الزعيم النازي الأخير «كارل دونيتز» غزا أمريكا بالغواصات ولم يُدَن..

هواري بومدين.، تم حظره "حظر دائم". السبب: مخالفة القوانين / التعدي على فرد من الطاقم الإداري
سلام عليكم و رحمة الله اعضاء اللمة و كل زوارنا الكرام
اليكم تقرير كامل عن اخر زعيم نازي كارل دونيتز البطل الدي لم يستسلم ...


فيديو قصير اختصار لكل ما سينشر في التقرير


1287266_0.jpegلم يكن لدى الكثيرين علم بأن ألمانيا النازية كان لديها زعيم نازى آخر، هو الأدميرال البحرى، كارل دونيتز، بعد الزعيم النازى التاريخى للإمبراطورية الثالثة، أدولف هتلر، الذي أوصى قبل انتحاره بتعيين «دونيتز» خلفًا له- زعيما لألمانيا، الذي بدوره أنقذ الجنود الألمان من السوفييت على الجبهة الشرقية، من أجل الاستسلام للحلفاء الغربيين «أمريكا وبريطانيا» في ريمس- فرنسا، وظل على رأس حكومة «فلنسبورج» كما أصبحت معروفة، حتى تم حلها من قبل الحلفاء يوم 23 مايو 1945 قبل أن يحاكم في نورنبرج عام 1946 بتهم جرائم حرب، ولم يعدم بسبب دفاعه عن نفسه حتى خرج عام 1956 لينهى أسطورة قائد الأسطول البحرى التاريخى لألمانيا إلى يومنا هذا.

«من الظلم لوم رجال لبقائهم أوفياء لقسمهم ولوطنهم ولقيادتهم، في الإيمان الجدير بالاحترام بأن واجبهم متابعة المعركة حتى النهاية»، وأتساءل: «هل يمكن أن يكون هناك أي موقف يسمح فيه لضابط ذى مرتبة عالية بالعصيان فالإجابة بالطبع لا.. رغم أننى لم أتلق أي أمر طيلة حياتى من هتلر لأنه لا يعلم ماذا يحدث في البحر وكان يهتم فقط بالبر والجو»، هذا بعض مما وجد في مذكرات الأدميرال الألمانى، كارل دونيتز، فرغم وصفه في خطاب ألقاه للشعب الألمانى عام 1944، قبل انتهاء الحرب بعام واحد فقط، «أن بالمقارنة مع هتلر، فنحن جميعًا نتفهم أن أي شخص يعتقد أنه يمكن أن يفعل ما هو أفضل من «الفوهرر»، هتلر أو يحل مكانه فهو شخص غبى»، إلا أنه أصبح هو ذات الشخص الزعيم النازى الأخير للرايخ الثالث الألمانى قبل سقوطه لمدة 22 يوما فقط بعد انتحار الزعيم النازى التاريخى.

1287333_0.jpgنظرًا لتربية «دونيتز» وفقا للمؤرخين العسكريين الغربيين، فيحسب له قواعد أخلاقية بعيدة عن السياسة منذ أن كان طالبا في البحرية الألمانية، فقد أصبح بعدها صورة من القائد البحرى الحربى المتمتع بالحس الرفيع للواجب الوطنى، وهو ما سيقوم به حتى النهاية، ففى فوضى الهزيمة وانتحار «هتلر»، فإنه لم يتهرب من خلافته ومن ثم إنقاذ ما تبقى من ألمانيا وإعطاء الاستسلام للحلفاء بصفته الزعيم النازى الأخير لأسطورة الرايخ الثالث الألمانى التي تحكى وستحكى.

