يا مقلِّبَ القلوبِ ثبِّت قلبي على دينِكَ

خووخه

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
14 أكتوبر 2014
المشاركات
1,899
نقاط التفاعل
3,664
النقاط
986
محل الإقامة
السعودية
الجنس
أنثى
image131256.html


نحن حقّا نعيش في زمن الفتن
وما أكثرها
تتلاطم أمواج الحياة وتلطمنا بكل ما هو غريب وقبيح وفاضح
منّا من أخذته تلك الأمواج بعيدا عن عالمه الأصلي وغرق في لُججها
ومنّا من لا يزال يُصارع تلك الأمواج المخيفة
ومنّا من استطاع صدها بقوة إيمانه بالله وثباته على الحقّ
فاللهم الثبات الثبات على دينك حتى الممات😭
وما أحوجنا في زمن الفتن هذا أن نُكرر هذا الدعاء:

يا مُقلِّبَ القلوبِ ثبِّت قلبي على دينِكَ
.....

عن أَنَسٍ رضى الله عنه قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ: " يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ"، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، آمَنَّا بِكَ، وَبِمَا جِئْتَ بِهِ، فَهَلْ تَخَافُ عَلَيْنَا؟ قَالَ: " نَعَمْ، إِنَّ الْقُلُوبَ بَيْنَ أُصْبُعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ اللَّهِ، يُقَلِّبُهَا كَيْفَ يَشَاءُ"
(صححه الألباني في صحيح الترمذي)

وعن شهر بن حوسب قال: قُلتُ لأمِّ سلمةَ : يا أمَّ المؤمنينَ ما كانَ أَكْثرُ دعاءِ رسولِ اللَّهِ ﷺ إذا كانَ عندَكِ ؟ قالَت : كانَ أَكْثرُ دعائِهِ : "يا مُقلِّبَ القلوبِ ثبِّت قلبي على دينِكَ ، قالَت : فقُلتُ : يا رسولَ اللَّهِ ما أكثرُ دعاءكَ يا مقلِّبَ القلوبِ ثبِّت قلبي على دينِكَ ؟ قالَ : يا أمَّ سلمةَ إنَّهُ لَيسَ آدميٌّ إلَّا وقلبُهُ بينَ أصبُعَيْنِ من أصابعِ اللَّهِ ، فمَن شاءَ أقامَ ، ومن شاءَ أزاغَ، فتلا معاذٌ:{ رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا} )
( رواه الترمذي – صححه الذهبي ووافقه الألباني)

.....
لذا اخترت لكم خطبتين من خطب أئمة المساجد تتحدثان عن تقلّب القلوب
أسأل الله أن ينفعنا بها
وأن يكتب الأجر لهذين الخطيبين
ولكل من ينشر الحقّ في زمننا هذا
اللهم أحينا على ملّة الإسلام وأمتنا عليها
وثبّت قلوبنا على دينك
اللهم لا تُضلنا بعد هداية

(رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً ۚ إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ)
(آل عمران - 8)


image131257.html
يُتبــــــــــــــــع
⬇⬇⬇
 
يا مُقلّب القلوب
للشيخ هلال الهاجري

الخطبة الأولى:

الحمدُ للهِ، أفاضَ علينا مِن جَزيلِ آلائه أمناً وإيماناً، وأسبغَ علينا من كَريمِ ألطافِه مَنَّاً وإحسَاناً، أحمدُه تعالى وأشكرُه، وأتوبُ إليه وأستغفرُه، وأسألُه اللَّطفَ والتوفيقَ في أمورِ دينِنا ودنيانا..

اللهمَّ إنّا نسألُك باسمِك الأعظمِ الذي إذا دُعيتَ به أجبتَ، وإذا سئلتَ به أعطيتَ، أن تكشِفَ الغمَّةَ وتُصلِحَ حالَ الأمَّةِ، ونسألُكَ نعمةً تَدفعُ بها الِّنقمةَ، ومنحةً تبدِّدُ بها المحنةَ، وأَملاً يَدفعُ اليَأسَ، وفضلاً ونَصراً يرُدُّ البَأسَ..

اللهمَّ ارحَمْ العَبرةَ، وألهِمنا العِبرةَ، وأقِلِ العثرَةَ، وأزِلِ الحسرةَ، وأذهبِ السَّكرةَ، وأدِمْ الفِكرةَ، ولا تدَعنا في غَمرةٍ، ولا تأخُذْنا على غِرَّةٍ، واحفَظ بلادَنا وبلادَ المسلمينَ من كيدِ الكائدينَ وعُدوانِ المعتدينَ..

وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شَريكَ له، عزَّ ربَّاً رحيماً رحماناً، وجلَّ إلهاً كريماً منَّاناً، وأشهَدُ أنَّ نبيَّنا وسيدَنا محمَّداً عبدُ اللهِ ورسولُه، بعثَه للعالمين رحمةً وأماناً، وأنارَ به الطريقَ سنَّةً وقرآناً، وهدًى وفرقاناً، صلى اللهُ عليه وعلى آلِه وأصحابِه، أَكرِمْ بهم علماً وعمَلاً وعِرفاناً، والتابعينَ ومن تبعَهم بإحسانٍ يرجو رحمةً ورضوانًا، وجنَّةً وغُفراناً، وروحاً وريحاناً، وسلَّمَ تسليماً كثيراً ..


(يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) ..

أما بعد:
عَنْ أَنَسٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ: "يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ"، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ آمَنَّا بِكَ وَبِمَا جِئْتَ بِهِ، فَهَلْ تَخَافُ عَلَيْنَا؟، قَالَ: "نَعَمْ، إِنَّ الْقُلُوبَ بَيْنَ أُصْبُعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ اللَّهِ، يُقَلِّبُهَا كَيْفَ يَشَاءُ" ..

