جنة الدنيا حقيقة أم وهم؟ السعادة لمت يريد

نزهة الفلاح

:: عضو مُتميز ::
أحباب اللمة
لكل باحث عن السعادة والروعة
مقال مفصل هدية لكل من يعاني مع ذاته
......

جنة الدنيا حقيقة أم وهم؟؟؟
بالدليل القاطع من القرآن والسنة
مساء خيرات ونور وجمال من فاطر الأرض والسماوات..
بداية، ماذا يريد الإنسان ليكون سعيدا هانئا في الدنيا والآخرة؟
ما الذي ينغص على الإنسان حياته ويجعله حزينا مكتئبا قلقا خائفا مضطربا؟
تعالوا نتفق على مفاتيح وأبجديات بسيطة جدا لكنها فاصلة وحاسمة برحمة الله على عباده..
لو ركزنا قليلا فيما يتعب أي إنسان سنجد الآتي:
+ أحلامه... يريدها بقوة فتتأثر مشاعره
+ مشاعره... تغلي وتحزن وتكتئب لهفة على ما يريد ورفضا لوضع لا يطيقه..
+ قلبه...
وماذا يريد هذا الإنسان: الاستمتاع والمتعة واللذة والنشوة = السعادة
ووسائل ذلك بالنسبة له:
+ حياة كريمة يعني مال كافي لذلك ( المال)
+ حب يحلق به في قمة السعادة ( الحب)
+ صحة ( جسدية ونفسية وروحية ) وشباب وحيوية ونشاط (الصحة)
+ ترفيه ولهو ...( تسلية)
+ زوجة أو زوج صالح وأسرة مثالية بكل المقاييس..( عاطفة وجنس وأبوة) (النسل)
+ دراسة سهلة يسيرة وعلاقات جيدة ( الإنجاز)
+ عمل جيد يحبه ويثبت فيه جدارته ويحقق فيه انتصاراته ويرتقي فيه نحو الكمال الذي ينشده ( الشعور بالإنتاج والقوة )
+ إنجازات يومية وأحلام محققة بسهولة..( السهولة واليسر )
تمام؟
كل ما كتب أعلاه يتحكم فيه أمران:
قلب جعله الله هو الملك لمملكة داخلية تقودك إلى كل هذا ( وسأشرح الكيفية بعون الله ) وفطرة تسكن هذا القلب فيها كل البرامج الأصلية التي تحتاجها لجنتك في الأرض..
وسأضرب مثالا ليتضح المقال بعون الله وسنقارن هنا بين طفل وشاب..
يلعبان مثلا لعبة على الكمبيوتر، لنقل pro evolution كرة القدم...
وبينهما تحدي يلعبان واحد من ريال مدريد وواحد من برشلونة...
لو راقبنا سلوك الطفل سنجده مختلفا عن سلوك الشاب نهائيا..
الطفل يلعب باستمتاع ويضحك ويدرك جيدا أنه في لعبة، فيتعامل معها أنها لعبة ويحرز النقاط وهو مستمتع، وإن غلبه الشاب، يحزن قليلا ثم ينسى ويعود من جديد للتحدي..
الشاب تجده كل دقيقة يشتم، يسب، يغلي من داخله، يحرز هدفا فلا يقنع به يقاتل، يستميت ( ركزوا مع المصطلحات ) يجاهد أيما جهاد لكي لا يغلبه الطفل... وتنتهي المباراة...
لو غلب الطفل: يقول له بكل براءة آآآآ غلبتك، ويضحك وانتهى الأمر وينسى وينتقل إلى حياته بسلاسة ويفعل شيئا آخر
أما الشاب فيكره اليوم الذي فكر فيه في منافسة الطفل، ويعتبر الموضوع ثأرا وأنها خسارة فادحة وغليان مشاعر وشتم للكمبيوتر وللفريق المنافس و.......
لو غلب الشاب: هيييي هليلة على رأي المصريين، كل شوية يستفز الطفل ويستعرض عضلاته وأنه هو وهو وهو ... ويمدح فريقه ويشتم الفريق الآخر وتبقى ذكرى مخلدة لأيام وأيام.... كل شوية يذل الطفل يا عيني grin رمز تعبيري
ماهو القصد هنا:
لو اعتبرنا أن اللعبة نفسها هي الحياة...
فإن الطفل لديه فطرة نقية... يتعامل بقمة البراءة والبساطة وينسى الإساءة وهادئ ( إن لم يتعلم العصبية ممن حوله وأي أب يشتكي من ابن عصبي فلينظر من هو العصبي هو أو زوجته )
أما الشاب فأصبحت فطرته في سرداب الفؤاد وكون نسخة مزورة تتلاعب بكل كنوزه ( مشاعره، خياله، تنفسه، تركيزه ..)
والنسخة المزورة مكونة من أمرين : أفكار تشربها من محيطه + أفعال يقوم بها تحركها تلك الأفكار...
ماذا يفعل الإنسان ليدخل جنة الدنيا فتصير دنياه سعادة وهناء وتعم من حوله...
الموضوع بسيط جدا:
عوض أن أنقح النسخة المزورة وأقضي حياتي في تجديد برامجها كمن لديه ويندوز غير أصلي ويشتري له برامج أصلية... سيأتي يوم ويفسد الويندوز فما فائدة البرامج الأصلية... لم لا نأتي بالأصل والمثبت عليه كل البرامج التي تلزمنا لفعل كل ما نريده في الحياة...ولا نحتاج سوى الحفاظ على بعض التنظيف اليومي وانتهت القصة، جنة تفتح ذراعيها وترتقي بمن فيها كل يوم بفضل ورحمة ونعمة وأمر وتسخير من ربها..
كيف؟؟؟في الجزء الثاني بعون الله
يومكم جنة وسعادة وعذرا على الإطالة
نزهه إبراهيم الفلاح
 
