نصيحة عن انتشار وباء كورونا

الطيب الجزائري84

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
14 جوان 2011
المشاركات
4,033
نقاط التفاعل
4,408
النقاط
191
العمر
39
الجنس
ذكر

الحمد لله وحده، والصَّلاة والسَّلام على من لا نبي بعده، أمَّا بعد:
فقد سألني كثيرٌ من الإخوة، أن أكتب لهم نصيحة، عمَّا نشهده هذه الأيَّام من انتشار وباء كورونا، الذي سلب راحة عقولَ كثيرٍ من الأهالي، وغَزا جلَّ تفكيرهم، وطلبُوا منِّي أن تكون كلمةً مختصرةً، تُطمْئِنُ قلوبهم، وتُذْهبُ روعهم، وتقوِّي إيمانهم، خاصَّة وأنَّ هذا الوباء قد صار شُغل أرباب الفضائيَّات الشَّاغل، وديدن أصحاب وسائل التَّواصل، وفاكهةَ كثيرٍ من المجالس، ولا أحد منهم يتكلَّم عن العلاج النَّبوي؛ الذي فيه الحثُّ على الرُّجوع إلى الله، وتعليق القلب به وحده، وأهمِّية نشر التَّوحيد والسُّنَّة بيننا، لتحلَّ علينا بركات السَّماء والأرض، لقوله تعالى ((وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ القُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَاعَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ))، فالتَّذكير بمثل هذا لا أحد يعرِّج عليه، إلاَّ من رحم ربُّك، ومن هذا المنطلق توكَّلت على الله تعالى وحده، فأجبتُهم على سؤالهم بقولي:
الذي أنصحُ به نفسي، وإخواني، في هذه الأيَّام، هو التَّحلي بتقوى الله تعالى التي هي وصيُّته للأوَّلين والآخرين؛ لأنَّ المتحلِّي بها يفرِّج الله همَّه، ويكشف كربه، ويزيل خوفه وهلعه، تحقيقًا لقوله جلَّ في علاه ((وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا)).
وأنصحهم مع تحقيق تقوى الله تعالى، أن يَشتغِلوا بما أوجبَ الله عليهم، من المحافظة على الفرائض، وخاصَّة الصَّلوات الخمس في أوقاتها، وأنصحُهم أن يُتْبِعُوا ذلك بالتَّضرُّع إلى الله تعالى بالدُّعاء، أن يحفظ على المسلمين دينَهم، وأن يرفعَ عنهم هذا الوباء.
وأنصحُهم أيضًا أن يهتمُّوا بوقاية أنفسهم، بما علَّمنا رسولُ الله ﷺ وأرشدنا إليه، من المحافظة على أذكار الصَّباح والمساء، وأذكار دُخول البيْت والخروج منه، ونحو ذلك من الأذكار النَّافعة، التي يُحصِّن بها المسلم نفسَه، من شرِّ كلِّ ذي شرٍّ، ومن أنفع الكتب التي جمعت ذلك: "حصن المسلم" للشَّيخ سعيد القحطاني رحمه الله تعالى، وأنصح كلَّ مسلم باقتنائه والاستفادة منه.
وأنصحُهم أيضًا، أن يذكِّرُوا كلَّ خائفٍ وهالعٍ من هذا الوباء بالإيمان بالله، وأن يُحْيُوا في قلبه عقيدة التَّوحيد والسُّنَّة، ومنها الصَّبر على قضائه وقدره، وأن يُبشِّروه بأنَّ قضاء الله للمؤمن كلَّه خير لقوله ﷺ ((عجبًا لأمر المؤمن، إنَّ أمرَه كلَّه خير، وليس ذلك لأحدٍ إلا للمؤمن، إن أصابته سرَّاء شكر فكان خيرا له، وإن أصابته ضرَّاء صبر فكان خيرا له)) رواه مسلم، وإذا كان هذا هو خبر الصَّادق المصدوق عليه الصَّلاة والسَّلام، فلماذا كلُّ هذا الخوف والهلع؟ ونَقولُ لكلِّ خائفٍ وهالعٍ، كيف تخافُ وتهلعُ أيُّها المؤمن؟ وأنت مع هذا الوباء بين أجر الشَّاكر أو الصَّابر أو الشَّهيد لأنَّك إمَّا:
١-أنْ يُعافيَك الله منه، فتشكره فتنال جزاء الشَّاكرين.
٢-أنْ تُصاب به، ولا تموت، فتصبر وتحتسب فتنال جزاء الصَّابرين.
٣-أنْ تُصاب به، فتموت وأنت صابرٌ محتسبٌ، فتنال مثل أجر الشًّهيد.
وإذا كان هذا أيُّها الإخوة هو مآل وباء كورونا، بالنسبة للمؤمن، وهو إحدى الحسنيين لمن أُصيب به؛ أجر الصَّابرين أو أجر الشُّهداء، ومن لم يُصب به، وعافاه الله منه، فإنَّه لن يُعدَم من الأجر والثَّواب؛ لأنَّ له أجر الشَّاكرين؛ إنْ هو شكر مولاه وخالقَه ورازقَه... فلماذا إذًا كلُّ هذا الخوفِ والهلعِ أيُّها المؤمن؟ وكيف تخاف وتهلع، وأنت توقن أنَّك مهما عشت فستموت، وقد قال جبريلُ عليه السَّلام للنَّبيِّ ﷺ ((يا محمد ﷺ عِشْ ما شئت فإنَّك ميِّت وأحبِبْ من شئت فإنَّك مفارقُه واعمل ما شئت فإنَّك مجزيٌّ به))، الله أكبر ما أعظم هذا الحديث إذا خالط بَشاشة قلبك أيُّها المؤمن؛ لأنَّك ستوقن، أنَّه يجبُ على كلِّ مسلم أن يشتَغل بما هو من أعماله التي سيُسأل عنها يوم القيامة، ولا يُشغل نفسه بما لا يعنيه، وما ليس له قدرة عليه، وإنَّما يتَّخذ الأسباب المشروعة، ويفوِّضُ أمرَه إلى الرَّحيم الرحمن، الذي إذَا أراد شيئًا فإنَّما يقولُ له كن فيكون، فما علينا إذًا أيُّها الإخوة، إلا أن نحرص على إصلاح أعمالنا، بإقامتها على الإخلاص والمتابعة، وأن نحسن الظَّنَّ بالله تعالى؛ لأنَّه القائل ((أنا عند ظنِّ عبدي بي؛ إن خيرًا فخير، وإن شرًّا فشر))، ولهذا قال ﷺ ((لا يموتنَّ أحدكم إلا وهو يُحسن الظَّنَّ بالله)).
هذا ما عنَّ لي في هذه النَّصيحة المختصرة، والله تعالى أسأل أنْ يجعلَها خالصةً لوجهه الكريم، وأن يحفظني وإيَّاكم وجميع المسلمين من مضلاَّت الفتن، وأن يقينا شرَّ هذا الوباء، وشرَّ كلِّ داء، ولا حول ولا قوَّة إلا بالله العليِّ العظيم.
كتبه أخوكم ومحبُّكم في الله أبو حذيفة محمد بن سعد طالبي وادي سوف الجزائر في يوم:
السَّبت ٢٦ رجب ١٤٤١ هجري
الموافق ٢١ مارس ٢٠٢٠ ميلادي.

المصدر انستغرام مشايخ الدعوة السلفية
 
مشكورررر اخى على الموضوع المفيد بس اقول انو اللقاح ثبت انو لة فاعلية
 
شكرا لجهودكم وطرحكم القيم
ياأخي نعلم جميعا أن من حِكَم الله تعالى في خلقه أن يبتلي عباده بشتى أنواع البلاء من المصائب والحوادث والأمراض والأوبئة ليميز الخبيث من الطيب، والصادق من الكاذب، والصابر المحتسب من الساخط المكذب،
وعليه فالرجوع الى الله هو السبيل الوحيد للتخلص من كورونا وغيرها
نسأل الله الصحة والسلامة وحسن الخاتمة
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top