فائدة من التفسير (للمتابعة فقط )

التقدم حقيقة بالإسلام، والرجعية حقيقة بمخالفة الإسلام؛ لقوله تعالى : { وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ } [البقرة:143]؛ فإن هذا حقيقة الرجوع على غير هدى؛ لأن الذي ينقلب على عقبيه لا يبصر ما وراءه؛ فمن قال للمتمسكين بكتاب الله وسنة رسوله رجعيون، قلنا له : بل أنت الرجعي حقيقة!
[تفسير الشيخ ابن عثيمين رحمه الله]
 

قال الله تعالى {وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ} [البقرة 115]،

اختلفَ المفسرونَ في تفسيرٍ هذه الآيةِ :

↩1 _ منهم منْ قالَ : المرادُ الجهةُ؛ لقوله تعالى {وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا} [البقرة 148]، فالمرادُ : فثمَّ جهةُ اللهِ التي يقبلُ اللهُ صلاتَكم إليها.

↩2 _ و منهم منْ قالَ : المرادُ وجهُ اللهِ الحقيقي، أي : إلى أيِّ جهةٍ تتوجهونَ فثمَّ وجهُ اللهِ؛ لأن اللهَ محيطٌ بكلِّ شيءٍ؛ و لأن الله المصلي إذا قامَ للصلاةِ فإن اللهَ يكونُ قبلَ وجهِه، حتى و إن كانت القبلةُ خلفهُ. و هذا هوَ الصحيحُ.

و المعنى لا يخالفُه، فإنه إذا توجَّه المصلي إلى اللهِ في صلاتِه، فهيَ جهةُ اللهِ التي يقبلُ اللهُ صلاتهُ إليها، فثمَّ وجهُ اللهِ حقًّا.


amazing-sunrise-15728.jpg
( فوائدُ عقدية و تأصيلاتٌ سلفيةٌ منتقاةٌ منْ شرحِ الشيخِ بنِ عثيمين للعقيدةِ الواسطيةِ).
 


قال تعالى: (فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلاَّ عَذَاباً) [النبأ:30] هذا الأمر للإهانة والتوبيخ، أي: يقال لأهل النار: ذوقوا العذاب، إهانة وتوبيخا.

(فلن نزيدكم إلا عذابا)، ولن نخفف عنكم، بل ولن نبقيكم على ما أنتم عليه، لا نزيدكم إلا عذاباً، في قوته، ومدته، ونوعه، وقد قرأتم آية أخرى أنهم يقولون لخزنة جهنم: (ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْماً مِنَ الْعَذَابِ) [غافر:49]

*تأمل هذهِ الكلمة من عدةِ أوجه:*

*أولاً:* أنهم لم يسألوا الله سبحانه وتعالى , وإنما طلبوا من خزنة جهنم أن يدعوا لهم لأن الله قال لهم: (﴿ اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ﴾ [المؤمنون: ١٠٨] فرأوا أنفسهم أنهم ليسوا أهلا لأن يسألوا الله ويدعوه بأنفسهم بل بواسطة.

(ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْماً مِنَ الْعَذَابِ).

*ثانياً:* أنهم قالوا ( ادْعُوا رَبَّكُم ) ولم يقولوا: ادعوا ربّنا لأن وجوههم وقلوبهم لا تستطيع أن تتحدث أو تتكلم بإضافة ربوبية الله لهم , أي بأن يقولوا ربنا , فعندهم من العار والخزي مايرون أنهم ليسوا أهلا لأن تضاف ربوبية الله إليهم بل قالوا ( ربكم ).

*ثالثاً:* لم يقولوا يرفع عنا العذاب بل قالوا (يُخفّف) لأنهم -نعوذ بالله- آيسون من أن يرفع عنهم.

*رابعاً:* هل قالوا: يخفف عنا العذاب دائماً؟ قالوا: ‹يَوْماً مِنَ الْعَذَابِ› يوماً واحدا .

يتبين لكم إذا تصورتم هذه الحال ما هم عليه من العذاب والهوان والذل ﴿وَتَرَاهُمْ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا خَاشِعِينَ مِنَ الذُّلِّ يَنْظُرُونَ مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍّ ﴾ [الشورى: ٤٥] أعاذنا الله وإياكم منها .

* كتاب تفسير جزء عمّ (ج١ ص٣٣) و لقاء الباب المفتوح (١١/ وجه أ)*
من روائع تفسير الشيخ ابن العثيمين طيب الله ثراه
 
السيئة قد تعظم فيعظم جزاؤها بسبب حرمة المكان؛ كقوله تعالى: {ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم} [الحج:25] أو حرمة الزمان؛ كقوله تعالى في الأشهر الحرام: {فلا تظلموا فيهن أنفسكم} [التوبة:36]. أو بسبب عظم الإنسان المخالف؛ كقوله تعالى في نبينا صلى الله عليه وسلم: {ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا * إذا لأذقناك ضعف الحياة وضعف الممات} [الإسراء:74-75].
[الشنقيطي]
 
( وجعلني مباركاً أين ما كنت )

قال ابن القيم :

قال سفيان بن عيينه :
وجعلني مباركاً أينما كنت قال : معلماً للخير .