في نهاية الحرب العالمية الأولى وتحديدًا في سبتمر 1918، أي قبل انتهاء الحرب بشهرين فقط، كان وقتها «دونيتز» رائدًا في البحرية، وكان يجهز هو وزميل آخر له يدعى «شتينبوير»، للقضاء على سفينة حربية إنجليزية قادمة من قناة السويس نحو البحر المتوسط، ناحية «مالطا» تحديدًا، ولكن شيئًا ما جعلهما يؤجلان العملية إلى أكتوبر، حتى حدث اشتباك ومن ثم تدمير لغواصته فضلا عن تدمير السفينة البريطانية، ما أدى إلى استسلامه للسباحة حتى التقطته سفينة أخرى هو وزميله، وكانت هذه الليلة هي الأخيرة له التي علمته درسًا قاسيا، بعد تدميره للعديد من السفن الحربية في عام 1917، مما جعل المتوسط فارغا من السفن حينها، حتى تم حظر ألمانيا بموجب معاهدة فرساى – التي وصفها بالمذلة للألمان- من امتلاك أسطول غواصات، ظلت تلك الانجازات تراوده حتى عاد إلى ألمانيا عام 1919 بعد فك أسره، وحينها سأله أحد ضباط البحرية آنذاك أنه إذا كان يريد الاستمرار في البحرية فقال له: «أستوجد غواصات من جديد» فقال بالتأكيد فلن نستسلم هكذا، فظلت تلك الأحلام تراوده، حتى سمحت الاتفاقية البحرية الأنجلو- ألمانية لعام 1935 بالغواصات وتم تعيينه في قيادة الأسطول البحرى ومن ثم تطوير غواصات جديدة مبتكرة حتى عام 1935 ولكن بنسبة 35% بما يمتلكه الأسطول البحرى الملكى البريطانى من غواصات.


1287340_0.jpgوأصبح التفاؤل وقتها يساور «دونيتز»، بأن الحرب ستكون مؤكدة في المستقبل ليس بالبعيد، إذ أتقن التكتيكات التي ظلت تراوده منذ 1917، لكنه عارض «هتلر» وقتها بأنه لن يبتكر غواصات كبيرة الحجم؛ بل كان يميل إلى الغواصات التي تزن نفس حجم التوربيدات باعتبارها غواصة مثالية ستكون قادرة على المناورات والقتال بطريقة أسرع، خاصة بعد محاولة إنجلترا فرض رأى بقوتها على ألمانيا بعدم إنتاج أكثر من عدد معين ضئيل من الغواصات وهو ما رآه «دونيتز» في ذلك الوقت أن الحرب بالفعل اقتربت وليست في منتصف الأربعينيات كما كان يتوقع بل قبل ذلك، وأن بريطانيا لن تكون عدوا محتملا بل عدو رئيسى مباشر رغم الاتفاقية.
وفى عام 1936 فوجئ أن «هتلر» سمح للبحرية بميزانية 13% فقط من الميزانية التي يجهزها للجيش الراغب في التحرر من التسلط البريطانى- الفرنسى العسكرى على ألمانيا، وأن «الفوهرر» النازى، يهتم أكثر بالقوات البرية والجوية، وقامت معاهدة لندن التي تسمح بتملك ألمانيا غواصات بنسبة 45 من قدرته البحرية وأن البريطانيين والفرنسيين لا يريدون لألمانيا ان تمتلك أسطولا من الغواصات يضاهى أسطولهم على الأقل الذي كانت تملك بريطانيا وقتها 57 غواصة، وفرنسا 78 غواصة، كانت تلبى رغباتهما الاستعمارية في كل العالم، وكانت ألمانيا تمتلك نحو 10 فقط وقتها بأوامر صارمة، حتى وصلت إلى 21 غواصة في 1939؛ وهو ما لم يعجب الحلفاء وقتها.
في عام 1939 أي سنة الحرب، أعرب عن اعتقاده بأنه يمكن أن ينتصر في الحرب بـ300 سفينة وغواصة، إذا التزم فقط كل الجنود بالأوامر الدقيقة، ووفقا للمؤرخوين البريطانيين؛ فإن الجيش الملكى البريطانى، اتخذ كافة التدابير المعقولة للتعامل مع خطر الغواصات الألمانية في حالة نشوب حرب.


