أحلام غارقة

أرى أن هذه الظاهرة مؤشرا خطيرا من وجهة نظري ’’
بالرغم من طبيعة الانسان التي تميل دوما للبحث عن الأمان والطمأنينة
إلا أننا نجد هناك من قرر تجاهل هذا الشيء وهذا يدل على أن ما يعانيه يتغلب على تلك الرغبة التي فطر عليها البشر ’’
الذي أقصده أن الشباب وصل لمرحلة لم يعد يفكر في شيء سوى الخلاص ’’
حتى الموت هين في سبيل هذا الخلاص ’’
لا يوجد شيء في هذه الدنيا أهم من حياة الانسان والدفاع عنها ’’
الله يكون في عوننا جميعا
في الجزائر وغيرها ,,
نحن في زمن غريب ’’ غربة فعلية والله المستعان,,
كل التوفيق لك ..
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يؤرقني موضوع ركوب قوارب الموت نحو المجهول
ومع تزايد عدد حوادث هذه الظاهرة يوما بعد يوم اخترت ان افتح موضوعا نقاشي حول هذه الظاهرة

في الامس
فقدان 20 مهاجرا وانقاذ تسعة آخرين إثر احتراق قارب قبالة الساحل الجزائري
9201826143341976.jpg

وغيرهم


معاناة بلا حدود وكوارث انسانية مستمرة وزداد عدد ضحاياها يوما بعد يوم هذه هي نهاية رحلة
البحث عن مستقبل افضل على الشاطئ الاخر
وخلال ركوضهم نحو المجهول ضحو بالغالي والنفيس
وتركوا كل ماهو جميل مبددين كل مخاوف الفشل باحثين عن الاحلام متحدين الصعاب
لتنتهي هذه القصة بمأساة فيلتهمهم البحر ويجعل من قصة
هؤلاء الشباب الحالمون مجرد نسمات عابرة
ووقودا له
نعم هذه هي بكل بساطة قصة مأساة الشعب الجزائري
ولكن السؤال المطروح لماذا يترك الشعب الجزائري كل شيء لمجازفة لا يعلم نهايتها ولا أحد يضمن
نجاحها؟
ذلك دليل على الأوضاع التي يعيشها هؤلاء الشباب في هذه البلاد وهذا
لتدني المستوى الاقتصادي للأفراد، الأمر الذي يحد من طموحهم وأمانيهم في عيشة كريمة


بالعشرات، يخوضون غمار عمليات الهجرة السرية؛ وبالعشرات يوقفهم حراس السواحل الجزائرية في الشرق والوسط والغرب وكذا
على الضفة الاخرى
كثير من الشباب يعلمون مسبقا أن الموت يسكن هذه القوارب، ولكنهم لا يأبهون لذلك بعد أن لم يجدوا من حكامهم سوى الظلم والقمع والاستئثار بالسلطة والثروات
إنهم يُبحرون بشباك مليئة بالأحلام بعيدا عن أوطانهم التي ضنت عليهم حتى بالأكفان، فصار ملح البحر ودموعهم هي الكفن والسكن الأبدي! وكل صباح يبدو البحر الأبيض المتوسط حزينا وكئيبا ورماديا، وكأنه مقبرة مائية كبيرة بعد ثورة غليانه المتكررة، وعلى طول جسده الممتد ترقد عشرات الجثث!
فما الحل ياترى؟ انتظر مشاركاتكم ايها اللماويون

1- ماهو رأيك الخاص في هجرة الشباب نحو الضفة الغربية؟
2- هل لأوضاع الجزائر الداخلية سبب في ذلك؟

3- ما هو الحل الذي يمكن اتخاذه؟

رأيكم يهمني
تحياتي
السلام عليكم استاذة
اكيد موضوع حلو هو بس ليا تعليق واحد انتى خصصتى الشباب فى الجزائر بس وانما ده موجود فى كل الدول العربية وخصوصا مصر
اللى بيلجأ لركوب مركب فى البحر اساسا متهالكة ونسبة الوصول لا تتعدى نسبة 1 % ده اكيد شباب يائس نفسهم زى باقى العالم يسكنوا ويتجوزوا ويعيشوا جياة ادمية لكن الحكومات العربية ولا استثنى احد منها هيا السبب الرئيسى فى الموضوع ده لعدم توفير حياة كريمة للشباب وتوفير فرص عمل لهم
انا اعذر الشباب اللى بيعمل كده والعن الحكومات اللى السبب فى الامر ده
شكرا لكى تحياتى ،،،،،،،،،
 
أرى أن هذه الظاهرة مؤشرا خطيرا من وجهة نظري ’’
بالرغم من طبيعة الانسان التي تميل دوما للبحث عن الأمان والطمأنينة
إلا أننا نجد هناك من قرر تجاهل هذا الشيء وهذا يدل على أن ما يعانيه يتغلب على تلك الرغبة التي فطر عليها البشر ’’
الذي أقصده أن الشباب وصل لمرحلة لم يعد يفكر في شيء سوى الخلاص ’’
حتى الموت هين في سبيل هذا الخلاص ’’
لا يوجد شيء في هذه الدنيا أهم من حياة الانسان والدفاع عنها ’’
الله يكون في عوننا جميعا
في الجزائر وغيرها ,,
نحن في زمن غريب ’’ غربة فعلية والله المستعان,,
كل التوفيق لك ..
حكومات فاشلة ده ملخص الكلام
 
أرى أن هذه الظاهرة مؤشرا خطيرا من وجهة نظري ’’
بالرغم من طبيعة الانسان التي تميل دوما للبحث عن الأمان والطمأنينة
إلا أننا نجد هناك من قرر تجاهل هذا الشيء وهذا يدل على أن ما يعانيه يتغلب على تلك الرغبة التي فطر عليها البشر ’’
الذي أقصده أن الشباب وصل لمرحلة لم يعد يفكر في شيء سوى الخلاص ’’
حتى الموت هين في سبيل هذا الخلاص ’’
لا يوجد شيء في هذه الدنيا أهم من حياة الانسان والدفاع عنها ’’
الله يكون في عوننا جميعا
في الجزائر وغيرها ,,
نحن في زمن غريب ’’ غربة فعلية والله المستعان,,
كل التوفيق لك ..
نعم بالطبع هي مؤشر خطير جدا وهذا سبب اختياري لهذا الموضوع بالذات
ويجب على الدولة ان تضع تحته سطرا أحمر
وتبحث عن الحلول بسرعة قبل أن ينقرض الشباب من شمال القارة الافريقية
فعلا فهذا الزمن غريب
أعاننا الله وإياكم
شكرا على مرورك الراقي ومشاركتك العطرة
نورتنا
مشـــــــ تحياتي ـــــكور
 
السلام عليكم استاذة
اكيد موضوع حلو هو بس ليا تعليق واحد انتى خصصتى الشباب فى الجزائر بس وانما ده موجود فى كل الدول العربية وخصوصا مصر
اللى بيلجأ لركوب مركب فى البحر اساسا متهالكة ونسبة الوصول لا تتعدى نسبة 1 % ده اكيد شباب يائس نفسهم زى باقى العالم يسكنوا ويتجوزوا ويعيشوا جياة ادمية لكن الحكومات العربية ولا استثنى احد منها هيا السبب الرئيسى فى الموضوع ده لعدم توفير حياة كريمة للشباب وتوفير فرص عمل لهم
انا اعذر الشباب اللى بيعمل كده والعن الحكومات اللى السبب فى الامر ده
شكرا لكى تحياتى ،،،،،،،،،
حكومات فاشلة ده ملخص الكلام

بالطبع هذا موضوع عام وهو يخص كل الشباب العربي بل وشبابا شمال القارة الافريقية ولكن الجزائر كانت النسبة فيها كبيرة جدا
لهذا اخترت ان أكتب عليها
والسبب الرئيسي اللي يخليهم يضحوا بالغالي والنفيس هو الحكومات اللي لا توفر لهم كل مستحقاتهم في العيش
والله ما عندي ما نقولهم غير ربي يهديهم
شكرا على مشاركة القيمة
تحياتي
 
