أين غيرتنا؟!

نضال ابن فوزي

:: عضو منتسِب ::
إنضم
20 أكتوبر 2017
المشاركات
71
نقاط التفاعل
84
النقاط
3
العمر
26
محل الإقامة
الجزائر
الجنس
ذكر
بِسْمِ الله الرَّحْمَانِ الرَّحيم


وَ بَعْد، فَهَذِهِ رِسَالَة نافِعَة في الغَيْرَة الَّتي فقدها كثير من المُسْلِمين اليوم -مَعَ عِظَمِ أَهَمِّيَتِها- كَتَبَها أَحًد طُلّاب العِلْمِ من الجزائر. و هي على شكل مطويَّة، و هذا نصُّها المُفَرَّغ، مع زيادة الهوامش لشرح بعض المُفْرَدات و أقوال مهمة لبعض العُلَماء.....
أسْأَل الله أن ينفع بها المسلمين -آمين-








أَيْنَ غَيْرَتُنَا؟




بِسْم اللهِ الرَّحْمَانِ الرَّحيمْ
و الصَّلاةُ وَ الَّسلامُ عَلَى سَيِّدِ المُرْسَلينَ،
وَبَعْد:


"أَيُّها المُسْلِمون، لا تَرْجِعُ هَزائِمُ الأُمَمِ، و لا انْتِكاساتُ الشُّعوبِ إِلى الضُعْفِ في قُواها المَادِيَّة و لا إلى النُّقْصِ في معداتها الحَرْبِيَّة، وَ إِنَّمَا بِزَوَالِ قِيَمِها و أَخْلاقِها، يَقُولُ أَحْمَدْ شَوْقي:

وَ إِنَّمَا الأُمَمُ الأَخْلَاقُ مَا بَقِيَت ****** فَإِنْ هُمْ ذَهَبَتْ أَخْلَاقُهُمْ ذَهَبُوا


وَ خَيْرٌ مِنْهُ قَوْلُ اللهِ تَعَالَى: {وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا}[الإسراء:١٦]
إنَّ الأُمَم لَا تَرْتَقي بَعْدَ تَوْفيقِ اللهِ إِلَّا إذا وجدت في سِيرّةِ رِجالِها تِلْكَ الأَخْلاقُ الصَّلْبَة، وَ حينَ يَكُونُ المُجْتَمَعْ صَارِمًا في نِظَامِ أَخْلاقِهِ، وَ ضَوَابِطِ سُلوكِهِ، غَيُورًا عَلَى كَرَامَةِ فَرْدِهِ وَ أُمَّتِهِ، مُؤْثِرًا(١) رِضا اللهِ عَلَى نَوَازِعِ شَهَوَاتِهِ، حِينَئِذٍ يَسْتَقِيمُ مَسَارُهُ عَلَى طَرِيقِ الحَقِّ و الصَّلاحِ و الرفْعَةِ وَ الإصْلاحِ."[الغَيرَة عَلَى الأَعْراضِ.صالح بن حميد]

لَقَدْ كَانَ مِنْ مَقَاصِدِ الشَّرِيعَةِ الحِفاظ عَلَى العِرْضِ(٢)، وَ مَّا جاء النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّم- إِلَّا لِيُتَمِّمَ مَكَارِمَ الأَخْلاقِ(٣)، فَكَانَت الغَيْرَة مِنْ بَيْن تِلْكَ الأَخْلاقِ الَتِي تَمَّمَها عَلَيْهِ الصَّلاةُ و السَّلامُ.


إِنَّ الغَيْرَةَ عَلَى الأَهْلِ تُعَدُّ مِنْ أَخَصِّ خَصَائِصِ الشَّهامّةِ وَ القَوَامَةِ فِي الرَّجُلِ، وَ مِنْ أَرْفَعِ خِصَال الرِّجال مَعَ أهْليهِم و أَعْرَاضِهِم.
وَ لا أَظُنُّ رَجُلًا شَهْمًا يُمْكِنُهُ أَنْ يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْهِ بَيْنَ النَّاسِ، وَ قَدْ طُعِنَ
(٤) في عِرْضِهِ وَ خُدِشَ(٥) في شَرَفِهِ، فَوَاللهِ إِنَّها لَمُصيبَة! لِذَلِكَ اسْمَعْ إِلى المَرْأةِ العَفيفةِ الطَّاهِرَةِ يَوْمَ أَنْ أَحَسَّتْ بِأَنَّ عِرْضَها فِي خَطَر وَ أَنَّهُ رُبَّمَا سَيُخْدَش، فَ{قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنتُ نَسْيًا مَّنسِيًّا}[مريم:٢٣](٦)، نَعَم إِنَّها مَرْيَم ابْنَةَ عِمْرَان الَّتي أَحْصَنَتْ فَرْجَها، لَقَدْ تَرَبَّت مَرْيَم في بَيْتٍ كَانَ رَأْسُ مَالِهِ العِفَّةُ و الطّهْرُ، رَضَعَتْ مَعَ حَليبِ أُمِّها الَعَفاف، فَكَيْفَ تُورِدُ عِرْضَها المَوَارِد؟ وَ كَيْفَ تَرْمي بِهِ بَيْنَ يَدَيْ كُلّ نَاهِبٍ؟ حَاشَا لِمِثْلِها أَنْ تُعَرِّضَ نَفْسَها وَ شَرَفَها لِلْقيلِ و القال.




