اَلحَيآةُ عِبآرةٌ عَن كَلمآت

أواه يا طفلة بديت نخاف عليك خخخخ
وقيلا نبعثوك تقراي في الامازون باش قلبك يقسى شوية خخخخ

:LOL::LOL: تلقاوني مدايرة منظمة لحماية الحيوانات ههه
ماعندهاش أسبوع خرجت أنا وماما كان عندنا شغل قريب من الدار وحنا طالعين كاينة كلبة حاشاك لقيناها
هابطة قاتلي ماما تعود كاشما ديرلنا قتلها الحيوان كن ماتقيسيهش مايقيسكش الخوف من العباد
وصح والله ما آذاتنا مسكينة تفتش في الارض كاشما تاكل، وكي عدنا هابطين مروحين زدنا لقيناها
طالعة هههه وكانو زوج شباب قبلنا ويحكمها واحد منهم ضربها برجلو ضربة قوية بقات تتوجع مسكينة
وهي والله ماقربت منهم جابدة روحها خلاص وتفتش في الارض، قلت لماما شكون الحيوان درك؟
قلتلها هادو ملاح ليهم الكوليرا تهنينا من جدهم، كن جيت راجل كن خبطتو -__- مراض اقسم بالله :cautious:
 
كُلّ أُنثى أمّ وإن لم تُنجِب ..
:giggle:


do.php
 
و ان كانت العكس!

راني ندير في العلاقة العكسية في راسي هههه
يسمى قويّة من برا بصح رقيقة من داخل هكا؟​
 

راني ندير في العلاقة العكسية في راسي هههه
يسمى قويّة من برا بصح رقيقة من داخل هكا؟​

ههه انعم صامدة بينما تتهاوى من الداخل قطعة قطعة و لا شقفة شقفة خخ
 
و ان كانت العكس!
وان كان العكس
فلا بأس ببعض الضعف احيانا ولا بأس ببعض البكاء احيانا
ان كان العكس فإن يعقوب عليه السلام قال:( إنما اشكو بثي وحزني الى الله)
وان كان العكس فإن موسى قد قال ( رب اني لما انزلت الي من خير فقير)
وان كان العكس ذا النون قال ( لا اله الا أنت سبحانك اني كنت من الظالمين)

 

وان كان العكس
فلا بأس ببعض الضعف احيانا ولا بأس ببعض البكاء احيانا
ان كان العكس فإن يعقوب عليه السلام قال:( إنما اشكو بثي وحزني الى الله)
وان كان العكس فإن موسى قد قال ( رب اني لما انزلت الي من خير فقير)
وان كان العكس ذا النون قال ( لا اله الا أنت سبحانك اني كنت من الظالمين)


لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين..
 
شعرتُ أنّها لا تناسب قسم المحاولات القصصية وربما تميل للبوح بشكل أكبر
فقررت وضعها هنا ^^
ما رأيُكم !


يقول أحدهم كبرتُ ولم يُعانقنِي أبي،
نعم أنَا الذي كبرتُ وأصبحتُ رجلًا بالغا قويّ المبادئ يترفّع عن تفاهات هذا العالم وعن كل تلك المشاعر البائسة التي لا تغني ولا تسمن من جوع، أنا الذي تفوّقت في مجال عملي وحقّقت جملة من الألقاب الملفتة في عالم الأعمال والتجارة وأنا الذي تزوّجتُ وأنجبتُ أبناءً وبنات وخلّفت الأحفاد والحفيدات فكنتُ وسأبقى السلطة العليا داخل بيتي، أنا الذي وضعتُ خطوة واسعةً نحو المستقبل وطويتُ الكثير من الذكريات خلفي ودهستُ المؤلم منها بطرفِ حذائي فأسير كالملك بين الناس حيث يشار إليّ بأصابع الإعجاب، أنا الذي حقّقت ووصلت ونجحت ولكن رغم ذلك وإلى الآن ما زلت أقولها وحروفها تلتهب كالجمر داخل حلقي؛ كبرتُ ولم يعانقنِي أبِي.
أردتُ أن أكون أبًا ناجحا يسقي طموحات أطفاله لتزهر فوفّرت لهم كلّ ما تشتهيه أنفسهم؛ سيارات ومنازل فاخرة ودعم ماديّ لمشاريعهم الكبيرة فقط لأراهم يحلّقون في سماء النّجاح، ولكنّني فشلتُ في أمرٍ واحد فقط وهو أنّني لم أعانق أحدًا منهم ولو لمرّة واحدة تماما كما لم يفعل أبي معي من قبل، كنت أتمنى ضمّهم إلى صدري ولو لثانية واحدة وتقبيل جباههم الصغيرة وملاعبتهم وحملهم فوق كتفيّ لنتشارك لعبة الحصان فأقفز بهم هنا وهناك وتتعالى ضحكاتهم؛ ولا أدري أهذا لحبّي الشديد لهم أم لإشباع رغبة الطفل الصغير بداخلي وتحقيق عما عجز الزمن عن تحقيقه له، ولكنّ الخط الأحمر الذي وضعه والدي بيني وبينه ليفصل بين مشاعرنا وتواصل أرواحنا ما زلت محتفظا به إلى الآن أتوارثه عنه وأطبقه مع أبنائي.
فما زلتُ أتذكّر ذلك اليوم الذي رأيتُ فيه صديقي ينتظر والده عند باب البيت فقط ليظفر منه بعناقٍ حنون فور عودته من العمل، أردتُ تجريب هذا السيناريو المغري فأقف كذلك عند الباب متحمّلا برد الشتاء القارص منتظرًا دفء ذراعيه وهما تطوّقانني عند عودته ولكنّني كوفئت بدل ذلك بصفعة حارّةٍ جعلت من بصمات والدي كالوسام المخلّد على وجهي وعلى روحي إلى الأبد، يبدو أنه من العيب التسكع خارجا في ذلك البرد على قوله ولكن الأكثر عيبا هو أن تقتل براءة طفل وتكفّن قلبه وترميه في قبر التشوّه مدى الحياة.