سنعلمُ أهميةَ وحقيقةَ هذا الدُّعاءِ، إذا سمعنَا قولَه تعالى:
(وَلَوْلاَ أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلاً * إِذاً لَّأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لاَ تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا) [الإسراء:74-75] ..
فإذا كانَ رسولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مع ما أُوتيَ من الإيمانِ واليقينِ- لا ثَباتَ له إلا بتثبيتِ اللهِ تعالى له على الدِّينِ؛ فكيفَ بنا نحنُ الضُّعفاءُ.. في زمانِ الفتنِ والصَّبرِ والغُرباءِ؟!

سنعلمُ حاجتنا إلى تَثبيتِ اللهِ تعالى، إذا علمنا أننا في زمانٍ الاستقامةُ فيه على الطَّاعةِ كقبض جمرةٍ بالكفِّ على مدارِ السَّاعةِ، "يَأْتِي عَلَىٰ النَّاسِ زَمَانٌ الصَّابِرُ فِيهِمْ عَلَى دِينِهِ؛ كَالقَابِضِ عَلَى الجَمْرِ"، والعجيبُ أن خروجَ روحِ المؤمنِ من جسدِه أهونُ عليه من أن يُلقيَ الجمرةَ من يدِه، وإذا رأينا الفِتنَ كقِطعِ اللَّيلِ يمشي فيها النَّاسُ عُمياناً، ولا يجدُ لهُ الصَّالحُ فيها على الهُدى والخيرِ أعواناً، قالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "بَدَأَ الإِسْلامُ غَرِيبًا، وَسَيَعُودُ كَمَا بَدَأَ غَرِيبًا، فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ؛ فمن لكَ غيرَ اللهِ، في زَمنِ الفِتنِ العمياءِ؟!"
نحتاجُ لتَثبيتِ اللهِ تعالى .. إذا رأينا لِحىً طويلةً كانتْ على السُّنَّةِ قد طارتْ، وثِياباً قصيرةً كانتْ فوقَ الكَعبينِ قد طالتْ، وبعضُ من بقيَ على ظاهرِه الجميلِ، أصبحَ مَشغولاً في القَالِ والقِيلِ، أو في التِّجارةِ والتَّحصيلِ، وبعدَ أن كانَ آمراً بالمعروفِ وناهياً عن المُنكرِ وللخيرِ دليلاً، أصبحَ إذا قامَ إلى الصَّلاةِ قامَ كَسلاناً ولا يذكرُ اللهَ إلا قليلاً، ورأيتَ من كانَ يدعو إلى الفضيلةِ، يدعو اليومَ إلى الرَّذيلةِ، ولأنَّه لم يصبرْ على الطَّريقِ، أمسى يُشوِّهُ معالمَ الطَّريقِ، ويطعنُ في الثَّابتينَ على الطَّريقِ،

(وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ) [العنكبوت:10]؛
فاللهمَّ يا مُقلبَ القلوبِ ثبتْ قلوبَنا على دينِكَ.

واشدُدْ يَدْيـكَ بحَبـلِ الله مُعتَصِمـاً *** فإنَّـهُ الرُّكْنُ إنْ خانَتْـكَ أركـانُ

نحتاجُ إلى التَّثبيتِ، لأننا نرى حرامَ الأمسِ، أصبحَ حلالَ اليومِ، ومفسدةَ الأمسِ، أصبحتْ مصلحةَ اليومِ،

عَنْ حُذَيْفَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- خَبِيرِ أَحَادِيثِ الفِتَنِ قَالَ: "إِذَا أَحَبَّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَعْلَمَ أَصَابَتْهُ الْفِتْنَةُ أَمْ لَا، فَلْيَنْظُرْ فَإِنْ كَانَ رَأَى حَلَالًا كَانَ يَرَاهُ حَرَامًا فَقَدْ أَصَابَتْهُ الْفِتْنَةُ، وَإِنْ كَانَ يَرَى حَرَامًا كَانَ يَرَاهُ حَلَالًا فَقَدْ أَصَابَتْهُ".

نحتاجُ إلى التَّثبيتِ .. إذا أصبحَ الغِناءُ فنَّاً شريفاً، وأفلامُ هوليوودَ أدباً عفيفاً، وأصبحَ الحكمُ الشَّرعيُّ يُبنى على ما كانَ عليه الأولونَ، من بابِ قولِه تعالى: (إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَىٰ أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَىٰ آثَارِهِم مُّقْتَدُونَ) [الزخرف:24].

نحتاجُ إلى التَّثبيتِ .. إذا رأينا خَتمَ الضَّوابطِ الشَّرعيةِ قد خُتمَ به كلُّ قَرارٍ، وليسَ في اللَّجنةِ عالماً شرعياً ليُستشارَ، وإنما هو مُسكِّنٌ لآلامِ الغيرةِ عندَ الأخيارِ، وما إن يُطبَّقُ القرارُ، حتى تَجدَ الضَّوابطَ ما لها من قَرارٍ،
قالَ تعالى:
(وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ) [البقرة:42].

نحتاجُ للثباتِ من اللهِ، إذا انشغلَ النَّاسُ بالجوَّالاتِ، وانتشرتْ فيه الإشاعاتُ، وفارقوا الدروسَ والمُحاضراتِ، وأقبلوا على المهرجاناتِ والمُبارياتِ، وانتشرَ فيه القطيعةُ وعقوقُ الوالدينِ، وتشبَّهَ به أبناءُ الإسلامِ بأعداءِ الدِّينِ .. وإذا هُجرَ كتابُ اللهِ تعالى وهو وسيلةُ الثَّباتِ العظمى التي ثبَّتَ اللهُ بها رسولَه -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:

(وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَٰلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا) [الفرقان:32].

