حصائد الألسن (من أهم المواضيع في العصر الحاضر)

ابو ليث

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
8 جانفي 2010
المشاركات
10,466
نقاط التفاعل
10,283
النقاط
356
محل الإقامة
الجزائر
basmala.png




حصائد الألسن



الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد:

عباد الله: إن نعم الله علينا لا تعد ولا تحصى، ومن نعم الله علينا نعمة اللسان، ولكنه سلاح ذو حدين، فهو نعمة على من استخدمه فيما يرضي الله تبارك وتعالى، وهو نقمة وشر على من استخدمه فيما يغضب الله تعالى، ومصداق هذا ما قاله المعصوم -عليه الصلاة والسلام- لمعاذ: ((ثكلتك أمك)) أي فقدتك أمك، ((وهل يكب الناس على مناخرهم في النار إلا حصائد ألسنتهم))1، ومعنى ((حصائد ألسنتهم))؛ كما قال الحافظ ابن رجب رحمه الله: "أي جزاء الكلام المحرم وعقوباته؛ فإن الإنسان يزرع بقوله وعمله الحسنات والسيئات، ثم يحصد يوم القيامة ما زرع، فمن زرع خيراً من قول أو عمل، حصد الكرامة، ومن زرع شراً من قول أو عمل حصد غداً الندامة"2. فمن سلَّط لسانه في الشرِّ من قول كلمة الشرك، والمشي بين الناس بالغيبة والنميمة، والكذب والبهتان، والسخرية، وخلف للوعد، ونحو ذلك، فسيحصد شراً، بل سيكب على وجهه في النار كما قال النبي صلى الله عليه وسلم، قال العلامة ابن رجب: "وظاهر حديث معاذ يدل على أن أكثر ما يدخل به الناس النار النطق بألسنتهم، فإن معصية النطق يدخل فيها الشرك وهو أعظم الذنوب عند الله عز وجل، ويدخل فيها القول على الله بغير علم، وهو قرين الشرك، ويدخل فيه شهادة الزور، التي عدلت الإشراك بالله عزوجل، ويدخل فيها السحر والقذف وغير ذلك من الكبائر والصغائر؛ كالكذب والغيبة والنميمة وسائر المعاصي الفعلية لا يخلو غالباً من قول يقترن بها يكون معيناً عليها"3. ولذلك فقد جاءت الآيات القرآنية، والأحاديث الصحيحة، بالأمر بحفظ اللسان، والتحذير من شره، قال الله تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ}[المؤمنون: 1-3]، وقال تعالى: {مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ}[ق: 18]. وقال تعالى: {وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً}[الإسراء: 36]. هذا من الكتاب، وأما من السنة، فعن سفيان بن عبد الله قال قلت: يا رسول الله حدثني بأمر أعتصم به، قال: ((قل ربي الله ثم استقم)) قلت: يا رسول الله ما أخوف ما تخاف علي؟ فأخذ بلسان نفسه ثم قال: ((هذا))4. وعن سهل بن سعد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه أضمن له الجنة))5. وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله ما يظن أن تبلغ ما بلغت يكتب الله له بها رضوانه، وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يظن أن تبلغ ما بلغت يهوي بها في النار أبعد مما بين المشرق والمغرب))6.

قال الإمام النووي رحمه الله تعالى: "اعلم أنه ينبغي لكل مكلف أن يحفظ لسانه عن جميع الكلام، إلا كلامًا تظهر المصلحة فيه، ومتى استوى الكلام وتركه في المصلحة، فالسنة الإمساك عنه؛ لأنه قد ينجر الكلام المباح إلى حرام، أو مكروه، بل هذا كثيرًا وغالب في العادة، والسلامة لا يعدلها شيء"7.

وقال الشاعر:

احفظ لسانك أيها الإنسان *** لا يلدغنك إنه ثعبان

كم في المقابر من قتيل لسانه *** كانت تهاب لقاءه الشجعان

ولذلك فقد وجه النبيُّ صلى الله عليه وسلم خطاباً شديد اللهجة للحاصدين للشر، فعن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا معشر من أسلم بلسانه ولم يفض الإيمان إلى قلبه، لا تؤذوا المسلمين ولا تعيروهم ولا تتبعوا عوراتهم فإنه من يتبع عورة أخيه المسلم؛ تتبع الله عورته، ومن يتبع الله عورته؛ يفضحه ولو في جوف رحله))8. ولذلك فقد أمر النبي بالتعوذ من شر اللسان، فعن شكل بن حميد قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله! علمني تعوذاً أتعوذ به، قال: فأخذ بكفي، فقال: ((قل: اللهم إني أعوذ بك من شر سمعي، ومن شر بصري، ومن شر لساني، ومن شر قلبي، ومن شر منيي))9.