واليوم وأنا واقف على السجّادة أؤدي فريضة الصّلاة، جلستُ أخيرا للتشهد ثم سلّمت يمينا وشمالا ورفعت يديّ عاليا للدعاء لأتفاجأ بأصغر أحفادي ابنة ابنتي ذات الثلاث سنوات تقفز نحو عنقي -بما أنني بجلوسي أكون بنفس طولها تقريبا- وتحتضنني بكل ما أوتيت من قوّة، يبدو أنها اعتادت على فعل ذلك مع والدها ولكن هل سينفع هذا مع جدّها؟ كانت والدتها خلف الباب تراقب الموقف مصدومة وترتجف خوفا من فعلة ابنتها فهي تعلم أنّ الاقتراب منّي خطير كمن يلامس شرارة كهربائية أو كمن يلاعب النار وفي يده البنزين، لم أدرك ما حدث حقًّا تجمّدت الدّماء في عروقي للحظات وتسارعت دقّاتُ قلبي كأنّها تفكّر في التوقّف عن العمل، ولم أنتبه لنفسي حتى شعرتُ بالدّموع تتساقط على وجنتيّ كحبّاتِ مطرٍ بعد موسم جفاف فأغرقت وجهي وتبلّلت لحيتي البيضاء، أنا الرجل القويّ الشامخ أبكي؟ لا بل كنتُ أشهق وأبكي والدي الذي تركَ ندبة عميقة مستعصية الشّفاء على قلبي، أبكي نفسي التي لم تُسقى حبّا يوما فتحوّلت لأرض جرداء تقتل كلّ نبتة حبّ تزهر فوقها، أبكي طفولتي التي أضحت رمادا تذروه رياح الذكريات البائسة، لم أدري ما عليّ فعله حينها فلم يعلمّني أحد كيف أعانق الآخرين ولكنّ هذه الصغيرة علمّتني وكسرت كلّ الحواجز ومحت كلّ الخطوط الحمراء بني وبينها وعالجت تشوّها قديما بداخلي، لأجدني مستسلما أضمّها إليّ وأعانقها لأنّني كبرتُ وفعلتُ ما لم يفعلهُ أبي.

بقلمي~لؤلؤة قسنطينة~
 
آخر تعديل:
شعرتُ أنّها لا تناسب قسم المحاولات القصصية وربما تميل للبوح بشكل أكبر
فقررت وضعها هنا ^^
ما رأيُكم !


يقول أحدهم كبرتُ ولم يُعانقنِي أبي،
نعم أنَا الذي كبرتُ وأصبحتُ رجلًا بالغا قويّ المبادئ يترفّع عن تفاهات هذا العالم وعن كل تلك المشاعر البائسة التي لا تغني ولا تسمن من جوع، أنا الذي تفوّقت في مجال عملي وحقّقت جملة من الألقاب الملفتة في عالم الأعمال والتجارة وأنا الذي تزوّجتُ وأنجبتُ أبناءً وبنات وخلّفت الأحفاد والحفيدات فكنتُ وسأبقى السلطة العليا داخل بيتي، أنا الذي وضعتُ خطوة واسعةً نحو المستقبل وطويتُ الكثير من الذكريات خلفي ودهستُ المؤلم منها بطرفِ حذائي فأسير كالملك بين الناس حيث يشار إليّ بأصابع الإعجاب، أنا الذي حقّقت ووصلت ونجحت ولكن رغم ذلك وإلى الآن ما زلت أقولها وحروفها تلتهب كالجمر داخل حلقي؛ كبرتُ ولم يعانقنِي أبِي.
أردتُ أن أكون أبًا ناجحا يسقي طموحات أطفاله لتزهر فوفّرت لهم كلّ ما تشتهيه أنفسهم؛ سيارات ومنازل فاخرة ودعم ماديّ لمشاريعهم الكبيرة فقط لأراهم يحلّقون في سماء النّجاح، ولكنّني فشلتُ في أمرٍ واحد فقط وهو أنّني لم أعانق أحدًا منهم ولو لمرّة واحدة تماما كما لم يفعل أبي معي من قبل، كنت أتمنى ضمّهم إلى صدري ولو لثانية واحدة وتقبيل جباههم الصغيرة وملاعبتهم وحملهم فوق كتفيّ لنتشارك لعبة الحصان فأقفز بهم هنا وهناك وتتعالى ضحكاتهم؛ ولا أدري أهذا لحبّي الشديد لهم أم لإشباع رغبة الطفل الصغير بداخلي وتحقيق عما عجز الزمن عن تحقيقه له، ولكنّ الخط الأحمر الذي وضعه والدي بيني وبينه ليفصل بين مشاعرنا وتواصل أرواحنا ما زلت محتفظا به إلى الآن أتوارثه عنه وأطبقه مع أبنائي.
فما زلتُ أتذكّر ذلك اليوم الذي رأيتُ فيه صديقي ينتظر والده عند باب البيت فقط ليظفر منه بعناقٍ حنون فور عودته من العمل، أردتُ تجريب هذا السيناريو المغري فأقف كذلك عند الباب متحمّلا برد الشتاء القارص منتظرًا دفء ذراعيه وهما تطوّقانني عند عودته ولكنّني كوفئت بدل ذلك بصفعة حارّةٍ جعلت من بصمات والدي كالوسام المخلّد على وجهي وعلى روحي إلى الأبد، يبدو أنه من العيب التسكع خارجا في ذلك البرد على قوله ولكن الأكثر عيبا هو أن تقتل براءة طفل وتكفّن قلبه وترميه في قبر التشوّه مدى الحياة.