غَيْرَةُ اللهِ




إِنَّ الغَيْرَةَ صِفَةٌ مِنْ صِفاتِ رَبِّ العِزَّةِ، فَهُوَ سُبْحانَهُ يَغَارُ وَ غَيْرَتُهُ أَنْ تُنْتَهَكَ مَحَارِمه، يَقُولُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّم-:((إِنَّ اللَّهَ يَغَارُ وَغَيْرَةُ اللَّهِ أَنْ يَأْتِيَ الْمُؤْمِنُ مَا حَرَّمَ اللَّهُ )) و في رِوَايَةِ مسلم قال((الْمُؤْمِنُ يَغَارُ ، وَاللَّهُ أَشَدُّ غَيْرًا))[مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ]
لَكِنْ غَيْرَتُهُ لَيْسَتْ كَغَيْرَةِ أَحَدِنا، فَهِيَ تَليقُ بِجَلالِهِ سُبْحانَهُ وَ تَعَالَى وَ لا تُشْبِهُ غَيْرَتَنَا(٧).




غَيْرَةُ نَبِيِّنا




بَلْ إِنَّ الغَيْرَةَ هِيَ أَيْضًا مِنْ صِفاتِ الأَنْبِيَاءِ، فَقًدْ قال -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّم-: ((أَتَعْجَبُونَ مِنْ غَيْرَةِ سَعْدٍ ، وَاللَّهِ لَأَنَا أَغْيَرُ مِنْهُ ، وَاللَّهُ أَغْيَرُ مِنِّي...))، إي و اللهِ، وَ مَنْ عَلَّمَ الصَّحَابَةَ تِلْكَ الغَيْرَة؟




غَيْرَةُ الصَّحَابَة




قَالَ سَعْد بْنُ عُبَادَة: ((لَوْ رَأَيْتُ رَجُلاً مَعَ امْرَأَتِي لَضَرَبْتُهُ بِالسّيْفِ غَيْرُ مُصْفِحٍ عَنْهُ ، فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه على آله وسلم فَقَالَ : أَتَعْجَبُونَ مِنْ غَيْرَةِ سَعْدٍ ؟ فَوَ الله لأَنَا أَغْيَرُ مِنْهُ ، وَالله أَغْيَرُ مِنّي.(٩))) [رواه البخاري و مسلم]
فَقَدَ كَانَ الصَّحابَة -رضوان الله تَعَالَى عَلَيْهِمْ- يَغَارونَ مِنْ خُرُوجِ نِسَائِهِمْ، وَ لَوْ كُنَّ في غَايَةِ الإيمَانِ و التَدَيُّنِ وَ الصِّيَانَةِ، يَخْشَوْنَ عَلَيْهِنَّ مِنَ الفَسَقَةِ و الفَجَرَةِ وَغَيْرِهِمْ، فَقَدْ كَانَ للزُّبَيْرِ بْنُ العوام امْرَأَة، فَاسْتَأْذَنَتْ لَيْلَةً أَنْ تَخْرُجَ إِلَى المَسْجِدِ، فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَيْهِ و كَرِهَ أَنْ يَمْنَعَهَا لِقَوْلِ رَسُول الله: ((لَا تَمْنَعُوا إِمَاءَ اللهِ مَسَاجِدَ اللهِ))[مُتَّفَقٌ عَلَيْهِِ]، فَأَذِنَ لَهَا ثُمَّ اخْتَبَأَ فِي مَوْضِعٍ مُظْلِمٍ مِنَ الطَّرِيقِ، فَلَمَّا مَرَّتْ وَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهَا، فَكَرَّتْ رَاجِعَة تُسَبِّح، فَسَبَقَهَا الزُّبَيْر إِلى المَنْزِلِ، فَلَمَّ رَجَعَتْ، قَالَ لَهَا:"مَا ردّك عَنْ وجهك؟" قَالَتْ: كُنَّ نَخْرُجُ وَ النَّاسُ نَاسٌ، وَ أَمَّ اليَوْم فَلَا" وَ تَرَكَتْ المَسْجِدَ.[روضة المُحِبّين وَ نُزْهَةُ المُشْتاقين]
فَهَذِهِ غَيْرَةُ الزُّبَيْر -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-، وَ كَانَت المَرْأَةُ أَمِينَةً وَ مَوْثُوقَة! وَ فِي زَمَنٍ كَانَتْ فِيهِ الرُّجُولَةُ وَ الشَّهَامَةُ، فَكَيْفَ بِهَذَا الزَّمَان؟!!!




غَيْرَةُ العَرَبِيّ الجَاهِلِيّ




فَالغَيْرَةُ كَانَتْ مَوْجُودة فِي الرِّجَالِ قَبْلَ مَجِيء الإِسْلام وَ إِلَّا -بِاللهِ عَلَيْكُمْ- لِمَاذا كَانَ العَرَب يَدْفُنون بَنَاتهم؟ أَلَيْسَ لِلْغَيْرَةِ المُفْرِطَة عَلَى أَعْرَاضِهم، خَشْيَةَ أَنْ تُسْبى(١٠) فَيُدَنَّسُ عِرْضُهُ، وَ لَكِنَّها كَانَتْ غَيْرَةً زَائِدَةً فَجَاءَ الإِسَلَامُ فَقَوَّمَهَا.
فَهَذَا أَعْرَابِيٌّ رَأَى رَجُلًا يَنْظُرُ إِلَى زَوْجَتِهِ دُونَ أَنْ تَفْعَلَ زَوْجَتُهُ شَيْئًا، فَطَلَّقَها غَيْرَةً عَلَى مَحَارِمِهِ، فَلَمَّ عُوتِبَ فِي ذَلِك، قَالَ:


وأتركُ حُبَّها من غـيرِ بغضٍ *** وذاك لكثرةِ الشركـاءِ فيـه
إذا وقع الذباب على طعـامٍ *** رفعـت يدي ونفسي تشتهيـه
وتجتنبُ الأسودُ ورودَ مـاءِ *** إذا كنَّ الكلاب وَلَـغْـنَ فيه




صُوَرٌ مِنْ عَدَم غَيْرَةِ الرَّجُل عَلَى أَهْلِهِ




و للشَرِّ أَهْلٌ يُعْرَفُونَ بِشَكْلِهِمْ *** تُشِيرُ إِلَيْهِم بالفُجُورِ الأَصَابِعُ


إِعْلَمْ يَا أَخِي سَلَّمَكَ اللهُ أَنَّهُ مَنْ وَقَعَ فِي هَذِهِ الصُّوَر أَنَّهُ لًيْسَ مِنْ أَهْلِ الغَيْرَةِ أَوْ أَنَّ غَيْرَته ضَعِيفَة يُخْشَى عَلَيْهَا مِنْ مَوْتِهَا، فَيَعِيشُ بَيْنَ الرِّجَالِ كالبَهِيمَة بَلْ كالخِنْزيرِ ...!!!



الصُّورّة الأُولَى:
تَرْكُ المَرْأَةِ تُسَافِرُ وَحْدَهَا:

قَالَ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّم-:
((لا يَحِلُّ لامْرَأَةٍ تُؤْمِنُ بِاَللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ أن تُسَافِرُ مَسِيرَةَ يَوْمٍ إلاَّ مَعَ ذِي مَحْرَمٍ .))[رواهُ البُخاري و مُسْلِم]



الصُّورَة الثَّانِيَة:
تَرْكُ المَرْأَةِ تَخْلُو مَعَ الرَّجُلِ الأَجْنَبِيِّ:

لَقَدْ نَهَى النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّم- عَنِ الخُلْوَةِ بِالمَرْأَةِ الأَجْنَبِيَّةِ فَقَالَ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّم-:
((لَا يَخْلُوَنَّ رَجُل بِامْرَأَةٍ إِلَّا مَعَ ذِي مَحْرَم))[رواهُ البُخاري وَ مُسْلِم]



الصُّورَة الثَّالِثَة:
تَرْكُ المَرْأَةِ تَدْخُلُ الأَسْوَاقَ مُتَجَمِّلَة مُتَعَطِّرة:


إِنَّ كَثِيرًا مِنَ المُسْلِمين -هَدَاهُمُ اللهُ- لا يُبَالِي بِدُخُولِ امْرَأتَهُ إِلَى الأَسْواقِ وَهِيَ بَكَامِلِ زِينَتِهَا وَ تَجَمُّلِهَا و تَطَيُّبِها وَ تَعَطُّرِها، وَ قَدْ قَالَ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّم-:
((أَيُّمَا امْرَأَةٍ اسْتَعْطَرَتْ فَمَرَّتْ عَلَى قَوْمٍ لِيَجِدُوا مِنْ رِيحِهَا فَهِيَ زَانِيَةٌ(١١)))[حسن، رواه النِّسَائي]



الصُّورَة الرَّابِعَة:
تَرْكُ النِّسَاء يَذْهَبْنَ إِلَى قَاعَات الأَفْرَاح،

وَمَا أَدْرَاكَ مَا قَاعات الأَفْراح! حَيْثُ الإِخْتِلاطُ، وَ الغِنَاء الفَاحِش، وَ التَعَرِّي، وَ التَّصْوِير، فَهَلْ يَأْمَنُ الرَّجُل أَنْ لا تُصَوَّرَ امرأته؟! ثُمَّ تُنْشَرُ الصُّورَة عَبْرَ الجَوَّال وَ الإِنْتَرْنَتْ؟.بَلْ آخَرُونَ يَأْتُونَ ب(ديجي) إِلَى مَنَازِلِهِم، وَ القَيِّم عَلًيْهِ رَجُلٌ يَنْظُرُ و يُضَاحِكُ وَ يُمَازِحُ النِّساء، ثُمَّ يًقْبِضُ الثَّمَنَ عَلًى كُلِّ ذًلِكَ وَ يَذْهَبْ!.
تَتَعَجَّبُ أَخِي إِذًا أَخْبَرُكَ بِأَنَّ نِسَاءَ المُلْتَزِمِينَ لَا يَتَحَاشون الذَّهابَ إِلَى أَعْرَاسِ الزّفافِ رَغْمَ كُلّ ما فِهَا مِنَ المُخَالَفات! فَأَيُّ الْتِزامٍ هَذَا؟! وَ أَيْنَ غَيَرَةُ هَؤُلاءِ المُلْتَزِمينَ زَعَمُوا؟!.