بالطبع هذا موضوع عام وهو يخص كل الشباب العربي بل وشبابا شمال القارة الافريقية ولكن الجزائر كانت النسبة فيها كبيرة جدا
لهذا اخترت ان أكتب عليها
والسبب الرئيسي اللي يخليهم يضحوا بالغالي والنفيس هو الحكومات اللي لا توفر لهم كل مستحقاتهم في العيش
والله ما عندي ما نقولهم غير ربي يهديهم
شكرا على مشاركة القيمة
تحياتي
حكومات عاوزة تتعلق فى ميدان عام وكل فرد من الشعب ياخد حقه منهم بالطريقة اللى تريحه دول ربنا هينادى عليهم اين ملوك الارض وحكامها لمن الملك اليوم وكل واحد ياخد حقه منهم يوم المشهد العظيم " السيسى قاتل قاتل قاتل قاتل قاتل قاتل قاتل "
 
السيسى قاتل السيسى قاتل السيسى قاتل السيسى قاتل السيسى قاتل السيسى قاتل السيسى قاتل السيسى قاتل السيسى قاتل
 
السيسى قاتل السيسى قاتل السيسى قاتل السيسى قاتل السيسى قاتل السيسى قاتل السيسى قاتل السيسى قاتل السيسى قاتل
السيسى قاتل السيسى قاتل السيسى قاتل السيسى قاتل السيسى قاتل السيسى قاتل السيسى قاتل السيسى قاتل السيسى قاتل
السيسى قاتل السيسى قاتل السيسى قاتل السيسى قاتل السيسى قاتل السيسى قاتل السيسى قاتل السيسى قاتل السيسى قاتل
السيسى قاتل السيسى قاتل السيسى قاتل السيسى قاتل السيسى قاتل السيسى قاتل السيسى قاتل السيسى قاتل السيسى قاتل
السيسى قاتل السيسى قاتل السيسى قاتل السيسى قاتل السيسى قاتل السيسى قاتل السيسى قاتل السيسى قاتل السيسى قاتل
السيسى قاتل السيسى قاتل السيسى قاتل السيسى قاتل السيسى قاتل السيسى قاتل السيسى قاتل السيسى قاتل السيسى قاتل
السيسى قاتل السيسى قاتل السيسى قاتل السيسى قاتل السيسى قاتل السيسى قاتل السيسى قاتل السيسى قاتل السيسى قاتل
السيسى قاتل السيسى قاتل السيسى قاتل السيسى قاتل السيسى قاتل السيسى قاتل السيسى قاتل السيسى قاتل السيسى قاتل
السيسى قاتل السيسى قاتل السيسى قاتل السيسى قاتل السيسى قاتل السيسى قاتل السيسى قاتل السيسى قاتل السيسى قاتل
السيسى قاتل السيسى قاتل السيسى قاتل السيسى قاتل السيسى قاتل السيسى قاتل السيسى قاتل السيسى قاتل السيسى قاتل
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكِ الله خيرًا أختي الكريمة على طرحكِ هذا الموضوع، وسأحاول إعطاء وجهة نظري فقط حول الموضوع، بينما قد يحتمل رأيي الصواب أو الخطأ
وأوافق الأخ @الامين محمد فيما قاله لأنه لديّ نظرة سلبية عن ما يسمى بالحراقة، لنفترض أنّك تعيش الذلّ في بلدك والقهر والعذاب والظلم
ولكن هل هذا يكفي لقتل نفسي؟ هل هذا مبرّر لحرق كبد والدتي؟ أيّ مستقبل هذا الذي أركض خلفه وأترك فؤاد والدتي ووالدي فارغًا؟
أن أسافر بحثا عن لقمة عيشي أو عن مستقبل زاهر في بلد أجنبي وذلك بطريقة شرعية فلا بأس، أما الذهاب في قوارب الموت فهو ظلم للنفس
وستحاسبنا أنفسنا يومًا ما لما لاقته من عذابٍ منا، يروي أحد الأئمة عن حادثة في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام وبأن رسولنا الكريم رفض
ذهاب شاب معهم للجهاد لأنه وحيد والديه، مع أن الجهاد واجب في ديننا، فكيف أذهب لبناء مستقبل مزهر على حساب سعادة والديّ؟
وقد يكون الذهاب لذلك المكان في حد ذاته سببا في ابتعاد الإنسان عن دينه، قد يدمن الخمر قد يدمن المخدرات والعلاقات غير الشرعية
وكما قالها الأخ الامين، كثيرة هي القوانين التي يرفض بعض الشباب الرضوخ لها في بلده بينما عند الأجانب يتقبّلها وهو ذليل، نحن لا ننكر
أنه هنالك فساد في البلد وأنه هنالك ظلم واحتقار للضعيف والفقير، ولكن هل رمي نفسي في الهلاك حلّ لكل هذا؟ هل التخلي عن ديني
حلّ لكل هذا؟ هل المستقبل الزاهر يسبق حضن والديّ وديني؟، وكذلك أعيب تبرير بعض الأئمة للحرقة وجعل الحراقة في مقام الشهداء
لا أريد الفتوى في هذا الأمر، ولكن الكثير من الشباب لا صلاة لا أخلاق وسبّ وشتم في الله عز وجل ويقومون بكل أعمال المنكر ثم بمجرد
سفره في البحر وموته يأخذ مرتبة الشهداء؟؟ إذن لنسافر كلّنا في قوارب الموت ولننل الشهادة والجنّة دون حساب أو عذاب، أنا لا أقول أن كلامي
صحيح ولا أقول أنه خاطىء، ولكن أعبر عما أشعر به وعما أراه صائبا من وجهة نظري، بالنسبة لي بقائي في بلدي مهما بلغت فيه العيوب
أرحم لي من ساعة واحدة بعيدة عن والديّ وأهون عندي من دمعة والدتي كلّ يوم، على الأقل في بلدي أصلي في وقتي وارتدي حجابي كما أريد
وأرى والديّ يوميا، وإن كان الشباب يبحثون عن الشهادة بالفعل ففلسطين تنادي، وربي يهدينا أجمعين وربي يرحم كل موتانا ويصبّر قلوب أولياءهم
وصلح حال بلدنا ويهدي شعبنا
تحياتي




وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك وجزاك كل خير غاليتي هذه وجهة نظري تماما من الناحية الاجتماعية
تحياتي احترامي وتقديري لشخصكم الكريم الطيب
 
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وفيكي البركة غاليتي
اقف امام كلامك الثاني عاجزة اللسان
الجميل هو حضوركم
لى الشرف
اشكرك جزيل الشكر

بانتظار عودتك على احر من الجمر
هههه صدقا لم اكن اعلم انك ميسينغ هارت
ولكن كنت اعلم مدى صدق مشاعرك ولطفك
تحياتي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عدنا والعود احمد ان شاء الله
الله يغليك يارب، الجمال جمال قلوبكم وعيونكم لدا ترون الامور هكذا
كل الشرف لي غاليتي
يشرفني كثيرا جدا كلامك غاليتي واتمنى اني عند سحنه ان شاء الله يارب، وانتم للطف عنوان والله

الله يحيي اصلك يارب
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الحكومة لا دخل لها فيما يحدث لشباب اليوم ولا دخل للحكومة في هروب الشباب ولا حال البلاد اليوم
البلاد تقوم بشعبها، وان كانت الحكومة فاسدة فالشعب وللاسف اكثر فسادا الا من رحم ربي الله يهدينا ويهديهم وكل امة محمد صل الله عليه وسلم
ارزاقنا ليست بيد الحكومة والمال ليس كل شيء، نحن وللاسف اصبحنا نظن ان الحكومة هي من ستوفر لنا الوظيفة لكن ارزاقنا وكل شيء من الله عز وجل وسبب كل مايحدث هو بعدنا عن الله، الله يهدينا بس
بالنسبة لي، لا يوجد ما يسوغ لاولئك الشباب فعلتهم الله يغفر لهم ولكل اموات المسلمين ان شاء الله يارب
نحن وللاسف نتوكل على الحكومة اكثر من توكلنا على الله عز وجل، ونظن ان انجازاتنا هي من صنعنا
نسينا ان التوكل يكون على الله فقط، ويوجد من يبيعون السجائر وغيره ويعللون ذلك بسبب البطالة وحالة البلاد
هل جربتم التوكل على الله عز وجل؟؟؟ ان تثقوا بما كتب الله لكم؟؟؟ ان تعودوا اليه وان تتركوا ما حرم لكم؟؟؟
ادا ترك العيد شيئا لله سيعوضه الله باحسن منه
ومن الاخير حالنا سيبقى على حاله ماذمنا نعرض عن الله ولا نلجا لله ولرب البشر وانما للبشر
ومن اعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا، هذه هي حالنا الله يصلحنا ويهدينا ان شاء الله يارب

