لكم يا ..................

  • كاتب الموضوع كاتب الموضوع zella2007
  • تاريخ النشر تاريخ النشر
الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.

zella2007

:: عضو مُشارك ::
في عصر الثورة الإعلامية المتمثلة بتنوع وسائل الإعلام وتطورها التقني وانتشارها في كل مكان، وتزايد قدراتها على نقل المعلومات بكميات وسرعات مذهلة مكنت من ربط أطراف المعمورة، وتقليص مسافات الزمان والمكان بينها صار الإعلام ـ وأداته الأولى الكلمة ـ سلاحاً في الصراعات الدولية لا يقل ـ إن لم يفق ـ في التأثير والفتك عن غيرها من الأسلحة، ولئن هدفت الأسلحة الأخرى التي ابتكرها عقل الإنسان إلى إلحاق الأذى المادي فإن سلاح الإعلام يهدف ـ إذا ما أسيء استخدامه ـ إلى التأثير في العقول بممارسة الحرب النفسية من خلال تلفيق الأكاذيب لغسل الأدمغة وتضليل الرأي العام وحرفه بقلب الحقائق وجعل الباطل حقاً وإفراغ الحق من مضمونه. وهذا ما تمارسه اليوم الصهيونية العالمية في أشرس مراحل هجمتها الاستعمارية الاستيطانية المتصاعدة على الأمة العربية في عصر ما سمي بالنظام العالمي الجديد وهيمنة القطب الواحد، هذه الهجمة التي ابتلي بها العرب والمسلمون في العصر الحديث بتخطيط وتمويل من الغرب الاستعماري حيث نجم عنها ابتلاع فلسطين وأجزاء من أقطار عربية أخرى وتشريد الملايين من سكانها الأصليين في مخيمات اللاجئين منذ نصف قرن، وإحلال مستوطنين يجري جلبهم بطرق مختلفة من شتى الشعوب محلهم بالقوة. ‏ وقد تمكنت الصهيونية بامتلاكها لوسائل الإعلام الغربية المقروءة والمسموعة والمنظورة من غسل أدمغة ملايين البشر وجرها خلفها صماء معصوبة الأعين خرساء إزاء كل ما يقترفه كيانها الإسرائيلي من جرائم بحق الإنسانية لم يشهد التاريخ في أكثر صفحاته سواداً لها مثيلاً بدءاً بالغزو، فالاحتلال، فالتشريد، والتطهير العرقي، والتمييز العنصري، والإبادة والقتل الجماعي للآمنين فالعقاب الجماعي بالحصار وقصف المدن والمدارس والمشافي ودور العبادة والمخيمات والقرى الآهلة بالسكان ـ ولو كانوا في ملاجىء الأمم المتحدة ـ وارتكاب مجازر جماعية لا حصر لها بحق السكان الأصليين، وخطف واغتيال السياسيين والمثقفين والشعراء والفنانين والصحفيين، وحرق المزروعات واقتلاع الأشجار وتلويث المياه ودفن الأسرى أحياء... إلى آخر القائمة التي يندى لها جبين الإنسانية ويأتي في طليعة الأدوات الخطرة في الخطاب الإعلامي الصهيوني المضلل والأبواق الدعائية السائرة في ركابه المصطلح السياسي المزيف الذي تجري صياغته بعناية عن طريق اللعب على حبال اللغة وقلب معاني الألفاظ والمفاهيم، وتشويه مدلولاتها التي وضعت لها واتفق عليها الناطقون بها عبر تاريخها الطويل. ‏ وبذلك تحقق هذه الدوائر المعادية عدة أهداف، فلا تكتفي بتغييب وعي الشعوب وتضليلها بنزع الحقائق وطمسها وإحلال مزاعمها وأباطيلها محلها لتصبح مع كثرة تداولها من المسلمات التي لا يعتريها الشك بل تحقق بذلك هدفا خبيثا آخر بالنخر في عظام اللغة