنبوا السبع الموبقات. قالوا: يا رسول الله، وما هن ؟ قال: الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات}.
وعن جندب مرفوعا: {حد الساحر ضربة بالسيف} رواه الترمذي، وقال: الصحيح أنه مرفوع. وفي صحيح البخاري عن بجالة بن عبدة قال: كتب عمر بن الخطاب  أن اقتلوا كل ساحر وساحرة قال: فقتلنا ثلاث سواحر. وصح عن حفصة رضي الله عنها أنها أمرت بقتل جارية لها سحرتها فقتلت...، ثم قال الشيخ: هذا فيه مسائل منها: " أن الساحر يكفر، أنه يقتل ولا يستتاب، وجود هذا في المسلمين في عهد عمر فكيف بعده ؟ ( عبد الوهاب 1398 هـ، ص 72 - 73 ).
كذلك تحدث الشيخ – رحمه الله – في الباب الرابع والعشرين عن أنوع السحر بعد أن أورد الأحاديث التالية حيث قال: " قال أحمد: حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا عمر بن حيان بن العلاء، حدثنا قطن ابن قبيصة، عن أبيه أنه سمع رسول الله  يقول: {إن العيافة والطرق والطيرة من الجبت}. قال عوف: العيافة زجر الطير، والطرق الخط يخط بالأرض. والجبت قال الحسن: ( رنة الشيطان ) إسناده جيد. وعن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال: قال رسول الله : {من اقتبس شعبة من النجوم فقد اقتبس شعبة من السحر، زاد ما زاد} رواه أبو داود وإسناده صحيح، وللنسائي من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه: {من عقد عقدة ثم نفث فيها فقد سحر، ومن سحر فقد أشرك، ومن تعلق شيئا وكل إليه...} ثم علق الشيخ بقوله: وهذا الباب فيه مسائل، هي:
الأولى: أن العيافة والطرق والطيرة من الجبت.
الثانية: تفسير العيافة والطرق.
الثالثة: أن علم النجوم من نوع السحر [ والمقصود طبعا بذلك التنجيم هو استخدام العلم بالنجوم في التنبؤ بالمستقبل، أما معرفة الأنواء ومعرفة الاتجاهات فهذا لا يدخل، وإنما يدخل في علم الفلك ].
الرابعة: العقد مع النفث من ذلك [أي من السحر] (عبد الوهاب، 1398هـ، ص 74-75).
وقد تحدث الشيخ – رحمه الله – في الباب الخامس والعشرين عن الكهانة بعد أن أورد بعض الأحاديث في هذا الباب منها حديث الرسول  الذي رواه أبو هريرة عن النبي  أنه قال: {من أتى كاهنا فصدقه بما يقول؛ فقد كفر بما أنزل على محمد } رواه أبو داود، كذلك حديث عمران بن حصين رضي الله تعالى عنه مرفوعا: {ليس منا من تطير أو تطير له، أو تكهن أو تكهن له، أو سحر أو سحر له، ومن أتى كاهنا فصدقه بما يقول؛ فقد كفر بما أنزل على محمد }. ثم قال الشيخ: وفي هذا الباب مسائل:
الأولى: أنه لا يجتمع تصديق كاهن مع الإيمان بالقرآن.
الثانية: التصريح بأن الكاهن كافر.
الثالثة: ذكر من تكهن له.
الرابعة: ذكر من تطير له.
الخامسة: ذكر من سحر له.
السادسة: ذكر من تعلم أبا جاد.
السابعة: ذكر الفرق بين الكاهن والعراف " ( عبد الوهاب، 1398 هـ، ص 76 - 78 ).
كذلك تحدث الشيخ في الباب السادس والعشرين عما جاء في النشرة وهي علاج السحر بالسحر، فذكر ما ورد من الأحاديث والمأثورات فقال: عن جابر رضي الله تعالى عنه {أن رسول الله  سئل عن النشرة فقال: هي من عمل الشيطان} رواه أحمد بسند جيد وأبو داود، وقال سئل أحمد عنها فقال: ابن مسعود يكره هذا. وفي البخاري عن قتادة قلت لابن المسيب: رجل به طب أو يؤخذ عن امرأته؛ أيحل عنه أو ينشر ؟ قال: " لا بأس به إنما يريدون به الإصلاح، فأما ما ينفع فلم ينه عنه ". وروي عن الحسن أنه قال: " لا يحل السحر إلا ساحر " قال ابن القيم: النشرة حل السحر عن المسحور وهي نوعان:
أحدهما: حل بسحر مثله وهو الذي من عمل الشيطان وعليه يحمل قول الحسن، فيتقرب الناشر والمنتشر إلى الشيطان بما يحب فيبطل عمله في المسحور.
والثاني: النشرة بالرقية والتعويذات والأدوية والدعوات المباحة وهذا جائز. وهذا الباب فيه مسائل: الأولى النهي عن النشرة. الثانية: الفرق بين المنهي عنه والمرخص فيه عن ما يزيل الإشكال " ( عبد الوهاب، 1398 هـ، ص 79 - 80 ).
أما الباب السابع والعشرون فقد تحدث فيه الشيخ عما جاء في التطير فأورد قوله تعالى: ( ) [ النمل: 47 ]، وقال تعالى: ( ) [ يس: 19 ]. وعن أنس قال: قال رسول : {لا عدوى ولا طيرة ويعجبني الفأل. قالوا: وما الفأل ؟ قال: الكلمة الطيبة}. ولأبي داود بسند صحيح عن عقبة بن عامر قال: {ذكرت الطيرة عند رسول الله  فقال: أحسنها الفأل، ولا ترد مسلما، فإذا رأى أحدكم ما يكره فليقل: اللهم لا يأتي بالحسنات إلا أنت ولا يدفع السيئات إلا أنت، ولا حول ولا قوة إلا بك} ( عبد الوهاب، 1398 هـ، ص 81 - 82 ).
كما تحدث الشيخ – رحمه الله – في هذا السياق عن موضوع التنجيم في الباب الثامن والعشرين من كتاب التوحيد فقال: " جاء في صحيح البخاري قال قتادة: {خلق الله هذه النجوم لثلاث، زينة للسماء، ورجوما للشياطين، وعلامات يهتدى بها، فمن تأول فيها غير ذلك أخطأ وأضاع نصيبه وتكلف ما لا علم له به} وكره قتادة تعلم منازل القمر، ولم يرخص ابن عيينة فيه. ورخص في تعلم المنازل أحمد وإسحاق، وعن أبي موسى قال: قال رسول الله  {ثلاثة لا يدخلون الجنة؛ مدمن الخمر، ومصدق بالسحر، وقاطع الرحم} رواه أحمد وابن حبان ). ثم علق الشيخ فقال: " فيه مسائل:
الأولى: الحكمة في خلق النجوم.
الثانية: الرد على من زعم غير ذلك.
الثالثة: ذكر الخلاف في تعلم المنازل.
الرابعة: الوعيد فيمن صدق بشيء من السحر ولو عرف أنه باطل " عبد الوهاب، 1398 هـ، ص 84 ).
علاج السحر من المنظور الإسلامي:
السحر ظاهرة قديمة عانت منها الكثير من المجتمعات، ولذلك فقد شغل الناس كثيرا منذ القدم بالبحث عن أفضل الطرق للتعامل معه سواء من حيث الوقاية أو من حيث العلاج. ولكن يظل العلاج من المنظور الإسلامي هو الأكثر وضوحا والأسلم في التعامل مع هذه الظاهرة. ولذلك فسيقتصر الباحثان على استعراض بعض أساليب العلاج المبنية على التصور الإسلامي في كيفية التعامل مع السحر.
يذكر ابن القيم ( 1392 هـ ) ما ورد عن الرسول  حينما تحدث عن علاج السحر وخاصة سحر الرسول  الذي سحرته اليهود به فقال في علاج هذا المرض إنه روي عن الرسول  فيه نوعان: أحدهما وهو أبلغهما استخراجه وتبطيله كما صح عنه  أنه سأل ربه سبحانه وتعالى في ذلك فدل عليه، فاستخرجه من بئر فكان في مشط ومشاطة وجف طلعة ذكر، فلما استخرجه ذهب ما به حتى كأنما نشط من عقال، فهذا من أبلغ ما يعالج به المطبوب ( المسحور ) وهذا بمنزلة إزالة المادة الخبيثة وقلعها من الجسد بالاستفراغ.
والنوع الثاني الاستفراغ في المحل الذي يصل إليه أذى السحر؛ فإن للسحر تأثيرا في الطبيعة وهيجان أخلاطها وتشويش مزاجها أي إذا ظهر أثره في عضو وأمكن استفراغ المادة الرديئة من ذلك العضو نفع جدا.
وقد ذكر أبو عبيد في كتاب غريب الحديث له بإسناده عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أبي ليلى: {أن النبي  احتجم على رأسه بقرن حين طب}، قال أبو عبيد معنى طب أي سحر، وقد أشكل هذا على من قل علمه وقال: ما للحجامة والسحر وما الرابطة بين هذا الداء وهذا الدواء، ولو وجد هذا القائل: أن أبقراط وابن سينا وغيرهما قد نصا على هذا العلاج لتلقاه بالقبول والتسليم، وقد نص عليه من لا نشك في معرفته وفضله، فاعلم أن مادة السحر الذي أصيب به  انتهت إلى رأسه إلى إحدى قواه التي فيه بحيث كان يخيل إليه أنه يفعل الشيء ولم يفعله، وهذا تصرف من الساحر في الطبيعة والمادة الدموية بحيث غلبت تلك المادة على البطن المقدم منه فغيرت مزاجه عن طبيعته الأصلية، والسحر وهو مركب من تأثيرات الأرواح الخبيثة وانفعال القوى الطبيعية عنها، وهو سحر التمريحات ( هكذا وردت ) وهو أشد ما يكون من السحر ولا سيما في الموضع الذي انتهى السحر إليه واستعمال الحجامة على ذلك المكان الذي تضررت أفعاله بالسحر من أنفع المعالجة إذا استعملت على القانون الذي ينبغي. قال أبوقراط: الأشياء التي ينبغي أن تستفرغ يجب أن تستفرغ من المواضع التي هي إليها أميل بالأشياء التي لا تصلح لاستفراغها. وقالت طائفة من الناس: إن رسول الله  لما أصيب بهذا الداء وكان يخيل إليه أنه فعل الشيء ولم يفعله ظن أن ذلك عن مادة دموية أو غيرها مالت إلى جهة الدماغ، وبلغت على البطن المقدم منه فأزالت مزاجه عن الحالة الطبيعية له وكان استعمال الحجامة إذ ذاك من أبلغ الأدوية وأنفع المعالجة، فاحتجم وكان ذلك قبل أن يوحى إليه أن ذلك من السحر، فلما جاءه الوحي من الله تعالى وأخبره أنه قد سحر عدل إلى العلاج الحقيقي وهو استخراج السحر وإبطاله فسأل الله سبحانه وتعالى فدله على مكانه فاستخرجه فقام كأنما نشط من عقال، وكان غاية هذا السحر فيه إنما هو في جسده وظاهر جوارحه لا على عقله وقلبه، ولذلك لم يكن يعتقد صحة ما يخيل إليه من إتيان النساء بل يعلم أنه خيال لا حقيقة له ومثل هذا قد يحدث من بعض الأمراض والله أعلم " ( زاد المعاد، ج 3، ص 104 ).
وتورد أخضر ( 1415 هـ ) أن التداوي من السحر ينقسم إلى عدة أنواع هي:
النوع الأول: هو الحجامة وهذا النوع من التداوي يقوم على سحب الدم من المكان الذي يصل إليه أذى السحر، وقد وردت بعض الآراء التي تبين أن هذا يؤدي إلى سحب الأذى الذي ينتج عن السحر، وقد ورد أن النبي  احتجم على رأسه بقرن حين طب، قال أبو عبيدة: معنى طب أي سحر.
النوع الثاني من أنواع التداوي: هو العجوة قال  {من اصطبح كل يوم بتمرات عجوة لم يضره سم ولا سحر ذلك اليوم إلى الليل} ( رواه البخاري الجزء 7 ص 179 )، وقال  {من أكل سبع تمرات مما بين لابتيها حين يصبح لم يضره سم}، وقال  {من تصبح بسبع تمرات عجوة لم يضره ذلك اليوم سم ولا سحر} ( صحيح مسلم، ج 6، كتاب الأشربة، باب فضل تمر المدينة، ص 124 ). والعجوة هي ضرب من أجود تمر المدينة وألينه يميل لونه إلى السواد وهو مما غرسه النبي  في المدينة.
النوع الثالث: هو الغسل من ثلاثة أبوز يمد بعضها بعضا، قد ورد في حديث سحر السيدة عائشة من قبل جاريتها، حيث لبثت عائشة ما شاء الله من الزمان ثم رأت في النوم أن اغتسلي من ثلاث أبوز يمد بعضها بعضا؛ فإنك تشفين... فاغتسلت فشفيت " ( ص 629 - 636 ).
وهنا لا بد من الإشارة إلى مسألة التميمة إذا كانت من القرآن ففيها آراء ولعل أهم الآراء هو ما ورد عن بعض الصحابة أنهم كرهوا تعليق التمائم حتى وإن كانت من القرن ومن هؤلاء عبد الله بن مسعود، والحارث بن سويد وغيرهم. وأما البعض الآخر فقد رأوا أن ذلك لا بأس به، ومنهم عائشة رضي الله عنها. ( الشهاوي، 1419 هـ ). ويتفق الشهاوي مع رأي من يكره تعليقها فقد أورد جملة من الأسباب هي:
1 - أن النهي عن التمائم نهي عام وليس هناك استثناء حتى للقرآن كما ورد في الحديث.
2 - أن في النهي عن تعليق التميمة حتى لو كانت من القرآن سدًّا للذريعة ولأن الترخيص في تعليق تمائم القرآن وأسماء الله قد يفتح الباب لتعليق غيرها ولذلك يفضل أن يغلق باب الشر وتسد الذريعة عن طريق هذه التمائم.
3 - أن تعليق التمائم التي من القرآن يعرض القرآن للامتهان فدخول من يعلق التمائم إلى الأماكن النجسة كالحمامات عند قضاء الحاجة وفي حالة الجنابة والحيض والنفاس والجماع وغيرها تعرض القرآن للامتهان.
4 - أن تعليق التمائم من القرآن قد يحمل استخفافا بالقرآن ويتناقض مع ما جاء في قول الله تعالى: ( ) [الإسراء: 9] والقرآن كتاب تعبد وشفاء بالقراءة ولا ينبغي أن يوضع في تمائم وأحراز للنساء والصبيان وغيرهم.
5 - أن تعليق التمائم يجعل الإنسان يتوكل على غير الله كما أنه يعود الناس على التمائم والاعتقاد فيها وهذا يتنافى في بعض جوانبه مع التوكل على الله سبحانه وتعالى والتوجه الدائم إليه بالدعاء والعبادة لتخليص المؤمن مما يصيبه ويعتريه.
ويذكر آل مبارك (1418 هـ ) أن علاج السحر يكون بثلاث طرق.
الطريقة الأولى: الوقاية من السحر قبل وقوعه هذا يتضمن الالتزام بعدد من الأمور هي:
1 - التحصن بالأذكار الشرعية والأحاديث النبوية الصحيحة.
2 - المحافظة على أذكار الصباح والمساء.
3 - قراءة سورة الإخلاص والمعوذتين بعد كل صلاة مكتوبة وقراءة آية الكرسي.
4 - قراءة آية الكرسي عند النوم.
5 - قراءة الآيتين الأخيرتين من سورة البقرة في أول الليل والإكثار من التعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق في الليل والنهار وعند نزول أي منزل.
6 - أن يقول باسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ثلاث مرات ، وهذا حديث رواه الترمذي.
7 - أكل سبع تمرات عجوة في الصباح على الريق وذلك اتباعا لقوله  { من تصبح سبع تمرات عجوة لم يضره ذلك اليوم سم ولا سحر} رواه البخاري في صحيحه.
الطريقة الثانية: هي معرفة مكان السحر وإخراجه وإتلافه ليبطل السحر وهذا ما فعله الرسول -- حينما سحر فقد استخرج السحر من بئر وكان في مشط ومشاطة وحينما تم معرفة هذا السحر تم دفن البئر.
والطريقة الثالثة: هي علاج السحر بعد وقوعه ولا شك أن هذه هي الحالة الصعبة التي يترتب عليها الالتزام بأمور منها:
1 - استعمال الأدوية الشرعية من القرآن والسنة الصحيحة للسحر وإبطاله ولعل أنفع ما يستعمل لهذا السحر هو ما أنزله الله على رسوله وهما المعوذتان وآية الكرسي فإنها تطرد الشيطان. وهناك بعض الآيات التي تقرأ لفك السحر ومنها الآية 57 من سورة يونس في قوله تعالى:( ) [يونس: 57] كذلك الآية 44 من سورة فصلت كذلك الآيات من 36 - 47 من سورة الشعراء . ويذكر آل مبارك أيضا أن هنالك من يجيز كتابة الآيات وشرب مائها فقد روي عن عائشة أنها كانت لا ترى بأسا أن يعوذ في الماء ثم يعالج به المريض، وقد قال مجاهد أيضا: لا بأس أن يكتب القرآن ويغسله ويسقيه للمريض وكره ذلك النخعي وابن سيرين ، وقد روي أيضا عن ابن عباس أنه أمر أن يكتب لامرأة تعسرت عليها ولادتها آيتان من القرآن وكلمات ثم تغسل به وتسقى.
ويذكر الشهاوي (1419 هـ ) أن للسحر عناصر ثلاثة وهي: شيطان السحر أو الجن أو خادم السحر ، وساحر الإنس وهو البشر الذي يقوم بالسحر ، ومفردات السحر وأدواته. ولا بد لمن أراد أن يعالج أن يعرف هذه العناصر الثلاثة ومن المعروف أن الساحر يقرأ الطلاسم والعزائم التي يستغيث فيها ويتوسل ويتعبد للشياطين وتنزل الشياطين عليه وتعينه في مآربه ، ويقال: إن الساحر يستخدم مفردات كثيرة في عمل العقد بينه وبين الشيطان كذلك يذكر أنه يبدو أنه يستخدم أبخرة مخصوصة ولباسا مخصوصا ويستخدم أيضا أجزاء من ملابس الشخص المراد سحره أو بقايا جسمه كشعره وأظفاره وغير ذلك ، كذلك يتم استخدام بعض الخيوط والعظام والحيوانات الميتة والأوراق ، وبعد أن يتوسل ويتعبد ، يدفن تلك الأشياء في مقابر مهجورة ، وقد يعقد سحره في طعام وشراب ليتناوله من أريد سحره. ومصداق ذلك أن النبي  سحر من شعره ، إضافة إلى عدد من العقد قيل إنها إحدى عشرة عقدة ، وكذلك تمثال من شمع للرسول  فيه إبر مغروزة ولذلك فإن إبطال السحر عن المسحور يتم بعدة طرق هي:
1 - أن يتم معرفة مكان دفن السحر وإخراجه وإتلافه فيبطل السحر بإذن الله.
2 - أن يتحصن المسلم ويتعوذ بالرقى والأدعية التي تمنع السحر قبل وقوعه.
3 - أن يتم بإخراج الموكل في تنفيذ السحر في المسحور وطرده وإبعاده ، (الشهاوي ، ص 187).
ويذكر الصايم (1996م) أن أفضل طرق العلاج في حالة المسحور أن يكون علاجا فرديا؛ لأن العلاج الجماعي الذي يتم عن طريق القراءة على مجموعة من الأفراد في المسجد أو في بيت المعالج لا تجدي فهي تؤدي إلى ضياع وقت المريض والمعالج وازدياد حالة المريض سوءا. وإيقان الشيطان بأن المعالج لم يتمكن من السيطرة عليه يزيده عنادا وإصرارا ويشعر المريض نتيجة لذلك بالإحباط ، ولذلك فإن أفضل السبل لعلاج السحر تتم عن طريق القراءة الشرعية على المصابين فرادى وهي تشمل في الغالب ثلاث جلسات ، ففي الجلسة الأولى وهي جلسة الكشف ومعرفة حال المريض والوقوف على نوع المشكلة هل هي سحر أو مس أو نوع معين من السحر وهنا يقوم باستخدام الرقية الشرعية ثم يعطي المريض بعض الأذكار اليسيرة ويرشده إلى أهمية الصلاة وأذكار الصباح ووسط النهار والمساء ، الجلسة الثانية وفيها يبدأ المعالج بالتحضير ثم تلاوة آيات العذاب والطلب من الشيطان اللعين الخروج وأنه لا حل معه وتختتم الجلسة عادة بالرقية الشرعية ويكون المعالج قد حضر الأوراق والدهانات التي تستعمل لفك السحر ، ثم يترك المريض لينصرف ويوصيه بالالتزام بما قدم إليه من إرشادات والاتصال بالمعالج تليفونيا من حين إلى آخر لمتابعة الحالة ، ثم الجلسة الثالثة وفيها يستمر المعالج في تقويم الحالة وما حدث عليها من تطور وهل يحتاج المريض إلى متابعة أقوى أم أن الله سبحانه وتعالى شفاه وغالبا -ولله الحمد- يكون المريض في الجلسة الثالثة قد شفي تماما ، وتختتم هذه الجلسة بالرقية الشرعية وتوجيه عدد من النصائح ، والرقية الشرعية التي تحمي البيوت من مثل هذه الآفات كآفة السحر وغيرها.
ويؤكد الصايم على أهمية أن يكون لدى المعالج ممارسة وتجربة واقعية فلا يكفي فقط إجادة قراءة القرآن الكريم لكي يصبح الإنسان معالجا ولا بد من وجود معلم أو من له خبرة ليتعلم على يده من يريد علاج هذه الحالات وينبغي للمعالج - كما يرى الصايم - أن يلتزم ببعض الإرشادات التي من أهمها:
1 - عدم القيام بعلاج المريض إلا والمعالج في حالة نفسية هادئة.
2 - ينبغي أن يستعد لجلسة العلاج بالوضوء وكثرة الاستغفار والتواضع لله سبحانه وتعالى فلا ينهر المريض ولا يسيء معاملته.
3 - أن يكون مؤمنا بضعف كيد الشيطان وقوة تأثير القرآن.
4 - ألا ييأس المعالج من كثرة القراءة على المريض فبعض الجن ماكر ويتظاهر أحيانا بأن ليس للقرآن تأثير عليه وفي لحظة يعلن ضعفه وذله.
5 - الضرب المبرح ليس وسيلة للعلاج ولا للطرد ، ولذلك يجب أن يكون الضرب خفيفا مصحوبا بالتهديد والزجر.
6 - ينبغي أن يجعل المعالج من شخصيته وسلوكه قدوة لغيره من المرضى أو من يحضر من ذويهم ، فيكثر من الحديث عن مبادئ وأخلاق الإسلام ويقوم بفعل الواجبات والأركان الإسلامية كالقيام بالصلاة مباشرة عند الأذان ونحو ذلك.
7 - ينبغي للمعالج ألا يقبل علاج امرأة متبرجة فإن في ذلك تهاونا منه في أمر من أمور الله ، وليس معنى ذلك أن يطردها ، ولكن يعظها وتحضر مرة أخرى في زي إسلامي.
8 - ينبغي ألا يغضب المعالج لنفسه فإذا شتمه أو سبه أو اتهمه الجني فينبغي له أن يلتزم الحلم والصبر وأن يمطره بآيات التعذيب وأن يستعين عليه بالله العزيز القهار.
9 - ينبغي للمعالج أن ينصح النساء بعدم استعمال العلاج أيام الحيض والنفاس وعليهن أن يستمعن للقرآن في أشرطة في هذه الفترة.
10 - أن يحاول توجيه الأسئلة التي تساعده على تحديد المشكلة وارتباط هذه المشكلة أو حالة المريض مع شريكه في الحياة (الزوج أو الزوجة) أو بالأولاد أو نحو ذلك.
فهذه الإرشادات ينبغي لأي معالج أن يتبعها ليسهل عليه العلاج وخاصة علاج من يصيبهم السحر أو المس (ص 40 - 43).
ويحذر الصايم (1996م) في هذا الجانب فيما يتم أحيانا من أشكال العلاج غير الشرعي مثل العلاج بالزار وهو نوع من الممارسة التي يقوم بها المشعوذون حيث يجتمعون ليلا في حلقات ويدقون الطبول وتقف المريضة أو المريض في وسط الحلقة ويبدءون في إصدار أنغام وتراتيل مع دق الدفوف لاستحضار الجن ويسألون ما هي طلباتهم حتى ترضى عنهم. كذلك العلاج عن طريق فتح الكتاب أو المندل أو قياس الأثر وهو نوع من النصب والاحتيال. وما يقرأ لك في هذا الكتاب يقرأ لغيرك ، ولا يعلم الغيب إلا الله سبحانه وتعالى وهي نوع من الكهانة وينبغي للمسلم ألا يذهب إلى هؤلاء الكهان. (54 - 59).
علاج الحسد والعين من المنظور الإسلامي:
رأى الباحثان أهمية إدراج موضوع علاج الحسد والعين من المنظور الإسلامي؛ لأن الكثير من الأفراد يلجئون إلى السحرة والمشعوذين عند اعتقادهم أنهم أصيبوا بالحسد أو العين. وقد تحدث عدد من العلماء المسلمين عن سبل الوقاية من الحسد والعين بالوسائل الشرعية فذكروا طرقا كثيرة نورد بعضا منها كما ذكره الطيار والمبارك (1415 هـ ) حيث قالا: إن من سبل الوقاية من العين والحسد ما يلي:
1 - التعوذ بالله من شر الحاسد وقراءة المعوذتين وذلك لما روى أبو سعيد الخدري أن النبي -- كان يتعوذ من الجان وعين الإنسان حتى نزلت المعوذتان ، فلما نزلتا أخذ بهما وترك ما سواهما.
2 - الدعاء بالبركة إذا رأى المرء ما يعجبه اقتداء بما جاء في القرآن الكريم في قوله تعالى: [الكهف: 39] ، أي هلا إذ أعجبتك حين دخلتها ونظرت إليها حمدت الله على ما أنعم به عليك ، وأعطاك من المال والولد ما لم يعطه غيرك ، وقلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله (ابن كثير ، 1393 هـ ، ج 2 ، ص 419).
3 - الصبر على العائن وعدم التعرض له أو إيذائه لقوله تعالى: ( ) [الحج: 60].
4 - الإحسان إلى من عرفت إصابته بالعين كإحسان الغني للفقير.
5 - ستر ما يخشى عليه الإصابة بالعين فإن العين استشراف النفس نحو ما يعجبها فإذا كان الإنسان لديه ما يخشى عليه من العين ، فعليه أن يحرص على عدم إظهاره وخاصة أمام من عرفوا بالعين مع اليقين التام بأن كل شيء بيد الله.
6 - الاحتراز من العائن وذلك بتجنب من عرفوا بالإصابة بالعين.
7 - الاستعانة على قضاء الحوائج بالسر والكتمان وعدم التحدث بها أمام الآخرين وخاصة أولئك الذين عرفوا بالعين.
8 - تقوى الله وامتثال أمره ونهيه.
9 - الصبر على عدوه وألا يقاتله ولا يشكوه ولا يحدث نفسه بأذاه أصلا.
10 - التوكل على الله فمن يتوكل على الله فهو حسبه.
11 - الإقبال على الله والإخلاص له وجعل محبته ورضاه والإنابة إليه في محل خواطر النفس.
12 - التوبة إلى الله من الذنوب.
13 - إطفاء نار الحاسد والباغي والمؤذي بالإحسان إليه.
14 - تجريد التوحيد أي أن العبد يجرد التوحيد ويخلص قلبه لله فإن من خاف من الله وحده خافه كل شيء ومن لم يخف الله أخافه كل شيء ومن خاف شيئا غير الله سلط عليه (ص 201 - 204).
كذلك يذكر آل مبارك (1418 هـ ) في باب الوقاية من الحسد أن هنالك عددا من القواعد التي ينبغي اتباعها للوقاية من الحسد وهي:
1 - التحصن بالقرآن الكريم امتثالا لقوله تعالى ( ) [الإسراء: 82] وقوله تعالى( ) [فصلت: 44].
2 - المحافظة على أذكار الصباح والمساء ومنها قراءة المعوذات كما ورد عن الرسول  في الحديث الصحيح عن عقبة أن النبي  قال: {يا عقبة ألا أعلمك خير سورتين قرئتا ، قل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس. يا عقبة اقرأهما كلما نمت وقمت. ما سأل سائل ولا استعاذ مستعيذ بمثلهما} رواه مسلم.
3 - المحافظة على أذكار النوم وهي كثيرة ومنها آية الكرسي.
4 - الدعاء بالبركة إذا رأى ما يعجبه امتثالا لقوله تعالى( ) [الكهف: 39] وقوله  في الحديث: {إذا رأى أحدكم من أخيه ما يعجبه أو من نفسه أو من ماله فليدع له بالبركة فإن العين حق} رواه أحمد وابن ماجه وصححه الألباني في صحيح الكلم الطيب ص 124.
5 - التحذير للحاسد.
6 - ستر محاسن من يخشى عليه العين.
أما إذا وقع الحسد فإن المحسود يعالج بطريقتين:
أولهما الرقية الشرعية من القرآن والأحاديث الثابتة وثانيهما اغتسال المحسود بفضل ماء غسل الحاسد.
والطريقة الثانية تستخدم إذا عرف الحاسد ، (ص 45 - 52).
ويؤكد الصايم (1996م) على هاتين الطريقتين فيذكر أن الرقية الشرعية هي بداية العلاج ، ويمكن للمرء أن يرقي نفسه أو غيره، وقد ثبت أن الرسول  رقى الحسن والحسين وأمرنا أن نستعمل ذلك مع أبنائنا ، والرقية المشهورة في ذلك هي ما روي عن عائشة -رضي الله عنها- أن النبي  كان يعوذ بعض أهله يمسح بيده اليمني ويقول: { اللهم رب الناس أذهب البأس اشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقما} رواه البخاري. كما روي عن عائشة رضي الله عنها في صحيح مسلم أن رسول الله  كان يرقي بهذه الرقية: {أذهب البأس رب الناس بيدك الشفاء لا كاشف له إلا أنت} رواه مسلم ، الطريقة الثانية وهي اغتسال المحسود وهذه كما قلنا سابقا تتبع إذا عرف الحاسد ومعناه أن يغتسل المحسود بماء غسل الحاسد ، وقد جاء عن عائشة رضي الله تعالى عنها أنها قالت كان يؤمر العائن فيتوضأ ثم يغسل منه المعين رواه أبو داود ، وعن ابن عباس رضي الله تعالى عنه عن النبي  قال : {العين حق ولو كان شيء سابق القدر سبقته العين وإذا استغسلتم فاغسلوا} رواه مسلم. وقد وافق الحموي (1409 هـ ) الطيار والمبارك (1415 هـ) في معظم طرق الوقاية من الحسد.
وهنا يود الباحثان الإشارة إلى أنه يوجد الكثير من الأساليب الشعبية التي يمارسها العوام في بعض المجتمعات العربية للوقاية من الحسد والعين مما لا يجدي نفعا ، ولكن الجهل بالعلم الشرعي جعل هذه الأساليب منتشرة بين الناس. وذكر هذه الأساليب هنا من باب العلم بها وأخذها في الحسبان عند وضع برامج الوقاية من السحر والشعوذة.
ومن هذه الأساليب مثلا ما يذكره الأسمر (د. ت) من أن من أهم الأساليب والوسائل للوقاية من العين في المجتمعات الشعبية العربية وخاصة في المجتمعات الشامية (لبنان ، سوريا ، فلسطين) ما يلي:
1 - شراء ميعة وهي صمغ طيب الرائحة يستخرج من نوع من الشجر في شهر محرم يترك في البيت حتى محرم الثاني اعتقادا أنه يحمي البيت كل السنة من أذى العيون.
2 - تعليق حذوة الحصان أو خرزة زرقاء أو كف أو لوحات فنية فيها آيات قرآنية على جدران البيت أو فوق عتبته.
3 - التسمية عند إبداء الإعجاب بشيء جميل أو ممتاز أو مميز من غيره وهذه التسمية تكون بترديد أحد العبارات التالية لله ، باسم الله ، بارك الله ، ما شاء الله (وهذه العبارات صحيحة من المنظور الشرعي ولا ينطبق عليها ما ينطبق على الألفاظ الأخرى الواردة هنا) أو عبارات شعبية مثل يخزي العين ، وتردك يا عين ، أو يقال سرا للذي يصاب بالعين: بعينك قشه.
4 - الدق على الخشب وهذا يعود إلى الاعتقاد بأن الإصابة بالعين ظاهرة كهربائية مغناطيسية والخشب لا يسري فيه لا الكهرباء ولا المغناطيس.
5 - تعليق حجاب في الرقبة وفي الثياب الداخلية ويكتب عادة في الحجاب أسماء الله والملائكة وآيات من القرآن واسم الشخص الذي يكتب له الحجاب واسم أمه، وقد يكتب أحيانا أشكال هندسية وأرقام غير ذلك، وقد تكتب على شيء من جلد غزال أو ورق وتعلق على جسده. كما أن بعض الأحجبة وجد عليها في مربعات معينة كتابة أسماء الملائكة جبرائيل وميكائيل وعزرائيل وإسرافيل. ويذكر الأسمر (المرجع السابق) أن هنالك بعض التمائم أو الخرز المفضلة لدى بعض الشعوب لرد أذى العين منها:
- الخرز الأزرق، وقد استخدم منذ القدم للوقاية من شر العين فقد عرفه الفينيقيون وذلك للاعتقاد بأن اللون الأزرق لا سيما حجر اللازورد يقي من العين ، وهذا أيضا موجود في الحضارة المصرية القديمة. ولعل استخدام اللون الأزرق يعود كما يقول إلى الاعتقاد أن صاحب العين الحاسدة يكون ذا عينين زرقاوين لذلك تعالج الآفة من جنسها ، فاللون الأزرق يسده اللون الأزرق ، وقد يوضع هذا الخرز إما في قلائد أو حبات خرز من الزجاج الملون، وقد انتشرت هذه الأشكال من القلائد في كثير من الثقافات في المجتمع المعاصر فنجد في كثير من المجتمعات الشامية بأن الآباء والأمهات يستخدمون الخرز الأزرق لأطفالهم وكثيرا ما تعلق الخرزة الزرقاء مفردة في ثياب الطفل أو شعره أو في قلادة أو سوار.
- يصنع هنالك أحيانا ما يشبه العين من الزجاج ويحاط بدائرة بيضاء وأخرى صفراء وتكون الخلفية زرقاء أو بنية أو رمادية.
- قد تستخدم الشبة وهي قطعة من مادة الشب تحمل للأولاد والبنات الرضع لحمايتهم من العين حيث تغلف بغلاف من الخرز.
- كذلك قد يستخدم عود الميس وهو يقطع من الشجر الموجود في الجامع العمري الكبير في القدس ويكون طوله من 2 – 3 سم. (الأسمر ، د.ت ، ص 73 - 88).
أما أشكال العلاج الشعبي الموجود وخاصة في المجتمع اللبناني فيذكر الأسمر أن هنالك عددا من الطرق (والباحثان يوردان هذه الممارسات التي يغلب عليها طابع الشعوذة كأمثلة من أجل إطلاع القارئ على ما يتم من ممارسات خاطئة في المجتمع العربي المعاصر) من أبرزها ما يلي:
- الطريقة الأولى أو ما يسميها الرقية الأولى عبارة عن بيضة دجاج يكتب عليها سبع مرات بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ، ثم توضع البيضة في اليد ويبخر تحتها بكسبرة وتقرأ سورة الإخلاص حتى تقف البيضة في اليد وعند ذلك تكسر فإذا وجدت فيها نقطة دم حمراء فهذا يعني أن الشفاء من العين قد تم وعند ذلك تدهن جبهة المصاب بقليل منها.
- الرقية الثانية أن يشعل الراقي نارا يلقي فيها قطعة من الشبة الزرقاء وعندما تذوب الشبة في النار تأخذ أشكالا متصاعدة فيدعي الراقي أنها صورة امرأة أو رجل ثم يذكر اسمها أو اسمه من بين الأسماء التي تتردد على ألسنة أهل المصاب بالعين ثم يتناول دبوسا أو إبرة يغرزها في هذه الصورة قائلا: إنه فقأ عين الحسود وتكرر هذه العملية سبع مرات بعد ذلك يحضر الراقي قطعة من ملابس الحاسد الذي تم تحديده وتوضع في النار ويبخر المصاب بالعين عن طريق عبوره فوق وعاء الرقية سبع مرات ثم يتم تحريك المبخرة فوق رأس المحسود سبع مرات ويده أمام عين المصاب مرددا الكلمات التالية: " الأولى باسم الله والثانية باسم الله والثالثة باسم الله والرابعة باسم الله والخامسة باسم الله والسادسة باسم الله والسابعة لا حول ولا قوة إلا بالله رقيتك واسترقيتك من عيني وعين أمك وأبوك وعين الناس الذين حسدوك رقيتك واسترقيتك مثلما رقي محمد ناقته حط لها العليق ما ذاقته كانت عسير أصبحت تسير " (الأسمر ، ص 98). وخلال عملية التبخير هذه وترديد الكلمات يصبح المصاب بالعين مخدرا جسده تماما فيستلم للنوم ولا يعود الراقي للتبخير حتى ينام فتكون العين الشريرة قد خرجت.
- الطريقة أو الرقية الثالثة وفيها يقول الراقي " باسم الله أولا وباسم الله ثانيا وباسم الله ثالثا ، ولا حول ولا قوة إلا بالله ، حوطتك بالله من عيون خلق الله ، من عين أمك ، من عين أبوك ، من عيون اللي بيحبوك ، من عيون الجار أحد من النار من عين الضيف أحد من السيف من العيون الزرق من السنان الفرق من الزلما الكوسا من المرة المشعرانية " (الأسمر ، ص 98) ، ويستطرد في كلام طويل لا فائدة من تكراره هنا.
- الطريقة أو الرقية الرابعة وفيها يبخر الراقي المصاب بالعين ويقول: " فوق رأسه بحوطك يا فلان باسم الله وملائكة الله وسبع كلمات من كلام الله وبذكره أرقيك من كل شيء يؤذيك ومن العين يشفيك ومن الحاسد يوقيك ومن البلايا ينجيك بقوته العظيمة ونعمته العليمة ويردد الراقي هذه الرقية من ثلاث إلى سبع مرات إلى أن يبدأ بالتثاؤب ويجاريه المعيون بتثاؤبه وعندئذ يستبشر الحاضرون خيرا ويضمنون لمريضهم الشفاء " (الأسمر ، ص 98).
وهنالك رقى أخرى بعضها شبيه بما ذكر وبعضها تتطلب جلوس المصاب على كرسي معين وبعضها يتطلب إحضار كأس ألمنيوم به ماء ويوضع بداخله عرق أخضر كالحبق وبعضها لا بد أن يجلس المعيون على كرسي خشب للاعتقاد بأن العين ترسل أشعة كهربائية والخشب عازل لها إلى آخره ، ويلاحظ أن بعض هذه الرقى الشعبية فيها بعض الأدعية لكنها في مجملها تدل على جهل من يقومون بها بالأدعية الشرعية التي وردت والتي فيها غنى عما تم ذكره في هذه الرقى. ولعل جهل الناس بما ورد عن الرسول  من أدعية سبب لانتشار مثل هذه الرقى غير الشرعية بين أفراد المجتمع المسلم.

