ملكٌ و جهادٌ لم يشغَل عن علم و عمل و تفكّر

ابو ليث

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
8 جانفي 2010
المشاركات
10,466
نقاط التفاعل
10,283
النقاط
356
محل الإقامة
الجزائر
ملكٌ و جهادٌ لم يشغَل عن علم و عمل و تفكّر
بسم الله الرحمن الرحيم

الملك نور الدين محمود زنكي

الملك العادل مظهر السنة و قامع البدعة و الرفض ، كاسر الفرنج و فاتح الحصون و القلاع ، واقف الأوقاف على العلماء و المحدثين و الأرامل و الفقراء و المساكين ، الملك المجاهد ، حتى ذكر ابن الجوزي أنه استنقذ من أيدي الكفار نيفا و خمسين مدينة
كما ذكر ابن كثير في حوادث تسع و ستين و خمسمائة ، تحت فصل : في وفاة الملك نور الدين محمود زنكي وذكر شيء من سيرته العادلة
[ ... و قد كان رحمه الله حسن الخط كثير المطالعة للكتب الدينية ، متبعا للآثار النبوية ، محافظا على الصّلوات في الجماعات ، كثير التلاوة محبا للخيرات ، عفيف البطن و الفرج ، مقتصدا على نفسه و عياله في المطعم و الملبس ، حتى قيل : كان أدنى الفقراء في زمانه ، أعلا نفقة منه ، من غير اكتناز و لا استئثار بالدنيا ، و لم يسمع منه كلمة فحش قط ، في غضب و لا رضى ، صموتا وقورا . قال ابن الأثير : لم يكن بعد عمر بن عبد العزيز مثل الملك نور الدين، ولا أكثر تحريا للعدل والإنصاف منه،
وكانت له دكاكين بحمص قد اشتراها مما يخصه من المغانم، فكان يقتات منها، وزاد امرأته من كراها على نفقتها عليها، واستفتى العلماء في مقدار ما يحل له من بيت المال فكان يتناوله ولا يزيد عليه شيئا، ولو مات جوعا .] ( البداية و النهاية 12 / 278 )

و الذي يلفت النظر ، إدمانه المطالعة و الكتابة و قرآءة القرآن ، مع ما كان فيه رحمه الله تعالى من الملك و الجهاد ، بل و يُعمل الفكرة في الحوادث و الأمور ، و يستخلص منها العبر و يضرب بها الأمثال
قال ابن كثير رحمه الله :
... و ركب يوما مع بعض أصحابه و الشمس في ظهورهما ، و الظل بين أيديهما لا يدركانه ، ثم رجعا فصار الظل وراءهما ، ثم ساق نور الدين فرسه سوقا عنيفا وظله يتبعه ، فقال لصاحبه : أتدري ما شبّهتُ هذا الذي نحن فيه ؟
شبهته بالدنيا تهرب ممن يطلبها ، و تطلب من يهرب منها.
وقد أنشد بعضهم في هذا المعنى:
مثل الرزق الذي تطلبه *** مثل الظل يمشي معك
أنت لا تدركه مستعجلا *** فإذا وليت عنه تبعك
(البداية و النهاية 12 / 279 )


و قد أفاض ابن كثير في سيرته و مناقبه و مآثره ، و فيها عبر و لطائف و فوائد فريدة عزيزة فطالعها غير ملزم ، تستفد و تستزد
 
ملكٌ و جهادٌ لم يشغَل عن علم و عمل و تفكّر
بسم الله الرحمن الرحيم

الملك نور الدين محمود زنكي

الملك العادل مظهر السنة و قامع البدعة و الرفض ، كاسر الفرنج و فاتح الحصون و القلاع ، واقف الأوقاف على العلماء و المحدثين و الأرامل و الفقراء و المساكين ، الملك المجاهد ، حتى ذكر ابن الجوزي أنه استنقذ من أيدي الكفار نيفا و خمسين مدينة
كما ذكر ابن كثير في حوادث تسع و ستين و خمسمائة ، تحت فصل : في وفاة الملك نور الدين محمود زنكي وذكر شيء من سيرته العادلة
[ ... و قد كان رحمه الله حسن الخط كثير المطالعة للكتب الدينية ، متبعا للآثار النبوية ، محافظا على الصّلوات في الجماعات ، كثير التلاوة محبا للخيرات ، عفيف البطن و الفرج ، مقتصدا على نفسه و عياله في المطعم و الملبس ، حتى قيل : كان أدنى الفقراء في زمانه ، أعلا نفقة منه ، من غير اكتناز و لا استئثار بالدنيا ، و لم يسمع منه كلمة فحش قط ، في غضب و لا رضى ، صموتا وقورا . قال ابن الأثير : لم يكن بعد عمر بن عبد العزيز مثل الملك نور الدين، ولا أكثر تحريا للعدل والإنصاف منه،
وكانت له دكاكين بحمص قد اشتراها مما يخصه من المغانم، فكان يقتات منها، وزاد امرأته من كراها على نفقتها عليها، واستفتى العلماء في مقدار ما يحل له من بيت المال فكان يتناوله ولا يزيد عليه شيئا، ولو مات جوعا .] ( البداية و النهاية 12 / 278 )

و الذي يلفت النظر ، إدمانه المطالعة و الكتابة و قرآءة القرآن ، مع ما كان فيه رحمه الله تعالى من الملك و الجهاد ، بل و يُعمل الفكرة في الحوادث و الأمور ، و يستخلص منها العبر و يضرب بها الأمثال
قال ابن كثير رحمه الله :
... و ركب يوما مع بعض أصحابه و الشمس في ظهورهما ، و الظل بين أيديهما لا يدركانه ، ثم رجعا فصار الظل وراءهما ، ثم ساق نور الدين فرسه سوقا عنيفا وظله يتبعه ، فقال لصاحبه : أتدري ما شبّهتُ هذا الذي نحن فيه ؟
شبهته بالدنيا تهرب ممن يطلبها ، و تطلب من يهرب منها.
وقد أنشد بعضهم في هذا المعنى:
مثل الرزق الذي تطلبه *** مثل الظل يمشي معك
أنت لا تدركه مستعجلا *** فإذا وليت عنه تبعك
(البداية و النهاية 12 / 279 )

و قد أفاض ابن كثير في سيرته و مناقبه و مآثره ، و فيها عبر و لطائف و فوائد فريدة عزيزة فطالعها غير ملزم ، تستفد و تستزد
جزاك الله خيرا
 
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، فِي الْعَالَمِينَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ

جزاك الله خيرا
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top