وإشاعة الفساد فيها وتدمير منطقها الموروث،وتفكيك علاقاتها الدلالية والرمزية بغية إشاعة البلبلة والفوضى في قوانينها ليسهل القضاء عليها كأساس لوجود الأمة،والتمهيد لإحلال لغات ولهجات بديلة محلها. ‏ ومما سهل انطلاء هذه الألاعيب والحيل على شعوب أميركا والغرب خلو الساحة وغياب الجهد الإعلامي العربي الموازي والمواجه القادر على إثبات حضور فاعل في الأدوات والأساليب رغم انه يدافع عن قضية عادلة أمام عدوان جائر.. لا بل إن الأدهى من ذلك آن هذه المصطلحات المزورة التي يجري صكها في مراكز معدة بإتقان لهذه الغاية بدأت تنجح في التسرب إلى أجهزة إعلامنا العربية وعبرها تتسلل إلى الألسن وتتغلغل في عقول المواطنين العرب فتجعلهم هدفا لغزو فكري وسياسي يسعى إلى تغييب وعيهم القومي وتخدير حسهم الوطني وتحويلهم إلى مجرد كائنات تساق مسلوبة الإرادة إلى حتفها. ‏ وقد كان السيد الرئيس بشار الأسد بما أوتي من بصيرة نافذة مدركة لطبيعة الصهيونية ومكرها في طليعة المنبهين إلى خطورة هذه الحرب الجديدة الشرسة التي يشنها الصهاينة وحلفاؤهم على امتنا.. حرب المصطلحات،وذلك في مناسبات عدة ولاسيما خطابه التاريخي أمام مؤتمر القمة العربي في بيروت حيث جاء في سياق تحليله لأحد هذه المصطلحات المشوهة،وهو مصطلح (الإرهاب) الذي تقيم الإدارة الأمريكية وشريكتها «إسرائيل» العالم وتقعده على أنغامه صباح مساء كقول سيادته: «نلاحظ هنا أن المصطلحات قلبت بشكل كلي وهذا هو الخطر الحقيقي. إن الخطر الحقيقي أو الأكبر ليس بالحرب العسكرية.... الحرب خطر لكن الخطر الأكبر هو في تشويه المصطلحات ومعانيها..وبالتالي تشويه القيم والمفاهيم فإذا علينا أن ندقق في المفاهيم التي تطرح من الخارج وعلينا أن ندقق في المفاهيم التي نطرحها دائماً. ‏ ويستغرب السيد الرئيس هذا النهج الوصائي المتعالي ويدحضه قائلاً:"نحن علينا أن نصمت ونلتزم ونقتنع بما يقولونه!، هم يعرفون عنا أكثر مما نعرف عن أنفسنا !.. طبعا من الطبيعي أن نرفض أي مصطلح لا يأتي من منطقتنا.. قضايانا هي ملكنا، ولا نقبل بأي تقويم يمسنا يأتي من الخارج. وبالتالي نحن من يحدد القيم التي يجب أن نسير عليها. هم لا يحق لهم أن يحددوا قيمنا ولا مبادئنا ولا كيف نشعر ولا متى نشعر.. هذا شيء مرفوض تماما ". ‏ ومن هنا فإن تحليل السيد الرئيس يحتم علينا ضرورة تعقب سيل المصطلحات التي تصكها الدوائر الصهيونية وتغرق بها أجهزة الإعلام العالمية وإجراء رصد معجمي لها وتحليلها وغربلتها وكشف دسائسها، ومن ثم العمل على صياغة مصطلحات بديلة تنقل بصدق حقيقة قضايانا العادلة، وتفضح المزاعم الخبيثة. ‏ إن مصطلح الإرهاب (تيروريزم) الذي يجري الترويج له واستثماره هذه الأيام على نطاق واسع¬ من قبل الولايات المتحدة بغية اختلاق الذرائع لضرب الشعوب المستضعفة بطريقة مبتكرة، وابتلاع ثرواتها وإخضاعها وإبادتها. كان استعمل في نهاية القرن الثامن عشر¬ كما يذكر المفكر والعالم اللغوي الأمريكي اليهودي المناهض للصهيونية"نعوم تشومسكي" في كتابه)الإرهاب الدولي؛ الأسطورة والواقع) المنشور في الثمانينيات إذ يورد تشو مسكي حكاية القديس أوغسطين لقصة قرصان أسرة الاسكندر الأكبر وسأله:كيف تجرؤ على الاعتداء على الناس والبحار؟ فأجاب: وكيف تجرؤ أنت على الاعتداء على العالم بأسره؟! ألانني أقوم بذلك بسفينة صغيرة أدعى لصا؟، أما أنت ولأنك تقوم بذلك بأسطول كبير فيدعونك إمبراطورا ؟!. ثم يبين هذا الكاتب كيف استطاع أقوياء العصر¬ وبحكم سيطرتهم على السلطة التي تجعلهم في وضع يسمح لهم بالسيطرة على نظام التعبير والتفكير أن يقلبوا المعنى الأصلي للكلمة لتوصم بها الضحايا من الجماعات والأفراد بعد أن كانت تطلق من قبلُ على الأباطرة الذين يعتدون على رعاياهم.. ثم يشرح كيف شنت إدارة ريجان الأمريكية في الثمانينيات حملتها ضد ما سمته (الإرهاب الدولي) متسلحة بأبواقها من أمثال (كلير ستر لينج) صاحبة كتاب "شبكة الإرهاب " الذي اختلقت فيه ¬حينها¬ أدلة مزعومة على أن (الإرهاب الدولي أداة يحركها السوفييت) بهدف زعزعة" المجتمع الديمقراطي الغربي" دون أن تدخل في حسابها ضحايا الإرهاب الدولي من العرب والكوبيين وسكان أمريكا الوسطى.." فعندما تقصف «إسرائيل» مخيمات اللاجئين الفلسطينيين وتقتل العديد من المدنيين وحين ترسل قواتها إلى القرى اللبنانية في إطار عمليات" الإرهاب حيث تقوم هذه القوات بعمليات القتل والتدمير أو خطف السفن، وإلقاء المئات من الرهائن في معسكرات الاعتقال في ظل ظروف مروعة ، فإن هذا لا يعد إرهاباً؟.. وبين تشو مسكي أن ثلاثة دوافع كانت وراء تركيز إدارة ريجان على مصطلح" الإرهاب الدولي" في الاستخدام الإعلامي الغربي المحدد، وكلها تحققت بقدر كبير من النجاح أولها نقل الموارد من الفقراء إلى الأغنياء، والثاني تحقيق زيادة ضخمة في القطاع الحكومي من الاقتصاد بالطريقة الأمريكية التقليدية، من خلال نظام البنتاجون (وزارة الدفاع) وهو وسيلة لإجبار الشعب الأمريكي على تمويل صناعات التكنولوجيا رفيعة المستوى عن طريق قيام الإدارة الأمريكية بضمان سوق لمنتجات نفايات التكنولوجيا، وبالتالي الإسهام في برنامج الدعم الحكومي والربح الخاص. الذي يسمى "المشروع الحر" والثالث إنجاز زيادة كبيرة في التدخلات الأميركية في شؤون الدول الأخرى والتخريب والإرهاب الدولي (بالمعنى الحقيقي للكلمة).... ويضيف:" إن مثل هذه السياسات لا يمكن أن تطبق إلا إذا أمكن تخويف الشعب الأمريكي بصورة صحيحة من ( وحوش يتعين أن نحمي أنفسنا منها)... والحيلة النموذجية المتبعة لهذا الغرض هي حشد الجمهور ضد التهديد الذي سماه الرئيس ريجان( المؤامرة المتكتلة التي لا ترحم) التي عقدت العزم على بسط هيمنتها على العالم¬ وكان ذلك هو التعبير الذي استخدمه الرئيس كيندي¬ من قبل¬ وهو يبدأ برنامجا مماثلا¬ وسماه ريجان ( إمبراطورية) الشر. لقد تم التحضير¬ كما يشرح تشو مسكي لهذه الحملة في الولايات المتحدة إسرائيل» آنذاك¬ بسلسلة من المؤتمرات( لخبراء الإرهاب في المستقبل) قامت بتنظيمها « إسرائيل» التي لها