3 - فتاوى بعض العلماء المعاصرين في السحر والشعوذة:
نستعرض في هذا الجزء من البحث أراء وفتاوى بعض العلماء المعاصرين في عدد من الجوانب المتصلة بالسحر والشعوذة، وهي آراء في مجملها لا تخرج عما كان عليه سلفهم من علماء الأمة الإسلامية، ولكنها تدل على استمرار بروز ظاهرة السحر والشعوذة في المجتمع الإسلامي المعاصر ومعاناة بعض أفراد المجتمع من براثن هذه الظاهرة.
أ - حقيقة السحر:
وعن السؤال الذي ما زال يطرح باستمرار وهو: هل للسحر حقيقة؟
سئل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين: هل للسحر حقيقة؟ فأجاب للسحر حقيقة ولا شك وهو مؤثر حقيقة، لكن كونه يقذف الشيء أو يحرك الساكن أو يسكن المتحرك هذا خيال وليس حقيقة. انظر إلى قول الله تعالى في قصة السحرة من آل فرعون يقول الله سبحانه وتعالى ( ) [الأعراف: 116] وقال أيضا: ( )، كيف سحروا أعين الناس؟ سحروا أعين الناس حين صار الناس ينظرون إلى حبال السحرة وعصيهم كأنها تمشي كما قال الله تعالى: ( ) [طه: 66] فالسحر في قلب الأشياء وتحريك الساكن وتسكين المتحرك ليس له أثر لكن لكونه سحرا أو يؤثر على المسحور فيجعل الساكن متحركا أو المتحرك ساكنا أثره ظاهر جدا، إذن فله حقيقة ويؤثر على الأبدان (محمود، 1419 هـ ).
ب - حكم تعليم السحر:
لا شك أن السحر يعد في الإسلام من الكبائر، وقد حذر الرسول  منه وعده من الموبقات التي تخرج المسلم من الإسلام حيث ورد في الحديث الذي رواه أبو هريرة أن الرسول  قال " {اجتنبوا السبع الموبقات " قيل يا رسول الله وما هن ؟ قال " الشرك بالله والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل مال اليتيم، وأكل الربا، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات} "، أخرجه الإمام مسلم (حديث رقم 89).
وفي ظل انتشار السحر والخوف من الإصابة به وزعم البعض بأن السحر قد لا ينفك عن المسحور إلا من خلال ساحر يعرف خبايا هذا الأمر وطرقه وأساليبه، يتساءل بعض الناس عن السحر وحكم تعلمه من أجل معرفة مظاهره وإتقانه لمساعدة المصابين به إذا لزم الأمر. وقد ذكرنا سابقا ما ورد في القرآن الكريم وفي كتب السلف حول هذا الموضوع. ونقدم في هذا الجزء بعض الفتاوى المعاصرة التي صدرت من علمائنا الأفاضل حول هذه المسألة ليتضح الأمر لمن خفي عليه أو من تساوره الأوهام ويغريه الشيطان بتضخيم الفائدة التي يمكن أن تتحقق من تعلم السحر. وقد سئل سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله عن عبارة لا يحل السحر إلا ساحر التي يتداولها كثير من الناس فأجاب " السحرة والكهنة لا يؤتون ولا يسألون؛ لأن النبي  نهى عن إتيانهم وعن سؤالهم فقال عليه الصلاة والسلام: " {من أتى عرافا فسأله عن شيء، لم تقبل له صلاة أربعين ليلة} " وأما هذه العبارة – لا يحل السحر إلا ساحر – فهذا يروى عن الحسن البصري التابعي الجليل أنه قال: لا يحل السحر إلا ساحر، {والنبي سئل عن النشرة فقال  هي من عمل الشيطان}، فدل ذلك أن حل السحر بالسحر من عمل الشيطان، والحديث صحيح رواه الإمام أحمد " (محمود، 1419 هـ، ص 237).
وقد سئلت اللجنة الدائمة للإفتاء برئاسة سماحة الشيخ ابن باز – رحمه الله – ما المقصود بقوله: تعلم السحر ولا تعمل به؛ لأن بعض الناس يقولون إنه حديث ضعيف فردت اللجنة بقول: يحرم تعلم السحر سواء تعلمه للعمل به أو ليتقيه. وقد نص سبحانه وتعالى في كتابه الكريم فقال: ( ) [البقرة: 102]. وقد نص النبي  أن السحر أحد الكبائر وأمر باجتنابه فقال اجتنبوا السبع الموبقات فذكر منها السحر وفي السنن عن النسائي " {من عقد عقدة ونفث فيها فقد سحر ومن سحر فقد أشرك} " وأما ما ذكر السائل من تعلموا السحر ولا تعملوا به فليس بحديث لا صحيح ولا ضعيف فيما نعلم وبالله التوفيق.
(فتاوى اللجنة الدائمة، 1411 هـ، ص 367 – 368، الفتوى رقم 6289).
كما سئل فضيلة الشيخ محمد بن صالح بن العثيمين عن الحكم في تعلم السحر فأجاب: السحر كما قال العلماء في اللغة عبارة عن كل ما لطف وخفي سببه بحيث يكون له تأثير خفيف لا يطلع عليه الناس ويشمل في السياق التنجيم والكهانة ويشتمل أيضا الكثير من البيان والفصاحة كما قال  " {إن من البيان لسحرا} "، وبناء على هذا الحديث فكل شيء له أثر بطريق خفي فهو من السحر، وأما في الاصطلاح والأبدان فتسحر العقل وتؤجج الحب والبغض وتفرق بين المرء وزوجه وتمرض البدن وتسلب تفكيره، وتعلم السحر محرم بل هو كفر كما قال الله تعالى في آية البقرة التي سبقت وبدايتها: ( ) فتعلم هذا النوع من السحر الذي يقوم بواسطة إشراك الشياطين كفر واستعماله أيضا كفر وظلم وعدوان وبهذا يقتل الساحر إما ردة وإما حدا (محمود، 1419 هـ، ص 28).
ج - علاج السحر:
لا شك أن خوف الناس من السحر والسحرة موجود في عصرنا هذا فقد تعددت أشكال وأنواع الطرق التي يستخدمها السحرة في إيذاء الناس. وعلى الرغم من أن حكومة هذه البلاد ومؤسسات التنشئة الاجتماعية تعمل على نشر الوعي في المجتمع سواء من خلال مواد تعليم الدين بالمدارس أو من خلال خطباء المساجد وغيرهم، أو من خلال بعض وسائل الإعلام، إلا أن وجود هذه الممارسات والاعتقادات ذات العلاقة بالسحر والشعوذة لدى بعض الأفراد والشرائح الاجتماعية يعد من الأمور التي ازداد تفشيها بين الناس.
وتظهر هذه الزيادة من خلال انتشار ممارسات السحر والشعوذة وزيادة ظاهرة المشعوذين الذين يدعون تمتعهم بقدرات عجيبة على معالجة كافة الأمراض والاضطرابات الجسمية والنفسية. والبحث الذي بين أيدينا يبين بعضا من هذه الاعتقادات والممارسات الخاطئة.
وكثيرا ما يدور السؤال الثاني بين الناس وهو: كيف يمكن علاج السحر ؟ وللإجابة على هذا السؤال لا بد من التفريق بين أمرين هما: الأمر الأول: هو كيف يمكن منع وقوع السحر أو الوقاية منه، وفي هذا نقول: إن للوقاية من السحر طرقا شرعية محددة قد نص عليها الرسول  ومنها بعض الأدعية والأذكار التي كان يفعلها  في اليوم مثل قوله {من قال باسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ثلاث مرات لم يضره شيء} وقوله  {من قال: ( أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق ثلاث مرات }. فإن هذه الأذكار أو قراءة القرآن وخاصة آية الكرسي والمعوذتين وقراءة قل هو الله أحد، فهذه أيضا من الأمور التي تقي الإنسان وتحميه من الوقوع في براثن الشر، والسحر من أعظم براثن الشر التي يقع فيها الإنسان.
ومن أكثر الأدعية شمولا قوله  " {أعوذ بكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر من شر ما خلق وذرأ وبرأ ومن شر ما ينزل من السماء ومن شر ما يعرج فيها ومن شر ما ذرأ في الأرض ومن شر ما يخرج منها ومن شر طوارق الليل والنهار ومن شر كل طارق إلا طارق يطرق بخير يا رحمن} ". وهذه من الأدعية التي دائما نجدها في كتب الحديث والأذكار كذلك ورد أن قراءة الآيتين من آخر سورة البقرة في أول الليل وهما قوله تعالى: ( ) [البقرة: 285، 286]. ورد أن قراءة هاتين الآيتين في أول الليل يبعد الشياطين ويبعد السحر، كذلك ورد أن أكل سبع تمرات من العجوة في الصباح على الريق أيضا يحفظ الإنسان بإذن الله، والمقصود بذلك تمرات عجوة المدينة المنورة هذا بالنسبة للوقاية من السح قبل وقوعه (محمود، 1419 هـ، ص 69 - 72).
الأمر الثاني: هو علاج السحر بعد وقوعه، وهناك طريقتان لعلاج السحر بعد وقوعه هما: الطريقة الأولى هي استخدام العلاج الشرعي بالقرآن وهذا يتطلب أن يكون لدى طالب العلاج إيمان ويقين بفاعلية وأهمية العلاج القرآني ويذكر (محمود، 1416 هـ ) عددا من الآيات حيث تقرأ هذه الآيات في علاج المسحور وهذه الآيات هي: (الآيات 118 – 122 سورة الأعراف)، (الآيات 57، 81 – 82 سورة يونس) (الآية 69، سورة طه)، (الآيات 36 – 47، سورة الشعراء)، (الآية 44، سورة فصلت) كذلك سورة الإخلاص وقل يا أيها الكافرون والمعوذتان. الطريقة الثانية حل السحر بالنشرة، وهنالك اختلاف بين العلماء – كما يظهر من فتوى الشيخ محمد العثيمين – في هذا الموضوع، فقد سئل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين: ما حكم حل السحر عن المسحور بالنشرة ؟ فأجاب: حل السحر عن المسحور (النشرة) تنقسم إلى قسمين: القسم الأول أن تكون بالقرآن الكريم والأدعية الشرعية والأدوية المباحة وهذه لا بأس بها لما فيها من المصلحة وعدم المفسدة. بل ربما تكون مطلوبة؛ لأنها مصلحة بلا مضرة. أما القسم الثاني فإن كان في النشرة شيء محرم كنقض السحر بسحر مثله فهذا موضع خلاف بين أهل العلم فمن العلماء من أجازه للضرورة ومنهم من منعوه؛ لأن النبي  سئل عن النشرة فقال: هي من عمل الشيطان وإسناده جيد رواه أبو داود. وعلى هذا يكون حل السحر بالسحر محرما وعلى المرء أن يلجأ إلى الله سبحانه وتعالى بالدعاء والتضرع (محمود، 1419 هـ، ص 72 - 74).
كذلك يمكن علاج السحر بكل وسيلة طبية أو نفسية أو غير ذلك مما ليس فيه ضرر على المصاب ولا يتعارض مع القرآن أو الأحاديث الصحيحة سواء ما ورد منها في موضوع السحر أو غيره، ومن ذلك ما ورد حينما سئل سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله – عن علاج المربوط عن جماع أهله فأجاب سماحته بأنه يأخذ سبع ورقات من السدر الأخضر ويدقها بحجر أو غيره ويجعلها في إناء ويصب عليه ما يكفيه من الماء للغسل ويفضل ألا يزيد عليه ماء آخر ولا يستخدمه في حرارة الشمس، ويقرأ فيها آية الكرسي وقل يا أيها الكافرون وقل هو الله أحد وقل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس وآية السحر في سورة الأعراف والآيات في يونس والآيات في سورة طه والآيات الأخرى التي ورد ذكرها وبعد قراءة ما ذكر في الماء يشرب بعض الشيء ويغتسل بالباقي، وبذلك يزول الداء إن شاء الله، وإن دعت الحاجة إلى استعماله مرتين أو أكثر فلا بأس (محمود، 1419 هـ، ص 51 - 52).
أما ما وجد عدا ذلك من أنواع العلاج أو حل المشكلات المبني على السحر والشعوذة والكهانة أو التنجيم وأكل أموال الناس بالباطل فقد ورد التحذير من ذلك على ألسنة علمائنا المعاصرين والسابقين ومن ذلك مثلا:
1 - تحريم علاج السحر بالسحر أو الدخول على السحرة والتعامل معهم. ومن ذلك فتوى على سؤال وجه إلى الشيخ ابن جبرين عن أن بعض الناس يذهبون للسفر إلى بعض السحرة في بعض البلاد التي يوجد بها هؤلاء يحاولون السؤال عن بعض الحاجات فأفتى حفظه الله أن ذلك حرام لا يجوز للمسلم أن يأتي السحرة ولا الكهنة ولا العرافين لا في بلده ولا في أي بلد آخر حتى ولو كان في الدخول عليهم ضرورة أو حاجة ما دام يعرف أنهم سحرة أو كهنة أو عرافون أو مشعوذون، فإنه لا يجوز. وقد استشهد فضيلته بما ورد عن الرسول  أنه قال: {من أتى عرافا أو كاهنا لم تقبل منه صلاة أربعين يوما } وقوله  {ليس منا من تطير أو تطير له أو تكهن أو تكهن له أو سحر أو سحر له، ومن أتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد } (محمود، 1419 هـ، ص 43).
وقد سئل سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله – عن حكم تعلم فك السحر عن المسحور فقال: " إذا كان تعلم فك السحر عن المسحور بشيء مباح بالرقية الشرعية والأدعية المباحة فلا بأس، أما أن يتعلم السحر ليحل به السحر أو المقاصد الأخرى فذلك لا يجوز بل هو من نواقض الإسلام. لأنه لا يمكن تعلمه إلا بالوقوع في الشرك وذلك بعبادة الشياطين من الذبح لهم والنذر لهم وغير ذلك من أنواع العبادة من الذبح والتقرب إليهم بما يحبونه وهذا الاستمتاع الذي ذكره الله تعالى في قوله: ( ) [الأنعام: 128] (محمود، 1419 هـ، ص 57).
2 - تحريم علاج السحر بالخمر أو ما يشبهها من المحرمات كالذبح لغير الله، وقد ورد سؤال إلى اللجنة الدائمة حول جواز علاج السحر بالذبح لغير الله أو بالخمر، فأفتت اللجنة بأنه لا يجوز للمصاب بشيء من السحر الذهاب إلى السحرة والمشعوذين ممن يدعي معرفة الأمراض وأسبابها وطرق علاجها بطرق غير عادية؛ لأن الذبح لغير الله شرك والعلاج بالخمر محرم؛ لأن الله تعالى لم يجعل شفاء الأمة فيما حرم عليها (فتوى اللجنة الدائمة، 1411 هـ، ج 1، ص 377، الفتوى رقم: 10672).
3 - تحريم علاج السحر أو غيره من الأمراض بالرقى والخرز أو العزائم الشركية. وقد وجه سؤال حول استخدام الخرز والعزائم التي تتضمن بعض الرقى الشركية إلى اللجنة الدائمة للإفتاء برئاسة الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله – جاء فيه: " هل يجوز تعليق الحجاب (الخرز) على المريض، وقد كتب فيها أدعية نبوية شريفة مع شيء من القرآن الكريم وكتب معه توسل بالأولياء من الصحابة والصالحين
وكتب فيها أيضا كلام غير مفهوم بلغة العرب ورسم فيه بعض النجوم أو تعليق أسماء النبي لدفع الضر أو لجب منفعة..؟ وقد أجابت اللجنة بما يلي: " لا يجوز تعليق ذلك الحجاب على شخص أو وضعه في ثياب أو فراش أو بيت، جلبا لمنفعة أو دفعا لضرر وهو من جنس التمائم واتخاذها شرك لعموم قول النبي  {إن الرقى والتمائم والتولة شرك } وقوله  {من تعلق تميمة فقد أشرك } (فتاوى اللجنة الدائمة، 1411 هـ، ج 1، ص 208 – 209، الفتوى رقم 4393).
4 - تحريم علاج السحر بالزار أو ما شابه ذلك من رقص وغيره. وقد وجه سؤال إلى اللجنة الدائمة حول علاج المصروع أو من يعاني من السحر بالزار، وكان السؤال كالتالي: " شخص يقول: إن زوجته مصابة بمرض يقال له الزار وهو نوع من الصرع وهو نتيجة مصادفتهم بأناس موجود عندهم هذا المرض وإذا أحبوا شخصا أو صادقوه أعطوه معهم. فإذا أتاها أي الزوجة فإنها لا تشفى حتى تقوم إحدى هؤلاء الصديقات بعلاجها والسؤال إن زوجة هذا الرجل تريد أن يذبح لها خروفا لله تعالى للشفاء من هذا المرض وهو لا يعلم هل هو لله تعالى أم لهذا الشخص الذي هو إحدى صديقاتها ولذلك رفض هذا ولذلك رهنت المرأة بعض حليها حتى تقوم بعملية الذبح فهل هذا جائز أم ماذا؟ وكان الجواب كالتالي: الذبح لغير الله تعالى شرك أكبر، وقد نص النبي  على ذلك ومن ذبح لغير الله فلا يجوز الذبح المذكور لعلاج زوجتك. والعلاج المشروع يكون بالأدوية المباحة، الرقية الشرعية وقراءة القرآن والأدعية المشروعة وعليك مراجعة زوجتك وتركها الذبح لغير الله وأن تسلك في علاجها من مرضها ما هو مشروع وبالله التوفيق " (فتاوى اللجنة الدائمة، 1411 هـ - الفتوى 92587).
4 - فتاوى بعض العلماء المعاصرين حول العين والحسد:
لا شك أن الكثير مما يتداوله عامة الناس حول أساليب الوقاية من العين والحسد لا يتفق مع ما ورد في الكتاب والسنة، ولذلك فإن الباحثين يؤكدان على أهمية اللجوء إلى العلماء الأجلاء الذين ثبت للأمة مصداقيتهم وحرصهم على الالتزام بما ورد في القرآن الكريم وبما ثبت عن الرسول والسلف الصالح في طريقة الوقاية من براثن العين والحسد وعدم الذهاب إلى المشعوذين والسحرة أو تصديق ما ينشرونه من خرافات وخزعبلات ما أنزل الله بها من سلطان.
ونورد في هذا الجزء من البحث نماذج مختصرة من فتاوى العلماء الذين ثبت للأمة علمهم وحرصهم على ما يفيد المسلمين ويقربهم من الله ويبعدهم عن السحرة والمشعوذين الذين يستغلون جهل عامة الناس بالعلم الشرعي وخوفهم من العين والحسد.
ولقد سئل بعض علمائنا الأفاضل عن العين والحسد وكيف يتصرف الفرد إذا ابتلي بشيء من ذلك، فأفتوا بما يلي:
1 - سئلت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في المملكة العربية السعودية (برئاسة سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز وعضوية الشيخ عبد الرازق عفيفي رحمهما الله والشيخ عبد الله بن غديان والشيخ عبد الله بن قعود) عن ما هي حقيقة العين وهل في أخذ غسال العائن ما يشفي وهل يشربه المعيون أم يغتسل به ؟ وكانت جواب اللجنة أن أصل العين يحدث بسبب إعجاب العائن الذي تتبعه كيفية نفسه الخبيثة ثم تستعين على تنفيذ سمها بنظرها إلى العين، وقد أمر الله نبيه محمدا  بالاستعاذة من الحاسد فقال تعالى ( ) [الفلق: 5]، فكل عائن حاسد وليس كل حاسد عائنا، فلما كان الحاسد أعم من العائن كانت الاستعاذة منه استعاذة من العائن. وقد ثبتت الأحاديث عن النبي  في الإصابة بالعين، فمن ذلك ما في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت " {كان رسول الله  يأمرني أن أسترقي من العين} " [قوله  في الحديث الذي رواه مسلم] " {العين حق ولو كان شيء سابق القدر لسبقته العين، وإذا استغسلتم فاغلسوا} ".. وإذا علم أن إنسانا أصابه بعينه أو شك في إصابته بعين أحد، فإنه يؤمر العائن بأن يغتسل لأخيه فيحضر له إناء به ماء فيدخل كفه فيه فيتمضمض ثم يمجه في القدح ويغسل وجهه في القدح ثم يدخل يده اليسرى فيصب على ركبته اليمنى في القدح، ثم يدخل يده اليمنى فيصب على اليسرى ثم يغسل إزاره ثم يصب على رأس تصيبه العين من خلفه صبة واحدة فيبرأ بإذن الله " (فتاوى اللجنة الدائمة، ج 1، الفتوى رقم 3624، ص 174 - 177).
2 - في فتوى لسماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله، سأله أحدهم عن أن أخته تعاني من مرض، وقد غلب على الظن أنها أصيبت بالعين فأفتاه سماحة الشيخ بقوله يشرع علاج المصاب بالعين بالرقية الشرعية من الرجل الثقة المعروف بذلك أو المرأة المعروفة بذلك. لكن إذا كانت الرقية من الرجل للمرأة فإنه لا يجوز أن يخلو بها بل يجب أن يكون معهما ثالث تزول به الخلوة. وإن عرف العائن شرع استغساله بأن يغسل وجهه وكفيه في إناء ثم يغتسل به المعين لقول النبي  في حق العين " {وإذا استغسلتم فاغسلوا} ". (في: محمود، 1419 هـ، ص 159 - 160).
3 - كذلك كانت إجابة الشيخ محمد بن صالح العثيمين عن سؤال حول العين وهل تصيب الإنسان وكيف تعالج وهل التحرز منها ينافي التوكل فأجاب: رأينا في العين أنها حق ثابت شرعا وحسا قال تعالى ( ) [القلم: 51]، وقال ابن عباس وغيره في تفسيرها أي يعينوك بأبصارهم ويقول النبي : {العين حق ولو كان شيء سابق القدر لسبقته العين وإذا استغسلتم فاغسلوا} رواه مسلم. وفي حالة وقوع العين فإن العلاجات الشرعية المستخدمة هي أولا القراءة، ثانيا الاستغسال كما أمر به النبي  فقد قال: {لا رقية إلا من عين أو حمة} ، وقد كان جبريل يرقي النبي  فيقول: {باسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك ومن شر كل نفس أو عين حاسد الله يشفيك باسم الله أرقيك} كما أمر النبي  عامر بن ربيعة في الحديث المذكور سابقا أن يغتسل ثم يصب ذلك على الصحابي الذي أصيب بالعين.
4 - أما التحرز من العين مقدما فإنه لا ينافي التوكل بل هو التوكل؛ لأن التوكل هو الاعتماد على الله سبحانه وتعالى مع فعل الأسباب التي أباحها أو أمر بها، وقد {كان النبي  يعوذ الحسن والحسين فيقول: " أعيذ كما بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة} " ويقول: " {هكذا إبراهيم يعوذ إسحاق وإسماعيل عليهما السلام} " رواه البخاري، (في: محمود، 1419 هـ، ص 160).
ويذكر محمود (1419 هـ ) أن الإمام ابن قيم الجوزية حدد عشرة أسباب يندفع بها شر الحاسد عن المحسود وهي:
1 - التعوذ بالله من شر الحاسد والتحصن به واللجوء إليه وهو المقصود بسورة الفلق.
2 - تقوى الله امتثالا لقوله تعالى ( ) وقول النبي  لعبد الله بن عباس " {احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك} ".
3 - الصبر على عدوه وألا يقاتله ولا يشكوه.
4 - التوكل على الله فمن يتوكل على الله فهو حسبه.
5 - فراغ القلب من الاشتغال به والفكر فيه وأن يمحوه من باله كلما خطر له فلا يلتفت إليه ولا يخافه ولا يملأ قلبه بالفكر فيه.
6 - الإقبال على الله والإخلاص له وجعل محبته ورضاه والإنابة إليه في محل خواطر نفسه وأمانيها.
7 - تجريد التوبة إلى الله من الذنوب التي سلطت عليه أعداءه امتثالا لقوله تعالى: ( ) [الشورى: 30].
8 - الصدقة والإحسان ما أمكنه فهذا له تأثير في دفع البلاء ودفع العين وشر الحاسد.
9 - إطفاء نار الحاسد والباغي والمؤذي بالإحسان إليه وهي من أصعب الأسباب على النفس ولا يوفق له إلا من عظم حظه من الله، قال تعالى: ( ) [فصلت: 34].
10 - تجريد التوحيد وهو الجامع لذلك كله وعليه مدار هذه الأسباب قال تعالى:} ( ) [إبراهيم: 39]: (ص 170 - 180).
وقد ذكر ابن حجر العسقلاني (1990 م) هذه الأسباب العشرة ثم قال: " هذه عشرة أسباب يندفع بها شر الحاسد والعائن والساحر وليس له أنفع من التوجه إلى الله وإقباله عليه وتوكله عليه وثقته به وألا يخاف معه غيره بل يكون خوفه منه وحده ولا يعلق قلبه بغيره ولا يستغيث بسواه ولا يرجو إلا إياه ومتى علق قلبه بغيره ورجاه وخافه وكل إليه وخذل من جهته فمن خاف شيئا غير الله سلط عليه ومن رجا شيئا سوى الله خذل من جهته وحرم خيره، هذه سنة الله في خلقه ولن تجد لسنة الله تبديلا " (ص 103 - 104). وقد ذكر ابن حجر العسقلاني أيضا أن للرقية شروطا أجمع عليها العلماء هي:
1 - أن تكون بكلام الله تعالى أو بأسمائه وصفاته.
2 - أن تكون باللسان العربي أو بما يعرف معناه من غيره.
3 - أن يعتقد أن الرقية لا تؤثر بذاتها بل بذات الله تعالى.
5 - حكم التمائم والرقى في علاج السحر والعين:
استعمال الرقية الشرعية في التعامل مع السحر والحسد وما شابههما من الأمور التي قد لا يجد الفرد لها حلا طبيا أمر مشروع لا خلاف فيه، فقد روى جابر  {أن النبي  قال لأسماء بنت عميس " ما لي أرى أجسام بني أخي ضارعة ؟ تصيبهم الحاجة ؟ "
قالت: لا، ولكن العين تسرع إليهم، قال: " ارقيهم} رواه مسلم.
ولكن تنتشر بين بعض أفراد المجتمع، وخاصة في البادية والقرى، بعض الممارسات التي لم ترد عن الرسول  أو أصحابه الكرام. هذه الممارسات تكون في بعض صورها أقرب إلى الشعوذة منها إلى الرقية الشرعية. ومن ذلك ممثلا عادة تعليق التمائم والرقى على الأطفال وأحيانا على الكبار بقصد الحماية من السحر أو الحسد أو بقصد التداوي منهما. وهذه الرقى والتمائم يكتبها لهم في كثير من الأحيان بعض الجهلة أو المشعوذين، ولذلك فهي قد لا تخلو من الشعوذة أو الألفاظ والأدعية الشركية التي يستغاث فيها بالنبي أو بالجن ونحو ذلك من العبارات غير المفهومة.
من هنا يتبادر السؤال التالي: ما هو الحكم في استخدام التمائم والرقى للوقاية والعلاج من السحر والحسد وغيرهما ؟ لقد وجه سؤال شبيه بهذا السؤال إلى سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم – رحمه الله – عن الحكم الشرعي بما يوجد في الأسواق من قطع معدنية على شكل أهلة مكتوب فيها آيات قرآنية تباع لتعلق على الأطفال ليتقي بها الصبي الوحشة وغيرها. فأجاب – رحمه الله – قائلا: " الحمد لله، روى الإمام أحمد في مسنده عن عقبة بن عامر عن النبي  أنه قال: {من تعلق تميمة فلا أتم الله له، ومن تعلق ودعا فلا ودع الله له }، وفي رواية {أن رسول الله  أقبل إليه رهط فبايع تسعة وأمسك عن واحد، قالوا يا رسول الله بايعت تسعا وأمسكت عن هذا، فقال: إن عليه تميمة فأدخل يده فقطعها وبايعه وقال من تعلق تميمة فقد أشرك} " (في محمود، 1419 هـ، ص 277).
وقد سئل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله عن حكم الرقية وتعليق آيات في عنق المريض، فقال: " الرقية على المريض المصاب بأمراض من السحر وغيره لا بأس بها إن كانت من القرآن الكريم أو من الأدعية المباحة. فقد ثبت عن النبي  أنه كان يرقي أصحابه، من جملة ما يرقيهم به: {ربنا الله الذي في السماء تقدس أمرك في السماء والأرض كما رحمتك في السماء فاجعل رحمتك في الأرض أنزل رحمة من رحمتك وشفاء من شفائك على هذا الوجع } فيبرأ. ومن الأدعية المشروعة أيضا {باسم الله أرقيك من داء يؤذيك من شر نفس أو عين حاسد الله يشفيك باسم الله أرقيك }. ومنها أن يضع الإنسان يده على الموضع الذي يؤلمه من بدنه فيقول {أعوذ بالله وعزته من شر ما أجد وأحاذر }. وإلى غير ذلك مما ذكره أهل العلم للأحاديث الواردة عن الرسول .
وأما كتابة الآيات والأذكار وتعليقها فقد اختلف أهل العلم في ذلك فمنهم من أجازه ومنهم من منعه والأقرب المنع من ذلك؛ لأنه لم يرد عن النبي . وإنما الوارد أن يقرأ على المريض أما أن تعلق الآيات أو الأدعية في عنقه أو تحت وسادته أو في يده، وما أشبه ذلك فإنه من الأمور الممنوعة في القول الراجح لعدم ورودها، وكل إنسان يجعل من الأمور سببا لأمر آخر بغير إذن من الشرع فإن عمله يعد نوعا من الشرك؛ لأنه إثبات سبب لم يجعله الله سببا " (في محمود، 1419 هـ، ص278).
أما بالنسبة لتعليق الرقى والحرز والعزائم على ممتلكات الأفراد مثل حمل آيات الرقى في الملابس أو في السيارات، فقد سئلت اللجنة الدائمة للإفتاء عن هذه القضية في السؤال التالي: ما حكم حمل آيات قرآنية في الجيب كالمصاحف الصغيرة بقصد الحماية من الحسد والعين ؟ وكذلك وضعها في السيارة أو أي أداة أخرى لنفس الغرض، وكذلك ما حكم حمل الحجاب المكتوب بآيات الله بقصد الحماية من العين أو الحسد أو لأي سبب آخر من الأسباب كالمساعدة على النجاح أو الشفاء من المرض أو السحر أو غير ذلك من الأسباب وما حكم تعليق آيات قرآنية بالرقبة في سلاسل ذهبية أو خلافه للوقاية من السوء ؟ وقد أجابت اللجنة الدائمة بالتالي:
أولا: أفادت اللجنة بأن الله  أنزل القرآن الكريم ليتعبد الناس بتلاوته ويتدبروا معانيه فيعرفوا أحكامه ويأخذوا أنفسهم بالعمل بها وبذلك يكون لهم موعظة وذكرى تلين به قلوبهم. قال الله تعالى: {  ••   •           } ( ) [يونس: 57]. وقد جعل الله سبحانه وتعالى القرآن معجزة من معجزات رسولنا  وآية باهرة على أنه رسول من عند الله للناس كافة ليبلغ إليهم رحمته بهم وإقامة الحجة عليهم، قال تعالى: ( ) [العنكبوت: 50، 51]. فالأصل في القرآن أنه كتاب تشريع وبيان للأحكام وأنه آيات بالغة ومعجزة وحجة دامغة أيد الله بها نبيه محمدا  ومع ذلك فقد ثبت أن النبي  كان يرقي نفسه بالقرآن فكان يقرأ على نفسه المعوذات الثلاث قل هو الله أحد، قل أعوذ برب الفلق، قل أعوذ برب الناس. وثبت أن الرسول  أذن في الرقية بما ليس فيه شرك بما في القرآن والأدعية المشروعة. كما أنه  أقر أصحابه على الرقية بالقرآن وأباح لهم ما أخذوا على ذلك من الأجر.
فعن عوف بن مالك  أنه قال {كنا نرقي في الجاهلية فقلنا يا رسول الله كيف ترى في ذلك فقال  (اعرضوا علي رقاكم. لا بأس بالرقى ما لم تكن شركا } رواه مسلم. وعن أبي سعيد الخدري  أنه قال {انطلق نفر من أصحاب رسول الله  في سفرة سافروها حتى نزلوا على حي من أحياء العرب فاستضافوهم فأبوا أن يضيفوهم فلدغ سيد ذلك الحي فسعوا له بكل شيء لا ينفعه شيء فقال بعضهم: لو أتينا هؤلاء الرهط لعل عندهم شيئا، فأتوهم فقالوا: يا أيها الرهط إن سيدنا لدغ وسعينا له بكل شيء لا ينفعه فهل عند أحد منكم من شيء فقال بعضهم: نعم، والله إني لأرقي – ولكنا والله لقد استضفناكم فلم تضيفونا، فما أنا براق لكم حتى تجعلوا لنا جعلا، فصالحوهم على قطيع من الغنم فانطلق يتفل عليه ويقرأ الحمد لله رب العالمين، فكأنما نشط من عقال. فانطلق يمشي وما به قلبة قال فأوفوهم جعلهم الذي صالحوهم عليه، فقال بعضهم اقسموا فقالوا لا نقسم حتى نأتي النبي  فنذكر له الذي كان فننظر ما يأمرنا. فقدموا على النبي  فذكروا له فقال وما يدريك أنها رقية ثم قال قد أصبتم اقسموا بينكم واضربوا معكم لي سهما. فضحك .} رواه مسلم.
وعن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: {كان رسول الله  إذا أوى إلى فراشه نفث في كفيه بقل هو الله أحد والمعوذتين جميعا ثم يمسح بهما وجهه وما بلغت يداه من جسده قالت عائشة رضي الله عنها فلما اشتكى كان يأمرني أن أفعل ذلك } رواه البخاري. كما أن عائشة رضي الله عنها قالت: {إن النبي  كان يعود بعض أهله ويمسح بيده اليمنى ويقول: (اللهم رب الناس أذهب البأس واشف وأنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقما) }، رواه البخاري. ولم يثبت عن النبي  وهو الذي نزل عليه القرآن، وهو بأحكامه أعرف وبمنزلته أعلم، أنه علق على نفسه أو على غيره تميمة من القرآن أو غيره، أو اتخذ آيات منه تقيه من الحسد أو الشر أو جعل شيئا منه في ملابسه أو في راحلته لينال العصمة من شر الأعداء أو الفوز أو النصر عليهم أو لييسر له الطريق ويذهب عنه وعثاء السفر أو غير ذلك من جلب نفع أو دفع ضر.
فلو كان مشروعا لحرص عليه وفعله وبلغه أمته وبينه لهم عملا بقوله تعالى: ( ) [المائدة: 67]. وتستطرد اللجنة أيضا في الإجابة فتبين أنه لم يثبت شيء من ذلك عن أحد منهم فدل ذلك على أن حمل المصحف أو وضعه في السيارة أو في خزينة المال أو متاع البيت لحفظ أو لجلب نفع أو دفع ضر لا يجوز. كذلك اتخاذه حجابا أو كتابة في سلسلة ذهبية أو فضية أو نحو ذلك لتعلق في الرقبة فإنها لا تجوز لمخالفة ذلك هدي الرسول  وهدي أصحابه رضوان الله عليهم ولدخوله في عموم حديثه  {من تعلق تميمة فلا أتم الله له } وفي رواية {من تعلق بتميمة فقد أشرك } وفي عموم قوله  {إن الرقى والتمائم والتولة شرك} إلا أن النبي  استثنى من الرقى ما ليس فيه شرك فأباحه كما تقدم ولم يستثن شيئا من التمائم. وبهذا يقول عبد الله بن مسعود وعبد الله بن عباس وغيرهم وجماعة من الصحابة وجماعة من التابعين منهم أصحاب عبد الله بن مسعود كإبراهيم والنخعي.
ثانيا: ذهب جماعة من العلماء للترخيص بتعليق التمائم من القرآن وأسماء الله تعالى بقصد الحفظ واستثنوا ذلك من حديث الرقى التي لا شرك فيها؛ لأن القرآن كلام الله وهو صفة من صفاته واعتقاد النفع بأسمائه وصفاته ليس شركا. فلا يمنع اتخاذ التمائم منه ولا حمل شيء منه أو اصطحابه أو تعليقه رجاء بركته ونفعه. ونسب هذا القول إلى جماعة منهم عبد الله بن عمرو بن العاص لكنه لم تثبت روايته عنه؛ لأن في سنده محمد بن إسحاق وهو مدلس، وإن ثبتت لم تدل على جواز تعليق التمائم من ذلك؛ لأن الذي فيه أنه كان يحفظ القرآن للأولاد الكبار ويكتبه للصغار في ألواح. ويعلقها في أعناقهم والظاهر أنه فعل معهم ليكرروا قراءة ما كتبه لهم ليحفظوه ولم يفعله لهم لحفظهم من الحسد أو دفع الضر، فليس ذلك من التمائم في شيء. وقد اختار الشيخ عبد الرحمن بن حسن في كتاب فتح المجيد ما ذهب إليه عبد الله بن مسعود وأصحابه من المنع من التمائم من القرآن وغيره وقال: إنه الصحيح لثلاثة وجوه الأول لعموم النهي ولا مخصص للعموم الثاني سد الذريعة فإنه مخصص ما ليس للتعليق كذلك الثالثة أنه إذا علق فلا بد أن يمتهنه معه في حال قضاء الحاجة والاستنجاء ونحو ذلك والله أعلم. (فتاوى اللجنة الدائمة، 1411 هـ، ج 1 – ص 197 – 198، فتوى رقم 992).
6 - صفات الراقي وآداب الرقية الشرعية:
إذا كنا قد سلمنا بشرعية الرقية، فإن من المهم أن نشير إلى أن هنالك بعض الضوابط التي ينبغي أن تتوفر في الرقية ومن يقوم بها حتى تتحقق الفائدة. ومن المعروف أن كثيرا من السحرة والمشعوذين يستغلون جهل العامة بالرقى الشرعية وبالصفات التي ينبغي أن يتصف بها من يقوم بالرقية فيدلسون على من يقصدهم سواء باستعمال أساليب الشعوذة البعيدة عن الرقى الشرعية أو تقمص صفات غير حقيقية لإيهام المسترقي بما يتمتع به الراقي من قدرات وكرامات. ولا شك أن معرفة الصفات التي ينبغي أن يكون عليها الراقي لا تقل أهمية عن معرفة الرقية الشرعية الصحيحة في مساعدة الأفراد الذين يحتاجون إلى الرقية.
وقد سئل فضيلة الشيخ عبد الله بن جبرين عن الصفات والآداب التي ينبغي للراقي أن يتحلى بها فأجاب أنه يجوز القراءة إلا على المريض إلا بشروط منها:
1 - أهلية الراقي بأن يكون من أهل الخير والصلاح والاستقامة والمحافظة على الصلوات والعبادات والأذكار والقراءة والأعمال الصالحة والبعد عن المعاصي وكبائر الذنوب وصغائرها والحرص على الأكل الحلال والحذر عن الأكل الحرام لقول النبي  {أطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة} {وذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يده إلى السماء يا رب يا رب ومطعمه حرام وملبسه حرام فأنى يستجاب له}، فطيب المطعم من أسباب قبول الدعاء. ومن ذلك عدم فرض الأجرة على المرضى والتنزه عن أخذ ما زاد على نفقته فذلك أقرب للانتفاع برقيته.
2 - معرفة الرقى الجائزة من الآيات القرآنية كالفاتحة والمعوذتين وسورة الإخلاص وآخر سورة البقرة وأول سورة آل عمران وآخرها وآية الكرسي وآخر سورة التوبة وأول سورة يونس وأول سورة النحل وآخر سورة الإسراء وأول سورة طه وآخر سورة المؤمنون وأول سورة الصافات وأول سورة غافر وأول سورة الجاثية وآخر سورة الحشر ومن الأدعية القرآنية المذكورة في الكلم الطيب ونحوه مع النفث بعد كل قراءة. وتكرار الآية مثلا ثلاثا أو أكثر من ذلك.
3 - أن يكون المريض من أهل الإيمان والصلاح والخير والتقوى والاستقامة والدين والبعد عن المعاصي والمحرمات والمظالم لقوله تعالى: ( ) [الإسراء: 82].

المبحث الثالث
النظريات الاجتماعية والدراسات السابقة
تمهيد:
لقد كان السحر وما زال ظاهرة تحظى باهتمام الباحثين من مختلف التخصصات وذلك لما يعتري موضوع السحر والشعوذة بشكل عام من غموض يجعل من البحث في هذه الظاهرة أمرا مثيرا وممتعا ومحفوفا بالمجازفة. وكان العلامة ابن خلدون من أول المفكرين الاجتماعيين الذين تحدثوا عن السحر والشعوذة كظاهرة اجتماعية في مقدمته وأفرد لها عددا من الصفحات في الفصل الثامن والعشرين من المقدمة محاولا تفسير هذه الظاهرة تفسيرا اجتماعيا. فبعد أن ذكر في حديثه عن علوم السحر والطلاسم، وهو يسميها علوما؛ لأنها تتعلق كما يرى بكيفية استعدادات تقتدر النفوس البشرية بها على التأثيرات في عالم العناصر، إما بغير معين أو بمعين من الأمور السماوية والأول هو السحر والثاني هو الطلسمات، وقد ذكر أن هذه العلوم كانت مهجورة عند أهل الشرائع لما فيها من الضرر ولما يتم فيها من التوجه إلى غير الله، وقد بين أن هذه العلوم كما يسميها كانت موجودة في أهل بابل من السريانيين والكلدانيين وفي أهل مصر من القبط وغيرهم وكان لهم فيها مؤلفات ولكن لم يترجم منها إلا القليل مثل الفلاحة النبطية وكتاب مصاحف الكواكب السبعة وكتاب طمطم الهندي (ابن خلدون، 1417 هـ، ص 482).
ولكن يبدو أن بعض القضايا لم تكن واضحة بالنسبة لابن خلدون، فهو مثلا يقول: إن جابر بن حيان هو كبير السحرة في المشرق؛ لأنه تصفح كتب القوم واستخرج الصناعة وبرز في صناعة السيمياء أو الكيمياء؛ لأنها من توابع السحر ولأن إحالة الأجسام النوعية من صورة إلى صورة أخرى إنما تكون بالقوى النفسية لا بالصناعة العملية. وهذا كما يبدو ربما قصور في فهم طبيعة الكيمياء كعلم، ربما لحداثتها في ذلك الوقت.
وعلى الرغم من أن ابن خلدون لم يقدم نظرية مكتملة المعالم ولكنه قدم تصورا نظريا يمكن أن نسميه نظرية أو نموذج تأثير القوى النفسانية، حيث يقسم ابن خلدون في هذا النموذج النفوس إلى أصناف وكل صنف له خواص. هذه الخواص من أصل الفطرة أو الجبلة فهو يقول مثلا: " النفوس البشرية.... أصناف كل صنف مختص بخاصية لا توجد في الصنف الآخر وصارت تلك الخواص فطرة وجبلة لصنفها فنفوس الأنبياء - عليهم الصلاة والسلام - لها عن الله سبحانه وتعالى كما مر. وما يتبع ذلك من التأثير في الأكوان (ونفوس السحرة) خاصية التأثير في الأكوان واستجلاب روحانية الكواكب للتصرف فيها والتأثير بقوة نفسانية أو شيطانية. فأما تأثير الأنبياء فمدد إلهي وخاصية ربانية. ونفوس الكهنة لها خاصية الاطلاع على المغيبات بقوى شيطانية وهكذا كل صنف مختص بخاصية لا توجد في الآخر ". (مقدمة ابن خلدون، 1416 هـ، ص483).
هذا النموذج يفترض أن نفس الكاهن أو الساحر بما أوتي من خاصية الاطلاع على المغيبات بما يسميه قوى شيطانية، وهو هنا يعني إما استخدام الجن للحصول على الغيب أو استخدام ما توصل إليه الجن من معارف حتى ولو لم يسخر. فابن خلدون يقسم السحرة إلى مراتب ثلاث، هذه المراتب هي مرتبة المقدرة على التأثير بدون معين، والمقدرة على التأثير بالاستعانة بالأفلاك أو العناصر أو الطلسمات وهي مرحلة أضعف من الأولى والمرتبة الثالثة هي التأثير في القوى المتخيلة لدى الأفراد. وذلك من خلال القيام بتصرفات معينة تبدو للآخرين على وجه مختلف عما هي عليه في الواقع وفي هذا يقول ابن خلدون: " والنفوس الساحرة على مراتب ثلاث يأتي شرطها فأولها المؤثرة بالهمة فقط من غير آلة ولا معين وهذا هو الذي يسميه الفلاسفة السحر، والثاني بمعين من مزاج الأفلاك أو العناصر أو خواص الأعداد، ويسمونه الطلسمات وهو أضعف رتبة من الأول والثالث تأثير في القوى المتخلية. فيعمد صاحب هذا التأثير إلى القوى المتخيلة فيتصرف فيها بنوع من التصرف ويلقي فيها أنواعا من الخيالات والمحاكاة وصورا مما يقصده من ذلك ثم ينزلها إلى الحس من الرائين بقوة نفسه المؤثرة فيه فينظر الراءون كأنها في الخارج وليس هنالك شيء من ذلك، كما يحكى عن بعضهم أنه يرى البساتين والأنهار والقصور وليس هنالك شيء من ذلك ويسمى هذا عند الفلاسفة الشعوذة أو الشعبذة. هذا تفصيل مراتبهم ثم هذه الخاصية تكون في الساحر بالقوة شأن القوى البشرية كلها. وإنما تخرج إلى الفعل بالرياضة. ورياضة السحر كلها إنما تكون بالتوجه إلى الأفلاك والكواكب والعوالم العلوية والشياطين بأنواع التعظيم والعبادة والخضوع والتذلل فهي لذلك وجهة إلى غير الله وسجود لهم. والوجهة إلى غير الله كفر. فلهذا كان السحر كفرا والكفر من مواده وأسبابه كما رأيت " (مقدمة ابن خلدون، 1416 هـ، ص483).
ويرى ابن خلدون أن اختلاف العلماء في موضوع السحر وهل هو حقيقة أو لا ؟ يأتي من اختلاف هذه المراتب الثلاث فالمرتبتان الأولى والثانية لهما حقيقة في الخارج كما لاحظنا سواء كان السحر بالهمة أو السحر بمعين من الأفلاك والطلسمات أما المرتبة الثالثة التي يخيل فيها للناس أنهم يرون شيئا على غير حقيقته فهذه لا حقيقة لها؛ ولذلك يرى بعض العلماء أن السحر لا حقيقة له. ولكن ابن خلدون يرى أن وجود السحر لا مرية فيه بين العقلاء من أجل التأثير الذي ذكر وهذا ما أكده القرآن الكريم في آية سورة البقرة المذكورة سابقا. وما يقوله ابن خلدون من هذه التأثيرات النفسانية في السحر يقوله في تأثير العين فهو يرى أيضا أنها تأثير نفساني من نفس المعيان تصيب من يعينه هذا الشخص عندما يرى شيئا يحبه أو يستحسنه منه ولذلك فهو يقول " ومن قبيل هذه التأثيرات النفسانية الإصابة بالعين وهو تأثير من نفس المعيان عندما يستحسن بعينه مدركا من الذوات أو الأحوال ويفرط في استحسانه وينشأ عن ذلك الاستحسان حسد يروم معه سلب ذلك الشيء عمن اتصف به فيؤثر فساده. وهو جبلة فطرية أعني هذه الإصابة بالعين. والفرق بينها وبين التأثيرات النفسانية أن صدوره فطري جبلي لا يتخلف ولا يرجع إلى اختيار صاحبه ولا يكتسبه، وسائر التأثيرات، وإن كان منها ما لم يكتسب فصدورها راجع إلى اختيار فاعلها والفطري منها قوة صدورها لا نفس صدورها ولهذا قالوا: القاتل بالسحر... يقتل والقاتل بالعين لا يقتل. وما ذلك إلا لأنه مما ليس يريده ويقصده أو يتركه وإنما هو مجبور في صدوره والله أعلم بما في الغيوب وهو مطلع على ما في السرائر " (مقدمة ابن خلدون، ص 477 - 788).
أي أن الفرق بين السحر والعين أن السحر يتم تعلمه وطلبه بينما العين لا يتم تعلمها ولذلك اختلفت العقوبة ولكن يظل أن القوة على التأثير والقدرة عليه مما يجبل عليه الإنسان في نظر ابن خلدون.
أولا: النظريات:
سنستعرض في هذا الجزء بعض النظريات المعاصرة التي حاول أصحابها أن يقدموا تفسيرا علميا للسحر والشعوذة مرتكزا على العوامل والمتغيرات الاجتماعية والنفسية التي يرى الباحثون في العلوم الاجتماعية وخاصة علم النفس وعلم الاجتماع وعلم الإنسان (الأنثروبولوجيا) أنها الأقرب إلى الصواب في فهم هذه الظاهرة.
1 - نظرية فرويد في تفسير السحر:
هذه النظرية تقوم على أساس أن السحر هو عبارة عن مفهوم يتكون من سبعة محاور السحر عند فرويد سماها فرويد بالتالي:
1 - السحر الأسود وهو ما كان يعتقد في القرن السابع عشر بأنه نوع من استحواذ الشياطين وسماه فرويد (Delusions) بسبب العلاقة غير السليمة بين الأب والطفل أو من يقوم مقام الأب؛ وذلك بسبب ثنائية المشاعر وهي ما يطلق عليها (bivalence oedipal am ) وهي حالة من تناوب مشاعر الكراهية والحب نحو الأب أو الأم إذا كانت الحالة تتعلق بالإنسان ويرجع فرويد هذه الحالة من التذبذب العاطفي إلى الأساس الجنسي كما هو معروف في نظريته خاصة في بداية تفسيره هذه الظاهرة.
2 - النوع الثاني هو ما كان يسميه بالسحر الديني (religious magic) وهو في نظر فرويد تصرفات استحواذية وممارسات دينية تستحوذ على الفرد وتصبح بالنسبة له بمثابة عصاب استحواذي، ومن المعروف أنه في هذه الحالة يتكلم عما كان سائدا في المجتمعات الأوروبية في ذلك الوقت. وينبغي أن نشير هنا إلى كراهية فرويد المعروفة للدين بشكل عام.
3 - النوع الثالث ما يسميه بسحر العلوم الوهمية أو العلوم الغامضة (occult science) ومنها التنجيم وما في حكمه من بعض أنواع المعارف التي تتعلق بمحاولة معرفة المستقبل.
4 - النوع الرابع ما سماه بالسحر الاحتفالي (ceremonial magic).
5 - سحر الفرق أو الطوائف الجديدة (magic of new sects) ويقصد بذلك الانبهار الذي يحصل للأفراد في بعض الجماعات خاصة عندما يتوحدون مع القائد ويصبح تأثيره عليهم كتأثير الساحر على الآخرين.
6 - سحر الظواهر غير الطبيعية (paranormal magic) وهذا يتحدث فيه عن الظواهر التي تبدو غير طبيعية مثل ما نسميه الآن التخاطر وتفسير الأحلام وغيرها وقال: إنها تلعب أحيانا دورا مؤثرا كتأثير السحر على الفرد فيعتقد بأنها صحيحة وهو ينظر إلى أن هذه مجرد أمنيات يتمناها الفرد تحدث له في أحلامه أو فيما يطلق عليه أحيانا التخاطر.
7 - السحر الطبي (medical magic) وهذا يتمثل في التحليل النفسي الذي أخذ فرويد به وجعله طريقة للعلاج فهو يرى أن هذه الطريقة في علاج الأمراض النفسية والعقلية في هذا السياق يمكن أن نطلق عليها تجاوزا " طريقة السحر الطبي " أي أنه أصبح العلاج الشافي الذي يزاول ويحدث أثرا إيجابيا على الأفراد حينما يمارس بطريقة جيدة؛ لأنه يتعامل مع الرغبات المكبوتة وما يخفيه الإنسان في عقله الباطن من أفكار ورغبات وخبرات أثرت على سلوكه. فإطلاق السحر هنا على هذه الطريقة الطبية من وجهة نظر فرويد إنما هو نوع من الإيحاء الإيجابي لمفهوم التحليل النفسي كطريقة سحرية من حيث أثرها وليس من حيث ممارستها (O,keefe,O,1982,pp. 264 - 270).
ولكن تفسير فرويد هذا لا يمكن أخذه مأخذ الجد خاصة وأن فرويد ومن بعده من أقطاب المدرسة التحليلية لم يقدموا أية دراسة ميدانية تدعم هذه الفرضيات.
2 - نظرية روهايم الإيجابية في السحر:
يقدم روهايم (Roheim) نظريته التي خالف فيها الكثيرين حيث اتخذ فيها موقفا إيجابيا نحو السحر. وقد تحدث عن النظرية في كتاب له بعنوان (السحر والفصام أو الشيزوفرينيا). ولأنه يرى ما يراه علماء التحليل النفسي فإنه ينظر إلى أن العلاقة بين الأنا الأعلى والأنا هي التي تجعل من الفرد أحيانا يلجأ إلى ما نسميه سحر الأنا للتخلص من الضغوط التي تواجهها الأنا الأعلى من خلال (لا تفعل) و(يجب ألا تعمل) و(يجب أن تقوم بكذا وكذا)، وهنا ليس أمام الأنا في هذه الحالة إلا أن تواجه الأنا الأعلى من خلال الأفكار المبدعة التي تظهر من خلال الممارسات السحرية أو السحر كما يقول. فالسحر في نظره هو العامل الذي يعطي الذات - وهو يتكلم هنا عن السحر ليس كطلاسم وإنما كأفكار غير واقعية - أحيانا السحر في نظره هو يعطي الذات الثقة فهو يرى أن ما يسميه بالعمليات السحرية التي تتم داخل الذات هي شرط أساسي يحدث قبل القيام بأي تصرف مهما كان.
وهو يرى أن الأفكار السحرية وطريقة توظيفها تجعل الفرد يقاوم انهيار الذات الذي قد يفرض عليه من قبل المجتمع أو من قبل الأنا الأعلى. أي أن هذا النظرية تنظر إلى أن من نشاهدهم أحيانا واقعين تحت تأثير السحر (أي أنهم مسحورون) على أنهم في حالة من الهروب من صراع شديد بين الأنا والأنا الأعلى، وهذه الحالة التي تظهر فيها أعراض السحر على الفرد هي طريقة جيدة للتكيف يحاول الفرد من خلالها التغلب على ما يدور في داخله من صراع وإحباطات وقلق. ولذلك فيمكن القول: إن ما يقوم به الساحر عندما يلجأ إليه الآخرون لطلب المساعدة هو تدعيم هذه الأفكار أو الممارسات السحرية لدى الفرد الذي غالبا ما يكون لديه الاستعداد للإصابة بحالة السحر من خلال عملية الإيحاء. لذلك فإن ما يتم أحيانا من علاج أو تعامل مع هذه الحالات إنما هو من قبيل الإيحاء وليس له حقيقة واقعية طبعا (o,keefe,1982,pp. 271 - 275).
3 - نظرية الضغوط الاجتماعية في تفسير السحر:
قدم أوكيف (o,keefe,1982,pp 433 - 440) تصورا نظريا ربط فيه بين السحر والضغوط الاجتماعية، حيث اعتبر أن السحر الأسود ما هو إلا مؤشر على وجود الضغوط الاجتماعية الشديدة سواء على مستوى الفرد الواحد أو الجماعة في بيئة ما. وهو يرى أن ما يحاط بالسحرة عادة ما هو إلا جرائم متخيلة يتخيلها البعض إذ لا يمكن أن يتصور، أو لم يثبت مثلا وجود شخص يستطيع أن يطير في السماء أو يستطيع أن يأكل الأعضاء الداخلية لشخص آخر أو غيرها مما كان يزعم في محاكمات هؤلاء السحرة في أوروبا، بل إن عملية المحاكمات التي كانت تتم للساحرات في أوروبا مثلا كانت تقوم على اتهامات لم يتم التثبت منها في المحاكم كما يذكر أوكيف. ويبدو أن حالات القتل التي كانت تحدث من قبل بعض الساحرات كانت تحدث؛ لأنها حالات قتل عادية وحسب رأي أوكيف، فإن الضغوط الاجتماعية التي تجعل الفرد يلجأ إلى السحر كمخرج تتمثل في:
1 - الصراع الاقتصادي الذي يحدث عادة بين الأفراد.
2 - الصراع على السلطة أو الاستحواذ على أي نوع من أنواع الجاه.
3 - الصراع المعرفي أو الذهني الذي ينتج عن وجود تضارب أو تضاد أو تعارض بين فكرتين أو أكثر في ذهن الشخص تجعله يحاول التخلص من هذا الصراع الشديد باللجوء إلى الأفكار الخرافية والسحرية.
4 - الصراع ضمن العلاقات الاجتماعية أو علاقات القرابة (in kin structure conflict) وهذا كثيرا ما يحدث حين تضطرب علاقات الفرد بمن حوله من أفراد أسرته ومعارفه اضطرابا شديدا يجعله يعيش في صراع داخلي شديد، وحينما لا يصبح الفرد قادرا على التخلص من هذا الصراع، فإنه تظهر عليه علامات المسحور (o,keefe,1982).
4 - نظرية الأرقام:
وهذه أيضا من النظريات التي أحيانا لتفسير السحر من خلال ما يسمى بالأرقام السحرية التي تعد من أقدم الألعاب السحرية الرياضية.