بدائع التفسير ١٧٠/٢
 
بسم الله الرحمن الرحيم واذا قرأت القرءان جعلنا بينك وبين الذين لا يومنون بالاخرة حجابا مستورا وجعلنا علی قلوبهم اكنة ان يفقهوه وفي ءاذانهم وقرا واذا ذكرت ربك في القرءان وحده ولوا علی ادبارهم نفورا
 
{أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا} [الرعد : 17] قال ابن عباس : هذا مثل ضربه الله، احتملت القلوب من الوحي على قدر يقينها وشكها، فأما الشك فما ينفع معه العمل، وأما اليقين فينفع الله به أهله. [الدر المنثور]
 
{حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ} إذا كانت الإقامة في القبر مجرد زيارة مع أنها قد تمتد آلاف السنين، فبم نصف إقامتنا في الدنيا التي لا تتجاوز عدد سنين؟ تأمل {قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَاسْأَلْ الْعَادِّينَ} [المؤمنون : 113] فيا طول حسرة المفرطين
 
قال تعالى: {وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ}

كثير من أبناء الإسلام يرى أنه لا يصلح لخدمة الدين إلا العلماء والدعاة الذين لهم باع طويل في العلم والدعوة، فإذا قارن حاله بحالهم وجد مسافة بعيدة فلا يلبث أن يضعف عزمه، وتفتر همته، فيعيش سلبيا لا يقدم لدينه! لا، بل كل فرد مهما كانت حاله يصلح لنصرة دينه إذا سلك الطريق الصحيح في ذلك. .. فلنعتبر!

FB_IMG_1506859247785.jpg FB_IMG_1506859247785.jpg
 
قال سلمان الفارسي رضي الله عنه:
"الصلاة مكيال من وفى وفي له، ومن طفف فقد علمتم ما قال الله في المطففين"!
وهذا من عمق علم السلف بالقرآن،
حيث عمم معنى الوعيد الوارد في قوله تعالى: { وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ } ! ولم يقصره على التطفيف في البيع والشراء فحسب.

 
{الحمد لله رب العالمين}
يؤخذ من سورة الفاتحة، إيجاز المقدمة مع بلاغتها؛ لئلا تمل نفوس السامعين بطول انتظار المقصود، وهذا سنة للخطباء ألا يطيلوا المقدمة فينسبوا إلى العي، فإنه بمقدار ما تطال المقدمة يقصر الغرض، ومن هذا يظهر وجه وضعها قبل السور الطوال مع أنها سورة قصيرة. [ابن عاشور]
 
{الحمد لله رب العالمين} الحمد هو المدح المقرون بالمحبة التامة والتعظيم التام، وهذا مناسب جدا للوصف الذي جاء بعد الحمد: (رب العالمين =الربوبية) فإذا كان الله هو من ربى العبد وجب عليه أن يحبه، وإذا كان هو القادر على ذلك وجب عليه تعظيمه.
 
مبنى الفاتحة على العبودية، فإن العبودية إما محبة أو رجاء أو خوف، و{الحمد لله..} محبة، و{الرحمن الرحيم..} رجاء، و{مالك يوم الدين..} خوف! وهذه هي أصول العبادة، فرحم الله عبدا استشعرها، وأثرت في قلبه، وحياته.
 
{الرحمن الرحيم} قال أهل العلم: هذا الاسمان يفتحان -لمن عقل- أوسع أبواب المحبة لله، والرجاء فيه، وتنويع الاسمين -مع أن المصدر واحد وهو الرحمة- دليل سعتها، وفي الحديث القدسي: "أنا عند ظن عبدي بي". [صالح آل الشيخ]
 
{مالك يوم الدين} تأمل كيف تضمنت هذه الآية: 1 - إثبات المعاد. 2 - جزاء العباد بأعمالهم -حسنها وسيئها-. 3 - تفرد الرب تعالى بالحكم إذ ذاك بين الخلائق. 4 - كون حكمه تعالى بالعدل. [ابن القيم]
 

من آداب الدعاء أن يقدم الإنسان بين يدي دعائه ثناء على الله تعالى –كما جاء في السنن وغيرها-، وفي قوله: {الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين} ثناء، وهذا مناسب أن يكون قبل الدعاء {اهدنا الصراط المستقيم} . [ينظر: تفسير ابن كثير]


 
فـ"إياك نعبد" الغاية، و"إياك نستعين" الوسيلة، فلن تستطيع أن تعبد الله إلا بالله، فالبداية من الله والنهاية إلى الله! فإنا لله وإنا إليه راجعون. [ينظر: العبودية لابن تيمية]
 
في لفظة (أنعمت) فوائد:
1/ أن الصراط المستقيم نعمة من أعظم النعم.
2/ أن الهداية لا بعمل العبد، بل نعمة من غيره أسديت إليه.
3/ أن المنعم بالهداية هو الله وحده.
4/ وفيه أدب النعمة أن تنسب لمسديها خاصة حال مخاطبته بها.
 
{صراط الذين أنعمت عليهم} فيها إشارة وبشارة للمهتدي أنه ليس وحده على هذا الطريق، وأنه وإن كان غريبا بين العابثين من البشر فإن طريقه مليء بالصالحين، الذين حازوا أعلى نعمة، فليأنس بذلك.
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top