واليوم وأنا واقف على السجّادة أؤدي فريضة الصّلاة، جلستُ أخيرا للتشهد ثم سلّمت يمينا وشمالا ورفعت يديّ عاليا للدعاء لأتفاجأ بأصغر أحفادي ابنة ابنتي ذات الثلاث سنوات تقفز نحو عنقي -بما أنني بجلوسي أكون بنفس طولها تقريبا- وتحتضنني بكل ما أوتيت من قوّة، يبدو أنها اعتادت على فعل ذلك مع والدها ولكن هل سينفع هذا مع جدّها؟ كانت والدتها خلف الباب تراقب الموقف مصدومة وترتجف خوفا من فعلة ابنتها فهي تعلم أنّ الاقتراب منّي خطير كمن يلامس شرارة كهربائية أو كمن يلاعب النار وفي يده البنزين، لم أدرك ما حدث حقًّا تجمّدت الدّماء في عروقي للحظات وتسارعت دقّاتُ قلبي كأنّها تفكّر في التوقّف عن العمل، ولم أنتبه لنفسي حتى شعرتُ بالدّموع تتساقط على وجنتيّ كحبّاتِ مطرٍ بعد موسم جفاف فأغرقت وجهي وتبلّلت لحيتي البيضاء، أنا الرجل القويّ الشامخ أبكي؟ لا بل كنتُ أشهق وأبكي والدي الذي تركَ ندبة عميقة مستعصية الشّفاء على قلبي، أبكي نفسي التي لم تُسقى حبّا يوما فتحوّلت لأرض جرداء تقتل كلّ نبتة حبّ تزهر فوقها، أبكي طفولتي التي أضحت رمادا تذروه رياح الذكريات البائسة، لم أدري ما عليّ فعله حينها فلم يعلمّني أحد كيف أعانق الآخرين ولكنّ هذه الصغيرة علمّتني وكسرت كلّ الحواجز ومحت كلّ الخطوط الحمراء بني وبينها وعالجت تشوّها قديما بداخلي، لأجدني مستسلما أضمّها إليّ وأعانقها لأنّني كبرتُ وفعلتُ ما لم يفعلهُ أبي.

بقلمي~لؤلؤة قسنطينة~
رائعة اخرى من روائع مريم
قصة معبرة بالفعل لواقع كثير من الاباء
والحمد لله الذي رزقني والدا اقبله متى ما اشاء ويعانقني متى ما شاء بالفعل انها افضل نعمة واعظم من كل سيارة فارهة او هدية مادية يقدمها اب لابنه بوركت اناملك
 
رائعة اخرى من روائع مريم
قصة معبرة بالفعل لواقع كثير من الاباء
والحمد لله الذي رزقني والدا اقبله متى ما اشاء ويعانقني متى ما شاء بالفعل انها افضل نعمة واعظم من كل سيارة فارهة او هدية مادية يقدمها اب لابنه بوركت اناملك

شكرا على التشجيع ^^
سعيدة أنها قد نالت إعجابك
ففعلا حاولت من خلالها إيصال فكرة معينة في مجتمعنا
وهي بعض الآباء الذين يخشون ضياع هيبتهم داخل البيت إذا ما عانق أحد أبنائه
وهذا خطأ فكل ابن يحتاج لحضن والده حتى ولو كبر
وربي يحفظلك الوالد الكريم ويطولك في عمرو ويدوم هاد المحبة بيناتكم :)
شكرا على كلماتك الطيبة​
 
شعرتُ أنّها لا تناسب قسم المحاولات القصصية وربما تميل للبوح بشكل أكبر
فقررت وضعها هنا ^^
ما رأيُكم !


