الرحمة'بالناس'خلق'عظيم

الطيب الجزائري84

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
14 جوان 2011
المشاركات
4,033
نقاط التفاعل
4,408
النقاط
191
العمر
39
الجنس
ذكر
الرحمة بالناس خلقٌ عظيم


واقرأوا قول ربنا -تبارك وتعالى-: ﴿فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّـهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ إِنَّ اللَّـهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ﴾[آل عمران:159]، فأمر نبيه -صلى الله عليه وسلم- هنا بثلاثة أشياء:
الأول: العفو عمن أخطأ وجهل وتجاوز في حقه -صلى الله عليه وسلم- قال: ﴿فَاعْفُ عَنْهُمْ﴾.
والثانية: ﴿وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ﴾ وأنت إذا عفوت، طابت نفس المعفو عنه وأحبك، فإذا سمعك تدعو له، ازداد محبة لك، إذا سمعك تستغفر له ازداد قربًا منك، فكيف إذا أنت بادرت بعد هذا كله، وأظهرت له أن هذا الأمر الذي حصل منه لم يؤثر فيك، فأظهرت له الود والصفاء والمحبة، بل جعلته كأخيك القريب، وأدنيته، وأخذت تهمس في أذنه، وتشاوره في بعض الأشياء، ولو لم يكن إلا لتطييب نفسه، فإنه يشعر بهذا بالقرب منك، وأن كلامه، أو فعله، أو موقفه الذي وقفه ما أثر فيك، فحينئذٍ يقبل عليك، وهذا الذي أقبل بالناس على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ولنا فيه الأسوة الحسنة -صلوات الله وسلامه عليه- ونحن يقع بيننا وبين أبنائنا، وبيننا وبين إخواننا، وبيننا وبين زملائنا، وبيننا وبين طلابنا، يقع شيء من هذا الإنسان، يقع منه محل النسيان، ومحل التقصير، يقع منه، فلا بد من الاستشعار لهذا الخلق العظيم، وهو الرحمة بالناس حتى يروا أنك إنما أردت الخير لهم، فإنما تريد إيصال العلم لمن لا يعلم، وتذكير من يعلم ونسي، فإذا رأوا منك ذلك أقبلوا عليك، واتخذوك أخًا ووثقوا بك، واتخذوك ناصحًا مشفقًا يستشيرونك دائمًا وأبدًا، أما إذا كنت فظًا نفروا منك، وهربوا وتولوا، بل ربما تكون السبب أنت أحيانًا في نفار بعضهم.

الشيخ:
محمد بن هادي المدخلي

المصدر'موقع'ميراث'الأنبياء
 
جزاك الله خير واثابك الجنّة ان شاء الله
واصل يا غالي على درب الفائزين برضى الله
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top