1287332_0.jpgوبدأت الحرب في 1 سبتمبر 1939، عندما غزت ألمانيا، بولندا، ما دفع بريطانيا وفرنسا لإعلان الحرب على ألمانيا، وبدأت الحرب العالمية الثانية يوم الأحد 3 سبتمبر، ترأس «دونيتز» مؤتمرا في ألمانيا، صباحا، حتى أرسلت بريطانيا، إشارة، تلقاها أحد مساعديه ويدعى «بيدينست» وأرسلها إليه، فترك المؤتمر على الفور وسمعه طاقمه يتجول في أحد الغرف بالفندق، ويقول مرارا وتكرارا وهو سعيد: «يا إلهى إذن إنها الحرب مع إنجلترا مرة أخرى الآن أعرف من هو عدوى.. لدينا اليوم سلاح وقيادة ويمكننا مواجهتهم وهذه الحرب ستستمر طويلا وسنقوم بواجبنا وسننتصر»، ولكنه أشار إلى أن «هتلر» أراد تجنب الحرب مع فرنسا رغم بيانها الرسمى بإعلان الحرب.
ووفقا لكتابه «أميرال البحر»، فإن أول عمل لقطيع الذئاب الألمان في المحيط الأطلسى هو غرق سفينة الركاب البريطانية «أثينيا» في نفس اليوم، وتستر «دونيتز» على هذا العمل، رغم أن «هتلر» قال له دمر كل ما تراه أمامك في البحر، ويقول مؤرخون أمريكيون، إن تستر «دونيتز» بسبب عدم إثارة الرأى العام الدولى والعلاقات مع أمريكا وقتها، خاصة أن السفينة قتل فيها أكثر من مائة مدنى وعسكرى، موضحين أن الغواصة الألمانية هي من ضربت السفينة ولكن «دونيتز» أخفى ذلك، وبعد أسبوعين انتشرت الغواصات الألمانية على طول المحيط الأطلسى في حرب غير مقيدة قبالة السواحل البريطانية والفرنسية، وحذر الألمان وقتها أي سفينة شحن تابعة للدول المحايدة من دخول السواحل مطلقًا، خاصة السفن الأمريكية، رغم أن «دونيتز» في كتابه كان دائم الحديث عن تجنب الأمريكان من دخولهم في الحرب، إلا أن البحرية الألمانية التي لم يكن هتلر يسيطر عليها ولا يعلم ما يدور بها ولا عدد غواصاتها ولا سفنها الحربية، كانت تريد فتح حرب كبيرة غير مقيدة حتى يسرعون من إقناع «هتلر» بقبول العواقب المحتملة حتى وإن دخلت أمريكا الحرب، وكان الأميرال «إيريك رايدير» ومع «دونيتز» يضغطون على هتلر لزيادة إنتاج الغواصات من طراز U وظلوا مستمرين نحو شهرين حتى أغرقوا 221 سفينة حربية في البحر المتوسط و47 سفينة تجارية فقط في المحيط الأطلسى للحلفاء، وكان الرجلان يستفزان الحلفاء في الأطلسى، حتى نجحا في إغراق حاملة الطائرات البريطانية، كورجيوس وقال وقتها دونيتز ساخرا: لا يمكن لبريطانيا أن تمتلك وسائل خطيرة تقضى على غواصتنا، وفق ما قاله المؤرخ العسكرى البريطانى، ستيفين روكسيل، الذي كان أحد جنود الملكية البحرية البريطانية في هذه الحادثة.
وأوضح روكسيل: «دونيتز كان لديه استخبارات بحرية أبلغته بشكل صحيح الحالة الضعيفة التي بها دفاعاتنا البحرية، وعلمنا أنه خطط جيدًا لهذه العملية، حيث قام بها ملازم ألمانى صغير يدعى برين، وسماها العملية الخاصة p أول حرف نسبة إلى برين». وتوالت بعدها الاختراقات الخطيرة للغواصات الألمانية تجاه الحلفاء، ففى مايو 1940 أغرقوا 101 سفينة حربية، تلاها في يونيو 140 سفينة حربية، فضلا عن إغراق الطائرات الألمانية لعشرات السفن الحربية البريطانية والفرنسية، رغم أن الغواصات الألمانية تكبدت خسائر فادحة ورغم ذلك انسحب الحلفاء من السواحل وظلت الدول عبر المحيط الأطلنطى بلا حماية تماما، وتمت إنشاء قواعد ألمانية على ساحل المحيط الأطلسى الفرنسى وجود دعم جوى.
ورغم النجاح الساحق لألمانيا على السواحل، إلا أن «دونيتز» قال في مذكراته: «جمعت ظباطى وقلت لهم لا تستخفوا بالحرب ستكون طويلة وقاسية.. إنجلترا لم تخرج كل ما بجعبتها حتى الآن»، لافتًا إلى أن جنوده دهشوا من كلامه إلا أنه أشار إلى أنه أراد أن يوضح لهم أن الحرب ستدوم نحو 7 أو 8 سنوات وستكون ألمانيا سعيدة إذا انتهت بتسوية لا أكثر ولا أقل.
وظل «دونيتز» يزرع الألغام البحرية دون قيود – القانون يسمح بزرع الألغام البحرية دون سابق إنذار- حتى وصل إلى كل شواطئ بريطانيا العظمى حتى مضيق جبل طارق، وأوضح أن الألغام دمرت سفنا حربية إنجليزية فوق شواطئ ليفربول وكلايد ونيوكاسل وكل السواحل الغربية وسواحل بحر المانش الإنجليزية، مؤكدا أن السفن العملاقة الألمانية زرعت أيضًا ألغام حتى سيطرت ألمانيا على البحر تماما، حتى دمرت ألمانيا أعتى بارجة حربية بريطانية وهى royal oak أمام سواحل التي غرقت بفضل الغواصة الألمانية u-47، ومن بعدها كان رجال «دونيتز» يدخلوان بريطانيا ويخرجون مناه بسهولة عبر بوابة «هولم ساوند» دون أي صعوبة.