رد: جنة الدنيا حقيقة أم وهم؟ السعادة لمت يريد

جنة الدنيا حقيقة أم وهم؟؟؟
بالدليل القاطع من القرآن والسنة
الجزء الثاني
يومكم جنة وروائع...
تكلمنا في الجزء الأول عما نريد لنعيش في جنة الله في الدنيا، والتساؤلات التي سأجيب عليها في هذا الجزء بعون الله
هل هي حقيقة وما الدليل من القرآن والسنة؟
ما الذي يوجد فيها؟
كيف ندخلها ونبقى فيها حتى ننتقل إلى الجنات الأبدية بعون الله..
ولنلخص كل ما نريد في اسم واحد فقط: الاستمتاع والمتعة..
من خلال وسائل متعددة ورغبات مختلفة...
ولأننا نقلب الأسماء التي علمنا الله إياها، فإن الأهداف صارت وسائلا والوسائل صارت أهدافا، والحقوق صارت رغبات..
وتعالوا نتفق على مربط الفرس، ومن ثم نحدد الفرس نفسه..
أريتم تجارة ناجحة بدون رأس مال أصلي؟ أرأيتم أسرة كاملة بدون زوجين؟ أرأيتم حبا بدون طرفين وهكذا..
القصد هو أن التشتت والفوضى والسير في الدنيا بتخبط، سببه الوحيد، غياب الغاية التي تجمع كل شيء نفعله حولها، هذا مبدئيا..
من الغاية نحدد الهدف الأخير ( آخر شيء نريد تركه وراءنا في الدنيا )
ثم نبدأ في تحديد ماذا نريد على المدى الطويل، المتوسط، القصير...
هذا الأمر الذي يسمى تخطيطا، وكل البشرية تريد أن تكون منظمة في حياتها، مدركة جيدا مسارها ومستمتعة بحياتها في هناء ووئام وهدوء ونظام وطريق واضح سلس سهل..
في جنة الدنيا كل هذا نجده ونسير فيه بسهولة عجيبة، لا يصدقها إلا من رآها، لا يستوعبها إلا من ذاقها، لا يكتشفها إلا من عرف طريقها...
هل هي حقيقة أم وهم؟ تعالوا نتعرف عليها من خلال كتاب ربنا:
يقول الله تعالى وقوله الحق:
أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (62) الَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (63) لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (64) سورة يونس
لهم البشرى في الحياة الدنيا والآخرة، وطبعا لا مجال للمقارنة بين محدود وخالد، له نهاية ولا نهائي... ولكنها جنة حقيقية في الدنيا أما تلك الآخرة فمهما فكرنا فيها لن يصل فكرنا القاصر الغائب عنه عالم الغيب إلى مدى روعتها وهي جنة عرضها السماوات والأرض، وما الدنيا عند الله إلا كجناح بعوضة...
قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى (123) وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124) سورة طه
من اتبع هدى الله، لا يضل، معناها أنه لا فوضى، لا تخبط، لا ألم لا حزن لا قلق، ولا يشقى، معناها لا شقاء لا ضرر...
أما من أعرض عن ذكر الله والذكر هنا ليس لسانا فقط ولكنه كل شيء نعمله فإنه يعيش في ضنك وفوضى، لما تجد أما تعاااني في تربية أطفالها، لما تجد أبا يعاني لتوفير لقمة العيش، لما تجد فقيرا فإنه مجرم في حق نفسه فحل الفقر سهل سلس وهكذا:
اعْمَلُوا آَلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ (13) سورة سبأ
قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ (163) قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ وَلَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (164) سورة الأنعام
مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (97) سورة النحل
وهذه الآية واضحة، لأن كلما قلت لأحدهم إن جنة الدنيا حقيقة وأحيا فيها بفضله ومنه، يقول لك، لا بل هي جنة الآخرة ويتألم ويتعذب ويعيش هائما مؤجلا كل متعه إلى جنة أخرى والطريف أن جنة الدنيا هي الطريق الأوحد لجنة الآخرة..
وأي شخص يحسب نفسه يتقي الله ولو أن الله هو الذي يعلم من يتقيه فعلا، انظر إلى حياته، لا يوجد إنسان يتقي الله ويتألم ذرة في حياته، لا يوجد إنسان يتقي الله حقا ويعيش في فوضى أو في ألم، ليعلم أنه لا يعبد الإله الحق، وإنما يعبد صورة ذهنية عن إله عرفه من المحيط من الإعلام من مفاهيم الآخرين، فشوه فطرته التي فطره الله عليها... ومن مظاهر تقوى الله ودلائلها القوية:
الاستمتاع بكل تفاصيل الحياة، حتى بما نراه مشاكل، فهي اختبار وكلنا في اختبار، وسأحكي لكم موقفا طريفا لتفهموا قصدي..
لما كان أبي رحمة الله عليه طفلا، كان في القرية، وكان يلعب مع الأطفال.. وطفل منهم مندمج جدا في اللعب، فكانت عقرب تلسعه وهي وراءه لم يرها، كان يلسع ومن حماسته يحك مكان اللسع ويكمل اللعب ( ولا معبر العقرب وراه ولا أصلا شافها ) ...
وانتهى اللعب ثم أفاق من حماسته، فوجد تورما بسيطا في جلده وشفي لوحده...
القصد هنا هو أن ما يجعل للمشاكل حجما، هو نظرتنا نحن، رؤيتنا نحن، أفكارنا نحن، سوء ظننا في الله كل ساعة وحين بطرق مختلفة...
هو كان على الفطرة، ولم يكترث، حتى لما وجدوا سبب التورم، لم يضخموا الأمر، عقرب وانتهى الموضوع... انظر إلى أمهات اليوم، حرص شديد واستماتة لقتل الجراثيم وإعلانات الصابون والمطهرات وعالم وحفلة وأول ما يسعل الولد هليييلة ابنيييييييي ومشكلة ... المطلوب الاهتمام نعم ولكن بالاستعانة بالله القادر على كل شيء وإحسان الظن به وفطرة نقية صافية متطهرة يوميا لذا ستصير للحياة أبعاد أخرى...
ومن الدلائل أيضا على حقيقتها:
مَنْ كَانَ يُرِيدُ ثَوَابَ الدُّنْيَا فَعِنْدَ اللَّهِ ثَوَابُ الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا بَصِيرًا (134) سورة النساء
يَا بَنِي آَدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ (31) قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (32) قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (33) سورة الأعراف
وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا مَاذَا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قَالُوا خَيْرًا لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَلَدَارُ الْآَخِرَةِ خَيْرٌ وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ (30) سورة النحل
لاحظوا معي في الدنيا الذين اتقوا لأن الخطأ جبلة وطبيعة ووارد والتطهير منه هو صمام الأمان اليومي المرفق بالحمد للبقاء في جنة الدنيا، لكن في الآخرة سماهم المتقين، لأنه انتهى الاختبار وتم الجزاء منه سبحانه...
قال اللهُ تعالى : أنا عند ظنِّ عبدِي بي إنْ ظنَّ خيرًا فلهُ ، وإنْ ظنَّ شرًّا فلهُ
المصدر : صحيح الجامع

عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم - إن الله تعالى قال : من عادي لي وليا فقد آذنته بالحرب ، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه ، و لا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه ، فإذا أحببته كنت سمعه الذي سمع به و بصره الذي يبصر به ، و يده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها و لئن سألني لأعطينه ، و لئن استعاذني لأعيذنه -رواه البخاري .
يعني من يعامله الله هكذا بالله عليكم هو في جنة الدنيا أو في ماذا بالضبط؟
ما الذي يريده غير ذلك؟ أنس بالله، حب الله له، حبه لله، دعواته مجابة، أحلامه محققة، حياته سهلة هنية، يحيا في الدنيا في سعادة... أليست جنة الدنيا أم أنها شيء آخر؟
طبعا جنة الدنيا في الآخرة لا شيء، وهل يقارن المحدود باللانهاية؟ وهل يقارن المعدود بالخلود؟
لو لدينا مليار دولار فهي صفر بالنسبة لمالا نهاية من الدولارت...
وجنة الدنيا، حياة لا يصدقها إلا من يحيا فيها، مهما كانت الأحداث والأحوال الجارية حوله، تجده هادئا هانئا يحيا في أمن وسلام، لا يتجرأ أحد على تخويفه أو الإ ضرار به...ولا سلطان أحد عليه...
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (105) سورة المائدة
لاحظوا حتى الشيطان يقول بصراحة ما بعدها صراحة للذي يقول لك الشيطان أغواني:
وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (22) سورة إبراهيم
إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلًا (65) سورة الإسراء
والإيمان يبدأ بفطرة نقية ويستمر بتطهير يومي، وارتقاء في جمال وروعة جنة حلاوتها لا توصف...