نحتاجُ لتَثبيتِ اللهِ سبحانَه .. في زمنٍ قلَّ فيه القُدواتُ، وكَثرُ فيه الرُّويبضاتُ، يُتَّهمُ فيه الصَّادقُ الحريصُ على دينِه ووطنِه وشعبِه، ويمدحُ فيه الخائنُ ذو الوجهينِ لكذِبِه،

قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "قَبْلَ السَّاعَةِ سِنُونَ خَدَّاعَةٌ، يُصَدَّقُ فِيهِنَّ الكَاذِبُ، وَيُكَذَّبُ فِيهِنَّ الصَّادِقُ، وَيَخُونُ فِيهِنَّ الأَمِينُ، وَيُؤْتَمَنُ فِيهَا الخَائِنُ، وَيَنْطِقُ فِيهِنَّ الرُّوَيْبِضَةُ"، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ: وَمَا الرُّوَيْبِضَةُ؟، قَالَ: "السَّفِيهُ التَّافِهُ يَتَكَلَّمُ فِي أَمْرِ العَامَّةِ"، فيا مُقلِّبَ القلوبِ ثَبِّتْ قلوبَنا على دينِك.

نحتاجُ لتثبيتِ اللهِ -عزَّ وجلَّ-، في زمنٍ أصبحَ فيه دمُ المسلمِ هو أرخصُ سائلٍ على وجهِ الأرضِ، فهناكَ طردٌ من البلادِ وتشريدٌ، وهناكَ أَسرٌ في الهوانِ وتقييدٌ، وهناكَ القتلُ والتَّعذيبُ والإعدامُ، وهناكَ قد ذُبحتْ حمامةُ السَّلامُ، وهناكَ الاغتصابُ والحرقُ والإبادةُ، وهناكَ أطفالٌ لا يعرفونَ معنى السَّعادةٌ، خِلافاتٌ بينَ الأحبَّةِ والأصدقاءِ، ووِصالٌ مع المُجرمينَ الأعداءِ، مؤامراتٌ على الشُّعوبِ المُسلمةِ، يجتمعُ لحلِّها أصحابُ الأيادي المجرمةِ، وللأسفِ، فإنَّ مُنظماتِ حقوقِ الإنسانِ المزعومةَ، ليسَ في قاموسِها أن أرواحَ المسلمينَ معصومةٌ.


فعدلُهم ليسَ مع أهلِ الإسلامِ، كيفَ، وهم الخصمُ في القضيةِ والحُكَّامِ:
يا أَعدَلَ الناسِ إِلَّا في مُعامَلَتي *** فيكَ الخِصامُ وَأَنتَ الخَصمُ وَالحَكَمُ
إِذا نَظَرتَ نُيوبَ اللَيثِ بارِزَةً *** فَلا تَظُنَّنَّ أَنَّ اللَيثَ مُبتَسِمُ


نحتاجُ لتثبيتِ اللهِ سبحانَه .. إذا رأينا مُقدساتِنا في أيدي اليهودِ الظَّالمينَ، ونحنُ نشجبُ ونستنكرُ ونُدينُ، وإذا رأيتَ الغربَ الكافرَ هو من يتحكمُ بالعالمِ، والشَّرقُ الأوسطُ متعاونٌ مُطيعٌ مُسالمٌ، فهم الذينَ يُخطِّطونَ لمصلحتِنا، ويسعونَ لسعادتِنا، ويسهرونَ لراحتِنا، وصدقَ القائلُ:

إذا كانَ الغُرابُ دليلَ قَومٍ *** سَيهديهم إلى دَارِ الخَرابِ

بَارَكَ اللهُ لِي وَلَكُمْ فِي الْقُرْآنِ الْعَظِيْمِ، وَنَفَعَنِي وَاِيِّاكُمْ بِمَا فِيْهِ مِنَ الآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيْمِ، أقُوْلُ قَوْلِي هَذا وَأسْتَغْفِرُ اللهَ الْعَظِيْمَ لَيْ وَلَكُمْ وَلِسَائِرِ الْمُسْلِمِيْنَ وَالْمُسْلِمَاتِ فَاسْتَغْفِرُوْهُ إنَّهُ هُوَ الْغَفُوْرُ الرَّحِيْمُ.


الخطبة الثانية:

الحمدُ للهِ الذي يَسَّرَ لنا الأسبابَ المانعةَ من الضَّلالِ والافتتانِ، ووضَّحَ لنا الفِتنَ وبَيَّنَ لنا الأسبابَ التي نَتحصَّنُ بها أعظمَ بيانٍ، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شَريكَ له الملكُ المنانُ، وأشهدُ أن محمداً عبدُه ورسولُه المصطفى من بني عَدنانَ، صلى اللهُ عليه وعلى آلِه وأصحابِه صلاةً مستمرةً باستمرارِ الزمانِ، وسلمَ تسليماً كثيراً ..
أما بعد:

فيا أهلَ الإيمانِ: أخبرَ اللهُ تعالى في كتابِه بشرطِ التَّثبيتِ، وأنَّه خاصٌ بأهلِ الإيمانِ، فقالَ سبحانَه:

(يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ) [إبراهيم: 27]،
فليسَ بينَك وبينَ تثبيتِ اللهِ تعالى لكَ إلا الإيمانَ الصَّادقَ، والعملَ الصَّالحَ، ثُمَّ لا تضرُّكَ فتنةٌ ما دامتْ السمواتُ والأرضُ (فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ) [غافر:55].

ولا يَغُرنَّكم في طَريقِ البَاطـلِ، كَثرةَ الهالكينَ، ولا يُوحِشنَّكم في دَربِ الحقِّ قِلَّةَ السَّالكين؛ فمن صدقَ مع اللهِ تعالى صدقَ اللهُ تعالى معه، ومن ذاقَ حقَّاً حلاوةَ الإيمانِ، فليسَ عليه خوفٌ من فِتنِ الزَّمانِ، قَالَ هِرَقْلُ لأَبِي سُفيَانَ -رَضِيَ اللهُ عَنهُ- قَبلَ إِسْلَامِهِ: وَسَأَلْتُكَ: هَلْ يَرْتَدُّ أَحَدٌ مِنْهُمْ عَنْ دِينِهِ بَعْدَ أَنْ يَدْخُلَ فِيهِ؛ سَخْطَةً لَهُ فَزَعَمْتَ أَنْ لَا، وَكَذَلِكَ الْإِيمَانُ إِذَا خَالَطَ بَشَاشَةَ الْقُلُوبِ.
فيا عبادَ اللهِ: الثَّباتَ الثَّباتَ، وعليكم بالدُّعاءِ في كُلِّ صلاةٍ، باللهمَّ يا مُقلبَ القلوبِ ثبِّتْ قلوبَنا على دينِك،
قَالَ حُذَيْفَةُ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-: "يَأْتِي عَلَيْكُمْ زَمَانٌ لا يَنْجُو فِيهِ إِلا مَنْ دَعَا دُعَاءَ الْغَرِيقِ".