1287265_0.jpegحتى ظهرت الولايات المتحدة بطريقة مستترة وهى تساعد الإنجليز عبر الأطلسى، ولكن «هتلر» كان دائما يحاول أن يتجنب نشوب أي حرب مع الأمريكيين، حتى أعلن رسميا العدوان ضد أمريكا في ديسمبر عام 1941، وبعد دخول أمريكا حربا ضد اليابان بـ4 أيام فقط.
ووفق «دونيتز» فإن أمريكا دخلت حرب غير معلنة، رغم أن هناك اتفاقيات بالسلام بين برلين وواشنطن عام 1937، تؤدى إلى أن أمريكا دولة حيادية ولا يجب أن تمنح مساعدات عسكرية أو حتى قروض للدول المتحاربة وهو ما أخلت به «واشنطن» من خلال مساعدتها لإنجلترا بطريقة غير معلنة، بسبب رئيس وزراء بريطانيا آنذاك الذي عُرف عنه أنه من خلال رسائله استطاع بمهارة كيفية إنماء رغبة رئيس الولايات المتحدة آنذاك، بروكلين روزفلت، بمساعدة إنجلترا، إذ توسل له مرارًا وتكرارًا.
وكتب «تشرشل» في مذكراته بعد ذلك: «كنت أطلب من أمريكا المساعدة غير العسكرية لكن مع الإلحاح للمساعدة أرسلت لنا واشنطن 50 سفينة حربية وهو ما يعد انتهاكا واضحا للأمريكان لمعاهدة 1937 مع برلين حتى أصبح من حق الدولة الألمانية بشن الحرب على أمريكا».
وبالفعل كان قد حدث ذلك عندما شن الألمان هجوما على شواطئ نيويورك، رغم أن «هتلر» ظل يتحدث عن تجنب الدخول في صراع عسكرى مع أمريكا، ورأى أن حماية الأسطول الأمريكى للمراكب البريطانية أمر مبرر طبيعى، وفقا لـ«دونيتز»، الذي ذكر أن «تشرشل» جعل «روزفلت» يخلق شروطا وقوانينا يضعها أمام الشعب الأمريكى، من أجل تبرير الدخول في الحرب من أجل إنجلترا، حيث خاطب الشعب وقال: «نحن مهددون بخطورة دول المحور بقيادة ألمانيا.. لم تتعرض الحضارة الأمريكية لمثل هذا الخطر فستسيطر ألمانيا على نصف الكوكب ولن نستطيع إيقافها».
وفى يناير 1942.. لم يتسن لأمريكا أن ترسل أسطولها لمساعدة إنجلترا، فذهب الألمان إلى شواطئ أمريكا سرا، ووفق المؤرخ الأمريكى المختص بالحرب العالمية الثانية،، مارتن كى- ايه مورجان، فإن الحكومة الأمريكية جلبت الحرب لأمريكا، ودخل جواسيس النازية عبر الشواطئ الأمريكية، تجهيزًا لضرب مصانع الألومنيوم التي تجهز غطاء الطائرات الحربية، وزهقت آلاف الأرواح في «بيرل هيربر»، ودمرت العديد من السفن بفضل غواصات الألمان، دون أي انتقام، فقد دمرت أكثر من 200 سفينة أمريكية، في حين أن أسطول الغواصات الألمانى لم يصب بأذى في أول هجوم لهم على الولايات المتحدة، إلا أن «دونيتز» أعرب أن «هتلر» نفسه فوجئ بأن ألمانيا هاجمت الشاطئ الأمريكى.
فيما قال المؤرخ العسكرى الأمريكى، أكسيل نيستل: «لم يعلم الأمريكيون أن العدو أصبح على شواطئهم وقريب من بيوتهم بفضل دونيتز القاسى أحيانا ولكن الغواصين الألمان يعتبرونه قائدا عادلا ولهذا تبعوه في الحرب»، بينما أكد المؤرخ الأمريكى، هومر هيكام، أن «دونيتز» كان يطارد القوافل البريطانية التي تصل إلى أمريكا، بـ20 غواصة فقط، وكان يقود العملية بنفسه من خلال اللاسلكى بعيد المدى، فكان يحب أن يعرف كل شىء بطريقة دقيقة للغاية».