يقولون لا حل، لكن يوجد حل وحيد فقط العودة لله عز وجل وان تعيش حياتك مع الله وسترى الفرق الكبير الله يهدينا يارب

وفيما يتعلق بالهجرة غير الشرعية وحكم الدين فيها، أقر الدكتور داود بتحريمها وعدم جوازها، لعدة أسباب، أولها: أنها تحمل المذلة لصاحبها طيلة مدة رحلته، سواء عبر البحر أو الحدود البرية، حيث يواجه العديد من المواقف المُذلة والمُهينة، مصداقًا لقوله صلى الله عليه وسلم :" لا ينبغي للمسلم أن يُذل نفسه" ، قالوا : وكيف يُذل نفسه؟ قال: "يعرض نفسه من البلاء لما لا يطيق " (الترمذي) وفي رواية أخرى قال: "من أعطى الذلة من نفسه طائعاً غير مكره فليس منا" (الطبراني).

أما السبب الثاني لتحريم الهجرة غير الشرعية، فيتمثل فيما تحمله من مخاطر التهلكة، سواء بالموت أو الاعتقال، علمًا بأن الفقر والحاجة والعوز لا يمكن الوقوف عندهم كمبرر للوقوع في هذه الجريمة، مصداقًا لقوله سبحانه وتعالى: } وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ{ )البقرة: 195( وفي موضع آخر: }وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا{ (النساء: 29 ) ومن ثمّ فلا تجوز الهجرة غير الشرعية.


المصدر: حكم الهجرة غير الشرعية - الملتقي الفقهي

الوقفة الأولى: حكم السفر والإقامة في ديار الكفر

دار الكفر هي التي يحكمها الكفار وتجرى فيها أحكام الكفر، ويكون النفوذ فيها للكفار وهي نوعين:
1- بلاد كفار حربيين؛ أي بينهم وبين المسلمين حرب.
2- بلاد كفار مهادنين بينهم وبين المسلمين صلح وهدنة.


أما حكم السفر والإقامة في ديار الكفر فعلى التفصيل التالي:
أولاً: اشترط أهل العلم فيمن يسافر أو يقيم في ديار الكفر شرطين هما:
الشرط الأول: أن يكون عنده علم يدفع به الشبهات؛ لأن الكفار يوردون على المسلمين شبهات في دينهم، قال - تعالى -: إِنْ تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا يَرُدُّوكُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ [آل عمران: 149]، وذلك حتى يصير المسلم شاكًا متذبذبًا في دينه، كما قال قائلهم: «لا تحاولوا أن تخرجوا المسلم من دينه إلى دين النصارى، ولكن يكفى أن تشككوه في دينه؛ لأنكم إذا شككتموه في دينه سلبتموه الدين وهذا كاف».
الشرط الثاني: أن يكون عنده دين يحميه من الشهوات، فإذا انعدم دينه، سقط في بحر الرذائل الذي تموج فيه تلك البلاد من شرب للخمر وتعامل بالربى، والزنى بالنساء -والعياذ بالله-.


ثانيًا: قسم أهل العلم السفر والإقامة بين الكفار إلى أربعة أقسام:
القسم الأول: أن يكون السفر مأمورًا به شرعًا وصاحبه مجاهد في سبيل الله حتى يرجع، وذلك إذا كان الذهاب إلى الكفار بقصد الدعوة إلى الله أو تعلم ما هو وسيلة إلى مرضاة الله وخذلان أعدائه. الدليل على ذلك:
1- سفر النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى أهل الطائف يعرض الإسلام عليهم، وكانت كلها دار كفر في ذلك الوقت.
2- بعث الرسول - صلى الله عليه وسلم - بالرسل إلى ملوك أهل الأرض ومن حولهم وهم كفار، فقد بعث عبد الله بن حذافة السهمي إلى كسرى ملك الفرس، ودحية الكلبي إلى قيصر- وهو هرقل- ملك الروم، وحاطب بن أبي بلتعة إلى المقوقس ملك مصر، وشجاع بن وهب بن أسد بن خزيمة إلى الحارث بن أبي شمر الغساني ملك عرب النصارى، وسليط بن عمرو العامري إلى هوذة بن علي الحنفي، وعمرو بن أمية الضمري إلى النجاشي ملك النصارى بالحبشة.


القسم الثاني: أن يكون السفر مباحًا، وهو من كان سفره لحاجة دنيوية كتجارة أو علاج أو طلب العلم الدنيوي النافع للمسلمين، بشرط أن يتوافر فيه الشرطان السابقان، فيكون عارفًا لدينه بأدلته آمنًا من الفتنة مظهرًا لدينه وذلك بعداوة الكفار والبراءة منهم، قادرًا على التأثير في الكفار دون التأثر بهم. الدليل على ذلك:
سفر النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى الشام في تجارة يدل على جوازه. وقد يُعترض على هذا الدليل: بأن سفره - صلى الله عليه وسلم - للتجارة كان قبل النبوة فليس فيه حجة. ويُقال: بأن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يتدنس قبل النبوة بحرام، ولا اعتذر عن ذلك حين بُعِثَ ولا منع أحدًا من الصحابة في حياته، ولا منع ذلك أحد من خلفائه بعد وفاته، فقد كانوا يسافرون في فك الأسرى، وفي حمل الرسائل إلى ملوك أهل الأرض، فقد أرسل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عثمان بن عفان - رضي الله عنه - إلى أهل مكة وهم أهل حرب للإسلام والمسلمين، فدل ذلك كما قال القرطبي - رحمه الله - على أن السفر لغرض مباح يكون مباحًا ولغرض مستحب يكون مستحبًا.


