كيف تطيل عمرك الإنتاجي؟

دمت مبدعة في سماء المنتدى بمواضعيك القيمة و الهادفة و المميزة جعلها الله في ميزان حسناتك يا رب العالمين اجمعين
 
دمت مبدعة في سماء المنتدى بمواضعيك القيمة و الهادفة و المميزة جعلها الله في ميزان حسناتك يا رب العالمين اجمعين
جزاك الله خيرا
وبارك فيك
وجزاك الدارين ان شاء الله اسعدني مرورك العطر اخي
 
الدرس الأول من الوحدة الرابعة: مضاعفة الأجور بالصيام.

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده أما بعد:

· أهلا وسهلا بطلاب في هذا الدرس.

· هذا هو: الدرس الأول من الوحدة الرابعة: (مضاعفة الأجور بالصيام).

عناصر الدرس: يتكون هذا الدرس من عنصرين:
الأول: صيام أيام مخصوصة.

· الثاني: تفطير الصائمين.
حث النبي ﷺ المسلمين على الإكثار من صيام النفل طوال أيام السنة صيفاً وشتاءً. فرغّب في صيام أيام الإثنين والخميس وأيام البيض وشهر شعبان وعشر ذي الحجة وشهر محرم وغيرها. بل وجعل من أفضل الصيام من جعل نصف حياته كلها في صوم، وهو المتمثل في صيام داود عليه السلام الذي ((كان يَصومُ يَومًا ويُفطِرُ يَومًا))] رواه أحمد]. ولهذا أمضى كثير من السلف رحمهم الله تعالى معظم أيامهم في صيام، حتى بالغ بعضهم بصيام الدهر كله، وهو أمر منهي عنه ولعله لم يبلغهم ذلك [رواه البخاري ]. كل ذلك حرصاً منهم رحمهم الله تعالى على أن يكون في ميزانهم عددٌ ضخمٌ من أيام حياتهم كلها صوم.

فمن هذا المنطلق والحرص على منافسة القوم، فهناك وسـائل يمكن بها إطالة أعمارنا بطريق غير مباشر لكسب ثواب صيام أيام تزيد على سنوات أعمارنا. وإليك بعض الأمثلة:

العنصر الأول: صيام أيام مخصوصة.

إن صيامك اثنين وأربعين يومـاً في السنة سـوى رمضـان، يُكتب لك به ثواب صيام سبعمائة وعشرين يوما أي سنتين. كيف يكون ذلك؟ تعال معي إلى التفاصيل:

إذا أردت أن تنال ثواب من يصوم الدهر بأقل جهد ممكن ودون أن تقع في النهي الوارد في ذلك، فما عليك إلا أن تقوم بالآتي:

(۱) المحافظة على صيام ست من شوال بعد رمضان وذلك لما رواه أبو أيوب الأنصاري رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال:
((مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ)) ] رواه أحمـد].

(۲) المحافظة على صيام أيام البيض من كل شهر عربي وهي اليوم الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر. وذلك لما رواه جرير بن عبد الله رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال:
((صيامِ ثَلاثَةِ أيّامٍ مِن كُلِّ شَهرٍ صِيَامِ الدَّهْرِ، وأيام البيض: صبيحة ثلاث عشرة، وأربع عشرة، وخمس عشرة)) ] رواه النسائي]. أو صيـام أي ثلاثة أيام شئت؛ وذلك لما رواه أبو ذر الغفـاري رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال: ((مَنْ صَامَ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ فَذَلِكَ صِيَامُ الدَّهْرِ، فأنزل الله عزَّ وجلَّ تصديق ذلك في كتابه {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا {اليوم بعشرة أيام)) [الأنعام160]] رواه الترمذي].

فخلاصـة ما سبق أنه بمحافظتك على صيام ستٍّ من شوال بعـد رمضان يُسجل لك ثواب صيام سنة كاملة. وليس ذلك فحسب، بل لو زدت على ذلك فصمت ثلاثة أيام من كل شهر أي مـا يساوي ستة وثلاثين يوماً في السنة يُسجل لك ثواب صيام سنة أخرى.

ومـتى حافظت على هذين العملين، يسجل لك ثواب صيام سنتين. وبهذا نصل إلى أن صيامك اثنين وأربعين يوماً فـقط في السنة
(36 + 6) سوى رمـضان، يسجل لك به ثواب من صام سبعمائة وعشرين يوماً فيـما سواه. فـلو ثابرت على هذا العمل كل سـنة لمدة عشر سنين يكتب لك ثواب صيـام عشـرين عاماً وأنت لم تصم سـوى أربعمائة وعشريـن يوماً (أي سنة وشهرين) سوى رمضان.

إن كثيراً من الناس يحافظون على صيام ست من شوال بعـد رمضان ولله الحمد، فـإن اكتفيت بذلك سُجل لك كمن صام الدهر كله أي السنة كلها. وأما إن واصلت العمل وقمت بأداء العمل الثاني وهو صيام ثلاثة أيام من كل شهر، فإنه يسجل لك فوق ذلك ثواب صيام دهر آخر. فكأنك أمضيت من عمرك سنتين كاملتين كلها في صيام، فتحصل في نهاية الأمر على ثواب صيام أيام تفوق عدد سنوات عمرك، فتأمل فضل الله.