يا مَنْ أَجابَ دُعاءَ نوحٍ فانتَصرَ *** وحَملْتَه في فُلكِكَ المَشحونِ
يا مَنْ أَحالَ النَّارَ حَولَ خَليلِه *** رَوحاً ورَيحاناً بقَولِكَ كُوني
يا مَنْ أَمرتَ الحُوتَ يَلفظُ يُونسَ *** وحَميتَه بشُجيرةِ اليَقطينِ
يا ربُّ إنَّا مِثلَه في كُربةٍ *** فارحمْ عباداً كُلَّهم ذو النُّونِ


اللهم يا مُقَلِبَ القُلُوبِ ثَبِّتْ قُلُوبَنا على دينِكَ، ويا مُصَرِّفَ القلوبِ صَرِّفَ قُلُوبَنا على طاعتِكَ.

اللهم أصْلِحْ لنا دينَنا الذي هو عِصْمَةُ أَمرِنا، وأصْلِحْ لنا دنيانا التي فيها مَعَاشُنا، وأصلحْ لنا آخرتَنا التي فيها مَعَادُنا، واجْعَل الحياةَ زيادةً لنا في كلِّ خيرٍ، واجْعَل الموتَ راحةً لنا مِنْ كلِّ شرٍ.

اللهم وفقْ وليَ أمرِنا ووليَ عهدِه لما تحبُّ وترضى وخذ بناصيتِه للبرِ والتقوى، اللهم احفظهما ووفقهما للصالحاتِ وهيئ لهما البطانةَ الصالحةَ الناصحةَ التي تدلُّهما على الخيرِ وتعينُهما عليه ياربَّ العالمينَ.

اللهم أصلحْ أحوالَ المسلمينَ في كلِّ مكانٍ، وفرِّج كربَهم، وأرغدْ عيشَهم، وارفعْ بلاءَهم، وأصلح قادتَهم، واجمعهم على الكتابِ والسنةِ يا ربَّ العالمينَ.
image131257.html


يُتبـــــــــع
⬇ ⬇ ⬇

 
آخر تعديل:
اللهم يا مُقلّب القلوب ثبّت قلبي على دينك
للشيخ حسام بن عبدالعزيز الجبرين


الخطبة الأولى:

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آل عمران:102].

(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً)[النساء:1].

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً)[الأحزاب:71].

أما بعد: فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة.

إخوة الإيمان: أعظم النعم الهداية إلى صراط الله المستقيم، والعبد في اضطرار لهداية الله له؛ إنها الهداية التي سألها النبي -صلى الله عليه وسلم- ربه وأرشد أصحابه إلى طلبها، الهداية التي يسألها المصلي ربه كل ركعة!

(اهدِنَـا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ)[الفاتحة:6]
وحديثنا اليوم -عباد الرحمن- عن الثبات على الهداية!

نعم! فهذا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كما أخبر عنه خادمه أنس بن مالك -رضي الله عنه- وأخبر عنه النواس بن سمعان وعائشة وأم سلمة -رضي الله عنهم- أخبروا عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه كان يكثر سؤال الله الثبات!؛

فعن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: كان رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- يُكثِرُ أن يقول: "يا مُقلِّبَ القلوب! ثبِّت قلبي على دينِك". فقلتُ: يا نبيَّ الله! آمنَّا بك وبما جئتَ به؛ هل تخافُ علينا؟ قال: "نعم، إن القلوبَ بين أُصبعين من أصابِع الله يُقلِّبُها كيف يشاء"(أخرجه أحمد والترمذي وحسنه الألباني).

واستعاذ عليه الصلاة والسلام من الحَور بعد الكور!

إخوة الإيمان:
ولهذا كان خوف الزيغ والضلال بعد الهدى هاجسا في صدور المتقين؛ بل والراسخين في العلم!

(وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ * رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ)[آلعمران:7-8].

وإن فتن الشبهات والشهوات ما انتشرت -والله أعلم- في زمن مثل انتشارها في زماننا، تقذف بها وسائل مقروءة ومرئية ومسموعة؛ من كفار ومنافقين وملاحدة وجُهّال وأصحاب أهواء.

معشر الكرام:
والفتن على نوعين: فتن شهوات وفتن شبهات، والأكثر فتن الشهوات، والأخطر فتن الشبهات؛ لأنها تصل أحيانا إلى الإلحاد والكفر، ومن فتن الشبهات ما يشكك في ثوابت الوحيين أو يعطلها، ومنها تأويلات ضعيفة للنصوص توافق هوى في النفوس، ومن فتن الشبهات ما وقع في الأمة من تكفير بغير حق وتخريب وتفجير واستباحة للدماء المعصومة.

عباد الرحمن:
والفتن تتفاوت،

أخبر حذيفة بن اليمان -رضي الله عنهما- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- جلس مجلسًا يتحدث عن الفتنِ، فقال رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-، وهو يعُدُّ الفتنَ "منهن ثلاثٌ لا يكدن يذَرْن شيئًا، ومنهن فتنٌ كرياحِ الصيفِ منها صغارٌ ومنها كبارٌ"(أخرجه مسلم).