2 7 6
9 5 1
4 3 8

وهذه النظرية تقوم على أساس وضع الأرقام في مربعات بحيث يمكن أن تحصل على نفس الأرقام إذا جمعتها سواء بطريقة طولية أو أفقية أو متعامدة أي أن المربعات السحرية هي عبارة عن أرقام في كل عمود أو سطر أو خط قطري يكون لها نفس المجموع السحري كما هو الحال في الجدول أو في المربع أعلاه:
كما نلاحظ من هذا المربع، فإن مجموع الأرقام سواء كأعمدة سيكون 15 بالطول أو بالعرض أو بالخط القطري المجموع هو واحد. وهذه المربعات يتزايد الاهتمام بها في دول شرق آسيا كالصين واليابان والهند وبعض دول الشرق الأوسط وأوروبا حيث يعتقد أن السحرة يجدون في هذه الأرقام ما يتناسب مع طلاسمهم. وهنالك عدد كبير من الطرق لبناء مثل هذه المربعات السحرية وهنالك أيضا محاولات رياضية متعددة تمت لوضع معادلة لعمل هذه المربعات ولكن كما قلنا لا يوجد معادلة محددة وتكثر المحاولات وكما يلاحظ فإن هذه النظرية لا تهتم بالسحر بمعناه العام المعروف لدى عامة الناس وهو السحر الذي يتعدى ضرره إلى الآخرين. الموسوعة البريطانية (Encyclopedia Britanncia,(CD – rom v.2 1995)).
5 - النظرية الوظيفية ( نظرية صمام الأمان النفسي )
من النظريات التي قدمت تفسيرا لفهم ظاهرة السحر النظرية الوظيفية (Functional theory) أو نظرية " صمام الأمان النفسي " كما يطلق عليها أحيانا (psychological safety valve theory) لكلايد كلوكهون (clyde kluckhon,1946)، حيث قام بدراسة على ظاهرة السحر في جماعات النفاجو (Navajo) [قبيلة من قبائل الهنود الحمر تعيش في الولايات المتحدة الأمريكية]. وقد وجد أن السحر لدى أفراد هذه القبيلة له عدة وظائف من أهمها: تحقيق المسايرة والانصياع (Conformity) لأعراف القبيلة، والتنفيس عن الضغوط الاجتماعية، وتقديم تفسير لكثير من الأحداث التي تقع في محيط الفرد، وجلب التسلية لأفراد الجماعة أحيانا، وتفسير أسباب التصرفات الشريرة التي تصدر عن البعض، والتعامل مع حالات العدوان والإحباط التي تصيب البعض وذلك بعزوها للسحر الذي يقوم به الخصوم. وهذه الوظائف في مجملها تحقق للفرد والجماعة الشعور بالأمن النفسي، وتخفف من آثار العلاقات المتوترة التي قد تنشأ بين أفراد هذه الجماعات التي تعيش غالبا في مجموعات صغيرة وكل مجموعة تحاول أن تتعاون مع الأخرى من أجل التغلب على مصاعب الحياة اليومية (o,keefe,1982,pp. 426 - 428).
ويلاحظ من خلال استعراض النظريات السابقة أنها جميعا تحاول أن تفسر ظاهرة السحر تفسيرا موضوعيا ماديا وتعزو هذه الظاهرة إلى فكرة وجود أوهام غير واقعية تصيب الفرد نتيجة لظروف يومية، اجتماعية ونفسية معينة (يمكن تفسيرها علميا كخداع بصري وسمعي ) أي دون الاعتراف بأن هناك أمورا غيبية تدخل في ممارسة السحر؛ لأن هذه النظريات لا تقر بالغيب ولا تعترف بوجود عالم الجن أو بوجود أثر له في السحر. ولذلك فإن هذه النظريات تخالف التصور الإسلامي الذي يقرر أن السحر حقيقة وله تأثير حقيقي على الناس وهو علم يتعلمه السحرة ويعتمد أحيانا على إشراك الشياطين واستعمالهم من قبل الساحر لتحقيق أغراض معينة.
ثانيا: الدراسات السابقة:
إن موضوع السحر والشعوذة من المواضيع الشائكة التي يصعب دراستها ميدانيا ولذلك فإن غالبية الدراسات التي عالجت هذه المواضيع كانت دراسات نظرية يغلب عليها إيراد الأدلة الشرعية على تحريم السحر والشعوذة، وقد يجتهد البعض في محاولة تقديم وصف انطباعي لبعض جوانب الظاهرة، ولذلك فإن المكتبة العربية تكاد تخلو من الدراسات الميدانية لظاهرة السحر والشعوذة في المجتمع العربي والإسلامي.
ومن الدراسات الحديثة نسبيا دراسة نظرية قام بها مشعل (1417 هـ ) وناقش فيها عددا من القضايا من أبرزها: العلامات التي تظهر على المسحور، وقد قسمها الباحث إلى قسمين: القسم الأول العلامات التي تحدث في المنام وهي الأرق والقلق والكوابيس والأحلام المفزعة ورؤية الحيوانات في المنام والقرض على الأنياب في المنام والضحك والبكاء والصراخ في المنام والتأوه والقيام والمشي أثناء النوم وأن يرى في المنام كأنه يسقط من مكان عال وأن يرى في مقبرة أو مزبلة أو يرى أناسا بصفات غريبة ومختلفة أو أن يرى أشباحا في المنام، والفئة الثانية من الصفات هي العلامات التي يتسم بها المسحور في اليقظة وتشمل الصداع والامتناع عن القيام بالطاعات والشرود الذهني والخمول والكسل والصرع والآلام التي يعجز الطب عن علاجها والتثاؤب الشديد عند سماع القرآن والشعور بالألم في الرأس أو الضيق في الصدر أو في أسفل الظهر والبطن والشعور بالألم في عضو أو أكثر دون معرفة الأسباب الطبية لذلك. وعدم القدرة على الجماع وعدم انتظام الدورة الشهرية عند بعض النساء والنزيف الدائم، وجود بقع زرقاء في جسم المرضى. ويلاحظ من هذه الدراسة أن هذه الأعراض يمكن أن تصدق على أمراض كثيرة فتكون هذه الأمراض غير معروضة طبيا لكنها أيضا ذات أسباب موضوعية فهو اجتهاد لم يقم على دراسة طبية أو ميدانية لهذا الجانب خاصة أن هذه الأعراض تصاحب أيضا الكثير من الأمراض النفسية والعضوية التي يعاني منها الأفراد (ص 116 - 117).
وكما يظهر من سرد هذه الأعراض فإنها لا تكاد تميز المسحور من المصاب بأي مرض نفسي آخر كالاكتئاب مثلا. ولذلك فإن هذه الأعراض تبدو أقرب إلى العموميات منها إلى الأعراض المحددة للسحر.
أما القضية الثانية التي ناقشها الباحث (مشعل، 1417 هـ ) فهي قضية تأثير السحر وطريقة علاجه الذي رأى أنه يكون على ثلاثة أشكال: تأثير خارجي ويكون علاجه بالقرآن وخاصة سورة البقرة.
وتأثير داخلي من داخل الجسم بحيث يكون الجن متسلطا على الإنس وبالتحديد على المخ إما سيطرة كاملة بحيث يصاب المسحور بحالة تشنج ويكون فاقدا للوعي لا يعي ما حوله، أو سيطرة غير كاملة بحيث يكون المسحور واعيا بما حوله، وهذا يكون علاجه بالقرآن وخاصة المعوذتين ومخاطبة الجن وضربها حتى تخرج. وتأثير مشترك وهو الذي يتبع الساحر فيه جنيا يكون همزة وصل بين الساحر وبين الجن الموجود مع المسحور.
وهنا نود أن نشير إلى أن هذه التقسيمات والتبريرات ليس لها من يسندها مما كتبه الباحث، بل إنها أقرب إلى كونها اجتهادات شخصية من عنده، ولذلك يجب النظر إلى الاحتمالات الأخرى لتفسير هذه التقسيمات وهي احتمال أن يكون ما ذكر أعلاه مجرد مرض عقلي (في حالة عدم إدراك المصاب لما حوله)، أو أن يكون مجرد مرض نفسي (في حالة إدراك المصاب لما حوله).
وفي دراسة أخرى، تحدث الجمل (1408 هـ ) عن الدوافع التي تدفع الناس إلى الاستعانة بالسحرة أو بالسحر قال: إن الحسد والتنافس والجشع وغيره يدفع بعض الأفراد إلى اللجوء إلى السحرة والمشعوذين وهذا ما نراه في قصص كثير من السياسيين سواء في الدول المتقدمة أو دول العالم الثالث بل ونشاهده في بعض المجالات الأخرى كالرياضة مثلا والتجارة، ولعل في قصة الرئيس الأمريكي السابق رونالد ريجن مع المنجمة المشهورة التي كان يستعين بها في اتخاذ القرارات المهمة أكبر دليل على هذا الجانب. أما أقسام السحر فقد قسمها الجمل إلى ثلاثة أقسام:
1 - السحر من تلقاء نفسه بدون الاستعانة بأي مواد حيوانية ونباتية أو غيرها من الأجرام والأرقام وهو السحر الذي يستعين به الفرد بقواه المدعومة أحيانا بمساعدة الشيطان.
2 - النوع الثاني من السحر الذي يقوم به الساحر بمساعدة الأرواح الشريرة مع استخدام جزء أو أجزاء من الإنسان أو الحيوان أو النبات وهو أضعف من الأول من حيث التأثير ولا يدوم إلا إذا تكرر عمله كثيرا ومن السهل علاج هذا النوع.
3 - النوع الثالث السحر الذي يستعين فيه الساحر بقوة الحروف الهجائية والأعداد والكواكب والأجرام السماوية وهو من أصعب أنواع السحر ويتطلب معرفة كبيرة بالكواكب واقترانها وصعودها وأمزجتها إلى غير ذلك.
ولعل أهم ما في دراسة الجمل عن السحر هو الصفات الشخصية التي يتصف بها الساحر وهي كما يقول:
1 - يبيع في حياته وبعد مماته نفسه وكل ما يملك إلى الشيطان.
2 - اتصافه بالعناد والإصرار وعدم ترك عقيدته الشيطانية حتى ولو قاسى ألوان التعذيب والإهانة.
3 - اتصافه بعدم الحياء وضياع الضمير وعدم الاعتراف بالرحمة أو الحنان أو العواطف البشرية الحسنة.
4 - لا يخاف ولا ترتعد فرائصه عند ظهور سيده إبليس أو أحد أتباعه له في صور مفزعة أو عندما يقابل المقصلة أو حبل المشنقة.
5 - لا يسأم ولا يتضجر إذا ماطل إبليس في مساعدته ومنعها عنه بل يستمر في الإلحاح لطلب هذه المساعدة.
6 - الاجتهاد في الأعمال السحرية والمثابرة والمواظبة على دراستها والقيام بالطقوس الشيطانية والحفلات التي تتسم بالطقوس الشيطانية المتنوعة.
7 - الجهل بكل ما هو جميل وحميد بل وتجاهله.
8 - الاعتقاد الراسخ في قوة الشيطان ومقدرته ومقدرة أعوانه من الأرواح الشريرة الخبيثة والطاعة لأوامرها والخضوع لشروطها.
9 - العداوة لجميع الأديان والاستهزاء بها في كل المناسبات وعدم الدخول إلى أمكنة العبادة إلا بقصد السرقة أو التدنيس والتبرؤ من الدين وجميع الكتب المنزلة وتدنيسها وحرقها واستخدامها في أغراض دنيئة.
10 - الاستعداد لارتكاب أي جريمة خلقية وأي معصية ورذيلة مع الانغماس في الفجور والإباحية الرذيلة.
11 - الاتصاف بالقذارة ودناءة النفس التي تظهر على ملابسه وطريقة معيشته فهو يحرم استعمال الماء والصابون للنظافة حتى يصبح مسكنه وجسمه وملابسه ذات رائحة كريهة نتنة.
12 - قضاء معظم أوقاته منزويا أو منطويا على نفسه بعيدا عن الناس وعدم معاملتهم والاتصال بهم إلا إذا طلب منه القيام بأعمال السحر وإلحاق الضرر بالناس.
ومن الملاحظ أن هذه الشروط لا تتوفر إلا في شواذ الخلق. ولكن كيف يصبح الساحر ساحرا ؟ يورد الجمل الخطوات التي يمر بها الساحر حتى يصبح ساحرا نقلا عن كتاب السحر لمحمد جعفر (وهو كتاب غير متوفر في السوق المحلية) وهي كالتالي:
1 - على الساحر أن يخرج في ليلة مقمرة بعيدا عن العمران حتى منتصف الليل ويختار الخرابات أو القصور المهجورة ويخلع الملابس حتى يصبح عاريا كما ولدته أمه ثم يرسم دائرة كبيرة وينقش داخل وخارج الدائرة محيط الأشكال ورموزا وطلاسم وأسماء الأرواح الخبيثة والشياطين كما قرأ ويقوم بإيقاد الشموع ويسرق إناء فضيا ويشوه منظره ويلوثه ويضعه وسط الدائرة ويقوم بحركات بهلوانية حاملا الشموع بكلتا يديه منشدا التعوذيات والأناشيد الشيطانية كما قرأها في كتب السحرة حتى يبلغ منه التعب مبلغه فيجلس داخل الدائرة وهو يردد تلك التعاويذ ويلوح للشيطان في الفضاء ويكثر من القفز والتلاوة بتلك الطلاسم، هنا ينتظر على هذه الحال حتى يخرج له مندوب الشيطان وهو أحد السحرة الذين غالبا ما يقوم بتعميده.
2 - وهنالك طريقة أخرى وهي الخروج كذلك في ليلة مقمرة في مكان بعيد مهجور عن العمران وأخذ حيوانات معينة معه والجلوس عاريا ثم يذبح تلك الحيوانات بترتيب معين مع تلاوة بعض الأناشيد والطلاسم والتعويذات الشركية والشيطانية ويقدم هذه القرابين والذبائح هدية للشياطين ويستمر على ذلك الوضع حتى يظهر مندوب الشيطان الذي هو الساحر ويعمده.
3 - الطريقة الثالثة لتعميد الساحر هي أن يخرج الشخص قبل خروج الشمس لمقابلة الشيطان بإحدى الغابات أو الحدائق ويختار شجرة عقيمة لا تثمر ويقطع منها غصنا بآلة لم تستخدم من قبل وفي اليوم الثاني يقصد غرفة خاصة في منزله ومعه ذلك الغصن ويخلع ملابسه جميعها ويرسم مثلثا متساوي الساقين ويضع شمعة سوداء على زاوية قاعدة المثلث، ويكمل هذه الطريقة حتى يسمع صوت الشيطان ولا يراه ويأمره الشيطان عادة بإعادة كتابة العقد بمادة نتنة ويكرر ما فعله في هذا اليوم حتى منتصف اليوم الثالث ثم يستلم العقد ويقابل الساحر الذي يقوم بتعميده ساحرا.
وهذا الوصف الدقيق لما يتم من تعميد للسحرة تم معرفته من بعض السحرة في بعض الدول الغربية منهم الساحرة (ستيفنون دي أوديرت) التي أعدمت في عام 1619 حيث نشرت صورة من العقد الذي أبرمته مع الشيطان وكان عبارة عن قطعة قذرة من جلد لقط أو كلب ملوث بدماء الحيض وغيرها من القاذورات كذلك ما تم معرفته من الساحر (أوربان جرانديبا) الذي حكم بإعدامه سنة 1934 في فرنسا (الجمل 1408 هـ ).
ولا شك أن هذه الصورة لتعميد السحرة قد تكون مختلفة من ثقافة لأخرى، ولكن استخدام القاذورات وتقديم القربان للشياطين والشرك بالله هي عوامل مشتركة بين السحرة من مختلف الثقافات والله أعلم.
ومن أهم الدراسات الميدانية التي أجريت عن ظاهرة السحر دراسة الساعاتي (1983 م) والتي قامت الباحثة فيها بتوزيع استمارة على 139 ساحرا وساحرة منهم (49.64%) من الذكور والباقي من الإناث. وقد اتضح من النتائج أن أعمار الغالبية من هؤلاء هي فوق الأربعين سنة. وقد كان (94.24%) من أفراد العينة من المسلمين و(5.76%) من النصارى. ولا شك أن كثرة المسلمين تتناسب مع نسبة أفراد الديانة الإسلامية في المجتمع المصري المسلم.
أما الحالة التعليمية لمن يعملون بالسحر فقد بلغ عدد الأميين 27.34% وعدد من يقرأ فقط 13.67% وعدد من يقرأ ويكتب 28.06% وعدد من يحمل الابتدائية 13.67% والإعدادية 6.47% والثانوية 4.32% والجامعية 6.47%.
أما توزيع المشتغلين حسب التخصص في السحر والشعوذة فقد اتضح أن 25.18% يمتهنون قراءة الفنجان 2.82% يمتهنون قراءة الكف 11.51% يمتهنون القيام بالعمل أو الربط 9.85% يقومون أيضا بالعمل عن طريق الأثر، 2.88% بطريق فتح الكتشينة (ورق اللعب) 5.04% يمتهنون فتح المندل، 43.16% يقومون بأكثر من تخصص من هذه الممارسات.
أما الجزء الثاني من هذه الدراسة الميدانية فقد كانت موجهة لمن يتردد على هؤلاء السحرة حيث تبين أن 61.65% من العينة التي بلغت 714 هم من النساء والبقية من الرجال وتبين أيضا أن غالبية المترددين ممن بلغوا الثلاثين فما فوق كما أن 69.32% منهم مسلمون، 30.68% نصارى.
ويمكن تلخيص نتائج هذه الدراسة فيما يلي:
1 - أن الاشتغال بالسحر عمل يقوم به الذكور والإناث.
2 - أن المشتغلين بالسحر والشعوذة ينتمون إلى الفئات العمرية الكبيرة من 40 سنة فما فوق.
3 - أن حوالي ثلث المشتغلين بالسحر من الأميين وأن النسب الأخرى لديهم شيء من العلم والقراءة والكتابة.
4 - أن نصف هؤلاء يعملون بأكثر من تخصص في عملية السحر ومن ذلك من يعمل في قراءة الفنجان وقراءة الكتشينة والمندل والتخصصات المختلفة مثل الربط وغيره.
5 - أن النسبة الكبيرة من هؤلاء يدعون استخدام القرآن في مهنتهم وذلك ليضمنوا ربما سهولة التأثير على الناس عندما يلجئون لخلط السحر بالقرآن ولكي ينجحوا في ترويج هذه البضاعة وكسب المال؛ لأن الدين في المجتمع المصري وخاصة في الريف أمر مهم ويمكن التأثير به على الأفراد.
6 - أن غالبية من يشتغلون بالسحر والشعوذة يمارسون هذه المهنة كهواية وأن السعي وراء المال والمنصب والهيبة هي من أهم الدوافع التي جعلت كثيرا من المشتغلين يهوون هذه المهنة.
7 - أن جميع من يمارسون هذه المهنة مقتنعون بها ويعتقدون أنها مفيدة وتقدم خدمات مفيدة للناس.
وهذا طبعا فيه مغالطة تبدر دائما من أصحاب المهن سواء كانت المهنة جيدة أو غير جيدة؛ لأن المهنة في حياة الفرد تعد جزءا من هويته الذاتية ولذلك فمن المتوقع أن يحب كل من يعمل بمهنة معينة تلك المهنة ويعتقد بأهميتها للناس.
أما ما يخص المترددين على المشعوذين والسحرة فقط كشفت هذه الدراسة نتائج يمكن تلخيصها فيما يلي:
1 - أن أكثر المترددين على السحرة والمشعوذين هم من الإناث.
2 - أن أعمار غالبية من يذهبون إلى السحرة والمشعوذين هم ما بين 20 إلى أقل من 50 سنة.
3 - أن ثلث من يترددون على المشتغلين بالسحر من الأميين، كما أن نسبة كبيرة تصل إلى الربع من الذين يقرؤون ويكتبون وأن أكثر النصف هم من المتعلمين الموزعين على مراحل التعليم المختلفة.
4 - أن أغلب المترددين على المشتغلين بالسحر هم من المتزوجين يليهم العزاب ثم الأرامل ثم المطلقون.
5 - يظهر من البحث أن الجيران والأقارب والأصدقاء وزملاء العمل وزملاء الدراسة على الترتيب هم المصادر الهامة التي عرف المترددون عن طريقهم المشتغلين بالسحر.
6 - على الرغم من أن الغالبية أفادوا بأنهم لا يشعرون بفائدة من التردد على المشعوذين إلا أن نسبة كبيرة ذكرت أنهم استفادوا من ترددهم على المشتغلين بالسحر وهذه النسبة وصلت إلى 42.5% وهي نسبة مرتفعة.
7 - كشفت الدراسة أن نسبة 58.38% ممن يترددون على السحرة يذهبون إلى هنالك بدافع الفضول وحب المعرفة.
وتعليقا على هذه الدراسة نؤكد على أن التساهل والسماح لهؤلاء السحرة والمشعوذين لممارسة أعمالهم في بعض المجتمعات يسهل على الآخرين عملية التردد عليهم ولذلك يسهل اصطياد الذين ليس لديهم وعي بآثار السحر والشعوذة الضارة ويتم إغراؤهم وابتزازهم عن طريق هؤلاء السحرة والمشعوذين، كما أشارت نتائج هذه الدراسة.
ومن الدراسات التي قامت بدراسة ظاهرة السحر أيضا، دراسة سلوى سليم (1409 هـ ) وهي دراسة استخدام فيها أسلوب تحليل المضمون لعدد من الأفلام السينمائية التي كانت تبث عن طريق التلفزيون الحكومي سواء كانت هذه الأفلام عربية أو أجنبية، وقد هدفت الباحثة من وراء تحليل هذه الأفلام إلى معرفة الإجابة عن التساؤلات التالية:
1 - ما دور هذه الأفلام في معالجة ظاهرة السحر التي انتشرت هذه الأيام ؟
2 - هل كان عرض هذه الأفلام لحل المشكلات التي تواجه الناس باللجوء إلى الحل الديني، وتقوية الوازع الديني عند الأفراد مقنعا ؟
3 - هل انتشار الأعمال السحرية بين شرائح المجتمع المتعلمة والمثقفة كما يظهر من هذه الأفلام تعني أن هذه الظاهرة لم تعد مقتصرة على الطبقات الشعبية أو الريفية في المجتمع المصري ؟
وقد اختارت المؤلفة فيلمين يحتويان على ظاهرة السحر والتغلب عليهما باللجوء إلى الدين، وهما فيلما (الإنس والجن) و(التعويذة)، وقد تم اختيار هذين الفيلمين بطريقة عمدية؛ لأنهما من الأعمال التي عولج فيهما موضوع السحر وتم تغطيته من الناحية الدينية بينما بقية الأفلام عالجت الظاهرة من الناحية النفسية أو عن طريق تحضير الأرواح وفكرة التناسخ وهي أفكار لا تتفق مع أهداف البحث.
ومن خلال التحليل الدرامي للفيلمين المذكورين توصلت الباحثة إلى النتائج التالية:
1 - أن الدين هو السند والعاصم الوحيد للمؤمنين به من كل ما يواجههم من أفعال سحرية سواء كانت هذه الأفعال من صنع البشر أو من صنع الجان.
2 - أن الجن يمكن أن تظهر للبشر في صور متنوعة؛ لأنهم مختلفون في حوائجهم وسرعة وصولهم للإنسان.
3 - أن الجن تسكن المنازل القديمة والمهجورة.
4 - أن أفعال السحر أصبحت لا تمارس فقط في المناطق الريفية أو لدى عامة الناس بل أيضا تمارس في المناطق الحضرية وبين المثقفين.
5 - أن المثقفين والمتعلمين لا يختلفون عن غيرهم في اللجوء إلى السحرة والمشعوذين للتخلص من مشكلاتهم.
6 - أن التفكير العقلي والعلمي ما زال دون المطلوب في المجتمع وأن التفكير السحري يسيطر على كثير من أفراده.
7 - أن التفكير السحري ما زال إلى حد ما أكثر بروزا من التفكير العلمي لدى أفراد المجتمع سواء في داخل مصر أو خارجها.
كذلك قام عبد الرحمن عيسوي (1404 هـ ) بإجراء دراسة على عينة من طلاب المدارس الثانوية والجامعات اللبنانية في مدينة بيروت من المسلمين والنصارى. وقد استخدام أسلوب المقابلة حيث تضمنت المقابلة ثلاثة أسئلة مفتوحة هي:
1 - ما هي الخرافات التي تلاحظ شيوعها في المجتمع الذي تعيش فيه ؟
2 - ما هي في نظرك صفات الشخص صاحب العقلية الخرافية ؟
3 - ما هي معتقدات وسلوك ومظاهر الشخص الخرافي ؟
وقد أوضحت النتائج التي اعتمدت على تحليل إجابات الأفراد على هذه الأسئلة الثلاثة أن هنالك 58 تفكيرا خرافيا مثل: " الحذاء المقلوب بسبب النكد في المنزل، قراءة الفنجان تكشف الأسرار، الرقم 13 رقم شؤم " (عيسوي، 1404 هـ، ص 130).
أما عن صفات الشخص الخرافي فقد أوضحت النتائج أنه يمتاز بالجمود وصعوبة الإقناع والسذاجة والبساطة وقلة التعليم وعدم فهم الدين والإيمان بالكائنات غير الملموسة – على حد تعبير عيسوي – وإلا فالإيمان بجميع ما ورد في القرآن والأحاديث الصحيحة واجب به حتى وإن كان غير ملموس كالجن مثلا – والخرافات دون تفكير أو نقد وهو يشبع الحاجات النفسية والمادية عن طريق الخرافة وميال للتأثر كثيرا بأسرته وهو شخص ضيق الأفق وصعب النقاش وإيمانه صارم وخرافي لا يقبل الجدل كما أنه شخص سطحي يمكن أن يصدق ما يقال له ولو كان بعيدا عن الواقعية والموضوعية والروح العلمية.
وقد تم وضع هذه الخرافات في شكل استبيان ثم أعيد تطبيقه على مجموعة من العينة الكلية بلغت 524 طالبا وطالبة وذلك في فاصل زمني قدره ثلاثة أسابيع ثم تم تحليل إجابات هذه العينة ووجدت النتائج التالية:
1 - أن هنالك 70% من أفراد العينة تؤمن بأن الحسد يؤثر في الناس في عصرنا الحاضر، واتضح أن نسبة الإناث أكثر من نسبة الذكور في هذا الجانب.
2 - أن أكثر من ثلث العينة يؤمنون بأن الأحجبة والتمائم والرقى يمكن أن تحمي الأفراد من الأذى كما أن أكثر من ربع العينة يؤمنون بأنها تساعد الفرد على قضاء حاجاته. وقد اتضح أيضا أن الإناث أكثر إيمانا بدور التمائم في الحماية بينما كان الذكور أكثر إيمانا نسبيا بدورها في قضاء الحاجات. كما أفاد 41.5% من مجموعة العينة أن وضع الأحجبة والتمائم على الطفل يمنع عنه تأثير عين الحسود.
3 - تكشف النتائج أن هنالك ربع العينة يؤمنون بالفأل – وهذا لا شك أمر لا يمكن اعتباره من الخرافات؛ لأن الرسول  كان يحب الفأل الحسن كما ورد – وربعهم الآخر يؤمنون بمطالعة الحظ في الصحف وخمس العينة تتشاءم من الأرقام والغراب ونباح الكلاب. ولا يبدو أن هنالك أثرا للجنس في الإيمان بصحة الفأل والتشاؤم بنباح الكلاب ولكن الإناث أكثر إيمانا بمطالعة الحظ في الصحف والتشاؤم من الأرقام والغراب من الذكور.
4 - أوضحت النتائج أن 17.3% يؤمنون بقراءة الكف وأن 12.6% يؤمنون بمعرفة البخت وأن 22% يؤمنون بقراءة الفنجان وأن 46% يؤمنون بقدرة الفلكيين وتأثير النجوم، وقد أظهرت النتائج عدم اختلاف الذكور والإناث في هذا الجانب.
5 - أظهرت النتائج أن 20% من العينة يؤمنون بأن إطلاق البخور يجلب الحظ وأن 14.8% يؤمنون أن الزار فيه علاج الأمراض المستعصية.
6 - أن 34.9% من العينة يؤمنون بأن الدين يعترف بالسحر وأن 41.8 % تؤمن بأن السحر كان موجودا في القديم ولكنه غير موجود الآن وأن 30.8 % يؤمنون بأن السحر يفيد في علاج الأمراض النفسية بينما يؤمن 14.8% بأنه يفيد في علاج الأمراض الجسمية. كما أن 11.9% يؤمنون أن الساحر يستطيع أن يؤثر في نزول الأمطار وأفاد 8.8% أن السحر يمكن أن يعالج العقم عند النساء.
7 - أفاد 29.2% من أفراد العينة أن الأرواح موجودة في عالمنا وأن بإمكان بعض الأشخاص تحضير الأرواح وأفاد 40% بأن الإنسان يمكن أن يصاب بمس من الجن وأفاد 16.9% بأن الكل منا أخا أو أختا من الجن وهو ما يطلق عليه عند العامة (المخاواة).
وفي دراسة أخرى على عينة مصرية ضمنت في نفس الكتاب، قام عيسوي (1404 هـ ) بتطبيق نفس المقياس مع شيء من التطوير على العينة المصرية لمقارنة نتائج العينة المصرية مع العينة اللبنانية. وقد بلغ عدد أفراد العينة المصرية 2210 منهم 940 من الذكور، 1270 من الإناث، وقد شملت العينة طلابا من المدارس المتوسطة والثانوية وطلاب وطالبات الجامعة. وقد اتضح من هذه الدراسة ما يلي:
1 - أن الفروق الجنسية في استجابات الخرافة كانت فروقا ضئيلة بصورة عامة وهذا يرجع إلى التقابل الفكري والثقافي والتعليمي بين الجنسين في المجتمع المصري.
2 - أن هنالك 20% من العينة يؤمنون بدور الأحجبة والتمائم في حماية الفرد من الأذى وحماية الصغير من الحسد. كما أن هنالك 28% من العينة يؤمنون بدور الأحجبة في قضاء حاجات الفرد، ويتساوى الجنسان في هذا الأمر.
3 - هنالك 10% يؤمنون بقراءة الفنجان و15% يؤمنون بقراءة الكف و35% يؤمنون بدور المندل في الكشف عن المسروقات و36 % يؤمنون بقدرة المنجمين على التنبؤ بالأحداث السياسية والاجتماعية.
4 - أفاد 20% أنهم يؤمنون بقيمة الزار في علاج بعض الأمراض المستعصية وأن 17% يؤمنون بأن إطلاق البخور يجلب حسن الحظ.
5 - وتفاوت نسبة الاعتقاد في السحر باختلاف مضمون العبارات المقدمة حيث تتراوح هذه النسب من 8 – 51% حيث أفاد 8% أن الساحر يمكن أن يجعل المطر ينزل، وأفاد 35% أن الساحر يؤثر في أمور الحب والزواج، وأفاد 40% أنه يمكن أن يتسبب في الكره والطلاق، وأفاد 20% أنه يفيد في علاج الأمراض النفسية، وأفاد 8% أيضا أن السحر يفيد في حدوث الحمل والعقم، وأفاد 29% أنه يمكن استخدامه لإيذاء الأعداء وأفاد 11% أنه يفيد في علاج بعض الأمراض العقلية، بينما أفاد 12% بأنه يفيد في علاج الأمراض الجسمية الصعبة.
6 - تفاوتت نسبة الاعتقاد في الخرافات ما بين 11 – 54% حيث أفاد
11 % أن الذي يدخل المرحاض في الظلام قد يصاب بالمس وأفاد 43% أن هنالك بعض الأماكن التي يسكنها الشياطين، وأفاد 45% أن الإنسان معرض للإصابة بمس الجن، كما أفاد 18% أن بعض الأفراد يمكن أن يستخدموا الأرواح لتحقيق أغراضهم.
7 - أفاد ما بين 50 – 86% من أفراد العينة بأن الحسد يؤثر في حياة الناس كما تفاوت الاعتقاد في صحة الفأل فتراوحت نسبة الموافقة عليه بين 14 – 58% بين مختلف شرائح أفراد العينة، أما مطالعة الحظ في الصحف فتتراوح نسبة الموافقة على هذه العبارات من 3 – 33%.
وقد عقد المؤلف المقارنة بين استجابات العينة المصرية والعينة اللبنانية في مفردات الخرافة بمقارنة تلك المفردات التي استخدمت مع العينتين وعددها أربعون مفردة واتضح من نتيجة هذه المقارنة ما يلي:
1 - تميل العينة المصرية إلى تصديق فكرة تحضير الأرواح أكثر من العينة اللبنانية.
2 - تميل العينة المصرية إلى الإيمان باعتراف الدين بالسحر وكذلك الإيمان بدور السحر في حدوث الكره والطلاق، وهذا مرده كما يرى المؤلف إلى ظروف الأزواج والطلاق ومشاكل الطلاق الذي يعاني منها الفرد في مصر.
3 - أظهرت النتائج أن العينة اللبنانية تؤمن بأثر دور التمائم في الحماية من الحسد خاصة مع الطفل الصغير أكثر من العينة المصرية كما تؤمن بدور الأحجبة في الحماية من الإيذاء ودورها في قضاء الحاجات. أما بقية المفردات فيمكن افتراض تساوي العينتين فيها ويرجع ذلك إلى تشابه العوامل الثقافية بين أبناء البيئات العربية المتقاربة كما يشير المؤلف إلى ذلك.
وفي دراسة حديثة نسبيا قام أدهم (1413 هـ ) بدراسة ميدانية على المشتغلين بالسحر والشعوذة في مدينة بيروت في لبنان وكان عددهم 139 فتبين له أن نصفهم تقريبا من الرجال 49.64% والنصف الباقي من النساء.
كما أن معظمهم كان ممن تتراوح أعمارهم بين 35 – 50 عاما، وقد اتضح أن ثلث العاملين في هذه الظاهرة هم من الدول العربية وثلثهم من اللبنانيين والثلث من جنسيات أجنبية مختلفة. كما أن نسبة المسلمين بلغت 94% والبقية من النصارى.
أما فيما يتعلق بمستوى التحصيل العلمي فقد كان أكثر من 80% ليس لديهم أكثر من الشهادة المتوسطة بل إن 50% منهم أميون أو شبه أميين، أما الحالة الاجتماعية للمشتغلين في تحضير الجن مثلا فإن 58% منهم متزوجون و25% مترملون، و10% عزاب، و 6.66% مطلقون.
كما أفاد 77.77% من العينة أنهم ورثوا هذه المهنة وأفاد 22.23% أنهم تعلموها كهواية.
أما عن مدى قناعة المشتغلين بفائدة ما يقومون به فقد أفاد 100% من أفراد العينة بأنهم مقتنعون بفائدة عملهم.
وعند سؤالهم عن مدى إيمان مزاول المهنة بالله سبحانه وتعالى أفاد 94% بأنهم مؤمنون بالله وأن عملهم بقدر الله وقضائه وأفاد 6% بأنه مؤمن بأن عمله مستقل عن قدرة الله سبحانه وتعالى، وهذا طبعا وهم يقع فيه هؤلاء المشعوذون؛ لأنه لا يجري بهذا الكون شيء إلا بقدرته سبحانه وتعالى.
ولعل أهم ما في الدراسة ما قام به الباحث من بحث حول نهاية المشتغلين بتحضير الجن حيث استقصى أخبار نهايات متحضري الجن فوجد ما يلي:
1 - فئة تقضي نحبها إما مخنوقة أو منتحرة أو غريقة.
2 - فئة تصاب بالمس أو الجنون.
3 - فئة وجدت مقتولة في ظروف غامضة.
4 - فئة اختفت دون أن يعرف مصيرها.
5 - فئة أصيبت بأمراض غير معروفة طبيا.
6 - فئة قضت أواخر حياتها تعاني من التشرد أو طردت من البلاد.
7 - فئة قليلة ماتت موتة طبيعية.
أما نسبة المترددين على السحرة ومحضري الجن فقد اتضح أن 30% منهم ذكور، 70% منهم إناث.
وبالنسبة لأعمار هؤلاء فقد اتضح أن 35% منهم تتراوح أعمارهم بين 20 – 30 عاما، وأن 28% هم ما بين 30 – 40 عاما، وأن 18.57% هم بين 40 – 50 عاما، وأن 10% هم أكثر من 50 عاما وأن أقل نسبة 7.71% هم عشرون عاما فأقل.
أما نسبة المترددين بحسب الديانة فقد اتضح أن 43.92% منهم من المسلمين والبقية من النصارى.
أما بالنسبة للمستوى العلمي للمتردين على السحرة ومحضري الأرواح فقد تبين من الإحصائيات أن الأميين هم أكثر الناس ترددا على محضري الجن والسحرة والكهنة وترددهم لفك سحر أو فك الربط أو الزواج أو علاج الأمراض المستعصية طبيا، وقد بلغت نسبتهم 31%، ثم يليهم فئة الذين يقرءون ويكتبون، وقد بلغت نسبتهم 23.25%، ثم يليهم المتعلمون تعليما عاليا حيث بلغت نسبتهم 18.60% وتلي ذلك الجماعات المتعلمة تعليما ثانويا حيث بلغت نسبتهم 15.50% وبعد ذلك تأتي بقية الفئات.
أما الحالة الاجتماعية للمترددين فقد اتضح أن المتزوجين هم أكثر المترددين حيث بلغت نسبتهم 50.35% يليهم العزاب حيث بلغت نسبتهم 27.43% ثم الأرامل 11.51% ثم المطلقون 10.79%.
وفيما يتعلق بمهن المترددين على محضري الجن فقد اتضح أن الموظفين أكثر الجماعات المترددة على السحرة والكهان والمشعوذين إذ بلغت نسبتهم 71.18% يليهم العمال 23.72% ثم التجار 5.08%.
وعند سؤال أفراد العينة عن المصادر التي عرف المترددون عن طريقها المشتغلين بتحضير الجن والسحرة، أفاد 46.80% بأنهم عرفوا ذلك عن طريق الصحف والمجلات، و14.89% عن طريق الأصدقاء، 21.27% عن طريق الجيران، و17.02% عن طريق الأهل والأقارب.
وبسؤال أفراد العينة عن مدى الإحساس بالفائدة بالتردد على المشتغلين بتحضير الجن والسحرة وغيرهم، أفاد 45.88% بأنهم يشعرون بالفائدة، بينما أفاد 48.23% بأنهم لا يشعرون بالفائدة وأفاد 5.88% بأنهم لا يعلمون.
وعند سؤالهم عن الدوافع التي تجعلهم يترددون على المشتغلين بتحضير الجن وغيرهم أفاد 53.03% بأنهم يترددون للبحث عن أموال أو سرقات أو أشياء ضائعة، و25.75% بأن ترددهم للاستطلاع ومعرفة ما يدور هناك، وأفاد 21.21% بأنهم ذهبوا إلى السحرة ومحضري الأرواح بعد أن يئسوا من الأطباء في حل مشكلة مستعصية.
وعن مدى شعور المترددين بمخالفة عملهم للشرع، أشارت الغالبية العظمى ونسبتهم 61.42% بأنهم لا يرون بأسا في التردد على المشعوذين والسحرة وغيرهم، بينما أفاد 10 % بأن يرون أن التردد على هؤلاء حرام وأفاد 28.57% بأن ليس لديهم علم إن كان هذا العمل الذي يقومون به حلالا أم حراما.
أما عن اعتقاد المترددين بقدرة الجن على تحقيق مطالبهم فقد اتضح أن 57% يرون أن للجن قدرات خارقة على حل المشاكل، وأجاب 5.14% بمحدودية قدرة الجن، بينما أجاب 34.85% بأنهم لا يعتقدون بمقدرة الجن على تحقيق مطالبهم.
وعند سؤال أفراد العينة عن اعتقادهم بحضور الجن أفادت الغالبية العظمى منهم (42.37%) أنهم يعتقدون أن الجن فعلا تحضر هذه الجلسات، بينما أفاد 25.48% بأن بعض المحضرين فقط يحضرون الجن وأفاد 32.20% أنهم لا يعتقدون بحضور الجن إطلاقا في جلسات تحضير الجن والأرواح.
والخلاصة أن الدراسات الميدانية قليلة ومحدودة من حيث عدم دراسة بعض المتغيرات ذات الأهمية الخاصة بالسحر مثل التدين والعمر والنوع والمستوى التعليمي والمساندة الاجتماعية... الخ مما تم دراسته في الدراسة الحالية.

الفصل الثالث
منهج الدراسة وإجراءاتها

- منهج الدراسة.
- حدود الدراسة.
- إجراءات الدراسة.
- عينة الدراسة في المرحلة الأولى.
- أداة الدراسة في المرحلة الأولى.
- أداة الدراسة في المرحلة الثانية.
- صدق أداة الدراسة.
- ثبات الأداة.
- عينة المرحلة الثانية من الدراسة.
- أساليب التحليل الإحصائي.

منهج الدراسة
هذه الدراسة وصفية تستخدم المنهج الوصفي الارتباطي الذي يحقق لنا وصف الظاهرة موضوع البحث ( ظاهرة السحر والشعوذة ) وصفا تفسيريا من خلال استخدام دراسة العلاقات بين مجموعة من المتغيرات ذات العلاقة بالظاهرة لمعرفة مدى تأثير هذه المتغيرات على أبعاد هذه الظاهرة.
حدود الدراسة
1 - الحدود المكانية: يهدف هذا البحث إلى دراسة تفشي هذه الظاهرة في المجتمع السعودي بشكل عام، وقد تم سحب العينة من مختلف مناطق المملكة العربية السعودية.
2 - الحدود الزمانية: أجريت هذه الدراسة خلال العامين 1419 – 1420 هـ.
إجراءات الدراسة
المرحلة الأولى:
تهدف هذه المرحلة من الدراسة إلى التعرف على أهم الاعتقادات والممارسات ذات العلاقة بالسحر والشعوذة التي تحدث في المجتمع السعودي، إضافة إلى معرفة ما استجد منها في هذا العصر من وجهة نظر العاملين في بعض المجالات التي لها اهتمام بهذه الظاهرة مثل خطباء المساجد وهيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وعلماء الشريعة والمختصين في العلوم الاجتماعية ذات العلاقة مثل علم
النفس وعلم الاجتماع والتربية. كما تهدف هذه المرحلة إلى التعرف على تقديرات هؤلاء المختصين حول أكثر أنماط السحر والشعوذة انتشارا في المجتمع، وأكثر فئات المجتمع تعرضا للوقوع تحت تأثير السحرة والمشعوذين، وأهم الآثار التي يمكن أن يتعرض لها الفرد والمجتمع من جراء الاستعانة بالسحرة والمشعوذين وأهم أسباب الوقوع في هذه الظاهرة وطرق الوقاية من ذلك.
وقد استخدمت نتائج المرحلة الأولى المتمثلة في عدد من الاعتقادات والممارسات ذات العلاقة بالسحر والشعوذة التي تقع في المجتمع السعودي كما أفاد بذلك المختصون في بناء الأداة التي استخدمت في المرحلة الثانية من هذه الدراسة.
عينة الدراسة في المرحلة الأولى: تكونت عينة الدراسة الأولى من 400 فرد يمثلون أربع فئات مهنية، الفئة الأولى تمثل مجموعة من المختصين في الشريعة والفئة الثانية تمثل مجموعة من العاملين في مراكز هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والفئة الثالثة تمثل مجموعة من خطباء المساجد التابعين لوزارة الشؤون الإسلامية والإفتاء والدعوة والإرشاد، والفئة الرابعة تمثل مجموعة من المختصين في علم النفس وعلم الاجتماع والتربية. وقد تم اختيار العينة على هذا النحو ليتم التعرف على آراء الأشخاص من ذوي المهام والأعمال المتنوعة التي لها علاقة بشكل أو بآخر بدراسة هذه الظاهرة أو بتعليم الناس وتوجيههم وتربيتهم.
أداة الدراسة في المرحلة الأولى: اشتملت أداة الدراسة في هذه المرحلة على مجموعة من الأسئلة المفتوحة (الملحق رقم 1) التي تناولت جوانب الدراسة وهي:
1 - أهم أشكال ممارسات السحر والشعوذة التي تقع في المجتمع المحلي من خلال الخبرة الشخصية للمشارك في الدراسة.
2 - أهم أشكال ممارسات السحر والشعوذة التي تقع في المجتمع المحلي من خلال ما سمعه المشارك في الدراسة من الآخرين.
3 - أشكال السحر والشعوذة التي استجدت في هذا العصر ولم تكن معروفة في السابق.
4 - أكثر أشكال السحر والشعوذة انتشارا في المجتمع.
5 - أكثر فئات المجتمع تعرضا للوقوع تحت تأثير السحرة والمشعوذين.
6 - أهم الآثار التي يمكن أن يتعرض لها الفرد من جراء الاستعانة بالسحرة والمشعوذين.
7 - أهم الآثار التي يمكن أن يتعرض لها المجتمع من جراء الاستعانة بالسحرة والمشعوذين.
8 - الأسباب التي تدفع الفرد إلى اللجوء إلى التعامل مع السحرة والمشعوذين.
9 - أهم وسائل الوقاية من انتشار ممارسات السحر والشعوذة في المجتمع.
المرحلة الثانية من الدراسة:
تهدف هذه المرحلة إلى دراسة مدى تفشي أو انتشار الاعتقادات والممارسات ذات العلاقة بالسحر والشعوذة في مجتمع البحث، والتعرف على علاقة تلك الاعتقادات والممارسات بمجموعة من المتغيرات الديموغرافية والاجتماعية والنفسية لدى أفراد عينة الدراسة.
أداة الدراسة في المرحلة الثانية:
استخدام في هذا الجزء من الدراسة استبانة تتكون من أربعة أجزاء:
(1) الجزء الأول: ويحتوي على بيانات شخصية مثل العمر، والمستوى التعليمي، والحالة الاجتماعية، ومستوى تعليم الوالدين، وجهة العمل وطبيعته، والدخل الشهري. كما يتضمن هذا الجزء أسئلة عن مدى وجود مشكلات صعبة أو مزمنة في حياة أفراد العينة ونوع تلك المشكلات، ومدى اعتقاد الشخص في كفاءة العلاج الشعبي لحل هذه المشكلات، وهل ذهب فعلا لتلقي أي نوع من أنواع العلاج الشعبي، ورأيه في وجوب خضوع المعالجين الشعبيين لمراقبة جهة رسمية.
(2) الجزء الثاني: ويشتمل على مقياس المعتقدات ذات العلاقة بالسحر والشعوذة، ويتضمن هذا المقياس 74 فقرة تقدم وصفا لبعض المعتقدات حول ظاهرة السحر والشعوذة، بهدف معرفة مدى تفشيها بين أفراد المجتمع السعودي. وقد تم بناء هذا الجزء بالاعتماد على نتائج الجزء الأول من هذه الدراسة والذي توصل إلى مجموعة من المعتقدات الموجودة عند بعض أفراد المجتمع السعودي، كما تمت الاستفادة من المقاييس التي استخدمت في بعض الدراسات السابقة مثل: دراسة عيسوي (1404 هـ ) ودراسة الساعاتي (1983م).
وقد وضع أمام كل عبارة خمسة بدائل وطلب من المفحوص أن يقرأ كل عبارة بدقة وأن يختار الإجابة التي تعبر بصدق عن رأيه نحو تلك العبارة من بين الخيارات التالية:
1 - موافق تماما.
2 - موافق بدرجة محدودة.
3 - لا أدري.
4 - معارض.
5 - معارض تماما.
(3) الجزء الثالث: ويشتمل على مقياس الممارسات ذات العلاقة بالسحر والشعوذة، ويتضمن هذا المقياس 40 فقرة تشمل على قائمة من الأفعال والممارسات ذات العلاقة بالسحر والشعوذة تم وضعها بناء على نتائج الجزء الأول من هذه الدراسة، كما تمت الاستفادة من الاستبانات التي استخدمت في بعض البحوث السابقة مثل دراسة خليفة (1997م).
وقد طلب من المفحوص ذكر مدى ممارسته لكل من تلك الممارسات والأفعال، بهدف معرفة مدى تفشيها بين أفراد المجتمع السعودي. وقد وضع أمام كل عبارة أربعة بدائل وطلب من المفحوص أن يقرأ كل عبارة بدقة وأن يختار الإجابة التي تعبر بصدق عن رأيه نحو تلك العبارة من بين الخيارات التالية:
1 - أمارسه دائما.
2 - أمارسه غالبا.
3 - أمارسه أحيانا.
4 - لا أمارسه مطلقا.
(4) الجزء الرابع: ويشتمل على مقياس الممارسات الدينية، ويتضمن هذا المقياس 18 فقرة تشتمل على قائمة من الأفعال والممارسات الدينية أو التعبدية مثل قراءة آية الكرسي قبل النوم، واللجوء للرقية الشرعية مع الأخذ بالأسباب الطبية لعلاج المرض الجسمي، والحرص على أداء الصلاة وقراءة القرآن وغيرها. ويهدف هذا الجزء من الأداة إلى معرفة علاقة هذه الممارسات الإيجابية بوجود معتقدات أو ممارسات ذات علاقة بالسحر أو الشعوذة عند المفحوص.
وقد طلب من المفحوص ذكر مدى ممارسته لكل من تلك الممارسات والأفعال الإيجابية. وقد وضع أمام كل عبارة أربعة بدائل وطلب من المفحوص أن يقرأ كل عبارة بدقة وأن يختار الإجابة التي تعبر بصدق عن رأيه نحو تلك العبارة من بين الخيارات التالية:
1 - أمارسه دائما.
2 - أمارسه غالبا.
3 - أمارسه أحيانا.
4 - لا أمارسه مطلقا.
صدق أداة الدراسة
للتحقق من صدق أداة الدراسة كان من الضروري التأكد من أن جميع المعتقدات حول ظاهرة السحر والشعوذة والأفعال والممارسات المتعلقة بهما هي بالفعل ممارسات غير شرعية ومحرمة، فقد عرضت القوائم بالمعتقدات والممارسات والأفعال على مجموعة من المحكمين على النحو التالي:
1 - سبعة أساتذة من كليتي الشريعة وأصول الدين في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
2 - عدد من المختصين في علم النفس والاجتماع والتربية في كلية العلوم الاجتماعية في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية وعددهم 16 محكما، حيث طلب من المحكمين أن يحددوا مدى كون الاعتقاد أو الممارسة غير شرعية وأنها ذات علاقة بالسحر والشعوذة.
وقد تم الأخذ بآراء المحكمين الذين أعادوا الأداة (21 من أصل 23 محكما) وتم إجراء التعديلات اللازمة حيث عدلت بعض العبارات التي اقتضت تعديلا يسيرا في الصياغة، وحذفت العبارات التي لم تحصل على موافقة 80% فأكثر من المحكمين. وقد استبعدت بعض العبارات التي أشار ثلاثة من المحكمين (15% تقريبا) فأكثر بعدم مناسبتها وهي 17 عبارة من كامل المقياس. وقد تم عن طريق هذا الإجراء التحقق من صدق المحتوى لهذه الأداة.
ثبات الأداة
تم استخدام معادلة الفاكرونباخ للتأكد من ثبات أداة الدراسة، وقد بلغ مقدار الفاكرونباخ (0.86) وهو رقم مناسب جدا لمثل هذه الدراسات الاستطلاعية.
عينة المرحلة الثانية من الدراسة
شارك في المرحلة الثانية من الدراسة 2689 شخصا، جميعهم من السعوديين، وكان متوسط أعمارهم 24 سنة تقريبا ونسبة الذكور منهم 57.9% ونسبة الإناث 42.1% منهم، وسيتم الحديث عن خصائص هذه العينة في فصل نتائج الدراسة.

التحليل الإحصائي
إضافة إلى الإحصاءات الوصفية مثل المتوسطات والتكرارات والنسب ومعامل الارتباط، فقد تم في الدراسة استخدام الاختبارات الإحصائية التالية:
1 - اختبار (ت) لدراسة الفروق بين مجموعتين.
2 - اختبار (ف) لدراسة الفروق بين ثلاث مجموعات فأكثر.

الفصل الرابع
عرض النتائج ومناقشتها

أولا: نتائج الدراسة الأولى ومناقشتها.
ثانيا: نتائج الدراسة الثانية ومناقشتها.
ثالثا: ملخص النتائج.