يقول أحدهم كبرتُ ولم يُعانقنِي أبي،
نعم أنَا الذي كبرتُ وأصبحتُ رجلًا بالغا قويّ المبادئ يترفّع عن تفاهات هذا العالم وعن كل تلك المشاعر البائسة التي لا تغني ولا تسمن من جوع، أنا الذي تفوّقت في مجال عملي وحقّقت جملة من الألقاب الملفتة في عالم الأعمال والتجارة وأنا الذي تزوّجتُ وأنجبتُ أبناءً وبنات وخلّفت الأحفاد والحفيدات فكنتُ وسأبقى السلطة العليا داخل بيتي، أنا الذي وضعتُ خطوة واسعةً نحو المستقبل وطويتُ الكثير من الذكريات خلفي ودهستُ المؤلم منها بطرفِ حذائي فأسير كالملك بين الناس حيث يشار إليّ بأصابع الإعجاب، أنا الذي حقّقت ووصلت ونجحت ولكن رغم ذلك وإلى الآن ما زلت أقولها وحروفها تلتهب كالجمر داخل حلقي؛ كبرتُ ولم يعانقنِي أبِي.
أردتُ أن أكون أبًا ناجحا يسقي طموحات أطفاله لتزهر فوفّرت لهم كلّ ما تشتهيه أنفسهم؛ سيارات ومنازل فاخرة ودعم ماديّ لمشاريعهم الكبيرة فقط لأراهم يحلّقون في سماء النّجاح، ولكنّني فشلتُ في أمرٍ واحد فقط وهو أنّني لم أعانق أحدًا منهم ولو لمرّة واحدة تماما كما لم يفعل أبي معي من قبل، كنت أتمنى ضمّهم إلى صدري ولو لثانية واحدة وتقبيل جباههم الصغيرة وملاعبتهم وحملهم فوق كتفيّ لنتشارك لعبة الحصان فأقفز بهم هنا وهناك وتتعالى ضحكاتهم؛ ولا أدري أهذا لحبّي الشديد لهم أم لإشباع رغبة الطفل الصغير بداخلي وتحقيق عما عجز الزمن عن تحقيقه له، ولكنّ الخط الأحمر الذي وضعه والدي بيني وبينه ليفصل بين مشاعرنا وتواصل أرواحنا ما زلت محتفظا به إلى الآن أتوارثه عنه وأطبقه مع أبنائي.
فما زلتُ أتذكّر ذلك اليوم الذي رأيتُ فيه صديقي ينتظر والده عند باب البيت فقط ليظفر منه بعناقٍ حنون فور عودته من العمل، أردتُ تجريب هذا السيناريو المغري فأقف كذلك عند الباب متحمّلا برد الشتاء القارص منتظرًا دفء ذراعيه وهما تطوّقانني عند عودته ولكنّني كوفئت بدل ذلك بصفعة حارّةٍ جعلت من بصمات والدي كالوسام المخلّد على وجهي وعلى روحي إلى الأبد، يبدو أنه من العيب التسكع خارجا في ذلك البرد على قوله ولكن الأكثر عيبا هو أن تقتل براءة طفل وتكفّن قلبه وترميه في قبر التشوّه مدى الحياة.


واليوم وأنا واقف على السجّادة أؤدي فريضة الصّلاة، جلستُ أخيرا للتشهد ثم سلّمت يمينا وشمالا ورفعت يديّ عاليا للدعاء لأتفاجأ بأصغر أحفادي ابنة ابنتي ذات الثلاث سنوات تقفز نحو عنقي -بما أنني بجلوسي أكون بنفس طولها تقريبا- وتحتضنني بكل ما أوتيت من قوّة، يبدو أنها اعتادت على فعل ذلك مع والدها ولكن هل سينفع هذا مع جدّها؟ كانت والدتها خلف الباب تراقب الموقف مصدومة وترتجف خوفا من فعلة ابنتها فهي تعلم أنّ الاقتراب منّي خطير كمن يلامس شرارة كهربائية أو كمن يلاعب النار وفي يده البنزين، لم أدرك ما حدث حقًّا تجمّدت الدّماء في عروقي للحظات وتسارعت دقّاتُ قلبي كأنّها تفكّر في التوقّف عن العمل، ولم أنتبه لنفسي حتى شعرتُ بالدّموع تتساقط على وجنتيّ كحبّاتِ مطرٍ بعد موسم جفاف فأغرقت وجهي وتبلّلت لحيتي البيضاء، أنا الرجل القويّ الشامخ أبكي؟ لا بل كنتُ أشهق وأبكي والدي الذي تركَ ندبة عميقة مستعصية الشّفاء على قلبي، أبكي نفسي التي لم تُسقى حبّا يوما فتحوّلت لأرض جرداء تقتل كلّ نبتة حبّ تزهر فوقها، أبكي طفولتي التي أضحت رمادا تذروه رياح الذكريات البائسة، لم أدري ما عليّ فعله حينها فلم يعلمّني أحد كيف أعانق الآخرين ولكنّ هذه الصغيرة علمّتني وكسرت كلّ الحواجز ومحت كلّ الخطوط الحمراء بني وبينها وعالجت تشوّها قديما بداخلي، لأجدني مستسلما أضمّها إليّ وأعانقها لأنّني كبرتُ وفعلتُ ما لم يفعلهُ أبي.

بقلمي~لؤلؤة قسنطينة~


السلام عليكم
فعلا هي مواقف تصادفنا في حياتنا مع الأسف
قصة معبرة حقا ومميزة (y)(y)
دمت متألقة وسلمت يداك ;):)
 
شعرتُ أنّها لا تناسب قسم المحاولات القصصية وربما تميل للبوح بشكل أكبر
فقررت وضعها هنا ^^
ما رأيُكم !


