--الرؤيا الصادقة --

MiRInGI ALGeRia

:: عضو مُتميز ::
بائع عملات معتمد
إنضم
23 جويلية 2017
المشاركات
778
نقاط التفاعل
153
النقاط
24
محل الإقامة
alg
الجنس
ذكر
قلت يوما لجاري الشيخ الزبير:


يا عمي الزبير هل تزعل مني إن طرحت عليك سؤالا؟

-انك تعلم أني لا أزعل منك،قل ما تريد.

-بما أنك من قدامى المجاهدين،وهذا الشرف جعلك تتقاضى من الدولة منحة شهرية لا بأس بها، فلماذا أراك دائما بنفس الملابس القديمة، وبصراحة أراك تقتر في الإنفاق على عائلتك،لأنك وأبناؤك،نحيفين تكاد عظامكم تخرج من جلودكم؟

-لأنني ببساطة، أخاف من عين السوء وتقلبات الدهر. لذلك لا أنفق إلا للضرورة القصوى، ولا أريد أن يراني الناس على غير عادتي.




للشيخ الزبير ثلاثة أبناء ذكور وبنتين كلهم متزوجون،لا يفضل واحدا أو واحدة على الآخرين،لكن كان يحب حفيدته الأولى مريم حبا جما،كلما خرج للتجوال أخرجها معه واشتري لها كل ما تريد،

منذ سن الرابعة إلى اليوم حيث تبلغ العاشرة.

حدث أن مات الشيخ الزبير اثر سكتة قلبية.رحمة الله عليه.

بعد أيام اجتمع أبناء المرحوم في بيت أبيهم وقالوا لأمهم:

-لا بد أن ما اكتنزه أبينا منذ عشرات السنين موجود في مكان ما،ألا تعرفين مكانه يا أماه؟

-تعلمون أن أبوكم رحمه الله كان يعاملني مثلكم تماما،لا يخبرني بشؤون ماله.

قال كبير الإخوة:

-لقد سألت في البريد والبنوك ولم أجد شيئا، كما سألت أصدقاؤه فلم يعلموا شيئا.

لما يئس الورثة من اكتشاف مكان الأموال المكنوزة،و مع مرور الزمن، نسوا الأمر تماما.

بعد سنوات قليلة، جاء وقت زفاف حفيدة الشيخ الزبير،مريم، حيث أقدمت على تهيئة وترتيب العرس.لكن إمكانيات أبيها المالية قليلة،ولاحظت أنه يبدو لها مهموما لهذا الأمر.

لما جاء الليل وأخلدت الى النوم، رأت جدها في المنام يشدها من يدها ويذهب بها نحو بناء الخزان الكهربائي كما اعتاد على ذلك مرة على مرة في حياته.

عند وصولهما إلى الحائط الخلفي للخزان، أشار إلى باب صغير من حديد أسفل الحائط تغطيه الأعشاب.

في صبيحة الغد روت لوالديها ذلك المنام وقرروا أن يذهبوا للتحقق من الأمر.

لما وصلت مريم رفقة أبيها إلى المكان المقصود وجدا الباب الذي رأته في المنام وفتحوه.

ما إن فتحوه حتى تدفقت حزم متنوعة من الأوراق النقدية،فأسرعوا في وضعها في كيس كبير وعادوا إلى البيت.

تريثوا لمدة أيام ثم قال الأب لابنته:

-هذا المال مالك ولا أمك ولا أنا لنا فيه حق. افعلي به ما تشائين.

فكرت مريم في جدها وبكت بكاء مريرا.

فكرت في خطيبها الذي تحبه فوق كل شيء،وابتسمت إذ تعلم أنه يحبها فوق كل شيء، وكونه فقير يعاني كثيرا من الحرمان، زادت ابتسامتها وضوحا لأنها قررت إسعاده من كل النواحي .
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top