القسم الثالث: أن يكون سفره حرامًا وكبيرة من كبائر الذنوب: وذلك من كان سفره لحاجة دنيوية وهو عارف لدينه بأدلته آمن من الفتنة، ولكنه غير قادر على إظهار دينه، وتأدية شعائر الإسلام علانية وبحرية تامة، من فعل للواجبات وترك للمحرمات، وإظهار البغض والعداوة للكفار والبراءة منهم، ويجب أن يعلم المسلم أن المراد بإظهار الدين ليس معناه أن يُترك الإنسان يصلي ولا يقال له اعبد الأوثان فإن اليهود والنصارى لا ينهون من صلى في بلدانهم ولا يكرهون الناس على أن يعبدوا الأوثان- غالبًا- بل المقصود هو التصريح للكفار بالعداوة والبراءة من دينهم، كما قال - تعالى -حاكيًا عن إبراهيم - عليه السلام - ومن معه: قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ [الممتحنة: 4]، وقال - تعالى -: وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلاَّ مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ [البقرة: 130]. الدليل على ذلك:
1- قوله - تعالى -: إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلاَئِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا (97) إِلاَّ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلاَ يَهْتَدُونَ سَبِيلاً (98) فَأُولَئِكَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَفُوًّا غَفُورًا [النساء: 97- 99].
2- عن جرير بن عبد الله - رضي الله عنه - قال: بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سرية إلى خثعم فاعتصم ناس منهم بالسجود فأسرع فيهم القتل، فبلغ ذلك النبي - صلى الله عليه وسلم - فأمر لهم بنصف العقل، وقال: «أنا بريء من كل مسلم يقيم بين أظهر المشركين». قالوا: يا رسول الله، لم؟ قال: «لا تراءى نارهما». (رواه أبو داود والترمذي وحسنه الألباني). وجه الدلالة: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أرسل سرية إلى قبيلة خثعم وكان بالقبيلة مسلمون يخفون إسلامهم عن قومهم المشركين فخافوا أن يقتلهم المسلمون ظنًا منهم أنهم من المشركين فاعتصموا بالسجود، فظن المسلمون أنهم سجدوا لغير الله فقتلوهم فأمر لهم النبي - صلى الله عليه وسلم - بنصف الدية لأن هلاكهم كان لجناية أنفسهم بمقامهم بين ظهراني الكفار فلم يعرفهم إخوانهم المسلمون، وبجناية المسلمين عليهم، ثم قال - صلى الله عليه وسلم -: «أنا بريء من كل مسلم يقيم بين أظهر المشركين»، ثم بين العلة بقوله: «لا تراءى نارهما» أي: لا يمكن التفرقة بينهما.
3- عن سمرة بن جندب - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من جامع المشرك وسكن معه فإنه مثله». (رواه أبو داود وحسنه الألباني)، فالحديث محمول على من لم يستطع إظهار دينه. القسم الرابع: أن يكون السفر ردة وخروجًا عن الإسلام، وهذا ينطبق على من رضي كفر الكافرين وأظهر الموافقة لهم، ومدح ما هم عليه من كفر واستحسن ذلك فوالاهم موالاة المحب لمحبوبه وركن إليهم وأنس بقربه منهم ولم يتميز عنهم بتحريم الحرام وتحليل الحلال فهو منهم. والدليل على ذلك: قوله - تعالى -: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ [المائدة: 51]، وقوله: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ [الممتحنة: 1].


الوقفة الثانية: إلى أي الأقسام ينتمي هؤلاء المهاجرون؟

بعد أن ذكرنا أقوال أهل العلم في حكم السفر والإقامة في ديار الكفر، يتضح أن الغالبية العظمى من المهاجرين إلى ديار الكفر قد انتفى في حقهم الشرطان السابق ذكرهما أو شرط واحد منهما، كما أن من توافر في حقه الشرطان فكثير منهم لا يستطيع إقامة شعائر دينه بحرية في تلك البلاد، وليس أدل على ذلك من قيامهم بأعمالٍ محرمة في غالب الأحيان مثل بيع الخمور ولحم الخنزير، والمجلات الجنسية، ومنهم من يترك الصلاة بالكلية بدعوى عدم وجود وقت يصلى فيه أثناء العمل، ومنهم من يترك الجمعة بدعوى عدم وجود مساجد قريبة من مسكنه وعدم سماعه للأذان، ومنهم من يقدم على الزواج بالمشركات زواجًا مؤقتًا بغرض الحصول على الإقامة، ومن ثم فكثير من هؤلاء يكون سفره حرامًا وكبيرة من كبائر الذنوب، ولاسيما أن ديار الكفر ما فتئت تضيق على الإسلام والمسلمين، والدليل على ذلك ما قامت به فرنسا من حظر ارتداء الحجاب في مدارسها، وكذلك ما فعلته الدانمارك والنرويج من الاستهزاء بنبينا محمد - صلى الله عليه وسلم -، ثم تبعتهما كثير من الدول الأوربية، بل هناك من يسافر إلى ديار الكفر فتتلقفه أيديهم ويصنع على أعينهم ليكون أحد دعاة التغريب في بلاد المسلمين.


الوقفة الثالثة: حكم الغرقى منهم

ثار جدال واسع بين فضيلة المفتي وغيره من العلماء والكتاب حول حكم هؤلاء الغرقى؛ فكان هناك إفراط وتفريط، فمنهم من وصمهم بالطمع وبأنهم ليسوا بشهداء، ومنهم من حكم لهم بالشهادة مستدلاً بقوله - صلى الله عليه وسلم -: «الغريق شهيد». (رواه ابن عساكر في تاريخه وصححه الألباني في صحيح الجامع)،
وبقوله - صلى الله عليه وسلم - أيضًا: «الشهداء خمسة: المطعون، والمبطون، والغريق، وصاحب الهدم، والشهيد في سبيل الله». (أخرجه البخاري ومسلم).
والصحيح في المسألة أن نذكر الضوابط التالية:


الأول: لكي يحكم لشخص بالشهادة فلابد من أمرين:
1- الإسلام: فلا يحكم لكافر بالشهادة إذا غرق، حيث إن الشهيد تجب له الجنة والكافر محروم منها، فلا شهادة لكافر، قال - تعالى - حاكيًا عن فرعون: حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ (90) آلآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ (91) فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ [يونس: 90- 92].


2- أن يكون سفره سفر طاعة: فلا يحكم لمن مات متلبسًا بالمعصية وقد تحقق فيه سبب من أسباب الشهادة كالغريق مثلاً بالشهادة، فإذا صحب رجل امرأة ليزني بها فسقطت سيارته في البحر فمات الاثنان فلا يقال عنهما شهداء؛ لقوله - صلى الله عليه وسلم -: «يُبعث المرء على ما مات عليه».

الوقفة الرابعة: الأسباب التي أدت إلى هذه الحادثة

1- قلة علم هؤلاء بحكم الشرع في مسألة السفر إلى ديار الكفر والإقامة بها.
2- الانبهار بما عند الغرب من وسائل التقدم والتي جعلت قلوب كثير من الشباب تهفوا إلى إيثار ديار الكفر على ديار الإسلام في العمل واكتساب الرزق مع ما تتمتع به دول إسلامية كثيرة من مصادر للرزق جعلت الغربيين والآسيويين يتطلعون للعمل بها.
3- تقصير الآباء في تربية أبنائهم وتنشئتهم النشأة الإسلامية الصحيحة، وتفقدهم في حياتهم، فقد قال والد أحد الضحايا: «لم أعلم بسفر ابني إلا حينما علمت بوفاته غرقًا »!!
4- ضعف الإيمان في نفوس كثير من الناس، وخاصة إيمانهم بأن الله هو الرزاق، فاعتقدوا أن مكثهم في ديارهم لن يأتيهم بالرزق مع أن كثيرًا من الشباب لم يغادروا بلادهم ومكثوا فيها ورزقهم الله - عز وجل - الرزق الوفير، ولم يتوفر لهم من الأموال ما لهؤلاء الفارين من ديارهم، فقد دفع الواحد منهم أكثر من ثلاثين ألفًا من الجنيهات ثمنًا لفراره من بلده وسفره إلى ديار الكفر، ولو قاموا باستثمار هذا المبلغ في بلدهم وتوكلوا التوكل على الله لكفاهم الله - عز وجل - حيث يقول: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ [الطلاق: 2، 3].
5- مخالفة ولي الأمر: فيجب طاعة ولي الأمر فيما ليس بمعصية، وحيث وضع ولي الأمر قواعد لتنظيم خط السير في الطرق برًا وبحرًا وجوًا، فيجب على الجميع احترامها، وهذا ما لم يحدث من أصحاب المراكب التي لا يرخص لها بالإبحار في أعالي البحار لعدم صلاحيتها لذلك، وكذا لقيامهم بتحميلها أكثر من سعتها ولاستخدامها في غير الغرض المرخص لها به- وهو صيد الأسماك- وقد طاوعهم الشباب في ذلك مع علمهم بخطورة وسيلة المواصلات هذه على أرواحهم مما جعلهم مقصرين في الحفاظ على أنفسهم مخالفين قوله - تعالى -: وَلاَ تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ [البقرة: 195].
6- التقصير في مراقبة المتاجرين بآمال الشباب ومحاسبتهم وردعهم فلولي الأمر تعزيرهم على فعلهم وإلزامهم الدية لقتلهم هؤلاء الشباب، أو إيقاع القصاص بهم إذا ثبت تعمد إلقائهم في البحر خوفًا من السلطات الإيطالية.

