مسابقة اكتب قصة المرحلة الاخيرة *خطوة* { ركن الخيال }

حلم كبير

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
24 ديسمبر 2016
المشاركات
5,056
نقاط التفاعل
15,513
النقاط
2,256
العمر
39
محل الإقامة
فرنسا الجزائر وطني
قصة الخيال

※※※※ خطوة ※※※※

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته إخوتي اخواتي

اريد قبل أن تقرأو القصة ان تعلمو أنها من نسج خيالي
وأعتذر من هذا المنبر مسبقا لإخوتي في غزة لأنني لا أعرف لهجتهم
سمعت الكثير من الاناشيد الفلسطينية لاتمكن من كتابة الحوار ،وبحثت في النت عن اللباس والاكل ،...ووو لكي اتمكن من كتابة هذه القصة،لكن لم يكفني الوقت أجري بحثا عن التضاريس والجو فعذرا ...
فسامحوني اهل غزة وفلسطين ان وجدتم كلمات ليست من لهجتكم فقد حاولت ......



images (1).jpg
☆☆☆☆☆القصة ☆☆☆☆☆

ركضت هیلین نحو والدتها وهي تبكي من شدة ألم الوقعة التي وقعتها من الدراجة " أمي أمي لقد آلمتني یدي أنا أتألم ..!!" كانت والدتها تحمل قصتها المفضلة كعادتها وتستمتع بمنظر الحدیقة وهوائها العلیل ،مسحت على یدها وقبلت جبینها بعد أن أبعدت خصلات الشعر الذهبیة عن عينيها ... "' لا بأس حبیبتي لیس هناك شيء انتبهي وأنت تلعبين بدراجتك ،كوني حذرة " ابتسمت هیلین لأمها وعانقتها ورجعت الى دراجتها كأن شیئا لم يكن ،كانت براءة الأطفال ظاهرة عليها وهي تتناسى ألمها أمام قُبل أمها وكأنها قد ألقت علیها سحرا ،لعبت ولعبت حتى انهكها التعب فألقت بنفسها على العشب الاخضر وراحت تتأمل الغيمات التي تشكل أشكالا كثیرة استمتعت كثيرا بالتخمین...." هذه دجاجة ،هذا دب هذه شجرة وهذا ارنب جميل ..." و بينما هي كذلك سمعت صوتا قادما من بین الحشائش فالتفتت فإذا بأرنب صغیر جميل ينظر اليها محاولا اللعب معها ركضت نحوه في فرح محاولة إمساكه ولكنه فرّ بعیدا، تبعته في غفلة من والدتها التي كانت منهمكة في قراءة قصتها،
ركضت خلف الارنب في شقاوة كبیرة حتى وصل الارنب إلى بركة صغیرة من الماء كانت قد تكونت من جراء أمطار الأيام الماضية راقبته وهو يقترب منها ويتأملها ثم يتقدم ببطء نحوها وما إن خطا خطوة إلى البركة حتى اختفى بداخلها ،استغربت ولم تصدق عينيها وظنت انه قد سقط داخلها وغرق لحقت به على أمل أن تنقذه لكنها لم تجده ودارت حول البركة الصغيرة في استغراب شدید وقررت أن تقترب أكثر لتنظر عن كثب عندها رأت ضوءا قادما من الماء يزداد شدة شيئا فشيئا أخذ يجذبها اليه دون شعور ثم ارتأت أن تفعل مثل الأرنب وأن تخطو خطوة نحو البركة وترى ما الذي سيحصل ،كانت في قمة السعادة والغبطة وهي تخطو تلك الخطوة لتلعب بالطین وتتبين مصدر الضوء الشديد ...

خطت هیلین بنت السبع سنوات خطوة في البركة الصغیرة وأُبْ اختفت لم تعد موجودة ،كانت كمن یسبح في فضاء واسع الأرجاء ،شعرت بالثقل والتخدیر بقدميها ثم أحست برغبة في النوم فنامت بعمق شديد وهي لا ترى سوى ضوء شديد في نهاية نفق طوييل .

في ثواني أحست أنها نامت الف الف عام ، استفاقت بعد نوم عميق وراحة كبيرة لتجد نفسها تحت سماء زرقاء صافية لا غيم فيها واحسّت أن شيئا تغير شيئا ما فيها تغير فبدأت تتحسس جسدها النحیل ووجهها ،وأحست بتغیر في أعضائها لم تعد هي الطفلة هیلین صاحبة السبع سنوات لقد أصبحت امرأة ناضجة بكل تفاصيلها،استغربت حالها وبكت بكاء طفلة تائهة ونادت على والدتها بصوتها الذي كان متغیرا قلیلا وشعرها صار أقصر من ذي قبل لقد عرفت تماما وتأكدت أن شیئا ما تغیر فیها ، أحست بالاستغراب الشدید مما
جعلها تتكور في مكانها وتبقى بلا حراك ودموعها لا تتوقف حتى ملابسها لم تعد على مقاسها صارت تنورتها قصيرة فوق ركبتيها النحيلتين ،جلست على تلك الحال فترة من الزمن على أمل ان تفيق من النوم لتجد نفسها في حلم واذا أصوات أجراس تخترق صمت المكان وصوت بعبعة خراف يقترب وهاهو قطیع صغير من الماشية بكل الاعمار وصغارها تدور حولها و تلهو البعض بفستانها القصیر ،ارتعبت قلیلا ثم مدت یدیها لتلعب معهم متناسية حالها لبضع ثواني فهي ما تزال تلك الطفلة الحالمة صاحبة السبع سنوات .

و بينما هي على هذه الحال إذ تقدمت نحوها فتاة في الثامنة عشرة من عمرها بيضاء البشرة تميل الى السمرة قليلا وخصلات من شعرها الاسود تتدلى على كتفيها هاربة من خمارها الأبيض والأسود الذي كان يربط رأسها بإحكام، وهي تحمل في يدها عصا طويلة وقوية كأنها فدائیة ذاهبة الى حرب ما ، كانت ترتدي جلابة سوداء مطرزة تطریزا احمرا جميلا جدا وعلى خصرها حزام عريض تعلق به خيوطا كثيرة ،كان شكلها غريبا جدا على هیلین
اقتربت عايدة منها وهي حذرة جدا وكأنها تقترب من لغم ما، أمّا هيلين فقد بقیت مذعورة تنظر إلیها وتنتظر ما الذيسیحدث لها ثم نطقت اخیرا :" مم م ممن أنت وم م ماذا تفعلین هنا !؟"
تبسمت عایدة في استهزاء " ههه واش أسوي هان انا فْأرضْ أبوي وجدي وأنت اللي أمرك عجب منین طحت باالله علیك ،حتى حدیثك بيوحي أنك غریبة أنت صهیونیة ولا صحافیة جت تكسر روسنا مع ها المسا ،روحي لحال سبیلك ما عدنا شي نڤولو ...! "
استغربت هیلین من لهجة الفتاة ومما اخبرتها به " أین أنا أرجوك أخبریني أنا لا أفهم شیئا كنت ألعب في الحدیقة بالدراجة وفجأة وجدت نفسي هنا "
عایدة تقرب العصا من وجه هيلين:" هه تلعبي لیش انت زغیرة يعني،إنت هان في غزة غزة یا محتلة ڤومي روحي على وطنك بعدین أضربك ها !"
هیلین ترتعب من الخوف وتبدأ في البكاء والصراخ :" آآ أنا حقا لا أفهم شیئا هذا أغرب شيء حصل معي منذ ولدت عمري سبع سنوات فقط لما لا تصدقیني ....!"
عایدة في استغراب :" هاي اللي ماحَسبْتلها حساب أنك تكوني مخبولة تاهت من أهَلْها ،واش أسوّي ها الحین معاك أتركك في ها الخلا ولا واش أسوي ،أنا دیني الاسلام یا بنیة ما یسمح لي أسیب حتى كافرة وراي فها الوَعَر تعالي اتبعیني هسّا ڤبل لا أغير رايي بلكي نلڤا اهلك في الطريڤ يدورون عليك .."
هیلین تفهم كلمة اتبعیني فقد كانت والدتها في المانیا تحرص علیها كل الحرص أن تتعلم اللغة العربیة فتعلمتها واتقتنتها منذ أن كانت في سن الخامسة ،لذلك كانت تتحدث العربیة الفصحى باتقان .
تبعت هیلین عایدة وهي ترتجف من الخوف والبرد في آن واحد تبعتها من تلة لتلة وعایدة تحمل عصاها وتصرخ على قطیعها بالابتعاد عن الأسلاك الشائكة التي كانت منتشرة في كل مكان ،كانت ترعى أغنام أبیها الذي صار مقعدا منذ أن أصیب في مواجهة مع جنود المستوطن المغتصب وصار لا یقوى على الحراك وتهتم بشؤونه وشؤون أخواها الصغيرين أحمد وغانم كانت أمها تساعدها بكل ما أوتیت من قوة وجدها الختيار يساعد بما يستطيع هو أيضا .
جعلت هیلین تحث الخطا ثم تسقط و تبكي فلا تجد أمها لتقبلها وتنسيها الألم ،كانت كل مرة تتأكد أنها تحلم مما رأته حولها من أسلاك شائكة وقفار واسعة فتضرب نفسها لتستفیق من الحلم، عندما رأت عایدة المنظر زادها يقينا أنها مجنونة " یا حسرة هذا اللي كان ناڤصني مجنونة بالبیت وتكمل.... الحمد الله یارب اللي تجي من عندك منيحة وزینة ،أروح عل البیت وأبدلها ملابسها المعترة هاي ماهي لابسة شي شلون یلبسو بناتهم هیك ما یخافون من ولاد الحرام...! "
كانت هیلین طوال الطریق تارة تبكي من الخوف وتارة تبكي من وخز الشوك في رجلیها ،لم تصدق عایدة متى وصلت إلى البیت فقد سببت لها هيلين صداعا ببكائها الكثير
حبست القطیع في مكانه وأمسكتها من یدها وأدخلتها إلى البیت حیث كان أخویها یلعبان ووالدها یتفرج على تلفاز صغیر اسود وأبیض كل الأخبار المتعلقة بغزة وتطورات القضیة ،وكانت والدتها تعد الطعام للجمیع،والشيخ كان مايزال في الخارج يلملم حبات الزيتون التي جمعها ليضعها في أكياس صغيرة ،عندما رأى الجمیع المنظر توقفوا عن الحراك وبقو یحملقون في هیلین وجمالها وتنورتها القصيرة جدا ،كانت شقراء جمیلة بعیون خضراء فاتنة ومما زادها جمالا هو احمرار وجهها من البكاء والبرد...