الصُّورَةُ الخَامِسَة:
تَرْكُ المَرْأَة تَذْهَبُ إِلَى الحَمَّامِ العُمُومِيّ دُونَ ضَرُورَة
(١٢):

يَقُول الأَلْبَانِيُّ -رحِمَهُ اللهُ-:
"الحمَّامُ حَرَامٌ عَلَيْهِنَّ قَطْعًا"، فعَنْ أَبِي مَلِيح قَالَ: "دخل نِسْوةٌ من أهلِ الشامِ على عائشةَ رضِي اللهُ عنها ، فقالت : مِمَّن أنتُنَّ ؟ قُلْنَ : من أهلِ الشامِ ، قالت : لَعَلَّكن من الكُورَةِ التي تدخلُ نساؤُها الحَمَّامَ ؟ قُلْنَ : نعم . قالت : أَمَا إني سَمِعْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ : ((ما من امرأةٍ تخلعُ ثيابَها في غيرِ بيتِها إلا هَتَكَتْ ما بينها وبين اللهِ تعالى .(١٣))[صحيح. رواه أبو داوود و الترمذي]



الصُّورَة السَّادِسَة:

تَرْكُ النِّساء يَذْهَبْنَ إِلَى شَوَاطئ البِحَار وَ يَدْخُلْنَ البَحْرَ وَ هُنَّ لَابِسَات البِكيني، سُبْحَان الله! وَ العَالَمُ كُلُّهُ يَنْظُرُ إِلَيْهِنَّ! وَ بِالمَجَّان! فَهَذِهِ وَاللهِ قِمَّةُ الدِّيَاثَة(١٤)!!!.


الصُّورَةُ السَّابِعَة:

تَرْكُ المَرْأَةِ تَعْمَلُ لِغَيْرِ ضَرُورَةٍ وَ بَيْنَ الرِّجَالِ، مِمَّ يُعَرِّضُهَا في كَثِيرٍ مِنَ أَمَاكِنِ العَمَلِ، وَ فِي كَثِيرٍ مِنَ الأَحْيانِ إِلَى التَحَرُّشِ الجِنْسِيِّ(١٥)، مِمَّ يُحَوِّلُ حَيَاةَ المَرْأَةِ العَفِيفَة إِلَى جَحِيمٍ، وَ هِيَ تَشْعُرُ بِأَنَّ شَرَفَها في خَطَرٍ، كُلُّ ذَلِكَ مِنْ أَجْلِ أَنْ تُعينَ ذَاكَ الزَّوْج الجَشِع(١٦)! الَّذِي يُرِيدُ أَنْ يَعِيشَ حَيَاةَ الرَّغد و البذخ(١٧)...


أَصُونُ عِرْضِي بِمَالِي لَا أُدَنِّسُهُ *** لَا بَارَكَ اللهُ بَعَدَ العِرْضِ في المَالِ




وَ هَلْ أَنْتَ غَيُورٌ عَلَى أَهْلِكَ؟




وَ لِلْخَيْرِ أَهُلٌ يُعْرَفُون بِهَدْيِهِم *** إِذَا اجْتَمَعَتْ عِنْدَ الخُطُوبِ المَجَامِعُ


و الغَيْرَةُ: هِيَ مَا رَكَّبَهُ اللهُ فِي العَبْدِ مِنْ قُوَّةٍ رُوحِيَّةٍ، وَ حرقة في القَلْبِ، وَ مُراقَبَةٍ للرَبِّ، وَ عَزِيمَةٍ عَلَى حِمَايَةِ العَفَاف و الشَّرف(١٨) و العِرْض، مِنْ يُشَارَ إلَيْهِ بالبَنَانِ، أَوْ يُدَنِّسُهُ إِنْسانٌ.
فَهِيَ إذًا لَيْسَتْ كَلِماتٍ يَتَبَجَّح(١٩) بِهَا كَثِيرٌ مِنَ الرِّجَالِ وَ يَدَّعُونَهَا، بَلْ إِنَّ الرَّجُلَ الَّذي يَغَارُ عَلَى أَهْلِهِ تَظْهَرُ غَيْرَتُهُ في أُمُورٍ مِنْهَا:



  • ١-يَصُونُ(٢٠) أَهْلَهُ مِنَ الإِخْتِلَاطِ:

وَ ذَلِكَ بِمَنْعِهِنَّ مِنَ الذَّهابِ إلى الأَماكِنِ المُخْتَلِطَةِ الَّتي يخاف عَلَيْهِنَّ مِنَ الضَّرَرِ فيها، فَإِنْ كَانَ وَ لا بُد، فًبِمُصَاحَبَتهُنَّ إيًّاه أَوْ مَعَ أَحَدِ مَحَارِمهنَّ، فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ تَمامِ سَلَامَتهنَّ و حفظهنّ مِن مَرْضى القُلُوبِ.
يَقُولُ عَلِيٌّ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-:
" أَلَا تَسْتَحْيُونَ أَوْ تَغَارُونَ ؟ فَإِنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّ نِسَاءَكُمْ يَخْرُجْنَ فِي الْأَسْوَاقِ يُزَاحِمْنَ الْعُلُوجَ (٢١)" .
يقول ابْنُ القَيِّم:
"و لَا رَيْبَ أَنَّ تَمْكِينَ النِّسَاءِ مِنْ اخْتِلَاطِهِنَّ بِالرِّجَالِ: أَصْلُ كُلِّ بَلِيَّةٍ وَشَرٍّ، وَهُوَ مِنْ أَعْظَمِ أَسْبَابِ نُزُولِ الْعُقُوبَاتِ الْعَامَّةِ، كَمَا أَنَّهُ مِنْ أَسْبَابِ فَسَادِ أُمُورِ الْعَامَّةِ وَالْخَاصَّةِ. وَاخْتِلَاطُ الرِّجَالِ بِالنِّسَاءِ سَبَبٌ لِكَثْرَةِ الْفَوَاحِشِ وَالزِّنَا وَهُوَ مِنْ أَسْبَابِ الْمَوْتِ الْعَامِّ , وَالطَّوَاعِينِ الْمُتَّصِلَةِ."[الطُّرق الحكميّة.ص١٨٢]