7- عدم إحياء بيت مال المسلمين ومساعدة الشباب بتوفير سبل الحياة الكريمة لهم في بلادهم بدلاً من البحث عنها في ديار الكفر. وفي النهاية نسأل الله - عز وجل - أن يرزق شباب المسلمين العلم النافع والعمل الصالح، وأن يوفق ولاة أمور المسلمين لما يحب ويرضى، والله الموفق.


رابط المادة: وقفات شرعية مع ظاهرة الهجرة غير الشرعية - طريق الإسلام

ارجو تقبل مروري
تحياتي احترامي وتقديري لشخصكم الكريم الطيب
في امان الله وحفظه
 
بسم الله الرحمن الرحيم:
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه، ومن اهتدى بهداه، أما بعد:
فقد قال الله : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا [النساء: 59] فهذه الآية نص في وجوب طاعة أولي الأمر، وهم: الأمراء والعلماء، وقد جاءت السنة الصحيحة عن رسول الله ﷺ تبين أن هذه الطاعة لازمة، وهي فريضة في المعروف.
والنصوص من السنة تبين المعنى، وتقيد إطلاق الآية بأن المراد: طاعتهم في المعروف، ويجب على المسلمين طاعة ولاة الأمور في المعروف لا في المعاصي، فإذا أمروا بالمعصية فلا يطاعون في المعصية، لكن لا يجوز الخروج عليهم بأسبابها؛ لقوله ﷺ: ألا من ولي عليه وال فرآه يأتي شيئًا من معصية الله فليكره ما يأتي من معصية الله، ولا ينزعن يدًا من طاعة ولقوله ﷺ: من خرج من الطاعة وفارق الجماعة فمات مات ميتة جاهلية وقال ﷺ: على المرء السمع والطاعة فيما أحب وكره إلا أن يؤمر بمعصية، فإن أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة وسأله الصحابة  لما ذكر أنه يكون أمراء تعرفون منهم وتنكرون قالوا: فما تأمرنا؟ قال: أدوا إليهم حقهم، وسلوا الله حقكم قال عبادة بن الصامت: بايعنا رسول الله ﷺ على السمع والطاعة في منشطنا ومكرهنا وعسرنا ويسرنا وأثرة علينا وأن لا ننازع الأمر أهله وقال: إلا أن تروا كفرًا بواحًا عندكم من الله فيه برهان.
فهذا يدل على أنه لا يجوز لهم منازعة ولاة الأمور، ولا الخروج عليهم إلا أن يروا كفرًا بواحًا عندهم من الله فيه برهان؛ وما ذاك إلا لأن الخروج على ولاة الأمور يسبب فسادًا كبيرًا وشرًا عظيمًا، فيختل به الأمن، وتضيع الحقوق، ولا يتيسر ردع الظالم، ولا نصر المظلوم، وتختل السبل ولا تأمن، فيترتب على الخروج على ولاة الأمور فساد عظيم وشر كثير، إلا إذا رأى المسلمون كفرًا بواحًا عندهم من الله فيه برهان، فلا بأس أن يخرجوا على هذا السلطان لإزالته إذا كان عندهم قدرة، أما إذا لم يكن عندهم قدرة فلا يخرجوا، أو كان الخروج يسبب شرًا أكثر فليس لهم الخروج؛ رعاية للمصالح العامة.
والقاعدة الشرعية المجمع عليها: (أنه لا يجوز إزالة الشر بما هو أشر منه، بل يجب درء الشر بما يزيله أو يخففه)، أما درء الشر بشر أكثر فلا يجوز بإجماع المسلمين، فإذا كانت هذه الطائفة التي تريد إزالة هذا السلطان الذي فعل كفرًا بواحًا عندها قدرة تزيله بها، وتضع إمامًا صالحًا طيبًا من دون أن يترتب على هذا فساد كبير على المسلمين، وشر أعظم من شر هذا السلطان فلا بأس.
أما إذا كان الخروج يترتب عليه فساد كبير، واختلال الأمن، وظلم الناس، واغتيال من لا يستحق الاغتيال... إلى غير هذا من الفساد العظيم، فهذا لا يجوز، بل يجب الصبر، والسمع والطاعة في المعروف، ومناصحة ولاة الأمور، والدعوة لهم بالخير، والاجتهاد في تخفيف الشر وتقليله وتكثير الخير، هذا هو الطريق السوي الذي يجب أن يسلك؛ لأن في ذلك مصالح للمسلمين عامة، ولأن في ذلك تقليل الشر وتكثير الخير، ولأن في ذلك حفظ الأمن وسلامة المسلمين من شر أكثر، نسأل الله للجميع التوفيق والهداية[1]


المصدر: هل اقتراف بعض الحكام للمعاصي والكبائر موجب للخروج عليهم؟
 
1- ماهو رأيك الخاص في هجرة الشباب نحو الضفة الغربية
لايي في الموضوع كراى اي انسان مسلم
اى شئ قد يادى بحياته ويضر بعائلة لا ولا والف لا


هل لأوضاع الجزائر الداخلية سبب في ذلك؟
لا اختى الموضع في الجزائر الةضع في عقولهم اللى يقول مكانش يكون كاذب نحن من نخلق الفرص وليس من تاتى الينا والمشكل ماهوش فقط فى الجزائر في معضم الدول


3- ما هو الحل الذي يمكن اتخاذه؟
الاصح انوو تتخذ الدول سياسية مشتركة سياسة ارداعية بسن مجموعة من القوانين الردعية اللى بمقتضاها اللى يشدووه يعطهو طريحة الكلاب حشي السامعين باه يخلى يماه تتكوى الهنا مش عارفة وصل ولا قتلوه ولا كلاتوو الحوت وي يروح معاق ذهنياا لازملوو اعادت تاهيل
والله تشوفي الاهالى كيفاه يبكوو على ولادهم اللى راحولها زوج ولي عوينة وحدة ولى ولى ....
وراح ظن انوو راح يتهنى والله ميتهنى ودعموع وحرقة الوالدين كيفاه يشوف في ناس وصلوو ثم ايه طلعوو قراوو خدموو عندهم نيفوو تزهرتلهم الله غالب عندهم الزهر
والى معندوش معليش يتعشي عليه الحوت صدقاا على عضيماتوو واللى يقولك نموت شهيد غريق او غالط يعيد حساباتوو هذا انتحاااار كاهوش شهادة
عتذر اختى والله الاشارة موصلتنيش
تحياتى
 
السيسى قاتل السيسى قاتل السيسى قاتل السيسى قاتل السيسى قاتل السيسى قاتل السيسى قاتل السيسى قاتل السيسى قاتل
السيسى قاتل السيسى قاتل السيسى قاتل السيسى قاتل السيسى قاتل السيسى قاتل السيسى قاتل السيسى قاتل السيسى قاتل
السيسى قاتل السيسى قاتل السيسى قاتل السيسى قاتل السيسى قاتل السيسى قاتل السيسى قاتل السيسى قاتل السيسى قاتل
السيسى قاتل السيسى قاتل السيسى قاتل السيسى قاتل السيسى قاتل السيسى قاتل السيسى قاتل السيسى قاتل السيسى قاتل
السيسى قاتل السيسى قاتل السيسى قاتل السيسى قاتل السيسى قاتل السيسى قاتل السيسى قاتل السيسى قاتل السيسى قاتل
السيسى قاتل السيسى قاتل السيسى قاتل السيسى قاتل السيسى قاتل السيسى قاتل السيسى قاتل السيسى قاتل السيسى قاتل
السيسى قاتل السيسى قاتل السيسى قاتل السيسى قاتل السيسى قاتل السيسى قاتل السيسى قاتل السيسى قاتل السيسى قاتل
السيسى قاتل السيسى قاتل السيسى قاتل السيسى قاتل السيسى قاتل السيسى قاتل السيسى قاتل السيسى قاتل السيسى قاتل
السيسى قاتل السيسى قاتل السيسى قاتل السيسى قاتل السيسى قاتل السيسى قاتل السيسى قاتل السيسى قاتل السيسى قاتل
السيسى قاتل السيسى قاتل السيسى قاتل السيسى قاتل السيسى قاتل السيسى قاتل السيسى قاتل السيسى قاتل السيسى قاتل
ربي يهديه وخصوصا بعد الانقلابات الاخيرة اللي حدثت في مصر عندك الصح اخي
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عدنا والعود احمد ان شاء الله
الله يغليك يارب، الجمال جمال قلوبكم وعيونكم لدا ترون الامور هكذا
كل الشرف لي غاليتي
يشرفني كثيرا جدا كلامك غاليتي واتمنى اني عند سحنه ان شاء الله يارب، وانتم للطف عنوان والله