" واش هذا عایدة بنتي منو هاذي خیر بنتي ما جابك بكیر !" ،سألت الام في استغراب شدید
عایدة :" لڤیتها فالخلا یما تایهة یظهر أنها مجنونة شفقت ع حالها ،اتركها لولاد الحرام ڤولیلي بيرضاها رب العالمین ؟،ما هانت علي شوفي حالتها ولبسها انتِ تتركيها لو كنت مكاني ؟"
الام :" بلكي رب العالمين بعثها النا لنحميها ،ادخلي يا بنيتي ادخلي ،خذيها يا عايدة ولبسيها أَشي من لبسك واعطيها شبشب ها المسكينة تمشي حافية ...! "
دخلت هیلین الى البيت وهي تنظر في كل الارجاء مستغربة من بساطة المكان وفقر الحال فالبیت كان عبارة عن غرفة كبيرة واسعة فيها غرفة النوم مع المطبخ مع غرفة الجلوس ،كانت تنظر في استغراب وهي تحاول أن تفهم على الأقل أین هي ،بینما أحمد وغانم كانا یدوران حولها مستغربین من أجنبیة تدخل إلى البیت ...
سحبتها عايدة من بينهما وأدخلتها إلى غرفة صغیرة ضیقة بها نافذة صغيرة عالية وكأنها زنزانة وقدمت لها جلابیة مطرزة مثل التي كانت ترتدیها وطلبت منها أن ترتدیها وقدمت لها حذاء قديما تملكه وخرجت تاركة إیاها في حالة من الاستغراب التامة، التفتت الى الجدران البالیة والىالسقف والى أشیاء عایدة الموضوعة على طاولة قدیمة ومرآة قد علاها الغبار معلقة جانب الطاولة ،تقدمت هیلین نحوها ببطء ومسحت عنها الغبار وأطلت برأسها على وجهها ،ثم وضعت یدها على فمها ودموعها تنهمر دون توقف وأخذت تتحسس
وجهها علها تتأكد أنها لیست هي من في المرآة ،لكن للأسف كانت هي تلك المرأة الجمیلة بعینین خضراوین وبشعر ذهبي مسدل على كتفیها وبوجهها البريء نعم حتى أنها صارت أطول وتصل الى مستوى المرآة ،لبست تلك الجلابیة وهي تبكي ولم تستطع التوقف عن البكاء فقد أحست بالهزال في جسمها وضعف غریب .

خرجت بعد نصف ساعة لتجد عایدة تجهز طاولة مستدیرة صغیرة على الأرض وتضع علیها طبقا كبیرا به ما يشبه البطاطا المهروسة لكن لونها كان یمیل إلى الاخضر اشمأزت منه وأدارت رأسها ثم جلست فوق حجر بجانب فرشة الوالد وأخذت تراقب الجمیع....
أحمد " یا سلام مدمّس بالعدس أحلى أكلة عندي یسلمو إیدینك یمّا لیتها كل یوم ..."
عایدة :" غسل إیدیك ڤبل لا توكل ،وانت یا بنت الغرب ڤربي ع الاكل ،تعالي تأكلي اكلمك فصحى بلكي تفهمي.."
یقترب غانم من هیلین ویمسك یدها محاولا سحبها نحو مائدة الطعام لكنها تتفلت منه في خوف وریبة فهي لم تفهم لحد الان ماذا حصل لها ولما هي بین هؤلاء الناس ومن هم ولماذا أصبحت شابة فجأة بعد أن كانت طفلة في السابعة من عمرها ،تملصت من یده
وهي تبكي والجمیع ینظر إلیها نظرة شفقة تجمعت العائلة على مائدة الاكل وهمو بالأكل من نفس الطبق حینما صرخت هیلین " تأكلون من طبق واحد هذا غریب ،نحن نأكل كل واحد في صحن !"
عایدة :" و أخيرا نطڤت ،حنا هان بناكل بصحن واحد مو أحنا عیلة واحدة لیش نأكل متفرڨین عیب ،إذا كنت جوعانة ڤربي توكلي معنا "
هیلین " لكن قلت العائلة فقط تأكل معا وأنا لست من عائلتكم كیف یمكنني أن آكل معكم ؟"
عایدة :" حنّا الضیف نعتبروه واحد من العیلة حتى یغادرنا ما تخافي ما بناكلوش البشر نحنا بشر مسلمین عادیین وأهل أرض بعد ..."
هیلین مستغربة :" ضیف ومن العائلة نحن مع أننا عائلة لم نجتمع یوما على مائدة الاكل " تقترب ببطء وخوف نحو المائدة التيكانت مستدیرة وكل من الوالدة والوالد و الصغیران والشيخ العجوز جد عایدة وعایدة كانو مجتمعین لم تجد مكانا لكن غانم الصغیر وقف
وترك مكانه لها في فرحة عارمة وجلس على ركبتي أمه كان ینظر إلیها بفرحة وإعجاب شدیدین في براءة للاطفال وكأنه أحس أنها طفلة ولیست إمرأة ،لم تكن مرتاحة في جلوسها فهي ولا مرة جلست على الأرض مثلهم وأخذت ملعقة وأكلت قلیلا ثم وجدت أن
الطعم رائع ،فأكلت بشراهة وكأنها لم تأكل منذ شهر أكلت وأكلت الجميع توقف وأخذ يراقبها كیف تأكل حتى الشیخ العجوز ابتسم وهو یراقبها وكأنه صنع شیئا عظیما ،كانت أخلاق العرب منذ الأزل وما زالت إكرام الضیف .عندما أنهى الجمیع أكلهم وزار اللیل قطاع غزة ولم یعد یرى من بیت عایدة سوى تلك الاضواء الحقیرة على طول الصور وعلى
الشِباك الشائكة ، ذهبت والدة عایدة الى الخارج وأحظرت قلیلا من الجبن الذي تصنعه بنفسها وتعلقه في جدار البیت لكي لا یفسد وأعطته لهیلین كوجبة إضافیة ترحیبا بها ،لكن غالب كان یرید القلیل من الجبن وأصر وبكا وبما أن العائلة لا تملك الكثیر من الطعام
بسبب الحصار المفروض فقد كانت كل وجبة محسوبة ورفضت الأم أن تعطیه جبنا ،أخذت هیلین الجبن ونظرت إلى غالب ولم تفهم لماذا والدته لم تعطه قلیلا معها
هیلین :" لكن لما لم تقدمي لابنك قلیلا من الجبن ؟"
عایدة تجیب في حسرة وغیظ :" الجبن للضیوف ،ولأوقات الصعبة نِحنا محاصرین یا ..واش اسمك إنتِ ما سألتك؟"
" اسمي هیلین هیلین وانت. ...!" ردت هیلین وهي تتذكر أنها لم تخبرهم اسمها
عایدة :" أنا عایدة وهذا جدي الختیار وهذا أبوي وهاذي والدتي وهذا أخوي الصغیر أحمد عمرو عشر سنوات ،وهذا غانم عمرو ست سنین "
هیلین :" عن أي حصار تتحدثین وأین أنا أخبریني... "
عایدة :" یعني عایزة تقنعیني أنك نزلت من السما ومش عارفة حاجة واصل ،أنا بدیت أشك أنك داسوسة "
أحمد یضحك وهو يقلب صفحات كتابه ليراجع دروسه :" هههههههههه داسوسة یا عایدة كفاك أفلام في راسك خیتي هاذي داسوسة حیاتها كلها بكي ما تعرف غیرو "
عایدة تنظر الى أحمد في غضب :" شو نسیت ولا أفكرك أنو أخوك الكبیر قابع فالسجن وأبوك منو اللي خلاه هیك میش الصهیوني المحتل ،من شان خروف ڤرب للسلك هُما الیهود هیك بیخافو من بعوضة نسیت ولا أفكرك"
هیلین :" صدقا لا أعرف كیف وصلت إلى هنا ولا أین أنا ولا لما أصبحت امرأة بعد أن كنت فتاة في السابعة من عمري "
عایدة تنفجر ضاحكة " هههههههههه زغیرة وسبع سنین یا حبیبي كملت معنا الخبل للعظم ...هذا اللي كان ناڤصني واالله ،جیتي أنتِ وكملتیه یعني الیهود والجوع والحصار ومخبولة كملت معي ...رحماك يا الله "
أحمد :" واالله من جهة تصرفاتها خیتي أشوف عندها سبع سنین هههههه نكتة واحنا مو بوقت الضحك هسا "
یقترب غانم من هیلین وینظر إلى قطعة الجبن محاولا إفهامها أنه یرید أن یأكل منها ،فتبتسم وتقطع الجبن بملعقة الحطب وتطعمه في فمه ففرح كثیرا وجلس على ركبتیها وهو ینظر إلیها نظرة فیها "شكرا جزیلا" ،استغربت فهي لا تملك إخوة ولم تجرب هذا
الشعور في حیاتها لكنها إغتبطت كثیرا وراحت تطعمه لقمة وراء لقمة حتى أكمل قطعة الجبن كلها وحده وأخذ یلعب بخصلات شعرها الذهبیة حتى نام على ركبتیها .
كانت عايدة تنظر اليها ولا تعرف أهي حقا صادقة وليست مجنونة ام انها مجنونة وستنهض ليلا لتفعل شيئا خطيرا .....
حملت غانم ووضعته في ركن من الغرفة كان به فراش متفرق هنا وهناك كل یظهر له مكانه الذي ینام فیه بوضوح كانت هیلین تراقب كل ما یحدث بانتباه حتى طلبت منها عایدة أن تخلد الى النوم إن كانت نعسانة .
لقد كان الجمیع معلقا عیناه في تلك الشاشة الصغیرة بالابیض والاسود لیسمعوا كل الأخبار المتعلقة بالحصار وهل سینتهي وماذا أجمع العرب أمرهم ،كانت عایدة تستشیط غضبا من
العرب وقراراتهم ،وجدها یهدؤها تارة وتارة یشتم كل الیهود والامریكان لكن ما لاحظته هیلین أن تاریخ الاخبار یعود إلى 2007 ،فاستغربت لأنها كانت قبل قلیل في 2017 ما الذي یحدث ؟ولما كبرت في السن ؟ وعادت إلى هذا الزمن؟ وهذا المكان بالذات لكن عقلها الصغير لم يستوعب شيئا ولأنها منهكة ،نامت دون أن تشعر من التعب وهي تفكر أنها ربما لو نامت ستستیقظ صباحا وتجد أن كل شيء كان كابوسا مخیفا وفقط .... لم تنم عايدة جيدا وهي تراقب هيلين ،متوقعة انها ربما تفعل شيئا خطيرا ........