إخوة الإسلام: والحكمة من الفتن ابتلاء والاختبار

(الم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ)[العنكبوت:1-3]،
وقال سبحانه:

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لَيَبْلُوَنَّكُمُ اللّهُ بِشَيْءٍ مِّنَ الصَّيْدِ تَنَالُهُ أَيْدِيكُمْ وَرِمَاحُكُمْ لِيَعْلَمَ اللّهُ مَن يَخَافُهُ بِالْغَيْبِ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ)[المائدة:94]، والصراع بين الحق والباطل قديم ومستمر!

معشر الكرام:
هل تعرفون صيغة اليمين التي كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يكثر الحلف بها؟

يقول ابن عمر -رضي الله عنهما-: أكثرُ ما كان النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- يَحلِفُ: "لا ومُقَلِّبِ القُلوبِ"(أخرجه البخاري)،
وأخرج النسائي عن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: كانَت يمينُ رسولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- الَّتي يَحلِفُ بِها: "لا! ومصرِّفِ القلوبِ" كيف وهو المُنزَل عليه قول الله -سبحانه-:
(وَإِن كَادُواْ لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذاً لاَّتَّخَذُوكَ خَلِيلاً * وَلَوْلاَ أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً * إِذاً لَّأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لاَ تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيراً)[الإسراء:73-75].

اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك، اللهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى،

(رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ)[آل عمران: 8]،
واستغفروا الله إنه كان غفورا رحيما.

الخطبة الثانية:

الحمد لله الولي الكافي، المجيب الشافي الخبير الهادي القائل

(يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ)[إبراهيم:27]،
والقائل:

(فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ)[الصف:5]،
وصلى الله وسلم على نبينا التقي، ذي الشرف العلي والهدى الجلي وعلى آله وأصحابه.

أما بعد:

عباد الرحمن:
فالثبات على الهدى توفيق من الله -سبحانه-، وله أسباب، وعلى العبد أن يفعلها العبد طلبا للثبات على الهدى:

فمن أسباب تثبيت الله:
شعور العبد بفقره وضعفه وحاجته لله، وسؤال ربه الثبات، وفي ما ذكرنا قبل قليل كفاية.

ومن أسباب الثبات على الهدى:
العمل بشرائع الدين كلها!
(وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُواْ مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتاً * وَإِذاً لَّآتَيْنَاهُم مِّن لَّدُنَّـا أَجْراً عَظِيماً * وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطاً مُّسْتَقِيما)[النساء:66-68]. (فَعَلُواْ مَا يُوعَظُونَ بِهِ)؛
فالمهم بعد سماع المواعظ العمل بها لا مجرد السماع فقط!
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ ادْخُلُواْ فِي السِّلْمِ كَآفَّةً)[البقرة:208].


ومن أسباب الثبات زمن الفتن:
الاهتداء بالقرآن الكريم
قال تعالى (
قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ)[النحل:102].

ومن أسباب الثبات عند عواصف الفتن والشهوات:
أصحاب أتقياء تتواصى معهم بالحق وبالصبر
(وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً)[الكهف:28].

ومن أسباب الثبات على الهدى:
ترطيب جفاف النفس؛ بتعاهد قراءة سيرة النبي -صلى الله عليه وسلم- وقصص الأنبياء وسير الصحابة ومن بعدهم من الصادقين
(وَكُـلاًّ نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاء الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ)[هود:120].

ومن أسباب الثبات والنجاة من الفتن:
التمسك بسنة النبي -صلى الله عليه وسلم-
ففي الحديث الصحيح:

"فإنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافا كثيرا، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء المهديين الراشدين تمسكوا بها، وعضوا عليها بًالنواجذ"(أخرجه أحمد وأبو داوود والترمذي وصححه ابن حبان).

ومن أسباب الثبات عن تقلب رياح فتن الشهوات أو الشبهات:
البعد عن مواطنها وفي الحديث الصحيح: "من سمِع بالدَّجَّالِ فلينْأَ عنه"(أحمد وأبو داوود).
قال العلماء: وفي الحديثِ: النهيُ عن حُضورِ مواطنِ الفتنِ وأماكنها، وبيانُ أنَّ مِن أعظمِ أسبابِ النَّجاةِ مِن الفتنِ الابتعادَ عنها وعن أماكنِها.


وختاما
من أعظم أسباب الثبات:

صلاح القلب والإخلاص لله -سبحانه-؛ ففي الحديث الصحيح "إن الرجل لَيعملُ عمَلَ أهل الجنة فيما يبدو للناس، وهو من أهل النار، وإن الرجل ليعمل عمل أهل النار فيما يبدو للناس، وهو من أهل الجنة"(رواه البخاري ومسلم)؛ فقوله: "فيما يبدو للناس" إشارة إلى أن الباطن بخلاف ذلك؛ فسوءُ النية تدرك صاحبَها فتحرفه عن الهدى إلى الضلال..

ثم صلّوا وسلّموا..
.....
انتهى الموضوع
أسأل الله أن يكتب الأجر للخطيبين
ولي ولكل من يقرأ الموضوع ويعمل به
ولكل من سار على نهج الخير
كما أسأله أن ينفعنا بما علّمنا وأن يُعلّمنا ما ينفعنا
و

image131258.html



 
يا مُقلّب القلوب
للشيخ هلال الهاجري

الخطبة الأولى:

الحمدُ للهِ، أفاضَ علينا مِن جَزيلِ آلائه أمناً وإيماناً، وأسبغَ علينا من كَريمِ ألطافِه مَنَّاً وإحسَاناً، أحمدُه تعالى وأشكرُه، وأتوبُ إليه وأستغفرُه، وأسألُه اللَّطفَ والتوفيقَ في أمورِ دينِنا ودنيانا..

اللهمَّ إنّا نسألُك باسمِك الأعظمِ الذي إذا دُعيتَ به أجبتَ، وإذا سئلتَ به أعطيتَ، أن تكشِفَ الغمَّةَ وتُصلِحَ حالَ الأمَّةِ، ونسألُكَ نعمةً تَدفعُ بها الِّنقمةَ، ومنحةً تبدِّدُ بها المحنةَ، وأَملاً يَدفعُ اليَأسَ، وفضلاً ونَصراً يرُدُّ البَأسَ..