الله يحيي اصلك يارب
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الحكومة لا دخل لها فيما يحدث لشباب اليوم ولا دخل للحكومة في هروب الشباب ولا حال البلاد اليوم
البلاد تقوم بشعبها، وان كانت الحكومة فاسدة فالشعب وللاسف اكثر فسادا الا من رحم ربي الله يهدينا ويهديهم وكل امة محمد صل الله عليه وسلم
ارزاقنا ليست بيد الحكومة والمال ليس كل شيء، نحن وللاسف اصبحنا نظن ان الحكومة هي من ستوفر لنا الوظيفة لكن ارزاقنا وكل شيء من الله عز وجل وسبب كل مايحدث هو بعدنا عن الله، الله يهدينا بس
بالنسبة لي، لا يوجد ما يسوغ لاولئك الشباب فعلتهم الله يغفر لهم ولكل اموات المسلمين ان شاء الله يارب
نحن وللاسف نتوكل على الحكومة اكثر من توكلنا على الله عز وجل، ونظن ان انجازاتنا هي من صنعنا
نسينا ان التوكل يكون على الله فقط، ويوجد من يبيعون السجائر وغيره ويعللون ذلك بسبب البطالة وحالة البلاد
هل جربتم التوكل على الله عز وجل؟؟؟ ان تثقوا بما كتب الله لكم؟؟؟ ان تعودوا اليه وان تتركوا ما حرم لكم؟؟؟
ادا ترك العيد شيئا لله سيعوضه الله باحسن منه
ومن الاخير حالنا سيبقى على حاله ماذمنا نعرض عن الله ولا نلجا لله ولرب البشر وانما للبشر
ومن اعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا، هذه هي حالنا الله يصلحنا ويهدينا ان شاء الله يارب

يقولون لا حل، لكن يوجد حل وحيد فقط العودة لله عز وجل وان تعيش حياتك مع الله وسترى الفرق الكبير الله يهدينا يارب

وفيما يتعلق بالهجرة غير الشرعية وحكم الدين فيها، أقر الدكتور داود بتحريمها وعدم جوازها، لعدة أسباب، أولها: أنها تحمل المذلة لصاحبها طيلة مدة رحلته، سواء عبر البحر أو الحدود البرية، حيث يواجه العديد من المواقف المُذلة والمُهينة، مصداقًا لقوله صلى الله عليه وسلم :" لا ينبغي للمسلم أن يُذل نفسه" ، قالوا : وكيف يُذل نفسه؟ قال: "يعرض نفسه من البلاء لما لا يطيق " (الترمذي) وفي رواية أخرى قال: "من أعطى الذلة من نفسه طائعاً غير مكره فليس منا" (الطبراني).

أما السبب الثاني لتحريم الهجرة غير الشرعية، فيتمثل فيما تحمله من مخاطر التهلكة، سواء بالموت أو الاعتقال، علمًا بأن الفقر والحاجة والعوز لا يمكن الوقوف عندهم كمبرر للوقوع في هذه الجريمة، مصداقًا لقوله سبحانه وتعالى: } وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ{ )البقرة: 195( وفي موضع آخر: }وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا{ (النساء: 29 ) ومن ثمّ فلا تجوز الهجرة غير الشرعية.

المصدر: حكم الهجرة غير الشرعية - الملتقي الفقهي

الوقفة الأولى: حكم السفر والإقامة في ديار الكفر

دار الكفر هي التي يحكمها الكفار وتجرى فيها أحكام الكفر، ويكون النفوذ فيها للكفار وهي نوعين:
1- بلاد كفار حربيين؛ أي بينهم وبين المسلمين حرب.
2- بلاد كفار مهادنين بينهم وبين المسلمين صلح وهدنة.


أما حكم السفر والإقامة في ديار الكفر فعلى التفصيل التالي:
أولاً: اشترط أهل العلم فيمن يسافر أو يقيم في ديار الكفر شرطين هما:
الشرط الأول: أن يكون عنده علم يدفع به الشبهات؛ لأن الكفار يوردون على المسلمين شبهات في دينهم، قال - تعالى -: إِنْ تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا يَرُدُّوكُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ [آل عمران: 149]، وذلك حتى يصير المسلم شاكًا متذبذبًا في دينه، كما قال قائلهم: «لا تحاولوا أن تخرجوا المسلم من دينه إلى دين النصارى، ولكن يكفى أن تشككوه في دينه؛ لأنكم إذا شككتموه في دينه سلبتموه الدين وهذا كاف».
الشرط الثاني: أن يكون عنده دين يحميه من الشهوات، فإذا انعدم دينه، سقط في بحر الرذائل الذي تموج فيه تلك البلاد من شرب للخمر وتعامل بالربى، والزنى بالنساء -والعياذ بالله-.


ثانيًا: قسم أهل العلم السفر والإقامة بين الكفار إلى أربعة أقسام:
القسم الأول: أن يكون السفر مأمورًا به شرعًا وصاحبه مجاهد في سبيل الله حتى يرجع، وذلك إذا كان الذهاب إلى الكفار بقصد الدعوة إلى الله أو تعلم ما هو وسيلة إلى مرضاة الله وخذلان أعدائه. الدليل على ذلك:
1- سفر النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى أهل الطائف يعرض الإسلام عليهم، وكانت كلها دار كفر في ذلك الوقت.
2- بعث الرسول - صلى الله عليه وسلم - بالرسل إلى ملوك أهل الأرض ومن حولهم وهم كفار، فقد بعث عبد الله بن حذافة السهمي إلى كسرى ملك الفرس، ودحية الكلبي إلى قيصر- وهو هرقل- ملك الروم، وحاطب بن أبي بلتعة إلى المقوقس ملك مصر، وشجاع بن وهب بن أسد بن خزيمة إلى الحارث بن أبي شمر الغساني ملك عرب النصارى، وسليط بن عمرو العامري إلى هوذة بن علي الحنفي، وعمرو بن أمية الضمري إلى النجاشي ملك النصارى بالحبشة.


القسم الثاني: أن يكون السفر مباحًا، وهو من كان سفره لحاجة دنيوية كتجارة أو علاج أو طلب العلم الدنيوي النافع للمسلمين، بشرط أن يتوافر فيه الشرطان السابقان، فيكون عارفًا لدينه بأدلته آمنًا من الفتنة مظهرًا لدينه وذلك بعداوة الكفار والبراءة منهم، قادرًا على التأثير في الكفار دون التأثر بهم. الدليل على ذلك:
سفر النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى الشام في تجارة يدل على جوازه. وقد يُعترض على هذا الدليل: بأن سفره - صلى الله عليه وسلم - للتجارة كان قبل النبوة فليس فيه حجة. ويُقال: بأن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يتدنس قبل النبوة بحرام، ولا اعتذر عن ذلك حين بُعِثَ ولا منع أحدًا من الصحابة في حياته، ولا منع ذلك أحد من خلفائه بعد وفاته، فقد كانوا يسافرون في فك الأسرى، وفي حمل الرسائل إلى ملوك أهل الأرض، فقد أرسل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عثمان بن عفان - رضي الله عنه - إلى أهل مكة وهم أهل حرب للإسلام والمسلمين، فدل ذلك كما قال القرطبي - رحمه الله - على أن السفر لغرض مباح يكون مباحًا ولغرض مستحب يكون مستحبًا.