يقول أحدهم كبرتُ ولم يُعانقنِي أبي،
نعم أنَا الذي كبرتُ وأصبحتُ رجلًا بالغا قويّ المبادئ يترفّع عن تفاهات هذا العالم وعن كل تلك المشاعر البائسة التي لا تغني ولا تسمن من جوع، أنا الذي تفوّقت في مجال عملي وحقّقت جملة من الألقاب الملفتة في عالم الأعمال والتجارة وأنا الذي تزوّجتُ وأنجبتُ أبناءً وبنات وخلّفت الأحفاد والحفيدات فكنتُ وسأبقى السلطة العليا داخل بيتي، أنا الذي وضعتُ خطوة واسعةً نحو المستقبل وطويتُ الكثير من الذكريات خلفي ودهستُ المؤلم منها بطرفِ حذائي فأسير كالملك بين الناس حيث يشار إليّ بأصابع الإعجاب، أنا الذي حقّقت ووصلت ونجحت ولكن رغم ذلك وإلى الآن ما زلت أقولها وحروفها تلتهب كالجمر داخل حلقي؛ كبرتُ ولم يعانقنِي أبِي.
أردتُ أن أكون أبًا ناجحا يسقي طموحات أطفاله لتزهر فوفّرت لهم كلّ ما تشتهيه أنفسهم؛ سيارات ومنازل فاخرة ودعم ماديّ لمشاريعهم الكبيرة فقط لأراهم يحلّقون في سماء النّجاح، ولكنّني فشلتُ في أمرٍ واحد فقط وهو أنّني لم أعانق أحدًا منهم ولو لمرّة واحدة تماما كما لم يفعل أبي معي من قبل، كنت أتمنى ضمّهم إلى صدري ولو لثانية واحدة وتقبيل جباههم الصغيرة وملاعبتهم وحملهم فوق كتفيّ لنتشارك لعبة الحصان فأقفز بهم هنا وهناك وتتعالى ضحكاتهم؛ ولا أدري أهذا لحبّي الشديد لهم أم لإشباع رغبة الطفل الصغير بداخلي وتحقيق عما عجز الزمن عن تحقيقه له، ولكنّ الخط الأحمر الذي وضعه والدي بيني وبينه ليفصل بين مشاعرنا وتواصل أرواحنا ما زلت محتفظا به إلى الآن أتوارثه عنه وأطبقه مع أبنائي.
فما زلتُ أتذكّر ذلك اليوم الذي رأيتُ فيه صديقي ينتظر والده عند باب البيت فقط ليظفر منه بعناقٍ حنون فور عودته من العمل، أردتُ تجريب هذا السيناريو المغري فأقف كذلك عند الباب متحمّلا برد الشتاء القارص منتظرًا دفء ذراعيه وهما تطوّقانني عند عودته ولكنّني كوفئت بدل ذلك بصفعة حارّةٍ جعلت من بصمات والدي كالوسام المخلّد على وجهي وعلى روحي إلى الأبد، يبدو أنه من العيب التسكع خارجا في ذلك البرد على قوله ولكن الأكثر عيبا هو أن تقتل براءة طفل وتكفّن قلبه وترميه في قبر التشوّه مدى الحياة.


واليوم وأنا واقف على السجّادة أؤدي فريضة الصّلاة، جلستُ أخيرا للتشهد ثم سلّمت يمينا وشمالا ورفعت يديّ عاليا للدعاء لأتفاجأ بأصغر أحفادي ابنة ابنتي ذات الثلاث سنوات تقفز نحو عنقي -بما أنني بجلوسي أكون بنفس طولها تقريبا- وتحتضنني بكل ما أوتيت من قوّة، يبدو أنها اعتادت على فعل ذلك مع والدها ولكن هل سينفع هذا مع جدّها؟ كانت والدتها خلف الباب تراقب الموقف مصدومة وترتجف خوفا من فعلة ابنتها فهي تعلم أنّ الاقتراب منّي خطير كمن يلامس شرارة كهربائية أو كمن يلاعب النار وفي يده البنزين، لم أدرك ما حدث حقًّا تجمّدت الدّماء في عروقي للحظات وتسارعت دقّاتُ قلبي كأنّها تفكّر في التوقّف عن العمل، ولم أنتبه لنفسي حتى شعرتُ بالدّموع تتساقط على وجنتيّ كحبّاتِ مطرٍ بعد موسم جفاف فأغرقت وجهي وتبلّلت لحيتي البيضاء، أنا الرجل القويّ الشامخ أبكي؟ لا بل كنتُ أشهق وأبكي والدي الذي تركَ ندبة عميقة مستعصية الشّفاء على قلبي، أبكي نفسي التي لم تُسقى حبّا يوما فتحوّلت لأرض جرداء تقتل كلّ نبتة حبّ تزهر فوقها، أبكي طفولتي التي أضحت رمادا تذروه رياح الذكريات البائسة، لم أدري ما عليّ فعله حينها فلم يعلمّني أحد كيف أعانق الآخرين ولكنّ هذه الصغيرة علمّتني وكسرت كلّ الحواجز ومحت كلّ الخطوط الحمراء بني وبينها وعالجت تشوّها قديما بداخلي، لأجدني مستسلما أضمّها إليّ وأعانقها لأنّني كبرتُ وفعلتُ ما لم يفعلهُ أبي.