  • ٢-أَنْ يَحْذَرَ مِنْ دُخولِ الأَجَانِبِ إِلَى بَيْتِهِ:

أَمَّا دُخُولُ الأَجَانِب إِلَى الْبَيْتِ فَهُوَ مِمَّا لا يَقَعُ إِلَّا مَعَ امْرَأَةٍ عَاصِيَةٍ، وَ يَبْقَى الخَطَرُ مَعَ خُلْوَةِ المَرْأَة بِأَجَانِب مِنْ أَقْرِبَاءِ (زَوْجِهَا)، وَهَذا الَّذي يَتَسَاهَلُ فِيهِ البَعْضُ إِحْسَانًا للظَنِّ فَقَدْ قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّم-:
((إِيَّاكُمْ وَالدُّخُولَ عَلَى النِّسَاءِ)) فَقَالَ رَجُلٌ مِن الأَنْصَارِ : يا رَسُولَ اللهِ، أَفَرَأَيْتَ الْحَمْوَ ؟ قَال: ((الْحَمْوُ المَوتُ))[رواه البخاري]
و الحمو: هُوَ قَريبُ الزَّوْج(٢٢). وَمَعْنى [الْحَدِيْث] أَيْ أَنَّهُ الأَخْطَر(٢٣)!


  • ٣-أَنْ يُلْزِمَ أَهْلَهُ بِالحِجابِ الشَرْعِيِّ(٢٤) أَمَامَ الأَجَانِبِ:

فَإِنَّ سَبَبَ نُزول آيَةَ الحِجَاب وَ مِنْهَا قَوْلُهُ تَعَالَى:
{وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ}[الأحزاب:٥٣] إِنَّمَا نَزَلَتْ بِسَبَبِ غَيْرَة عُمَر -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- إِذْ قَالَ: يَا رَسولَ اللهِ يَدْخُلُ عَلَيْكَ البَرُّ وَ الفاجِر، فَلَوْ أَمَرْتَ أُمَّهات الْمُؤْمِنِينَ بِالحِجابِ، فَأَنْزًلَ اللهُ آيَةَ الحِجَاب ثُمَّ أَمَرَ اللهُ نِسَاء الْمُؤْمِنِينَ فقال تَعَالَى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ}[الأحزاب:٥٩]
(و) قَالَ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّم-: ((صِنْفَانِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ لَمْ أَرَهُمَا : قَوْمٌ مَعَهُمْ سِيَاطٌ كَأَذْنَابِ الْبَقَرِ يَضْرِبُونَ بِهَا النَّاسَ ، وَنِسَاءٌ كَاسِيَاتٌ عَارِيَاتٌ ، مُمِيلاَتٌ مَائِلاَتٌ ، رُءُوسُهُنَّ كَأَسْنِمَةِ الْبُخْتِ الْمَائِلَةِ ، لاَ يَدْخُلْنَ الْجَنَّةَ وَلاَ يَجِدْنَ رِيحَهَا ، وَإِنَّ رِيحَهَا لَيُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ كَذَا وَكَذَا(٢٥)))[رواه مسلم]


  • ٤-أَنْ يَحْفَظَ أَهْلَهُ مِنْ شُبُهاتِ العَصْرِ وَ فِتَنِهِ:

فَإِنَّ بَعْضَ الرِّجَالِ تَجِدُه أَشدّ في غَيْرَتِهِ عَلَى أَهْلِهِ، لَكِنَّهُ يُناقِضُ غَيْرَتَهُ بِإِدْخَالِهِ إِلَى بَيْتِهِ مِنْ وَسَائِلِ الفِتْنَةِ العَصْرِيَّةِ
(٢٦) ما يَدْفَعُ أَهْلَهُ شَيْئاً فَشَيْئًا إِلَى الوُقوعِ فِي الشُّبُهاتِ و الشَّهَواتِ وَ المُحَرَّمات.
فَكَمْ فُتِنَتْ نِسَاءٌ وَ حَتَّى الرِّجَال بِالأَفْلامِ المُدَبْلَجَةِ الَّتي تُرَوِّجُ للحُبِّ وَ الغَرامِ، بَلْ وَ لِلْغَدْرِ وَ الخِيَانَةِ...