القسم الثالث: أن يكون سفره حرامًا وكبيرة من كبائر الذنوب: وذلك من كان سفره لحاجة دنيوية وهو عارف لدينه بأدلته آمن من الفتنة، ولكنه غير قادر على إظهار دينه، وتأدية شعائر الإسلام علانية وبحرية تامة، من فعل للواجبات وترك للمحرمات، وإظهار البغض والعداوة للكفار والبراءة منهم، ويجب أن يعلم المسلم أن المراد بإظهار الدين ليس معناه أن يُترك الإنسان يصلي ولا يقال له اعبد الأوثان فإن اليهود والنصارى لا ينهون من صلى في بلدانهم ولا يكرهون الناس على أن يعبدوا الأوثان- غالبًا- بل المقصود هو التصريح للكفار بالعداوة والبراءة من دينهم، كما قال - تعالى -حاكيًا عن إبراهيم - عليه السلام - ومن معه: قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ [الممتحنة: 4]، وقال - تعالى -: وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلاَّ مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ [البقرة: 130]. الدليل على ذلك:
1- قوله - تعالى -: إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلاَئِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا (97) إِلاَّ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلاَ يَهْتَدُونَ سَبِيلاً (98) فَأُولَئِكَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَفُوًّا غَفُورًا [النساء: 97- 99].
2- عن جرير بن عبد الله - رضي الله عنه - قال: بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سرية إلى خثعم فاعتصم ناس منهم بالسجود فأسرع فيهم القتل، فبلغ ذلك النبي - صلى الله عليه وسلم - فأمر لهم بنصف العقل، وقال: «أنا بريء من كل مسلم يقيم بين أظهر المشركين». قالوا: يا رسول الله، لم؟ قال: «لا تراءى نارهما». (رواه أبو داود والترمذي وحسنه الألباني). وجه الدلالة: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أرسل سرية إلى قبيلة خثعم وكان بالقبيلة مسلمون يخفون إسلامهم عن قومهم المشركين فخافوا أن يقتلهم المسلمون ظنًا منهم أنهم من المشركين فاعتصموا بالسجود، فظن المسلمون أنهم سجدوا لغير الله فقتلوهم فأمر لهم النبي - صلى الله عليه وسلم - بنصف الدية لأن هلاكهم كان لجناية أنفسهم بمقامهم بين ظهراني الكفار فلم يعرفهم إخوانهم المسلمون، وبجناية المسلمين عليهم، ثم قال - صلى الله عليه وسلم -: «أنا بريء من كل مسلم يقيم بين أظهر المشركين»، ثم بين العلة بقوله: «لا تراءى نارهما» أي: لا يمكن التفرقة بينهما.
3- عن سمرة بن جندب - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من جامع المشرك وسكن معه فإنه مثله». (رواه أبو داود وحسنه الألباني)، فالحديث محمول على من لم يستطع إظهار دينه. القسم الرابع: أن يكون السفر ردة وخروجًا عن الإسلام، وهذا ينطبق على من رضي كفر الكافرين وأظهر الموافقة لهم، ومدح ما هم عليه من كفر واستحسن ذلك فوالاهم موالاة المحب لمحبوبه وركن إليهم وأنس بقربه منهم ولم يتميز عنهم بتحريم الحرام وتحليل الحلال فهو منهم. والدليل على ذلك: قوله - تعالى -: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ [المائدة: 51]، وقوله: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ [الممتحنة: 1].


الوقفة الثانية: إلى أي الأقسام ينتمي هؤلاء المهاجرون؟

بعد أن ذكرنا أقوال أهل العلم في حكم السفر والإقامة في ديار الكفر، يتضح أن الغالبية العظمى من المهاجرين إلى ديار الكفر قد انتفى في حقهم الشرطان السابق ذكرهما أو شرط واحد منهما، كما أن من توافر في حقه الشرطان فكثير منهم لا يستطيع إقامة شعائر دينه بحرية في تلك البلاد، وليس أدل على ذلك من قيامهم بأعمالٍ محرمة في غالب الأحيان مثل بيع الخمور ولحم الخنزير، والمجلات الجنسية، ومنهم من يترك الصلاة بالكلية بدعوى عدم وجود وقت يصلى فيه أثناء العمل، ومنهم من يترك الجمعة بدعوى عدم وجود مساجد قريبة من مسكنه وعدم سماعه للأذان، ومنهم من يقدم على الزواج بالمشركات زواجًا مؤقتًا بغرض الحصول على الإقامة، ومن ثم فكثير من هؤلاء يكون سفره حرامًا وكبيرة من كبائر الذنوب، ولاسيما أن ديار الكفر ما فتئت تضيق على الإسلام والمسلمين، والدليل على ذلك ما قامت به فرنسا من حظر ارتداء الحجاب في مدارسها، وكذلك ما فعلته الدانمارك والنرويج من الاستهزاء بنبينا محمد - صلى الله عليه وسلم -، ثم تبعتهما كثير من الدول الأوربية، بل هناك من يسافر إلى ديار الكفر فتتلقفه أيديهم ويصنع على أعينهم ليكون أحد دعاة التغريب في بلاد المسلمين.

الوقفة الثالثة: حكم الغرقى منهم

ثار جدال واسع بين فضيلة المفتي وغيره من العلماء والكتاب حول حكم هؤلاء الغرقى؛ فكان هناك إفراط وتفريط، فمنهم من وصمهم بالطمع وبأنهم ليسوا بشهداء، ومنهم من حكم لهم بالشهادة مستدلاً بقوله - صلى الله عليه وسلم -: «الغريق شهيد». (رواه ابن عساكر في تاريخه وصححه الألباني في صحيح الجامع)،
وبقوله - صلى الله عليه وسلم - أيضًا: «الشهداء خمسة: المطعون، والمبطون، والغريق، وصاحب الهدم، والشهيد في سبيل الله». (أخرجه البخاري ومسلم).
والصحيح في المسألة أن نذكر الضوابط التالية:


الأول: لكي يحكم لشخص بالشهادة فلابد من أمرين:
1- الإسلام: فلا يحكم لكافر بالشهادة إذا غرق، حيث إن الشهيد تجب له الجنة والكافر محروم منها، فلا شهادة لكافر، قال - تعالى - حاكيًا عن فرعون: حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ (90) آلآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ (91) فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ [يونس: 90- 92].


2- أن يكون سفره سفر طاعة: فلا يحكم لمن مات متلبسًا بالمعصية وقد تحقق فيه سبب من أسباب الشهادة كالغريق مثلاً بالشهادة، فإذا صحب رجل امرأة ليزني بها فسقطت سيارته في البحر فمات الاثنان فلا يقال عنهما شهداء؛ لقوله - صلى الله عليه وسلم -: «يُبعث المرء على ما مات عليه».