يوجد فيها كل ما تحتاجه للتعامل مع العالم الخارجي، وتصير الدنيا بين يديك، وتهرول إليك، ويسير الكون وفق إرادتك بأمر من ربه الذي سخره لك، إن أنت كنت على الطريقة : وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا (16) لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَمَنْ يُعْرِضْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذَابًا صَعَدًا (17) وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا (18) سورة الجن
والعذاب طبيعي لأنه من سار عكس الكون وهو حامل الأمانة طوعا، فإنه يجني ما كسبت يداه، فكما يمتعنا الله برحمته وفي رضاه ونعمه، للكون سنن لا مجال للإفساد في الأرض..
أتظن أن الإفساد من حقك؟ لا طبعا لست وحدك فالكون متوازن منظم، ولا شيء خلق عبثا
حين تأكل ما يضرك، فأنت مفسد في الأرض، وحين تصرف المال فيما يخل بالتوازن وهو مال الله أنت مستخلف فيه فإنك تفسد في الأرض، وحين تسير بين الناس بالغيبة فإنك تفسد العلاقات، وحين يكون قدوتك مفسد في الأرض وتقلده فإنك تفسد أيضا وحين تشوه فطرة طفلك بعدم تعلم فن تربيته وتقرأ وتطلع لتحافظ على الأمانة، عوض أن تعامله كأنك الفهيم الذي لم تلده ولادة وتربه كما تريد أنت وليس من حقك.. فأنت تفسد في الأرض...وهكذا...
ولاحظ أن الله تعالى لم يقل لك صل ولكن قال لك أقم الصلاة، ولكي تقيم الصلاة لابد لك من فطرة تعرف الإله الذي تصلي له.. وإذا كانت الفطرة مخنوقة ومكبوتة، فالصلاة تمر تمارينا رياضية بلا استمتاع ولا حلاوة وهذا طبيعي جدا...
حين تحج لأجل لقب، حين تصوم لأجل خوف من الكفارة، حين تدعو مصلحة، حين تذكر باللسان قليلا وتظن نفسك فعلت كثيرا، حين تفعل الخير وتظن نفسك أنك متفضل وصاحب يد بيضاء..
كل تلك مفاهيم لا تمت للتقوى بصلة...
كيف ندخل هذه الجنة ونحيا فيها؟
يدلنا سبحانه وتعالى على المفتاح الوحيد لدخول جنة الدنيا، لأنه يؤدي إلى كل الأشياء التي نريدها ويمتعنا الله به في كل حين:
وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (33) سورة الأنفال
وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ (3) سورة هود
فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا (12) سورة نوح
وتحل البركة، وتترتب الحياة وتتنفس الفطرة وتسعد وتهنأ وتكون قويا بحب الله ثم نفسك ثم الآخر..
فكل فوضانا بذنوبنا وإن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم من ذنوب بتطهيرها، وأفكار بتصحيحها، وتصير السعادة عبادة والمتعة ديدن وارتقاء في الريادة...
فسبحان من له الملك وخلقنا للاستمتاع في رضاه وزيادة ..
يومكم وحياتكم جنة لا تنقضي عجائبها في حب وسعادة..
نزهة إبراهيم الفلاح
 
رد: جنة الدنيا حقيقة أم وهم؟ السعادة لمت يريد

بارك الله فيك
 
توقيع Oussama.GF
رد: جنة الدنيا حقيقة أم وهم؟ السعادة لمت يريد

السلام

ليس الجنة الدنيا بوهم بل حقيقة

قال الشيخ الإسلام من لم يذخل جنة الدنيا لا يذخل جنة الأخرة
و يقصد بالجنة الدنيا هو الإيمان هذا أقوال العلماء في شرح جنة الدنيا
لان من ليس له إيمان بالله ورسله وكتبه ولا بيوم البعث لا يذخل الجنة
 
رد: جنة الدنيا حقيقة أم وهم؟ السعادة لمت يريد

السلام

ليس الجنة الدنيا بوهم بل حقيقة

قال الشيخ الإسلام من لم يذخل جنة الدنيا لا يذخل جنة الأخرة
و يقصد بالجنة الدنيا هو الإيمان هذا أقوال العلماء في شرح جنة الدنيا
لان من ليس له إيمان بالله ورسله وكتبه ولا بيوم البعث لا يذخل الجنة

وعليكم السلام

فعلا وجنة الدنيا ليست الإيمان فقط ولكن تفاعلنا مغ الحياة من خلال هذا الإيمان والمتاع الحسن ويسر الحياة كما وعد سبحانه وقد زودت المقال بالدلائل..
شكر الله لك المرور والإفادة
 
العودة
Top Bottom