يتبع
في الغد باذن الله

 
السلام عليكم
بصراحة يا أخي الشي لي محيرني هو كيفاه يجيوك هاد الأفكار ههه
نهار حطيت قسم الخيال كنت نظن أنو القسم يضم مشاهد بوليسية هههه وآكشن
لكن من خلال القصة الاولى وهاد القصة عرفت بلي الخيال نقدرو نصنعو منو الكثيييير من الأفكار
ماش رايحة نمد رايي حتى تحط الجزء الثاني ولكن أهنئك وبشدة لأنك أعطيت لكتابتك أهمية
لدرجة أنك تكلمت بلهجة غريبة عنك وتحدثت عن عادات غير عاداتك
وأكيد كالعادة في القصة مغزى في النهاية ^^
بالتوفيق لك وأنتظر الجزء القادم
تحياتي
 
~

يا سيدي بكلّ المحبة والتّقدير والاحترام، تبّا لك ههههه

جزء جميل، وفي انتظار التّكملة. وأنا لم تخطر لي الفكرة المناسبة بعد، لذا سيكون لي عودة قريبا تا شرشح هالحكايِة.

علّي إذا لم أكتب شيئا يستحقّ، نخسّرك انت بزاف عليا ههههه.

أجدتَ وأحسنت، أحسن الله إليك
 
قصة الخيال

※※※※ خطوة ※※※※

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته إخوتي اخواتي

اريد قبل أن تقرأو القصة ان تعلمو أنها من نسج خيالي
وأعتذر من هذا المنبر مسبقا لإخوتي في غزة لأنني لا أعرف لهجتهم
سمعت الكثير من الاناشيد الفلسطينية لاتمكن من كتابة الحوار ،وبحثت في النت عن اللباس والاكل ،...ووو لكي اتمكن من كتابة هذه القصة،لكن لم يكفني الوقت أجري بحثا عن التضاريس والجو فعذرا ...
فسامحوني اهل غزة وفلسطين ان وجدتم كلمات ليست من لهجتكم فقد حاولت ......



مشاهدة المرفق 76519
☆☆☆☆☆القصة ☆☆☆☆☆

ركضت هیلین نحو والدتها وهي تبكي من شدة ألم الوقعة التي وقعتها من الدراجة " أمي أمي لقد آلمتني یدي أنا أتألم ..!!" كانت والدتها تحمل قصتها المفضلة كعادتها وتستمتع بمنظر الحدیقة وهوائها العلیل ،مسحت على یدها وقبلت جبینها بعد أن أبعدت خصلات الشعر الذهبیة عن عينيها ... "' لا بأس حبیبتي لیس هناك شيء انتبهي وأنت تلعبين بدراجتك ،كوني حذرة " ابتسمت هیلین لأمها وعانقتها ورجعت الى دراجتها كأن شیئا لم يكن ،كانت براءة الأطفال ظاهرة عليها وهي تتناسى ألمها أمام قُبل أمها وكأنها قد ألقت علیها سحرا ،لعبت ولعبت حتى انهكها التعب فألقت بنفسها على العشب الاخضر وراحت تتأمل الغيمات التي تشكل أشكالا كثیرة استمتعت كثيرا بالتخمین...." هذه دجاجة ،هذا دب هذه شجرة وهذا ارنب جميل ..." و بينما هي كذلك سمعت صوتا قادما من بین الحشائش فالتفتت فإذا بأرنب صغیر جميل ينظر اليها محاولا اللعب معها ركضت نحوه في فرح محاولة إمساكه ولكنه فرّ بعیدا، تبعته في غفلة من والدتها التي كانت منهمكة في قراءة قصتها،
ركضت خلف الارنب في شقاوة كبیرة حتى وصل الارنب إلى بركة صغیرة من الماء كانت قد تكونت من جراء أمطار الأيام الماضية راقبته وهو يقترب منها ويتأملها ثم يتقدم ببطء نحوها وما إن خطا خطوة إلى البركة حتى اختفى بداخلها ،استغربت ولم تصدق عينيها وظنت انه قد سقط داخلها وغرق لحقت به على أمل أن تنقذه لكنها لم تجده ودارت حول البركة الصغيرة في استغراب شدید وقررت أن تقترب أكثر لتنظر عن كثب عندها رأت ضوءا قادما من الماء يزداد شدة شيئا فشيئا أخذ يجذبها اليه دون شعور ثم ارتأت أن تفعل مثل الأرنب وأن تخطو خطوة نحو البركة وترى ما الذي سيحصل ،كانت في قمة السعادة والغبطة وهي تخطو تلك الخطوة لتلعب بالطین وتتبين مصدر الضوء الشديد ...

خطت هیلین بنت السبع سنوات خطوة في البركة الصغیرة وأُبْ اختفت لم تعد موجودة ،كانت كمن یسبح في فضاء واسع الأرجاء ،شعرت بالثقل والتخدیر بقدميها ثم أحست برغبة في النوم فنامت بعمق شديد وهي لا ترى سوى ضوء شديد في نهاية نفق طوييل .

في ثواني أحست أنها نامت الف الف عام ، استفاقت بعد نوم عميق وراحة كبيرة لتجد نفسها تحت سماء زرقاء صافية لا غيم فيها واحسّت أن شيئا تغير شيئا ما فيها تغير فبدأت تتحسس جسدها النحیل ووجهها ،وأحست بتغیر في أعضائها لم تعد هي الطفلة هیلین صاحبة السبع سنوات لقد أصبحت امرأة ناضجة بكل تفاصيلها،استغربت حالها وبكت بكاء طفلة تائهة ونادت على والدتها بصوتها الذي كان متغیرا قلیلا وشعرها صار أقصر من ذي قبل لقد عرفت تماما وتأكدت أن شیئا ما تغیر فیها ، أحست بالاستغراب الشدید مما
جعلها تتكور في مكانها وتبقى بلا حراك ودموعها لا تتوقف حتى ملابسها لم تعد على مقاسها صارت تنورتها قصيرة فوق ركبتيها النحيلتين ،جلست على تلك الحال فترة من الزمن على أمل ان تفيق من النوم لتجد نفسها في حلم واذا أصوات أجراس تخترق صمت المكان وصوت بعبعة خراف يقترب وهاهو قطیع صغير من الماشية بكل الاعمار وصغارها تدور حولها و تلهو البعض بفستانها القصیر ،ارتعبت قلیلا ثم مدت یدیها لتلعب معهم متناسية حالها لبضع ثواني فهي ما تزال تلك الطفلة الحالمة صاحبة السبع سنوات .

و بينما هي على هذه الحال إذ تقدمت نحوها فتاة في الثامنة عشرة من عمرها بيضاء البشرة تميل الى السمرة قليلا وخصلات من شعرها الاسود تتدلى على كتفيها هاربة من خمارها الأبيض والأسود الذي كان يربط رأسها بإحكام، وهي تحمل في يدها عصا طويلة وقوية كأنها فدائیة ذاهبة الى حرب ما ، كانت ترتدي جلابة سوداء مطرزة تطریزا احمرا جميلا جدا وعلى خصرها حزام عريض تعلق به خيوطا كثيرة ،كان شكلها غريبا جدا على هیلین
اقتربت عايدة منها وهي حذرة جدا وكأنها تقترب من لغم ما، أمّا هيلين فقد بقیت مذعورة تنظر إلیها وتنتظر ما الذيسیحدث لها ثم نطقت اخیرا :" مم م ممن أنت وم م ماذا تفعلین هنا !؟"
تبسمت عایدة في استهزاء " ههه واش أسوي هان انا فْأرضْ أبوي وجدي وأنت اللي أمرك عجب منین طحت باالله علیك ،حتى حدیثك بيوحي أنك غریبة أنت صهیونیة ولا صحافیة جت تكسر روسنا مع ها المسا ،روحي لحال سبیلك ما عدنا شي نڤولو ...! "
استغربت هیلین من لهجة الفتاة ومما اخبرتها به " أین أنا أرجوك أخبریني أنا لا أفهم شیئا كنت ألعب في الحدیقة بالدراجة وفجأة وجدت نفسي هنا "
عایدة تقرب العصا من وجه هيلين:" هه تلعبي لیش انت زغیرة يعني،إنت هان في غزة غزة یا محتلة ڤومي روحي على وطنك بعدین أضربك ها !"
هیلین ترتعب من الخوف وتبدأ في البكاء والصراخ :" آآ أنا حقا لا أفهم شیئا هذا أغرب شيء حصل معي منذ ولدت عمري سبع سنوات فقط لما لا تصدقیني ....!"
عایدة في استغراب :" هاي اللي ماحَسبْتلها حساب أنك تكوني مخبولة تاهت من أهَلْها ،واش أسوّي ها الحین معاك أتركك في ها الخلا ولا واش أسوي ،أنا دیني الاسلام یا بنیة ما یسمح لي أسیب حتى كافرة وراي فها الوَعَر تعالي اتبعیني هسّا ڤبل لا أغير رايي بلكي نلڤا اهلك في الطريڤ يدورون عليك .."
هیلین تفهم كلمة اتبعیني فقد كانت والدتها في المانیا تحرص علیها كل الحرص أن تتعلم اللغة العربیة فتعلمتها واتقتنتها منذ أن كانت في سن الخامسة ،لذلك كانت تتحدث العربیة الفصحى باتقان .
تبعت هیلین عایدة وهي ترتجف من الخوف والبرد في آن واحد تبعتها من تلة لتلة وعایدة تحمل عصاها وتصرخ على قطیعها بالابتعاد عن الأسلاك الشائكة التي كانت منتشرة في كل مكان ،كانت ترعى أغنام أبیها الذي صار مقعدا منذ أن أصیب في مواجهة مع جنود المستوطن المغتصب وصار لا یقوى على الحراك وتهتم بشؤونه وشؤون أخواها الصغيرين أحمد وغانم كانت أمها تساعدها بكل ما أوتیت من قوة وجدها الختيار يساعد بما يستطيع هو أيضا .
جعلت هیلین تحث الخطا ثم تسقط و تبكي فلا تجد أمها لتقبلها وتنسيها الألم ،كانت كل مرة تتأكد أنها تحلم مما رأته حولها من أسلاك شائكة وقفار واسعة فتضرب نفسها لتستفیق من الحلم، عندما رأت عایدة المنظر زادها يقينا أنها مجنونة " یا حسرة هذا اللي كان ناڤصني مجنونة بالبیت وتكمل.... الحمد الله یارب اللي تجي من عندك منيحة وزینة ،أروح عل البیت وأبدلها ملابسها المعترة هاي ماهي لابسة شي شلون یلبسو بناتهم هیك ما یخافون من ولاد الحرام...! "
كانت هیلین طوال الطریق تارة تبكي من الخوف وتارة تبكي من وخز الشوك في رجلیها ،لم تصدق عایدة متى وصلت إلى البیت فقد سببت لها هيلين صداعا ببكائها الكثير
حبست القطیع في مكانه وأمسكتها من یدها وأدخلتها إلى البیت حیث كان أخویها یلعبان ووالدها یتفرج على تلفاز صغیر اسود وأبیض كل الأخبار المتعلقة بغزة وتطورات القضیة ،وكانت والدتها تعد الطعام للجمیع،والشيخ كان مايزال في الخارج يلملم حبات الزيتون التي جمعها ليضعها في أكياس صغيرة ،عندما رأى الجمیع المنظر توقفوا عن الحراك وبقو یحملقون في هیلین وجمالها وتنورتها القصيرة جدا ،كانت شقراء جمیلة بعیون خضراء فاتنة ومما زادها جمالا هو احمرار وجهها من البكاء والبرد...