"أَيُّها الإخْوَة، إِنَّ طَريقَ السَّلامَةِ لِمَنْ يُرِيدُ السَّلامَةَ -بَعْدَ الْإِيمَان باللهِ وَ رَحْمَتِهِ وَ عِصْمَتِهِ- يَنْبَعُ مِنَ الْبَيْتِ وَ البِيئَةِ.
فَهُنَاكَ بيئتان: وَاحِدَة تُنْبِتُ الذُلَّ وَ أُخْرَى تُنْبِتُ العِزّ.
و ثَمَّةَ بُيُوتات تظللها العِفَّة و الحِشْمَة، وَ أُخْرَى ملْؤها الفَحْشَاء وَ المُنْكَر"
[الغَيرَة عَلَى الأَعْراضِ.صالح بن عبد الله بن حميد]


فَانْظُر إِلَى أَيّهما تَنْتَمِي يا رَعَاكَ الله؟ فَإِنْ أَخْطَأْتَ فَصَحِّح المَسَار -وَالله الموفِّق-


اللَّهُمَّ ارزُقْنا الغَيْرَةَ عَلَى أَعْراضِنَا -آمين-











_____________________________________

(١) آثرْتُ ، أُؤْثِرُ ، مصدر إِيثَارٌ ،آثر الشَّيءَ : فَضَّله واختاره ،[قاموس المعاني]

(٢) العِرْضُ: ما يَفْتَخِر بِهِ الإنْسانُ من حَسَبٍ أو شرف،
أو ما يَصُونُه الإِنْسَان من نَفْسِه أو سَلَفِه أو من يلزمه أمره،
أو موضع المدح و الذمّ من الإنسان[المنجد في اللغة]

(٣) روى أبو هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه قال: إنَّما بُعِثْتُ لأُتَمَّمَ مَكارِمَ ( وفي رواية (صالِح الأَخْلاقِ) قال المناوي في فيض القدير بشرح الجامع الصغير:[ 2/710]: ( إنما بُعِثت ): أي أُرسلت. ( لِاُتَمّم ): أي لأجل أن أكمل. ( الأخلاق ): بعد ما كانت ناقصة، وأجمعها بعد التفرقة.
وعنه رضي الله عنه أيضا، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا، وخياركم خياركم لنسائهم خُلُقًا. قال المباركفوري: ( أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا ): لأن كمال الإيمان يوجب حُسْن الخُلق والإحسان إلى كافة الإنسان، ( وخياركم خياركم لنسائهم) لأنهن محل الرحمة لضعفهن.

(٤) طعَن فيه أو في حُكمه أو نسبه : عابه وذمَّه.[قاموس المعاني]

(٥) خدْش الأعراض / الكرامة : عيْبُها وتجريحُها.[قاموس المعاني]

(٦){قالت يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا}قال السدي:خافت من الناس أن يظنوا بها سوءاً [رواه الماوردي في تفسيره]
{وَكُنتُ نَسْيًا مَّنسِيًّا}قال قتادة: لا أُعْرَفُ و لا يُدْرى من أنا.[رواه الماوردي تفسيره]

(٧) قال الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله - :
" المحال عليه سبحانه وتعالى وصفه بالغيرة المشابهة لغيرة المخلوق ، وأما الغيرة اللائقة بجلاله سبحانه وتعالى فلا يستحيل وصفه بها ، كما دل عليه هذا الحديث وما جاء في معناه ، فهو سبحانه يوصف بالغيْرة عند أهل السنَّة على وجه لا يماثل فيه المخلوقين ، ولا يعلم كنهها وكيفيتها إلا هو سبحانه ، كالقول في الاستواء والنزول والرضا والغضب وغير ذلك من صفاته سبحانه ، والله أعلم " . انتهى من تعليق الشيخ ابن باز على " فتح الباري " لابن حجر ( 2 / 531 ) .

(٩)
قَالَ ابن القيم: "فَجَمَعَ هذا الحديثُ بين الغيرةِ التي أصلُها كراهةُ القبائح وبُغضُها ، وبين محبةِ العُذرِ الذي يوجبُ كمالَ العدلِ والرحمةِ والإحسانِ …
فالغيورُ قد وافقَ ربَّهُ سبحانه في صفةٍ من صِفاتِه ، ومَنْ وافقَ الله في صفه من صفاتِه قادته تلك الصفة إليه بزمامه وأدخلته على ربِّه ، وأدنته منه وقربته من رحمته ، وصيّرته محبوباً له .”أ.ه [الداء والدواء]
وقال ابن القيم أَيْضًا في شرح الحديث:
فلما حلف سعد أنه يقتله ولا ينتظر به الشهود عجب النبي صلى الله عليه وسلم من غيرته وأخبر أنه غيور وأنه صلى الله عليه وسلم أغير منه والله أشد غيرة ، وهذا يحتمل معنيين :



    • أحدهما : إقراره وسكوته على ما حلف عليه سعد أنه جائز له فيما بينه وبين الله ونهيه عن قتله في ظاهر الشرع ولا يناقض أول الحديث آخره .
    • والثاني : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ذلك كالمُنكِر على سعد فقال : " ألا تسمعون إلى ما يقول سيدكم " يعني : أنا أنهاه عن قتله، وهو يقول بلى والذي أكرمك بالحق ، ثم أخبر عن الحامل له على هذه المخالفة وأنه شدة غيرته ثم قال : " أنا أغير منه والله أغير مني " وقد شرع إقامة الشهداء الأربعة مع شدة غيرته سبحانه فهي مقرونة بحكمة ومصلحة ورحمة وإحسان فالله سبحانه مع شدة غيرته أعلم بمصالح عباده وما شرعه لهم من إقامة الشهود الأربعة دون المبادرة إلى القتل وأنا أغير من سعد وقد نهيته عن قتله.
وقد يريد رسول الله صلى الله عليه وسلم كلا الأمرين وهو الأليق بكلامه وسياق القصة .[زاد المعاد]

(١٠) اِمْرَأةٌ سَبِيٌّ : مَأسُورَةٌ.