1287330_0.jpgوكان هتلر قد استسلم لفكرة دونيتز بالدخول في حرب الغواصات مع أمريكا، ووافق وقتها على زيادة إنتاج الغواصات شهريا، وأوضح دونيتز في كتابه أن ابتكر غواصات تحارب غواصات مثيلتها لأول مرة في التاريخ، وكان من المتعارف أن الغواصات صنعت لتدمر السفن وتراقب البحر وتزرع الألغام وليس لمحاربة غواصات مثلها- لكن الأدميرال الألمانى ابتكر كل شىء، حتى بدا يحرك أسطول الغواصات الألمانى من ألمانيا إلى مرافئ فرنسا ينطلقون سريعًا نحو أمريكا وكندا التي كان يقطع الكهرباء على طول الساحل الأمريكى بعد أن دمر فقط منذ غزو سواحل أمريكا من يناير حتى يوليو 1942، نحو 400 سفينة حربية للحلفاء وقتل أكثر من 5 آلاف منهم، حتى وصلت الغواصات الألمانية إلى 390 غواصة في 1942، بعد أن أعجب هتلر بـ«دونيتز» ورقاه وأعلن ولاءه التام له ومنحه العودة إلى ألمانيا بعد أن شعروا أنهم محو عار الهزيمة في الحرب العالمية الأولى.

وخلال معاركه البحرية، دمر «دونيتز» حتى عام 1945، أكثر من 5400 سفينة وغواصة وحاملة طائرات وغيره من الآليات الحربية العسكرية للحلفاء في حين خسرت ألمانيا أكثر من 600 غواصة من أصل 1190 غواصة وطروبيد، ومع تطور التكنولوجيا لدى الحلفاء الأمريكين والكنديين والبريطانيين، تحولت الحرب في منتصف 1943 لصالحهم، وأجبر دونيتز على التنازل عن انتصاراته في المحيط الأطلسى والبحر المتوسط.
وعند عودته لألمانيا ومع اقتراب نهاية الحرب وخسارة الألمان، اعترف هتلر بوطنيته واحترافه، لكن قبل كل شىء ولائه، وظل دونيتز هكذا لفترة طويلة مع اقتراب سقوط الإمبراطورية الألمانية الثالثة، وتجاهل عن عمد طبيعة الإبادة الجماعية للنظام وادعى جهله بمحرقة اليهود بالهولوكوست.
وقال «تشرشل» وقتها: «لم تفقد الغواصات الألمانية الشجاعة حتى بعد خريف 1944 رغم أن دونيتز أجبرها على مغادرة قواعدها في خليج جاسكونيا إلّا أنه بسبب طراز غواصاته المبتكرة الذي أدخلها الحرب، وأقول إنه إذا دخلت ألمانيا الحرب مبكرا كانت ستحقق انتصارات مميزة، بفضل دونيتز الذي أظهر شمولية مجهود الألمان العنيدة والشجاعة التي لا تقهر رغم الخسارة».