أولا: نتائج الدراسة الأولى
أهم أشكال ممارسات السحر والشعوذة التي تقع في المجتمع المحلي:
يقدم الجدول رقم (1) آراء المشاركين في الدراسة حول أهم أشكال ممارسات السحر والشعوذة التي تقع في المجتمع المحلي. ويلاحظ من الجدول أن أكثر أنماط السحر والشعوذة كما ذكر (79) من أفراد العينة (20%) سحر العطف وهو استخدام السحر بغرض ربط وتعليق شخص بآخر، ويلي ذلك سحر الصرف الذي يستخدم في التفريق بين شخصين وخاصة الأزواج حيث أشار إليه (73) من المشاركين في الدراسة (18%). وتدل هذه النتائج على أن سحر العطف والصرف هو الأكثر شيوعا حيث يستخدمه بعض أفراد المجتمع لتحقيق أهداف تتعلق ببعض الجوانب الأسرية أو المجتمعية وهي ربط أفراد بعضهم ببعض أو تفريقهم بعضهم عن بعض، وغالبا ما يقع ذلك مع الأزواج أو بغرض الزواج. وممارسة أخرى شبيهة بهذا الجانب استخدام السحر لأذية الآخرين إما انتقاما أو حسدا وذلك بإصابتهم بمرض أو خمول أو تعطيل ونحو ذلك حيث ذكره (26) من أفراد العينة (7%).
ويأتي في الدرجة الثانية من أشكال السحر والشعوذة الأكثر وقوعا في المجتمع المحلي وفقا لـ (32) من المشاركين في الدراسة (8%) استخدام السحر للعلاج من الأمراض المستعصية وقد يمارس هذا تحت مسمى الطب الشعبي، وقد ذكر عدد آخر من المشاركين (6) استخدام السحر لغرض الإنجاب والعلاج من العقم.
وقد ذكر بعض أفراد العينة (24) (6%) أن من أشكال ممارسة السحر والشعوذة التي تقع في المجتمع المحلي استخدامهما للاستعلام عن الغيب ظنا كقراءة الفنجان أو الكف أو التنجيم كأبراج الحظ في المجلات. وذكرت مجموعة أخرى (13) (3%) أن من الممارسات استخدام السحر للاستدلال على مكان مال مفقود ونحوه.
وقد ذكر (19) من المشاركين في الدراسة (5%) أن من أشكال ممارسات الشعوذة في المجتمع تعليق الخرز أو الودع أو الحلق المعدنية وغيرها لحماية الشخص من الحسد والعين وأشار بعض من المشركين في الدراسة (16) (14%) إلى أن من ممارسات الشعوذة في المجتمع المحلي القراءة والرقى غير الشرعية التي يقوم بها بعض الدجالين.
كما ذكر أفراد العينة ممارسات أخرى بشكل أقل مثل السحر والشعوذة في الألعاب البهلوانية والسيرك (سحر التخييل) وسحر الشغالات والخدم لأهل البيت. وأشار آخرون إلى بعض الممارسات التي يقوم بها المشعوذون والدجالون أنفسهم ومنها رسم طلاسم ورموز غير مفهومة لسحر شخص ما والأخذ من أثر الشخص المراد سحره (ملابس، شعر،... إلخ) والنفث في العقد والسؤال عن اسم أم الشخص المراد سحره أو أحد من أهله والضرب بالرمل (الخط).

الجدول رقم (1)
أهم أشكال ممارسات السحر والشعوذة التي تقع في المجتمع المحلي( )
الإجابة التكرار النسبة
استخدام السحر في ربط وتعليق شخص آخر (سحر العطف) 79 20%
استخدم السحر في التفريق بين شخصين وبخاصة الأزواج (سحر الصرف) 73 18%
استخدام السحر للعلاج من الأمراض المستعصية ويكون ذلك أحيانا تحت مسمى الطب الشعبي 32 8%
استخدام السحر لأذية الآخرين إما انتقاما أو حسدا وذلك بإصابتهم بمرض أو خمول أو تعطيل أو ما إلى ذلك. 26 7%
استخدام السحر للاستعلام عن الغيب ظنا كقراءة الفنجان أو الكف ، وكذلك التنجيم كأبراج الحظ في المجلات. 24 6%
الخرز أو الودع أو الحلق المعدنية وغيرها لحماية الشخص من الحسد والعين ونحو ذلك. 19 5%
علاج السحر بالسحر (استخدام السحر لفك السحر) 16 4%
القراءة والرقى غير الشرعية حيث يبدو الساحر بمظهر الصالحين وأصحاب العلم. 16 4%
رسم طلاسم ورموز غير مفهومة لسحر شخص ما. 14 4%
استخدام السحر للاستدلال على مكان مال مفقود ونحوه 13 3%
السحر والشعوذة في الألعاب البهلوانية والسيرك (سحر التخييل). 12 3%
استخدام السحر للحصول على مال أو رزق أو حظ. 11 3%
الأخذ من أثر الشخص المراد سحره (ملابس ، شعر ،.. الخ) 11 3%
النفث في العقد. 11 3%
سحر الشغالات والخدم لأهل البيت. 9 2%
السؤال عن اسم أم الشخص والمراد سحره أو أحد من أهله. 7 2%
استخدام السحر لغرض الإنجاب والعلاج من العقم. 6 2%
ظاهرة السفر إلى الساحر في بلاد بعيدة للاستعانة به. 5 1%
الضرب بالرمل (الخط). 3 1%

وقد طرح السؤال السابق على نفس المشاركين في الدراسة بصياغة أخرى هي: (من خلال سماعك من الآخرين، ما أهم ممارسات السحر والشعوذة التي تقع بين أفراد المجتمع المحلي؟). وقد تم استخدام هذه الصياغة لأن السؤال الأول كان يركز على الممارسات التي يرون أنها منتشرة من خلال خبرتهم الشخصية بينما هذا السؤال يتناول ما سمعوه من الآخرين من ممارسات تقع في المجتمع. ويقدم الجدول رقم (2) الممارسات التي ذكرت مرتبة وفقا لأكثرها تكرارا. والقائمة كما هو ملاحظ مشابهة إلى حد كبير للقائمة في الجدول رقم (1). ويلاحظ
من الجدول أن سحري العطف والصرف هما من أهم الممارسات انتشارا في المجتمع يلي ذلك ممارسة السحر للشفاء من الأمراض تحت مسمى الطب الشعبي والاستعلام عن الغيب عن طريق الكف والفنجان وكذلك التنجيم كأبراج الحظ التي تنشرها الصحف والمجلات، ويدخل فيه ممارسة السحر للاستدلال على مفقود من مال ونحوه ومعرفة ما يدور بخاطر أحد الحاضرين في مجلس ما أو معرفة اسمه أو كم يحمل من النقود ومعرفة بعض المعلومات عن بعض الأشخاص ونحو ذلك من ادعاء علم الغيب. ثم استخدام السحر للحصول على مناصب أو طلب تحصيل مال أو تحويل الورق العادي إلى نقود.
كذلك ذكر بعض أفراد العينة أن أهم ممارسات السحر والشعوذة التي تقع بين أفراد المجتمع المحلي حسب ما سمعوه من الآخرين الذبح والقربان لغير الله (للجن) بدون ذكر اسم الله والألعاب البهلوانية في السيرك (سحر التخييل) والسفر للخارج بهدف الالتقاء بالسحرة وتحضير الأرواح. ومنها كذلك استخدام السحر لتحقيق نصر ما أو ما يعرف بـ(الدنبوشي) وعلاج السحر (فك السحر بالسحر).
وقد ذكرت بعض الممارسات التي يقوم بها الدجالون والسحرة
الجدول رقم (2)
أهم أشكال ممارسات السحر والشعوذة التي تقع في المجتمع المحلي وفقا لما سمع من الآخرين( )
الإجابة التكرار النسبة
ممارسة ربط وتعليق شخص بآخر (العطف). 31 8%
ممارسة صرف شخص عن آخر وخاصة الأزواج (الصرف). 23 6%
ممارسة السحر للشفاء من الأمراض بمسمى الطب الشعبي. 18 5%
الاستعلام عن الغيب عن طريق الكف والفنجان وكذلك التنجيم كأبراج الحظ. 16 4%
رسم الطلاسم والرموز والتعاويذ الشيطانية غير المفهومة. 10 3%
التطلع للمناصب أو طلب تحصيل مال أو تحويل الورق العادي إلى نقود. 9 2%
الذبح والقربان لغير الله (للجن) بدون ذكر اسم الله. 9 2%
ممارسة السحر للاستدلال على مفقود من مال ونحوه. 8 2%

تابع الجدول رقم (2)
الإجابة التكرار النسبة
الخرز والودع بدعوى الحماية من الحسد والعين. 8 2%
الألعاب البهلوانية في السيرك (سحر التخييل). 8 2%
ممارسة الخادمات وشغالات البيوت للشعوذة. 7 2%
إيذاء شخص معين أو إمراضه. 7 2%
علاج السحر (فك السحر بالسحر). 6 2%
السفر إلى الخارج بهدف الالتقاء بالسحرة. 5 1%
طلب الولد والإنجاب والعلاج من العقم. 4 1%
تحضير الأرواح. 4 1%
تحقيق نصر ما بالسحر عن طريق ما يعرف بالدنبوشي. 4 1%
معرفة ما يدور بخاطر أحد الحاضرين في مجلس ما أو معرفة اسمه أو كم يحمل من النقود ونحو ذلك من ادعاء علم الغيب. 3 1%
دفن السحر أو رميه في البحر حتى لا يعثر عليه أحد. 3 1%
معرفة بعض المعلومات عن بعض الأشخاص 3 1%
السقي أو دهن الرأس أو شرب الدم لغرض السحر. 2 1%
سحر الحماية للشخص وممتلكاته. 2 1%

والمشعوذون ومنها كما يوضح الجدول رقم (2) رسم الطلاسم والرموز والتعاويذ الشيطانية غير المفهومة ودفن السحر أو رميه في البحر حتى لا يعثر عليه أحد والسقي أو دهن الرأس أو شرب الدم لغرض السحر.

أشكال السحر والشعوذة التي استجدت في هذا العصر:
يقدم الجدول رقم (3) إجابة المشاركين في الدراسة حول سؤال (ما أشكال السحر والشعوذة التي استجدت – في نظرك – في العصر الحاضر ولم تكن معروفة في السابق؟). وتقدم الإجابات العددي من أنماط السحر والشعوذة المستجدة في هذا العصر ومنها الألعاب البهلوانية والسيرك (التخييل) والتنجيم وخاصة أبراج الحظ في المجلات والاستعلام عن المستقبل من خلال قراءة الكف والفنجان وادعاء معرفة نتائج مباريات كرة القدم قبل وقوعها أو حتى إحراز الفوز في المباريات أو المسابقات والدنبوشي واستخدام السحر للاستدلال على مكان مفقود من مال ونحوه. ومنها كذلك التماس الشفاء من الأمراض عن طريق السحر أو طلب العلاج من العقم باستخدام السحر.
ومن المستجدات استخدام السحر لأغراض إجرامية مثل السحر بهدف الوصول إلى أغراض جنسية من الضحية وإجهاض المرأة التي تحمل سفاحا، والسحر من أجل الغش في الاختبار من غير أن ينكشف، والسحر لأجل سرقة المال من الحرز، وإيذاء الآخرين إما حقدا أو حسدا أو انتقاما كإصابتهم بمرض أو خمول أو تعطيل أو نحوه.
ومن مستجدات العصر في السحر والشعوذة تحضير الأرواح والتنويم المغناطيسي وكثرة الاستعانة بالجن والشياطين والذبح لغير الله وخاصة عند باب مسكن جديد. ومن المستجدات الهامة التي ذكرها المشاركون في الدراسة في مجال السحر والشعوذة هي ظهور بعض الدجالين والسحرة والمشعوذين بمظهر رجال العلم والمشايخ تلبيسا على العامة الذين ينخدعون بهم.
وقد تناول السؤال الرابع في الاستبانة الطلب من المشاركين في الدراسة تقدير مدى انتشار أشكال السحر والشعوذة التي ذكرت في الإجابة عن الأسئلة السابقة في المجتمع ويوضح الجدول رقم (4) استجاباتهم حيث اعتبر سحر الصرف والعطف الأكثر انتشارا، يليه المداواة من الأمراض النفسية والعضوية ومنها العقم عند النساء ثم إيذاء الناس وضرهم في البدن والمال بالسحر والشعوذة حقدا وحسدا. ويلي ذلك ادعاء معرفة الغيبيات والأمور المستقبلية (مثل قراءة الكف والفنجان) والتنجيم عن طريق أبراج الحظ في المجلات ثم تعليق الخرز والرقى الشركية والطلاسم في البيوت وعلى الصدور للحماية من العين والحسد. وقد ذكر المشاركون في الدراسة أن من أكثر أشكال السحر والشعوذة انتشارا في المجتمع هو ظهور السحرة والمشعوذين بمظهر العلماء والصالحين واستخدام الرقى غير الشرعية بزعم أنها شرعية.
الجدول رقم (3)
أنماط السحر والشعوذة التي استجدت في العصر الحاضر ولم تكن معروفة في السابق( )
الإجابة التكرار النسبة
الألعاب البهلوانية والسيرك (التخييل) 31 8%
التنجيم (أبراج الحظ في المجلات). 19 5%
الاستعلام عن المستقبل (قراءة الكف والفنجان). 18 5%
التماس الشفاء من الأمراض عن طريق السحر. 13 3%
ممارسات الخدم والشغالات لسحر أهل البيت. 11 3%
سيطرة المرأة على زوجها. 9 2%
السفر إلى الخارج للالتقاء بالسحرة أو الاتصال بهم هاتفيا. 9 2%
ظهور السحرة بمظهر رجال العلم والمشايخ. 8 2%

تابع الجدول رقم (3)
الإجابة التكرار النسبة
معرفة نتائج مباريات كرة القدم قبل وقوعها أو حتى إحراز الفوز في المباريات أو المسابقات والدنبوشي. 8 2%
التفريق أو الصرف بين شخصين. 6 2%
إيذاء الآخرين إما حقدا أو حسدا أو انتقاما كإصابتهم بمرض أو خمول أو تعطيل أو نحوه. 4 1%
قراءة كتب معينة تعلم السحر وكذلك التعلم من السحرة القدامى. 4 1%
استخدام السحر لزيادة المال أو قلب الورق إلى مال. 4 1%
استخدام السحر للاستدلال على مكان مفقود من مال ونحوه. 3 1%
السحر لغرض الوصول إلى أغراض جنسية. 3 1%
تحضير الأرواح. 3 1%
كثرة الاستعانة بالجن والشياطين. 3 1%
التنويم المغناطيسي( ). 2 1%
إجهاد المرأة التي تحمل سفاحا. 2 1%
الذبح لغير الله وخاصة عند باب مسكن جديد. 2 1%
السحر من أجل الغش في الاختبار من غير أن ينكشف. 2 1%
السحر لأجل سرقة المال من الخرز. 2 1%
طلب العلاج من العقم بالسحر طلبا للولد. 2 1%
الجدول رقم (4)
أكثر أشكال السحر والشعوذة انتشارا في المجتمع( )
الإجابة التكرار النسبة
سحر الصرف (التفريق بين شخص وآخر كالزوج زوجته). 49 12%
سحر العطف (ربط أو تعليق شخص كالزوج بزوجته وأحيانا يراد به السيطرة). 41 10%
المداواة من الأمراض النفسية والعضوية ومنها العقم عند النساء عن طريق السحر. 33 8%
إيذاء الناس وضرهم في البدن والمال بالسحر والشعوذة حقدا وحسدا عن طريق العقد والرقى السحرية. 19 5%
ادعاء معرفة الغيبيات والأمور المستقبلية (مثل قراءة الكف والفنجان) والتنجيم عن طريق أبراج الحظ في المجلات. 14 4%
تعليق الخرز والرقى الشركية والطلاسم في البيوت وعلى الصدور للحماية من العين والحسد. 11 3%
ظهور السحرة والمشعوذين بمظهر العلماء والصالحين واستخدام الرقى غير الشرعية بادعاء أنها شرعية. 9 2%
العلاج من السحر بالسحر (النشرة). 5 1%
طلب الساحر من الشخص كتابة اسمه واسم والدته والعكس. 5 1%
سحر التخييل (كالألعاب البهلوانية والحركات الخارقة). 4 1%
استرداد المفقودات من مال ونحوه. 4 1%
السحر بقصد الحصول على مال ورزق أو مصلحة. 4 1%
ممارسات الخدم والشغالات للسحر. 4 1%
صب الرصاص على الرأس. 3 1%
السفر إلى البلاد التي يكثر بها السحر والشعوذة. 2 1%
سحر الخمول وحب العزلة والوحدة. 2 1%


أكثر طبقات المجتمع تعرضا للوقوع تحت تأثير السحرة والمشعوذين:
يوضح الجدول رقم (5) رأي أفراد العينة حول أكثر فئات المجتمع تعرضا للوقوع تحت تأثير المشعوذين حيث أشاروا إلى أن الفئة الجاهلة من العوام ذات التعليم والثقافة الدينية الضحلة هي أكثر الفئات تعرضا يليهم النساء ثم ضعاف الإيمان من الذين أعياهم المرض لفترة طويلة أو كالذين يعانون من مشكلات جسمية أو اجتماعية أو نفسية مزمنة في حياتهم كالعقم مثلا. وبالنسبة للمستوى الاقتصادي يرى أفراد العينة أن كلتا الطبقتين (الفقيرة والغنية المترفة) هما معرضتان بكثرة للوقوع تحت تأثير المشعوذين. ويليهم أهل البادية ثم العصاة والحساد وأصحاب القلوب السوداء. وقد ذكرت بعض الفئات الأخرى بشكل أقل وهم الشباب صغار السن من هواة السفر للخارج والمثقفون ثقافة منحرفة وبعض الفرق الضالة والخادمات الأجنبيات وخاصة من يأتين من بعض دول شرق آسيا.

الجدول رقم (5)
أكثر فئات المجتمع تعرضا للوقوع تحت تأثير المشعوذين( )
الإجابة التكرار النسبة
الفئة الجاهلة ذات التعليم والثقافة الدينية الضحلة من العوام. 77 19%
النساء . 51 13%
ضعاف الإيمان من الذين أعياهم المرض لفترة طويلة . 47 12%
الطبقة الفقيرة . 28 7%
الطبقة الغنية والمترفة . 20 5%
أهل البادية . 18 5%
العصاة والحساد وأصحاب القلوب السوداء . 12 3%
الشباب صغار السن من هواة السفر للخارج . 5 1%
أصحاب الثقافة المنحرفة وأصحاب الفرق الضالة . 5 1%
الخادمات الأجنبيات من دول شرق آسيا . 3 1%


آثار الاستعانة بالمشعوذين والسحرة على الفرد:
كانت إجابات أفراد العينة على السؤال السادس الذي يقول: "ما أهم الآثار التي يمكن أن يتعرض لها الفرد – في نظرك - من جراء الاستعانة بالمشعوذين والسحرة؟" متنوعة، ويعرض الجدول رقم (6) توزيعا لتلك الإجابات. وكما يشير الجدول فإن أهم تلك الآثار هو جلب غضب الله عليه، فيخسر آخرته بسبب ضعف توكله على الله وقلة إيمانه وانعدام التوفيق من الله ومحق البركة والرزق وقسوة القلب وتعلقه بغير الله خوفا ورجاء. ويلي ذلك القلق والاضطراب النفسي وضيق الصدر والإصابة بالأمراض. وتشمل الآثار كذلك الضرر المادي العائد من استخدام السحرة.
أما الآثار الاجتماعية فتشمل فشل الإنسان في حياته الخاصة والزوجية والانحلال في الأخلاق وكثرة الجرائم، وخاصة الأخلاقية منها، وانتهاك الأعراض وكثرة المنازعات والخلافات والإضرار بالآخرين ممن لا ذنب لهم، وتعرض الذي يلجأ إلى السحرة والمشعوذين إلى النبذ والاحتقار من قبل الناس.
ومن الآثار التي ذكرت كذلك تسلط شياطين الجن والإنس عليه، وانتشار المس، وصعوبة الخلاص منه، وانتشار هؤلاء العرافين والدجالين والسحرة، وبعد الناس عن أهل الرقى الشرعيين.
وجميع الآثار التي ذكرها المشاركون في الدراسة خطيرة إذ إنها تمس دين الإنسان وأخلاقه وصحته الجسمية والنفسية وبنية المجتمع واستقراره.

الجدول رقم (6)
أهم الآثار التي يمكن أن يتعرض لها الفرد من جراء الاستعانة بالمشعوذين والسحرة( )
الإجابة التكرار النسبة
جلب غضب الله عليه فيخسر آخرته بسبب ضعف توكله على الله وقلة إيمانه . 110 28%
القلق والاضطراب النفسي وضيق الصدر والأمراض الصدرية . 55 14%
الضرر المادي العائد من استخدام السحرة . 47 12%
فشله في حياته الخاصة والزوجية . 28 7%
الإصابة بالأمراض . 22 6%
قسوة القلب وتعلقه بغير الله خوفا ورجاء . 18 5%
تسلط شياطين الجن والإنس عليه وانتشار المس وصعوبة الخلاص منه . 18 5%
انتشار هؤلاء العرافين والدجالين والسحرة وبعد الناس عن أهل الرقى الشرعيين . 12 3%
الانحلال في الأخلاق . 10 3%
كثرة الجرائم وخاصة الأخلاقية منها وانتهاك الأعراض وكثرة المنازعات والخلافات 9 2%
الإضرار بالآخرين ممن لا ذنب لهم . 6 2%
انعدام التوفيق من الله ومحق البركة والرزق . 4 1%
نبذه واحتقاره من قبل الناس . 4 1%


الآثار الاجتماعية للاستعانة بالسحرة والمشعوذين:
شملت إجابات المشاركين في الدراسة على سؤال: "ما أهم الآثار التي يمكن أن يتعرض لها لمجتمع – في نظرك – من جراء استعانة أفراده بالمشعوذين والسحرة؟" على العديد من الآثار الاجتماعية الخطيرة للاستعانة بالمشعوذين والسحرة، أهمها انتشار الخوف والقلق وعدم الثقة بين أفراد المجتمع، والكره والبغضاء وانتشار الأمراض النفسية والعقلية والجسدية بشكل عام، وانتشار الجرائم والفوضى والفساد الأخلاقي في المجتمع وشيوع الفواحش وتعلق المجتمع بالأوهام والبدع والخرافات وانتشار السحرة والمشعوذين والخوف منهم والتفكك الأسري.
ومن الآثار الاجتماعية كذلك انتشار الجهل والتخلف العلمي والاجتماعي، وترك العمل الجاد والاعتماد على السحرة والمشعوذين في تحقيق الرغبات وتسلط شياطين الجن والإنس على أفراد المجتمع.
ومنها كذلك الهدر الاقتصادي الناجم عن ابتزاز المشعوذين لأموال الناس (انظر الجدول رقم 7).

الجدول رقم (7)
الآثار الاجتماعية للاستعانة بالمشعوذين والسحرة ( )
الإجابة التكرار النسبة
غضب الله تعالى بسبب انتشار الشرك والابتعاد عن الإيمان وضعف التوكل على الله بالاعتماد على السحر . 79 20%
انتشار الخوف والقلق وعدم الثقة بين أفراد المجتمع فيما بينهم والكره والبغضاء . 50 13%
تعلق المجتمع بالأوهام والبدع والخرافات وانتشار السحرة والمشعوذين والخوف منهم . 42 11%
انتشار الجرائم والفوضى في المجتمع . 32 8%
التفكك الأسري . 25 6%
انتشار الأمراض النفسية والعقلية والجسدية بشكل عام . 24 6%
الهدر الاقتصادي الناجم عن ابتزاز المشعوذين لأموال الناس . 21 5%
الفساد الأخلاقي في المجتمع وشيوع الفواحش . 18 5%
انتشار الجهل والتخلف العلمي والاجتماعي . 11 3%
ترك العمل الجاد والاعتماد على السحرة والمشعوذين في تحقيق الرغبات . 7 2%
تسلط شياطين الجن والإنس على أفراد المجتمع . 6 2%


الأسباب التي تدفع الفرد إلى اللجوء أو التعامل مع السحرة والمشعوذين:
تناول السؤال الثامن من الاستبانة الأسباب التي تدفع الفرد – في نظر المشاركين في الدراسة - إلى اللجوء أو التعامل مع المشعوذين والسحرة، ويوضح الجدول رقم (8) إجاباتهم. حيث اعتبر ضعف الإيمان والتوكل على الله، وضعف الوازع الديني عند الفرد السبب الأول للجوء أو التعامل مع المشعوذين والسحرة. وجاء بعد هذا السبب الجهل وخاصة بالأحكام الشرعية وقلة الوعي والعلم والإدراك. ثم طلب العلاج من مرض أو مشكلة عضال بأي وسيلة، والاعتقاد بأن هذه هي الوسيلة الوحيدة للتخلص من المرض (اليأس من رحمة الله). وجاءت الدعاية لهؤلاء السحرة والمشعوذين من قرناء السوء الذين سبق لهم التعامل مع السحرة، ومن وسائل الإعلام كأحد الأسباب الرئيسة للتعامل معهم.
ومن الأسباب كذلك الحسد والبغضاء والعداوة، والقلوب السوداء، والرغبة في الانتقام من شخص ما، وحب المال والدنيا الزائد في قلوب بعض الناس مما يدفعهم للجوء إلى السحرة كي يزيدوا من ثروتهم أو للحصول على زوجة، ومن الأسباب كذلك كثرة المشاكل الأسرية ورغبة أحد الزوجين بربط الآخر به.
ومن الأسباب كذلك كثرة الأمراض النفسية وحالات المس والصرع وتقصير بعض أهل الخير في نفع المسلم المريض إذا احتاج، وقلة الدروس والمحاضرات التي توعي الناس بمشكلة السحر والشعوذة وعدم وجود بيوت أو أماكن مخصصة كافية للرقى الشرعية، وتستر هؤلاء السحرة والمشعوذين بأستار توهم الناس أنهم من أهل الصلاح فيحسن الظن بهم، وكثرة الوافدين من الخارج الذين يسعون للتغرير ببعض ضعيفي الإيمان والجهلة، وضعف الرقابة والأخذ على أيدي هؤلاء المشعوذين.

الجدول رقم (8)
الأسباب التي تدفع الفرد إلى اللجوء أو التعامل مع المشعوذين والسحرة ( )
الإجابة التكرار النسبة
ضعف الإيمان والتوكل على الله والوازع الديني . 93 23%
الجهل وخاصة بالأحكام الشرعية وقلة الوعي والعلم والإدراك . 64 16%
طلب العلاج من مرض أو مشكلة عضال بأي وسيلة ، والاعتقاد بأن هذه هي الوسيلة الوحيدة للتخلص من المرض (اليأس من رحمة الله). 49 12%
الدعاية لهؤلاء السحرة والمشعوذين من قرناء السوء الذين سبق لهم التعامل مع السحرة ومن وسائل الإعلام . 34 9%
الحسد والبغضاء والعداوة والقلوب السوداء . 29 7%
حب المال والدنيا الزائد في قلوب بعض الناس فيلجؤون للسحرة كي يزيدوا من ثروتهم أو للحصول على زوجة . 28 7%
الانتقام من شخص ما . 15 4%
كثرة المشاكل الأسرية ورغبة أحد الزوجين في ربط الآخر به . 14 4%
تستر هؤلاء السحرة والمشعوذين بأستار توهم الناس أنهم من أهل الصلاح فيحسن الظن بهم . 8 2%
تقصير بعض أهل الخير في نفع المسلم المريض إذا احتاج ، وقلة الدروس والمحاضرات التي توعي الناس . 7 2%
ضعف الرقابة والأخذ على أيدي هؤلاء المشعوذين . 6 2%
كثرة الأمراض النفسية وحالات المس والصرع . 6 2%
كثرة الوافدين من الخارج الذين يسعون للتغرير ببعض ضعيفي الإيمان والجهلة . 3 1%
عدم وجود بيوت أو أماكن مخصصة كافية للرقى الشرعية . 3 1%

أهم وسائل الوقاية من انتشار ممارسات السحر والشعوذة في المجتمع:
تناول السؤال التاسع من الاستبانة أهم وسائل الوقاية من انتشار ممارسات السحر والشعوذة في المجتمع في نظر المشاركين في الدراسة، ويقدم الجدول رقم (9) إجاباتهم.
وكانت أولى وسائل الوقاية التي ذكرت نشر العلم الشرعي وزيادة توعية الناس عن السحر والسحرة وتبيين الأحكام الشرعية لهم بشتى الطرق الإعلامية عبر وسائل الإعلام والصحف والمجلات والكتيبات والكتب والمحاضرات وتقوية الإيمان بالله والتوكل على الله والوازع الديني والإكثار من تلاوة القرآن والتحصين بالأذكار، وطرح موضوع المشعوذين والسحرة في المدارس والتحذير منه ومن مخاطره وتوضيح أحكام الشريعة فيه. ومن وسائل الوقاية كذلك تربية الأسرة التربية الصالحة التي تقوم على نبذ السحر والشعوذة.
ومن وسائل الوقاية كذلك الحزم والشدة في التعامل مع السحرة والمشعوذين وتطبيق أحكام الله فيهم أولا بأول. وتعاون أفراد المجتمع مع المسؤولين في هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أو الشرطة للقضاء على السحرة والمشعوذين، بل تشجيع أفراد المجتمع على ذلك ولو من خلال تخصيص مكافآت مالية ودعم قدرات هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في مواجهة السحرة والمشعوذين، وعرض بعض الحالات عبر وسائل الإعلام لعبرة الناس وفضح السحرة وكشف زيفهم وكذبهم وتشديد الرقابة على العمالة الوفادة وخاصة الشغالات، بل وتوعية الجاهل منهم بأحكام السحر والشعوذة عن طريق الكتيبات وغيرها.
- ومن الوسائل التي ذكرت كذلك إيجاد البديل للسحرة والمشعوذين، بحيث يكون هناك من يرقون الرقية الشرعية من المشايخ والصالحين، وعدم السماح لأحد بعلاج الناس إلا بعد دراسة سلوكه وحاله ومراقبته للتأكد من شرعية عمله وإصدار تصاريح خاصة بهذا العمل ومراقبتهم.

الجدول رقم (9)
أهم وسائل الوقاية من انتشار ممارسات السحر والشعوذة في المجتمع( )
الإجابة التكرار النسبة
نشر العلم الشرعي وزيادة توعية الناس وتبيين الأحكام الشرعية لهم عن السحر والسحرة بشتى الطرق الإعلامية عبر وسائل الإعلام والصحف والمجلات والكتيبات والكتب والمحاضرات . 112 28%
الحزم والشدة في التعامل مع السحرة والمشعوذين وتطبيق أحكام الله فيهم أولا بأول . 86 22%
تقوية الإيمان والتوكل على الله والوازع الديني والإكثار من تلاوة القرآن والتحصين بالأذكار . 31 8%
تعاون أفراد المجتمع مع المسؤولين في هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أو الشرطة للقضاء على السحرة والمشعوذين بل وتشجيع أفراد المجتمع على ذلك ولو من خلال تخصيص مكافآت مالية . 26 7%
إيجاد البديل بحيث يكون هناك من يرقون الرقية الشرعية من المشايخ والصالحين . 13 3%
عدم السماح لأحد بعلاج الناس إلا بعد دراسة سلوكه وحاله ومراقبته للتأكد من شرعية عمله وإصدار تصاريح خاصة بهذا لعمل ومراقبة العاملين في هذا المجال . 13 3%
عرض بعض الحالات عبر وسائل الإعلام لتوعية الناس وفضح السحرة وكشف زيفهم وكذبهم . 8 2%
دعم قدرات هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في سبيل مواجهة السحرة والمشعوذين . 7 2%
طرح هذا الموضوع في المدارس والتحذير منه ومن مخاطره وتوضيح أحكام الشريعة فيها . 7 2%
تشديد الرقابة على العمالة الوافدة وخاصة الشغالات بل وتبصير الجاهل منهم بأحكام السحر والشعوذة عن طريق الكتيبات وغيرها . 6 2%
تربية الأسرة التربية الصالحة وبالتالي المجتمع على نبذ السحر والشعوذة 6 2%


ثانيا: نتائج الدراسة الثانية
أ - البيانات الوصفية لعينة الدراسة الثانية:
شارك – كما أشرنا سابقا – في هذه الدراسة 2690 شخصا وكان متوسط أعمارهم 24 سنة تقريبا. وقد بلغت نسبة الذكور منهم 57.9 % ونسبة الإناث 42.1 % ويقدم الجدول رقم (1) توزيع الأعمار لعينة الدراسة.
الجدول رقم (1)
توزيع الأعمار لعينة الدراسة العمر العدد النسبة
العمر العدد النسبة
1 - 18 سنة فأقل 333
12.4
2 - 19 - 30 سنة
1835 68.2

3 - 31 - 40 سنة 329 12.2

4 - 41 سنة فأكثر 193 7.2

المستوى التعليمي:
يقدم الجدول رقم (2) توزيعا للمستوى التعليمي لعينة الدراسة:
الجدول رقم (2)
توزيع تكراري للمستوى التعليمي لعينة الدراسة

النسبة العدد المستوى التعليمي
1 %
2.1 %
5 %
63.1 %
28.8 % 25
55
132
1657
756 أمي
ابتدائي
متوسط
ثانوي
جامعي

الحالة الاجتماعية:
يقدم الجدول رقم (3) توزيعا تكراريا يوضح الحالة الاجتماعية لعينة الدراسة:
الجدول رقم (3)
توزيع تكراري للحالة الاجتماعية لعينة الدراسة

الحالة الاجتماعية العدد النسبة
عازب 2019 76.2 %
متزوج 608 22.9 %
مطلق 13 0.5 %
أرمل 10 0.4 %

المستوى التعليمي للوالدين:
يقدم الجدول رقم (4) توزيعا للمستوى التعليمي لآباء أفراد العينة:
الجدول رقم (4)
مستوى تعليم آباء أفراد العينة
المستوى التعليمي العدد النسبة
أمي 21 1.4 %
ابتدائي 543 35.8 %
متوسط 364 24 %
ثانوي 270 17.8 %
جامعي 317 20.9 %

يقدم الجدول رقم (5) المستوى التعليمي لأمهات أفراد العينة:
الجدول رقم (5)
المستوى التعليمي لأمهات أفراد العينة

المستوى التعليمي العدد النسبة
أمية 16 2%
ابتدائي 417 52.5 %
متوسط 125 15.7 %
ثانوي 138 17.4 %
جامعي 97 12.2 %

المهنة:
يقدم الجدول رقم (6) توزيعا تكراريا لمهنة أفراد العينة:
الجدول رقم (6)
توزيع تكراري لمهنة أفراد العينة

المهنة العدد النسبة
عسكري
المجال التعليمي
موظف حكومي
قطاع خاص
أعمال مهنية
طلاب 91
890
300
52
5
1246 3.4 %
33.1 %
11.2 %
1.9 %
2 %
46.3 %

الدخل الشهري:
يقدم الجدول رقم (7) توزيعا تكراريا لدخل أفراد العينة:
الجدول رقم (7)
توزيع تكراري لدخل أفراد العينة

مستوى الدخل العدد النسبة
أقل من 3000 788 30.6
3000 - 6000 581 22.6
6001- 9000 62 2.4
9001- 12000
47 1.8
12001 فما فوق 20 1.8
ويلاحظ أن 1055 فردًا من المشاركين في الدراسة لم يضعوا داخلاً معينا وذلك لأنهم ما زالوا طلابًا.
الهوايات:
يقدم الجدول رقم (8) توزيعًا تكراريًّا للأنشطة التي يمارسها أفراد عينة الدراسة:

الجدول رقم (8)
توزيع تكراري لأنشطة أفراد الدراسة

الهواية العدد النسبة
القرآن الكريم
الرياضة
السفر والرحلات
الحاسب الآلي
أعمال تطوعية
مشاهدة التلفاز
أنشطة أخرى 802
1014
94
66
18
8
126 32.5 %
41 %
3.8 %
2.7 %
0.7 %
0.3 %
5.2 %
وقد ذكر 53.9 % من أفراد العينة أن لديهم مكتبات في منازلهم، ويوضح الجدول رقم (9) أنواع الكتب الموجودة في تلك المكتبات.
الجدول رقم (9)
أنواع الكتب الموجودة في مكتبات أفراد الدراسة
نوع الكتب العدد النسبة
أدبية
اقتصادية وسياسية
قراءة عامة
علوم
ثقافة إسلامية
فنون 40
29
56
41
133
215 2.8 %
2 %
3.9 %
2.9 %
9.3 %
15 %

وجود مشكلات صعبة أو مزمنة:
في إجابة عينة الدراسة حول مدى وجود مشكلات صعبة أو مزمنة في حياتهم أجاب 31.1 % من أفراد العينة أن لديهم مشكلات صعبة أو مزمنة، بينما ذكر 63 % منهم (1696) أن ليس لديهم مشكلات.
ويوضح الجدول رقم (10) نوع المشكلات التي يعاني منها أفراد العينة الذين أجابوا بالإيجاب عن هذا السؤال.

الجدول رقم (10)
توزيع تكراري للمشكلات التي يعاني منها بعض أفراد العينة

المشكلة العدد النسبة
مادية
اجتماعية
نفسية
صحية
مشكلات أخرى 146
133
139
90
88 5.4 %
4.9 %
5.2 %
3.3 %
3.3 %

اتجاهات أفراد العينة نحو العلاج الشعبي:
يعتقد 25.9 % (697 شخصا) أن العلاج الشعبي ذو كفاءة في حل المشكلات الصعبة والمزمنة التي قد تعترضهم. بينما يعتقد الأغلبية 66.7% (1794) بعكس ذلك.
وقد ذكر 18.3 % (476 شخصا) أنهم قد ذهبوا بالفعل لتلقي نوع ما من أنواع العلاج الشعبي عند المعالجين الشعبيين. وذكر الأغلبية منهم (2121 شخصا) 81.6 % بأنهم لم يذهبوا لتلقي العلاج الشعبي.
ويرى الأغلبية 71.2 % (1859 شخصا) أنه من الأفضل أن يخضع المعالجون بالعلاج الشعبي لمراقبة رسمية بينما يرى 28.5 % منهم (749) عدم الحاجة إلى ذلك.
وقد ذكر الأشخاص الذين يفضلون وجود رقابة جهات رسمية على العلاج الشعبي مجموعة من الأسباب لذلك، يوضحها الجدول رقم (11).
الجدول رقم (11)
الأسباب التي تدعو إلى ضرورة وجود رقابة على المعالجين الشعبيين من قبل جهة رسمية
السبب العدد النسبة
1-حماية الأفراد الباحثين عن المساعدة .
2-مساعدة المحتاجين من العامة .
3-تحديد نتائج العلاج العشبي .
4-مراقبة جلسات العلاج .
5-منع الاستغلال والغش .
6-تنظيم المهنة .
7-أسباب أخرى 253
16
152
74
253
182
834 14 %
0.02 %
0.09 %
0.04 %
14%
10%
47%

ويلاحظ من خلال استعراض البيانات الوصفية لعينة الدراسة أن غالبية أفرادها في مرحلة الشباب المبكرة، وغالبيتهم أيضا يحمل الشهادة الثانوية أو أعلى، وليسوا بمتزوجين، بل إن غالبيتهم ما زلوا طلابا، وقلة منهم تعاني من مشكلات مادية أو نفسية أو صحية أو غيرها.

ب - نتائج الدراسة الثانية:
لقد كان من أهم أهداف هذه الدراسة معرفة الإجابة عن التساؤل الرئيس حول مدى تفشي بعض الاعتقادات والممارسات التي لها علاقة بالسحر والشعوذة بين أفراد المجتمع، وعلاقة هذا التفشي ببعض المتغيرات الاجتماعية والنفسية والديموغرافية. وسنعرض فيما يلي النتائج التي توصل إليها الباحثان وتفسيرها تحت محورين، هما: 1) محور الاعتقادات،: 2) ومحور الممارسات:
أولا: تفشي المعتقدات ذات العلاقة بالسحر والشعوذة:
كان المحور الأول من محاور البحث يدور حول معرفة مدى تفشي بعض المعتقدات الخاطئة ذات العلاقة بالسحر والشعوذة.
وقد خصص لهذا المحور أربع وسبعون عبارة، أطلق عليها " مقياس المعتقدات " تمثل أبرز الاعتقادات التي لها علاقة بالسحر والشعوذة، تم التوصل إليها من خلال نتائج الدراسة الأولى.
الجدول رقم (1) يوضح نسب تفشي المعتقدات الخاطئة ذات العلاقة بالسحر والشعوذة ويلاحظ أن هناك بعض المعتقدات الخاطئة منتشرة بين أفراد العينة، فعلى سبيل المثال يتفق 22.6 % من أفراد العينة مع عبارة " عمل – العمل – للآخرين، طريقة مقبولة لضمان محبتهم " ويرى 19.3 % من أفراد العينة أن وضع لوحة قرآنية على باب المنزل يمنع العين. ويتشاءم 3.8 % من أفراد العينة من رؤية بعض الأشخاص. كما يرى 14.6 % من أفراد العينة أن استخدام السحر أو " الدنبوشي " من الأسباب التي تجلب الفوز في المباريات الرياضية، ويرى 6.5 % منهم أنه يمكن التنبؤ بما سيقع في المستقبل عن طريق التنجيم، ويرى 16.6 % من أفراد العينة أن تعليق الحجاب والتعاويذ لا يضر إن لم ينفع، ويعتقد 12.7% منهم أن السحر الحقيقي والمؤثر لا وجود له.
كما يرى 10.5 % أن السحر هو العلاج الوحيد لمن كان مسحورا، ولا يشك 29.6 % من أفراد العينة أن الحسد هو السبب وراء كثير من مشكلاتهم. كما يرى 9.8 % أن بعض الأفراد يستطيعون التنبؤ بما يحدث في المستقبل. ولا يشك 21.6 % أن الأشباح حقيقة وأنه يمكن تسليطها من قبل العرافين.
ويصدق 13.6 % المعالجين الذين يقولون بإمكان وجود مئات أو آلاف الجن في جسد المريض. ويرى 5.8 % أن السحر يفيد في علاج الأمراض المستعصية التي ليس لها علاج عند الأطباء. ويعتقد 6.4 % أن الاتصال بالقرين من الأمور التي يختص بها أصحاب الكرامات.
ومن الاعتقادات المتفشية بكثرة اعتقاد 34.9 % من أفراد العينة أن مس الجن " التلبس " هو السبب وراء كثير من المشكلات والأمراض النفسية، ولا يشك 20.9 % أن مس الجن يصيب النساء والأطفال أكثر من غيرهم.
ويرى 7.3 % من أفراد العينة أن وضع المصحف في السيارة يمنع سائقها من الوقوع في الحوادث، ويصدق 28.8 % من أفراد العينة أنه يمكن للجن أن يتزوجوا من الإنس والعكس صحيح.


الجدول رقم (1)
نسبة تفشي المعتقدات الخاطئة حول ظاهرة السحر والشعوذة
م العبارة موافق تماما موافق لا أدري معارض معارض تماما
1 تعليق تعويذة أو حجاب يفيد في منع الحسد. 2.0 3.8 9.3 12.3 72.5
2 السحر يفيد في علاج بعض الأمراض النفسية. 0.9 3.6 12.0 11.7 72.0
3 لا أعتقد أن استخدام السحر في عمل الخير محرم. 3.2 3.9 17.5 11.9 63.5
4 صب الماء البارد على مرق ذبائح العرس يؤدي إلى العجز الجنسي – الربط لدى العريس 1.5 1.7 41.4 7.8 47.5
5 عمل "العمل" للآخرين طريقة مقبولة لضمان محبتهم. 9.2 13.4 13.2 13.0 15.2


تابع الجدول رقم (1)
نسبة تفشي المعتقدات الخاطئة حول ظاهرة السحر والشعوذة
م العبارة موافق تماما موافق لا أدري معارض معارض تماما
6 قراءة الفنجان تساعد على معرفة المستقبل 0.4 2.1 12.6 13.0 71.9
7 الأولياء مكشوف عنهم " الحجاب " ويعرفون ما سيحدث في المستقبل. 0.4 1.2 15.7 9.6 73.2
8 السكن في المنزل الجديد يتطلب وضع البخور فيه لمدة ثلاثة أيام لطرد الشياطين. 1.8 3.1 21.0 16.8 57.3
9 وضع لوحة قرآنية على باب المنزل يمنع العين. 6.0 13.3 27.1 13.7 40.0
10 أميل إلى قراءة الكتب التي تعلم السحر. 2.3 4.8 3.3 17.1 72.5
11 أتشاءم من رؤية بعض الأشخاص. 10.2 20.6 8.6 22.3 38.4
12 عمل حجاب للعروسين يوفق بينهما ويمنع عنهما الحسد. 1.5 2.6 15.6 15.9 64.5
13 رؤية القط الأسود في أول النهار دليل شؤم. 1.0 4.0 19.7 14.6 60.7
14
تعليق الخرز الأزرق في رقبة المريض يساعد على شفائه. 0.3 0.5 7.3 11.5 80.4
15 لا أشك في صحة تنبؤات الأبراج في الصحف والمجلات. 2.9 4.6 18.3 15.2 59.0
16 تعليق الخرزة الزرقاء في رقبة الطفل تحميه من العين. 0.7 1.5 7.7 13.6 76.5
17 إشعال البخور في المنزل يوميا يطرد الشياطين والأرواح الشريرة. 1.0 4.0 18.0 14.0 62.9
18 ذبح الخروف على عتبة المنزل الجديد يمنع العين والحسد. 0.9 1.0 12.3 12.2 73.6
19 قراءة الكف تفيد في معرفة المستقبل. 0.7 1.6 8.8 12.3 76.7
20 رؤية الشخص الأعور في بداية اليوم تجلب النحس 1.7 3.2 12.6 18.1 64.3
21 تعليق الخرز أو التميمة يشعرني بالسعادة والأمان. 0.3 1.6 8.3 16.3 73.4
22 إذا لم يكن أمامي إلا السحر لضمان استمرار محبة من أحب فإني لا أمانع من استخدامه. 2.2 3.0 7.0 12.4 75.4
23 سبق أن تعاملت مع من يقرؤون الطالع " البخت " 1.7 3.6 12.4 13.2 69.1
24 لا أجد حرجا في تعليق الخرز الأزرق للحماية من الحسد. 0.6 1.2 5.5 16.4 76.4
25 لا أمانع من قراءة بعض الطلاسم إذا كانت ستحل لي مشكلاتي. 2.1 3.7 11.4 16.1 66.6
26 بعض الأشخاص يلبسون خيوطا على شكل أساور لمنع الأذى. 1.4 3.6 13.0 15.8 66.2
27 بعض الأفراد يعالج العقم والضعف الجنسي عن طريق السحر. 3.1 6.3 15.2 11.2 64.3
28 القيام بالذبح وإهراق دم الذبيحة في المنزل الجديد يجلب البركة. 0.8 3.1 14.3 13.2 68.7
29 استخدام السحر أو الدنبوشي( ) من الأسباب التي تجلب الفوز في المباريات الرياضية. 5.6 8.6 18.0 10.7 57.1
30 يمكن التنبؤ بما سيقع في المستقبل عن طريق التنجيم. 1.3 5.2 12.0 14.8 66.8
31 بعض الأفراد يقومون بالتفريق بين الزوجين عن طريق السحر. 23.2 17.6 11.5 6.4 41.3
32 أستمتع ببرامج " قراءة الأبراج " في الإذاعة والتلفاز ، وأصدق ما يرد فيها. 2.0 4.8 13.2 19.1 60.9
33 تسمية المولود باسم غريب أو قبيح يمنع عنه الموت. 0.6 0.2 6.1 7.6 85.5
34 أود أن يتاح لي أن أزور من يستطيع إخباري عن المستقبل. 2.2 3.6 5.1 15.5 73.7
35 أعتقد أن تعليق " خرزة التولة " تضمن المحبة بين الزوجين. 0.0 1.1 12.3 13.4 73.2
36 أعتقد أن تعليق الودع ( أحجار يقذفها البحر ) يحمي من العين. 0.3 0.6 12.8 12.1 74.1
37 سبق لي أن حضرت مجالس تحضير الأرواح. 2.2 2.5 10.0 11.0 74.3
38 تعليق الحجب والتعاويذ على أعضاء الجسم يفيد في الحماية من العين. 0.7 2.1 10.5 11.7 74.9
39 لا أشك في أن الحجب والتعاويذ تجلب السعادة والحظ لمن يرتديها. 3.4 3.4 12.6 11.4 69.1
40 أعتقد أن تعليق الحجاب( ) والتعاويذ لا يضر إن لم ينفع. 6.5 10.1 26.7 12.2 44.5
41 أعتقد أن " التحويطة " تعود على من يعلقها بالخير. 0.9 1.8 24.9 15.3 57.2
42 السحر يفيد في علاج الأمراض والمشكلات النفسية فقط. 1.4 3.5 16.7 12.7 65.7
43 أعتقد أن السحر الحقيقي والمؤثر لا وجود له. 6.3 6.4 29.6 16.6 41.1
44 في نظري أن السحر هو العلاج الوحيد لمن كان مسحورا 4.1 6.4 16.7 12.3 60.5
45 من يستخدم السحر في الخير فقط لا يكفر ، والسحر الأسود الذي يستخدم لإيذاء الآخرين ، هو المحرم فقط. 1.9 2.4 16.9 9.3 69.5
46 بعض الأفراد يذهبون إلى السحرة لحل مشكلاتهم 11.9 15.6 10.6 12.5 49.4
47 الكثير من المشكلات الزوجية والصحية لا يحلها إلا الساحر. 2.0 3.2 9.9 15.5 69.3
48 حينما يجرب الإنسان كل الطرق دون فائدة لحل مشكلة ما ، فمن حقه أن يستعين بالسحرة. 2.0 3.8 10.6 12.2 71.4
49 لا شك عندي أن الحسد هو السبب وراء كثير من مشكلاتي. 11.4 18.2 23.3 16.1 31.0
50 في نظري أن الاستعانة بالسحرة تفيد في حل المشاكل الزوجية. 1.4 2.2 8.0 15.0 73.5
51 بعض الأفراد يستطيعون التنبؤ بما سيحدث في المستقبل 2.4 7.4 17.7 15.1 57.4
52 بعض الأرقام (مثل رقم 13) فأل شؤم ولذلك أتشاءم من رؤيتها 1.2 1.8 10.5 13.2 73.2
53 ليس عندي شك في أن الأشباح حقيقة ويمكن تسليطها على الناس من قبل العرافين. 10.1 11.5 28.2 10.8 39.4
54 تحضير الأرواح هو الوسيلة الوحيدة للاتصال بالأموات والتحدث مع أرواحهم 0.9 2.0 20.7 9.8 66.5
55 إذا سمعت نعيق البوم ألزم المنزل ولا أغادره 1.3 1.5 11.1 14.1 72.0
56 أعتقد أن بعض المعالجين الشعبيين الذين يعالجون المرضى يستخدمون الجن لمساعدتهم في معالجة مرضاهم. 13.5 19.7 32.1 8.4 26.3
57 المعالج الذي يقوم بمخاطبة الجن بغير اللغة العربية يمارس الشعوذة 15.8 11.6 44.0 5.4 23.2
58 أعرف أن أمرا سيئا سيحدث لي إذا رأيت كلبا أسود 1.1 2.7 9.2 17.3 69.8
59 أصدق المعالجين الذين يقولون بإمكان وجود مئات أو آلاف الجن في جسد المريض 2.9 7.8 28.9 14.7 45.3
60 أشعر أن الأمراض الجسمية المستعصية كالسرطان تحدث بسبب المس. 2.3 6.5 31.5 14.7 44.9
61 أعتقد أن السحر يفيد في علاج الأمراض المستعصية التي ليس لها علاج عند الأطباء 1.6 4.2 14.1 16.2 63.8
62 الاتصال بالقرين من الأمور التي يختص بها أصحاب الكرامات 2.0 4.4 41.3 10.2 42.1
63 أعتقد أن مس الجن " التلبس " هو السبب وراء كثير من المشكلات والأمراض النفسية 11.2 23.7 26.9 10.8 27.3
64 أشعر أن يوم الثلاثاء هو يوم النحس من أيام الأسبوع 1.8 2.0 6.4 14.2 75.6
65 لا شك لدي في أن مس الجن يصيب النساء والأطفال أكثر من غيرهم. 6.3 14.7 38.3 10.7 30.0
66 المعالج الذي يستطيع أن يطرد الجن من المرضى يستطيع كذلك أن يحضرهم 6.3 12.4 36.2 11.7 33.5
67 وضع المصحف في السيارة يمنع سائقها من الوقوع في الحوادث 1.6 5.7 21.7 19.6 51.4
68 أنا ممن يصدق أن الضرب على الخشب يمنع وقوع العين 0.1 0.9 13.7 15.5 69.8
69 إذا كانت المرأة حاملا في شهرها التاسع ، فلا ينبغي لها أن تزور المرأة النفساء 1.1 1.9 33.2 11.2 52.5
70 أكل البصل في يوم الجمعة يجلب النكد 1.8 2.6 18.5 15.6 56.1
71 كسر الإناء بعد الضيف غير المرغوب فيه ، يمنع عودته مرة أخرى 1.1 2.0 14.6 15.0 67.3
72 قص الأظافر أمام الآخرين يسبب الكراهية والعداوة 2.8 7.5 22.5 19.0 48.2
73 عندما يحفر النمل عند باب المنزل ، ويترك الرمل خارج الحفرة ، فإن ذلك يعني ترك المنزل ، أو موت أحد ساكنيه 0.4 1.4 15.9 12.7 69.6
74 أنا ممن يصدق أنه يمكن للجن أن يتزوجوا من الإنس ، والعكس قد يكون صحيحا 11.4 17.4 34.7 7.6 28.8

أكثر الاعتقادات تفشيا عند الذكور أو الإناث:
يوضح الجدول رقم (2) متوسطات المعتقدات الخاطئة حول السحر والشعوذة، مرتبة وفقا لمتوسطات الذكور. وكلما قل هذا الرقم، زاد اتفاق أفراد العينة مع الاعتقاد. ويلاحظ أن أكثر المعتقدات انتشارا عند الذكور هي:
- الاعتقاد أن المعالج الذي يقوم بمخاطبة الجن بغير اللغة العربية يمارس الشعوذة.
- الاعتقاد أن بعض المعالجين الشعبيين الذين يعالجون المرضى يستخدمون الجن لمساعدتهم في معالجة مرضاهم.
- الاعتقاد أن مس الجن " التلبس " هو السبب وراء كثير من المشكلات والأمراض النفسية.
- الاعتقاد أن بعض الأفراد يقومون بالتفريق بين الزوجين عن طريق السحر.
- الاعتقاد أنه يمكن للجن أن يتزوجوا من الإنس والعكس قد يكون صحيحا.
- الاعتقاد أن الحسد وراء كثير من مشكلات الفرد.