اللهمَّ ارحَمْ العَبرةَ، وألهِمنا العِبرةَ، وأقِلِ العثرَةَ، وأزِلِ الحسرةَ، وأذهبِ السَّكرةَ، وأدِمْ الفِكرةَ، ولا تدَعنا في غَمرةٍ، ولا تأخُذْنا على غِرَّةٍ، واحفَظ بلادَنا وبلادَ المسلمينَ من كيدِ الكائدينَ وعُدوانِ المعتدينَ..

وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شَريكَ له، عزَّ ربَّاً رحيماً رحماناً، وجلَّ إلهاً كريماً منَّاناً، وأشهَدُ أنَّ نبيَّنا وسيدَنا محمَّداً عبدُ اللهِ ورسولُه، بعثَه للعالمين رحمةً وأماناً، وأنارَ به الطريقَ سنَّةً وقرآناً، وهدًى وفرقاناً، صلى اللهُ عليه وعلى آلِه وأصحابِه، أَكرِمْ بهم علماً وعمَلاً وعِرفاناً، والتابعينَ ومن تبعَهم بإحسانٍ يرجو رحمةً ورضوانًا، وجنَّةً وغُفراناً، وروحاً وريحاناً، وسلَّمَ تسليماً كثيراً ..


(يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) ..

أما بعد:
عَنْ أَنَسٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ: "يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ"، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ آمَنَّا بِكَ وَبِمَا جِئْتَ بِهِ، فَهَلْ تَخَافُ عَلَيْنَا؟، قَالَ: "نَعَمْ، إِنَّ الْقُلُوبَ بَيْنَ أُصْبُعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ اللَّهِ، يُقَلِّبُهَا كَيْفَ يَشَاءُ" ..

سنعلمُ أهميةَ وحقيقةَ هذا الدُّعاءِ، إذا سمعنَا قولَه تعالى:
(وَلَوْلاَ أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلاً * إِذاً لَّأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لاَ تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا) [الإسراء:74-75] ..
فإذا كانَ رسولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مع ما أُوتيَ من الإيمانِ واليقينِ- لا ثَباتَ له إلا بتثبيتِ اللهِ تعالى له على الدِّينِ؛ فكيفَ بنا نحنُ الضُّعفاءُ.. في زمانِ الفتنِ والصَّبرِ والغُرباءِ؟!

سنعلمُ حاجتنا إلى تَثبيتِ اللهِ تعالى، إذا علمنا أننا في زمانٍ الاستقامةُ فيه على الطَّاعةِ كقبض جمرةٍ بالكفِّ على مدارِ السَّاعةِ، "يَأْتِي عَلَىٰ النَّاسِ زَمَانٌ الصَّابِرُ فِيهِمْ عَلَى دِينِهِ؛ كَالقَابِضِ عَلَى الجَمْرِ"، والعجيبُ أن خروجَ روحِ المؤمنِ من جسدِه أهونُ عليه من أن يُلقيَ الجمرةَ من يدِه، وإذا رأينا الفِتنَ كقِطعِ اللَّيلِ يمشي فيها النَّاسُ عُمياناً، ولا يجدُ لهُ الصَّالحُ فيها على الهُدى والخيرِ أعواناً، قالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "بَدَأَ الإِسْلامُ غَرِيبًا، وَسَيَعُودُ كَمَا بَدَأَ غَرِيبًا، فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ؛ فمن لكَ غيرَ اللهِ، في زَمنِ الفِتنِ العمياءِ؟!"
نحتاجُ لتَثبيتِ اللهِ تعالى .. إذا رأينا لِحىً طويلةً كانتْ على السُّنَّةِ قد طارتْ، وثِياباً قصيرةً كانتْ فوقَ الكَعبينِ قد طالتْ، وبعضُ من بقيَ على ظاهرِه الجميلِ، أصبحَ مَشغولاً في القَالِ والقِيلِ، أو في التِّجارةِ والتَّحصيلِ، وبعدَ أن كانَ آمراً بالمعروفِ وناهياً عن المُنكرِ وللخيرِ دليلاً، أصبحَ إذا قامَ إلى الصَّلاةِ قامَ كَسلاناً ولا يذكرُ اللهَ إلا قليلاً، ورأيتَ من كانَ يدعو إلى الفضيلةِ، يدعو اليومَ إلى الرَّذيلةِ، ولأنَّه لم يصبرْ على الطَّريقِ، أمسى يُشوِّهُ معالمَ الطَّريقِ، ويطعنُ في الثَّابتينَ على الطَّريقِ،

(وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ) [العنكبوت:10]؛
فاللهمَّ يا مُقلبَ القلوبِ ثبتْ قلوبَنا على دينِكَ.

واشدُدْ يَدْيـكَ بحَبـلِ الله مُعتَصِمـاً *** فإنَّـهُ الرُّكْنُ إنْ خانَتْـكَ أركـانُ

نحتاجُ إلى التَّثبيتِ، لأننا نرى حرامَ الأمسِ، أصبحَ حلالَ اليومِ، ومفسدةَ الأمسِ، أصبحتْ مصلحةَ اليومِ،

عَنْ حُذَيْفَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- خَبِيرِ أَحَادِيثِ الفِتَنِ قَالَ: "إِذَا أَحَبَّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَعْلَمَ أَصَابَتْهُ الْفِتْنَةُ أَمْ لَا، فَلْيَنْظُرْ فَإِنْ كَانَ رَأَى حَلَالًا كَانَ يَرَاهُ حَرَامًا فَقَدْ أَصَابَتْهُ الْفِتْنَةُ، وَإِنْ كَانَ يَرَى حَرَامًا كَانَ يَرَاهُ حَلَالًا فَقَدْ أَصَابَتْهُ".

