لا تدخل الكوخ الجزء الرابع

Adel Adel1

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
18 جوان 2008
المشاركات
4,249
نقاط التفاعل
270
النقاط
163
محل الإقامة
Palastain
الجنس
ذكر
rzz-ojl.gif


يقضم أذنها و الجنيات ينظرن اليه بلهف .
و كأنهن يتلذذن بما لا يمكنهن تذوقه
هو صار دون مشاعره . لا يحس و لا يبدو عليه خوف و لا حزن . هو فقط يقلب رأسها بين يديه و عيونه واسعة لا تتحرك.
يلقف ما بان من الرأس و يبتلع .
فصارت الكبرى تضحك و الأصغر تبكي بكاءا شديدا . فقالت الوسطى
فمايبكيك من حبك لها و ماهي من بني جنسك . و ما يضحكك كرهك لابنها و ما هو بضارك .
و لكن هذا المهاجر فيه لنا فائدة. فنجعله يهيم و يخبر عنا فنطعن في بني جنسه و نقتل و نهتك ما طاب لنا فنبطش به و لا نبخله من علم السحر . و نسيده على قومه و نقويه.
توقف فجأة عن الأكل و رفع رأسه و نظر لهن تباعا . و كأنه أفاق من نوم طويل . فصرخ صرختا مدوية . ثم غاب عن وعيه ساعة من زمن
حتى أفاق و اختلف عليه المكان و الزمان و ما لقي نفسه بالكوخ بل في مكان غير بعيد .
فانتبه للباسه فإذ هو حرير و زبردج و حلي عاج و عقيق .
و بيده اليسرى سوار أحمر و خاتم فيه حجر قرمزي . و آخر فيه حجر أصفر و ثالث فيه حجر أخضر .
و بينما هو في سكرة الغائب . مرّ بالمكان مزارع كثيف اللحية . قاسي اليدين قوي البدن . خلفه حماره يحمل أكياسا بها غلة قليلة قد حصدها . رآه فأقبل عليه مستكشفا . فوجده حي وسخ اللحية مغبر الشعر جميل اللباس بهي الطلعة .فأيقضه و ما فعل حتى ارتما المهاجر يحضن قدمه و يصرخ باكيا و هو يجول بنظره في كل المكان باحثا .
أنقذني هم يتبعونني. جعلوني آكلها . لم أكن أعلم . أنه سحر قوي.
و كان على هذه الحال هنيهة . ثم أغشي مرة أخرى . فحمله المزارع على حماره و مضى به الى بيته .
في الطريق انتبه المزارع للكيس الكبير المجلجل في جنبه . صوت النقود يرن في كل حركة . و كذا الحلي و الخواتم . ذلك السوار الأحمر . بدا له أنه لا يحمل الا شخصا من الأكابر. ربما تاجرا ضل الطريق. أو أحد أبناء القصور قد هرب بعدما فعل شرا .
سارو في درب ضيق بين الحشائش المرتفعة . رسمته أقدام الحمير طيلة سنوات .
طريق واحد بين القرية و البئر البعيد .
على مشارف القرية . فتح المهاجر عيونه قليلا و ماكان قادرا على النهوض.
رأى بيوت صغيرة و أخرى كبيرة .
أناسا يمشون في هدوء.
زرع قليل بالأرض و أشجار عارية و تلك البيوت مبعثرة على الأرض فوقها سقوف بالية.
مشا به الحمار في القرية و السلام يتكرر .
هذا الشخص الذي يحملني معه معروف و محبوب .
الجميع يسلم عليه .
لقد نجوت. مادمت وسط ناس كثيرين فلن يتبعنني الجنيات .
يجب ان أستقر هنا . لن أبتعد الا مع جمع من الناس . لن أسير وحدي ثانية .
كان يحدث نفسه و جفونه تتثاقل أكثر فأكثر حتى غلبه النوم .
و فيما يرى النائم قد رأى .
ثلاث أفاع كبيرة . فقدمت له الحمراء منهن و عضت كتفه و جائت له الخضراء و لتفت حوله و صارت تعصر و الصفراء اقتربت لوجهه كثير الاقتراب حتى أحس بنفسها في عيناه .
ثم سمع مناد يصرخ يا عبد الله لا تخف . فالصالحون منا قادمون لنجدتك .
فبهتت الأفاعي و صرن صغارا و صار لهن حثيث و صراخ مثل الأطفال حتى صرن أحجارا ثلاثا وضعن في كف يده .

يتبع
 
آخر تعديل بواسطة المشرف:
كلمات روعة نسجت من ذهب سلمت يمناك على الطرح الرائع والمميز جعله الله في ميزان حسناتك يارب العالمين اجمعين
 
أعجبني كثيرا هذا الجزء
أخي أنت تملك قلما ساحرا...
في انتظار الجزء الرابع.. ماذا سيحل بالمهاجر ياترى ..هل سيهرب من الجنيات... أو سيسيذرن عليه ويصبح مشعوذا في هذه القرية!
 
أعجبني كثيرا هذا الجزء
أخي أنت تملك قلما ساحرا...
في انتظار الجزء الرابع.. ماذا سيحل بالمهاجر ياترى ..هل سيهرب من الجنيات... أو سيسيذرن عليه ويصبح مشعوذا في هذه القرية!
هذا هو الجزء الرابع 😂
 
أضنني كتبت مقاطع أخرى و حذفت في هاتفي الذكي الأحمق .
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top