أيها الناس: إن اللسان بالنسبة للجسد بمنزلة الأمير للرعية، وذلك فإن رعية اللسان- أي بقية أعضاء الجوارح - تناشد اللسان في صباح كل يوم بأن يتق الله فيهم، فعن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عيه وسلم: ((إذا أصبح ابن آدم فإن الأعضاء كلها تكفر- أي تذل وتخضع له- اللسان فتقول: اتق الله فينا!، فإنما نحن بك، فإن استقمت استقمنا، وإن اعوججت اعوججنا))10.

أيها المسلمون: لقد كان صديق هذه الأمة أبو بكر رضي الله عنه، يأخذ بلسانه، ويقول: هذا الذي أوردني الموارد. وحبر الأمة، وترجمان القرآن؛ ابن عباس رضي الله عنهما كان يأخذ بلسانه ويقول: ويحك، قلْ خيراً تغنم، أو اسكتْ عن سوء تسلمْ. وكان ابن مسعود يحلف بالله الذي لا إله إلا هو: ما على الأرض من شيء أحوج إلى طول سجن من لسان. قلت ما سمعتم واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.



الخطبة الثانية:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه. وبعد:

أيها المسلمون: إن حصائد الألسنة كثيرة، يطول حصرها، وهي كذلك تتفاوت درجاتها في الآثم، ولكنها على سبيل الإجمال:

أولاً: الشرك بالله، وهي أعظمها إثماً، وأشدها قبحاً، ثم القول على الله أو على رسوله بغير علم، قال تعالى: {وَلاَ تَقُولُواْ لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلاَلٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُواْ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ}[النحل: 116].

ثالثاً: السخرية والاستهزاء بالمسلمين بخلْقِهم أو أخلاقِهم، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ}[الحجرات: 11].

رابعاً: الغيبة، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ}[الحجرات: 12].

خامساً: النميمة؛ فعن حذيفة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يدخل الجنة نمام))11. وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مرّ بقبرين يعذبان، فقال: ((إنهما يعذبان، وما يعذبان في كبير، بلى إنه كبير، أما أحدهما: فكان يمشى بالنميمة...))12.

سادساً: السّب والشتم واللعان، وهذه الصفات ليست من خصال المؤمنين، فعن عبدالله ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله عليه وسلم: ((ليس المسلم بالطعان، ولا اللعان، ولا الفاحش، ولا البذيء))13.

سابعاً: الدعاء على النفس والمال والولد، فعن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تدعوا على أنفسكم، ولا على أولادكم ولا تدعوا على خدمكم ولا تدعوا على أموالكم، لا توافقوا من الله ساعةً يُسألُ فيه عطاءً فيستجيبَ لكم))14.

ثامناً: سب الأيام والشهور والأعوام، فعن أبى هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: قال الله عز وجل: ((يؤذيني ابن آدم يسب الدهر وأنا الدهر أقلب الليل والنهار))15.

تاسعاً: سب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أو تابعيهم، فإن ذلك كفرٌ بالله؛ لأنَّ الله مدحهم، وأثنى عليهم، واختارهم لصحبة نبيه، وحرم النبي سبهم، فقال صلى الله عليه وسلم: ((لا تسبوا أصحابي، فو الذي نفس محمدٍ بيده لو أنفق أحدكم مثل أحُدٍ ذهباً ما بلغ مُدَّ أحدهم ولا نصيفه))16. فمن سبهم فقد ردَّ ثناء الله عليهم، وكذَّبَ بصريح القرآن، وخالف نهي النبي عن سبهم، وهذا كفرٌ -والعياذ بالله-. فعلى من سبَّهم، أو قدح في عدالتهم، أو ما أشبه ذلك من الله ما يستحق. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم))17.

الحادي عشر: سب العلماء والاستهزاء بهم، فذلك كبيرةٌ من كباء الذنوب، وقد يكون كفراً وردة إذا كان سبهم لأجل دين الإسلام، وتمسكهم به، واحتقار تعاليم الشريعة التي هم عليها، والله تعالى قد أثنى عليهم وزكاهم في أكثر من آية، فقال تعالى: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ}[فاطر: 28]. وغير ذلك.

فاتقوا الله -عباد الله- في جوارحكم، واحفظوا ألسنتكم من قول كل ما يغضب ربكم، وأكثروا من الصلاة والسلام على نبيكم، تغفر ذنوبكم، وترفع درجاتكم، والله نسأل أن يوفقني وإياكم إلى ما يحبه ويرضاه. والحمد لله رب العالمين.

1 رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح.

2 جامع العلوم والحكم (1/147).