بقلمي~لؤلؤة قسنطينة~

اعطيني رأيك أخي @حلم كبير :)
لما يكون عندك وقت فراغ طبعا​
 
السلام عليكم
فعلا هي مواقف تصادفنا في حياتنا مع الأسف
قصة معبرة حقا ومميزة (y)(y)
دمت متألقة وسلمت يداك ;):)

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
شكرا غاليتي أماني على كلماتك الطيّبة وتشجيعك
فعلا هي مواقف واقعية تحدث معنا يوميا
ونحن نسردها على شكل قصص فقط
ودُمتِ متابعة وفيّة وراقية
أمسية طيّبة عزيزتي​
 
كلّ ما سأذكرهُ الآن قد يبدو للكثير أنّه مجرّد سخافات وبدون معنى، لكن بالنسبة لي هو أمر يهمني كثيرا ويؤلمني داخل قلبي
خلال الثلاثة أيام الماضية فقدت قطّين (يعني زوج قطط) من بين أكثر القطط التي أحبها والتي تعبت في تربيتها وعملت جاهدة من أجل راحتها
أشعر بالحزن أشعر بالاكتئاب أشعر بقلبي يتمزّق لأشلاء، كأنّني فقدت جزءً مني كأنّني فقدت قطعة من روحي
3 أيام ومازال مانشفوش عينيا، أرى صورهما في كلّ مكان اعتدتُ عليهما وأعلم جيّدا ما يحبّانه من طعام وأميّز صوتيهما بين ملايين القطط
أعلم جيّدا متى ينامان ومتى يريدان اللعب وأي حركة أو نظرة من عينيهما أستطيع ترجمتها وتفسيرها :cry: والله اشعر بالحزن وحزن كبير
واشعر بفراغ رهيب خاصة أنني فقدتهما فجأة وفي يومين متتاليين، لي يحب يضحك يضحك ولي يحب يقول بهلولة يقول ولي يحب يقول مكبّرة الحكاية على قط يقول
ولي يحب يقول الناس راهي تموت جات غير في قط، الناس تموت صح وعندها روح والحيوان يموت وعندو روح والروح عندها قيمة
مهما كان الجسد لي كانت فيه، وأحيانا نسمعو بناس من بعيد ماتو ومانتأثروش بدرجة كبيرة خاطر مانعرفوهمش و ماعندناش ذكريات معاهم
إذن هكاك تاني مع الحيوان، المسألة مسألة ولف وأنا القطط هادو ربيتهم من كانو صغار كي يمرضو نسهر عليهم مانرقدش ونحي الماكلة من فمي
ونمدهالهم، نبات برا في البرد والناس راقدة حتى نتأكد برك بلي رقدو وبلي راهم في أمان لدرجة مرضت بقراجمي ناقصة رقاد وناقصة ماكلة فقط على جالهم
الدعوات ليا ونسيتهم غير كي مرضولي عدت نقول غير يرتاحو هوما برك مايهمش أحلامي وطموحاتي ماعندي ماندير بيهم، خاطر حيوان مايهدرش مايعرفش يدعي مايعرفش يقوم بروحو
ضعيف ويحتاج لي يوقف بيه، غاضوني لدرجة لا يتصورها العقل لدرجة كل ليلة يموت فيها واحد وقبل ما نفيق بموتهم نشوفهم في المنام بصحتهم
ولاباس بيهم ورتاحو نلعب معاهم نمدلهم ياكلو كيما زمان ونفرح بزاف كي رتاحو، غدوة نوض نلقاهم ماتو وتما الصدمة، والفتهم ومالقيت كيفاه ندير درك :cry::cry:
علابالي واحد ماراح يحس بواش راني نحس ويمكن تبان لبزاف ناس أمر تافه، وكاين لي يقول بالاك كاين هموم في الدنيا أكبر من موت قط
أنا كذلك عندي هموم أكبر في حياتي ولا يعني أنو حزنت على موت قط أني عايشة في جنة، هادي حاجة طبيعية فيا وفقط
المهم ماديروش على كامل هاد الهدرة حبيت نفرغ قلبي برك :( وربي يصبرني على من كي نكون نصلي ونشهّد يجيو يتخباو تحت الخيمار ولا يحطو راسهم
فوق يدي حتى نلخص الصلاة :cry:
ولأنني مهبولة وطايرلي شوي خيوط ونخلط البكا مع الضحك، قلت لختي ايماجيني نشوفهم جايين ولابسين الابيض :LOL:
تبا لي، ربي يهديني



