الزمـن الأخيـــر

الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.
أتذكر باعتزاز كبير هذا الرقم - 38 -
نعم / إذ أنّهُ العدد الوحيد الذي أحفظه في حياتي
هو رقم حذاء أُمّي الطيبة
حذاءها الذي طبع على جسدي كل ما أراد قوله
الآن وفي الثلاثين أذكّر أُمّي بتلك القذائف ومدى قوتها
- أجدها تضحك وتقول هي نيرانٌ صديقة يا ولدي كان لا بُدّ منها أحياناً:)
 
حتّى اللحظة لم أزل أتهجأ الحرف الأول
لا أعرف المبتدأ من الخبر
اكتب العدم بطريقةٍ مُثلى
واو العطف قبل أيّ فعل
وهذا هو الخطأ الذي أعنيه تماماً!
 
حتّى قطتي تُخاصمني
حين أُنكر عليها الاهتمام والحنان
تموء بوجهي كأنني عدوها اللدود
لطفاً بي يا حلوتي الأولى
 
وتعلمين أن هناك من أحلى منكِ
لكن أنا أُحِبُّكِ أنتِ
ودوماً أحاول أن أبدأ من غُرتك العالية ما هو أكثر من الحُبّ
 
مِراراً أخبرت أُمَّي أن قطتي لطيفة وغير مؤذية
كي ترضى لتعيش معنا داخل البيت
لكنّها - أُمَّي - لا ترضى لأنها تخاف القطط
آه أُمَّي آه،
 
وحدثتني عن مالم أتوقعه
حدائق بابل المُعلّقة
الشِّعر الفرنسي الأثير
عذابات " مارلين مونرو "
مُقدمة " ابن خلدون " عتيدة البيان
حذاء أُمَّكَ الذي كانت تضربك به
رقصة " الدبكة " التي تُجيدها
عملك في تنظيف شوارع العاصمة
عزلتك اللامعة بين إخوتك
كُلّ الأنين الطالع بالرّوح ذكرته إلاّ أنا
اكتفيت بعناقي الوارف
وكنتُ جِدُّ سعيدةً بإنهاء حصارك!
 
وحدثتني عن عاديات النار التالية
المُومس التي دلتك على طريق الصواب
" سدوم " التي تبكي بلا سبب
سحر الله في ناقة ثمود
اسمك الذي لا تفهم معناه
شاشات الوصول الكاذبة
مطار الوهم
مآذن الفرقاء
مبدأ الشيء حول اللاّشيء
تفاسير الأمل العاقر
بياض الفاسدين
رحلة الشتاء والصيف
ساعة البعث التي لا تجيء
 
المشهد الأخير
__________________


ليل : على شاطئ البحر
تقول نُورا : تعبت من كل الحروب ، أريد لجسدي أن يهدأ الآن ، نعم أقرّ بانتصارك يا مرضي الصعب ، لا أدري إن كان سيغنيك هذا الاعتراف ، لا تهتم واصل ما كنت مقدّرٌ له ، أشعر إنّي لن أموت ، كأنني فوق شجرةٍ عالية ، عالية ، أقطف بعض فرحٍ يسير ، أرى تجاعيد وجه أُمّي ، أرى جامعتي تنعى موتي في الممر المؤدي لغرفتي ، أرى صديقتي التي لم تُحبني يوماً تنتحب كما لو أنّها فقدت كل أولادها ، وأرى مالا أستطيع وصفه ، مالا أستطيع قوله ، الحياة تافهة جداً ، إيّاك أن تنسى كم هي تافهة ،الآن يا أخي عانقني أريد لروحي أن تفيض من صدرك ، من جهة اليمين تماماً ، وابكِ ، ابكِ ، حتّى يتقطّع صوتك!
 
ينهار المُخرج ويطلب إعادة المشهد
مدير التصوير يصيح : لا أحتمل كل هذا الموت الخُرافي
والمؤلف يُغادر وهو يتمتم : تبًّا لكم
 
الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top