3 المصدر السابق نفسه.

4 رواه الترمذي، وقال حديث حسن صحيح، وهو في صحيح الترغيب والترهيب للألباني.

5 رواه البخاري.

6 رواه البخاري ومسلم.

7 الأذكار صـ(284).

8 رواه الترمذي.

9 رواه أبو داود والترمذي والنسائي.

10رواه الترمذي، وهو في المشكاة برقم (4838).

11 متفق عليه.

12 روه البخاري ومسلم.

13 رواه أحمد والترمذي والبخاري في الأدب المفرد.

14 رواه مسلم.

15 رواه البخاري ومسلم.

16 رواه البخاري ومسلم.

17 رواه البخاري ومسلم.
 
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

بينما كنت في احدى المكتبات منذ اسبوعين لاقتناء بعض الكتب استوقفني كتاب لطيف جدا عنوانه " حصائد الألسن" وقد وقفت فيه على فوائد عظيمة عن الألسن التي نطلقها مستهينين بامرها ومما راقني كلام المؤلف الذي وقع في آخر الكتاب والذي انقله لكم سائلة المولى ان يجعلني وإياكم ممن يستمعون القول فيتبعون احسنه
يقول حسين العوايشة في كتابه حصائد الألسن:

أقوال طيبة في ذم اللسان، والأمر بحفظه(1):

- المؤمن يقلّ الكلام ويكثر العمل، والمنافق يكثر الكلام ويُقل العمل.

- لا أندم على ما لم اقله، وقد اندم على ما قلته.

- أنا على ردّ ما لم اقل، أقدر مني على ردّ ما قلته.

-العجب ممّن يتكلم بكلمة، ان هي رُفعت ضرّته، وإن لم تُرفع لم تنفعه.

-إن لسان الحكيم من وراء قلبه، فإذا اراد ان يقول، رجع إلى قلبه،فان كان له قال، وإن كان عليه أمسك، وإن الجاهل قلبه على طرف لسانه، لا يرجع إلى قلبه، ما اتى على لسانه تكلم.

- العلم زين والسكـوت سلامة *** فإذا نطقت فلا تكن مكثارا

- ما إن ندمتُ على سكوتي مرّة *** ولقد ندمت على كلامي مرارا

- يموت الفتى من عثرة بلسانه *** وليس يموت المرء من عثرة الرجل

- الصمت عبادة من غير عناء، زينة من غير حليّ، هيبة من غير سلطان، به تستغني عن الاعتذار، وبه تستتر عيوبك.

- ليس في الجسد مضغتان اطيب من القلب واللسان إذا طابا، ولا أخبث منهما إذا خبثا.

- من كثر كلامه، كثر سقطه.

- اجعلوا الكلام كلمتين، كلمة نافعة في امر دنياكم، وكلمة باقية في آخرتكم.

- وقيل لأحدهم: إنّ فلانا قد اغتابك، فبعث إليه طبقا من الرطب وقال: بلغني أنك اهديت إليّ حسناتك، فأردت ان اكافئك بها فاعذرني، فإني لا اقدر ان اكافئك بها على التمام.

- من ترك ذكر الله تعالى، واشتغل بما لا يعني، كان كمن قدر على أخذ جوهرة، فأخذ عوضها مدرة(2) وهذا خسران العمر.

- الغيبة ضيافة الفساق.

- وذكر رجل آخر بسوء أمام صاحبه، فقال له: هل غزوت الروم؟! قال: لا. قال: سلِم منك الروم ولم يسلم منك أخوك المسلم؟!.

- إن ضعُفت عن ثلاث، فعليك بثلاث، إن ضعُفت عن الخير، فأمسك عن الشر، وإن كنت لا تستطيع ان تنفع الناس، فأمسك عنهم ضرك، وإن كنت لا تستطيع ان تصوم، فلا تأكل لحوم الناس.

- قال الشاعر:

متى تطبق على شفتيك تسلم *** وإن تفتحهما، فقل الصوابا
فما أحد يطيل الصمـت إلا *** سيأمن ان يُذل وأن يعـابا

- القلوب كالقدور تغلي بما فيها، وألسنتها مغارفها

- من العجب ان الإنسان يهون عليه التحفظ والأحتراز من أكل الحرام والظلم والسّرقة وشرب الخمر، ومن النظر المحرّم وغير ذلك، ويصعب عليه التحفظ من حركة لسانه، حتى ترى الرجل يُشار إليه بالدين والزهد والعبادة، وهو يتكلم بالكلمات من سخط الله، لا يلقي لها بالاً،يزّل بالكلمة الواحدة أبعد مما بين المشرق والمغرب(3).