 
كلّ ما سأذكرهُ الآن قد يبدو للكثير أنّه مجرّد سخافات وبدون معنى، لكن بالنسبة لي هو أمر يهمني كثيرا ويؤلمني داخل قلبي
خلال الثلاثة أيام الماضية فقدت قطّين (يعني زوج قطط) من بين أكثر القطط التي أحبها والتي تعبت في تربيتها وعملت جاهدة من أجل راحتها
أشعر بالحزن أشعر بالاكتئاب أشعر بقلبي يتمزّق لأشلاء، كأنّني فقدت جزءً مني كأنّني فقدت قطعة من روحي
3 أيام ومازال مانشفوش عينيا، أرى صورهما في كلّ مكان اعتدتُ عليهما وأعلم جيّدا ما يحبّانه من طعام وأميّز صوتيهما بين ملايين القطط
أعلم جيّدا متى ينامان ومتى يريدان اللعب وأي حركة أو نظرة من عينيهما أستطيع ترجمتها وتفسيرها :cry: والله اشعر بالحزن وحزن كبير
واشعر بفراغ رهيب خاصة أنني فقدتهما فجأة وفي يومين متتاليين، لي يحب يضحك يضحك ولي يحب يقول بهلولة يقول ولي يحب يقول مكبّرة الحكاية على قط يقول
ولي يحب يقول الناس راهي تموت جات غير في قط، الناس تموت صح وعندها روح والحيوان يموت وعندو روح والروح عندها قيمة
مهما كان الجسد لي كانت فيه، وأحيانا نسمعو بناس من بعيد ماتو ومانتأثروش بدرجة كبيرة خاطر مانعرفوهمش و ماعندناش ذكريات معاهم
إذن هكاك تاني مع الحيوان، المسألة مسألة ولف وأنا القطط هادو ربيتهم من كانو صغار كي يمرضو نسهر عليهم مانرقدش ونحي الماكلة من فمي
ونمدهالهم، نبات برا في البرد والناس راقدة حتى نتأكد برك بلي رقدو وبلي راهم في أمان لدرجة مرضت بقراجمي ناقصة رقاد وناقصة ماكلة فقط على جالهم
الدعوات ليا ونسيتهم غير كي مرضولي عدت نقول غير يرتاحو هوما برك مايهمش أحلامي وطموحاتي ماعندي ماندير بيهم، خاطر حيوان مايهدرش مايعرفش يدعي مايعرفش يقوم بروحو
ضعيف ويحتاج لي يوقف بيه، غاضوني لدرجة لا يتصورها العقل لدرجة كل ليلة يموت فيها واحد وقبل ما نفيق بموتهم نشوفهم في المنام بصحتهم
ولاباس بيهم ورتاحو نلعب معاهم نمدلهم ياكلو كيما زمان ونفرح بزاف كي رتاحو، غدوة نوض نلقاهم ماتو وتما الصدمة، والفتهم ومالقيت كيفاه ندير درك :cry::cry:
علابالي واحد ماراح يحس بواش راني نحس ويمكن تبان لبزاف ناس أمر تافه، وكاين لي يقول بالاك كاين هموم في الدنيا أكبر من موت قط
أنا كذلك عندي هموم أكبر في حياتي ولا يعني أنو حزنت على موت قط أني عايشة في جنة، هادي حاجة طبيعية فيا وفقط
المهم ماديروش على كامل هاد الهدرة حبيت نفرغ قلبي برك :( وربي يصبرني على من كي نكون نصلي ونشهّد يجيو يتخباو تحت الخيمار ولا يحطو راسهم
فوق يدي حتى نلخص الصلاة :cry:
ولأنني مهبولة وطايرلي شوي خيوط ونخلط البكا مع الضحك، قلت لختي ايماجيني نشوفهم جايين ولابسين الابيض :LOL:
تبا لي، ربي يهديني



معليه ربي يعوضك ان شااء الله
انا العام لي فات ربيت قط ف الغرفة تاع الاقامة
وكي كنت رايح قلبي تقطع عليه ما قدرتش على فراقو
حب الحيوان رحمة يلقيها الله على قلوب الطيبين
معليه جيبي قط آخر يعوضهم وخلاص
 
معليه ربي يعوضك ان شااء الله
انا العام لي فات ربيت قط ف الغرفة تاع الاقامة
وكي كنت رايح قلبي تقطع عليه ما قدرتش على فراقو
حب الحيوان رحمة يلقيها الله على قلوب الطيبين
معليه جيبي قط آخر يعوضهم وخلاص

مازالولي 4 خلاف ههههه
كانو 5 صغار وواحد كبير شوي
مات واحد من الصغار ومات الكبير
من لي ماتو ماقدرت نلعب مع هادوك ماقدرت ندير والو
زعما نقوم بواجبي برك نوكلهم نظفلهم لأنو واحد خلاف صغير مريض
بصح بدا يتحسن ان شاء الله
بصح باه نلعب معاهم ماقدرتش، مع أنو ماتولي آلاف القطط في حياتي
بصح كيما هادو قراب خلاص ليا وبزااف ونهاري كامل معاهم دقيقة بدقيقة
ويهبلو ماشاء الله، معليش راهم عند ربي خير
بارك الله فيك خويا حكيم على الاقل نتا بيطري بالاك تحس شوي بمحبة الحيوان
وتحس بلي المخلوقات هادي تستاهل كامل هاد الحزن
 
شعرتُ أنّها لا تناسب قسم المحاولات القصصية وربما تميل للبوح بشكل أكبر
فقررت وضعها هنا ^^
ما رأيُكم !