الجدول رقم (2)
يبين متوسط درجة تفشي المعتقدات الخاطئة حول ظاهرة السحر والشعوذة
( ترتيب وفق المتوسط للذكور )
م العبارة المتوسط للجنسين متوسط الذكور متوسط الإناث
1 المعالج الذي يقوم بمخاطبة الجن بغير اللغة العربية يمارس الشعوذة 3.09 3.08 3.04
2 أعتقد أن بعض المعالجين الشعبيين الذين يعالجون المرضى يستخدمون الجن لمساعدتهم في معالجة مرضاهم 3.15 3.11 3.11
3 أعتقد أن مس الجن " التلبس " هو السبب وراء كثير من المشكلات والأمراض النفسية 1.19 3.12 3.09
4 بعض الأفراد يقومون بالتفريق بين الزوجين عن طريق السحر 3.25 3.24 3.15
5 أنا ممن يصدق أنه يمكن للجن أن يتزوجوا من الإنس ، والعكس قد يكون صحيحا 3.25 3.26 3.23
6 لا شك عندي أن الحسد هو السبب وراء كثير من مشكلاتي 3.37 3.34 3.37


تابع الجدول رقم (2)
يبين متوسط درجة تفشي المعتقدات الخاطئة حول ظاهرة السحر والشعوذة ( ترتيب وفق المتوسط للذكور )
م العبارة المتوسط للجنسين متوسط الذكور متوسط الإناث
7 لا شك لدي في أن مس الجن يصيب النساء والأطفال أكثر من غيرهم 3.44 3.4 3.32
8 المعالج الذي يستطيع أن يطرد الجن من المرضى يستطيع كذلك أن يحضرهم 3.54 3.48 3.42
9 أتشاءم من رؤية بعض الأشخاص 3.58 3.53 3.58
10 ليس عندي شك في أن الأشباح حقيقة ، ويمكن تسليطها على الناس من قبل العرافين 3.58 3.56 3.51
11 وضع لوحة قرآنية على باب المنزل يمنع العين 3.68 3.66 3.61
12 عمل " العمل " للآخرين طريقة مقبولة لضمان محبتهم 3.84 3.70 3.86
13 أعتقد أن السحر الحقيقي والمؤثر لا وجود له 3.80 3.72 3.73
14 بعض الأفراد يذهبون إلى السحرة لحل مشكلاتهم 3.72 3.72 3.64
15 الاتصال بالقرين من الأمور التي يختص بها أصحاب الكرامات 3.86 3.73 3.72
16 أعتقد أن تعليق الحجاب والتعاويذ لا يضر إن لم ينفع 3.78 3.77 3.7
17 أصدق المعالجين الذين يقولون بإمكان وجود مئات أو آلاف الجن في جسد المريض 3.93 3.87 3.81
18 أشعر أن الأمراض الجسمية المستعصية كالسرطان تحدث بسبب المس 3.93 3.89 3.82
19 صب الماء البارد على مرق ذبائح العرس يؤدي إلى العجز الجنسي " الربط " لدى العريس 3.98 3.91 3.99
20 قص الأظافر أمام الآخرين يسبب الكراهية والعداوة 4.02 3.91 3.99
21 استخدام السحر أو " الدنبوشي " من الأسباب التي تجلب الفوز في المباريات الرياضية 4.05 4.03 4.04
22 إذا كانت المرأة حاملا في شهرها التاسع ، فلا ينبغي لها أن تزور المرأة النفساء 4.12 4.04 4.03
23 وضع المصحف في السيارة يمنع سائقها من الوقوع في الحوادث 4.14 4.07 4.00
24 في نظري أن السحر هو العلاج الوحيد لمن كان مسحورا 4.19 4.12 4.08
25 لا أشك في صحة تنبؤات الأبراج في الصحف والمجلات 4.23 4.14 4.19
26 بعض الأفراد يستطيعون التنبؤ بما سيحدث في المستقبل 4.18 4.16 4.12
27 لا أعتقد أن استخدام السحر في عمل الخير محرم 4.29 4.19 4.18
28 أعتقد أن " التحويطة " تعود على من يعلقها بالخير 4.26 4.19 4.2
29 السكن في المنزل الجديد يتطلب وضع البخور فيه لمدة ثلاثة أيام لطرد الشياطين 4.25 4.22 4.21
30 أكل البصل في يوم الجمعة يجلب النكد 4.32 4.23 4.23
31 بعض الأفراد يعالج العقم والضعف الجنسي عن طريق السحر 4.27 3.26 4.21
32 رؤية القط الأسود في أول النهار دليل شؤم 4.30 4.27 4.30
33 أستمتع ببرامج " قراءة الأبراج " في الإذاعة والتلفاز ، وأصدق ما يرد فيها 4.32 4.28 4.28
34 أعتقد أن السحر يفيد في علاج الأمراض المستعصية التي ليس لها علاج عند الأطباء 4.36 4.30 4.29
35 إشعال البخور في المنزل يوميا يطرد الشياطين والأرواح الشريرة 4.34 4.31 4.32
36 عمل حجاب للعروسين يوفق بينهما ويمنع عنهما الحسد 4.39 4.33 4.39
37 السحر يفيد في علاج الأمراض والمشكلات النفسية فقط 4.38 4.33 4.33
38 لا أمانع من قراءة بعض الطلاسم إذا كانت ستحل لي مشكلاتي 4.41 4.35 4.37
39 تحضير الأرواح هو الوسيلة الوحيدة للاتصال بالأموات والتحدث مع أرواحهم 4.39 4.35 4.34
40 من يستخدم السحر في الخير فقط لا يكفر ، والسحر الأسود الذي يستخدم لإيذاء الآخرين هو المحرم فقط 4.42 4.36 4.41
41 لا أشك في أن الحجب والتعاويذ تجلب السعادة والحظ لمن يرتديها 4.39 4.37 4.36
42 كسر الإناء بعد الضيف غير المرغوب فيه ، يمنع عودته مرة أخرى 4.45 4.37 4.34
43 رؤية الشخص الأعور في بداية اليوم تجلب النحس 4.40 4.38 4.40
44 بعض الأشخاص يلبسون خيوطا على شكل أساور لمنع الأذى 4.42 4.38 4.42
45 يمكن التنبؤ بما سيقع في المستقبل عن طريق التنجيم 4.41 4.40 4.34
46 الكثير من المشكلات الزوجية والصحية لا يحلها إلا الساحر 4.47 4.40 4.39
47 القيام بالذبح وإهراق دم الذبيحة في المنزل الجديد يجلب البركة 4.46 4.41 4.41
48 سبق أن تعاملت مع من يقرؤون الطالع " البخت " 4.44 4.42 4.42
49 عندما يحفر النمل عند باب المنزل ، ويترك الرمل خارج الحفرة ، فإن ذلك يعني ترك المنزل ، أو موت أحد ساكنيه 4.50 4.43 4.41
50 حينما يجرب الإنسان كل الطرق دون فائدة لحل مشكلة ما ، فمن حقه أن يستعين بالسحرة 4.47 4.44 4.43
51 تعليق تعويذة أو حجاب يفيد في منع الحسد 2.00 4.45 4.36
52 سبق لي أن حضرت مجالس تحضير الأرواح 4.53 4.45 4.55
53 أنا ممن يصدق أن الضرب على الخشب يمنع وقوع العين 4.54 4.45 4.40
54 الأولياء مكشوف عنهم " الحجاب " ويعرفون ما سيحدث في المستقبل 4.54 4.46 4.46
55 أعرف أن أمر سيئا سيحدث لي إذا رأيت كلبا أسود 4.52 4.46 4.44
56 أشعر أن يوم الثلاثاء هو يوم النحس من أيام الأسبوع 4.60 4.48 4.46
57 السحر يفيد في علاج بعض الأمراض النفسية 4.50 4.50 4.42
58 قراءة الفنجان تساعد على معرفة المستقبل 4.54 4.50 4.46
59 أميل إلى قراءة الكتب التي تعلم السحر 4.53 4.50 4.46
60 إذا سمعت نعيق البوم ألزم المنزل ولا أغادره 4.54 4.50 4.52
61 بعض الأرقام ( مثل رقم 13 ) فأل شؤم ولذلك أتشاءم من رؤيتها 4.56 4.51 4.54
62 إذا لم يكن أمامي إلا السحر لضمان استمرار محبة من أحب فإنني لا أمانع من استخدامه 4.56 4.52 4.55
63 في نظري أن الاستعانة بالسحر تفيد في حل المشاكل الزوجية 4.57 4.52 4.50
64 أود أن يتاح لي أن أزور من يستطيع إخباري عن المستقبل 4.55 4.54 4.48
65 أعتقد أن تعليق " خرزة التولة " تضمن المحبة بين الزوجين 4.59 4.54 4.55
66 ذبح الخروف على عتبة المنزل الجديد يمنع العين والحسد 4.56 4.55 4.51
67 تعليق الحجب والتعاويذ على أعضاء الجسم يفيد في الحماية من العين 4.58 4.57 4.54
68 تعليق الخرزة الزرقاء في رقبة الطفل تحميه من العين 4.64 4.58 4.6
69 تعليق الخرز أو التميمة يشعرني بالسعادة والأمان 4.61 4.58 4.59
70 قراءة الكف تفيد في معرفة المستقبل 4.63 4.61 4.59
71 لا أجد حرجا في تعليق الخرز الأزرق للحماية من الحسد 4.67 4.61 4.65
72 تعليق الخرز الأزرق في رقبة المريض يساعد على شفائه 4.71 4.67 4.68
73 أعتقد أن تعليق الودع ( أحجار يقذفها البحر ) يحمي من العين 4.59 4.75 4.56
74 تسمية المولود باسم غريب أو قبيح يمنع عنه الموت 4.77 4.77 4.75


أكثر الاعتقادات تفشيا عند الإناث:
يقدم الجدول رقم (3) المعتقدات مرتبة حسب أكثرها تفشيا بين الجنسين إجمالا، أكثرها تفشيا لدى الذكور فقط، ثم لدى الإناث فقط. وعلى الرغم مما يشاع دائما بأن هذه الاعتقادات الخاطئة تكون أكثر تفشيا بين الإناث، إلا أنه يلاحظ من الجدول أن المعتقدات الأكثر تفشيا عند الإناث هي قريبة من تلك الأكثر تفشيا عند الذكور، أي أن الجنسين متشابهان من حيث تفشي المعتقدات ذات العلاقة بالسحر والشعوذة. والتفسير المحتمل لهذا التشابه أن هذه المعتقدات يتم اكتسابها من خلال التنشئة الاجتماعية بصورة متشابهة للذكور والإناث في المجتمع.


الجدول رقم (3)
يبين متوسط درجة تفشي المعتقدات الخاطئة حول ظاهرة السحر والشعوذة
(الترتيب وفق المتوسط للإناث)
م العبارة المتوسط للجنسين متوسط الذكور متوسط الإناث
1 المعالج الذي يقوم بمخاطبة الجن بغير اللغة العربية يمارس الشعوذة 3.09 3.08 3.04
2 أعتقد أن مس الجن " التلبس " هو السبب وراء كثير من المشكلات والأمراض النفسية 3.19 3.12 3.09
3 أعتقد أن بعض المعالجين الشعبيين الذين يعالجون المرضى يستخدمون الجن لمساعدتهم في معالجة مرضاهم 3.15 3.11 3.11
4 بعض الأفراد يقومون بالتفريق بين الزوجين عن طريق السحر 3.25 3.24 3.15
5 أنا ممن يصدق أنه يمكن للجن أن يتزوجوا من الإنس ، والعكس قد يكون صحيحا 3.25 3.26 3.23
6 لا شك لدي في أن مس الجن يصيب النساء والأطفال أكثر من غيرهم 3.44 3.4 3.32


تابع الجدول رقم (3)
يبين متوسط درجة تفشي المعتقدات الخاطئة حول ظاهرة السحر والشعوذة
(الترتيب وفق المتوسط للإناث)
م العبارة المتوسط للجنسين متوسط الذكور متوسط الإناث
7 لا شك عندي أن الحسد هو السبب وراء كثير من مشكلاتي 3.37 3.34 3.37
8 المعالج الذي يستطيع أن يطرد الجن من المرضى يستطيع كذلك أن يحضرهم 3.54 3.48 3.42
9 أتشاءم من رؤية بعض الأشخاص 3.58 3.53 3.58
10 ليس عندي شك في أن الأشباح حقيقة ، ويمكن تسليطها على الناس من قبل العرافين 3.58 3.56 3.51
11 وضع لوحة قرآنية على باب المنزل يمنع العين 3.68 3.66 3.61
12 بعض الأفراد يذهبون إلى السحرة لحل مشكلاتهم 3.72 3.72 3.64
13 أعتقد أن تعليق الحجاب والتعاويذ لا يضر إن لم ينفع 3.78 3.77 3.7
14 الاتصال بالقرين من الأمور التي يختص بها أصحاب الكرامات 3.86 3.73 3.72
15 أعتقد أن السحر الحقيقي والمؤثر لا وجود له 3.80 3.72 3.73
16 أصدق المعالجين الذين يقولون بإمكان وجود مئات أو آلاف الجن في جسد المريض 3.93 3.857 3.81
17 أشعر أن الأمراض الجسمية المستعصية كالسرطان تحدث بسبب المس 3.93 3.89 3.82
18 عمل " العمل " للآخرين طريقة مقبولة لضمان محبتهم 3.84 3.7 3.86
19 قص الأظافر أمام الآخرين يسبب الكراهية والعداوة 4.02 3.91 3.95
20 صب الماء البارد على مرق ذبائح العرس يؤدي إلى العجز الجنسي " الربط " لدى العريس 3.98 3.91 3.99
21 وضع المصحف في السيارة يمنع سائقها من الوقوع في الحوادث 4.14 4.07 4.00
22 إذا كانت المرأة حاملا في شهرها التاسع ، فلا ينبغي لها أن تزور المرأة النفساء 4.12 4.04 4.03
23 استخدام السحر أو " الدنبوشي " من الأسباب التي تجلب الفوز في المباريات الرياضية 4.05 4.03 4.04
24 في نظري أن السحر هو العلاج الوحيد لمن كان مسحورا 4.19 4.12 4.08
25 بعض الأفراد يستطيعون التنبؤ بما سيحدث في المستقبل 4.18 4.16 4.12
26 لا أعتقد أن استخدام السحر في عمل الخير محرم 4.29 4.19 4.18
27 لا أشك في صحة تنبؤات الأبراج في الصحف 4.23 4.14 4.19
28 أعتقد أن " التحويطة " تعود على من يعلقها بالخير 4.26 4.19 4.2
29 السكن في المنزل الجديد يتطلب وضع البخور فيه لمدة ثلاثة أيام لطرد الشياطين 4.25 4.22 4.21
30 بعض الأفراد يعالج العقم والضعف الجنسي عن طريق السحر 4.27 4.26 4.21
31 أكل البصل في يوم الجمعة يجلب النكد 4.32 4.23 4.26
32 أستمتع ببرامج " قراءة الأبراج " في الإذاعة والتلفاز ، وأصدق ما يرد فيها 4.3.2 4.28 4.28
33 أعتقد أن السحر يفيد في علاج الأمراض المستعصية التي ليس لها علاج عند الأطباء 4.36 4.30 4.29
34 رؤية القط الأسود في أول النهار دليل شؤم 4.30 4.27 4.30
35 إشعال البخور في المنزل يوميا يطرد الشياطين والأرواح الشريرة 4.34 4.31 4.32
36 السحر يفيد في علاج الأمراض والمشكلات النفسية فقط 4.38 4.33 4.32
37 يمكن التنبؤ بما سيقع في المستقبل عن طريق التنجيم 4.41 4.40 4.34
38 تحضير الأرواح هو الوسيلة الوحيدة للاتصال بالأموات والتحدث مع أرواحهم 4.39 4.35 4.34
39 كسر الإناء بعد الضيف غير المرغوب فيه ، يمنع عودته مرة أخرى 4.45 4.37 4.34
40 تعليق تعويذة أو حجاب يفيد في منع الحسد 2.00 4.45 4.36
41 لا أشك في أن الحجب والتعاويذ تجلب السعادة والحظ لمن يرتديها 4.39 4.37 4.36
42 لا أمانع من قراءة بعض الطلاسم إذا كانت ستحل لي مشكلاتي 4.41 4.35 4.37
43 عمل حجاب للعروسين يوفق بينهما ويمنع عنهما الحسد 4.39 4.33 4.39
44 الكثير من المشكلات الزوجية والصحية لا يحلها إلا الساحر 4.47 4.40 4.39
45 رؤية الشخص الأعور في بداية اليوم تجلب النحس 4.40 4.38 4.40
46 أنا ممن يصدق أن الضرب على الخشب يمنع وقوع العين. 4.54 4.45 4.40
47 القيام بالذبح وإهراق دم الذبيحة في المنزل الجديد يجلب البركة 4.46 4.41 4.41
48 من يستخدم السحر في الخير فقط لا يكفر ، والسحر الأسود الذي يستخدم لإيذاء الآخرين هو المحرم فقط 4.42 4.36 4.41
49 عندما يحفر النمل عند باب المنزل ، ويترك الرمل خارج الحفرة ، فإن ذلك يعني ترك المنزل ، أو موت أحد ساكنيه 4.50 4.43 4.41
50 السحر يفيد في علاج بعض الأمراض النفسية 4.50 4.50 4.42
51 سبق أن تعاملت مع من يقرؤون الطالع " البخت " 4.44 4.42 4.42
52 بعض الأشخاص يلبسون خيوطا على شكل أساور لمنع الأذى 4.42 4.38 4.42
53 حينما يجرب الإنسان كل الطرق دون فائدة لحل مشكلة ما ، فمن حقه أن يستعين بالسحرة 4.47 4.44 4.43
54 أعرف أن أمرا سيئا سيحدث لي إذا رأيت كلبا أسود 4.52 4.46 4.44
55 قراءة الفنجان تساعد على معرفة المستقبل 4.54 4.50 4.46
56 الأولياء مكشوف عنهم " الحجاب " ويعرفون ما سيحدث في المستقبل 4.54 4.46 4.46
57 أميل إلى قراءة الكتب التي تعلم السحر 4.53 4.50 4.46
58 أشعر أن يوم الثلاثاء هو يوم النحس من أيام الأسبوع 4.60 4.48 4.46
59 أود أن يتاح لي أن أزور من يستطيع إخباري عن المستقبل 4.55 4.54 4.48
60 في نظري أن الاستعانة بالسحر تفيد في حل المشكلات الزوجية 4.57 4.52 4.50
61 ذبح الخروف على عتبة المنزل الجديد يمنع العين والحسد 4.56 4.55 4.51
62 إذا سمعت نعيق البوم ألزم المنزل ولا أغادره 4.54 4.50 4.52
63 تعليق الحجب والتعاويذ على أعضاء الجسم يفيد في الحماية من العين 4.58 4.57 4.54
64 بعض الأرقام (مثل رقم 13) فأل شؤم ولذلك أتشاءم من رؤيتها 4.56 4.51 4.54
65 إذا لم يكن أمامي إلا السحر لضمان استمرار محبة من أحب فإنني لا أمانع من استخدامه 4.56 4.52 4.55
66 أعتقد أن تعليق " خرزة التولة " تضمن المحبة بين الزوجين 4.59 4.54 4.55
67 سبق لي أن حضرت مجالس تحضير الأرواح 4.53 4.45 4.55
68 أعتقد أن تعليق الودع ( أحجار يقذفها البحر ) يحمي من العين 4.59 4.75 4.56
69 قراءة الكف تفيد في معرفة المستقبل 4.63 4.61 4.59
70 تعليق الخرز أو التميمة يشعرني بالسعادة والأمان 4.61 4.58 4.59
71 تعليق الخرزة الزرقاء في رقبة الطفل تحميه من العين 4.64 4.58 4.6
72 لا أجد حرجا في تعليق الخرز الأزرق للحماية من الحسد 4.67 4.61 4.65
73 تعليق الخرز الأزرق في رقبة المريض يساعد على شفائه 4.71 4.67 4.68
74 تسمية المولود باسم غريب أو قبيح يمنع عنه الموت 4.77 4.77 4.75


العلاقة بين العمر وبين وجود اعتقادات خاطئة حول السحر والشعوذة:
تم استخراج درجة كلية للاعتقاد تعطي مؤشرا على مدى وجود اعتقادات لدى الشخص ذات صلة بالسحر والشعوذة، حيث جمعت استجابات المفحوصين على عبارات الاستبانة الخاصة بالمعتقدات ثم قسمت على عدد الفقرات للحصول على درجة واحدة للاعتقاد على النحو التالي:

مجموع درجات المفحوص في جميع بنود المقياس
درجة الاعتقاد = ـــــــــــــــــــــــ
عدد فقرات المقياس
ثم عمل معامل ارتباط بين درجة الاعتقاد والعمر، وأظهرت النتائج أن معامل ارتباط بيرسون كان مقداره 0.125 ن = 2631، وهو معامل ارتباط ذو دلالة عالية (الاحتمال أقل من 0.0001).
وهذا يعني أن وجود المعتقدات ذات العلاقة بالسحر والشعوذة يزداد مع تقدم العمر، فالكبار يحملون معتقدات ذات علاقة بالسحر والشعوذة أكثر من صغار السن.
الفروق بين الجنسين في الاعتقادات ذات العلاقة بالسحر والشعوذة:
للتعرف على الفروق بين الذكور والإناث في المعتقدات ذات العلاقة بالسحر والشعوذة، تم حساب متوسطات الذكور والإناث في جميع بنود مقياس الاعتقادات. ويقدم الجدول رقم (4) متوسطات الذكور والإناث. ويلاحظ أن الجنسين متساويان في المتوسطات في معظم البنود، وهذا يدل على أن الاعتقادات موجودة عند الجنسين بشكل متساو.

الجدول رقم (4)
يبين متوسط درجة تفشي المعتقدات الخاطئة حول ظاهرة السحر والشعوذة
(للذكور وللإناث) ومدى وجود فرق بين الجنسين
م العبارة المتوسط للجنسين متوسط الذكور متوسط الإناث هل هناك فرق
1 تعليق تعويذة أو حجاب يفيد في منع الحسد 2.0 4.45 4.36 نعم
2 السحر يفيد في علاج بعض الأمراض النفسية 4.5 4.5 4.42 نعم
3 لا أعتقد أن استخدام السحر في عمل الخير محرم 4.29 4.19 4.18 لا
4 صب الماء البارد على مرق ذبائح العرس يؤدي إلى العجز الجنسي " الربط " لدى العريس 3.98 4.91 3.99 لا
5 عمل " العمل " للآخرين طريقة مقبولة لضمان محبتهم 3.84 3.7 3.86 نعم
6 قراءة الفنجان تساعد على معرفة المستقبل 4.54 4.5 4.46 لا
7 الأولياء مكشوف عنهم " الحجاب " ويعرفون ما سيحدث في المستقبل 4.54 4.46 4.46 لا


تابع الجدول رقم (4)
يبين متوسط درجة تفشي المعتقدات الخاطئة حول ظاهرة السحر والشعوذة
(للذكور وللإناث) ومدى وجود فرق بين الجنسين
م العبارة المتوسط للجنسين متوسط الذكور متوسط الإناث هل هناك فرق
8 السكن في المنزل الجديد يتطلب وضع البخور فيه لمدة ثلاثة أيام لطرد الشياطين 4.25 4.22 4.21 لا
9 وضع لوحة قرآنية على باب المنزل يمنع العين 3.68 3.66 3.61 لا
10 أميل إلى قراءة الكتب التي تعلم السحر 4.53 4.50 4.46 لا
11 أتشاءم من رؤية بعض الأشخاص 3.58 3.53 3.58 لا
12 عمل حجاب للعروسين يوفق بينهما ويمنع عنهما الحسد 4.39 4.33 4.39 لا
13 رؤية القط الأسود في أول النهار دليل شؤم 4.3 4.27 4.30 لا
14 تعليق الخرز الأزرق في رقبة المريض يساعد على شفائه 4.71 4.67 4.68 لا
15 لا أشك في صحة تنبؤات الأبراج في الصحف والمجلات 4.23 4.14 4.19 لا
16 تعليق الخرزة الزرقاء في رقبة الطفل تحميه من العين 4.64 4.58 4.6 لا
17 إشعال البخور في المنزل يوميا يطرد الشياطين والأرواح الشريرة 4.34 4.31 4.32 لا
18 ذبح الخروف على عتبة المنزل الجديد يمنع العين والحسد 4.56 4.55 4.51 لا
19 قراءة الكف تفيد في معرفة المستقبل 4.63 4.61 4.59 لا
20 رؤية الشخص الأعور في بداية اليوم تجلب النحس 4.4 4.38 4.40 لا
21 تعليق الخرز أو التميمة يشعرني بالسعادة والأمان 4.61 4.58 4.59 لا
22 إذا لم يكن أمامي إلا السحر لضمان استمرار محبة من أحب فإنني لا أمانع من استخدامه 4.56 4.52 4.55 لا
23 سبق أن تعاملت مع من يقرؤون الطالع " البخت " 4.44 4.42 4.42 لا
24 لا أجد حرجا في تعليق الخرز الأزرق للحماية من الحسد 4.67 4.61 4.65 لا
25 لا أمانع من قراءة بعض الطلاسم إذا كانت ستحل لي مشكلاتي 4.41 4.35 4.37 لا
26 بعض الأشخاص يلبسون خيوطا على شكل أساور لمنع الأذى 4.42 4.38 4.42 لا
27 بعض الأفراد يعالج العقم والضعف الجنسي عن طريق السحر 4.27 4.26 4.21 لا
28 القيام بالذبح وإهراق دم الذبيحة في المنزل الجديد يجلب البركة 4.46 4.41 4.41 لا
29 استخدام السحر أو " الدنبوشي " من الأسباب التي تجلب الفوز في المباريات الرياضية 4.05 4.03 4.04 لا
30 يمكن التنبؤ بما سيقع في المستقبل عن طريق التنجيم 4.41 4.4 4.34 لا
31 بعض الأفراد يقومون بالتفريق بين الزوجين عن طريق السحر 4.25 3.24 3.15 لا
32 أستمتع ببرامج " قراءة الأبراج " في الإذاعة والتلفاز ، وأصدق ما يرد فيها 4.32 4.28 4.28 لا
33 تسمية المولود باسم غريب أو قبيح يمنع عنه الموت 4.77 4.77 4.75 لا
34 أود أن يتاح لي أن أزور من يستطيع إخباري عن المستقبل 4.55 4.54 4.48 لا
35 أعتقد أن تعليق " خرزة التولة " تضمن المحبة بين الزوجين 4.59 4.54 4.55 لا
36 أعتقد أن تعليق الودع ( أحجار يقذفها البحر ) يحمي من العين 4.59 4.75 4.56 لا
37 سبق لي أن حضرت مجالس تحضير الأرواح 4.53 4.45 4.55 نعم
38 تعليق الحجب والتعاويذ على أعضاء الجسم يفيد في الحماية من العين 4.58 4.57 4.54 لا
39 لا أشك في أن الحجب والتعاويذ تجلب السعادة والحظ لمن يرتديها 4.39 4.37 4.36 لا
40 أعتقد أن تعليق الحجاب والتعاويذ لا يضر إن لم ينفع 3.78 3.77 3.7 لا
41 أعتقد أن " التحويطة " تعود على من يعلقها بالخير 4.26 4.19 4.2 لا
42 السحر يفيد في علاج الأمراض والمشكلات النفسية فقط 4.38 4.33 4.33 لا
43 أعتقد أن السحر الحقيقي والمؤثر لا وجود له 3.80 3.72 3.73 لا
44 في نظري أن السحر هو العلاج الوحيد لمن كان مسحورا 4.19 4.12 4.08 لا
45 من يستخدم السحر في الخير فقط لا يكفر ، والسحر الأسود الذي يستخدم لإيذاء الآخرين ، هو المحرم فقط 4.42 4.36 4.41 لا
46 بعض الأفراد يذهبون إلى السحرة لحل مشكلاتهم 3.72 3.72 3.64 لا
47 الكثير من المشكلات الزوجية والصحية لا يحلها إلا الساحر 4.47 4.4 4.39 لا
48 حينما يجرب الإنسان كل الطرق دون فائدة لحل مشكلة ما ، فمن حقه أن يستعين بالسحرة 4.47 4.44 4.43 لا
49 لا شك عندي أن الحسد هو السبب وراء كثير من مشكلاتي 3.37 3.34 3.37 لا
50 في نظري أن الاستعانة بالسحر تفيد في حل المشاكل الزوجية 4.57 4.52 4.5 لا
51 بعض الأفراد يستطيعون التنبؤ بما سيحدث في المستقبل 4.18 4.16 4.12 لا
52 بعض الأرقام ( مثل رقم 13 ) فأل شؤم ولذلك أتشاءم من رؤيتها 4.56 4.51 4.54 لا
53 ليس عندي شك في أن الأشباح حقيقة ، ويمكن تسليطها على الناس من قبل العرافين 3.58 3.56 3.51 لا
54 تحضير الأرواح هو الوسيلة الوحيدة للاتصال بالأموات والتحدث مع أرواحهم 4.39 4.35 4.34 لا
55 إذا سمعت نعيق البوم ألزم المنزل ولا أغادره 4.54 4.5 4.52 لا
56 أعتقد أن بعض المعالجين الشعبيين الذين يعالجون المرضى يستخدمون الجن لمساعدتهم في معالجة مرضاهم 3.15 3.11 3.11 لا
57 المعالج الذي يقوم بمخاطبة الجن بغير اللغة العربية يمارس الشعوذة 3.09 3.08 3.04 لا
58 أعرف أن أمرا سيئا سيحدث لي إذا رأيت كلبا أسود 4.52 4046 4.44 لا
59 أصدق المعالجين الذين يقولون بإمكان وجود مئات أو آلاف الجن في جسد المريض 3.93 3.87 3.81 لا
60 أشعر أن الأمراض الجسمية المستعصية كالسرطان تحدث بسبب المس 3.93 3.89 3.82 لا
61 أعتقد أن السحر يفيد في علاج الأمراض المستعصية التي ليس لها علاج عند الأطباء 4.36 4.3 4.29 لا
62 الاتصال بالقرين من الأمور التي يختص بها أصحاب الكرامات 3.86 3.73 3.72 لا
63 أعتقد أن مس الجن " التلبس " هو السبب وراء كثير من المشكلات والأمراض النفسية 3.19 3.12 3.09 لا
64 أشعر أن يوم الثلاثاء هو يوم النحس من أيام الأسبوع 4.60 3.48 4.46 لا
65 لا شك لدي في أن مس الجن يصيب النساء والأطفال أكثر من غيرهم 3.44 3.4 3.32 لا
66 المعالج الذي يستطيع أن يطرد الجن من المرضى يستطيع كذلك أن يحضرهم 3.54 3.48 3.42 لا
67 وضع المصحف في السيارة يمنع سائقها من الوقوع في الحوادث 4.14 4.07 4.0 لا
68 أنا ممن يصدق أن الضرب على الخشب يمنع وقوع العين 4.54 4.45 4.4 لا
69 إذا كانت المرأة حاملا في شهرها التاسع ، فلا ينبغي لها أن تزور المرأة النفساء 4.12 4.04 4.03 لا
70 أكل البصل في يوم الجمعة يجلب النكد 4.32 4.23 4.26 لا
71 كسر الإناء بعد الضيف غير المرغوب فيه ، يمنع عودته مرة أخرى 4.45 4.37 4.34 لا
72 قص الأظافر أمام الآخرين يسبب الكراهية والعداوة 4.02 3.91 3.95 لا
73 عندما يحفر النمل عند باب المنزل ، ويترك الرمل خارج الحفرة ، فإن ذلك يعني ترك المنزل ، أو موت أحد ساكنيه 4.50 4.43 4.41 لا
74 أنا ممن يصدق أنه يمكن للجن أن يتزوجوا من الإنس ، والعكس قد يكون صحيحا 3.25 3.26 3.23 لا

لا ويقدم الجدول رقم (5) البنود التي تعني أن هناك فروقا ذات دلالة إحصائية عند مستوى (0.05) بين الجنسين. فالإناث يعتقدن أن " تعليق تعويذة أو حجاب يفيد في منع الحسد " وأن " السحر يفيد في علاج بعض الأمراض النفسية " بدرجة أكبر من الذكور، بينما نجد أن الذكور يعتقدون أن عمل " العمل " للآخرين طريقة مقبولة لضمان محبتهم بدرجة أكبر من الإناث. كما أن الذكور قالوا إنه سبق لهم أن حضروا مجالس تحضير الأرواح بنسب أكثر من الإناث. فإن أظهرت هذه النتائج فروقا في أربعة من المعتقدات، فإن معظم المعتقدات (70 معتقدا) لا يوجد فروق بين الجنسين فيها. وهذا يدل على وجود هذه المعتقدات بين الجنسين بشكل متساو تقريبا. وللتأكد من هذا فقد أجري اختبار (ت) لمعرفة ما إذا كان هناك فرق بين الجنسين في الدرجة الإجمالية للمعتقدات (مؤشر إجمالي لوجود معتقدات ذات علاقة بالسحر والشعوذة ليتم حسابه بجمع درجة الفرد على جميع البنود) وقد أظهر التحليل أنه لا يوجد فرق بين الجنسين في هذا المؤشر الإجمالي.

الجدول رقم (5)
يوضح الاعتقادات التي لها علاقة بظاهرة السحر والشعوذة والتي كان للجنس أثر عليها بين أفرد العينة
م العبارة
ن =2690 العدد (N) المتوسط (mean) الانحراف المعياري (std) اختبار (ت)
(t-test) درجة الحرية (df) الدلالة (tailedsig)
1 تعليق تعويذة أو حجاب يفيد في منع الحسد ذكور = 1538
إناث = 1115 4.45
4.36 1.1
1.15 2.031 2651 0.04
2 السحر يفيد في علاج بعض الأمراض النفسية ذكور = 1540
إناث = 1120 4.5
4.42 0.95
1.01 1.962 2658 0.05
3 عمل " العمل " للآخرين طريقة مقبولة لضمان محبتهم ذكور = 1541
إناث = 1121 3.7
3.86 1.5
1.45 2.717 2660 0.007
4 سبق لي أن حضرت مجالس تحضير الأرواح ذكور = 1541
إناث = 1121 4.45
4.55 1.04
0.95 2.438 2660 0.02

الفرق بين المتزوجين وغير المتزوجين في الاعتقادات:
للتعرف على العلاقة بين الحالة الاجتماعية (وخاصة كون الشخص متزوجا أو عازبا) ووجود معتقدات ذات علاقة بالسحر والشعوذة لدى الفرد، فقد أجري اختبار (ت) للتعرف على الفروق بين المتزوجين وغير المتزوجين في الدرجة الكلية للمعتقدات، ويوضح الجدول رقم (6) نتائج التحليل.

الجدول رقم (6)
يبين متوسطات المتزوجين وغير المتزوجين في الدرجة الكلية للاعتقاد واختبارات للفرق بينهما

متوسط المتزوجين متوسط غير المتزوجين درجة الحرية ت مستوى الدلالة
4.34 4.13 2542 9.2 0.0001

ويتضح من الجدول أن هناك فروقا دالة عند مستوى (0.01) بين المتزوجين وغير المتزوجين لصالح المتزوجين (المتوسطات المرتفعة تدل على معارضة البند ورفض المعتقد المتعلق بالسحر والشعوذة)، حيث وجد أن غير المتزوجين يحملون معتقدات ذات علاقة بالسحر والشعوذة أكثر من المتزوجين. وقد يكون ذلك بسبب عدم الشعور بالاستقرار النفسي الذي تحققه الحياة الزوجية السوية للأفراد المتزوجين.
العلاقة بين المستوى التعليمي والمعتقدات:
بلغ معامل الارتباط بين المستوى التعليمي لأفراد العينة ووجود معتقدات خاطئة ذات علاقة بالسحر والشعوذة (0.07). وهذه العلاقة دالة إحصائيا عند مستوى (0.0001). وتعني هذه العلاقة أنه كلما زاد المستوى التعليمي عند المفحوص زادت معارضته وعدم اتفاقه مع معظم المعتقدات. وقد تم عمل معامل ارتباط بين المستوى التعليمي لأفراد العينة وبين كل بند من بنود مقياس الاعتقادات (انظر الجدول رقم 7). وقد كانت معظم معاملات الارتباط لعلاقة المستوى التعليمي بكل معتقد على حدة ذات دلالة إحصائية، وهي تدل على أنه كلما ارتفع المستوى التعليمي زادت معارضة أفراد العينة للمعتقدات الخاطئة.
وهذه النتائج تدل بشكل واضح على أن المعتقدات الخاطئة ذات العلاقة بالسحر والشعوذة تزيد عند انخفاض المستوى التعليمي لأفراد المجتمع.

الجدول رقم (7)
يبين متوسط درجة تفشي المعتقدات الخاطئة حول ظاهرة السحر والشعوذة
(للذكور وللإناث) ومدى وجود فرق بين الجنسين
م العبارة معامل الارتباط مستوى الدلالة الملاحظات
1 تعليق تعويذة أو حجاب يفيد في منع الحسد 0.02 -
2 السحر يفيد في علاج بعض الأمراض النفسية 0.03 -
3 لا أعتقد أن استخدام السحر في عمل الخير محرم 0.04 -
4 صب الماء البارد على مرق ذبائح العرس يؤدي إلى العجز الجنسي " الربط " لدى العريس 0.03 -
5 عمل " العمل " للآخرين طريقة مقبولة لضمان محبتهم 0.02 -
6 قراءة الفنجان تساعد على معرفة المستقبل 0.04 0.05
7 الأولياء مكشوف عنهم " الحجاب " ويعرفون ما سيحدث في المستقبل 0.054 0.01


تابع الجدول رقم (7)
يبين متوسط درجة تفشي المعتقدات الخاطئة حول ظاهرة السحر والشعوذة
(للذكور وللإناث) ومدى وجود فرق بين الجنسين
م العبارة معامل الارتباط مستوى الدلالة الملاحظات
8 السكن في المنزل الجديد يتطلب وضع البخور فيه لمدة ثلاثة أيام لطرد الشياطين 0.05 0.01
9 وضع لوحة قرآنية على باب المنزل يمنع العين 0.043 0.05
10 أميل إلى قراءة الكتب التي تعلم السحر 0.005 -
11 أتشاءم من رؤية بعض الأشخاص 0.02 -
12 عمل حجاب للعروسين يوفق بينهما ويمنع عنهما الحسد 0.06 0.01
13 رؤية القط الأسود في أول النهار دليل شؤم 0.06 0.01
14 تعليق الخرز الأزرق في رقبة المريض يساعد على شفائه 0.07 0.0001
15 لا أشك في صحة تنبؤات الأبراج في الصحف والمجلات 0.06 0.01
16 تعليق الخرزة الزرقاء في رقبة الطفل تحميه من العين 0.06 0.01
17 إشعال البخور في المنزل يوميا يطرد الشياطين والأرواح الشريرة 0.04 -
18 ذبح الخروف على عتبة المنزل الجديد يمنع العين والحسد 0.06 0.001
19 قراءة الكف تفيد في معرفة المستقبل 0.08 0.0001
20 رؤية الشخص الأعور في بداية اليوم تجلب النحس 0.10 0.0001
21 تعليق الخرز أو التميمة يشعرني بالسعادة والأمان 0.11 0.0001
22 إذا لم يكن أمامي إلا السحر لضمان استمرار محبة من أحب فإنني لا أمانع من استخدامه 0.045 0.05
23 سبق أن تعاملت مع من يقرؤون الطالع " البخت " 0.05 0.01
24 لا أجد حرجا في تعليق الخرز الأزرق للحماية من الحسد 0.09 0.0001
25 لا أمانع من قراءة بعض الطلاسم إذا كانت ستحل لي مشكلاتي 0.08 0.0001
36 بعض الأشخاص يلبسون خيوطا على شكل أساور لمنع الأذى 0.007 -
27 بعض الأفراد يعالج العقم والضعف الجنسي عن طريق السحر 0.025 -
28 القيام بالذبح وإهراق دم الذبيحة في المنزل الجديد يجلب البركة 0.054 0.01
29 استخدام السحر أو " الدنبوشي " من الأسباب التي تجلب الفوز في المباريات الرياضية 0.026 -
30 يمكن التنبؤ بما سيقع في المستقبل عن طريق التنجيم 0.04 0.05
31 بعض الأفراد يقومون بالتفريق بين الزوجين عن طريق السحر 0.11 0.0001
32 أستمتع ببرامج " قراءة الأبراج " في الإذاعة والتلفاز ، وأصدق ما يرد فيها 0.06 0.0001
33 تسمية المولود باسم غريب أو قبيح يمنع عنه الموت 0.05 0.01
34 أود أن يتاح لي أن أزور من يستطيع إخباري عن المستقبل 0.03 -
35 أعتقد أن تعليق " خرزة التول " تضمن المحبة بين الزوجين 0.06 001
36 أعتقد أن تعليق الودع ( أحجار يقذفها البحر ) يحمي من العين 0.08 0.0001
37 سبق لي أن حضرت مجالس تحضير الأرواح 0.06 0.001
38 تعليق الحجب والتعاويذ على أعضاء الجسم يفيد في الحماية من العين 0.04 0.05
39 لا أشك في أن الحجب والتعاويذ تجلب السعادة والحظ لمن يرتديها 0.05 0.05
40 أعتقد أن تعليق الحجاب والتعاويذ لا يضر إن لم ينفع 0.05 0.05
41 أعتقد أن " التحويطة " تعود على من يعلقها بالخير 0.10 0.0001
42 السحر يفيد في علاج الأمراض والمشكلات النفسية فقط 0.04 0.05
43 أعتقد أن السحر الحقيقي والمؤثر لا وجود له 0.02 -
44 في نظري أن السحر هو العلاج الوحيد لمن كان مسحورا 0.06 0.01
45 من يستخدم السحر في الخير فقط لا يكفر ، والسحر الأسود الذي يستخدم لإيذاء الآخرين ، هو المحرم فقط 0.08 0.008
46 بعض الأفراد يذهبون إلى السحرة لحل مشكلاتهم 0.06 0.01
47 الكثير من المشكلات الزوجية والصحية لا يحلها إلا الساحر 0.06 0.01
48 حينما يجرب الإنسان كل الطرق دون فائدة لحل مشكلة ما ، فمن حقه أن يستعين بالسحرة 0.05 0.05
49 لا شك عندي أن الحسد هو السبب وراء كثير من مشكلاتي 0.02 -
50 في نظري أن الاستعانة بالسحر تفيد في حل المشكلات الزوجية 0.03 -
51 بعض الأفراد يستطيعون التنبؤ بما سيحدث في المستقبل 0.01 -
52 بعض الأرقام (مثل رقم 13) فأل شؤم ولذلك أتشاءم من رؤيتها 0.07 0.0001
53 ليس عندي شك في أن الأشباح حقيقة ، ويمكن تسليطها على الناس من قبل العرافين - -
54 تحضير الأرواح هو الوسيلة الوحيدة للاتصال بالأموات والتحدث مع أرواحهم 0.02 -
55 إذا سمعت نعيق البوم ألزم المنزل ولا أغادره 0.06 0.01
56 أعتقد أن بعض المعالجين الشعبيين الذين يعالجون المرضى يستخدمون الجن لمساعدتهم في معالجة مرضاهم 0.09 0.0001
57 المعالج الذي يقوم بمخاطبة الجن بغير اللغة العربية يمارس الشعوذة 0.06 0.01
58 أعرف أن أمرا سيئا سيحدث لي إذا رأيت كلبا أسود 0.07 0.0001
59 أصدق المعالجين الذين يقولون بإمكان وجود مئات أو آلاف الجن في جسد المريض 1.01 -
60 أشعر أن الأمراض الجسمية المستعصية كالسرطان تحدث بسبب المس 0.03 -
61 أعتقد أن السحر يفيد في علاج الأمراض المستعصية التي ليس لها علاج عند الأطباء 0.05 0.05
62 الاتصال بالقرين من الأمور التي يختص بها أصحاب الكرامات 0.06 0.01
63 أعتقد أن مس الجن " التلبس " هو السبب وراء كثير من المشكلات والأمراض النفسية 0.03 -
64 أشعر أن يوم الثلاثاء هو يوم النحس من أيام الأسبوع 0.06 0.01
65 لا شك لدي في أن مس الجن يصيب النساء والأطفال أكثر من غيرهم 0.05 0.01
66 المعالج الذي يستطيع أن يطرد الجن من المرضى يستطيع كذلك أن يحضرهم - -
67 وضع المصحف في السيارة يمنع سائقها من الوقوع في الحوادث 0.06 0.01
68 أنا ممن يصدق أن الضرب على الخشب يمنع وقوع العين 0.05 0.01
69 إذا كانت المرأة حاملا في شهرها التاسع فلا ينبغي لها أن تزور المرأة النفساء 0.09 0.0001
70 أكل البصل في يوم الجمعة يجلب النكد 0.10 0.0001
71 كسر الإناء بعد الضيف غير المرغوب فيه ، يمنع عودته مرة أخرى 0.04 0.05
72 قص الأظافر أمام الآخرين يسبب الكراهية والعداوة 0.06 0.001
73 عندما يحفر النمل عند باب المنزل ، ويترك الرمل خارج الحفرة ، فإن ذلك يعني ترك المنزل ، أو موت أحد ساكنيه 0.06 0.01
74 أنا ممن يصدق أنه يمكن للجن أن يتزوجوا من الإنس ، والعكس قد يكون صحيحا 0.03 -

علاقة وجود مشكلات لدى الفرد بالاعتقادات ذات العلاقة بالسحر والشعوذة:
أجري اختبار (ت) لمعرفة الفروق بين الأفراد الذين يعانون من مشكلات صعبة أو مزمنة في حياتهم والأفراد الذين لا يعانون من مشكلات في الاعتقادات ذات العلاقة بالسحر والشعوذة.
وقد بلغ عدد الذين ذكروا أنهم يعانون من مشكلات في حياتهم (814) مقابل (1661) فردا ذكروا أنه ليس لديهم مشكلات.
ويقدم الجدول رقم (8) متوسطات الأفراد الذين يعانون من مشكلات صعبة أو مزمنة في حياتهم والأفراد الذين لا يعانون من مشكلات على مقياس الاعتقادات. ويلاحظ أن هناك فروقا في (49) من المعتقدات بين المجموعتين وأن المجموعتين متساويتان في استجاباتهم لـ (25) معتقدا آخر. وفي نظرة للمعتقدات ذات الفروق نجد أن أفراد العينة الذين ذكروا أن لديهم مشكلات صعبة أو مزمنة في حياتهم كانوا أكثر قناعة بالمعتقدات الخاطئة ذات العلاقة بالسحر والشعوذة. بينما كان الأفراد الذين لا توجد لديهم مشكلات أقل تصديقا وقناعة بتلك المعتقدات، فعلى سبيل المثال فإن ذوي المشكلات يتفقون مع عبارة " السحر يفيد في علاج بعض الأمراض النفسية " بدرجة أكبر من الأشخاص الذين لا يعانون من مشكلات، وهذا ينطبق أيضا على عبارات مثل:
- لا أعتقد أن استخدام السحر في الخير محرم.
- إذا لم يكن أمامي إلا السحر لضمان استمرار محبة من أحب فإنني لا أمانع من استخدامه.
- لا أمانع من قراءة بعض الطلاسم إذا كانت ستحل لي مشكلاتي.
- أود أن يتاح لي أن أزور من يستطيع إخباري عن المستقبل.
- تعليق الحجب والتعاويذ على أعضاء الجسم يفيد في الحماية من العين.
- أعتقد أن تعليق الحجاب والتعاويذ لا يضر إن لم ينفع.
- السحر يفيد في علاج الأمراض والمشكلات النفسية فقط.
- في نظري أن السحر هو العلاج الوحيد لمن كان مسحورا.
- بعض الأفراد يذهبون إلى السحرة لحل مشكلاتهم.
- الكثير من المشكلات الزوجية والصحية لا يحلها إلا الساحر.
- حينما يجرب الإنسان كل الطرق دون فائدة لحل مشكلة ما فمن حقه أن يستعين بالسحرة.
- في نظري أن الاستعانة بالسحر تفيد في حل المشاكل الزوجية.
وهذه تمثل عينة من الاعتقادات ويمكن الرجوع للجدول لمعرفة المعتقدات الأخرى ذات العلاقة بوجود مشكلات.
وهذه النتائج تدل بشكل واضح أن المعتقدات الخاطئة تكثر عند الأفراد الذين يعانون من مشكلات لأنهم قد يعتقدون أن اللجوء إلى السحر والشعوذة سيسهم في حل مشكلاتهم. وهذه النتائج متسقة كذلك مع النتائج التي وردت بين وجود المشكلات واللجوء إلى ممارسات السحر والشعوذة والتي سنعرضها لاحقا.