الوقفة الرابعة: الأسباب التي أدت إلى هذه الحادثة

1- قلة علم هؤلاء بحكم الشرع في مسألة السفر إلى ديار الكفر والإقامة بها.
2- الانبهار بما عند الغرب من وسائل التقدم والتي جعلت قلوب كثير من الشباب تهفوا إلى إيثار ديار الكفر على ديار الإسلام في العمل واكتساب الرزق مع ما تتمتع به دول إسلامية كثيرة من مصادر للرزق جعلت الغربيين والآسيويين يتطلعون للعمل بها.
3- تقصير الآباء في تربية أبنائهم وتنشئتهم النشأة الإسلامية الصحيحة، وتفقدهم في حياتهم، فقد قال والد أحد الضحايا: «لم أعلم بسفر ابني إلا حينما علمت بوفاته غرقًا »!!
4- ضعف الإيمان في نفوس كثير من الناس، وخاصة إيمانهم بأن الله هو الرزاق، فاعتقدوا أن مكثهم في ديارهم لن يأتيهم بالرزق مع أن كثيرًا من الشباب لم يغادروا بلادهم ومكثوا فيها ورزقهم الله - عز وجل - الرزق الوفير، ولم يتوفر لهم من الأموال ما لهؤلاء الفارين من ديارهم، فقد دفع الواحد منهم أكثر من ثلاثين ألفًا من الجنيهات ثمنًا لفراره من بلده وسفره إلى ديار الكفر، ولو قاموا باستثمار هذا المبلغ في بلدهم وتوكلوا التوكل على الله لكفاهم الله - عز وجل - حيث يقول: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ [الطلاق: 2، 3].
5- مخالفة ولي الأمر: فيجب طاعة ولي الأمر فيما ليس بمعصية، وحيث وضع ولي الأمر قواعد لتنظيم خط السير في الطرق برًا وبحرًا وجوًا، فيجب على الجميع احترامها، وهذا ما لم يحدث من أصحاب المراكب التي لا يرخص لها بالإبحار في أعالي البحار لعدم صلاحيتها لذلك، وكذا لقيامهم بتحميلها أكثر من سعتها ولاستخدامها في غير الغرض المرخص لها به- وهو صيد الأسماك- وقد طاوعهم الشباب في ذلك مع علمهم بخطورة وسيلة المواصلات هذه على أرواحهم مما جعلهم مقصرين في الحفاظ على أنفسهم مخالفين قوله - تعالى -: وَلاَ تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ [البقرة: 195].
6- التقصير في مراقبة المتاجرين بآمال الشباب ومحاسبتهم وردعهم فلولي الأمر تعزيرهم على فعلهم وإلزامهم الدية لقتلهم هؤلاء الشباب، أو إيقاع القصاص بهم إذا ثبت تعمد إلقائهم في البحر خوفًا من السلطات الإيطالية.

7- عدم إحياء بيت مال المسلمين ومساعدة الشباب بتوفير سبل الحياة الكريمة لهم في بلادهم بدلاً من البحث عنها في ديار الكفر. وفي النهاية نسأل الله - عز وجل - أن يرزق شباب المسلمين العلم النافع والعمل الصالح، وأن يوفق ولاة أمور المسلمين لما يحب ويرضى، والله الموفق.


رابط المادة: وقفات شرعية مع ظاهرة الهجرة غير الشرعية - طريق الإسلام

ارجو تقبل مروري
تحياتي احترامي وتقديري لشخصكم الكريم الطيب
في امان الله وحفظه
انا من وجهة نظري فالحكومة لهادخل في هذا الامر نحن نعلم بأن الشباب أخطؤواولكن الأمهات ما ذنبهم الحكومة أخطأت عندما لم تقم بواجبها
اتجاه هذا الوطن وهؤلاء الشباب عندما لم تتخذ حلولا ردعية لهذا السلوك حينما لم تضع قوانين صارمة تمنع الهجرة وتعاقب بشدة فاعلها
حينما لم تشدد الحراسة على اغلب الشواطئ التي تحدث على مستواها الهجرة كل هذا يعود للحكومة
الا يجب على الحكومة ان تضبط القوانين وتحافظ على السلم وتنضم العيش
لا انكر ان شباب اليوم بعيدون كل البعد عن الدين وانهم ارتكبوا جرما لا يغتفر ولكن حينما تركتهم الدولة يقومون بما يشاؤون
هاهي الان تفقد شبابها في صمت وهاهي الامهات تولول على اولادهم
كل من الشباب والحكومة مذنبون
الا ان الحكومة اذنب لعدم اتخاذها الحلول فعملوها الاساسي غير كسب الاموال وبناء القصور والسياحة وشراء السيارات ...الخ.....
هو الحكم بين الناس بالعدل والقضاء على كل المشاكل في الدولة
فهل قامت دولتنا بالحد من هذه المشكلة بل وهل التفتت لهذا الموضوع أصلا؟
شكرالك اختي على مناقشتك الرائعة
واطرائاتك المفيدة
احييك
 
1- ماهو رأيك الخاص في هجرة الشباب نحو الضفة الغربية
لايي في الموضوع كراى اي انسان مسلم
اى شئ قد يادى بحياته ويضر بعائلة لا ولا والف لا


هل لأوضاع الجزائر الداخلية سبب في ذلك؟
لا اختى الموضع في الجزائر الةضع في عقولهم اللى يقول مكانش يكون كاذب نحن من نخلق الفرص وليس من تاتى الينا والمشكل ماهوش فقط فى الجزائر في معضم الدول


3- ما هو الحل الذي يمكن اتخاذه؟
الاصح انوو تتخذ الدول سياسية مشتركة سياسة ارداعية بسن مجموعة من القوانين الردعية اللى بمقتضاها اللى يشدووه يعطهو طريحة الكلاب حشي السامعين باه يخلى يماه تتكوى الهنا مش عارفة وصل ولا قتلوه ولا كلاتوو الحوت وي يروح معاق ذهنياا لازملوو اعادت تاهيل
والله تشوفي الاهالى كيفاه يبكوو على ولادهم اللى راحولها زوج ولي عوينة وحدة ولى ولى ....
وراح ظن انوو راح يتهنى والله ميتهنى ودعموع وحرقة الوالدين كيفاه يشوف في ناس وصلوو ثم ايه طلعوو قراوو خدموو عندهم نيفوو تزهرتلهم الله غالب عندهم الزهر
والى معندوش معليش يتعشي عليه الحوت صدقاا على عضيماتوو واللى يقولك نموت شهيد غريق او غالط يعيد حساباتوو هذا انتحاااار كاهوش شهادة
عتذر اختى والله الاشارة موصلتنيش
تحياتى
أوقن يقينا تاما بأن الشباب أخطؤوا عندما قصدوا البحر هاربين الى الضفة الاخرى كأنهم هاربون من الجحيم
ولكن كذلك أعتقد بأن الحكومة لها يد في ذلك لما يجب عيها من اتخاذ هلول لهذه المشكلة لان هذا اولا اخرا واجبها
شكرا لك اختي على المرور العطر
والمشاركة القيمة
والاطراءات المفيدة
احييك
 
انا من وجهة نظري فالحكومة لهادخل في هذا الامر نحن نعلم بأن الشباب أخطؤواولكن الأمهات ما ذنبهم الحكومة أخطأت عندما لم تقم بواجبها
اتجاه هذا الوطن وهؤلاء الشباب عندما لم تتخذ حلولا ردعية لهذا السلوك حينما لم تضع قوانين صارمة تمنع الهجرة وتعاقب بشدة فاعلها
حينما لم تشدد الحراسة على اغلب الشواطئ التي تحدث على مستواها الهجرة كل هذا يعود للحكومة
الا يجب على الحكومة ان تضبط القوانين وتحافظ على السلم وتنضم العيش
لا انكر ان شباب اليوم بعيدون كل البعد عن الدين وانهم ارتكبوا جرما لا يغتفر ولكن حينما تركتهم الدولة يقومون بما يشاؤون
هاهي الان تفقد شبابها في صمت وهاهي الامهات تولول على اولادهم
كل من الشباب والحكومة مذنبون
الا ان الحكومة اذنب لعدم اتخاذها الحلول فعملوها الاساسي غير كسب الاموال وبناء القصور والسياحة وشراء السيارات ...الخ.....
هو الحكم بين الناس بالعدل والقضاء على كل المشاكل في الدولة
فهل قامت دولتنا بالحد من هذه المشكلة بل وهل التفتت لهذا الموضوع أصلا؟
شكرالك اختي على مناقشتك الرائعة
واطرائاتك المفيدة
احييك
انا لم اقل ان الحكومة بريئة، قلت هي فاسدة لكننا اكثر فسادا
وهل الحكومة من قالت لهم ادهبوا؟؟ كل واحد مسؤال عن نفسه وعن قرارته اختي الغالية
وهل الناس تستمع للقانون؟
بالنسبة لي ان كنا لا نقدر انفسنا باتباع اوامر الله عز وجل والابتعاد عن نواهيه، هل سنقدر اي احد اخر ؟؟؟ او هل سنستمع لاي احد اخر ؟؟
توجد قوانين ان لم يردعهم كلام الله هل سيردعهم شيء اخر؟؟
لا لن يفعل ولن يستطيع اي شيء عن ردعهم
الله يهدينا ويهديهم ان شاء الله
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top