" واش هذا عایدة بنتي منو هاذي خیر بنتي ما جابك بكیر !" ،سألت الام في استغراب شدید
عایدة :" لڤیتها فالخلا یما تایهة یظهر أنها مجنونة شفقت ع حالها ،اتركها لولاد الحرام ڤولیلي بيرضاها رب العالمین ؟،ما هانت علي شوفي حالتها ولبسها انتِ تتركيها لو كنت مكاني ؟"
الام :" بلكي رب العالمين بعثها النا لنحميها ،ادخلي يا بنيتي ادخلي ،خذيها يا عايدة ولبسيها أَشي من لبسك واعطيها شبشب ها المسكينة تمشي حافية ...! "
دخلت هیلین الى البيت وهي تنظر في كل الارجاء مستغربة من بساطة المكان وفقر الحال فالبیت كان عبارة عن غرفة كبيرة واسعة فيها غرفة النوم مع المطبخ مع غرفة الجلوس ،كانت تنظر في استغراب وهي تحاول أن تفهم على الأقل أین هي ،بینما أحمد وغانم كانا یدوران حولها مستغربین من أجنبیة تدخل إلى البیت ...
سحبتها عايدة من بينهما وأدخلتها إلى غرفة صغیرة ضیقة بها نافذة صغيرة عالية وكأنها زنزانة وقدمت لها جلابیة مطرزة مثل التي كانت ترتدیها وطلبت منها أن ترتدیها وقدمت لها حذاء قديما تملكه وخرجت تاركة إیاها في حالة من الاستغراب التامة، التفتت الى الجدران البالیة والىالسقف والى أشیاء عایدة الموضوعة على طاولة قدیمة ومرآة قد علاها الغبار معلقة جانب الطاولة ،تقدمت هیلین نحوها ببطء ومسحت عنها الغبار وأطلت برأسها على وجهها ،ثم وضعت یدها على فمها ودموعها تنهمر دون توقف وأخذت تتحسس
وجهها علها تتأكد أنها لیست هي من في المرآة ،لكن للأسف كانت هي تلك المرأة الجمیلة بعینین خضراوین وبشعر ذهبي مسدل على كتفیها وبوجهها البريء نعم حتى أنها صارت أطول وتصل الى مستوى المرآة ،لبست تلك الجلابیة وهي تبكي ولم تستطع التوقف عن البكاء فقد أحست بالهزال في جسمها وضعف غریب .

خرجت بعد نصف ساعة لتجد عایدة تجهز طاولة مستدیرة صغیرة على الأرض وتضع علیها طبقا كبیرا به ما يشبه البطاطا المهروسة لكن لونها كان یمیل إلى الاخضر اشمأزت منه وأدارت رأسها ثم جلست فوق حجر بجانب فرشة الوالد وأخذت تراقب الجمیع....
أحمد " یا سلام مدمّس بالعدس أحلى أكلة عندي یسلمو إیدینك یمّا لیتها كل یوم ..."
عایدة :" غسل إیدیك ڤبل لا توكل ،وانت یا بنت الغرب ڤربي ع الاكل ،تعالي تأكلي اكلمك فصحى بلكي تفهمي.."
یقترب غانم من هیلین ویمسك یدها محاولا سحبها نحو مائدة الطعام لكنها تتفلت منه في خوف وریبة فهي لم تفهم لحد الان ماذا حصل لها ولما هي بین هؤلاء الناس ومن هم ولماذا أصبحت شابة فجأة بعد أن كانت طفلة في السابعة من عمرها ،تملصت من یده
وهي تبكي والجمیع ینظر إلیها نظرة شفقة تجمعت العائلة على مائدة الاكل وهمو بالأكل من نفس الطبق حینما صرخت هیلین " تأكلون من طبق واحد هذا غریب ،نحن نأكل كل واحد في صحن !"
عایدة :" و أخيرا نطڤت ،حنا هان بناكل بصحن واحد مو أحنا عیلة واحدة لیش نأكل متفرڨین عیب ،إذا كنت جوعانة ڤربي توكلي معنا "
هیلین " لكن قلت العائلة فقط تأكل معا وأنا لست من عائلتكم كیف یمكنني أن آكل معكم ؟"
عایدة :" حنّا الضیف نعتبروه واحد من العیلة حتى یغادرنا ما تخافي ما بناكلوش البشر نحنا بشر مسلمین عادیین وأهل أرض بعد ..."
هیلین مستغربة :" ضیف ومن العائلة نحن مع أننا عائلة لم نجتمع یوما على مائدة الاكل " تقترب ببطء وخوف نحو المائدة التيكانت مستدیرة وكل من الوالدة والوالد و الصغیران والشيخ العجوز جد عایدة وعایدة كانو مجتمعین لم تجد مكانا لكن غانم الصغیر وقف
وترك مكانه لها في فرحة عارمة وجلس على ركبتي أمه كان ینظر إلیها بفرحة وإعجاب شدیدین في براءة للاطفال وكأنه أحس أنها طفلة ولیست إمرأة ،لم تكن مرتاحة في جلوسها فهي ولا مرة جلست على الأرض مثلهم وأخذت ملعقة وأكلت قلیلا ثم وجدت أن
الطعم رائع ،فأكلت بشراهة وكأنها لم تأكل منذ شهر أكلت وأكلت الجميع توقف وأخذ يراقبها كیف تأكل حتى الشیخ العجوز ابتسم وهو یراقبها وكأنه صنع شیئا عظیما ،كانت أخلاق العرب منذ الأزل وما زالت إكرام الضیف .عندما أنهى الجمیع أكلهم وزار اللیل قطاع غزة ولم یعد یرى من بیت عایدة سوى تلك الاضواء الحقیرة على طول الصور وعلى
الشِباك الشائكة ، ذهبت والدة عایدة الى الخارج وأحظرت قلیلا من الجبن الذي تصنعه بنفسها وتعلقه في جدار البیت لكي لا یفسد وأعطته لهیلین كوجبة إضافیة ترحیبا بها ،لكن غالب كان یرید القلیل من الجبن وأصر وبكا وبما أن العائلة لا تملك الكثیر من الطعام
بسبب الحصار المفروض فقد كانت كل وجبة محسوبة ورفضت الأم أن تعطیه جبنا ،أخذت هیلین الجبن ونظرت إلى غالب ولم تفهم لماذا والدته لم تعطه قلیلا معها
هیلین :" لكن لما لم تقدمي لابنك قلیلا من الجبن ؟"
عایدة تجیب في حسرة وغیظ :" الجبن للضیوف ،ولأوقات الصعبة نِحنا محاصرین یا ..واش اسمك إنتِ ما سألتك؟"
" اسمي هیلین هیلین وانت. ...!" ردت هیلین وهي تتذكر أنها لم تخبرهم اسمها
عایدة :" أنا عایدة وهذا جدي الختیار وهذا أبوي وهاذي والدتي وهذا أخوي الصغیر أحمد عمرو عشر سنوات ،وهذا غانم عمرو ست سنین "
هیلین :" عن أي حصار تتحدثین وأین أنا أخبریني... "
عایدة :" یعني عایزة تقنعیني أنك نزلت من السما ومش عارفة حاجة واصل ،أنا بدیت أشك أنك داسوسة "
أحمد یضحك وهو يقلب صفحات كتابه ليراجع دروسه :" هههههههههه داسوسة یا عایدة كفاك أفلام في راسك خیتي هاذي داسوسة حیاتها كلها بكي ما تعرف غیرو "
عایدة تنظر الى أحمد في غضب :" شو نسیت ولا أفكرك أنو أخوك الكبیر قابع فالسجن وأبوك منو اللي خلاه هیك میش الصهیوني المحتل ،من شان خروف ڤرب للسلك هُما الیهود هیك بیخافو من بعوضة نسیت ولا أفكرك"
هیلین :" صدقا لا أعرف كیف وصلت إلى هنا ولا أین أنا ولا لما أصبحت امرأة بعد أن كنت فتاة في السابعة من عمري "
عایدة تنفجر ضاحكة " هههههههههه زغیرة وسبع سنین یا حبیبي كملت معنا الخبل للعظم ...هذا اللي كان ناڤصني واالله ،جیتي أنتِ وكملتیه یعني الیهود والجوع والحصار ومخبولة كملت معي ...رحماك يا الله "
أحمد :" واالله من جهة تصرفاتها خیتي أشوف عندها سبع سنین هههههه نكتة واحنا مو بوقت الضحك هسا "
یقترب غانم من هیلین وینظر إلى قطعة الجبن محاولا إفهامها أنه یرید أن یأكل منها ،فتبتسم وتقطع الجبن بملعقة الحطب وتطعمه في فمه ففرح كثیرا وجلس على ركبتیها وهو ینظر إلیها نظرة فیها "شكرا جزیلا" ،استغربت فهي لا تملك إخوة ولم تجرب هذا
الشعور في حیاتها لكنها إغتبطت كثیرا وراحت تطعمه لقمة وراء لقمة حتى أكمل قطعة الجبن كلها وحده وأخذ یلعب بخصلات شعرها الذهبیة حتى نام على ركبتیها .
كانت عايدة تنظر اليها ولا تعرف أهي حقا صادقة وليست مجنونة ام انها مجنونة وستنهض ليلا لتفعل شيئا خطيرا .....
حملت غانم ووضعته في ركن من الغرفة كان به فراش متفرق هنا وهناك كل یظهر له مكانه الذي ینام فیه بوضوح كانت هیلین تراقب كل ما یحدث بانتباه حتى طلبت منها عایدة أن تخلد الى النوم إن كانت نعسانة .
لقد كان الجمیع معلقا عیناه في تلك الشاشة الصغیرة بالابیض والاسود لیسمعوا كل الأخبار المتعلقة بالحصار وهل سینتهي وماذا أجمع العرب أمرهم ،كانت عایدة تستشیط غضبا من
العرب وقراراتهم ،وجدها یهدؤها تارة وتارة یشتم كل الیهود والامریكان لكن ما لاحظته هیلین أن تاریخ الاخبار یعود إلى 2007 ،فاستغربت لأنها كانت قبل قلیل في 2017 ما الذي یحدث ؟ولما كبرت في السن ؟ وعادت إلى هذا الزمن؟ وهذا المكان بالذات لكن عقلها الصغير لم يستوعب شيئا ولأنها منهكة ،نامت دون أن تشعر من التعب وهي تفكر أنها ربما لو نامت ستستیقظ صباحا وتجد أن كل شيء كان كابوسا مخیفا وفقط .... لم تنم عايدة جيدا وهي تراقب هيلين ،متوقعة انها ربما تفعل شيئا خطيرا ........

