سوء الخلق

زاد الرحيل

:: عضو متألق ::
أوفياء اللمة
أولا : تعريف سوء الخلق:
عرف سوء الخلق بأنه: انحراف نفساني، يسبب انقباض الإنسان وغلظته وشراسته، وهو نقيض حسن الخلق. فهو النقطة المقابلة لحسن الخلق في واقع الإنسان وسلوكه الأخلاقي، حيث يمكن أن يفسّر على مستوى الخشونة والحدّة وسوء الكلام.

إنّ سوء الخلق من أهم عوامل إيجاد الكراهية والتنفّر بين أفراد المجتمع، والأشخاص الذين يعيشون الابتلاء بهذه الحالة، غالباً ما يعيشون الانزواء حيث يبتعد الناس عنهم ويتجنّبون معاشرتهم، وحتى لو اُجبروا على معاشرتهم بسبب بعض الواجبات الاجتماعية أو بسبب مقامهم ومكانتهم الاجتماعية فإنّهم يشعرون بالنفور منهم في قلوبهم ويجدون في أنفسهم الرغبة في الابتعاد عنهم مهما أمكنهم ذلك. ./ الأخلاق في القرآن الكريم، مكارم شيرازي. بتصرف.

ثانياً: آثار سوء الخلق

إن من خسة هذا الخلق وسوء آثاره، أن الله تعالى خاطب سيد رسله، قائلا: ( وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِك ) سورة آل عمران، الآية 159.

فقد تساند العقل والنقل على ذمه والتحذير منه، وفيمايلي بعض آثاره:

* الآثار الدنيوية

أولاً: أشد المصائب

روي عن الإمام علي عليه السلام أنّ: (أشَدُّ المَصـائِبِ سُوءُ الخُلق) . / عيون أخبار الرضا عليه السلام. ج2، ص37.

وهل هناك مصيبة أعظم من أن يكون الإنسان منزوياً ومعزولاً في مجتمعه وبين أرحامه ومعارفه ويقطع الصلة بينه وبين الخلق والخالق على السواء.

ثانياً: الوحشة

ونقرأ في الرواية عن أمير المؤمنين عليه السلام: (لا وَحشَةَ أَوحَشُ مِنْ سُوء الخُلقِ) . /عيون الحكم والمواعظ، ص539.

فإنّ الإنسان السيئ الخلق يغرق في الوحدة الموحشة ويعيش منقطعاً عن الآخرين، ولذا ورد في حديث آخر أنّه قال: (لا عَيشَ لسيء الخُلق). عيون الحكم والمواعظ، ص532.

لأنّه يعيش دائماً حالة الضجر والتعب في نفسه ويودّي أيضاً إلى تعب المعاشرين له.

ثالثاًً: سيئ الخلق لا يسود في قومه

عن أمير المؤمنين عليه السلام أنّه قال: (لا سُؤدَدَ لِسَّيِّىءِ الخُلقِ). /المصدر السابق.

فسيء الخلق لا يكون كبيراً في مجتمعه، لأنّ من شروط تحصيل المكانة الاجتماعية التعامل الأخلاقي الحسن مع الآخرين ومراعاة الأدب واللّيونة.

وعندما يتوفّر هذا الخلق السيء والمرض النفسي لدى علماء الدين ورجال المذهب، فإنّ ذلك يمثّل خطراً كبيراً على الدين والمجتمع ويتسبب في سوء ظن الناس بأساس الدين وفرارهم من التعاليم والإرشادات الدينية وهذا بحدّ ذاته ذنب عظيم جدّاً لايمكن جبرانه./الأخلاق في القرآن الكريم، مكارم شيرازي. بتصرف.

رابعاً: سيء الخلق معذب لنفسه ومهين لها:

1ـ روي عن الصادق عليه السلام أنه قال: (من ساء خلقه عذب نفسه). /الکافي، ج2، ص321.

2ـ وعنه عليه السلام أنه قال: (إن شئت أن تكرم فلن، وأن شئت أن تهان فاخشن). /الکافي، ج1، ص27.

* الآثار الأخروية

أولاً: سيء الخلق مستوجب النار:

روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (عليكم بحسن الخلق، فان حسن الخلق في الجنة لا محالة، وإياكم وسوء الخلق، فان سوء الخلق في النار لا محالة). /الکافي.

ثانيا: سيء الخلق لم تقبل توبته

روي عن النبي' أنه قال: أبى الله لصاحب الخلق السيئ بالتوبة، قيل: فكيف ذلك يا رسول الله ؟ قال: لأنه إذا تاب من ذنب وقع في ذنب أعظم منه. الکافي.

ثالثاًً: فساد الطاعة

عن الصادق عليه السلام أنه قال: (إن سوء الخلق ليفسد العمل كما يفسد الخل العسل). الکافي.

* علاج سوء الخلق:

فجدير بمن يرغب في تهذيب نفسه، أن يتبع النصائح التالية:

أولا: أن يتذكر مساوئ سوء الخلق وأضراره الفادحة، وأنه باعث على سخط الله تعالى، والناس معا.

ثانياً: أن يستعرض فضائل حسن الخلق، وما ورد في مدحه، من آثار أهل البيت عليهم السلام.

ثالثاً: الترويض على ضبط الأعصاب، بالتريث في كل ما يصدر عنه من قول أو فعل، مستهديا بقول الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم: (أفضل الجهاد من جاهد نفسه التي بين جنبيه) . الکافي.
 
توقيع زاد الرحيل
رد: سوء الخلق

283745731.gif
 
توقيع Bouchra zarat
توقيع زاد الرحيل
رد: سوء الخلق

مشكور آختي
حفظكي آلمولى
 
توقيع cosette
توقيع زاد الرحيل
رد: سوء الخلق

كلام يشع نورا اختي ميلينا

حسن الخلق هي فضل ونعمة من الله تعالى لعباده المخلصين

شخصيا عند رؤية شخص ما ذو اخلاق عالية .. ينال احترامي الشديد

اعجبني موضوعك

جزاك الله خيرا
 
توقيع (الصياد)
رد: سوء الخلق

كلام يشع نورا اختي ميلينا

حسن الخلق هي فضل ونعمة من الله تعالى لعباده المخلصين

شخصيا عند رؤية شخص ما ذو اخلاق عالية .. ينال احترامي الشديد

اعجبني موضوعك

جزاك الله خيرا

اسأل الله ان يزينك بتاج الاخلاق و ان يرزقك خير الدنيا و خير الاخرة
بارك الله فيك
 
توقيع زاد الرحيل
تنبيه: نظرًا لتوقف النقاش في هذا الموضوع منذ 365 يومًا.
قد يكون المحتوى قديمًا أو لم يعد مناسبًا، لذا يُنصح بإشاء موضوع جديد.
العودة
Top Bottom