يقول أحدهم كبرتُ ولم يُعانقنِي أبي،
نعم أنَا الذي كبرتُ وأصبحتُ رجلًا بالغا قويّ المبادئ يترفّع عن تفاهات هذا العالم وعن كل تلك المشاعر البائسة التي لا تغني ولا تسمن من جوع، أنا الذي تفوّقت في مجال عملي وحقّقت جملة من الألقاب الملفتة في عالم الأعمال والتجارة وأنا الذي تزوّجتُ وأنجبتُ أبناءً وبنات وخلّفت الأحفاد والحفيدات فكنتُ وسأبقى السلطة العليا داخل بيتي، أنا الذي وضعتُ خطوة واسعةً نحو المستقبل وطويتُ الكثير من الذكريات خلفي ودهستُ المؤلم منها بطرفِ حذائي فأسير كالملك بين الناس حيث يشار إليّ بأصابع الإعجاب، أنا الذي حقّقت ووصلت ونجحت ولكن رغم ذلك وإلى الآن ما زلت أقولها وحروفها تلتهب كالجمر داخل حلقي؛ كبرتُ ولم يعانقنِي أبِي.
أردتُ أن أكون أبًا ناجحا يسقي طموحات أطفاله لتزهر فوفّرت لهم كلّ ما تشتهيه أنفسهم؛ سيارات ومنازل فاخرة ودعم ماديّ لمشاريعهم الكبيرة فقط لأراهم يحلّقون في سماء النّجاح، ولكنّني فشلتُ في أمرٍ واحد فقط وهو أنّني لم أعانق أحدًا منهم ولو لمرّة واحدة تماما كما لم يفعل أبي معي من قبل، كنت أتمنى ضمّهم إلى صدري ولو لثانية واحدة وتقبيل جباههم الصغيرة وملاعبتهم وحملهم فوق كتفيّ لنتشارك لعبة الحصان فأقفز بهم هنا وهناك وتتعالى ضحكاتهم؛ ولا أدري أهذا لحبّي الشديد لهم أم لإشباع رغبة الطفل الصغير بداخلي وتحقيق عما عجز الزمن عن تحقيقه له، ولكنّ الخط الأحمر الذي وضعه والدي بيني وبينه ليفصل بين مشاعرنا وتواصل أرواحنا ما زلت محتفظا به إلى الآن أتوارثه عنه وأطبقه مع أبنائي.
فما زلتُ أتذكّر ذلك اليوم الذي رأيتُ فيه صديقي ينتظر والده عند باب البيت فقط ليظفر منه بعناقٍ حنون فور عودته من العمل، أردتُ تجريب هذا السيناريو المغري فأقف كذلك عند الباب متحمّلا برد الشتاء القارص منتظرًا دفء ذراعيه وهما تطوّقانني عند عودته ولكنّني كوفئت بدل ذلك بصفعة حارّةٍ جعلت من بصمات والدي كالوسام المخلّد على وجهي وعلى روحي إلى الأبد، يبدو أنه من العيب التسكع خارجا في ذلك البرد على قوله ولكن الأكثر عيبا هو أن تقتل براءة طفل وتكفّن قلبه وترميه في قبر التشوّه مدى الحياة.


واليوم وأنا واقف على السجّادة أؤدي فريضة الصّلاة، جلستُ أخيرا للتشهد ثم سلّمت يمينا وشمالا ورفعت يديّ عاليا للدعاء لأتفاجأ بأصغر أحفادي ابنة ابنتي ذات الثلاث سنوات تقفز نحو عنقي -بما أنني بجلوسي أكون بنفس طولها تقريبا- وتحتضنني بكل ما أوتيت من قوّة، يبدو أنها اعتادت على فعل ذلك مع والدها ولكن هل سينفع هذا مع جدّها؟ كانت والدتها خلف الباب تراقب الموقف مصدومة وترتجف خوفا من فعلة ابنتها فهي تعلم أنّ الاقتراب منّي خطير كمن يلامس شرارة كهربائية أو كمن يلاعب النار وفي يده البنزين، لم أدرك ما حدث حقًّا تجمّدت الدّماء في عروقي للحظات وتسارعت دقّاتُ قلبي كأنّها تفكّر في التوقّف عن العمل، ولم أنتبه لنفسي حتى شعرتُ بالدّموع تتساقط على وجنتيّ كحبّاتِ مطرٍ بعد موسم جفاف فأغرقت وجهي وتبلّلت لحيتي البيضاء، أنا الرجل القويّ الشامخ أبكي؟ لا بل كنتُ أشهق وأبكي والدي الذي تركَ ندبة عميقة مستعصية الشّفاء على قلبي، أبكي نفسي التي لم تُسقى حبّا يوما فتحوّلت لأرض جرداء تقتل كلّ نبتة حبّ تزهر فوقها، أبكي طفولتي التي أضحت رمادا تذروه رياح الذكريات البائسة، لم أدري ما عليّ فعله حينها فلم يعلمّني أحد كيف أعانق الآخرين ولكنّ هذه الصغيرة علمّتني وكسرت كلّ الحواجز ومحت كلّ الخطوط الحمراء بني وبينها وعالجت تشوّها قديما بداخلي، لأجدني مستسلما أضمّها إليّ وأعانقها لأنّني كبرتُ وفعلتُ ما لم يفعلهُ أبي.

بقلمي~لؤلؤة قسنطينة~

أرواحي هنا مريومة
@sanaya
 

أرواحي هنا مريومة
@sanaya
يعني تبخلين علي بقلم رائع مثل هذا
صدقيني روعة حتى شككت للحظات أنها ليست لك فتفاجأت باسمك يذيلها
مايميز كتاباتك و ما أقرأه دائما فيها هو انسانة صادقة عفوية تكتب لنفسها وليس لإبهار الآخرين
واصلي و الله روعة روعة
أتمنى لك التوفيق
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top