يتبع
في الغد باذن الله

وكانها اليس في بلاد العجائب...
رائع ما كتبت وواضح جدا المغزى، الاعمى فقط من لا يراه...
انتظر بشوق التكملة وصدقني تاثرت كثيرا
 
السلام عليكم
بصراحة يا أخي الشي لي محيرني هو كيفاه يجيوك هاد الأفكار ههه
نهار حطيت قسم الخيال كنت نظن أنو القسم يضم مشاهد بوليسية هههه وآكشن
لكن من خلال القصة الاولى وهاد القصة عرفت بلي الخيال نقدرو نصنعو منو الكثيييير من الأفكار
ماش رايحة نمد رايي حتى تحط الجزء الثاني ولكن أهنئك وبشدة لأنك أعطيت لكتابتك أهمية
لدرجة أنك تكلمت بلهجة غريبة عنك وتحدثت عن عادات غير عاداتك
وأكيد كالعادة في القصة مغزى في النهاية ^^
بالتوفيق لك وأنتظر الجزء القادم
تحياتي
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

هههههه كي نخلص القصة نڤولك مين طاحت عني الفكرة رايحة تستغربي ههههه
جميل ان البداية اعجبتك
لما قلت قسم الخيال انا تخيلت وخلاص ههههه
ربما انهيه اليوم الجزء الثاني واضعه
بارك الله فيك
احترامي وتقديري
 
~

يا سيدي بكلّ المحبة والتّقدير والاحترام، تبّا لك ههههه

جزء جميل، وفي انتظار التّكملة. وأنا لم تخطر لي الفكرة المناسبة بعد، لذا سيكون لي عودة قريبا تا شرشح هالحكايِة.

علّي إذا لم أكتب شيئا يستحقّ، نخسّرك انت بزاف عليا ههههه.

أجدتَ وأحسنت، أحسن الله إليك
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أهلا بالأخ الكريم
ههههه بكل احترام
اعرف انه لا طاقة لي بك يا ابو اللغة ا فمهلا على شيخ يخربش
شكرا على الاطراء الجميل
انتظر هزيمتي بقلمك الراقي
احترامي وتقديري
ربما اضع الجزء الثاني الليلة ان شاء الله
 
وكانها اليس في بلاد العجائب...
رائع ما كتبت وواضح جدا المغزى، الاعمى فقط من لا يراه...
انتظر بشوق التكملة وصدقني تاثرت كثيرا
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أهلا بالاخت الكريمة
سعيد ان المغزى ظهر لك من الجزء الاول
وسعيد اكثر انك قرات القصة واعطيت رايك بها
بارك الله فيك
احترامي وتقديري
ربما اضع الجزء الثاني الليلة
 
السلام عليكم
طريقة سرد رائعة
في انتظار الجزء الثاآني

。^‿^。
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
اهلا بالأخت الكريمة
سعيد انك استمتعت بالقراءة
بارك الله فيك على الرد الجميل
ربما اضع الجزء الثاني الليلة
احتر امي وتقديري
 
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أهلا بالاخت الكريمة
سعيد ان المغزى ظهر لك من الجزء الاول
وسعيد اكثر انك قرات القصة واعطيت رايك بها
بارك الله فيك
احترامي وتقديري
ربما اضع الجزء الثاني الليلة
اشارة فقط من فضلك للجزء الثاني كاد الفضول يقتلني لمعرفة مصير هيلين
 
السلام عليكم و رحمة الله

و لا أروع يا حلم كبير ، خيالك يكبر يوما بعد يوم ما شاء الله .. والله ضحكتني كملمة داسوسة قريتها دعسوقة ههههههه الله يعطيك الربح ، مالغري أنو القصة تحمل مغزى كبير ، أخلاق المسلمين و كرمهم و كذلك نعرف ان الاسلام يمنع و يحرم أن يتم ايذاء الكافر في بلاد المسلمين ^^ لكنني ضحكت لما ادخلت لهجة لا تتقنها و لكن ابدعت فيها .. رائعة انتظر التكملة بفارغ الصبر

بالتوفيق لك ^^
 
السلام عليكم و رحمة الله

و لا أروع يا حلم كبير ، خيالك يكبر يوما بعد يوم ما شاء الله .. والله ضحكتني كملمة داسوسة قريتها دعسوقة ههههههه الله يعطيك الربح ، مالغري أنو القصة تحمل مغزى كبير ، أخلاق المسلمين و كرمهم و كذلك نعرف ان الاسلام يمنع و يحرم أن يتم ايذاء الكافر في بلاد المسلمين ^^ لكنني ضحكت لما ادخلت لهجة لا تتقنها و لكن ابدعت فيها .. رائعة انتظر التكملة بفارغ الصبر

بالتوفيق لك ^^
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
اهلا اختي الكريمة لقد سعدت كثيرا ان القصة قد راقت لك
ههههه عندي سمانة وانا نسمع الاناشيد الفلسطينية باه حكمت كلمات ،واقيلا خلطتها اردني مع سوري مع فلسطيني هههه ربي يستر ما يزعفوش منا خوتنا الغزاويين ههه
شكرا على الاطراء والرد الجميل
احترامي وتقديري
 
تكملة قصة خطوة
للتذكير فقط القصة من نسج خيالي والشخصيات خيالية ولا وجود لها ....
※※※※※※※※※※※※※※※


كانت الساعة تشیر إلى الخامسة صباحا عندما سمعت هیلین صوتا غریبا جدا عنها ،إنه الأذان أذان الفجر في أحد أریاف قطاع غزة ،لم تصدق ما سمعت أذناها فقفزت من مكانها لتجد الشیخ العجوز یستغفر ویردد التكبیر هلعت لأنها تأكدت أنها لم تكن تحلم وأن كل الذي حصل لها كان حقیقة ویجب علیها أن تعرف أكثر عن هذا المكان وتحاول الوصول إلى طریقة للعودة، بكت في صمت على مخدتها وتحت الغطاء البسيط لكي لا ينتبه اليها احد ، الجميع نهض ليصلي كانت تراقبهم في خوف شديد وهم يتوضؤون الواحد تلو الآخر ،صلى الجمیع بما فیهم غانم الصغیر ،كان أحمد یحاول جذب أطراف الحدیث معها لانه رأى دموعها التي ملأت المخدة بينما هو یتجهز للذهاب إلى المدرسة.
لقد كانت المدرسة القريبة الوحیدة في الأرجاء والتي تبعد كثیرا عن بیتهم ،كل یوم يذهب رفقة أخيه في رحلة نحو الموت أو المجهول ویودعا الجمیع وداعا كأنهما غیر عائدين مجددا، لكن رغم ذلك كل یوم ینهضا مثل بطلین في ساحة معركة ویصلیان الفجر ویجهزان نفسیهما ويأخذان معهما قلیلا من الرغیف لكلیهما لیسدا به جوعهما طوال الطریق،كانا سعیدین بمحفظتیهما البالیتین وبكراستیهما الوحیدین وأقلامهما الملونة البسيطة ،كانت بالنسبة لهما زاد المعرفة والمدرسة كانت عبارة عن بنڤالات حديدية والتي تكون دائما باردة شتاء وساخنة صيفا ...
كل هذا كان من جراء الحصار الإقتصادي والسياسي على القطاع ،كان الخاسر الوحيد هم أهل غزة فلم تعد تصل اليهم المؤونة ،ولا الأدوية ،والكهرباء اذا اشتغلت يوما غابت أسبوع ،كانت حالة مزرية ،لذلك كانت عايدة تحافظ على القطيع الصغير الذي هو مصدر عيشهم الوحيد مُحَافظة الأم على اولادها ،لكي تعيل كل العائلة ،وجَدّها يعتني بشجرات الزيتون من أجل قليل من الزيت وقليل من الزيتون المصبر الذي يبيعونه ليشترو به مستلزمات بيتهم .....
أحمد وهو یرتدي ملابسه :" من أي بلد انت یا هیلین ولیش جیتي هان ؟"
هیلین تتذكر فجأة وطنها وتمسح دموعها :" أنا من المانیا وبالضبط ألمانیا الشرقیة ،ولا أعرف لما أنا هنا حقا قد لا تصدقوني لكنني لا أعرف !!!"
أحمد :" تِتْكلمي الفصحى بطلاقة ما شاء االله عليك وین تعلمت ؟"
هیلین : " هذه والدتي تدرس في الجامعة تاریخ الشعوب وتتكلم لغات عدیدة من بینها العربیة ،وأصرت على تعلیمي العربیة لأنها فينظرها لغة حضارة كما تقول هي .."
أحمد :" ما تتكلمي عبري یا هیلین ،؟"
هیلین :" عبري ؟ ما هذه اللغة ؟ لا أعرفها ..،، "
أحمد :" هاذي لغة الصهاینة الیهود اللي اغتصبوا ارضنا وقتلو شعبنا ویزعمون أنها أرضهم ووطنهم ،فلسطین للفلسطینیین وهوما
شعب ما عندو أرض ... "
هیلین :" أمي لم تذكر لي مثل هذا الشعب ،أطلعتني على الحضارة الإسلامیة قلیلا فقط ،كانت دراساتها كلها على الحضارة الرومانیة فقط تقریبا لأن رسالة الدكتوراه الخاصة بها تدور حولها "
أحمد في استغراب :" یا حبیبي حتى الألمان ما بیعرفو شعب الیهود ،وهوما بِیِعْمِلوا علینا شعب شوفي یا عایدة "
عایدة :" ڤلتلك اسكت لیش بتكثر حكي بعد ما وثقت فیها ولا عرفت لیش هي هان خلینا نبدا یوم یا فتاح یا علیم یا رزاق یا كریم"
هیلین :" أنا صادقة یا عایدة وأأكد لك أنني لست جاسوسة ،بل أن عمري سبع سنوات وأنا تقریبا أعیش في المستشفى لأنه عندي
لوكیمیا والأطباء قالو أنني سأموت بعد أشهر قلیلة ،وكنت ألعب في حدیقة المستشفى عندما وجدت نفسي هنا ،وعندما رأيت التاريخ البارحة في التلفاز استغربت كثيرا لأنني كنت في عام 2017 ووجدت أن التاريخ يعود الى 2007 أي أنني عدت عشر سنوات الى الوراء اليس غريبا فعلا ... "
أحمد :" واللّه بعد اللي سمعت راح أصیر مخبول بدُورِي ،كلام ما یقبل بیه عڤل بشري رجعتِ بالزمن وزدتِ في العمر غريبة في الأفلام وما صارت "
عایدة :" انا ما أصدڤ حكي مثل هذا ...خلینا من كثر الحكي هسا ویالا ع مدرستك أنت وأخوك رح أوصلكم ورا التلة وتكملون الطريڤ لحالكم "
یخرج الجمیع الى اعمالهم ومدارسهم بعد أن بان الصبح وظهرت معالم الدنیا في الخارج لتظهر لهیلین تلك الطبیعة الغریبة عنها وتؤكد لها فعلا أنها في قطاع غزة في العام الثاني من الحصار .
حمل الشیخ كیسا من القماش وهو یرتدي تلك العباءة البسیطة وفوقها معطف وعلى رأسه العُقال الذي یشد بأحكام ذلك الخمار
المخطط بالابیض والاسود الذي یحمیه من أشعة الشمس،وذهب الى شجرات الزیتون المقابلة للبیت وأخذ ینفض ویسقط حباتها على غطاء كبير من القش طرحه تحت الشجرة لكي يحافظ على حبات الزيتون ....