- لما كانت العثرة عثرتين: عثرة الرجل، وعثرة اللسان، جاءت إحداهما قرينة الأخرى في قوله تعالى: ((وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا، وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً)) (4)، فوصفهم بالاستقامة في لفظاتهم وخطواتهم(5).

- وفي اللسان أفتان عظيمتان، إن خلص من أحداهما لم يخلص من الأخرى: آفة الكلام، وآفة السكوت. وقد تكون كل منهما أعظم إثما من الأخرى في وقتها، فالساكت عن الحق شيطان أخرس، عاص لله، مراء مداهن، والمتكلم بالباطل شيطان ناطق عاص لله (6).

-إذا اردت الكلام ففكر فإن ظهر أنه لا ضرر فتكلّلم، وإن ظهر أن فيه ضررا، أو شككت فيه، فأمسك.

- لا حجّ ولا رباط ولا جهاد أشد من حبس اللسان.

- من عدّ كلامه من عمله، قلّ كلامه إلا فيما يعنيه.

- الصمت يجمع للرجل فضيلتين: (( السلامة في دينه، والفهم عن صاحبه)).

- يعجبني ان أرى عقل الكريم زائدا على لسانه ، ولا يعجحبني أن أرى لسانه زائدا على عقله.

- قلب الأحمق في فمه، وفم الحكيم في قلبه.



( حصائد الألسن، حسين العوايشة،دار ابن عفان، الطبعة الثانية 2007، من ص 175 إلى ص178)


____________________
(1): أسندت بعض الأقوال لبعض الصحابة(رضي الله عنهم) وغيرهم، وخشيت أن لاّ تصح النسبة، فأوردتها محذوفة الاسناد، غير معزوّة لأحد، إذ الهدف هو الانتفاع بهذه الأقوال الموافقة للكتاب والسنة
(2): في (لسان العرب)، مدر: قطع الطين اليابس، وقيل: الطين العلك الذي لا رمل فيه، واحدته مدرة.
(3) عن إبن القيم رحمه الله في كتابه: الجواب الكافي
(4):الفرقان 63.
(5): نفس المصدر
(6): الجواب الكافي لابن القيم بحذف يسير.


الموضوع الأصلي: فائدة من حصائد الألسن
 
السؤال:
مشكلتي هي الغيبة وعدم الصبر مع أني أستمع إلى دروس إسلامية وأذهب إلى مراكز لحفظ القرآن لا أعرف ماذا أفعل؟ ساعدوني من فضلكم.
وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإنا ننصحك بتعويد نفسك على الصمت وعدم الكلام بما لم تتأكدي أنه خير، لما في حديث الصحيحين: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت. وتذكري أن حصائد الألسن هي أعظم أسباب الوقوع في النار لما في حديث الترمذي عن معاذ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: ألا أخبرك بملاك ذلك كله، قلت بلى يا نبي الله، قال: كف عليك هذا، فقلت يا نبي الله وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به، قال: ثكلتك أمك يا معاذ وهل يكب الناس في النار على وجوههم أو قال على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم. واعلمي أن الغيبة من أخطر محرمات اللسان وكبائر الذنوب وأشدها خطرا على العباد لما فيها من اقتراف الذنوب وأخذ الغير حسناتك، وقد ثبت في الحديث أنها أخطر من الزنا بأضعاف مضاعفة. ففي الحديث: الربا اثنان وسبعون بابا أدناها مثل إتيان الرجل أمه وإن أربى الربا استطالة الرجل في عرض أخيه. رواه الطبراني في الأوسط وصححه الألباني. وعالجي نفسك بشغل وقتك وذهنك عن التفكير في الناس والكلام فيهم ببرنامج يفيدك في دنياك وآخرتك، فاحرصى على حفظ القرآن وما تيسر من الأحاديث وتعلمي ما يهمك من فقه دينك وتعلم أحكام ما تزاولين في حياتك اليومية وأكثري من مطالعة كتب الترغيب والترهيب وكتب السير والقصص المفيدة وحدثي زميلاتك وأخواتك بما استفدت منها حتى تصبح مجالسك مجالس ذكر ومدارسة للوحي يستفيد منها من حضرها. وراجعي فيما تقدم وفي بيان مخاطر الغيبة وبعض أحكامها وفي أسباب اكتساب صفة الصبر وبرمجة الوقت فيما يفيد الفتاوى التالية أرقامها:41016 ، 48897 ، 32180 ، 8601 ، 9570 ، 17373 ، 48063 ، 45328 ،59782 ، 11465 ، 6082.


والله أعلم.

 
جزاك الله خيرا و جعله في ميزان حسناتك
لا اغتاب الا عند الغضب و تكون على شكل شكوى
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top