مما راق لي /اوجاع البنفسج/

الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.

Jorh

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
27 سبتمبر 2020
المشاركات
1,028
نقاط التفاعل
2,408
النقاط
71
محل الإقامة
في قلب اقزامي
الجنس
أنثى
  • ‏عودة الزنابق‬ :

للمرة الثانية وقفت تحدّق بالأوراق التي كانت أمامها، وتنظر للقـلم الذي ستوقع به . بأصابع مترددة قلّبته بين أصابعها، وأخيراً قررت التوقيع على وثائق عقدالزواج الثاني .
التفتـت نحـــو الرجــــل الجالس أمامها وهو يقول: نعم أقبل الزواج بها على المهرالمسمى . ويحين دورها لقول : نعم موافقة . وتــُقرأ الفاتحة من جديد وينتهي التوقيع .
ويأخذ الرجل جميع الأوراق . اسم جديد ، زوج مختلف ، حياة أخرى.
مدّ يــده يصافحها، قدّمت له أصابع باردة ترتجف ، غريب هو ذلك الشعور .. أتــــُراها قد وجدت ضالتها أخيرًا ؟
تحُس بها تسري ككهرباء تختلج مع نبضات القلـــب الخجول.. والخدّ الدافئ مبهورة متقطعة الأنفاس.. هل يعقل أن يمحو هذا العرق البارد المتصبب من بين أصابعها ، كل ماضٍ كان بكل مــا فيه بحلوه ومره.
هذه العيون الدافئة التي تحدق بها وبكل شكر، أجل يقول لها أشكرك لأنـــك زوجتي ؛ لأنك سبب في سعادتي ، لأنك فـرح يرقص في ليالي الوحدة.
مضى وقت طويل نسيت هي خلاله ، كيف يشرق الدمع مـع الفرح كيف يتلعثم الحزن ويتراجع مخـــذولاً، وقد عمّت البهجة أركان هذا الجسد المتنقل بخفة.. يــُراقص النـــور، يدغـــدغ حفيف ثـــوب الساتان المطرز
ترقص هي كسندريلا تـــاهت عــن حبيب، والتقـتـه أخيرًا.

كل شيءٍ إلى زوال، ذلك السواد العظيم... ليــــالي الوحـــــدة الألم، الندم،كل التضحيات الماضية،كل آهات الأمس باتت ذائبة كزبد البحر تلاشت واضمحلت.. وبدأ عهد جديد ، لتنبت فيـــــه كل الزنابق التي روتها ولكن في غير بحر








‏كزبد البحر‬ :
لاشيء يبدو على حقيقته هذا المساء الدافىء الساحر وكأنه عالم خيالي ، وقد شعت اضواء الميناء وبعض من قوارب وسفن .. كأنها تاهت في عرض البحر ، فرمت كلٌ مرساتها وعلِقتْ على سواحل الاحمر ..
مقتربة من اليابسة بحذر. ومن بعيد المح اضواءها المنعكسة في مياه ضاعت في حلكة الليل ..
غريبة عني اسيرة البعد ، لاتحرك بي الا الحزن الساكن قبل الميلاد !
جئت ووجدت ان لي حصة من هذا الحزن المتوارث على المدى البعيد .
لا زلت اعيشه وسأبقى احمله اعلّقه كمفاتيح للقلب الموجع .
ما عادت دموع العين ترثيه ، وكلما حاولوا تهميشه اجده يتعملق في داخلي .. هكذا صرت اراه ، يأخذ متسعاً كبيراً لنفسه .. يُخرِج آهات حّرى مع الزفير يعود ليغفو ويستقر في اوردة تحتاجه مع الشهيق ..
من قال انه قد فارقني ذات يوم .. رغم اني وجدت في توأمه ما يعوضني عن حرماني ، من الصحو بين ذراعيه .. استلقي على حشائشه .. واغترف ترابه اشتمه ..
كم هي لذيذة نسائمه ..
ازرع بذوري وانثرها في اخاديده .. القي شباكي في بحره ... الملم اصدافه اسمع وشوشاته..
من سبق لهم وعاشوا وماتوا وما ظل منهم سوى ذرات تتطاير مع رذاذ البحر وحفنات من رماله ..
حكايات وحكايات ، سبق لها وان اخبرتني بها ذات طفولة مضت عابرة .. !
حتى انا ما زلت ابحث عنها في الخرافات .. اتمنى لو كانت حقيقية ، امد يد صداقة بحثاً عمن سكنت حلمي .. حورية بحر تاهت بين امواجه ..
ولا زلت ضائعة عن حدود لهذا الوطن الذي اسكنته قلبي ... وماسكنته !
ويحك ايها البحر ..
على قدر جمالك على قدر ما تبعث في النفس لواعج واشواق .. وقد ينتهي الليل ويرحل ، ولكن يبقى البحر حيث هو دائماً .. يحمل على عاتقه ابتلاع كل ما نلقي فيه من حنين وحنين ...
يحمل بقلبه كل عذاباتنا .. دموعنا .. وزفرات الالامنا .
ويحمل معه ايضاً بهجة وفرحاً .. حلماً وامنيات نتوق اليها .
كنا ولا زلنا عاشقين لك يا بحر ...!!
حمّلتك امانة فلتلقها على شواطئه المزروعة هناك كباسقات النخيل وهز جذوعها بأنفاسي وكل احساسي لتمر عليه..
على اجنحة النوارس المهاجرة ..
ليعرف اني لا زلت اشتاقه اناظره.. يا بحر
 
بورك على الكلمات القيمة و الهادفة التي كتبها من يدك كانت نبراسا في المنتدى
 
الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top