مرّ يومان وهيلين تتبع عايدة من مكان الرعي الى البيت الى النوم كانت تحرص عايدة على جعلها تحت مراقبتها فلم تبدو لها مجنونة ولم تثبت انها عاقلة ،وأخذت تتحدث اليها مطولا ,كانت هيلين تحكي قصصا عن ألمانيا وعن طريقة عيشهم وعن مرضها العضال الذي لا شفاء منه سوى الموت، استغربت عايدة من قوة هذه المرأة التي تعلم أنها ميتة لا محالة ولكنها ليست خائفة من الموت وتأكدت أنها ليست يهودية فاليهودي يخاف الموت ويفر منه ذعرا ..
بدأت تستأنس بها لأنها لا تملك أختا، وهيلين بدورها أحبت عايدة لأنها قوية مثل أمها التي ربتها وحيدة بعد ان رماهما والدها وتزوج بأخرى ،حاربت معها كل مراحل مرضها فقد كانت تعمل وتدرس في نفس الوقت لتؤمن لها العلاج المناسب والراحة التامة كانت أوجه الشبه بين عايدة ووالدتها كبير لأن عايدة كانت تحارب من أجل لقمة عيش العائلة بكل قوة ولا تظهر التعب في أي حال من الأحوال ولم يظهر ضعفها .
وفي اليوم الثالث نهضت البنتان وتجهزتا وخرجتا لرعي القطيع الصغير وكان يوم عطلة بالنسبة للصغيرين فقررا ان يرافقاهما لأنهما يحبان التجوال مع اختهما ، وبينما الاربعة جالسون والقطيع يرعى أمامهم ،إذ سمعو صوت إطلاق نار غير بعيد هلعت هيلين لأن عايدة حكت لها كل شيء عن الاحتلال وعن الحصار وعن اليهود الظالمين .،انتفض الجميع وعرفت عايدة أن شيئا ما حصل غير بعيد فطلبت من أخويها اخذ القطيع الى البيت ويسبقاها وهي ستتحقق من مصدر إطلاق النار عن بعد وتلحق بهما ،
نفذ أخواها ما قالته ،وهيلين تتبعها طلبت منها الرجوع مع أخويها لكنها رفضت وأصرت على الذهاب معها في محاولة لإرضاء فضولها ،اختبأت عايدة وهيلين خلف تلة قريبة من مصدر الصوت وانبطحتا أرضا خلف الحشائش التي نبتت بعشوائية هنا وهناك ،واذا بجندي صهيوني يقف بجانب السلك ويهدد رجلا بطلقات نارية أطلقها على إحدى خرافه فأرداه قتيلا والرجل من حسرته على خروفه راح يقترب شيئا فشيئا منه ويصب غضبه عليه بشتمه والبصق في وجهه لم يكن له حيلة ولا سلاح لمواجهته لذلك كان غاضبا ويحمل في يده حجرا كبيرا اتسعت عينا هيلين في ذهول من المنظر الذي أكّد لها كل حكايات عايدة عندها نطقت عايدة في صوت خافت :" الوحوش ،ما تواجه حدا ع ڤدك في السلاح... جُبَنا ...جندي مصدّي ما تنفع معكم غير الطّبنجة فالراس وبما انك لحالك تْشَاهَدْ على روحك يا ظالم " وتخرج سلاحا صغيرا من تحت حزامها العريض على خصرها كانت دائما تحمله للضرورة لانها فتاة وهي دائما في خطر من الصباح وحتى المساء ، عندما رأته هيلين وضعت يدها على فمها في ذهول " ما الذي تنوين فعله يا عايدة توقفي فهو يملك سلاحا كبيرا ولن تستطيعي قتله انك امرأة "
ضحكت عايدة عندما سمعت هيلين :" ههه احنا مو بنات عاديين نحنا بنات الحرب يا هيلين ولازم ندافع ع أرضنا وع حالنا وع اخوتنا المسلمين ،وانا شايفة ظلم أَسكتْ عليه لا واللّه لا واللّه ذكّرني بقصة ابُوي المسكين اللي راح ظلم خليني اساعدو وارجعلك انت اڤعدي هان ما تتحركي شو ما صار فهمتي ،هو جندي واحد في العادة يجو مجتمعين بس ها المرة هو لحالو رح اخلّص عليه وراجعتلك "..
نظرت هيلين الى عايدة نظرة مختلفة وكأنها تحس ان شيئا ما سيحصل ،وما هي الا دقائق حتى تلبدت سماء غزة وصارت رمادية وانبأت حالها بأمطار قريبة ،نظرت عايدة الى السماء في استغراب ففي العادة لا تمطر في هذا الوقت ،ونظرت الى هيلين الخائفة وقالت :" لا تخافي فالله معنا الله معنا يا هيلين أشهد أنه لا اله الا الله واشهد ان محمدا رسول الله ..." واختفت خلف التلة مظهرة نفسها للجندي وللرجل الفلسطيني واضعة يدها التي تحمل السلاح خلف ظهرها ، وما إن اقتربت حتى وجدت مجموعة من الجنود غير بعيدين عن صديقهم لم تصل اليهم عينيها عندما كانت خلف التلة ،بدأت دقات قلبها تتسارع لأنها لم تتوقع هذا وكل الذي حسبته تبخر ....
الرجل في استغراب :" واش جابك يا بنيّة ،هذا مو مكانك روحي روحي ڤبل لا يُرُدو بالهم مِنك وانت صبية وعارفة الصهاينة روحي !!!"
عايدة ترتجف في الحديث :" جيت اساعدك يا خوي شفتو يتمرجل عليك ما عجبني حالو لا تخاف معي طبنجة "
الرجل في ذعر :" خبيها خبيها وروحي يا بنت الحلال ،انت مالك ڤدهم... "
في هذه الاثناء ينتبه الجنود من عايدة ويقترب الأربعة من الأسلاك وهم يتغزلون بها وهي تشعر بالخوف والغثيان في آن واحد ،رأت هيلين الجنود الاربعة وعرفت أن عايدة حسبت كل شيء خطأ وأنها وضعت نفسها في موقف خطير .

