۩ سلسلة العـلم و أثره في تزكية الـنُّـفوس 19 ۩( كيف تكون التوبة من الشرك)

ابو ليث

:: عضو مَلكِي ::
أوفياء اللمة
السؤال:
هل يكفي الإنسان أن يتوب مما وقع فيه من الشرك توبة عامة ، أم لابد أن يحصي أفراد ما وقع فيه من الشرك ثم يتوب من كل فردٍ على حدة بارك الله فيكم ؟


التوبة من الذنوب لا يُشترط فيها أن يحصي الذنوب ذنباً ذنبا فيتوب من كل ذنبٍ بعينه ؛ توبة تفصيلية يذكر كل ذنبٍ ثم يتوب من كل ذنب بعينه هذا لا يشترط ، ولو كان مشترطاً لكان أمراً غير ممكن ، لأن الإنسان ينسى أعماله , ولو قيل لأحدنا ماذا تذكر من أعمالك في الأسبوع الذي مضى ؟ يجد أن أكثرها قد نسيها قد قال الله تعالى : {أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ } [المجادلة:6] . وما سُمي إنساناً إلا لنسيه ، فلو كان مطلوب عند التوبة من الذنوب أن يتوب منها توبة تفصيلية بمعنى أن يذكر الذنب تفصيلاً ويتوب منه فهذا طلبٌ لأمر غير ممكن ، والشريعة لم تأت بهذا ، ولكن مطلوب منه أن يتوب توبة صادقة من جميع الذنوب ما علِمه منها وما لم يعلم ، ما يذكره منها وما نسي ، توبة من جميع الذنوب والخطايا ، يصدُق مع الله جل وعلا في التوبة ، سواء الشرك أو غيره من الذنوب . وإذا تاب العبد توبة صادقة من جميع ذنوبه غفر الله له جميع ذنوبه ، فالتوبة تجبّ ما كان قبلها وتمسح ما كان قبلها إذا تاب إلى الله جل وعلا توبة صادقة من جميع ذنوبه . وقد قال الله تعالى : { قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا} [الزمر:53] أي الشرك والمعاصي والكبائر وكل خطأ ، من تاب إلى الله سبحانه وتعالى توبةً صادقة غفر الله سبحانه وتعالى له ذنوبه . وجاءت صيغ الاستغفار تتناول الاستغفار من الذنوب تناولاً فيه شيء من التفصيل مثل : قول النبي عليه الصلاة و السلام : ((اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي كُلَّهُ دِقَّهُ وَجِلَّهُ وَأَوَّلَهُ وَآخِرَهُ وَعَلَانِيَتَهُ وَسِرَّهُ)) ، كذلك قول : ((اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ وَمَا أَخَّرْتُ وَمَا أَسْرَرْتُ وَمَا أَعْلَنْتُ وَمَا أَسْرَفْتُ وَمَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي)) ، كذلك قوله في حديث شداد رضي الله عنه: (( وَأَسْتَغْفِرُكَ لِمَا تَعْلَمُ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ )) فمثل هذا الاستغفار ومثل هذه التوبة النافعة الجامعة إذا كان العبد صادقاً مع الله سبحانه وتعالى بها وتائبا إلى الله من جميع الذنوب حتى ولو كان لا يذكر التفاصيل فإنها تُغفر له بإذن الله عز وجل والله غفور رحيم .
 
توقيع ابو ليث
و هذا فضل و رحمة و كرم من الله على عباده
فالحمد لله الذي سهل لنا التوبة
بارك الله فيكم حبيبي و أخي أباليث
 
توقيع الامين محمد
رزقني الله و إياكم التوبة من كل شرك.
 
توقيع ابو ليث
تنبيه: نظرًا لتوقف النقاش في هذا الموضوع منذ 365 يومًا.
قد يكون المحتوى قديمًا أو لم يعد مناسبًا، لذا يُنصح بإشاء موضوع جديد.
العودة
Top Bottom