الجدول رقم (8)
يبين متوسطات ذوي المشكلات وغيرهم ممن ليس لديهم مشكلات في المعتقدات ذات العلاقة بالسحر والشعوذة
م العبارة يوجد مشكلات لا يوجد مشكلات درجة الحرية ت الاحتمال (مستوى الدلالة)
1 تعليق تعويذة أو حجاب يفيد في منع الحسد 4.47 4.53 - - لا يوجد فرق
2 السحر يفيد في علاج بعض الأمراض النفسية 4.39 4.58 2512 5.01 0.0001
3 لا أعتقد أن استخدام السحر في عمل الخير محرم 4.10 4.37 2469 5.9 0.0001


تابع الجدول رقم (8)
يبين متوسطات ذوي المشكلات وغيرهم ممن ليس لديهم مشكلات في المعتقدات ذات العلاقة بالسحر والشعوذة
م العبارة يوجد مشكلات لا يوجد مشكلات درجة الحرية ت الاحتمال (مستوى الدلالة)
4 صب الماء البارد على مرق ذبائح العرس يؤدي إلى العجز الجنسي " الربط " لدى العريس 3.91 4.03 2507 2.7 0.01
5 عمل " العمل " للآخرين طريقة مقبولة لضمان محبتهم 3.76 3.86 - - لا يوجد فرق
6 قراءة الفنجان تساعد على معرفة المستقبل 4.5 4.57 2502 1.9
8 0.05
7 الأولياء مكشوف عنهم " الحجاب " ويعرفون ما سيحدث في المستقبل 4.51 4.57 - - لا يوجد فرق
8 السكن في المنزل الجديد يتطلب وضع البخور فيه لمدة ثلاثة أيام لطرد الشياطين 4.21 4.28 - - لا يوجد فرق
9 وضع لوحة قرآنية على باب المنزل يمنع العين 3.52 3.73 2501 4.0 0.0001
10 أميل إلى قراءة الكتب التي تعلم السحر 4.35 4.62 2506 6.8 0.0001
11 أتشاءم من رؤية بعض الأشخاص 3.28 3.71 2511 7.3 0.0001
12 عمل حجاب للعروسين يوفق بينهما ويمنع عنهما الحسد 4.37 4.41 - - لا يوجد فرق
13 رؤية القط الأسود في أول النهار دليل شؤم 4.26 4.3 - - لا يوجد فرق
14 تعليق الخرز الأزرق في رقبة المريض يساعد على شفائه 4.69 4.73 - - لا يوجد فرق
15 لا أشك في صحة تنبؤات الأبراج في الصحف والمجلات 4.23 4.22 - - لا يوجد فرق
16 تعليق الخرزة الزرقاء في رقبة الطفل تحميه من العين 4.62 4.65 - - لا يوجد فرق
17 إشعال البخور في المنزل يوميا يطرد الشياطين والأرواح الشريرة 4.31 4.35 - - لا يوجد فرق
18 ذبح الخروف على عتبة المنزل الجديد يمنع العين والحسد 4.54 4.58 - - لا يوجد فرق
19 قراءة الكف تفيد في معرفة المستقبل 4.63 4.6 - - لا يوجد فرق
20 رؤية الشخص الأعور في بداية اليوم تجلب النحس 4.33 4.44 2520 2.6 0.01
21 تعليق الخرز أو التميمة يشعرني بالسعادة والأمان 4.60 4.63 - - لا يوجد فرق
22 إذا لم يكن أمامي إلا السحر لضمان استمرار محبة من أحب فإنني لا أمانع من استخدامه 4.45 4.61 2517 4.2 0.0001
23 سبق أن تعاملت مع من يقرؤون الطالع " البخت " 4.33 4.50 2518 4.2 0.0001
24 لا أجد حرجا في تعليق الخرز الأزرق للحماية من الحسد 4.65 4.69 - - لا يوجد فرق
25 لا أمانع من قراءة بعض الطلاسم إذا كانت ستحل لي مشكلاتي 4.31 4.47 2498 3.8 0.0001
26 بعض الأشخاص يلبسون خيوطا على شكل أساور لمنع الأذى 4.46 4.41 - - لا يوجد فرق
27 بعض الأفراد يعالج العقم والضعف الجنسي عن طريق السحر 4.14 4.34 2513 4.2 0.0001
28 القيام بالذبح وإهراق دم الذبيحة في المنزل الجديد يجلب البركة 4.41 4.48 - - لا يوجد فرق
29 استخدام السحر أو " الدنبوشي " من الأسباب التي تجلب الفوز في المباريات الرياضية 3.86 4.14 2523 5.2 0.0001
30 يمكن التنبؤ بما سيقع في المستقبل عن طريق التنجيم 4.35 4.45 2516 5.2 0.05
31 بعض الأفراد يقومون بالتفريق بين الزوجين عن طريق السحر 3.07 3.34 2493 3.8 0.0001
32 أستمتع ببرامج " قراءة الأبراج " في الإذاعة والتلفاز ، وأصدق ما يرد فيها 4.27 4.34 - - لا يوجد فرق
33 تسمية المولود باسم غريب أو قبيح يمنع عنه الموت 4.76 4.77 - - لا يوجد فرق
34 أود أن يتاح لي أن أزور من يستطيع إخباري عن المستقبل 4.42 4.61 2512 5.0 0.0001
35 أعتقد أن تعليق " خرزة التولة " تضمن المحبة بين الزوجين 4.60 4.59 - - لا يوجد فرق
36 أعتقد أن تعليق الودع ( أحجار يقذفها البحر ) يحمي من العين 4.58 4.60 - - لا يوجد فرق
37 سبق لي أن حضرت مجالس تحضير الأرواح 4.40 4.58 2516 4.7 0.0001
38 تعليق الحجب والتعاويذ على أعضاء الجسم يفيد في الحماية من العين 4.52 4.61 2519 2.7 0.01
39 لا أشك في أن الحجب والتعاويذ تجلب السعادة والحظ لمن يرتديها 4.34 4.42 - - لا يوجد فرق
40 أعتقد أن تعليق الحجاب والتعاويذ لا يضر إن لم ينفع 3.66 3.87 2507 3.8 0.0001
41 أعتقد أن " التحويطة " تعود على من يعلقها بالخير 4.18 4.30 2496 3.0 0.01
42 السحر يفيد في علاج الأمراض والمشكلات النفسية فقط 4.26 4.43 2505 4.2 0.0001
43 أعتقد أن السحر الحقيقي والمؤثر لا وجود له 3.78 3.81 - - لا يوجد فرق
44 في نظري أن السحر هو العلاج الوحيد لمن كان مسحورا 4.10 4.26 2483 3.4 0.001
45 من يستخدم السحر في الخير فقط لا يكفر ، والسحر الأسود الذي يستخدم لإيذاء الآخرين ، هو المحرم فقط 4.38 4.44 - - لا يوجد فرق
46 بعض الأفراد يذهبون إلى السحرة لحل مشكلاتهم 3.54 3.81 2509 4.4 0.0001
47 الكثير من المشكلات الزوجية والصحية لا يحلها إلا الساحر 4.40 4.52 2489 3.1 0.01
48 حينما يجرب الإنسان كل الطرق دون فائدة لحل مشكلة ما ، فمن حقه أن يستعين بالسحرة 4.36 4.53 2507 4.3 0.0001
49 لا شك عندي أن الحسد هو السبب وراء كثير من مشكلاتي 3.07 3.51 2517 7.8 0.0001
50 في نظري أن الاستعانة بالسحر تفيد في حل المشكلات الزوجية 4.44 4.64 2500 5.6 0.0001
51 بعض الأفراد يستطيعون التنبؤ بما سيحدث في المستقبل 4.03 4.26 2513 5.1 0.0001
52 بعض الأرقام (مثل رقم 13) فأل شؤم ولذلك أتشاءم من رؤيتها 4.50 4.60 2514 3.0 0.01
53 ليس عندي شك في أن الأشباح حقيقة ، ويمكن تسليطها على الناس من قبل العرافين 3.37 3.68 2504 5.4 0.0004
54 تحضير الأرواح هو الوسيلة الوحيدة للاتصال بالأموات والتحدث مع أرواحهم 4.32 4.42 2507 2.4 0.05
55 إذا سمعت نعيق البوم ألزم المنزل ولا أغادره 4.47 4.57 2514 3.0 0.01
56 أعتقد أن بعض المعالجين الشعبيين الذين يعالجون المرضى يستخدمون الجن لمساعدتهم في معالجة مرضاهم 2.97 3.22 2510 4.4 0.0001
57 المعالج الذي يقوم بمخاطبة الجن بغير اللغة العربية يمارس الشعوذة 2.93 3.14 2512 3.8 0.0001
58 أعرف أن أمرا سيئا سيحدث لي إذا رأيت كلبا أسود 4.45 4.55 2490 2.8 0.01
59 أصدق المعالجين الذين يقولون بإمكان وجود مئات أو آلاف الجن في جسد المريض 3.77 4.00 2482 4.7 0.0001
60 أشعر أن الأمراض الجسمية المستعصية كالسرطان تحدث بسبب المس 3.81 4.00 2485 4.1 0.0001
61 أعتقد أن السحر يفيد في علاج الأمراض المستعصية التي ليس لها علاج عند الأطباء 4.24 4.43 2496 4.5 0.0001
62 الاتصال بالقرين من الأمور التي يختص بها أصحاب الكرامات 3.78 3.9 2450 2.7 0.01
63 أعتقد أن مس الجن " التلبس " هو السبب وراء كثير من المشكلات والأمراض النفسية 2.93 3.34 2471 7.1 0.0001
64 أشعر أن يوم الثلاثاء هو يوم النحس من أيام الأسبوع 4.5 4.65 2482 4.5 0.0001
65 لا شك لدي في أن مس الجن يصيب النساء والأطفال أكثر من غيرهم 3.29 3.52 2473 6.0 0.0001
66 المعالج الذي يستطيع أن يطرد الجن من المرضى يستطيع كذلك أن يحضرهم 3.31 3.63 2475 3.7 0.0001
67 وضع المصحف في السيارة يمنع سائقها من الوقوع في الحوادث 4.02 4.19 - - لا يوجد فرق
68 أنا ممن يصدق أن الضرب على الخشب يمنع وقوع العين 4.5 4.56 2481 2.2 0.05
69 إذا كانت المرأة حاملا في شهرها التاسع فلا ينبغي لها أن تزور المرأة النفساء 4.06 4.16 - - لا يوجد فرق
70 أكل البصل في يوم الجمعة يجلب النكد 4.27 4.34 2475 3.1 0.01
71 كسر الإناء بعد الضيف غير المرغوب فيه ، يمنع عودته مرة أخرى 4.39 4.5 2469 2.6 0.01
72 قص الأظافر أمام الآخرين يسبب الكراهية والعداوة 3.94 4.07 2489 3.2 0.001
73 عندما يحفر النمل عند باب المنزل ، ويترك الرمل خارج الحفرة ، فإن ذلك يعني ترك المنزل ، أو موت أحد ساكنيه 4.43 4.54 2487 5.1 0.0001
74 أنا ممن يصدق أنه يمكن للجن أن يتزوجوا من الإنس ، والعكس قد يكون صحيحا 3.06 3.34 2454 6.6 0.0001


علاقة التدين بالمعتقدات الخاطئة حول ظاهرة السحر والشعوذة:
يوضح الجدول رقم (9) علاقة تدين الفرد بوجود معتقدات ذات علاقة بالسحر والشعوذة لديه. وتدل النتائج على أنه كلما زاد التدين لدى الفرد زادت معارضته لتلك المعتقدات وعدم قبوله إياها، إذ إن معظم معاملات الارتباط بين كل اعتقاد ومستوى التدين كانت سالبة وذات دلالة إحصائية. وبعبارة أخرى فإن النتائج تدل على أن الأفراد الأقل تدينا أكثر عرضة للوقوع في هذه المعتقدات الخاطئة، ومن هذه المعتقدات:
- الكثير من المشكلات الزوجية والصحية لا يحلها إلا الساحر.
- في نظري أن الاستعانة بالسحر تفيد في حل المشكلات الزوجية.
- أعتقد أن تعليق الحجاب والتعاويذ لا يضر إذا لم ينفع.
- أعتقد أن السحر يفيد في علاج الأمراض المستعصية التي ليس لها علاج عند الأطباء.
- إذا كانت المرأة حاملا في شهرها التاسع، فلا ينبغي لها أن تزور المرأة النفساء.
- حينما يجرب الإنسان كل الطرق دون فائدة لحل مشكلة ما، فمن حقه أن يستعين بالسحرة.
- استخدام السحر أو " الدنبوشي " من الأسباب التي تجلب الفوز في المباريات الرياضية.
فالمعتقدات السابقة أكثر انتشارا عند الأفراد الأقل تدينا من بين المشاركين في الدراسة الحالية. وهذه النتائج المطردة تدل على أهمية التدين والإيمان بالله  في الحد من الوقوع في شر هذه الاعتقادات الخطيرة على عقيدة المسلم وصحته الجسمية والنفسية وسلامة أهله وماله. فتقوية الإيمان بالله هي السبيل الأمثل للوقاية من هذه المعتقدات.

الجدول رقم (9)
يبين علاقة التدين بالمعتقدات الخاطئة حول ظاهرة السحر والشعوذة لدى عينة البحث

م العبارة معامل الارتباط مستوى الدلالة الملاحظات
1 تعليق تعويذة أو حجاب يفيد في منع الحسد 0.11 0.0001
2 السحر يفيد في علاج بعض الأمراض النفسية 0.13 0.0001
3 لا أعتقد أن استخدام السحر في عمل الخير محرم 0.10 0.0001
4 صب الماء البارد على مرق ذبائح العرس يؤدي إلى العجز الجنسي " الربط " لدى العريس 0.07- 0.001
5 عمل " العمل " للآخرين طريقة مقبولة لضمان محبتهم 0.09- 0.0001
6 قراءة الفنجان تساعد على معرفة المستقبل 0.10- 0.0001
7 الأولياء مكشوف عنهم " الحجاب " ويعرفون ما سيحدث في المستقبل 0.03- غير دالة


تابع الجدول رقم (9)
يبين علاقة التدين بالمعتقدات الخاطئة حول ظاهرة السحر والشعوذة لدى عينة البحث
م العبارة معامل الارتباط مستوى الدلالة الملاحظات
8 السكن في المنزل الجديد يتطلب وضع البخور فيه لمدة ثلاثة أيام الطرد الشياطين 0.07- 0.0001
9 وضع لوحة قرآنية على باب المنزل يمنع العين 0.10- 0.0001
10 أميل إلى قراءة الكتب التي تعلم السحر 0.05- 0.05
11 أتشاءم من رؤية بعض الأشخاص 0.2- 0.0001
12 عمل الحجاب للعروسين يوفق بينهما ويمنع عنهما الحسد 0.08- 0.0001
13 رؤية القط الأسود في أول النهار دليل شؤم 0.13- 0.0001
14 تعليق الخرز الأزرق في رقبة المريض يساعد على شفائه 0.08- 0.0001
15 لا أشك في صحة تنبؤات الأبراج في الصحف والمجلات 0.06- 0.01
16 تعليق الخرزة الزرقاء في رقبة الطفل تحميه من العين 0.08- 0.0001
17 إشعال البخور في المنزل يوميا يطرد الشياطين والأرواح الشريرة 0.03- غير دالة
18 ذبح الخروف على عتبة المنزل الجديد يمنع العين والحسد 0.04- غير دالة
19 قراءة الكف تفيد في معرفة المستقبل 0.07- 0.001
20 رؤية الشخص الأعور في بداية اليوم تجلب النحس 0.13- 0.0001
21 تعليق الخرز أو التميمة يشعرني بالسعادة والأمان 0.08- 0.0001
22 إذا لم يكن أمامي إلا السحر لضمان استمرار محبة من أحب فإنني لا أمانع من استخدامه 0.13- 0.0001
23 سبق أن تعاملت مع من يقرؤون الطالع " البخت " 0.09- 0.0001
24 لا أجد حرجا في تعليق الخرز الأزرق للحماية من الحسد 0.02- غير دالة
25 لا أمانع من قراءة بعض الطلاسم إذا كانت ستحل لي مشكلاتي 0.10- 0.0001
26 بعض الأشخاص يلبسون خيوطا على شكل أساور لمنع الأذى 0.07- 0.0001
27 بعض الأفراد يعالج العقم والضعف الجنسي عن طريق السحر 0.15- 0.0001
28 القيام بالذبح وإهراق دم الذبيحة في المنزل الجديد يجلب البركة 0.06- 0.0001
29 استخدام السحر أو " الدنبوشي " من الأسباب التي تجلب الفوز في المباريات الرياضية 0.15- 0.0001
30 يمكن التنبؤ بما سيقع في المستقبل عن طريق التنجيم 0.07- 0.0001
31 بعض الأفراد يقومون بالتفريق بين الزوجين عن طريق السحر 0.09- 0.0001
32 أستمتع ببرامج " قراءة الأبراج " في الإذاعة والتلفاز ، وأصدق ما يرد فيها 0.08- 0.0001
33 تسمية المولود باسم غريب أو قبيح يمنع عنه الموت 0.06- 0.01
34 أود أن يتاح لي أن أزور من يستطيع إخباري عن المستقبل 0.15- 0.0001
35 أعتقد أن تعليق " خرزة التولة " تضمن المحبة بين الزوجين 0.10- 0.0001
36 أعتقد أن تعليق الودع ( أحجار يقذفها البحر ) يحمي من العين 0.10- 0.0001
37 سبق لي أن حضرت مجالس تحضير الأرواح 0.10- 0.0001
38 تعليق الحجب والتعاويذ على أعضاء الجسم يفيد في الحماية من العين 0.07- 0.001
39 لا أشك في أن الحجب والتعاويذ تجلب السعادة والحظ لمن يرتديها 0.09- 0.0001
40 أعتقد أن تعليق الحجاب والتعاويذ لا يضر إن لم ينفع 0.14- 0.0001
41 أعتقد أن " التحويطة " تعود على من يعلقها بالخير 0.13- 0.0001
42 السحر يفيد في علاج الأمراض والمشكلات النفسية فقط 0.15- 0.0001
43 أعتقد أن السحر الحقيقي والمؤثر لا وجود له 0.06- 0.01
44 في نظري أن السحر هو العلاج الوحيد لمن كان مسحورا 0.11- 0.0001
45 من يستخدم السحر في الخير فقط لا يكفر ، والسحر الأسود الذي يستخدم لإيذاء الآخرين ، هو المحرم فقط. 0.08- 0.0001
46 بعض الأفراد يذهبون إلى السحرة لحل مشكلاتهم 0.12- 0.0001
47 الكثير من المشكلات الزوجية والصحية لا يحلها إلا الساحر 0.18- 0.0001
48 حينما يجرب الإنسان كل الطرق دون فائدة لحل مشكلة ما ، فمن حقه أن يستعين بالسحرة 0.14- 0.0001
49 لا شك عندي أن الحسد هو السبب وراء كثير من مشكلاتي 0.05- 0.01
50 في نظري أن الاستعانة بالسحر تفيد في حل المشاكل الزوجية 0.17- 0.0001
51 بعض الأفراد يستطيعون التنبؤ بما يحدث في المستقبل 0.11- 0.0001
52 بعض الأرقام (مثل رقم 13) فأل شؤم ولذلك أتشاءم من رؤيتها 0.09- 0.0001
53 ليس عندي شك في أن الأشباح حقيقة ، ويمكن تسليطها على الناس من قبل العرافين 0.09- 0.0001
54 تحضير الأرواح هو الوسيلة الوحيدة للاتصال بالأموات والتحدث مع أرواحهم 0.11- 0.0001
55 إذا سمعت نعيق البوم ألزم المنزل ولا أغادره 0.03- غير دالة
56 أعتقد أن بعض المعالجين الشعبيين الذين يعالجون المرضى يستخدمون الجن لمساعدتهم في معالجة مرضاهم 0.12- 0.0001
57 المعالج الذي يقوم بمخاطبة الجن بغير اللغة العربية يمارس الشعوذة 0.03- غير دالة
58 أعرف أن أمرا سيئا سيحدث لي إذا رأيت كلبا أسود 0.06- 0.01
59 أصدق المعالجين الذين يقولون بإمكان وجود مئات أو آلاف الجن في جسد المريض 0.09- 0.0001
60 أشعر أن الأمراض الجسمية المستعصية كالسرطان تحدث بسبب المس 0.03- غير دالة
61 أعتقد أن السحر يفيد في علاج الأمراض المستعصية التي ليس لها علاج عند الأطباء 0.17- 0.0001
62 الاتصال بالقرين من الأمور التي يختص بها أصحاب الكرامات 0.09- 0.0001
63 أعتقد أن مس الجن " التلبس " هو السبب وراء كثير من المشكلات والأمراض النفسية -0.005 غير دالة
64 أشعر أن يوم الثلاثاء هو يوم النحس من أيام الأسبوع 0.06- 0.01
65 لا شك لدي في أن مس الجن يصيب النساء والأطفال أكثر من غيرهم 0.04- غير دالة
66 المعالج الذي يستطيع أن يطرد الجن من المرضى يستطيع كذلك أن يحضرهم 0.06- 0.01
67 وضع المصحف في السيارة يمنع سائقها من الوقوع في الحوادث 0.13- 0.0001
68 أنا ممن يصدق أن الضرب على الخشب يمنع وقوع العين 0.08- 0.0001
69 إذا كانت المرأة حاملا في شهرها التاسع فلا ينبغي لها أن تزور المرأة النفساء 0.16- 0.0001
70 أكل البصل يوم الجمعة يجلب النكد 0.05- 0.01
71 كسر الإناء بعد الضيف غير المرغوب فيه ، يمنع عودته مرة أخرى
0.11- 0.0001
72 قص الأظافر أمام الآخرين يسبب الكراهية والعداوة 0.10- 0.0001
73 عندما يحفر النمل عند باب المنزل ، ويترك الرمل خارج الحفرة ، فإن ذلك يعني ترك المنزل ، أو موت أحد ساكنيه 0.08- 0.0001
74 أنا ممن يصدق أنه يمكن للجن أن يتزوجوا من الإنس ، والعكس قد يكون صحيحا 0.10- 0.0001


ثانيا : تفشي الممارسات ذات العلاقة بالسحر والشعوذة:
لقد كان المحور الثاني من محاور البحث يدور حول معرفة مدى تفشي بعض الممارسات الخاطئة ذات العلاقة بالسحر والشعوذة بين أفراد المجتمع. وقد خصص لهذا الهدف تسع وثلاثون عبارة أطلق عليها " مقياس الممارسات " تمثل أبرز الممارسات التي لها علاقة بالسحر والشعوذة، تم التوصل إليها من خلال الدراسة الأولى، ومن خلال الاطلاع على عدد كبير من المقالات التي كتبت عن السحر والشعوذة في وسائل الإعلام المختلفة.
والجدول رقم (10) يوضح نسبة تفشي تلك الممارسات الخاطئة التي لها علاقة بالسحر والشعوذة بين أفراد العينة مرتبة تنازليا من الممارسات الأكثر إلى الأقل تفشيا. ويلاحظ أن عددا منها يتمثل في ممارسات ليست من السحر بقدر ما هي من علامات تصديق العرافين والمشعوذين الذين يسعون إلى ابتزاز عامة الناس من خلال بيعهم تلك الزيوت وعبوات المياه التي يزعمون أنه تمت القراءة عليها من قبل أفراد مشهود لهم بالخير في ظهر الغيب. أي أن القراءة حسب قولهم تمت لتناسب كل من أراد أن يشتري هذه الزيوت والعبوات. ولذلك كانت ممارسة التدهن بالزيت المقروء عليه (37.9 %) وممارسة شراء عبوات المياه (34.0 %) أكثر الممارسات تفشيا بين الناس. يليها ترديد كل حرف من حروف لفظ الجلالة " الله " مفردا عددا من المرات اعتقادا في بركة هذا اللفظ. وهذا خلاف ما ورد في الأحاديث الصحيحة من الأدعية المأثورة من مثل " سبحان الذي لا يضر مع اسمه شيء "، " وأعوذ بالله من كل هامة ولامة "... الخ. كذلك جاءت نسبة تفشي ممارسة تعليق الآيات والأذكار على جدران المنازل منعا للعين مرتفعة حيث أفاد (23.7 %) من أفراد العينة أنهم يمارسون ذلك. ولا شك أن هذا لم يرد عن الرسول  أو أصحابه. والملاحظ أن هذه الممارسة بدأت تظهر بشكل واضح في كثير من المدن على بوابات المنازل وخاصة بوابة الاستقبال في العقدين الأخيرين وذلك بسبب الاعتقاد الخاطئ بأنها تمنع وقوع العين من العيان أو الحاسد.
ومن النتائج التي برزت: تفشي ممارسة متابعة أبراج الحظ والتنجيم من خلال الصحف والمجلات حيث بلغت نسبة من يمارس ذلك (23.1 %) وهي نسبة مرتفعة خاصة إذا علمنا أن المجلات والصحف المحلية لا تنشر ذلك وإنما يتابعها هؤلاء في تلك المجلات الوافدة.
صحيح أن البعض قد يقرؤها من باب حب الاستطلاع أو الفضول، ولكن مجرد متابعة هذه النسبة المرتفعة لهذه الخرافات التي تقوم على أساس التنبؤ بالمستقبل من خلال برج الشخص، يستلزم معالجة هذه الظاهرة وتوعية الأفراد بما يمكن أن تفضي إليه من نقص كمال التوكل على الله وعدم تصديق من يدعون معرفة الغيب.
ومن الممارسات الغريبة على مجتمعنا ممارسة وضع المصحف في السيارة أو المنزل لمنع الحوادث والحسد عمن يملك هذه الأشياء، حيث بلغت نسبة من يمارسون هذه العادة (21.0 %). صحيح أن القرآن الكريم هو دستور المسلمين أمروا أن يتعبدوا بتلاوته ويطبقوا ما جاء فيه ولكن تعليقه دون تلاوة ما فيه لا يغني شيئا فضلا عن أن هذه بدعة ليس لها ما يسندها من الكتاب والسنة. ومثل ذلك عادة منتشرة بين كثير من الناس (17.9 %) وهو عادة تعليق آية الكرسي في السيارة لمنع الحوادث، بل إن بعضهم يبالغ في ذلك فيعلقها في مرآة السيارة وعلى الأبواب من الداخل، اعتقادا أن ذلك سيمنع وقوع الحوادث. وهذا بالطبع غير صحيح، فالمأثور عن الرسول  هو دعاء السفر المشهور الوارد في صحيح مسلم: عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما {أن رسول الله  كان إذا استوى على بعير خارجا إلى سفر، كبر ثلاثا ثم قال:       •   .. الحديث "}.
ومن الممارسات ممارسة حضور مجالس الزار أو " رقص الزيران " التي أفاد (16.1 %) من أفراد العينة أنهم يمارسونها، وهي عادة تنتشر بين بعض شرائح المجتمع يصاحبها بعض التصرفات غير الشرعية وخاصة التحاور مع الجن أو الادعاء بأن الجن تفضل أهزوجة ( أو أغنية ) محددة ليترك المصروع وذلك بعد أداء تلك الأهزوجة من قبل فرقة ضرب " الطار " أو " الدف ". وهذه الممارسة تتم في بعض مناطق المملكة بشكل دوري وخاصة في مناسبات الزواج والأفراح الأخرى.
كذلك ظهر من التحليل أن ممارسة تعليق تمائم من القرآن للوقاية من الأمراض منتشرة، إذ أفاد (10.8 %) من عينة البحث بأنهم يمارسونها. وكثير من الناس لا يرى أن ذلك مخالف للشرع ويستغربون إنكاره. وكما سبقت الإشارة فإن القرآن كتاب يتعبد بتلاوته على الوجه الذي ورد عن رسول الله  ولكن تعليقه أو بعض منه كتمائم لا ينبغي، وقد أفتت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في المملكة العربية السعودية (فتوى رقم 1545) بأنه ممنوع لثلاثة أمور:
الأول: عموم أحاديث النهي عن تعليق التمائم ولا مخصص لها، الثاني: سد الذريعة...، الثالث: أن ما علق من ذلك يكون عرضة للامتهان في حال قضاء الحاجة والاستنجاء ونحو ذلك (المجلد الأول: ص203).
ويظهر من الجدول أيضا عدد من الممارسات الخاطئة التي يمكن اعتبارها ظواهر في طور البروز، إذ بلغت نسبة تفشيها ما بين ( 5 – 10 % ) كما أفاد أفراد عينة البحث. ومن هذه الممارسات استخدام البخور لطرد الجن وخاصة من المنازل (8.4 %)، والذهاب إلى العرافين عند ضياع شيء ما للإرشاد إلى مكانه (6.9 %). والاستعانة بساحر لفك السحر (5.7 %)، وإهراق الدم عند امتلاك سيارة جديدة (5.4 %) والذهاب إلى من يقرأ الفنجان لمعرفة الحظ (5.3 %) ومشاهدة الجن والتحدث إليهم (5.0 %).
ولعل من أخطر هذه الممارسات الاستعانة بالسحرة لفك السحر، فهي تدل على ضعف اليقين بل قد تخرج الإنسان من الإسلام والعياذ بالله. ولقد ذكرنا سابقا آراء العلماء في فك السحر بالسحر أو ما يسمى بالنشرة.
كما يظهر من الجدول العديد من الممارسات التي لا نستطيع أن نقول إنها أصبحت في حكم الظواهر ولكن نعتقد أن الحذر والحيطة يتطلبان سرعة وأد هذه الممارسات في مهدها قبل أن تستفحل، خاصة وأن بعضها خطير على الفرد والمجتمع، مثل ذبح ذبيحة عند باب المنزل الجديد (4.9 %) اعتقادا أن ذلك يمنع سكان المحل من الجن من إيذاء أهل الدار، وحضور مجالس تحضير الأرواح (4.6 %) التي بدأت تنتشر بين الشباب، وخاصة في المرحلة الثانوية. إضافة إلى ذلك الذهاب إلى الكهان (4.1 %) لقراءة الكف وضرب الودع أو فتح المندل (3.9 %) أو عمل النشرة (3.9 %) وسؤال المنجمين في الإذاعات والفضائيات (3.8 %) وهي ظاهرة حديثة انتشرت بعد انتشار وسائل الاتصال الفضائية على المستوى الدولي. إضافة إلى وضع الخرز (3.8 %) وعمل السحر للانتقام من الآخرين (3.6 %) واستشارة العرافين (3.7 %) والذهاب إلى السحرة لعلاج الأمراض النفسية المستعصية (3.6 %) أو استشارتهم (3.5 %) في حل المشكلات الزوجية، وهذا كله مخالف للدين ويوقع الفرد في مشاكل لا حصر لها إضافة إلى أنه قد يتعرض للابتزاز وازدياد مشكلته سوءا.
وإن كان لنا من تعليق على هذه النتائج فإنه يتلخص فيما يلي:
1 - أن هذه الممارسات تدل على جهل ملحوظ بالعقيدة الصحيحة، وتتضمن نقصا في الإيمان بالله والتوكل عليه.
2 - أنها مؤشر خطير على قلة التوعية المدروسة لمعالجة المشكلات الحقيقية التي تعترض الناس مما يجعلهم يلجؤون إلى هذه الممارسات كحل لما يعانون منه. ولا شك أن الوعي بمخاطر هذه الممارسات ووجود المؤسسات الحكومية أو شبه الحكومية التي تتولى تقديم الخدمات الصحية والاجتماعية بكفاءة سيقلل من هذه الممارسة.
3 - أن بعض هذه الممارسات يتطلب تضافر أكثر من مؤسسة اجتماعية لأنها تمس عقيدة الفرد وصحته النفسية والجسمية وعلاقاته الاجتماعية وكل منها له مجاله وعلماؤه.
4 - إن وجود برامج توعية تقوم على دراسة الواقع ومعرفة طبيعة المشاكل الاجتماعية والنفسية والطبية والمادية التي تجعل الأفراد يلجؤون إلى هذه الممارسات أمر ضروري ويتطلب البحث المستمر في هذه الظواهر والممارسات بشكل أكثر عمقا وتفصيلا، مع التقويم المستمر لفعالية هذه البرامج في الحد من هذه الممارسات.

الجدول رقم (10)
يبين نسبة تفشي الممارسات الخاطئة التي لها علاقة بظاهرة السحر والشعوذة بين أفراد العينة مرتبة من الأكثر إلى الأقل تفشيا
م العبارة العدد ن= 2690 النسبة ( %)
1 التدهن بالزيت المقروء عليه للعلاج من المرض 1014 (37.7 %)
2 شراء عبوات من الماء المقروء عليه من محلات العطارة للعلاج 919 (34.2 %)
3 ترديد كل حرف من حروف اسم الجلالة " الله " عددا من المرات كل يوم للحصول على البركة والرزق 815 (31 %)
4 تعليق الآيات والأذكار على جدران المنزل منعا للعين 633 (23.7 %)
5 متابعة أبراج الحظ والنجوم التي تنشر في الجرائد والمجلات 617 (23.1 %)
6 تعليق المصحف أو وضعه في السيارة أو المنزل حماية من الحسد والحوادث 561 (21 %)
7 تعليق آية الكرسي في السيارة لمنع الحوادث 477 (17.9 %)
8 حضور مجالس " الزار " أو " رقص الزيران " 432 (16.1 %)


تابع الجدول رقم (10)
يبين نسبة تفشي الممارسات الخاطئة التي لها علاقة بظاهرة السحر والشعوذة بين أفراد العينة مرتبة من الأكثر إلى الأقل تفشيا
م العبارة العدد ن= 2690 النسبة ( %)
9 تعليق تمائم من القرآن للوقاية من الأمراض 289 (10.8 %)
10 استخدام البخور لطرد الجن من المنزل 224 (8.4 %)
11 الذهاب إلى العرافين عند فقدان شيء عزيز ليرشدوني إلى مكان وجوده 184 (6.9 %)
12 الاستعانة بساحر لفك السحر 163 (5.7 %)
13 إهراق الدم عند امتلاك سيارة جديدة 145 (5.4 %)
14 الذهاب إلى من يقوم بقراءة الفنجان لمعرفة الحظ 141 (5.3 %)
15 مشاهدة الجن والتحدث إليهم 134 (5 %)
16 ذبح ذبيحة عند باب المنزل الجديد 132 (4.9 %)
17 رش الملح في المناسبات السعيدة لمنع الحسد 132 (4.9 %)
18 حضور مجالس تحضير الأرواح 122 (4.6 %)
19 الذهاب إلى كاهن لقراءة الكف 109 (4.1 %)
20 ضرب الودع أو فتح الكتاب ، لمعرفة ما يمكن أن يحدث لي في المستقبل 105 (3.9 %)
21 عمل النشرة لفك السحر 104 (3.9 %)
22 الاتصال بالقنوات الفضائية أو برامج المذياع لسؤال المنجمين عن أمور المستقبل 102 (3.8 %)
23 وضع خرز للحماية من الحسد 101 (3.8 %)
24 عمل السحر للانتقام من شخص قام بإيذائي 99 (3.6 %)
25 استشارة بعض العرافين قبل اتخاذ أي قرار مهم 99 (3.7 %)
26 الذهاب إلى ساحر لحل مشكلة نفسية 96 (3.6 %)
27 استشارة السحرة في حل المشكلات الزوجية 94 (3.5 %)
28 الاتصال " بأصفياء الله " لمعرفة ما يخبؤه المستقبل 92 (3.4 %)
29 الذهاب إلى من يقوم بالتنجيم للتعرف على ما يخبؤه المستقبل 87 (3.3 %)
30 وضع تميمة للحماية من العين أو المرض 86 (3.2 %)
31 لبس خاتم له فص أزرق للحماية من الحسد 84 (3.1 %)
32 وضع ربط " عزيمة " لشخص لا أحبه 83 (3.1 %)
33 عندما أقابل من أخاف منه ، أضع الإصبع الوسطى فوق السبابة لئلا تصيبني العين 75 (2.8 %)
34 تعليق قطعة من الذهب ، أو خرزة لدفع العين 70 (2.6 %)
35 تعليق الخرزة السوداء بالسيارة لاتقاء العين 69 (2.6 %)
36 استخدام الزهر للتنبؤ بما سيحدث في اليوم 67 (2.5 %)
37 لبس خيط على شكل سوار دفعا للأذى ، أو جلبا للحظ 63 (2.4 %)
38 الذهاب إلى ساحر لتحسين وضعي المادي 56 (2.1 %)
39 الضرب على الرمل لمعرفة المستقبل 47 (1.8 %)


الفروق بين الذكور والإناث في الممارسات ذات العلاقة بالسحر والشعوذة:
نود أن نشير هنا إلى أن المقياس يعطي الدرجة الأقل للأكثر ممارسة حيث إن الرقم (1) يمثل الاختيار الأول وهو: أمارسه دائما، والرقم (2) يمثل الاختيار الثاني وهو: أمارسه غالبا، والرقم (3) يمثل الاختيار الثالث وهو: أمارسه أحيانا، والرقم (4) يمثل الاختيار الرابع وهو: لا أمارسه إطلاقا. وعليه فكلما كانت قيمة المتوسط عالية دل ذلك على قلة إتيان الممارسة الخاطئة.
يتضح من الجدول رقم (11) أن الجنس له تأثير على عدد من الممارسات التي لها علاقة بالسحر والشعوذة، ومن هذه الممارسات تعليق الخرزة السوداء في السيارة لاتقاء العين، حيث وجد أن هنالك فرقا له دلالة إحصائية عند مستوى الدلالة (0.05) بين الذكور والإناث حيث يمارس عدد أكبر من الرجال (متوسط = 3.95) هذا العمل مقارنة بأقرانهم من النساء (المتوسط = 3.97). ويمكن تفسير هذا في ضوء تعلق الشباب بسياراتهم حيث إن السيارة هي لعبة الرجل المفضلة كما يقال أحيانا. وهذه الممارسة ربما تفسر لنا ظاهرة انتشار تعليق بعض أنواع الخرز المتعدد الأشكال في السيارة وهو موجود في صور متعددة لدى محلات الزينة الخاصة بالسيارات. كذلك يتضح من الجدول أن النساء أقل ميلا (متوسط = 3.98) من الرجال (متوسط = 3.96) في استخدام لعبة الزهر أو ما يقوم مقامها من ودع وحجر وخط في الرمل للتنبؤ بما سيحدث في المستقبل.
وربما يعود ذلك إلى انتشار ممارسة لعبة الزهر بين الرجال، إضافة إلى قلة ولع النساء بمحاولة معرفة المستقبل والتنبؤ بما سيقع فيه مقارنة بالرجال، وخاصة في مجال الأسرة والعمل والدراسة التي يحقق الرجال من خلالها طموحاتهم وهوياتهم. وهذا الأمر يمكن تفسيره في إطار التصور الذي تحمله كثير من النساء حول قلة الحيلة التي تملكها المرأة للتحكم في حياتها بصورة أفضل، فالمجتمع ممثلا في الأسرة غالبا ما يحدد لهن نوعية العمل والدراسة وغير ذلك مما لا يستدعي فضول المرأة لمحاولة التنبؤ بالمستقبل.
أما بالنسبة لعبارة " شراء عبوات من الماء المقروء عليه من محلات العطارة للعلاج " وعبارة " التدهن بالزيت المقروء عليه للعلاج من المرض " مما يبدو أيضا أن النساء أكثر ميلا لممارستهما، فإن ذلك ينسجم أحيانا مع الدور الموكل للمرأة، والذي يجعلها تهتم بصحة من في المنزل، خاصة إذا علمنا أن التصاقها بحياة الأطفال اليومية وحرصها على حمايتهم من العين والحسد يجعلها تهتم بمثل هذه الممارسات أكثر من الرجل الذي قد يمارسها أيضا ولكن من خلال المرأة التي تقوم بإحضارها له أو إقناعه والتأثير عليه بجدواها وفاعليتها، فينفذ استجابة لرغبتها دون أن يكلف عناء البحث في مسألة حلها وحرمتها.

الجدول رقم (11)
يوضح الفروق بين الذكور والإناث في الممارسات التي لها علاقة
بظاهرة السحر والشعوذة بين أفراد العينة
م العبارة ن=2690 العدد (n) المتوسط (mean) الانحراف المعياري (std.) اختيار (ت) (t-test) درجة الحرية (df) الدلالة (tailed sig)
1 تعليق الخرزة السوداء بالسيارة لاتقاء العين ذكور= 1534
إناث = 1118 3.95
3.97 0.31
0.22 2.338 2650 0.02
2 استخدام الزهر للتنبؤ بما سيحدث في اليوم ذكور = 1529
إناث = 1112 3.96
3.98 0.26
0.17 2.212 2613 0.03
3 شراء عبوات من الماء المقروء عليه من محلات العطارة للعلاج ذكور = 1531
إناث = 1112 3.58
3.49 0.71
0.77 2.93 2379 0.003
4 التدهن بالزيت المقروء عليه للعلاج من المرض ذكور = 1532
إناث = 1118 3.49
3.41 0.80
0.84 2.54 2335 0.01

العلاقة بين العمر وكل ممارسة من الممارسات الخاطئة التي لها علاقة بظاهرة السحر والشعوذة:
لقد تم بحث العلاقة بين متغير العمر وكل ممارسة من الممارسات التي لها علاقة بالسحر والشعوذة، وبعد تحليل النتائج اتضح أن هنالك عشر ممارسات ترتبط ارتباطا إيجابيا ذا دلالة إحصائية مع متغير العمر، أي أنه كلما تقدم الشخص في العمر ازداد رفضه لتلك الممارسات وابتعاده عنها باعتبار أن أعلى درجة في المقياس هي للخيار " لا أمارسه إطلاقا ".
ولا شك أن التقدم في السن يرتبط بمتغيرات كثيرة تساعد على نضج الإنسان وتحد من وقوعه في هذه الممارسات، ومن هذه المتغيرات التعليم وطلب العلم الشرعي واتضاح الرؤية في كثير من الأمور، وفوق كل هذا وذاك التجربة أو الخبرة التي يمر بها الإنسان كل يوم في الحياة مما يكسبه المعرفة ويتعلم منها الفرد كيف يتعامل بموضوعية مع كثير من أمور الحياة التي تواجهه بدلا من الاتجاه إلى المشعوذين والسحرة لحل مشاكله اليومية.
ويظهر من الجداول (12) أن معاملات الارتباط ليست مرتفعة على الرغم من أن الدلالة الإحصائية لكل منها مرتفعة، وذلك بسبب كون العينة كبيرة. كما يتضح من الجداول أن أهم الممارسات التي كان لها علاقة ذات دلالة إحصائية بالعمر هي:
- متابعة أبراج الحظ والنجوم التي تنشر في الجرائد أو المجلات.
- حضور مجالس " الزار " أو " رقص الزيران ".
- تعليق المصحف أو وضعه في السيارة أو المنزل حماية من الحسد والحوادث.
- تعليق الآيات والأذكار على جدران المنزل منعا للعين.
- تعليق الخرزة السوداء بالسيارة لاتقاء العين.
- شراء عبوات من الماء المقروء عليه من محلات العطارة للعلاج.
- مشاهدة الجن والتحدث إليهم.
- استخدام البخور لطرد الجن من المنزل.
- تعليق آية الكرسي في السيارة لمنع الحوادث.
- عمل السحر للانتقام من شخص قام بإيذائي.

الجدول رقم (12)
يبين العلاقة الارتباطية ذات الدلالة الإحصائية بين العمر وكل ممارسة من الممارسات التي لها علاقة بظاهرة السحر والشعوذة لدى أفراد العينة

م العبارة ن = 2690 معامل الارتباط مستوى الدلالة الملحوظات
1 متابعة أبراج الحظ والنجوم التي تنشر في الجرائد أو المجلات 0.012 0.0001 ن = 2616
2 حضور مجالس " الزار " رقص " الزيران " 0.9 0.0001 ن= 2618
3 تعليق المصحف أو وضعه في السيارة أو المنزل حماية من الحسد والحوادث 0.064 0.001 ن=2610
4 تعليق الآيات والأذكار على جدران المنزل منعا للعين 0.07 0.001 ن= 2612
5 تعليق الخرزة السوداء بالسيارة لاتقاء العين 0.045 0.001 ن= 2620
6 شراء عبوات من الماء المقروء عليه من محلات العطارة للعلاج 0.06 0.005 ن= 2611
7 مشاهدة الجن والتحدث إليهم 0.06 0.003 ن= 2617
8 استخدام البخور لطرد الجن من المنزل 0.04 0.05 ن= 2602
9 تعليق آية الكرسي في السيارة لمنع الحوادث 0.06 0.005 ن= 2612
10 عمل السحر للانتقام من شخص قام بإيذائي 0.05 0.02 ن= 2612
ويلاحظ أن هذه الممارسات تبدو منسجمة مع مرحلة الشباب التي غالبا ما يسطر على الشباب فيها التعلق بالأشياء الغريبة والمثيرة التي قد لا يجدون من المعرفة والعلم الشرعي المبسط، الذي يخاطب العقول – كما هو الحال في هدي النبي  ولا يلغي مشاعر الخوف والرغبة في المغامرة وحب الاستطلاع، ما يشفي الغليل ويريح القلب ويبدد الشك ويقوي اليقين. لذلك تجد هذه الممارسات صدى مقبولا لدى هذه الفئة من أفراد المجتمع.
وربما يكون من الضروري إعادة النظر في بعض أساليب التنشئة الاجتماعية في مجتمعنا بما يكفل مساعدة أفراد المجتمع من الشباب وغيرهم في التغلب على الدوافع التي تدفعهم إلى مثل هذه الممارسات وتغيير الاتجاهات والقيم والمعايير التي تغريهم بممارستها.
وسواء تم ذلك من خلال الأسرة أو المدرسة أو المسجد أو عن طريق وسائل الإعلام أو من خلال جميع هذه الوسائط، فإن الأمر يتطلب جهدا كبيرا وعملا منظما يعتمد على إستراتيجية واضحة وتقويم موضوعي مستمر يعتمد على الدراسة الميدانية ويبتعد عن الانطباعات الشخصية والتعميمات الموروثة في الحكم على الظواهر الاجتماعية المتغيرة بتغير الأجيال والمثيرات المرتبطة بالعوامل الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والنفسية للأفراد والجماعات.
العلاقة بين المستوى التعليمي للأفراد والممارسات الخاطئة التي لها علاقة بظاهرة السحر والشعوذة لدى أفراد العينة:
من المتغيرات التي يعتقد بأن لها دورا مهما في الحد من الممارسات الخاطئة التي لها علاقة بالسحر والشعوذة متغير المستوى التعليمي، حيث يفترض أن ارتفاع المستوى التعليمي للفرد يجعله أكثر وعيا بأهمية البعد عن الممارسات المنهي عنها التي تتعارض مع الشرع والعقل.
وقد أوضحت نتائج دراسة العلاقة بين المستوى التعليمي للفرد والممارسات، أن هنالك عددا من الممارسات لها علاقة ذات دلالة إحصائية مع هذا المتغير. ويلاحظ من الجدول (13) أن أبرز ثلاث ممارسات من حيث مقدار معامل الارتباط بينها وبين المستوى التعليمي ما يلي: تعليق الخرزة السوداء بالسيارة لاتقاء العين، استشارة بعض العرافين قبل اتخاذ أي قرار مهم، والذهاب إلى العرافين عند فقدان شيء عزيز للإرشاد إلى مكان وجوده، وهذا يعني أنه كلما زاد المستوى التعليمي للفرد قلت هذه الممارسات لديه.
أما أقل ثلاث ممارسات ارتباطا بمتغير المستوى التعليمي فهي: ذبح ذبيحة عند باب المنزل الجديد، والاستعانة بساحر لفك السحر، والاتصال " بأصفياء الله " لمعرفة ما يخبؤه المستقبل. أي أن تعليق الخرز واستشارة العرافين قبل اتخاذ القرارات والذهاب إليهم عند فقد الأشياء ليدلوا على مكان وجودها، ممارسات تقل كلما ارتفع المستوى التعليمي للفرد. أما ذبح ذبيحة عند باب المنزل الجديد والاستعانة بساحر لفك السحر والاتصال بأصفياء الله، فإنها تبدو أقل ارتباطا بالمستوى التعليمي، مما يعني أنه ليس بالضرورة أن يكون الأفراد الذين يقومون بهذه الممارسات من ذوي المستوى التعليمي المنخفض. ويبدو أن هذه الممارسات قد تكون من الموروثات الاجتماعية التي يرثها الفرد من البيئة التي يتربى فيها بحيث يقبلها ولا يناقشها.