اقترب الجنود اكثر والرجل يدفع عايدة للابتعاد من المكان والهرب ،لانهم ان أمسكو بها نكلو بها قبل قتلها وهذه طبيعتهم الوسخة ،لذلك اصر الرجل وضربها ودفعها لكن عِزّة الفلسطينية اخذتها ووقفت في قوة وقالت :" ليش قتلتو الخروف هو في أرض غزة مو أرضكم ما سوى شي غلط انتو وحوش آدمية تفوه عليكم يا مجرمين ..!"
الجندي يشير لصديقه وهما يتغامزان وفجأة نط الجنديان الى الجهة الاخرى واصبحا فوق اراضي غزة ،مما جعل الرجل يعرف مخططهما جيدا ، ركض الى عايدة وجعلها خلفه وقال لها :"اهربي يا بنتي اهربي وانجي بجلدك وعرضك "
عندها ركضت عايدة وركض خلفها احد الجنديين في خبث الذئاب الجائعة للصيد ،فامسكه الرجل من رجله محاولا منعه فأطلق الجندي الثاني عليه النار وأصابه في رجله وسقط محاولا الدفاع عن شرف بنت بلده وأرضه
عندما تأكدت عايدة انها مُدركة لا محالة توقفت عند أسفل التلة التي كانت بها هيلين وصرخت :" هيلين....ياااا هيلين لمّا تعودي للدار خَبْري أبي وأمي وجدي وأخواتي إني متت شريفة متت شريفة يا هيلين متت وانا ادافع عن ارضي..... الله على الظالم الله على الظالم...."وأخذت تردد والدموع تنزل على خدودها وتختلط بقطرات الأمطار التي بدأت في النزول بغزارة و الجنديان يقتربان منها في دهاء وخبث " فدائي فدائي يا أرضي يا أرض الجدود ،فدائي فدااائي ...." بينما هي تردد النشيد الوطني الفلسطيني رمت السلاح للرجل الذي كان يمسك رجله المليئة بالدماء ويصارع الموت ،ففهم قصدها وحمل السلاح وصوبه نحو صدرها ليقتلها قبل ان يمس الجنديان شعرة منها ،وقبل ان يتفطن الجنديان للذي يحصل وقف الرجل وأطلق النار على عايدة التي كانت تردد تارة الشهادتين وتارة النشيد الوطني وسقطت حرة كطير حر سقط من السماء الى الارض ولم تتحرك ولم تظهر ألمها.... فقط سقطت على ركبتيها
في هذه الاثناء كانت هيلين غير مستوعبة للذي يحصل أمامها وسمعت عايدة تصرخ باسمها وتوصيها بكلمات حُفرت في ذاكرتها ،نهضت وركضت نحو عايدة في عدم تفكير لأنها رأت فيها الشعب المظلوم ،رأت فيها غزة المحاصرة رأت فيها الجوع والحاجة ،ورغم كل ذلك آوتها الى البيت وحنت عليها وألبستها من لباسها وفضّلوها على ابنهم الصغير ،رأت كل هذا وركضت .
عندما رأى الجنديان فتاة شقراء غريبة تنزل مهرولة من التلة استغربا وابتعدا الى الوراء تاركين عايدة غارقة في دمائها والأمطار تزداد غزارة وتزيد الوضع سوءا وصلت الى عايدة وحملت رأسها ووضعته على فخذها وهي تبكي :" عايدة ،هل انت بخير ماذا أفعل لك يا اختي الحبيبة أخبريني !"
ابتسمت عايدة لسماع هيلين تقول اختي وقالت كلماتها الاخيرة :" هه أختي ياااه ياما تمنيت يكون عندي خيتي ،هيلين نحنا مظلومين ومقهورين بس الله على الظالم ما تخافي وزي ما وصيتك تخبري اهلي اهربي يا هيلين اهربي ولا توڤفي حتى توصلي للدار " لفضت أنفاسها الاخيرة وهي بين يدي هيلين بنت السبع سنوات بكت هيلين و تركت رأس عايدة على الأرض وركضت صاعدة التلة كما أمرتها عايدة ،كانت تنفذ الامر ولم تفهم لما هي هاربة أصلا ركض الجنديان خلفها وما إن صعدت التلة حتى وجدت ذلك الارنب الابيض الصغير يقف أمام بركة ماء صغيرة ويخطو خطوة باتجاهها ويختفي بنفس الطريقة التي اختفى بها في حديقة المستشفى توقفت والجنديان لم يصعدا التلة بعد ثم دون تفكير خطت خطوة الى البركة وأُبْ لم تعد موجودة
صعد الجنديان التلة ولم يجدا لها أثر فهلعا هلعا كبيرا وعادا ادراجهما خائبين ....

" دكتور !.... دكتور هيلين تحاول ان تفتح عينيها أرجوك تعال معي " نادت والدتها على الطبيب في عجل ،ففي غرفة الانعاش هناك في المستشفى نامت في غيبوبة لمدة اسبوع دون حراك ،كانت والدتها من وجدتها أمام بركة من الماء مغما عليها ،فنقلوها على جناح السرعة الى الانعاش لان حالة اللوكيميا عندها تطورت وصارت حرجة فتحت عينيها لتجد نفسها تتمتم بكلمات لم تفهمها والدتها :" ڤولي لوالديّ وجدي أني مِتُ شريفة متت شريفة...عايدة ...عايدة "
" حبيبتي هيلين هل أنت بخير ،ما الذي تقولينه صغيرتي!! لقد عدت إلينا أخيرا وهذا المهم " ردت امها وهي تمسك يدها وتقبلها
هيلين تنظر حولها لتتأكد انها في غرفة المستشفى وتتحسس جسمها لتتأكد أنها هي هيلين صاحبة السبع سنوات " هل كنت احلم..!؟ لا لم يكن حلما بل كان واقعا ،وأحسست بكل شيء كأنه واقع ،لقد ذهبت الى غزة يا أمي وكان عمري هناك ثمانية عشر سنة ،والتقيت بعايدة هناك وأهلها ...."
تقاطعها أمها في خوف :" حبيبتي لقد كنت في غيبوبة لمدة أسبوع كامل ،ولم تتحركي من فراشك هذا ما الذي تقولينه يبدو أنك حلمت كثيرا وانت نائمة !"
هيلين تجلس وتمسك يد أمها بين راحتيها :" أمي أؤكد لك انني ذهبت الى منطقة في فلسطين محاصرة وكانت عام 2007 والناس هناك تموت جوعا ومرضا من شدة الحصار رأيت كل شيء بأم عيني لم اكن احلم ،احسست بكل شيء كأنه واقع ولم يبدو حلما "..
استغربت والدة هيلين ف هيلين لم تكن يوما تهتم بالسياسة ولا تشاهد التلفاز ولا الاخبار وقضية حصار غزة مرت عليها اكثر من عشر سنوات وهي تحكيها بتفاصيلها الصغيرة ،مما زاد خوفها على ابنتها
تركتها في الغرفة ترتاح وذهبت تحدث الطبيب فقد يكون هذا المرض يؤثر على الدماغ بطريقة ما ،لكن الطبيب أكد لها أنه لا علاقة للمرض الخبيث بدماغها وأنها ستموت سليمة الدماغ تماما ،ارتاحت قليلا وأقنعت نفسها ان ابنتها كانت تحلم ،ثم عادت أدراجها الى الغرفة حيث وجدت هيلين تنزع إبر المصل محاولة النهوض من مكانها
" حبيبتي هل تحتاجين شيئا أخبريني لأحظره اليك لا داعي لتنهضي من مكانك " تحدثت اليها أمها وهي تحاول إعادتها الى السرير ،لكنها أبعدت يد والدتها عنها في نفور " دعيني اريد التجهز ولتحظري لي تذكرة الى فلسطين يجب ان أذهب الى والديّ عايدة وأوصل رسالتها الى أهلها ،لقد اعتمدت علي لمرة واحدة في حياتها "
والدة هيلين تزداد خوفا وتحاول تهدئتها لكن بدون جدوى " هيلين هل انت واثقة مما تقولين ،إنك مريضة وقد تموتين وانت في الطريق الى هناك ،اهدئي لقد كنت تحلمين فقط وأثر ذلك فيك "
هيلين ترد في غضب وفي نبرة فتاة ناضجة جعلت والدتها تتأكد ان شيئا ما قد حصل فعلا لابنتها وهي نائمة " أمي لم أكن أحلم لقد لبست جلابية عايدة وأكلت مدمس بالعدس ورأيت الاسلاك الشائكة وجنود صهاينة يهود ،لست أمزح يا أمي لقد ماتت ماتت عايدة من أجل شرفها وأمنتني أمانة أقولها لأهلها ،هذا آخر طلب أطلبه منك قبل موتي... خذيني الى فلسطين أمي وإلا لن اكلمك ثانية ولن أدعك تقابليني حتى أموت " دهشت والدتها من جديتها المفاجئة فهي كانت دائما تضحك وتلعب دون ان تلقي بالا لأي مسألة .
في الاخير استسلمت لطلب ابنتها الوحيدة والتي تصارع الموت واستشارت طبيبها بعد جهد جهيد سمح لها بالسفر لكن بشرط أن لا تتعرض للتعب في الطريق وكان لهيلين ما أرادت ،وفي هذه السنة 2017 كان الحصار ما زال قائما لكن بشدة أقل مما كان عليه ،فأصبح يسمح لبعض الحالات بالعبور ،حاولت والدة هيلين جاهدة مع السلطات الصهيونية ، حتى سمحو لها بعبور الحدود الى غزة بما أنها المانية وهي من دولة محايدة ،دخلت هيلين غزة وكأنها تعرف ملامح هذه الطبيعة من قبل ،وكلما رأت جندي صهيوني قالت :" تفيه عليك جندي مصدي " فتستغرب أمها من تصرفها .
استقرتا في أحد الفنادق البسيطة في مدينة غزة ،وفي الصباح استأجرت امها سيارة ومرشد يعرف المنطقة جيدا ،ووصفت له هيلين المكان الذي تريد الذهاب اليه فعرفه على الفور وأخذهما ،وما إن اقتربت من المكان حتى أحست بالحنين وبكت بكاءا شديدا كأنها البارحة كانت هنا مع عايدة وبين أهلها ،توقفوا عند احد البيوت وسألوا عن بيت والد عايدة فأخبرهم صاحب البيت أنهم رحلو بعد حكاية ابنتهم مع الجنود اليهود وموتها لم يعد لهم وجه لمقابلة الناس ،وكانت صدمة هيلين عظيمة ،"لا يا عمي عايدة ماتت شريفة وعفيفة لم يلمسها أحد وأنا كنت شاهدة على ذلك" نظر اليها المرشد والرجل في استغراب كيف لفتاة ألمانية جاءت لتوها أن تكون شاهدة على شيء حصل منذ عشر سنوات يعني قبل مولدها بثلاث سنوات ...
ثم طلبت من الدليل أخذهم الى بيت عايدة علّها تجد دليلا كيف تصل الى أهلها ،وبعد نصف ساعة ركنت السيارة أمام بيت صغير بسيط وسط قطعة أرض كبيرة وحولها أشجار زيتون ،عرفتها هيلين على الفور وقالت :" هذا هو البيت هذه هي أشجار الزيتون أنا أتذكرهم جيدا " ثم نزلت مسرعة الى الباب ودقت عليه لكنه كان نصف مفتوح دفعته ببطء ودخلت لتجد تلك الغرفة التي عاشت بها مع تلك العائلة ثلاثة ليال بأيامها ،تقدمت ووجدت الغبار يكسو الارضية و العنكبوت نسجت بيوتها على السقف وعلى الجدران ،" هذا هو البيت الذي استقبلتني فيه عايدة واطعمتني معهم من نفس الطبق ....أمي هنا ...هنا " قالتها و كلماتها تختلط بصوت بكائها وكأنها في مواجهة غريبة مع القدر،ثم دخلت الى تلك الغرفة الصغيرة حيث بدّلت ملابسها واذا بها تجد شابا في السادسة او السابعة عشر من عمره يجلس ويضع رأسه بين ركبتيه ،فنادت عليه :" من انت ،وهل تعرف عايدة وعائلتها ؟" هز رأسه الشاب ونظر الى الفتاة الصغيرة ولم يتكلم ، عندئذ صرخت هيلين :" أنت غانم نعم غانم أخو عايدة الصغير أنا أعرفك جيدا !"
استغرب غانم من أين لهذه الفتاة الشقراء الصغيرة ان تعرفه وهو لم يرها من قبل " إيه انا غانم ،بس من وين تعرفين اسمي واسم اختي ؟" نظرت هيلين لوالدتها التي اندهشت كثيرا ووضعت يدها على صدرها من شدة الصدمة فكيف لا وابنتها تثبت لها كل ما قالته وهو لا يدخل رأس بشر ،" هل رأيت يا أمي أنني صادقة ،وأنني كنت هنا فعلا كما أخبرتك ؟"
غانم في استغراب وغضب :" واش هذا الحكي ،منو انت و واش جابك هان ،انت صهيونية ولا صحافية انا ما اعرفك "
هيلين :" انا هيلين الشقراء هل نسيتني ،كنت هنا عندكم واستقبلتوني بحرارة خاصة انت... "
غانم :" تحسبيني مخبول ولا غبي تلعبي علي ،هيلين راحت مع الصهاينة وخلت اختي وحدها وهيلين عمرها اليوم ثلاثين سنة على اكبر تقدير كيف يعقل بشر يصدق واش تڤولي ؟"
هيلين :" لا لم اترك عايدة ،عايدة ماتت شريفة وطلبت مني أن أوصل رسالة الى والديها وأخويها ،ولذلك أنا هنا ،وإن لم تصدقني سأخبرك بكل شيء وعن الجبن الذي أكلتَه من يدي وعن المدمس بالعدس الذي اكلناه معا ،وعن ذلك اليوم الذي ماتت فيه عايدة وسمعنا صوت طلقات النار وذهبتما انت وأحمد بالقطيع وبقينا انا وهي نستطلع الامر ،وهذا مالم يشهد عليه احد سواي ،ممكن لذلك عادت روحي لتعيش معكم لأثبت ما حصل وأروي كل الحادث بالتفصيل ،طوال الوقت كنت استغرب لماذا عدت ولماذا انا بالذات ،فوجدت جوابا على سؤال لماذا عدت ،وهو لأشهد فقط وأوصل الحقيقة لاصحابها الحقيقة التي أخفي عشر سنوات ،يجب ان اخبر كل القرية بذلك ... أنظر الي جيدا الى عيني الى شعري "
غانم :" هل انت ابنة هيلين ؟ وهل هي من ارسلتك ؟"
هيلين :" لما لا تصدق انني هيلين وهاهي بطاقة تعريفي ،فانا مريضة باللوكيميا وايامي معدودة وأريد أن التقي بالجميع لاخبرهم أن من قتل عايدة هو الرجل الفلسطيني وهي من طلبت منه ذلك لكي لا يتمكن منها الجنديان ،وصرخت بأعلى صوتها أنا شريفة وسأموت شريفة يا هيلين "
انتفض غانم فهو يعرف فعلا أن هيلين كانت مريضة مرضا خطيرا ،وأنها الوحيدة التي تعرف هذه القصص :" نحنا عارفين انو اختي شريفة وماتت شريفة مانا بحاجتك ت تحكي وتبرري عنها ..."
يدخل في هذه الاثناء أخوه أحمد وعيناه مليئة بالدموع مما سمع وقد جاء ليعيد أخاه الى مخيم اللاجئين :" كنت عارف عارف أنو عايدة شريفة ،وماتت شريفة وهاي القدر يثبت براءتها ،انت يا هيلين دخلت حياتنا بطريقة غريبة ،ورحلت بطريقة أغرب ،كنت حاسس انك مو عادية بس خايف اڤول يتهموني انا الثاني بالجنون ،انت جيتي وأكدتي لينا كل اللي كنا متأكدين منو لكن الناس ڤالو أنو عايدة نكل بيها الجنود ڤبل ليقتلوها ،رح أروح لأمي وأخبرها نرجع ع بيتنا وأرضنا ،جدي وابوي عطاوك عمرهم ماتو في نفس العام خمس سنوات بعد ما ماتت عايدة أختي ... "
خرجت هيلين تتحدث مع أحمد في الخارج
هيلين :" لقد كانت عايدة رمزا لشرف الفلسطينيات الحرات ،كانت جبلا لا تهزه ريح ،ماتت وهي مبتسمة يا أحمد ،ماتت معتبرة انني اختها التي لم ترزق بها ،لست ادري كيف حدث هذا لكنني متأكدة ان فيه عبرة ما ،وهدف ما وها أنا أتأكد الآن "
أحمد :" لابد من يوم يطلع فيه الفجر على فلسطين وشعبها لابد من يوم "
وبقيت والدتها تحدث غانم : " هل يمكن أن تخبرني كيف كانت تبدو ابنتي وهي في سن الثامنة عشر اخبرني ،فأنا لن تصح لي الفرصة لأراها شابة يافعة ، مرضها يفتك بها فتكا يوما بعد يوم... "
غانم :" هيلين لمّا دخلت أول مرة البيت بقينا كلنا مذهولين من جمالها ،كانت روعة في الجمال الله يصبرك يا خالة الله يصبرك والله قصة تخلي المخ يطير ... "

