حين رحل أبي، لا أنكر أن الفقد سكن قلبي، وأن الوحدة ألقت بثقلها على روحي.
لكن وجود أمي كان بلسما لهذا الوجع، جبرًا لذلك الكسر... ودفئًا يخفف لوعة الفراق.
و لكن سرعان ما تسلل المرض إلى أمي، ومع كل أنّة منها كان قلبي يتمزق، و الخوف من شبح الفراق سكن روحي..
لم أكن متطيّرة، لكن شيئًا في قلبي همس لي أن رحيلها سيكون في الشهر ذاته، وفي اليوم الذي ودّعنا فيه أبي، فكل تلك الأحداث تسارعت مع دخول ذلك الشهر..
و فعلا كان ما كان...
صار وجع ذلك اليوم وجعين، وفقد واحد صار فقدين...
ومنذ ذلك الحين، لم يلتئم الجرح، ولن يلتئم...
فالوالدان لا يعوّضهما وجود، ولا تملأ الدنيا فراغ غيابهما بأحد.