الجدول رقم (13)
يبين العلاقة الارتباطية ذات الدلالة الإحصائية بين المستوى التعليمي للأفراد وكل ممارسة من الممارسات التي لها علاقة بظاهرة السحر والشعوذة لدى أفراد العينة

م العبارة ن= 2690 معامل الارتباط مستوى الدلالة الملحوظات
1 الذهاب إلى ساحر لحل مشكلة نفسية 0.044 0.023 ن= 2603
2 وضع تميمة للحماية من العين أو المرض 0.043 0.027 ن= 2606
3 الاستعانة بساحر لفك السحر 0.039 0.049 ن= 2609
4 حضور مجالس تحضير الأرواح 0.043 0.03 ن=2606
5 وضع ربط " عزيمة " لشخص لا أحبه 0.057 0.004 ن=2609
6 ذبح ذبيحة عند باب المنزل الجديد 0.04 0.04 ن= 2611
7 إهراق الدم عند امتلاك سيارة جديدة 0.043 0.03 ن= 2600
8 رش الملح في المناسبات السعيدة لمنع الحسد 0.056 0.004 ن= 2625
9 تعليق الخرزة السوداء بالسيارة لاتقاء العين 0.090 0.0001 ن= 2613


الجدول رقم (13)
يبين العلاقة الارتباطية ذات الدلالة الإحصائية بين المستوى التعليمي للأفراد وكل ممارسة من الممارسات التي لها علاقة بظاهرة السحر والشعوذة لدى أفراد العينة
م العبارة ن= 2690 معامل الارتباط مستوى الدلالة الملحوظات
10 استخدام الزهر للتنبؤ بما سيحدث في اليوم 0.046 0.018 ن= 2602
11 الذهاب إلى العرافين عند فقدان شيء عزيز ليرشدوني إلى مكان وجوده 0.073 0.0001 ن= 2607
12 مشاهدة الجن والتحدث إليهم 0.063 0.001 ن=2610
13 استخدام البخور لطرد الجن من المنزل 0.041 0.038 ن=2595
14 عندما أقابل من أخاف منه ، أضع الإصبع الوسطى فوق السبابة لئلا تصيبني العين 0.048 0.013 ن=2605
15 لبس خاتم له فص أزرق للحماية من الحسد 0.068 0.0001 ن=2612
16 تعليق تمائم من القرآن للوقاية من الأمراض 0.068 0.001 ن=2609
17 استشارة بعض العرافين قبل اتخاذ أي قرار مهم 0.076 0.0001 ن= 2606
18 الاتصال " بأصفياء الله " لمعرفة ما يخبؤه المستقبل 0.040 0.043 ن= 2602
19 استشارة السحرة في حل المشكلات الزوجية 0.049 0.012 ن= 2606
20 الذهاب إلى ساحر لتحسين وضعي المادي 0.056 0.004 ن= 2608
21 عمل السحر للانتقام من شخص قام بإيذائي 0.040 0.04 ن=2605
22 ترديد كل حرف من حروف اسم الجلالة " الله " عددا من المرات كل يوم للحصول على البركة والرزق 0.057 0.004 ن= 2562

الفروق بين المتزوجين والعزاب في الممارسات الخاطئة التي لها علاقة بظاهرة السحر والشعوذة لدى أفراد العينة:
من المتغيرات التي أردنا أن نعرف دورها في الإقبال على ممارسات السحر والشعوذة، متغير الحالة الاجتماعية، أي هل هناك فرق بين المتزوجين والعزاب في هذه الممارسات ؟
وقد اقتصرنا على تحليل نتائج المتزوجين والعزاب لعدم وجود العدد الكافي للتحليل بين أفراد العينة من المطلقين والأرامل.
لقد أوضحت نتائج الدراسة الحالية كما يظهر من الجدول (14) أن الأفراد غير المتزوجين كانوا أكثر ميلا للقيام بممارسات السحر والشعوذة في جميع الممارسات التي كان هنالك فروق فيها بين المتزوجين وغير المتزوجين، حيث تشير قيم المتوسطات الأقل إلى الميل للموافقة على الممارسات المذكورة، وقيم المتوسطات الأعلى إلى الميل لرفض تلك الممارسات. وقد وجدت فروق ذات دلالة إحصائية في اثنتين وعشرين من التسع وثلاثين ممارسة التي سئل عنها أفراد العينة.
ويمكن أن تفسر هذه الفروق بالقول بأن غير المتزوجين أكثر قلقا وتوترا ومعاناة حينما يتعلق الأمر بالمستقبل الذي يلعب الزواج دورا مهما في تفكير الأفراد المستمر فيه. فالزواج هو اختيار شريك الحياة وبداية الطريق نحو بناء الأسرة التي تمثل امتدادا للفرد في هذه الحياة، وهو السكن والطمأنينة التي يحتاج إليها كل إنسان كما أشار القرآن الكريم إلى ذلك في قوله تعالى: {             ••   •       } ( ) [الروم: 21].

الجدول رقم (14)
يبين الفروق ذات الدلالة الإحصائية بين المتزوجين والعزاب في كل ممارسة من الممارسات التي لها علاقة بظاهرة السحر والشعوذة لدى أفراد العينة
م العبارة ن= 2690 متوسط غير المتزوجين متوسط المتزوجين اختبار (ت) (t-test) ( ) درجة الحرية
1 الذهاب إلى ساحر لحل مشكلة نفسية 3.94 3.97 2.79 1536
2 ضرب الودع أو فتح الكتاب ، لمعرفة ما يمكن أن يحدث لي في المستقبل 3.95 3.98 4.082 1624
3 متابعة أبراج الحظ والنجوم التي تنشر في الجرائد والمجلات 3.67 3.85 8.101 1468
4 وضع تميمة للحماية من العين أو المرض 3.95 3.98 3.160 1574
5 الاستعانة بساحر لفك السحر 3.91 3.96 3.49 1482
6 حضور مجالس تحضير الأرواح 3.93 3.97 3.38 1335


الجدول رقم (14)
يبين الفروق ذات الدلالة الإحصائية بين المتزوجين والعزاب في كل ممارسة من الممارسات التي لها علاقة بظاهرة السحر والشعوذة لدى أفراد العينة
م العبارة ن= 2690 متوسط غير المتزوجين متوسط المتزوجين اختبار (ت) (t-test) درجة الحرية
7 وضع ربط " عزيمة " لشخص لا أحبه 3.95 3.98 2.094 1160
8 الذهاب إلى من يقوم بقراءة الفنجان لمعرفة الحظ 3.93 3.96 2.156 1050
9 حضور مجالس " الزار " أو " رقص الزيران " 3.74 3.92 8.90 1800
10 تعليق المصحف أو وضعه في السيارة أو المنزل حماية من الحسد والحوادث 3.66 3.80 5.039 1288
11 تعليق الآيات والأذكار على جدران المنزل منعا للعين 3.60 3.79 6.17 1268
12 الاتصال بالقنوات الفضائية أو برامج المذياع لسؤال المنجمين عن أمور المستقبل 3.95 3.98 2.4 1316
13 شراء عبوات من الماء المقروء عليه من محلات العطارة للعلاج 3.52 3.66 4.7 1231
14 الذهاب إلى العرافين عند فقدان شيء عزيز ليرشدوني إلى مكان وجوده 3.89 3.96 4.15 1506
15 مشاهدة الجن والتحدث إليهم 3.93 3.98 5.34 1736
16 استخدام البخور لطرد الجن من المنزل 3.87 3.94 3.999 1535
17 تعليق تمائم من القرآن للوقاية من الأمراض 3.83 3.92 4.57 1411
18 الاتصال " بأصفياء الله " لمعرفة ما يخبؤه المستقبل 3.94 3.98 3.02 1209
19 تعليق آية كرسي في السيارة لمنع الحوادث 3.71 3.84 4.98 1343
20 استشارة السحرة في حل المشكلات الزوجية 3.94 3.97 2.16 1489
21 الذهاب إلى ساحر لتحسين وضعي المادي 3.96 3.99 2.76 1688
22 عمل السحر للانتقام من شخص قام بإيذائي 3.93 3.98 91.3 2058

الفروق بين من يعانون من بعض المشكلات وغيرهم في الممارسات الخاطئة التي لها علاقة بظاهرة السحر والشعوذة لدى أفراد العينة:
للتعرف على دور المشكلات في إقبال الأفراد على الممارسات التي لها علاقة بالسحر والشعوذة، أجري اختبار (ت) لمعرفة الفروق بين من يعانون من مشكلات (سواء كانت اجتماعية أو نفسية أو صحية أو مادية أو غير ذلك)، وغيرهم ممن ليس لديهم مشكلات.
وكما يوضح الجدول (15)، فإن نتائج التحليل أظهرت أن هنالك فروقا بين من يعانون من المشكلات ومن لا يعانون في الإقبال على الممارسات التي لها علاقة بالسحر والشعوذة، لصالح الذين لا يعانون. أي أن من يعانون من المشكلات أكثر إقبالا على القيام بهذه الممارسات في جميع الممارسات الثلاث والثلاثين التي وجد فيها فروق بين المجموعتين.
وهذه النتيجة متوقعة، فالمضطر – كما يقال – يركب البحر، ولذلك فقيام من يعانون من المشكلات بهذه الممارسات له – أحيانا – ما يبرره من وجهة نظر الشخص صاحب المشكلة.
من هذه الأسباب التي تبرر القيام بهذه الممارسات:
- الرغبة في التخلص السريع من المشكلة وبأقل تكلفة مادية واجتماعية.
- الجهل بطبيعة المشكلة وسوء تشخيصها، وبالتالي عدم معرفة من يمكن أن يلجأ إليه الفرد ليقوم بتخليصه منها.
- اليأس من حل المشكلة بعد المحاولات غير المجدية التي قام بها.
- القابلية للتأثر بكلام الآخرين ولو كان ذلك خلاف قناعاته الصحيحة.
- عدم العلم بالمنهج الإسلامي الصحيح في التعامل مع المشكلات المختلفة.

الجدول رقم (15)
يبين الفروق ذات الدلالة الإحصائية بين من يعانون المشكلات وغيرهم في الممارسات التي لها علاقة بظاهرة السحر والشعوذة لدى أفراد العينة
م العبارة ن= 2690 متوسط من لديهم مشكلات متوسط من ليس لديهم مشكلات اختبار (ت) درجة الحرية مستوى الدلالة
1 الذهاب إلى ساحر لحل مشكلة نفسية 3.90 3.97 4.00 1113 0.001
2 وضع خرز للحماية من الحسد 3.93 3.96 2.33 1309 0.02
3 ضرب الودع أو فتح الكتاب ، لمعرفة ما يمكن أن يحدث لي في المستقبل 3.92 3.97 3.43 1121 0.001


تابع الجدول رقم (15)
يبين الفروق ذات الدلالة الإحصائية بين من يعانون المشكلات وغيرهم في الممارسات التي لها علاقة بظاهرة السحر والشعوذة لدى أفراد العينة
م العبارة ن= 2690 متوسط من لديهم مشكلات متوسط من ليس لديهم مشكلات اختبار (ت) درجة الحرية مستوى الدلالة
4 متابعة أبراج الحظ والنجوم التي تنشر في الجرائد والمجلات 3.62 3.75 4.77 1362 0.0001
5 تعليق قطعة من الذهب ، أو خرزة لدفع العين 3.94 3.97 3.7 981 0.0001
6 الاستعانة بساحر لفك السحر 3.86 3.94 4.31 1122 0.0001
7 حضور مجالس تحضير الأرواح 3.90 3.96 3.68 1120 0.0001
8 عمل النشرة لفك السحر 3.91 3.96 3.28 1138 0.0001
9 وضع ربط " عزيمة " لشخص لا أحبه 3.92 3.97 3.39 1033 0.001
10 الضرب على الرمل لمعرفة المستقبل 3.96 3.99 2.48 1051 0.01
11 الذهاب إلى كاهن لقراءة الكف 3.91 3.96 3.17 1182 0.002
12 الذهاب إلى من يقوم بالتنجيم للتعرف على ما يخبئه المستقبل 3.92 3.97 3.43 1178 0.001
13 ذبح ذبيحة عند باب المنزل الجديد 3.90 3.95 2.75 1242 0.006
14 الذهاب إلى من يقوم بقراءة الفنجان لمعرفة الحظ 3.90 3.95 3.73 1285 0.0001
15 حضور مجالس " الزار " أو " رقص الزيران " 3.66 3.85 6.90 1208 0.0001
16 إهراق الدم عند امتلاك سيارة جديدة 3.89 3.94 3.09 1233 0.002
17 تعليق المصحف أو وضعه في السيارة أو المنزل حماية من الحسد والحوادث 3.59 3.75 5.05 1390 0.0001
18 رش الملح في المناسبات السعيدة لمنع الحسد 3.93 4.00 2.59 1699 0.01
19 تعليق الآيات والأذكار على جدران المنزل منعا للعين 3.56 3.69 3.90 1491 0.0001
20 استخدام الزهر للتنبؤ بما سيحدث في اليوم 3.96 3.98 2.24 1268 0.03
21 شراء عبوات من الماء المقروء عليه من محلات العطارة للعلاج 3.48 3.57 2.89 1511 0.004
22 الذهاب إلى العرافين عند فقدان شيء عزيز ليرشدوني إلى مكان وجوده 3.84 4.94 4.82 1120 0.0001
23 مشاهدة الجن والتحدث إليهم 3.89 3.95 3.94 1210 0.0001
24 استخدام البخور لطرد الجن من المنزل 3.85 3.90 2.20 1428 0.03
25 التدهن بالزيت المقروء عليه للعلاج من المرض 3.31 3.55 6.42 1399 0.0001
26 عندما أقابل من أخاف منه ، أضع الإصبع الوسطى فوق السبابة لئلا تصيبني العين 3.93 3.97 2.73 1142 0.006
27 تعليق تمائم من القرآن للوقاية من الأمراض 3.80 3.87 2.73 1392 0.006
28 الاتصال " بأصفياء " الله لمعرفة ما يخبئه المستقبل 3.93 3.96 2.18 1401 0.03
29 تعليق آية الكرسي في السيارة لمنع الحوادث 3.68 3.76 2.92 1533 0.004
30 استشارة السحرة في حل المشكلات الزوجية 3.92 3.96 2.46 1180 0.014
31 الذهاب إلى ساحر لتحسين وضعي المادي 3.93 3.98 3.74 969 0.0001
32 عمل السحر للانتقام من شخص قام بإيذائي 3.92 3.98 3.51 1158 0.0001
33 ترديد كل حرف من حروف اسم الجلالة " الله " عددا من المرات كل يوم للحصول على البركة والرزق 3.36 3.46 2.53 1560 0.011
العلاقة بين الاعتقاد في كفاءة العلاج الشعبي وكل ممارسة من الممارسات الخاطئة التي لها علاقة بظاهرة السحر والشعوذة.
يوجد اتجاه إيجابي أحيانا نحو العلاج الشعبي لدى بعض الشرائح الاجتماعية، وهذا الاتجاه الإيجابي يكون عاما بحيث نجد البعض يعتقد في كفاءة العلاج الشعبي بكل صوره ولا يستثني منه شيئا حتى الممارسات التي لها علاقة بالسحر والشعوذة.
والجدول (16) يوضح نتائج تحليل العلاقة بين الاعتقاد في كفاءة العلاج الشعبي والممارسات التي لها علاقة بالسحر والشعوذة، حيث وجد أن هنالك علاقة ارتباطية إيجابية ذات دلالة إحصائية عند مستوى 0.05 أو أقل بين الاعتقاد في كفاءة العلاج الشعبي وأربع وثلاثين ممارسة من الممارسات، أي أنه كلما زادت ثقة الفرد في كفاءة العلاج الشعبي زاد إقباله على الممارسات التي لها علاقة بالسحر والشعوذة.
ولعل التفسير لهذه النتيجة يكمن في كون من يعتقدون في كفاءة العلاج الشعبي غالبا ما يكون لديهم ميل للتصديق بالخوارق التي يتداولها العامة حول قدرات بعض المعالجين دون تمحيص لها، خاصة أن الاعتقاد بعدم كفاءة العلاج الشعبي يفرض على الأفراد الاعتقاد في كفاءة ما ينافسه وهو الطب، وهذا الأمر الأخير يتطلب درجة من الوعي والفهم للأمور الطبية قد لا تكون متيسرة لغالبية الناس الذين يحبون ما يعرفونه ويكرهون التعامل مع ما يجهلونه أو يستعصي عليهم فهمه بسهولة.
الجدول رقم (16)
يبين العلاقة بين الاعتقاد في كفاءة العلاج الشعبي وكل ممارسة من الممارسات التي لها علاقة بظاهرة السحر والشعوذة لدى أفراد العينة
م العبارة ن= 2690 متوسط من يعتقدون في كفاءة العلاج الشعبي متوسط من لا يعتقدون في كفاءة العلاج الشعبي اختبار (ت) (t-test) ( ) درجة الحرية مستوى الدلالة ( )
1 الذهاب إلى ساحر لحل مشكلة نفسية 3.89 3.86 3.33 900 0.001
2 وضع خرز للحماية من الحسد 3.90 3.95 2.58 976 0.01
3 ضرب الودع أو فتح الكتاب ، لمعرفة ما يمكن أن يحدث لي في المستقبل 3.91 3.96 3.21 911 0.001
4 متابعة أبراج الحظ والنجوم التي تنشر في الجرائد أو المجلات 3.62 3.74 4.06 1061 0.0001
5 تعليق قطعة من الذهب ، أو خرزة لدفع العين 3.94 3.97 2.22 917 0.03
6 وضع تميمة للحماية من العين أو المرض 3.92 3.97 3.46 909 0.001
7 الاستعانة بساحر لفك السحر 3.84 3.97 4.21 872 0.0001


تابع الجدول رقم (16)
يبين العلاقة بين الاعتقاد في كفاءة العلاج الشعبي وكل ممارسة من الممارسات التي لها علاقة بظاهرة السحر والشعوذة لدى أفراد العينة
م العبارة ن= 2690 متوسط من يعتقدون في كفاءة العلاج الشعبي متوسط من لا يعتقدون في كفاءة العلاج الشعبي اختبار (ت) (t-test) درجة الحرية مستوى الدلالة
8 حضور مجالس تحضير الأرواح 3.89 3.95 3.19 899 0.001
9 عمل النشرة لفك السحر 3.88 3.96 3.81 876 0.0001
10 وضع ربط " عزيمة " لشخص لا أحبه 3.91 3.97 3.12 843 0.002
11 الضرب على الرمل لمعرفة المستقبل 3.94 3.98 3.73 816 0.006
12 الذهاب إلى كاهن لقراءة الكف 3.89 3.96 3.94 858 0.0001
13 الذهاب إلى من يقوم بالتنجيم للتعرف على ما يخبئه المستقبل 3.88 3.97 4.88 796 0.0001
14 لبس خيط على شكل سوار دفعا للأذى ، أو جلبا للحظ 3.93 3.97 2.48 934 0.01
15 ذبح ذبيحة عند باب المنزل الجديد 3.87 3.94 3.11 1004 0.002
16 الذهاب إلى من يقوم بقراءة الفنجان لمعرفة الحظ 3.90 3.94 2.33 1021 0.02
17 حضور مجالس " الزار " أو " رقص الزيران " 3.65 3.82 27.5 939 0.0001
18 إهراق الدم عند امتلاك سيارة جديدة 3.86 3.94 3.61 883 0.0001
19 تعليق المصحف أو وضعه في السيارة أو المنزل حماية من الحسد والحوادث 3.61 3.70 2.79 1105 0.005
20 رش الملح في المناسبات السعيدة لمنع أحسد 3.89 4.01 3.9 1179 0.001
21 الاتصال بالقنوات الفضائية أو برامج المذياع ، لسؤال المنجمين عن أمور المستقبل 3.90 3.96 3.51 866 0.0001
22 شراء عبوات من الماء المقروء عليه من محلات العطارة للعلاج 3.35 3.60 6.81 1003 0.0001
23 الذهاب إلى العرافين عند فقدان شيء عزيز ليرشدوني إلى مكان وجوده. 3.85 3.82 3.07 869 0.002
24 مشاهدة الجن والتحدث إليهم 3.87 3.95 4.53 838 0.0001
25 التدهن بالزيت المقروء عليه للعلاج من المرض 3.29 3.51 5.77 1085 0.0001
26 استخدام البخور لطرد الجن من المنزل 3.78 3.91 5.31 889 0.0001
27 لبس خاتم له فص أزرق للحماية من الحسد 3.93 3.96 2.46 915 0.014
28 تعليق تمائم من القرآن للوقاية من الأمراض 3.77 3.87 3.9 1017 0.0001
29 استشارة بعض العرافين قبل اتخاذ أي قرار مهم 3.91 3.95 2.76 972 0.006
30 الاتصال " بأصفياء الله " لمعرفة ما يخبئه المستقبل 3.92 3.96 2.25 1115 0.03
31 تعليق آية الكرسي في السيارة لمنع الحوادث 3.66 3.74 2.48 1097 0.01
32 استشارة السحرة في حل المشكلات الزوجية 3.90 3.96 3.16 895 0.002
33 الذهاب إلى ساحر لتحسين وضعي المادي 3.92 3.98 3.33 842 0.001
34 عمل السحر للانتقام من شخص قام بإيذائي 3.86 3.96 4.23 884 0.0001

العلاقة بين الممارسات الإيجابية (التدين وطلب العلم الشرعي ووجود المساندة الاجتماعية) وكل ممارسة من الممارسات الخاطئة التي لها علاقة بظاهرة السحر والشعوذة:
لقد تم بحث العلاقة بين الممارسات الإيجابية والتي شملت الممارسات الدينية الصحيحة، وهي عبارة عن عشر ممارسات تقيس التدين تم تضمينها في مقياس الممارسات الإيجابية، الذي احتوى كذلك على أربع عبارات تدور حول طلب الفرد للعلم الشرعي في حياته اليومية للتغلب على ما يعترضه من مشكلات، إضافة إلى فقرة واحدة عن وجود الدعم أو المساندة الاجتماعية في حياة الفرد.
وقد أوضحت نتائج التحليل باستخدام معامل ارتباط بيرسون (pearson correlation) ما يلي:
أولا: وجود علاقة ارتباطية سالبة بين ثلاث وعشرين ممارسة من الممارسات التي لها علاقة بالسحر والشعوذة وبين الدرجة الكلية لعبارات التدين العشر التي تم تحويلها إلى درجة كلية ومن ثم قياس العلاقة بينها وبين تلك الممارسات كما يظهر من الجدول (17) أدناه.
وقد تضمنت عبارات التدين سؤال الشخص عن مدى قيامه بأداء الصلوات في أوقاتها، وصيام رمضان، وأداء النوافل، وقراءة القرآن الكريم بشكل منتظم، وصيام التطوع، والمداومة على قراءة آية الكرسي والأوراد الشرعية كل يوم، إلى الرقية الشرعية مع الأخذ بالأسباب، ورقية نفسه أو غيره بالقرآن، واللجوء إلى الدعاء عند التعرض لمشكلة، أي أنه كلما ارتفع مستوى التدين عند الفرد زاد ابتعاده عن الممارسات التي لها علاقة بالسحر والشعوذة.

الجدول رقم (17)
يوضح العلاقة بين الممارسات الإيجابية (التدين) وكل ممارسة من الممارسات التي لها علاقة بظاهرة السحر والشعوذة
م العبارة معامل الارتباط مستوى الدلالة الملحوظات
1 الذهاب إلى ساحر لحل مشكلة نفسية. 0.053- 0.01 ن= 2422
2 ضرب الودع أو فتح الكتاب ، لمعرفة ما يمكن أن يحدث لي في المستقبل . 0.066- 0.001 ن=2425
3 متابعة أبراج الحظ والنجوم التي تنشر في الجرائد أو المجلات . 0.110- 0.0001 ن= 2428
4 تعليق قطعة من الذهب ، أو خرزة لدفع العين . 0.053- 0.009 ن= 2425
5 وضع تميمة للحماية من العين أو المرض . 0.055- 0.006 ن= 2425
6 الاستعانة بساحر لفك السحر . 0.077- 0.0001 ن= 2429
7 حضور مجالس تحضير الأرواح . 0.10- 0.0001 ن= 2425
8 عمل النشرة لفك السحر . 0.05- 0.022 ن= 2425
9 وضع ربط " عزيمة " لشخص لا أحبه . 0.05- 0.01 ن= 2428
10 الضرب على الرمل لمعرفة المستقبل . 0.054- 0.008 ن= 2427
11 الذهاب إلى كاهن لقراءة الكف . 0.122- 0.0001 ن=2431
12 الذهاب إلى من يقوم بالتنجيم للتعرف على ما يخبئه المستقبل . 0.061- 0.003 ن= 2429
13 لبس خيط على شكل سوار دفعا للأذى ، أو جلبا للحظ . 0.043- 0.03 ن= 2428


تابع الجدول رقم (17)
يوضح العلاقة بين الممارسات الإيجابية (التدين) وكل ممارسة من الممارسات التي لها علاقة بظاهرة السحر والشعوذة
م العبارة معامل الارتباط مستوى الدلالة الملحوظات
14 الذهاب إلى من يقوم بقراءة الفنجان لمعرفة الحظ . 0.114- 0.0001 ن= 2426
15 حضور مجالس " الزار " أو " رقص الزيران " 0.09- 0.0001 ن= 2430
16 استخدام الزهر للتنبؤ بما سيحدث في اليوم 0.07- 0.001 ن=2421
17 الاتصال بالقنوات الفضائية أو برامج المذياع ، لسؤال المنجمين عن أمور المستقبل 0.05- 0.014 ن= 2431
18 الذهاب إلى العرافين عند فقدان شيء عزيز ليرشدوني إلى مكان وجوده 0.06- 0.004 ن= 2429
19 مشاهدة الجن والتحدث إليهم 0.043- 0.033 ن= 2429
20 استشارة بعض العرافين قبل اتخاذ أي قرار مهم 0.042- 0.04 ن= 2430
21 استشارة السحرة في حل المشكلات الزوجية 0.053- 0.009 ن= 2426
22 الذهاب إلى ساحر لتحسين وضعي المادي 0.06- 0.004 ن= 2428
23 عمل السحر للانتقام من شخص قام بإيذائي 0.07- 0.001 ن= 2425
24 ترديد كل حرف من حروف اسم الجلالة " الله " عددا من المرات كل يوم للحصول على البركة والرزق 0.071- 0.001 ن=2394
كذلك أوضح التحليل أن هنالك علاقة ارتباطية موجبة بين الممارسة الأخيرة (رقم 24 في الجدول) من الممارسات التي لها علاقة بالسحر والشعوذة وبين الدرجة الكلية للتدين (r= -0.071؛ p= 0.001) أي أن الأفراد الذين حصلوا على درجة مرتفعة من التدين كانوا يرون أن ممارسة تكرار كل حرف من حروف لفظ الجلالة (الله) يفيد في الحصول على البركة والرزق، وهذه الممارسة – رغم تبجيلنا وتبركنا وتعبدنا بأسماء الله وصفاته – لا يوجد ما يؤيدها شرعا.
ثانيا: كذلك تمت دراسة العلاقة بين الممارسات التي لها علاقة بالسحر والشعوذة وبين متغير طلب العلم الشرعي، والذي تم قياسه بأربع عبارات تضمنت سؤال الشخص عن مدى حرصه على العلم الشرعي من متخصص، وحرصه على حضور المحاضرات الدينية ومجالس الذكر، ومتابعة البرامج الدينية، والحرص على طلب العلم والتفقه في الدين، وقد تم تحويل عبارات طلب العلم الشرعي إلى درجة كلية واحدة، وتم دراسة العلاقة الارتباطية بينها وبين كل ممارسة من الممارسات فوجد أن هنالك علاقة ارتباطية سالبة بين الدرجة الكلية لطلب العلم الشرعي وبين الإقبال على تلك الممارسات.
كذلك، كما ظهر في علاقة التدين بالممارسة الأخيرة (رقم 14) في الجدول (18)، أوضح التحليل أن هنالك علاقة ارتباطية موجبة بين نفس الممارسة وبين الدرجة الكلية لطلب العلم الشرعي (r=0.08؛ p= 0.0001) أي أن الأفراد الذين حصلوا على درجة مرتفعة في طلب العلم الشرعي كانوا يرون أن ممارسة تكرار كل حرف من حروف لفظ الجلالة (الله) يفيد في الحصول على البركة والرزق، وهذه الممارسة – كما أشرنا سابقا – من البدع لا يوجد ما يؤيدها شرعا.


الجدول رقم (18)
يوضح العلاقة بين الممارسات الإيجابية (طلب العلم الشرعي) وكل ممارسة من الممارسات التي لها علاقة بظاهرة السحر والشعوذة
م العبارة معامل الارتباط مستوى الدلالة الملحوظات
1 الذهاب إلى ساحر لحل مشكلة نفسية. 0.042- 0.001 ن= 2513
2 ضرب الودع أو فتح الكتاب ، لمعرفة ما يمكن أن يحدث لي في المستقبل 0.065- 0.001 ن= 2574
3 متابعة أبراج الحظ والنجوم التي تنشر في الجرائد أو المجلات 0.17- 0.001 ن= 2578
4 حضور مجالس تحضير الأرواح 0.06- 0.004 ن= 2578
5 الذهاب إلى كاهن لقراءة الكف 0.07- 0.001 ن= 2581
6 الذهاب إلى من يقوم بالتنجيم للتعرف على ما يخبئه المستقبل 0.04- 0.04 ن= 2579
7 الذهاب إلى من يقوم بقراءة الفنجان لمعرفة الحظ 0.09- 0.001 ن= 2579
8 حضور مجالس " الزار " أو " رقص الزيران " 0.051- 0.009 ن= 2580
9 استخدام الزهر للتنبؤ بما سيحدث في اليوم 0.08- 0.001 ن= 2574
م العبارة معامل الارتباط مستوى الدلالة الملحوظات
10 تعليق تمائم من القرآن للوقاية من الأمراض 0.043- 0.03 ن= 2579
11 ترديد كل حرف من حروف اسم الجلالة " الله " عددا من المرات كل يوم للحصول على البركة والرزق 0.08- 0.001 ن= 2566
ثالثا: لمعرفة طبيعة العلاقة بين الممارسات التي لها علاقة بالسحر والشعوذة، وبين متغير المساندة الاجتماعية، تم توجيه سؤال واحد مباشر إلى أفراد العينة نصه: " إذا قابلتني مشكلة أجد من يساعدني من الأسرة أو الأصدقاء على تجاوزها "، وقد تم دراسة العلاقة الارتباطية بين المساندة الاجتماعية – كما حددت في السؤال أعلاه – وبين كل ممارسة من الممارسات فوجد أن هنالك علاقة ارتباطية سالبة بين المساندة وبين أربع ممارسات فقط من مجموع الممارسات كما يظهر من الجدول (19)، أي أن الأفراد الذين لا يجدون الدعم الاجتماعي المناسب عند الحاجة يقبلون على تلك الممارسات.
كذلك، وجدت علاقة ارتباطية بين التدين وطلب العلم الشرعي من جانب وممارسة ترديد حروف لفظ الجلالة (الله)، فقد أوضح التحليل أن هنالك علاقة ارتباطية موجبة بين تلك الممارسة – رقم 5 في الجدول أدناه – وبين المساندة الاجتماعية (r=0.071؛ p= 0.000). أي أن الأفراد الذين حصلوا على درجة مرتفعة من المساندة الاجتماعية كانوا كذلك يقومون بممارسة تكرار كل حرف من حروف لفظ الجلالة (الله) بزعم أن ذلك يفيد في الحصول على البركة والرزق، وهذه الممارسة – لا شك – من البدع التي لا يوجد ما يؤيدها شرعا.


الجدول رقم (19)
يوضح العلاقة بين الممارسات الإيجابية (وجود المساندة الاجتماعية)، وكل ممارسة من الممارسات التي لها علاقة بظاهرة السحر والشعوذة
م العبارة معامل الارتباط مستوى الدلالة الملحوظات
1 متابعة أبراج الحظ والنجوم التي تنشر في الجرائد أو المجلات 0.131- 0.000 ن= 2638
2 الاستعانة بساحر لفك السحر 0.04- 0.04 ن= 2639
3 الذهاب إلى كاهن لقراءة الكف 0.05- 0.01 ن= 2641
4 حضور مجالس " الزار " أو " رقص الزيران " 0.07- 0.000 ن= 2640
5 ترديد كل حرف من حروف اسم الجلالة " الله " عددا من المرات كل يوم للحصول على البركة والرزق 0.071- 0.001 ن= 2593


ج- ملخص النتائج ومناقشتها
1 - أظهرت نتائج الدراسة وجود مجموعة من المعتقدات الخاطئة لدى بعض أفراد العينة، مثل اعتقاد بعضهم أن الحسد هو السبب وراء كل المشكلات التي يعانون منها، أو الاعتقاد أن الذهاب إلى السحرة يحل مشكلات الأفراد ( انظر نسب التفشي في الجدول رقم 1 من الدراسة الثانية ). وإن كانت معظم هذه المعتقدات توجد بنسب صغيرة إلا أن بعضها بنسب مرتفعة نسبيا، وذلك من خلال عدم معرفة الأفراد أن الاعتقاد أو الممارسة محل السؤال مما ينبغي للمسلم معرفة حرمتهما، وهذا الأمر يدعو للانتباه حيث إن وجود هذه المعتقدات ولو بنسب منخفضة يجب التعامل معه من خلال برامج إرشادية ودعوية تحد من انتشارها واستفحالها في المجتمع، خاصة أن بعضها يتعلق باعتقادات قد تؤدي إلى الشرك بالله  أو ارتكاب بعض الكبائر مثل اللجوء إلى السحرة أو الذبح لغير الله عز وجل.
ومن الجدير بالاهتمام كذلك أن نسبا مهمة من الذين شاركوا في الدراسة قد ذكروا عبارة " لا أدري " عند سؤالهم عن بعض هذه المعتقدات، فعلى سبيل المثال ذكر 14.1% من أفراد العينة عبارة " لا أدري " أمام الاعتقاد الذي يقول: ( إن السحر يفيد في علاج الأمراض المستعصية التي ليس لها علاج عند الأطباء ) مما يدل على جهل بالحكم الشرعي في مسألة التداوي، وخاصة أن الله سبحانه وتعالى لم يجعل علاج أفراد الأمة فيما حرم عليهم.
ووجود نسب عالية من الإجابات " لا أدري " تدل على جهل بعض أفراد العينة ببعض الأمور العقدية المهمة وهذا جدير بالاهتمام أيضا من قبل الدعاة والمربين ووسائل الإعلام.
2 - أن كبار السن تنتشر عندهم المعتقدات الخاطئة ذات العلاقة بالسحر والشعوذة بنسب أكبر من صغار السن وقد يكون سبب هذا أن صغار السن – على العكس من كبار السن – هم ممن حصلوا على تعليم نظامي في المدارس الحكومية، التي يبدو جليا اهتمام القائمين على التعليم فيها بتدريس العقيدة الصحيحة، وتركيز مناهج التعليم في المملكة بوجه عام على تدريس التوحيد والاعتقادات الصحيحة، وتوضيح الأمور ذات العلاقة بالشرك بأنواعه والبدع التي نهى عنها الشرع.
3 - لا يوجد فروق بين الجنسين كبيرة في نوع المعتقدات الخاطئة التي لديهم، بمعنى أن معظم الاعتقادات موجودة لدى الذكور والإناث بنسب متساوية تقريبا، وهذا يسهل من مهمة البرامج الإرشادية والدعوية، فليس هناك حاجة لتغيير محتوى البرامج الدعوية التي تقدم للذكور عن التي تقدم للإناث.
4 - كلما ارتفع المستوى التعليمي لدى المشاركين في الدراسة، زاد عدم اتفاقهم مع المعتقدات الخاطئة ذات العلاقة بالسحر والشعوذة، فأصحاب المستويات التعليمية العليا هم أكثر وعيا من غيرهم بعدم صحة هذه المعتقدات.
وهذا يدل على أن انتشار الجهل وانخفاض المستوى التعليمي يزيد من فرص تفشي المعتقدات الخاطئة. كما أنه دليل هام على فعالية مناهجنا التعليمية في التعريف بالعقيدة السليمة. وأن الاستمرار على هذا النهج في مناهج التعليم سيشكل حماية هامة للمجتمع من انتشار هذه المعتقدات الخاطئة.
5 - وجود مشكلات مزمنة أو مستعصية لدى الفرد يزيد من احتمال وجود معتقدات خاطئة ذات علاقة بالسحر والشعوذة لديهم وهذا يدل على أن بعض أفراد المجتمع لحرصهم على إيجاد حلول للمشكلات التي يتعرضون لها في حياتهم، قد يصدقون بعض المعتقدات الخاطئة التي تصور لهم أن السحرة والمشعوذين وبعض الممارسات البدعية أو الشركية الأخرى سوف تسهم في حل مشكلاتهم.
وهذه النتائج تؤكد على ضرورة وجود جهات موثوقة من النواحي الشرعية والعلمية تساعد أفراد المجتمع الذين يعانون من مشكلات صعبة أو مزمنة في حياتهم للتعامل مع مشكلاتهم، ويمكن أن تكون هذه الجهات مراكز إرشاد نفسي واجتماعي أو جمعيات خيرية أو مراكز للدعوة والإرشاد، كما أن وعي أئمة المساجد بدورهم في الاهتمام بمشكلات الناس وتقديم المشورة والرأي لهم وزيادة الاهتمام بأفراد الحي والسؤال عنهم سوف يسهم في توفير مصدر موثوق يلجأ إليه المحتاج للمساعدة للحصول على المساعدة والمشورة الملائمة والصحيحة لحل مشكلاته.
وبالإضافة إلى هذا فإن خطب الجمعة والدروس التي تلقى في المساجد يجب أن تكون قريبة من واقع الناس ومشكلاتهم التي يعانون منها، وأن يحرص على تحري مثل هذه المشكلات ببيان العلاج الشرعي لها من خلال الخطبة أو الدروس.
6 - أظهر الجزء الخاص بالممارسات التي لها علاقة بالسحر والشعوذة وجود بعض هذه الممارسات في المجتمع، مثل ترديد اسم الجلالة بعدد معين من المرات، أو تعليق الآيات والأذكار على جدران المنازل منعا للعين، أو متابعة أبراج الحظ والتنجيم أو وضع المصحف في السيارة أو المنزل لمنع الحوادث والحسد، أو تعليق آية الكرسي لنفس الغرض.
ومن الممارسات التي توجد بنسب ذات أهمية، حضور مجالس الزار أو رقص الزيران أو تعليق تمائم من القرآن وغيرها من الممارسات الخاطئة، ووجود هذه الممارسات بنسب مرتفعة أمر جدير بالاهتمام، إذ إن بعض هذه الممارسات شركية والبعض الآخر من الأمور التي قد تؤدي إلى الشرك بالله، ولذلك فإن من الضرورة بمكان التعامل مع هذه الممارسات من خلال عدة وسائل سوف نتطرق إليها في الفصل التالي من الدراسة، خاصة أنها تدل على جهل بالعقيدة الصحيحة وتشير إلى نقص في الإيمان بالله  والتوكل عليه، كما أنها تدل على قلة التوعية في معالجة المشكلات الصحية والاجتماعية والنفسية التي يتعرض لها الناس مما يؤدي إلى لجوئهم إلى تلك الممارسات الخاطئة.
7 - تدل نتائج الدراسة أن الجنسين (الذكور والإناث) متساويان في نسب معظم الممارسات عدا أربعا منها قد تنتشر بشكل أكبر عند جنس أو آخر.
وهذا التشابه في الممارسات لدى الجنسين يسهل من جهود التوعية الموجهة للتعامل مع هذه الممارسات.
8- أوضحت النتائج أن هناك بعض الممارسات التي لها ارتباط ذو دلالة إحصائية مع العمر، إذ إنها تنتشر بشكل أكبر لدى الأفراد الأصغر سنا، ومنها متابعة أبراج الحظ والنجوم التي تنشر في الصحف والمجلات، وحضور مجالس الزار وتعليق المصحف أو وضعه في السيارة أو المنزل للحماية من الحسد.
9- أوضحت النتائج أن المستوى التعليمي له علاقة ذات دلالة إحصائية بعدد من الممارسات المرتبطة بالسحر والشعوذة، فقد وجد مثلا أن المستوى التعليمي المنخفض له علاقة بممارسة تعليق الخرزة السوداء في السيارة لدرء العين، واستشارة العرافين قبل اتخاذ القرارات المهمة، والذهاب إلى العرافين عند فقدان شيء ما لاستشارتهم في معرفة مكانه.