نحتاجُ إلى التَّثبيتِ .. إذا أصبحَ الغِناءُ فنَّاً شريفاً، وأفلامُ هوليوودَ أدباً عفيفاً، وأصبحَ الحكمُ الشَّرعيُّ يُبنى على ما كانَ عليه الأولونَ، من بابِ قولِه تعالى: (إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَىٰ أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَىٰ آثَارِهِم مُّقْتَدُونَ) [الزخرف:24].

نحتاجُ إلى التَّثبيتِ .. إذا رأينا خَتمَ الضَّوابطِ الشَّرعيةِ قد خُتمَ به كلُّ قَرارٍ، وليسَ في اللَّجنةِ عالماً شرعياً ليُستشارَ، وإنما هو مُسكِّنٌ لآلامِ الغيرةِ عندَ الأخيارِ، وما إن يُطبَّقُ القرارُ، حتى تَجدَ الضَّوابطَ ما لها من قَرارٍ،
قالَ تعالى:
(وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ) [البقرة:42].

نحتاجُ للثباتِ من اللهِ، إذا انشغلَ النَّاسُ بالجوَّالاتِ، وانتشرتْ فيه الإشاعاتُ، وفارقوا الدروسَ والمُحاضراتِ، وأقبلوا على المهرجاناتِ والمُبارياتِ، وانتشرَ فيه القطيعةُ وعقوقُ الوالدينِ، وتشبَّهَ به أبناءُ الإسلامِ بأعداءِ الدِّينِ .. وإذا هُجرَ كتابُ اللهِ تعالى وهو وسيلةُ الثَّباتِ العظمى التي ثبَّتَ اللهُ بها رسولَه -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:

(وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَٰلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا) [الفرقان:32].

نحتاجُ لتَثبيتِ اللهِ سبحانَه .. في زمنٍ قلَّ فيه القُدواتُ، وكَثرُ فيه الرُّويبضاتُ، يُتَّهمُ فيه الصَّادقُ الحريصُ على دينِه ووطنِه وشعبِه، ويمدحُ فيه الخائنُ ذو الوجهينِ لكذِبِه،

قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "قَبْلَ السَّاعَةِ سِنُونَ خَدَّاعَةٌ، يُصَدَّقُ فِيهِنَّ الكَاذِبُ، وَيُكَذَّبُ فِيهِنَّ الصَّادِقُ، وَيَخُونُ فِيهِنَّ الأَمِينُ، وَيُؤْتَمَنُ فِيهَا الخَائِنُ، وَيَنْطِقُ فِيهِنَّ الرُّوَيْبِضَةُ"، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ: وَمَا الرُّوَيْبِضَةُ؟، قَالَ: "السَّفِيهُ التَّافِهُ يَتَكَلَّمُ فِي أَمْرِ العَامَّةِ"، فيا مُقلِّبَ القلوبِ ثَبِّتْ قلوبَنا على دينِك.

نحتاجُ لتثبيتِ اللهِ -عزَّ وجلَّ-، في زمنٍ أصبحَ فيه دمُ المسلمِ هو أرخصُ سائلٍ على وجهِ الأرضِ، فهناكَ طردٌ من البلادِ وتشريدٌ، وهناكَ أَسرٌ في الهوانِ وتقييدٌ، وهناكَ القتلُ والتَّعذيبُ والإعدامُ، وهناكَ قد ذُبحتْ حمامةُ السَّلامُ، وهناكَ الاغتصابُ والحرقُ والإبادةُ، وهناكَ أطفالٌ لا يعرفونَ معنى السَّعادةٌ، خِلافاتٌ بينَ الأحبَّةِ والأصدقاءِ، ووِصالٌ مع المُجرمينَ الأعداءِ، مؤامراتٌ على الشُّعوبِ المُسلمةِ، يجتمعُ لحلِّها أصحابُ الأيادي المجرمةِ، وللأسفِ، فإنَّ مُنظماتِ حقوقِ الإنسانِ المزعومةَ، ليسَ في قاموسِها أن أرواحَ المسلمينَ معصومةٌ.


فعدلُهم ليسَ مع أهلِ الإسلامِ، كيفَ، وهم الخصمُ في القضيةِ والحُكَّامِ:
يا أَعدَلَ الناسِ إِلَّا في مُعامَلَتي *** فيكَ الخِصامُ وَأَنتَ الخَصمُ وَالحَكَمُ
إِذا نَظَرتَ نُيوبَ اللَيثِ بارِزَةً *** فَلا تَظُنَّنَّ أَنَّ اللَيثَ مُبتَسِمُ


نحتاجُ لتثبيتِ اللهِ سبحانَه .. إذا رأينا مُقدساتِنا في أيدي اليهودِ الظَّالمينَ، ونحنُ نشجبُ ونستنكرُ ونُدينُ، وإذا رأيتَ الغربَ الكافرَ هو من يتحكمُ بالعالمِ، والشَّرقُ الأوسطُ متعاونٌ مُطيعٌ مُسالمٌ، فهم الذينَ يُخطِّطونَ لمصلحتِنا، ويسعونَ لسعادتِنا، ويسهرونَ لراحتِنا، وصدقَ القائلُ:

إذا كانَ الغُرابُ دليلَ قَومٍ *** سَيهديهم إلى دَارِ الخَرابِ

بَارَكَ اللهُ لِي وَلَكُمْ فِي الْقُرْآنِ الْعَظِيْمِ، وَنَفَعَنِي وَاِيِّاكُمْ بِمَا فِيْهِ مِنَ الآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيْمِ، أقُوْلُ قَوْلِي هَذا وَأسْتَغْفِرُ اللهَ الْعَظِيْمَ لَيْ وَلَكُمْ وَلِسَائِرِ الْمُسْلِمِيْنَ وَالْمُسْلِمَاتِ فَاسْتَغْفِرُوْهُ إنَّهُ هُوَ الْغَفُوْرُ الرَّحِيْمُ.