مصلحة واضحة في مثل هذه الأعمال الدعائية، ويقول تعليقاً على المؤتمر الثاني الذي نظمته « إسرائيل» حول الإرهاب ، والذي عقد في واشنطن لاحظ( وولف بليترز) أن التركيز على ( الإرهاب العربي) والحماس الذي أعرب عنه كثير من" المتحدثين المرموقين" تجاه الإرهاب والعدوان الإسرائيلي( ولا سيما غزو لبنان 1982) إنما يوفر بوضوح دفعة كبرى لحملة ( الحصبرة) الإسرائيلية في الولايات المتحدة كما يعترف بها كل الأطراف. وكلمة (حصبرة) تعني الشرح والتفسير، وهي الكلمة المستخدمة للإشارة إلى الدعاية الإسرائيلية التي تعبر عن الزعم القائل: (لما كان الموقف الإسرائيلي هو «الموقف الصحيح» بشكل واضح من كل القضايا، فإن المطلوب يكون فقط «الشرح والتفسير») وليس الدعاية المبتذلة. ‏ ودوت في هذا المؤتمرات-والكلام لا يزال لتشو مسكي- أبواق دعائية صهيونية من أمثال تعليقات «بول جونسون» الملتوية التي عكست الموقف النموذجي لهذا المدافع (المحترم للغاية) عن إرهاب الدولة المنظم الذي أعرب عن تقديره «لقوة راعي البقر» الذي أظهر شجاعته بإرسال قاذفاته تقتل المدنيين الذين بلا حول ولا قوة في ليبيا، والثناء على (إسرائيل) لاتخاذها «تدابير عنيفة» لمحاربة (السرطان الإرهابي) والذي تمثل في غزو لبنان عام 1982، بامتلاكها( الشجاعة الأخلاقية والطبقية لانتهاك ما يسمى حدود مبادئ الذات، ووضعها القانوني الأخلاقي فوق شكليات حدود الدولة؟!!) ‏ واليوم ورغم مضي عقود من الزمن فإن الحرب لا تزداد إلا تماديا، وما أشبه الليلة بالبارحة حيث يعاد تشغيل الأسطوانة في نسختها المحدثة مع تغييرات طفيفة في الشخوص والمسميات والضحايا، أما الأهداف غير المعلنة التي سبقت الإشارة إليها فهي ذاتها لم تتغير، والشركاء هم أنفسهم. وتستمر اللعبة القديمة الجديدة في قلب المصطلحات لتصبح مقاومة الاحتلال إرهابا، وتصنف الضحايا من الشعوب الضعيفة المغلوبة على أمرها في «محور الشر» المزعوم من جديد، وتستغل أحداث الحادي عشر من أيلول بعناية مثيرة للشك، لتجييش العالم خلف المحور القديم الجديد( أميركا وإسرائيل) في مطاردة جديدة. ‏ ولكن بالمقابل فقد ساهمت مناظر قاذفات «إسرائيل» الـ «ف 16» الأمريكية الصنع وهي تدك المدن ومخيمات اللاجئين المكتظة بالسكان في الضفة الغربية المحتلة وغزة و لبنان، ومروحيات الأباتشي ،وهي تستهدف بصواريخها عربات الإسعاف والسيارات، و دباباتها وهي تمشط الشوارع، وتقصف الكنائس، وجيشها المدجج بكامل أسلحته وهو يصطاد المراسلين والنساء والأطفال والمسنين، والغليان الشعبي للجموع الحاشدة المحتجة الذي شهدته مدن العالم، في إزالة أي لبس عن المعنى الحقيقي للإرهاب، وكشف ممارسيه الحقيقيين ، وتعرية محاولات تشويهه وطمسه .
 
رد: لكم يا ..................

موضوووع هايل مان مشكوووور
 
رد: لكم يا ..................

شكراااااااااااااا لك اخي
 
رد: لكم يا ..................

يعطيك الصحة ....
 
الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.
العودة
Top Bottom