#العشرة_بين_الزوجين [3]

فمن الضوابط الشرعية للعشرة بين الزوجين:
>> أن يدرك كل واحد من الزوجين أن كل واحد فيه ما يحب وقد يجد فيه ما يكره،

فيركز نظره واهتمامه على ما يحب وما يرجى خيره

ويتغاضى عما يكره قدر الإمكان مع الإصلاح إن أمكن

ولن تستقيم الحياة إلا بهذا.

️كل واحد منا فيه أمور محبوبة وفيه نقص ولا بد

فلا بد أن يدرك الزوجان هذه الحقيقة وأن يبنيا التعامل فيما بينهما على إدراكها، يقول الله عز وجل: {فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا} النساء: ١٩

فقد يرى الزوج في هذه الزوجة أمرا يكرهه ولكن يجعل الله له في هذه الزوجة خيرًا كثيرا، ولا يخلو المسلم من خير.

وقد ذُكر أن أنس والد مالك -رحمهما الله- تزوج بامرأة ، ولم يكن قد رآها قبل الدخول فلما دخل بها لم ير فيها ما يحب من جهة الجمال، فكأنه كرهها وكانت المراة صالحة،

فجلست بين يديه وقالت لعل الله يخرج لك مما تكره خيرًا كثيرًا، فلما رأى عقلها رغب فيها ودخل بها فأنجبت له إمامًا من أئمة الدنيا مالك بن أنس -رحمه الله وسائر أئمة المسلمين- .

وقال رسول الله ﷺ: " لا يفْرَكُ مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقًا رضي منها آخر" او قال "غيره" رواه مسلم في الصحيح.

لا يبغض مؤمن مؤمنة هذا معنى لا يفرك، لا يبغض.

"مؤمن مؤمنة " فإن المؤمنة لا تخلو من خير ، فإن كره منه خلقا فإن فيها ما يحب فيرضى منها غيره.
🏷 وفي هذا إشارة إلى : أنَّه ينبغي للمؤمن أن يُركز على ما يُحَب وعلى الخير ، وهذا وإن ورد في النساء ، فإنه كذلك في شأن الرجال .
🖇والضابط العام لحق المرأة على الزوج :

أن يتقي الله فيها ، كما قال النبي ﷺ : « فاتقوا الله في النساء ، فإنكم أخذتموهن بأمان الله ، واستحللتم فروجهنَّ بكلمة الله » رواه مسلم .

وأن يُراعي الزوج ضعفها ، قال رسول الله ﷺ : « استوصوا بالنساء ، فإن المرأة خلقت من ضلع ، وإن أعوج شيءٍ في الضلع أعلاه ، فإن ذهبت تقيمه كسرته وإن تركته لم يزل أعوجا ، فاستوصوا بالنساء خيرا » متفق عليه .

فأوصى النبي ﷺ بالنساء خيراً ، وأرشد الأزواج إلى ضعف النساء ، فإن المرأة في أصل خِلقتها إنما خلقت من ضلع ، وإن أعوج شيء في الضلع هو أعلاه ، فينبغي عندما يُعاشِر الرجل امرأته أن يدرك هذه القضية ؛ فيُحسن معاملتها بناءً على هذه القضية .

وقال ﷺ : « إن المرأة خلقت من ضلع ، لن تستقيم لك على طريقة ، فإن استمتعت بها استمتعت بها وبها عِوَج ، وإن ذهبت تقيمها كسرتها ، وكسرها طلاقها » رواه مسلم في الصحيح .
فهذا ارشاد من النبي ﷺ لهذه القضية .
°••~

~••°

دورة فقه الأسرة //للشيخ سليمان الرحيلي حفظه الله.