الخطبة الثانية:

الحمدُ للهِ الذي يَسَّرَ لنا الأسبابَ المانعةَ من الضَّلالِ والافتتانِ، ووضَّحَ لنا الفِتنَ وبَيَّنَ لنا الأسبابَ التي نَتحصَّنُ بها أعظمَ بيانٍ، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شَريكَ له الملكُ المنانُ، وأشهدُ أن محمداً عبدُه ورسولُه المصطفى من بني عَدنانَ، صلى اللهُ عليه وعلى آلِه وأصحابِه صلاةً مستمرةً باستمرارِ الزمانِ، وسلمَ تسليماً كثيراً ..
أما بعد:

فيا أهلَ الإيمانِ: أخبرَ اللهُ تعالى في كتابِه بشرطِ التَّثبيتِ، وأنَّه خاصٌ بأهلِ الإيمانِ، فقالَ سبحانَه:

(يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ) [إبراهيم: 27]،
فليسَ بينَك وبينَ تثبيتِ اللهِ تعالى لكَ إلا الإيمانَ الصَّادقَ، والعملَ الصَّالحَ، ثُمَّ لا تضرُّكَ فتنةٌ ما دامتْ السمواتُ والأرضُ (فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ) [غافر:55].

ولا يَغُرنَّكم في طَريقِ البَاطـلِ، كَثرةَ الهالكينَ، ولا يُوحِشنَّكم في دَربِ الحقِّ قِلَّةَ السَّالكين؛ فمن صدقَ مع اللهِ تعالى صدقَ اللهُ تعالى معه، ومن ذاقَ حقَّاً حلاوةَ الإيمانِ، فليسَ عليه خوفٌ من فِتنِ الزَّمانِ، قَالَ هِرَقْلُ لأَبِي سُفيَانَ -رَضِيَ اللهُ عَنهُ- قَبلَ إِسْلَامِهِ: وَسَأَلْتُكَ: هَلْ يَرْتَدُّ أَحَدٌ مِنْهُمْ عَنْ دِينِهِ بَعْدَ أَنْ يَدْخُلَ فِيهِ؛ سَخْطَةً لَهُ فَزَعَمْتَ أَنْ لَا، وَكَذَلِكَ الْإِيمَانُ إِذَا خَالَطَ بَشَاشَةَ الْقُلُوبِ.
فيا عبادَ اللهِ: الثَّباتَ الثَّباتَ، وعليكم بالدُّعاءِ في كُلِّ صلاةٍ، باللهمَّ يا مُقلبَ القلوبِ ثبِّتْ قلوبَنا على دينِك،
قَالَ حُذَيْفَةُ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-: "يَأْتِي عَلَيْكُمْ زَمَانٌ لا يَنْجُو فِيهِ إِلا مَنْ دَعَا دُعَاءَ الْغَرِيقِ".


يا مَنْ أَجابَ دُعاءَ نوحٍ فانتَصرَ *** وحَملْتَه في فُلكِكَ المَشحونِ
يا مَنْ أَحالَ النَّارَ حَولَ خَليلِه *** رَوحاً ورَيحاناً بقَولِكَ كُوني
يا مَنْ أَمرتَ الحُوتَ يَلفظُ يُونسَ *** وحَميتَه بشُجيرةِ اليَقطينِ
يا ربُّ إنَّا مِثلَه في كُربةٍ *** فارحمْ عباداً كُلَّهم ذو النُّونِ


اللهم يا مُقَلِبَ القُلُوبِ ثَبِّتْ قُلُوبَنا على دينِكَ، ويا مُصَرِّفَ القلوبِ صَرِّفَ قُلُوبَنا على طاعتِكَ.

اللهم أصْلِحْ لنا دينَنا الذي هو عِصْمَةُ أَمرِنا، وأصْلِحْ لنا دنيانا التي فيها مَعَاشُنا، وأصلحْ لنا آخرتَنا التي فيها مَعَادُنا، واجْعَل الحياةَ زيادةً لنا في كلِّ خيرٍ، واجْعَل الموتَ راحةً لنا مِنْ كلِّ شرٍ.

اللهم وفقْ وليَ أمرِنا ووليَ عهدِه لما تحبُّ وترضى وخذ بناصيتِه للبرِ والتقوى، اللهم احفظهما ووفقهما للصالحاتِ وهيئ لهما البطانةَ الصالحةَ الناصحةَ التي تدلُّهما على الخيرِ وتعينُهما عليه ياربَّ العالمينَ.

اللهم أصلحْ أحوالَ المسلمينَ في كلِّ مكانٍ، وفرِّج كربَهم، وأرغدْ عيشَهم، وارفعْ بلاءَهم، وأصلح قادتَهم، واجمعهم على الكتابِ والسنةِ يا ربَّ العالمينَ.
image131257.html


يُتبـــــــــع
⬇ ⬇ ⬇

شكرا لك اختاه و الله استفدت
 
بورك فيك على الموضوع القيم والمميز اختي جعله الله في ميزان حسناتك يارب العالمين اجمعين
 
شكرا لك اختاه و الله استفدت
حيّاك الله أُخيتي الحبيبة @PRENNSEE89521
الشكر لله أن هدانا للإسلام
ومن واجبنا نشر أمور ديننا والعمل بها
....
سرّتني استفادتك من الموضوع
....
أشكرك على مرورك الجميل
محبتي وتقديري

 
لا تانسو هذا الدعاء غذا في صلاة الجمعة فيها ساعة يستجاب فيها الدعاء
 
لا تانسو هذا الدعاء غذا في صلاة الجمعة فيها ساعة يستجاب فيها الدعاء
حيّاك الله أُخيتي الحبيبة @sana barhoumi
وجزاكِ الله خيرا على التذكير بالدعاء يوم الجمعة
أسأل الله أن يكتب لك ولنا الأجر والثواب
وأن يمنّ علينا باستجابة الدعوات
....
أشكرك على مرورك الجميل
محبتي وتقديري

 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top