1287334_0.jpgوخلال عامى 1944 و1945، بدأ دونيتز عملية «حنبعل» التي تميزت بأنها أكبر عملية إجلاء بحرى في التاريخ، وأجلى نحو 150 ألف جندى، من بحر البلطيق وفى النهاية كانت تكتيكاته ناجحة إلى حد ما، ما مكن نحو 1.8 مليون جندى ألمانى من الهروب من الأسر السوفيتى في الشرق، وربما تم إجلاء ما يصل إلى 2.2 مليون جندى وقتها.

بحلول نهاية إبريل 1945 وفى الأيام الأخيرة من الحرب، بعد أن لجأ هتلر إلى الانتحار، وصلت رسالة إلى دونيتز بوصية هتلر بتولى السلطة خلفا له، كزعيم للألمان، بعد أن حاول رئيس الاستخبارات الألمانية هيملر ومعاونه جورينج الاستيلاء على السلطة، والتوصل لاتفاق مع الحلفاء للاستسلام في حياة هتلر مع البريطانيين من خلال توسط السويد وأن العرض قد رُفض، ما جعل هتلر غاضبا واعتبرهم خونة وطردهم من الحزب، وأمر دونيتز بتولى المسؤولية ثم انتحر.

ومع انتحار هتلر وبعد وزير دعايته جوبلز أصبح دونيتز الفوهرر الأخير للنازيين في الوقت الذي انهار فيه الرايخ الثالث، رغم أنه لم يكن عضوا بالحزب النازى، لكنه كان يتشارك معهم في بعض مُثلهم العلياـ وفق ما قالت ابنته، أورسولا هيسلر، التي أردفت: «لقد أحببنا أن نكون غير سياسيين رغم أن إخوتى انضموا للحزب وقتلوا في الحرب، ولكن مشاعرنا كانت تجاه الحزب النازى أو ما يسمى الاشتراكى القومى»، لافتة إلى أن والدها كان ضد المال اليهودى الدولى، وكان يفضل أكل التراب على رؤية أحفاده يكبرون في جو (اليهود السام)، لكنه أيضًا كان ضد إيذائهم.

1287335_0.jpgوفى تلك الليلة، 2 مايو، ألقى «دونيتز» خطابًا إذاعيًا على مستوى البلاد أعلن فيه وفاة «هتلر»، وقال إن الحرب ستستمر في الشرق لإنقاذ ألمانيا من الدمار بسبب تقدم العدو البلشفى.

وكان دونيتز يعلم أن موقف ألمانيا لا يمكن الدفاع عنه، وأن «الفيرماخت» لم يعد قادرًا على تقديم مقاومة ذات مغزى، وخلال الفترة القصيرة التي قضاها في منصبه، كرّس معظم جهوده لضمان ولاء القوات المسلحة الألمانية ومحاولة ضمان استسلام الأفراد الألمان للبريطانيين أو الأمريكيين وليس للسوفييت، كان يخشى الانتقام السوفييتى، ويأمل في إبرام صفقة مع الحلفاء الغربيين، وحاول كثيرا إطالة المفاوضات مع قائد الحلفاء في أوروبا، الأمريكى، دوايت أيزنهاور، حتى يكسب المزيد من الوقت ليستطيع إجلاء المدنيين والعسكريين من الشرق ليصبحوا بأمان من الروس إلا أن محاولاته باءت بالفشل، وتم توقيع استسلام ألمانيا غير المشروط يوم 8 مايو.