" هيلين وصلتك رسالة من غانم ،هذه ثالث رسالة في اربعة اشهر ،هه انه صديق وفي " دخلت والدتها وهي تحمل ظرفا بريديا
هيلين :" اتمنى انهم بخير ،اشتقت الى أخبارهم جميعا ،لقد خرج أخوه من المعتقل وهو الان من يعيلهم ويقوم مقام الاب في العائلة أنا سعيدة من أجلهم على الاقل عوضهم الله على غياب عايدة ووالدهم ..."
قرأت هيلين الرسالة ولم تعلم انها آخر رسالة تقرأها في حياتها من غانم ....

وبعد شهرين وصلت رسالة من هيلين الى غانم ففتحها على عجل ليعرف أخبارها وإذا بالمرسل والدتها " غانم الحبيب ...،تحية عطرة من والدة هيلين ،أكتب اليك أنا هذه المرة لأن هيلين غادرتنا منذ اسبوعين بعد صراع مع المرض اي ستصلك رسالتي هذه و قد فات على وفاتها شهر كامل ،رحلت و تركت في قلبي فراغا كبيرا وأنا أتألم كثيرا لفراقها لا يمكن تخيل حجم الألم الذي أشعر به ،لآخر لحظة وهي تفكر فيكم ،كانت آخر كلماتها انقذو غزة أنقذو اهل غزة ،لقد احبّتكم كثيرا و رغم قلبها الصغير إلا أنها استوعبت تماما القضية ورأت الحق بعينيها الصغيرتين ،ورأت الظلم يزداد في بلادكم ،وقد طلبت مني أن أساند القضية في رسالة تخرجي للدكتراه وقد وافقت بعد ما رأيته بأم عيني ،سأكتب رسالة تخرجي عن القضية حتى وان كلفني ذلك إقصائي من الجامعة المهم أن أوصل كلمات عايدة الى العالم ،رحلت ابنتي عن العالم وهي تحمل حبّكم في قلبها رحلت وكلها أمل أن تلتقي بعايدة في العالم الاخر ...ستجد هنا آخر كلمات هيلين مع صورتها احتفظ بها واذا احتجت الى أي شيء راسلني أرجوك.... إقبل تحياتي الخالصة... "
فتح غانم الظرف واخرج ورقة صغيرة مع صورة هيلين بنت السبع سنوات " غانم عش سعيدا وعش حرا فأنتم هم الأحرار بأخلاقكم وهم المسجونون بخوفهم زمرة جنود مصديين ...." سار غانم الى خارج البيت وهو حزين جدا لسماع الخبر ، ونظر الى اتساع ريف غزة وهو يتذكر اخته عايدة وربطة شعرها وعصاها التي لا تفارق يدها وبينما هو كذلك اذ سمع خبرا عاجلا في التلفاز
" ترامب يعلن نقل سفارته الى القدس ويتم بذلك اعترافه رسميا بأن القدس هي عاصمة اليهود...... "
غانم :" الله يرحمك يا عايدة اختي الله يرحمك ،الحمد لله ما سمعتِ الخبر كان رحت فيها من قهرك ،الله اكبر ع العرب الله اكبر ع المسلمين لازملهم خطوة ...خطوة للامام مو للخلف .... "

※※※※※※※النهاية ※※※※※※※※

 
واااااااو رائعة و شيقة فعلا أبدعت أخي :giggle:(y)

شوقتني وش رح يصرى لهيلين ...هل ستصبح واحدة من عائلة ام أنها تظهر ابنة احد الصهاينة ....:unsure::unsure::unsure:
فعلا شوقتني لمخيلتك ماذا ستبدع لنا نحن بالأنتظار
 
~

أولا حرام عليك، وثانيا حرام عليك وثالثا حرام عليك

خلّيت كل شي وبقيت نقرا ف القصة حتّى كمّلتها

قصة عظيمة وكفى​
 
واااااااو رائعة و شيقة فعلا أبدعت أخي :giggle:(y)

شوقتني وش رح يصرى لهيلين ...هل ستصبح واحدة من عائلة ام أنها تظهر ابنة احد الصهاينة ....:unsure::unsure::unsure:
فعلا شوقتني لمخيلتك ماذا ستبدع لنا نحن بالأنتظار
السلام عليكم
لقد اكملت القصة انها على شكل رد في النهاية اقرأيها
بارك الله فيك
 
اااااه ما أعظمكي يا بنت الأقصى
واللله ارتعش قلبي للحكاية
و صدقني اني صدقت الحكاية ههههه
مبدع و رائع اخي أحترمك بقوة
 
~

أولا حرام عليك، وثانيا حرام عليك وثالثا حرام عليك

خلّيت كل شي وبقيت نقرا ف القصة حتّى كمّلتها

قصة عظيمة وكفى​
السلام عليكم
ههههه بارك الله فيك اخي الكريم
أن تأتي شهادة من عندك انها قصة عظيمة فانا في الطريق الصحيح لأنك سيد الحرف واللغة
وشهادتك مهمة بالنسبة لي
وحرام عليك وين راها قصتك تشوقت نقراها
بارك الله فيك على المرور والتشجيع

 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top