الفصل الخامس
إطار نظري مقترح لبرنامج إرشادي للتعامل مع السحر والشعوذة
والحد من تفشيهما في المجتمع السعودي
مقدمة
بناء على الأدبيات ونتائج الدراسات السابقة التي تم الاطلاع عليها أثناء إعداد هذه الدراسة إضافة إلى الاعتماد على النتائج الميدانية للدراسة، تم بناء برنامج عمل إرشادي يمكن تطبيقه لوقاية المجتمع من السحر والشعوذة وآثارهما الخطيرة على الفرد والمجتمع، وقد صمم هذا البرنامج ليكون إطارا عاما تم التركيز فيه على التوصيات التي توصلت إليها الدراسة؛ لكي تكون هي الأسس التي يقوم عليها هذا البرنامج الإرشادي، فهو يقدم خطة عملية يمكن تطبيقها من قبل المؤسسات المعنية.
أهداف البرنامج
يهدف هذا البرنامج إلى:
1 - تحصين أفراد المجتمع من الوقوع في الممارسات والمعتقدات أو التأثر بممارسيها من خلال تدريس المعتقدات والقيم الإسلامية الصحيحة.
2 - تخفيض الطلب على الممارسين للسحر والشعوذة (السحرة والمشعوذين).
3 - تفعيل دور مؤسسات المجتمع بمختلف أنواعها للحد من ظاهرة السحر والشعوذة.
أسس ومنطلقات البرنامج
1- ينطلق من المسلمات والتعليمات الإسلامية في التعامل مع هذه الظاهرة مستعينا بالدراسات النفسية والاجتماعية الحديثة.
2- تعاوني: يشارك في تنفيذه مختلف قطاعات المجتمع ذات العلاقة بالفئات المستهدفة من البرنامج.
3- واقعي وعملي يمكن تنفيذه في ضوء الإمكانات المجتمعية المتاحة والبعد عن التنظير.
4- متعدد الوسائل، يصل إلى الهدف وهو الحد من الظاهرة باستخدام جميع الوسائل المباحة المتاحة.
5- يأخذ في الاعتبار معطيات العصر الحديث ومن ذلك ثورة المعلومات المتمثلة بالقنوات الفضائية والاتصالات والإنترنت وعدم إمكانية التحكم في تدفقها إلى أفراد المجتمع أو منع وصولها إليهم.
الفئات المستهدفة من البرنامج
يوجه هذا البرنامج لجميع فئات المجتمع وخاصة الشرائح المجتمعية التي قد تكون أكثر عرضة للوقوع في هذه المعتقدات والممارسات مثل ذوي التعليم المنخفض أو أولئك الذين يعانون من مشكلات نفسية أو اجتماعية أو مادية أو أفراد المجتمع الذين ليس لديهم الحصيلة الكافية من العلم الشرعي.
وسائل البرنامج
يمكن استخدام عدة وسائل لتحقيق أهداف البرنامج على النحو التالي:
أولا: تفعيل دور مؤسسات التنشئة الاجتماعية:
تعتبر مؤسسات التنشئة الاجتماعية بمختلف أنواعها (مثل المسجد والأسرة والأصدقاء والحي والمدرسة ووسائل الإعلام) ذات دور مؤثر وحاسم في تحصين أفراد المجتمع ووقايته من الوقوع في الاعتقادات والممارسات الخاطئة ذات العلاقة بالسحر والشعوذة، وعدم قيام أي من هذه المؤسسات بدورها بشكل فعال يؤدي إلى وجود ثغرة يمكن أن ينفذ منها السحرة والمشعوذون للتأثير على أفراد المجتمع وترويج أفكارهم وبضاعتهم.
ومن المهم أيضا أن نشير إلى أهمية التعاون والتكامل بين المؤسسات المختلفة ذات العلاقة بالتنشئة واتساق الأفكار والمنطلقات التي تعتمد عليها في تربية أفراد المجتمع وتزويدهم بالقيم والمعارف التي تفيدهم في حياتهم ودينهم، وفيما يلي نتطرق لدور مجموعة من هذه المؤسسات وسبل تفعيلها.
1 - الأسرة: وتعتبر الأسرة هي خط الدفاع الأول لوقاية أجيال المسلمين من التأثر بالمعتقدات والممارسات الخاطئة، وهي المشكل الرئيسي لأفكار ومعتقدات الفرد وسلوكياته، قال رسول الله : {كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه}، ويقول : {كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته} ويمكن تفعيل دور الأسرة من خلال قيام الآباء والأمهات بدورهم في التوجيه والرعاية للأسرة والعناية بأبنائهم أو بناتهم وتزويدهم بالعلم الشرعي والمعتقدات الصحيحة، وربطهم بكتاب الله  وسنة رسوله  ولا يكتفى بتزويد الأبناء بالعلم النافع، بل إنه من الضروري العناية بالتربية الاجتماعية للأطفال وغرس حب الله  وحب رسوله  في أنفسهم منذ سن مبكرة، وإشعارهم أن حياة المسلم في جميع مناحيها يجب أن تهتدي بشرع الله  وأن البدع التي تستحدث في الدين لا أصل لها ولا يجوز ممارستها، سواء كانت قولا أو عملا أو اعتقادا، ومن التربية الإيمانية كذلك غرس التوكل على الله سبحانه وتعالى في نفوس الأطفال واللجوء إليه  للاستعانة به في جميع أمور الحياة وتجنب التوكل على غيره أو الاستعانة به، ومن جوانب الرعاية للأطفال والمراهقين في هذا المجال أيضا العناية بهم وبمشكلاتهم النفسية والاجتماعية والجسدية، خاصة أن الطفل والمراهق يمران بمراحل متعددة في حياتهما ولكل مرحلة نمو حاجات مختلفة، وكذلك أساليب متنوعة للتعامل. ولذلك فمن المهم بمكان التعرف على المشكلات التي يتعرض لها الأبناء والبنات وإرشادهم إلى الأساليب الصحيحة والفعالة للتعامل معها. ولتحقيق هذا الهدف لا بد من توفير مؤسسات اجتماعية (رسمية أو غير رسمية) تهتم برفع مستوى الوالدين في كيفية تنشئة أطفالهم التنشئة الصحيحة والتعرف على مشكلاتهم ومساعدتهم للتغلب عليها.
2 - المسجد: للمسجد دور مهم في حياة المجتمع المسلم إذ لا يقتصر دوره على إقامة الصلوات، بل إنه يتعدى ذلك إلى القيام بأدوار عدة، مثل نشر العلم الشرعي وزيادة الروابط الاجتماعية بين سكان الحي والتكافل الاجتماعي بينهم؛ تحقيقا لسمات المجتمع المسلم، الذي قال عنه رسول الله  : {مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى}، وقوله : {والله لا يؤمن والله لا يؤمن والله لا يؤمن، قالوا: من يا رسول الله  قال: " من بات شبعان وجاره جائع} ". ولا يتحقق هذا الدور الهام للمسجد في نشر العلم الشرعي وبناء المجتمع المسلم المتماسك إلا برفع مستوى الأئمة والخطباء في هذا المجال من خلال إقامة الدورات التدريبية لهم التي تعرفهم بالمشكلات النفسية والاجتماعية التي قد يتعرض لها الفرد وطرق التعامل معها، وكذلك رفع مستوياتهم ومهاراتهم الاجتماعية وقدرتهم على التواصل مع الآخرين وتفهم وبناء الروابط معهم.
3 - الحي: إن الفرد يتأثر بصورة كبيرة بمكان معيشته، فإذا كان الحي الذي يعيش فيه المسلم خاليا من الآفات الاجتماعية والصحية قل تعرض الفرد لممارسي السحر والشعوذة، ومن هنا فإن العناية بالأحياء ورفع مستوى الخدمات الاجتماعية والصحية فيها يرفع من قدرتها على التخلص من الكثير من المعتقدات والممارسات الخاطئة، ويمكن تحقيق هذا من خلال إيجاد مراكز الحي التي تهدف إلى توفير الخدمات الاجتماعية لسكانه، وكذلك إلى تنظيم بعض الأنشطة الاجتماعية التي تهدف إلى القضاء على وقت الفراغ عند السكان بما ينفعهم مثل اكتساب مهارات حياتية جديدة أو تعلم مهنة مثلا.
4 - الأصدقاء: فالأصدقاء دورهم مهم في تشكيل سلوكيات الفرد ومعتقداته، قال : {مثل الجليس الصالح والجليس السوء كبائع الطيب ونافخ الكير}... إلخ ، ولوقاية النشء من الاعتقادات والممارسات الخاطئة ذات العلاقة بالسحر والشعوذة، فإن الوالدين والمربين عليهم مسؤولية في تعريفهم بأهمية اختيار الصحبة الصالحة.
ثانيا: تفعيل دور المدرسة في تحصين النشء وحمايتهم من الاعتقادات والممارسات الخاطئة:
للمدرسة دور هام في تنشئة أجيال محصنة ضد مخاطر المعتقدات والممارسات المنحرفة، ويمكن تفعيل دورها من خلال:
1 - وجود المعلم القدوة في أفكاره وسلوكياته.
2 - تضمين المناهج الدراسية الممارسات والمعتقدات الخاطئة التي استجدت في مجال السحر والشعوذة ليتعرف النشء عليها وعلى أخطارها على دينهم ودنياهم، ويمكن أن يستفاد في ذلك من قوائم المعتقدات والممارسات التي تضمنتها هذه الدراسة.
3 - وجود المرشد الطلابي القدوة الذي يقوم بتوعية الطلاب بأخطار مثل هذه المعتقدات والممارسات.
4- تركيز الأنشطة اللاصفية على توعية الطلاب والطالبات وتعريفهم بهذه الممارسات وأخطارها.
ثالثا: تفعيل دور وسائل الإعلام:
وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية لها تأثير كبير في تشكيل المعتقدات وتوجيه السلوكيات، وفي هذا الوقت تعاظم دور وسائل الإعلام بسبب ثورة المعلومات والاتصالات والبث الفضائي والإنترنت، فأصبح الحصول على المعلومة (ضارة كانت أم نافعة) متاحا لجميع أفراد المجتمعات ولا يمكن التحكم فيه ومنعه من الوصول إليهم.
ولذلك فإن مؤسسات الإعلام في المملكة عليها مسؤولية كبيرة في وقاية المجتمع من الاعتقادات والممارسات الخاطئة من خلال:
1 - منع المواد التي تحتوي على معتقدات خاطئة أو تعرض لممارسات منحرفة ويدخل في هذا كتب السحر والشعوذة وكتب الكهانة وكذلك ما يعرض في بعض المجلات الوافدة من أبراج الحظ وغير ذلك.
وبالإضافة إلى ذلك منع الكلمات التي تحوي مخالفات عقدية مثل الحلف بغير الله  أو الاستعانة بالكهان والمشعوذين من الظهور في وسائل الإعلام أو في أوعية المعلومات كالكتب أو أشرطة الكاسيت ونحوها.
2- تقديم البرامج التوعوية التي تبين للمجتمع هذه الممارسات ومخالفتها للعقيدة الصحيحة وتحذرهم من الوقوع فيها من خلال خطة إعلامية مركزة.
رابعا: تفعيل دور مؤسسات الضبط الاجتماعي المختلفة:
هنالك عدد من مؤسسات الضبط الاجتماعي التي يمكن أن تقوم بدور هام في الحد من هذه الظاهرة مثل المؤسسات الأمنية وهيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وذلك من خلال متابعة مروجي المعتقدات والممارسات الخاطئة ذات العلاقة بالسحر والشعوذة والحد من انتشارهم، ولكن هذه المؤسسات تحتاج إلى كوادر بشرية متخصصة في التعامل مع هذه الظواهر، كما تحتاج إلى أساليب أكثر فعالية من القائم حاليا لمواجهة هذه الظاهرة على كافة المستويات بالتنسيق مع مؤسسات التنشئة الأخرى.
خامسا: تفعيل مؤسسات رعاية الشباب:
تمتلك الرئاسة العامة لرعاية الشباب موارد كثيرة ومتنوعة، إضافة إلى الخبرات غير المحدودة في التنسيق والتنظيم في إقامة المعسكرات والأنشطة الرياضية والثقافية المتنوعة من خلال قنوات متعددة مثل الأندية الرياضية والأدبية ومسارح رعاية الشباب.
ويمكن أن تستغل هذه الموارد في الإسهام بتوعية أعضائها وأفراد المجتمع بشكل عام بهذه الممارسات والاعتقادات وخطورتها.
سادسا: إيجاد المؤسسات المتخصصة لمساعدة أفراد المجتمع:
لا شك أن من أسباب اللجوء إلى السحرة والمشعوذين وجود مشكلات في حياة الأفراد تتطلب التعامل العلمي الصحيح وإذا لم يتم إيجاد المؤسسات المناسبة للتعامل مع هذه الحالات، سواء كانت هذه المؤسسات جزءا من المؤسسات الخيرية الخاصة أو الرسمية، فإن الأفراد الذين يعانون من المشكلات المزمنة والصعبة سيستمرون في اللجوء إلى المشعوذين والسحرة لطلب المساعدة.
وكما أظهرت نتائج الدراسة الحالية، فإن الأفراد الذين يعانون من مشكلات هم معرضون بشكل أكبر من غيرهم للوقوع في الاعتقادات والممارسات الخاطئة؛ لذلك فإن وجود مراكز إرشادية تقدم المشورة لأفراد المجتمع، وكذلك وجود مؤسسات خيرية تقدم المساعدة المادية والاجتماعية والنفسية، وكونها متاحة بشكل كبير سوف يسهم في الحد من انتشار المعتقدات والممارسات الخاطئة.
كما أن قيام المسجد والجمعيات الخيرية بدورها في مساعدة ذوي المشكلات وتقديم المشورة والمساعدة لهم أمر مهم جدا.
سابعا: رفع كفاءة وسائل التوعية:
ينبغي رفع كفاءة وسائل التوعية بحقيقة المرض النفسي والمشكلات المرتبطة بالحياة اليومية وكيفية التعامل معها سواء كان ذلك على مستوى الفرد أو على مستوى المجتمع.
فالكثير من المصابين بالأمراض النفسية أو ذويهم قد يلجئون إلى بعض السحرة والمشعوذين ظنا منهم أنهم قد تعرضوا للسحر أو العين مثلا، وهذا يحدث لوجود بعض الاتجاهات السلبية الشائعة حول عدم جدوى العلاج النفسي في علاج هذه الأمراض، وبالتالي عدم جدوى الذهاب إلى الأطباء أو المعالجين النفسيين مهما كانت الأعراض. ومما يؤسف له أن هذه النظرة السلبية نحو العلاج النفسي قد تكون لدى بعض المتعلمين أيضا، وفي بعض حالات المرضى قد يكون الأمر يسيرا أو مجرد أوهام فلا يترتب على الذهاب إلى المشعوذين نتائج صحية خطيرة، ولكن الحال يكون أكثر تعقيدا حينما يعاني المريض من مشكلة نفسية أو عقلية حقيقية مما يستدعي ذهاب المريض إلى الطبيب النفسي للحصول على المساعدة والاستفادة مما يقدمه الطب النفسي الذي أثبت فاعلية في التعامل مع الكثير من المشكلات النفسية التي يتعرض لها الفرد، وفي جميع الأحوال فإن الذهاب إلى الطبيب النفسي يظل أفضل بكثير من الذهاب إلى المشعوذ حتى وإن فشل الطبيب في إيجاد العلاج.
ولا يعني اللجوء إلى الطب النفسي التخلي عن الرقية الشرعية بشروطها، التي تحدثنا عنها سابقا في هذا البحث، فالرقية الصحيحة مباحة ولكن الاقتصار على الرقية وحرمان المريض من الاستفادة من خدمات الطب النفسي قد يعرض حالة المريض للتدهور أو الإقدام على تصرفات تهدف إلى إيذاء نفسه أو من حوله.
ثامنا: إيجاد قنوات للعمل التطوعي:
ينبغي أن تقوم المؤسسات الاجتماعية بتشجيع العمل التطوعي من خلال إتاحة الفرصة للأفراد المؤهلين للقيام بمساعدة أفراد المجتمع الذين يعانون من مشكلات نفسية أو اجتماعية وغيرها.
ويمكن أن يشارك في هذه الأعمال التطوعية المرشدون الشرعيون والأخصائيون الاجتماعيون والنفسيون وكذلك الأطباء النفسيون وغيرهم من المهتمين بمساعدة الآخرين.

المراجع العربية
1 - ابن بشر، عثمان النجدي الحنبلي (د. ت). عنوان المجد في تاريخ نجد. الرياض: مكتبة الرياض الحديثة.
2 - ابن تيمية، أبو العباس تقي الدين أحمد بن عبد الحليم (661 – 728هـ). الجن. يليه فائدة للإمام ابن القيم الجوزية. جدة: مطابع المدني.
3 - ابن تيمية، أبو العباس تقي الدين أحمد بن عبد الحليم (661 – 728هـ). النبوات. بيروت: دار الفكر.
4 - ابن حجر العسقلاني، أحمد بن علي (1990م). السحر والكهانة والحسد. (جمع وإعداد عبد الله حجاج). القاهرة: مكتبة التراث الإسلامي.
5 - ابن خلدون، الإمام عبد الرحمن بن محمد بن خلدون (1416هـ). مقدمة ابن خلدون، ط2، (تحقيق درويش الجويدي). بيروت: المكتبة القصرية.
6 - ابن كثير، أبو الفداء إسماعيل (1393هـ). مختصر تفسير ابن كثير، المجلد الأول، ط2 (اختصار وتحقيق محمد بن علي الصابوني). دمشق: دار القرآن الكريم.
7 - ابن منظور، محمد بن مكرم (1410هـ). لسان العرب. بيروت: دار صادر.
8 - أبو السعود، أبو محمد العمادي الحنفي (900 – 982هـ).
تفسير أبي السعود، أو: إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم (تحقيق عبد القادر عطا). الرياض: مكتبة الرياض الحديثة.
9 - أخضر، حياة بنت سعيد عمر (1415هـ). موقف الإسلام من السحر: دراسة نقدية على ضوء عقيدة أهل السنة والجماعة. جدة: دار المجتمع للنشر والتوزيع.
10 - أدهم، إبراهيم كمال (1413هـ). العلاقة بين الجن والإنس من منظار القرآن والسنة. بيروت: دار بيروت المحروسة للطباعة والنشر.
11 - آل مبارك، أبو عبيدة ماهر بن صالح (1418هـ). فتح المغيث في السحر والحسد ومس إبليس (تقريظ الشيخ عبد الله بن جبرين). الرياض: دار علوم السنة للنشر.
12 - الأسمر، راجي (د. ت). إصابة العين: حقيقتها، الوقاية منها، علاجها، طرابلس، لبنان: حروس برس.
13 - الأشقر، عمر سليمان (1404هـ). عالم الجن والشياطين. الكويت: مكتبة الفلاح.
14 - بالي، وحيد عبد السلام (1412هـ). وقاية الإنسان من الجن والشيطان. جدة: مكتبة الصحابة.
15 - الباقلاني، أبو بكر محمد بن الطيب (د. ت). البيان. بيروت: المكتبة الشرقية.
16 - بدوي، أحمد زكي (1982هـ). معجم مصطلحات العلوم الاجتماعية. بيروت: مكتبة لبنان.
17 - البخاري، محمد بن إسماعيل (د. ت). صحيح البخاري. بيروت: دار إحياء التراث العربي.
18 - الترمذي، أبو عيسى محمد بن عيسى بن سورة (د. ت). سنن الترمذي (الجامع الصحيح). (تحقيق: عبد الرحمن محمد عثمان). بيروت: دار الفكر.
19 - الجمل، إبراهيم محمد (1408هـ). جذور الشر: الحسد، السحر، إبليس من منظور إسلامي. بيروت: دار الكتاب العربي.
20 - الحموي، زهير (1410هـ). الإنسان بين السحر والعين والجان. الكويت، مكتبة دار التراث.
21 - الحوت، محمود سليم (1979م). في طريق الميثولوجيا عند العرب: بحث مسهب في المعتقدات والأساطير العربية قبل الإسلام، ط2. بيروت: دار النهار.
22 - خليفة، عبد اللطيف (1997م). المعتقدات الخرافية الشائعة وعلاقتها ببعض المتغيرات لدى عينة من الكويتيين. بحث نشر في كتاب المؤتمر السنوي الرابع للإرشاد، ص 553 – 588. مصر: جامعة عين شمس.
23 - الدميني، مسفر بن غرم الله (1412هـ). السحر: حقيقته، وحكمه، والعلاج منه مع مناقشة شبهات سحر النبي . دون ذكر دار النشر.
24 - ريجان، دونالد (1409هـ). للتاريخ [عرافة في البيت الأبيض]. (ترجمة محمود بهنسي) القاهرة: الدار المصرية للنشر والتوزيع.
25 - ريجان، نانسي (1410هـ). مذكرات نانسي ريجان: قصتي مع التنجيم والصحافة. (ترجمة محمود بهنسي) القاهرة: الدار المصرية للنشر والتوزيع.
26 - الساعاتي، سامية حسن (1983م). السحر والمجتمع: دراسة نظرية وبحث ميداني. القاهرة: دار النهضة العربية.
27 - السحر.. المس.. العين.. المعالجون بالقرآن: رؤية شرعية لواقع معاش (1416هـ). كتاب المسلمون (كتاب محرر). جدة: الشركة – السعودية للأبحاث والنشر.
28 - السكري، عبد السلام (1409هـ). السحر بين الحقيقة والوهم في التصور الإسلامي. القاهرة: الدار المصرية للنشر والتوزيع.
29 - سليم، سلوى علي (1409هـ). السحر والدين: دراسة في تحليل المضمون. القاهرة: مكتبة وهبة.
30 - السيداني، محمد علي حمد (1989م). حقيقة الجن والشياطين من الكتاب والسنة. القاهرة: دار الحديث.
31 - السيوطي، جلال الدين (دون تاريخ). لقط المرجان في أحكام الجان. تعليق خالد عبد الفتاح شبل. القاهرة: مكتبة التراث الإسلامي.
32 - الشبلي، بدر الدين بن عبد الله (712 – 769هـ). آكام المرجان في أحكام الجان: غرائب الجن وعجائبه (تحقيق وتعليق مصطفى عاشور). الرياض: مكتبة الساعي.
33 - الشبلي، بدر الدين بن عبد الله (713 – 769هـ). غرائب وعجائب الجن والشياطين كما يصورها القرآن والسنة (تحقيق وتعليق إبراهيم محمد الجمل). الرياض: دار الرياض للنشر والتوزيع.
34 - الشبلي، بدر الدين أبي عبد الله محمد بن عبد الله (713 – 764هـ). أحكام الجان (تحقيق ودراسة السيد الجميلي). بيروت: دار ابن زيدون.
35 - الشعراني، عبد الوهاب (898 – 973هـ). كتاب كشف الحجاب والران عن وجه أسئلة الجان. بيروت: دار ابن زيدون.
36 - الشهاوي، مجدي محمد (1989م). قراءة النجوم والحظ والطالع بين الحقيقة والخرافة. القاهرة: مكتبة القرآن للطباعة والنشر.
37 - الشهاوي، مجدي محمد (1409هـ). تحضير الأرواح وتسخير الجان بين الحقيقة والخرافة. القاهرة: مكتبة القرآن للطباعة والنشر.
38 - الشوكاني، محمد بن علي بن محمد (1173 – 1250هـ) فتح القدير: الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير (ج1، ج5). بيروت: دار الفكر.
39 - صالح، عبد المحسن (1998م). الإنسان الحائر بين العلم والخرافة، ط2، سلسلة عالم المعرفة (235). الكويت: المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب.
40 - الصايم، محمد (1996م). المنقذ القرآني لإبطال السحر وعلاج المس الشيطاني القاهرة: دار الفضيلة.
41 - طرابيشي، جورج (1987)، معجم الفلاسفة، طبعة (1). بيروت: دار الطليعة.
42 - الطيار، عبد الله بن محمد بن أحمد، المبارك، سامي بن سلمان (1415هـ). فتح الحق المبين في علاج الصرع والسحر والعين تقديم سماحة العلامة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز. الرياض: دار الوطن.
43 - عبد الوهاب، الشيخ الإمام محمد (1398هـ). مؤلفات الشيخ محمد بن عبد الوهاب، القسم الأول العقيدة والآداب الإسلامية (كتاب التوحيد) (تصنيف وإعداد: عبد العزيز الرومي، محمد بلتاجي، سيد حجاب) الرياض: جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، أسبوع الشيخ محمد بن عبد الوهاب.
44 - عبيدات، عبد الكريم نوفان (1418هـ). السحر وعلاقته بالجن. مجلة دراسات إسلامية، 1، 863 – 129.
45 - عيسوي، عبد الرحمن (1404هـ). سيكولوجية الخرافة والتفكير العلمي: مع دراسة ميدانية مقارنة على الشباب المصري والعربي. القاهرة: دار النهضة العربية.
46 - غيث، محمد عاطف (1979م). قاموس علم الاجتماع. القاهرة: الهيئة المصرية العامة للكتاب.
47 - فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء (1411هـ).
جمع وترتيب أحمد بن عبد الرزاق الدويش، المجلد الأول والثاني: الرياض: دار العاصمة.
48 - فخر الدين الرازي، أبو عبد الله محمد بن عمر بن الحسين فخر الدين (1405هـ). قصة السحر والسحرة في القرآن الكريم. (تحقيق وتعليق محمد إبراهيم سليم). القاهرة: مكتبة القرآن للطباعة والنشر.
49 - القرطبي، أبو عبد الله محمد (1387هـ). الجامع لأحكام القرآن (تفسير القرطبي)، ج2، ط3. القاهرة: دار الكاتب العربي للطباعة والنشر.
50 - قطب، سيد (1398هـ). في ظلال القرآن، ط6. بيروت: دار الشروق.
51 - الكرم، أسامة (1416هـ). مغامرات صحفي لتسجيل حوار مع الجن: أسرع طرق علاج الأمراض المستعصية بالقرآن. القاهرة: مكتبة مدبولي.
52 - محمود، محمد سيد (1992م). البديل الإسلامي للشعوذة والدجل. القاهرة: دار الكتاب العربي.
53 - محمود، نبيل بن محمد (1419هـ). فتاوى العلماء في: علاج السحر والمس والعين والجان. الرياض: دار القاسم للنشر.
54 - مسعود، ميخائيل (1994م). الأساطير والمعتقدات العربية قبل الإسلام. بيروت: دار العلم للملايين.
55 - مسلم، أبو الحسين القشيري (1400هـ). صحيح مسلم (ترقيم فؤاد عبد الباقي). القاهرة: السلفية للنشر.
56 - المشعبي، عبد المجيد بن سالم (1414هـ). التنجيم والمنجمون وحكمهم في الإسلام: رسالة ماجستير بالجامعة الإسلامية في المدينة المنورة. المدينة المنورة: مكتبة ابن القيم.
57 - مشعل، يوسف بن مصطفى (1417هـ). السحر مرض العصر: حقيقته، الوقاية منه، طرق علاجه. لم تذكر المدينة أو دار النشر.
58 - هونكه، زيغريد (1969م). شمس العرب تسطع على الغرب: أثر الحضارة العربية في أوروبا (ط2). ترجمة فاروق بيصون وكمال دسوقي، مراجعة مارون الخوري. بيروت: المكتب التجاري.

المراجع الأجنبية
1 - Cavendish, Richard (1977) a history of magic. ndon: weidenfeld [amp; Nicholson.
2 -Concise Encyclopedia of Psychology, (1987) Corsini, Ray – mod. New York: Wiley.
3 -Encyclopedia Britannica, (CD – Rom v. 2) (1995) Magic: Number theory Encyclopedia Britannica, Inc.
4 -o, keefe, Daniel (1982) stolen lightning: the social theory of magic. new York: continuum.

الملاحق

1 - استبانة الدراسة الأولى.
2 - استبانة الدراسة الثانية.

استبانة الدراسة الأولى
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الكريم فضيلة حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد:
فأثيرت في الفترة الأخيرة مسألة لجوء بعض الأفراد في المجتمع إلى الاستعانة ببعض المشعوذين والسحرة لمساعدتهم في حل ما يعترضهم من مشكلات. وأمام هذه الرغبة في الاستعانة بهؤلاء، وجد البعض من ضعاف النفوس والجهلة ضالتهم في استغلال حاجات الآخرين وجهلهم وذلك عن طريق الشعوذة والسحر إما بدافع مادي أو اجتماعي أو نفسي أو جميعها.
ولمعرفة المزيد عن هذه الظاهرة وما يرافقها من ممارسات غير شرعية بين الأفراد من مختلف فئات المجتمع يقوم الباحثان بإشراف مركز البحوث والدراسات الإسلامية بوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بإجراء دراسة ميدانية على عينة من أفراد المجتمع.
وبصفتكم أحد المهتمين بالعلم الشرعي، يسرنا أن نرسل إليكم هذه الاستبانة لمعرفة وجهة نظركم حول عدد من الجوانب التي تتعلق بهذه القضية. نأمل التكرم بتعبئة هذه الاستبانة وإعادتها في الظرف المرافق إلى مركز البحوث والدراسات الإسلامية حسب العنوان الموضح.
شاكرين لكم حسن تجاوبكم، وراجين من الله أن يوفق الجميع إلى ما فيه الخير والسداد.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الباحثان
د/ سعد بن سعيد الزهراني د/ علي بن صديق الحكمي

بيانات عامة
الاسم (اختياري) : ...... العمر : ......
العمل الحالي : سنوات الخبرة :
أستاذ جامعي ᖳ .............
قاض ᖳ .............
مدرس ᖳ .............
موظف بالهيئة ᖳ .............
إمام مسجد حي ᖳ .............
إمام وخطيب جامع ᖳ .............
وظيفة أخرى تذكر ᖳ .............
العمل السابق : سنوات الخبرة :
أستاذ جامعي ᖳ .............
قاض ᖳ .............
مدرس ᖳ .............
موظف بالهيئة ᖳ .............
إمام مسجد حي ᖳ .............
إمام وخطيب جامع ᖳ .............
وظيفة أخرى تذكر ᖳ .............
لا يوجد عمل سابق ᖳ .............


المؤهل الدراسي: ضع علامة (صح) في المربع المناسب
أقل من الثانوي ᖳ
ثانوي ᖳ
جامعي ᖳ التخصص : ........
ماجستير ᖳ التخصص : ........
دكتوراه ᖳ التخصص : ........

أ-من خلال خبرتك الشخصية ، ما أهم أشكال ممارسات الشعوذة والسحر التي تقع في المجتمع المحلي؟
- -
- -
- -
- -
- -
ب-من خلال سماعك من الآخرين ، ما أهم ممارسات الشعوذة والسحر التي تقع بين أفراد المجتمع المحلي ؟ (غير ما ذكر سابقا) :
- -
- -
- -
- -
- -
ج-ما أشكال الشعوذة والسحر التي استجدت – في نظرك – في العصر الحاضر ولم تكن معروفة في السابق ؟
- -
- -
- -
- -
- -
د-في نظرك ، ما أكثر أشكال الشعوذة والسحر التي ذكرتها في الإجابة عن الأسئلة أ ، ب ، ج انتشارا في المجتمع ؟ (يمكن ذكر أكثر من واحدة) .
- -
- -
- -
- -
- -
هـ-من خلال خبرتك الشخصية ، ما أكثر طبقات المجتمع تعرضا للوقوع تحت تأثير المشعوذين والسحرة ؟
- -
- -
- -
- -
- -
و-ما أهم الآثار التي يمكن أن يتعرض لها الفرد – في نظرك – من جراء الاستعانة بالمشعوذين والسحرة ؟
- -
- -
- -
- -
- -
ز-ما أهم الآثار التي يمكن أن يتعرض لها المجتمع – في نظرك – من جراء استعانة أفراده بالمشعوذين والسحرة ؟
- -
- -
- -
- -
- -
ح- ما الأسباب التي تدفع بالفرد – في نظرك – إلى اللجوء أو التعامل مع المشعوذين والسحرة ؟
- -
- -
- -
- -
- -
ط-ما أهم وسائل الوقاية من انتشار ممارسات الشعوذة والسحر في المجتمع ؟
- -
- -
- -
- -
- -

هل لديك أي معلومات أخرى تريد إضافتها ؟
..................
..................
..................
..................
..................
..................
..................
..................
..................
..................
مع خالص الشكر والدعاء لكم من الله بدوام الصحة وجزيل الثواب

استبانة الدراسة الثانية
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الكريم حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد:
فأثيرت في الفترة الأخيرة مسألة لجوء بعض الأفراد في المجتمع إلى الاستعانة ببعض المشعوذين والسحرة لمساعدتهم في حل ما يعترضهم من مشكلات. وأمام هذه الرغبة في الاستعانة بهؤلاء، وجد البعض من ضعاف النفوس والجهلة – ممن استساغ لنفسه ولغيره الانغماس في هذه الظاهرة – ضالتهم في استغلال حاجات الآخرين. وجهلهم وذلك عن طريق الاستعانة بالشعوذة والسحر إما بدافع مادي أو اجتماعي أو نفسي أو كل ذلك معا.
ولمعرفة المزيد عن هذه القضية التي تتمثل في اللجوء إلى أصحاب الشعوذة والسحر، يقوم مركز البحوث والدراسات الإسلامية في وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بإجراء دراسة ميدانية؛ لمعرفة المزيد عن هذه الظاهرة وما يرافقها من ممارسات غير شرعية بين الأفراد من مختلف فئات المجتمع.
وبصفتكم أحد المهتمين بالتعامل مع المشكلات النفسية والاجتماعية، يسرنا أن نرسل إليكم هذه الاستبانة لمعرفة وجهة نظركم حول عدد من الجوانب التي تتعلق بهذه القضية، نأمل التكرم بتعبئة هذه الاستبانة وإعادتها في الظرف المرافق إلى مركز البحوث والدراسات الإسلامية.
علما بأن البيانات التي ستجمع بهذه الاستبانة سرية ولن تستخدم إلا لأهداف البحث العلمي.
شاكرين لكم حسن تجاوبكم وراجين من الله أن يوفق الجميع إلى ما فيه الخير والسداد.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الباحثان
د سعد بن سعيد الزهراني د علي بن صديق الحكمي

بيانات عامة
الاسم (اختياري) : ......
الحالة الاجتماعية: ضع علامة (صح) في المربع المناسب
أعزب ᖳ متزوج ᖳ
مطلق ᖳ أرمل ᖳ
العمل الحالي : سنوات الخبرة :
أستاذ جامعي ᖳ ..............
قاض ᖳ ..............
مدرس ᖳ ..............
موظف بالهيئة ᖳ ..............
إمام مسجد ᖳ ..............
إمام وخطيب مسجد ᖳ ..............
وظيفة أخرى تذكر ᖳ ..............
العمل السابق : سنوات الخبرة :
أستاذ جامعي ᖳ ..............
قاض ᖳ ..............
مدرس ᖳ ..............
موظف بالهيئة ᖳ ..............
إمام مسجد ᖳ ..............
إمام وخطيب مسجد ᖳ ..............
وظيفة أخرى تذكر ᖳ ..............
لا يوجد عمل سابق ᖳ ..............

المؤهل الدراسي: ضع علامة (صح) في المربع المناسب:
أقل من الثانوي ᖳ
ثانوي ᖳ
جامعي ᖳ التخصص : ........
ماجستير ᖳ التخصص : ........
دكتوراه ᖳ التخصص : ........

أ-من خلال خبرتك الشخصية ، ما أهم أشكال ممارسات الشعوذة والسحر التي تقع في المجتمع المحلي؟
- -
- -
- -
- -
- -
ب-من خلال سماعك من الآخرين ، ما أهم الخرافات التي تقع بين أفراد المجتمع المحلي ؟ (غير ما ذكر سابقا) :
- -
- -
- -
- -
- -
ج- أشكال الخرافات الشعوذة التي استجدت – في نظرك – في العصر الحاضر ولم تكن معروفة في السابق ؟
- -
- -
- -
- -
- -
د-في نظرك ، ما أكثر أشكال الشعوذة والسحر التي ذكرتها في الإجابة عن الأسئلة أ ، ب ، ج انتشارا في المجتمع ؟ (يمكن ذكر أكثر من واحدة) .
- -
- -
- -
- -
- -
هـ-من خلال خبرتك الشخصية ، ما أكثر طبقات المجتمع تعرضا للوقوع تحت تأثير المشعوذين والسحرة ؟
- -
- -
- -
- -
- -
و-ما أهم الآثار التي يمكن أن يتعرض لها الفرد – في نظرك – من جراء الاستعانة بالمشعوذين والسحرة ؟
- -
- -
- -
- -
- -
ز-ما أهم الآثار التي يمكن أن يتعرض لها المجتمع – في نظرك – من جراء استعانة أفراده بالمشعوذين والسحرة ؟
- -
- -
- -
- -
- -
ح- ما الأسباب التي تدفع بالفرد – في نظرك – إلى اللجوء أو التعامل مع المشعوذين والسحرة ؟
- -
- -
- -
- -
- -
ط-ما أهم وسائل الوقاية من انتشار ممارسات الشعوذة والسحر في المجتمع ؟
- -
- -
- -
- -
- -

هل لديك أي معلومات أخرى تريد إضافتها ؟
...........................
...........................
...........................
...........................
...........................
...........................
...........................
...........................
...........................
...........................
مع خالص الشكر والدعاء لكم من الله بدوام الصحة وجزيل الثواب.

استبانة حول ظاهرة السحر والشعوذة
دراسة ميدانية على المجتمع السعودي

إعداد
الدكتور الدكتور
سعد بن سعيد الزهراني و علي بن صديق الحكمي

قسم علم النفس
جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
1420 هـ







بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الكريم (الأخت الكريمة) حفظه حفظهما الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد،
انتشرت في السنوات الأخيرة ظاهرة استعانة بعض الأشخاص ببعض المعالجين الشعبيين، ومنهم بعض المشعوذين والسحرة لمساعدتهم في حل ما يعترضهم من مشكلات، مما يترتب عليه أحيانا استغلال بعض أولئك المعالجين لحاجات الآخرين وجهلهم وذلك عن طريق الشعوذة والسحر إما بدافع مادي أو اجتماعي أو نفسي أو جميعها.
ولمعرفة المزيد عن هذه الظاهرة وما يرافقها من اعتقادات وممارسات بين الأفراد من مختلف فئات المجتمع يقوم الباحثان بإشراف مركز البحوث والدراسات الإسلامية بوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بإجراء دراسة ميدانية على عينة من أفراد المجتمع.
وبصفتك ممن وقع عليه الاختيار لتعبئة هذه الاستمارة ومعرفة وجهة نظرك حول عدد من الجوانب التي تتعلق بهذه القضية، الرجاء التكرم بتعبئة هذه الاستبانة وإعادتها في أسرع وقت...
علما بأن البيانات التي ستجمع ستكون سرية ولن تستخدم إلا لأهداف البحث العلمي.
شاكرين لكم حسن تجاوبكم وراجين من الله أن يوفق الجميع إلى ما فيه الخير والسداد.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الباحثان
د سعد بن سعيد الزهراني د علي بن صديق الحكمي

أولا: بيانات شخصية
1- العمر : ᖳ سنة
الجنس :
ذكر ᖳ
أنثى ᖳ
2- اذكر اسم المكان الذي عشت فيه أطول فترة من حياتك ...........
3- مستواك التعليمي: أمي ᖳ
متوسط ᖳ
جامعي ᖳ
ابتدائي ᖳ
ثانوي ᖳ
اذكر التخصص (إن وجد) : .............
دراسات عليا ، حدد : دبلوم ᖳ
ماجستير ᖳ
دكتوراه ᖳ
اذكر التخصص (إن وجد) : ...............
4- -الحالة الاجتماعية : أعزب ᖳ
متزوج ᖳ
مطلق ᖳ
أرمل ᖳ
5- عدد الأولاد : ذكور
إناث
6- هل أبوك متعلم ؟ لا ᖳ
نعم ᖳ
الشهادة التي حصل عليها : .................
7- هل أمك متعلمة ؟ لا ᖳ
نعم ᖳ
الشهادة التي حصلت عليها : ...................
8-عدد الإخوة والأخوات : ذكور
إناث
9-جهة العمل : حكومي ᖳ
قطاع خاص ᖳ
متسبب ᖳ
لا أعمل ᖳ
10-طبيعة العمل الحالي حدد : ........................
11-الدخل الشهري بالريال (تقريبا) : أقل من 3000 ريال ᖳ
ما بين 3000 – 6000 ريال ᖳ
ما بين 6000 – 9000 ريال ᖳ
ما بين 9000 – 12000 ريال

أكثر من 13 ألف ريال ᖳ
12-أهم هواياتك الخاصة : 1- ..... 2- ....
3- .... 4- ....
5- .... 6- ....
13-هل لديك مكتبة في منزلك ؟ نعم ᖳ
لا ᖳ
إذا كان الجواب (نعم) فما هي نوعية الكتب التي تقرؤها حسب الأهمية ؟
اذكر ثلاثة على الأقل : في الأدب ᖳ
في الاقتصاد والسياسة ᖳ
في الثقافة العامة ᖳ
في العلوم ᖳ
في الدين والثقافة الإسلامية ᖳ

في الفنون ᖳ
14-هل لديك مشكلات صعبة أو مزمنة في حياتك ؟ نعم ᖳ
لا ᖳ
إذا كان الجواب بـ (نعم) ، فما نوعها ؟
1 - مادية، ما هي ؟...............
2 - اجتماعية، ما هي ؟...............
3 - نفسية، ما هي ؟...............
4 - صحية، ما هي ؟...............
5 - أخرى (حددها)...............
15-هل تعتقد في كفاءة العلاج الشعبي لحل هذه المشكلات ؟ نعم ᖳ
لا ᖳ
16-هل ذهبت فعلا لتلقي أي نوع من أنواع العلاج الشعبي ؟ نعم ᖳ
لا ᖳ
17-هل تعتقد أن من الأفضل أن يخضع المعالجون بالعلاج الشعبي لمراقبة جهة رسمية ؟ نعم ᖳ
لا ᖳ
إذا كانت الإجابة بـ (نعم) ، فلماذا ؟ .....................
التعليمات
فيما يلي مجموعة من العبارات التي تمثل وصفا لبعض المعتقدات والممارسات حول ظاهرة السحر والشعوذة لمعرفة مدى تفشيها بين أفراد المجتمع السعودي.
أمام كل عبارة خمسة بدائل، والمطلوب منك أن تقرأ كل عبارة بدقة وتختار الإجابة التي تعبر بصدق عن رأيك نحو تلك العبارة، وذلك بوضع علامة (صح) بمحاذاة تلك العبارة وفي خانة واحدة فقط من خانات المقياس.
- فإذا كنت توافق تماما على ما ورد في العبارة، فضع علامة (صح) بمحاذاة العبارة المقصودة وفي خانة (موافق تماما).
- وإذا كانت توافق بدرجة محددة على ما ورد في العبارة، فضع علامة (صح) بمحاذاة العبارة المقصودة في خانة (موافق).
- وإذا كانت لا تدري أو ليس لك رأي محدد حول ما ورد في العبارة، فضع علامة (صح) بمحاذاة العبارة المقصودة في خانة (لا أدري).
- وإذا كانت تعارض ما ورد في العبارة بدرجة محدودة، فضع علامة (صح) بمحاذاة العبارة المقصودة وفي خانة (معارض).
- وإذا كنت تعارض كليا ما ورد في العبارة، فضع علامة (صح) بمحاذاة العبارة المقصودة وفي خانة (معارض تماما).
ملحوظة:
جميع البيانات التي تدلي بها ستكون سرية، وستستخدم لغرض البحث العلمي فقط.

أولا: المعتقدات حول ظاهرة السحر والشعوذة
م العبارة موافق تماما موافق لا أدري معارض معارض تماما
1 تعليق تعويذة أو حجاب يفيد في منع الحسد
2 السحر يفيد في علاج بعض الأمراض النفسية
3 لا أعتقد أن استخدام السحر في عمل الخير محرم
4 صب الماء البارد على مرق ذبائح العرس يؤدي إلى العجز الجنسي " الربط " لدى العريس
5 عمل " العمل " للآخرين طريقة مقبولة لضمان محبتهم
6 قراءة الفنجان تساعد على معرفة المستقبل
7 الأولياء مكشوف عنهم " الحجاب " ويعرفون ما سيحدث في المستقبل
8 السكن في المنزل الجديد يتطلب وضع البخور فيه لمدة ثلاثة أيام لطرد الشياطين
9 وضع لوحة قرآنية على باب المنزل يمنع العين
10 أميل إلى قراءة الكتب التي تعلم السحر
11 أتشاءم من رؤية بعض الأشخاص
12 عمل حجاب للعروسين يوفق بينهما ويمنع عنهما الحسد
13 رؤية القط الأسود في أول النهار دليل شؤم
14 تعليق الخرز الأزرق في رقبة المريض يساعد على شفائه
15 لا أشك في صحة تنبؤات الأبراج في الصحف والمجلات
16 تعليق الخرزة الزرقاء في رقبة الطفل تحميه من العين
17 إشعال البخور في المنزل يوميا يطرد الشياطين والأرواح الشريرة
18 ذبح الخروف على عتبة المنزل الجديد يمنع العين والحسد
19 قراءة الكف تفيد في معرفة المستقبل
20 رؤية الشخص الأعور في بداية اليوم تجلب النحس
21 تعليق الخرز أو التميمة يشعرني بالسعادة والأمان
22 إذا لم يكن أمامي إلا السحر لضمان استمرار محبة من أحب فإنني لا أمانع من استخدامه
23 سبق أن تعاملت مع من يقرؤون الطالع " البخت "
24 لا أجد حرجا في تعليق الخرز الأزرق للحماية من الحسد
25 لا أمانع من قراءة بعض الطلاسم إذا كانت ستحل لي مشكلاتي
26 بعض الأشخاص يلبسون خيوطا على شكل أساور لمنع الأذى
27 بعض الأفراد يعالج العقم والضعف الجنسي عن طريق السحر
28 القيام بالذبح وإهراق دم الذبيحة في المنزل الجديد يجلب البركة
29 استخدام السحر أو " الدنبوشي " ( ) من الأسباب التي تجلب الفوز في المباريات الرياضية
30 يمكن التنبؤ بما سيقع في المستقبل عن طريق التنجيم
31 بعض الأفراد يقومون بالتفريق بين الزوجين عن طريق السحر
32 أستمتع ببرامج " قراءة الأبراج " في الإذاعة والتلفاز ، وأصدق ما يرد فيها
33 تسمية المولود باسم غريب أو قبيح يمنع عنه الموت
34 أود أن يتاح لي أن أزور من يستطيع إخباري عن المستقبل
35 أعتقد أن تعليق " خرزة التولة " تضمن المحبة بين الزوجين
36 أعتقد أن تعليق الودع (أحجار يقذفها البحر) يحمى من العين
37 سبق لي أن حضرت مجالس تحضير الأرواح
38 تعليق الحجب والتعاويذ على أعضاء الجسم يفيد في الحماية من العين
39 لا أشك في أن الحجب والتعاويذ تجلب السعادة والحظ لمن يرتديها
40 أعتقد أن تعليق الحجاب( ) والتعاويذ لا يضر إن لم ينفع
41 أعتقد أن " التحويطة " تعود على من يعلقها بالخير
42 السحر يفيد في علاج الأمراض والمشكلات النفسية فقط
43 أعتقد أن السحر الحقيقي والمؤثر لا وجود له
44 في نظري أن السحر هو العلاج الوحيد لمن كان مسحورا
45 من يستخدم السحر في الخير فقط لا يكفر ، والسحر الأسود الذي يستخدم لإيذاء الآخرين هو المحرم فقط
46 بعض الأفراد يذهبون إلى السحرة لحل مشكلاتهم
47 الكثير من المشكلات الزوجية والصحية لا يحلها إلا الساحر
48 حينما يجرب الإنسان كل الطرق دون فائدة لحل مشكلة ما ، فمن حقه أن يستعين بالسحرة
49 لا شك عندي أن الحسد هو السبب وراء كثير من مشكلاتي
50 في نظري أن الاستعانة بالسحر تفيد في حل المشكلات الزوجية
51 بعض الأفراد يستطيعون التنبؤ بما سيحدث في المستقبل
52 بعض الأرقام (مثل رقم 13) فأل شؤم ولذلك أتشاءم من رؤيتها
53 ليس عندي شك في أن الأشباح حقيقة ، ويمكن تسليطها على الناس من قبل العرافين
54 تحضير الأرواح هو الوسيلة الوحيدة للاتصال بالأموات والتحدث مع أرواحهم
55 إذا سمعت نعيق البوم ألزم المنزل ولا أغادره
56 أعتقد أن بعض المعالجين الشعبيين الذين يعالجون المرضى يستخدمون الجن لمساعدتهم في معالجة مرضاهم
57 المعالج الذي يقوم بمخاطبة الجن بغير اللغة العربية يمارس الشعوذة
58 أعرف أن أمرا سيئا سيحدث لي إذا رأيت كلبا أسود
59 أصدق المعالجين الذين يقولون بإمكان وجود مئات أو آلاف الجن في جسد المريض
60 أشعر أن الأمراض الجسمية المستعصية كالسرطان تحدث بسبب المس
61 أعتقد أن السحر يفيد في علاج الأمراض المستعصية التي ليس لها علاج عند الأطباء
62 الاتصال بالقرين من الأمور التي يختص بها أصحاب الكرامات
63 أعتقد أن مس الجن " التلبس " هو السبب وراء كثير من المشكلات والأمراض النفسية
64 أشعر أن يوم الثلاثاء هو يوم النحس من أيام الأسبوع
65 لا شك لدي في أن مس الجن يصيب النساء والأطفال أكثر من غيرهم
66 المعالج الذي يستطيع أن يطرد الجن من المرضى يستطيع كذلك أن يحضرهم
67 وضع المصحف في السيارة يمنع سائقها من الوقوع في الحوادث
68 أنا ممن يصدق أن الضرب على الخشب يمنع وقوع العين
69 إذا كانت المرأة حاملا في شهرها التاسع ، فلا ينبغي لها أن تزور المرأة النفساء
70 أكل البصل يوم الجمعة يجلب النكد
71 كسر الإناء بعد الضيف غير المرغوب فيه يمنع عودته مرة أخرى
72 قص الأظافر أمام الآخرين يسبب الكراهية والعداوة
73 عندما يحفر النمل عند باب المنزل ، ويترك الرمل خارج الحفرة فإن ذلك يعني ترك المنزل أو موت أحد ساكنيه
74 أنا ممن يصدق أنه يمكن للجن أن يتزوجوا من الإنس والعكس قد يكون صحيحا


ثانيا: الممارسات حول ظاهرة السحر والشعوذة
فيما يلي مجموعة العبارات التي تصف بعض الأفعال أو الممارسات حول ظاهرة السحر والشعوذة، نأمل منك قراءة كل عبارة بدقة ثم وضع إشارة (صح) في خانة واحدة من خانات المقياس التي تراها مناسبة للتعبير بصدق عن مدى ميلك للتصرف أو الممارسة في مثل هذه المواقف:
م العبارة أمارسه دائما أمارسه غالبا أمارسه أحيانا لا أمارسه مطلقا
1 الذهاب إلى ساحر لحل مشكلة نفسية
2 وضع خرز للحماية من الحسد
3 ضرب الودع أو فتح الكتاب ، لمعرفة ما يمكن أن يحدث لي في المستقبل
4 متابعة أبراج الحظ والنجوم التي تنتشر في الجرائد أو المجلات
5 تعليق قطعة من الذهب ، أو خرزة لدفع العين
6 وضع تميمة للحماية من العين أو المرض
7 الاستعانة بساحر لفك السحر
8 حضور مجالس تحضير الأرواح
9 عمل النشرة لفك السحر
10 وضع ربط " عزيمة " لشخص لا أحبه
11 الضرب على الرمل لمعرفة المستقبل
12 الذهاب إلى كاهن لقراءة الكف
13 الذهاب إلى من يقوم بالتنجيم للتعرف على ما يخبئه المستقبل
14 لبس خيط على شكل سوار دفعا للأذى ، أو جلبا للحظ
15 ذبح ذبيحة عند باب المنزل الجديد
16 الذهاب إلى من يقوم بقراءة الفنجان لمعرفة الحظ
17 حضور مجالس " الزار " أو " رقص الزيران "
18 إهراق الدم عند امتلاك سيارة جديدة
19 تعليق المصحف أو وضعه في السيارة أو المنزل حماية من الحسد والحوادث
20 رش الملح في المناسبات السعيدة لمنع الحسد
21 تعليق الآيات والأذكار على جدران المنزل منعا للعين
22 تعليق الخرزة السوداء بالسيارة لاتقاء العين
23 استخدام الزهر للتنبؤ بما سيحدث في اليوم
24 الاتصال بالقنوات الفضائية أو برامج الراديو ، لسؤال المنجمين عن أمور المستقبل
25 شراء عبوات من الماء المقروء عليه من محلات العطارة للعلاج
26 الذهاب إلى العرافين عند فقدان شيء عزيز ليرشدوني إلى مكان وجوده
27 مشاهدة الجن والتحدث إليهم
28 استخدام البخور لطرد الجن من المنزل
29 التدهن بالزيت المقروء عليه للعلاج من المرض
30 عندما أقابل من أخاف منه ، أضع الإصبع الوسطى فوق السبابة لئلا تصيبني العين
31 لبس خاتم له فص أزرق للحماية من الحسد
32 تعليق تمائم من القرآن للوقاية من الأمراض
33 استشارة بعض العرافين قبل اتخاذ أي قرار مهم
34 الاتصال " بأصفياء الله " لمعرفة ما يخبئه المستقبل
35 تعليق آية الكرسي في السيارة لمنع الحوادث
36 استشارة السحرة في حل المشكلات الزوجية
37 الذهاب إلى ساحر لتحسين وضعي المادي
38 عمل السحر للانتقام من شخص قام بإيذائي
39 ترديد كل حرف من حروف اسم الجلالة " الله " عددا من المرات كل يوم للحصول على البركة والرزق

فيما يلي مجموعة العبارات التي تصف بعض الأفعال أو الممارسات الإيجابية، نأمل منك قراءة كل عبارة بدقة ثم وضع إشارة (صح) في خانة واحدة من خانات المقياس التي تراها مناسبة للتعبير بصدق عن مدى ممارستك للفعل الذي تشير إليه تلك العبارة:
م العبارة أمارسه دائما أمارسه غالبا أمارسه أحيانا لا أمارسه مطلقا
1 أحرص على قراءة آية الكرسي قبل أن أنام
2 ألجأ للرقية الشرعية مع الأخذ بالأسباب الطبية لعلاج المرض الجسمي
3 أحرص على أداء الصلاة النافلة
4 أقرأ القران بشكل أسبوعي
5 أصوم بعض الأيام تطوعا
6 أداوم على الأوراد الشرعية اليومية
7 إذا قابلتني مشكلة أجد من يساعدني من الأٍسرة أو الأصدقاء على تجاوزها
8 عند شعوري بالمرض أتجه إلى الطبيب المختص
9 أزور المعالجين الشعبيين للتغلب على مشكلاتي المرضية
10 أتجنب الذهاب إلى من يأخذ أجرا على الرقية من أجل التداوي
11 أحرص على حضور المحاضرات الدينية ومجالس الذكر
12 ألجأ إلى الدعاء مع الأخذ بالأسباب في حل كل مشكلة تواجهني
13 أتابع البرامج الدينية في وسائل الإعلام
14 أحرص على طلب العلم الشرعي والتفقه في الدين
15 أؤدي الصلوات الخمس في أوقاتها
16 أصوم رمضان في كل سنة
17 أحرص على الحصول على الإجابة من عالم متخصص في علوم الشريعة إذا جابهتني مشكلة أو سؤال
18 أرقي نفسي ومن حولي بالقرآن دون الحاجة إلى آخرين

مع شكرنا لتعاونكم وتمنياتنا لكم بالتوفيق ودوام الصحة والسعادة
 
آخر تعديل:
رد: مخاطر الطواهر الاجتماعية

السلام عليكم ، رد ممتاز . من خلال رد مثل هذا ، إتتضح لي بأن السحر و الشعوذة و تصديق الخرافات تحكمها ظاهرة السفاهة (قصر العقل) ... هذه الخطوة قد تسمح لنا بتحدبد سلم يبين درجات السفاهة . المبدأ الذي أفضله هو أن كل أحد منا يعتبر نفسه هو صاحب الموضوع كي يستمر البحث. جزاك الله خيرا .
 
رد: مخاطر الطواهر الاجتماعية

السلام عليكم . خطوة أخرى للأمام : ترتبط السفاهة بكل من الأمية ، الجهل/الجهالة ، الحماقة ، الغباوة ، الغفلة ... و من جهة أخرى : خيانة الأمانة تصاف للقائمة .
 
رد: مخاطر الطواهر الاجتماعية

السلام عليكم
شرفني رايكم اخي الكريم
و ياليت ان شاء الله
لي عودة باذن الله​
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top