وفى 23 مايو 1945، تم حل حكومة دونيتز، والقبض عليه من قبل سلاح الجو الملكى البريطانى، وفى محاكمة نورنبرج، عام 1946، في ثلاث تهم (التآمر لارتكاب جرائم ضد السلام، وجرائم حرب ضد الإنسانية، والتخطيط والشروع وشن الحروب العدوانية). وأوضح دونيتز، أنه اندهش من إلقاء القبض عليه على الفور وتقديمه للمحاكمة، وأشار إلى أنه لا يمكن أن تنتهى المحاكمة إلا بالخطأ لأنها تقوم على خطأ»، متسائلا: «كيف يمكن لمحكمة أجنبية أن تحاكم حكومة ذات سيادة لدولة أخرى؟» وتابع: «هل كان بإمكاننا محاكمة رئيسك فرانكلين روزفلت أو ونستون تشرشل إذا كنا قد ربحنا الحرب؟.. لم نكن لنفعل ذلك ولن نفعله لذلك يجب أن يحكامنى الألمان وليس أنتم».


1287337_0.jpgوظل يدافع عن نفسه حتى قال علانية: «إذا كان الجندى سيعاقب لمشاركته في الحرب إذا فيجب عليه في البداية محاسبة حكومته في بداية الحرب وأن يطلع على كل الوثائق المتعلقة بالخلاف»، متابعا: «فهل هذا معقول أنا فقط قمت بواجبى». ورغم عدوانه على أمريكا، فإن محكمة «نورنبرج» قضت بأنه غير متهم بشن حرب على أمريكا، لكنها اتهمته بشن حرب على بريطانيا وفرنسا، وتم الحكم عليه وسجن عليه 10 سنوات، بعد أن ثبت عليه فقط أنه غير مذنب بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، لكنه مذنب بارتكاب جرائم ضد السلام وجرائم حرب ضد قوانين الحرب.

وحتى أثناء سجنه، بعد نورمبرج، مع جرائم الدولة النازية المعروفة، ظل «دونيتز» معادًا للسامية، ففى إبريل 1953، أخبر أحد القادة النازيين ويدعى «ألبيرت سبير»، أنه إذا كان اختار الأمريكيين وليس اليهود في المحاكمة، لكان قد أطلق سراحه، وأوضح خلال كتابه بعد ذلك أن الشعب كان وراء هتلر في الوقت الذي كان يكرهه أعداؤه فهذه طبيعة الظروف والمرحلة.





1287336_0.jpgوقالت ابنته «أورسولا»، إنه نقل إلى سجن «سباندوا» التابع للحلفاء، بعد أن قضى عاما في سجون الروس، وكان يقضى عقوبة قاسية ومهينة بملابس سيئة، موضحة أن والدها لم يشتك من معاملته، لأن كبرياءه يمنعه من ذلك، وظل يواصل إيمانه الراسخ بـ«هتلر» والرايخ الثالث (الإمبراطورية الثالثة).


وبعد أن خرج عام 1956، أصدر كتاب بعنوان «عشرون يوما وعشر سنوات» إشارة إلى مدة زعامته وسجنه، فقد أوصف أنه ينبغى على العالم محاكمة البريطانيين خلال عدوانهم على السويس عام 1956، عندما رفض جندى بريطانى المشاركة في العدوان فتمت محاكمته بعكس ما تم مع الألمان الذين انصاعوا لأوامر قادتهم.
ولم يكن دونيتز نادمًا على دوره في الحرب العالمية الثانية وانه لم يفعل شئ أكثر من واجبه تجاه امته،. وكان يقابل أحيانا مؤرخي تاريخ البحرية الألمانية، والمراسلات التي تطلب توقيعه من الغربيين وكان عسكريين للحلفاء حضروا جنازته وعسكريين ألمان، بصفته أخر ضابط ألماني برتبة "ادميرال"، وحضر اكثر من 100 من حاملي الأوسمة العالية، لكن لم تتم جنازة عسكرية بزي عسكري، حتى دفن، عام
1980.

تحياتي اخوكم جوكوف .. الى لقاء
 
آخر تعديل:
سلمت يداك على المعلومات القيمة التي اضافت إلى المنتدى روعة في طرحك دمت متميزا جعله الله في ميزان حسناتك يارب العالمين اجمعين
 
هواري بومدين.، تم حظره "حظر دائم". السبب: مخالفة القوانين / التعدي على فرد من الطاقم الإداري
مشكورين خوتي خياتي --- و فيكم بارك الله
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top