(١١)قد قال المباركفوري رحمه الله في "تحفة الأحوذي" (8 / 58) :
" أي كل عين نظرت إلى أجنبية عن شهوة فهي زانية...
( إِذَا اِسْتَعْطَرَتْ ) أَيْ اِسْتَعْمَلَتْ الْعِطْرَ ( فَمَرَّتْ بِالْمَجْلِسِ ) أَيْ مَجْلِسِ الرِّجَالِ ( يَعْنِي زَانِيَةً ) لِأَنَّهَا هَيَّجَتْ شَهْوَةَ الرِّجَالِ بِعِطْرِهَا ، وَحَمَلَتْهُمْ عَلَى النَّظَرِ إِلَيْهَا وَمَنْ نَظَرَ إِلَيْهَا ، فَقَدْ زَنَى بِعَيْنَيْهِ ، فَهِيَ سَبَبُ زِنَى الْعَيْنِ فَهِيَ آثِمَةٌ" انتهى .

(١٢) راجع فتوى للشيخ فركوس -حفظه الله- (جواز دخول المرأة الحمام للضرورة):http://ferkous.com/home/?q=fatwa-212

(١٣) شرح الحديث:( إلا هتكت ) : الستر وحجاب الحياء وجلباب الأدب، ومعنى الهتك خرق الستر عما وراءه ( ما بينها وبين الله ) : تعالى لأنها مأمورة بالتستر والتحفظ من أن يراها أجنبي حتى لا ينبغي لهن أن يكشفن عورتهن في الخلوة أيضا إلا عند أزواجهن ، فإذا كُشفت أعضاؤها في الحمام من غير ضرورة فقد هتكت الستر الذي أمرها الله تعالى به .

قال الطيبي : وذلك لأن الله تعالى أنزل لباسا ليواري به سوآتهن وهو لباس التقوى فإذا لم يتقين الله تعالى وكشفنسوآتهن هتكن الستر بينهن وبين الله تعالى. انتهى . [عون المعبود]

-و كذلك من أدلة التحريم دخول المرأة للحمام قوله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّم-: «الحَمَّامُ حَرَامٌ عَلَى نِسَاءِ أُمَّتِي»[حسنه الألباني] و قوله: «مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ فَلاَ يُدْخِلْ حَلِيلَتَهُ الحَمَّامَ»[حسنه الألباني]

(١٤) والدّيوث قد فسّره النبي صلى الله عليه على آله وسلم في هذا الحديث بأنه الذي يُقرّ الخبث في أهله ، سواء في زوجته أو أخته أو ابنته ونحوهنّ .
والخبث المقصود به الزنا ، وبواعثه ودواعيه وأسبابه من خلوة ونحوها .
و قال صلى الله عليه وسلم قال: ثلاثة لا يدخلون الجنة أبدًا: الديوث، والرجُلَة من النساء، والمدمن الخمر، قالوا: يا رسول الله: أما المدمن الخمر فقد عرفناه، فما الديوث؟ قال: الذي لا يبالي من دخل على أهله، قلنا: فما الرجُلَة؟ قال: التي تتشبه بالرجال [رواه البزار و الطبراني]

(١٥) و لإثبات تلك المقولة، راجع هذا المقال تجد الأعاجيب من قصص الإعتداء على المرأة و التحرش بها: http://www.saaid.net/female/0114.htm

(١٦) رَجُلٌ جَشِعٌ : ذُو الجَشَعِ ، ذُو الطَّمَعِ الشَّدِيدِ.[معجم المعاني]

(١٧) بَذَخٌ: مصدر بذِخَ: رفاهية وترف.[معجم المعاني]

(١٨) شرف المرأة : عفَّتها وحصانتها ،
شرف النّفس : سموّ أخلاقيّ أو عقليّ ،[معجم المعاني]

(١٩) تبجَّح الشَّخصُ : تكبَّر ، افتخر وتباهى[معجم المعاني]

(٢٠) صانه : حفظه . صان عِرْضَه : حماه ووقاه ممّا يعيبه.[معجم المعاني]

(٢١) ضعيف. العلوج: جمع عِلج، قال ابن الأثير: "الرجل من كفار العجم وغيرهم"[النهاية في غريب الحديث].

(٢٢) الْحَمْوُ: أَخُو الزَّوْجِ ، وَمَا أَشْبَهَهُ مِنْ أَقَارِبِ الزَّوْجِ : ابن أخيه ابْنُ الْعَمِّ و نحوهم[شرح صحيح مسلم للنووي بتصرف]

(٢٣)قال الإمام النووي: وَأَمَّا قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( الْحَمْوُ الْمَوْتُ ) فَمَعْنَاهُ أَنَّ الْخَوْفَ مِنْهُ أَكْثَرُ مِنْ غَيْرِهِ ، وَالشَّرُّ يُتَوَقَّعُ مِنْهُ ، وَالْفِتْنَةُ أَكْثَرُ لِتَمَكُّنِهِ مِنَ الْوُصُولِ إِلَى الْمَرْأَةِ وَالْخَلْوَةِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يُنْكَرَ عَلَيْهِ ، بِخِلَافِ الْأَجْنَبِيِّ . وَالْمُرَادُ بِالْحَمْوِ هُنَا أَقَارِبُ الزَّوْجِ غَيْرُ آبَائِهِ وَأَبْنَائِهِ . فَأَمَّا الْآبَاءُ وَالْأَبْنَاءُ فَمَحَارِمٌ لِزَوْجَتِهِ تَجُوزُ لَهُمُ الْخَلْوَةُ بِهَا ، وَلَا يُوصَفُونَ بِالْمَوْتِ ، وَإِنَّمَا الْمُرَادُ الْأَخُ ، وَابْنُ الْأَخِ ، وَالْعَمُّ ، وَابْنُهُ ، وَنَحْوُهُمْ مِمَّنْ لَيْسَ بِمَحْرَمٍ . وَعَادَةُ النَّاسِ الْمُسَاهَلَةُ فِيهِ ، وَيَخْلُو بِامْرَأَةِ أَخِيهِ ، فَهَذَا هُوَ الْمَوْتُ ، وَهُوَ أَوْلَى بِالْمَنْعِ مِنَ الْأَجْنَبِيِّ لِمَا ذَكَرْنَاهُ . [شرح صحيح مسلم للنووي]

(٢٤) و يُخطيءُ كثير من الناس أو يجهلون ما هو الحجاب الشّرعي، و قد بيّن العلماء شروطه،
راجع كتاب "جلباب المرأة المسلمة" للعلامة الألباني: https://ia601400.us.archive.org/35/items/FP0127/0127.pdf

(٢٥) قال الإمام النووي شرحا للحديث: هَذَا الْحَدِيثُ مِنْ مُعْجِزَاتِ النُّبُوَّةِ ، فَقَدْ وَقَعَ هَذَانِ الصِّنْفَانِ ، وَهُمَا مَوْجُودَانِ . وَفِيهِ ذَمُّ هَذَيْنِ الصِّنْفَيْنِ، قِيلَ : مَعْنَاهُ كَاسِيَاتٌ مِنْ نِعْمَةِ اللَّهِ عَارِيَاتٌ مِنْ شُكْرِهَا ، وَقِيلَ : مَعْنَاهُ تَسْتُرُ بَعْضَ بَدَنِهَا ، وَتَكْشِفُ بَعْضَهُ إِظْهَارًا بِحَالِهَا وَنَحْوِهِ ، وَقِيلَ : مَعْنَاهُ تَلْبَسُ ثَوْبًا رَقِيقًا يَصِفُ لَوْنَ بَدَنِهَا .
وَأَمَّا ( مَائِلَاتٌ ) فَقِيلَ : مَعْنَاهُ عَنْ طَاعَةِ اللَّهِ ، وَمَا يَلْزَمُهُنَّ حِفْظُهُ . ( مُمِيلَاتٌ ) أَيْ يُعَلِّمْنَ غَيْرَهُنَّ فِعْلَهُنَّ الْمَذْمُومَ ، وَقِيلَ : مَائِلَاتٌ يَمْشِينَ مُتَبَخْتِرَاتٍ ، مُمِيلَاتٍ لِأَكْتَافِهِنَّ . وَقِيلَ : مَائِلَاتٌ يَمْشُطْنَ الْمِشْطَةَ الْمَائِلَةَ ، وَهِيَ مِشْطَةُ الْبَغَايَا . مُمِيلَاتٌ يَمْشُطْنَ غَيْرِهِنَّ تِلْكَ الْمِشْطَةَ . وَمَعْنَى ( رُءُوسُهُنَّ كَأَسْنِمَةِ الْبُخْتِ ) أَنْ يُكَبِّرْنَهَا وَيُعَظِّمْنَهَا بِلَفِّ عِمَامَةٍ أَوْ عِصَابَةٍ أَوْ نَحْوِهِمَا .

(٢٦)و من فتن العصر المنتشرة كثيرًا التلفاز
سُئل الشّيخ بن باز: ما حكم مشاهدة التليفزيون؟

فأجاب: مشاهدة التلفاز خطيرة جداً، وأنا أوصي بعدم مشاهدته وعدم الجلوس عنده مهما أمكن،،،،،،،،،، أنا أوصي بعدم إدخاله إلى البيوت، وعدم مشاهدته؛ لأنه يجر بعضه إلى بعض، ولأن النفس ميالة لمشاهدة الأشياء الغريبة بين يديها فليس مثل الاستماع، الاستماع أقل خطراً فالمُشاهدة مع الاستماع تكون النفس إليه أميل والتعلق به أكثر. وأشر من هذا وأخبث الفيديو إذا سجلت فيه الأفلام الخليعة التي تداولها الناس نعوذ بالله، وهذه الأفلام الخليعة في الفيديو شرها عظيم ويجب الحذر منها ويجب على العاقل إذا وجد شيئاً من ذلك أن يمزق الفيلم أو أن يسجل عليه شيئاً يزيل هذا الخبيث الذي فيه إذا كان يمكن ذلك فيسجل عليه شيئاً نافعاً يُزيل ما فيه من الخُبث، ويستفيد من أشرطته التي يسجل عليها شيئاً نافعاً. وأشر من ذلك الدش فالواجب الحذر منه وعدم إدخاله البيوت عافى الله المسلمين من شر الجميع.



تم بتوفيق الله
و الصلاة و السلام على رسول الله
 
غيرتنا داس عليها من داسوا على غيرتهم و هتكوها جهارا نهارا ...!!!"

اين ساخفيك يا غيرتي ؟؟

اذان المغرب

سلمت الانامل و وفق صاحبها للخيرات و صالح الطاعات
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top