العنصر الثاني: تفطير الصائمين.
إذا أراد الواحد منا أن يكسب ثواب صيام يوم واحد، فلا بُد أن يُمضي نهار ذلك اليـوم ممسكاً عن المفطرات. فما رأيك أن تكسب ثواب صيام عدة أيام في أقل من ساعة، وذلك بتفطير الصائمين!
إن تفطير الصائمين وسيلة ميسرة - لمن أنعم الله عليهم بالمال - يمكن بها إطالة العمر الإنتاجي بالقدر الذي تريد، وذلك بتفطير أكبر عدد ممكن من الناس خاصة في رمضان. فإن من فطَّر صائماً فله مثله أجره. روى ذلك زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال:
((من فطَّر صائمًا كان له مثلُ أجرِه غير أنه لا يُنقِصُ من أجرِ الصائمِ شيئًا)) [رواه الإمام أحمد[
فإذا فطَّرت في اليـوم الواحد خمسـة صائمين مثـلاً، سُجِّل لك في اليـوم ثواب صيـام خمسة أيام. ولو فطَّرت مـائة صائم في العـام، فكأنك أضفت إلى رصيـدك مائة يوم لم تعشها وكلها صيام. فكيف لو فطَّرت بعدد أيام السنة، فكأنك صمت الدهر كله! فبإنفاقك قليلاً من المال يسجل لك ثواب صيام أيام لم تصـمها بل ولم تعشهـا أيضاً. فأكثر لنفسك ما شئت أو أقلل من هذه الأيام.
ألا ترغب أن يسجل لك على الأقل ثواب من يصوم كصيام داود عليه السلام؟ بأن تفطر مائة وثمانين صائمـاً كل عام، فكأنك صمت مائة وثمانين يوماً وهو ما يسـاوي نصف السنة، إضافة إلى ثواب صيامك لشهر رمضان. فكما سبق فقراء المهاجرين إخوانهم الأغنياء في تصدقهم وعتقهم بجهد أقل وعبادة أيسر تناسب حالهم هي التسبيح والتحميد والتكبير دبر كل صلاة، فإن بإمكانك منافسة من يصوم كصيام داود عليه السلام، بأن تفعل ما ذكر لك آنفاً، وفضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم.

نهاية الدرس


  • بهذا ننتهي من هذا الدرس
  • ونلقاكم في الدروس القادمة
    عن زادي للتعلم الشرعي
    نفعنا الله واياكم.....
 
سلمت يمناك على الرد القيم اختي بموضوعاتك القيمة جعلها الله في ميزان حسناتك يا رب العالمين اجمعين
 
سلمت يمناك على الرد القيم اختي بموضوعاتك القيمة جعلها الله في ميزان حسناتك يا رب العالمين اجمعين
اللهم امين
جزاك الله خيرا
اسعدني مرورك العطر
 
الدرس الثاني من الوحدة الرابعة: مضاعفة الأجور بقيام ليلة القدر.

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده أما بعد:

· أهلا وسهلا في هذا الدرس.

· هذا هو: الدرس الثاني من الوحدة الرابعة: (مضاعفة الأجور بقيام ليلة القدر).

عناصر الدرس: يتكون هذا الدرس من عنصرين:
الأول: فضل قيام ليلة القدر.

· الثاني: التفريط في قيام ليلة القدر

العنصر الأول: فضل قيام ليلة القدر.

احرص على قيـام العشر الأواخر من رمضـان، ولو أن تضطر إلى تأجيل الأعمـال الدنيوية، فلعلك تحظى بقيام ليلة القدر؛ فإن قيامك فيها تجارة عظيمة لا تعوض.

فقيام ليلة القدر - وهي إحدى ليالي الوتر من العشر الأخير من رمضان - أفضل عند الله من عبادة ألف شهر ليس فيها ليلة القدر وذلك لقوله تبارك وتعالى:
{لَيْلَةُ القَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ {[سورة القدر آية (3)] أي ثواب قيامـها أفضل من ثواب العبادة لمدة ثلاث وثمانين سنة وثلاثة أشهر تقريبا. ولو أصاب مسلم ليلة القدر فقـامها لمدة عشرين سنة فإنه يكتب له بإذن الله ثوابٌ يزيد على من عبد الله ألفا وستمائة وستة وستين سنة (83.33 × ۲۰ = 1666.33 سنـة). أليس هذا عمراً إضافياً طويلاً يسجل في صحيفتك لا تحلم أن يتحقق لك فتقوم به في الواقع؟

قال الإمام فخر الدين الرازي في تفسيره:
((واعلم أن من أحياها فكأنما عبد الله تعالى نَيِّفاً وثمانين سنة، ومن أحيـاها كل سنة فكأنما رزق أعماراً كثيرة أ.هـ. [التفسير الكبير للرازي (۳۱ /۳۲) ]

العنصر الثاني: التفريط في قيام ليلة القدر.

إننا نرى كثيراً من الرجـال والنساء قد حرموا أنفسهم من هذا الخير، وتقاعسوا عن قيام ليالي رمضان خصوصا العشر الأخيرة منها. فتراهم يمضون ليلهم إما في الأسواق، أو في مجالس سـمـر، أو أمام الأفلام، أو منهمكين في حل فـوازير رمـضـان، بينمـا كانت بيـوت السلف رحمهم الله تعـالى ومساجدهم تحيـا في ليالي رمضـان بالطاعة والذكر والصلاة. بل وجد من الناس اليوم من أحيوا أسواقهم بالتجوال فيها من أول يوم من رمـضـان إلى نهايته؛ استعدادا ليوم العيد كمـا زعموا. فقصر عمرهم الإنتاجي، وقلَّت حسناتهم، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

وتأتي أهمية قيام ليلة القدر أنها ليلة يحدد فيها مصير مستقبلك لعام قادم، ففيها تنسخ الآجال، وفيها يفرق كل أمر حكيم فاحرص أن تكون فيها ذاكرا لله ومسبحا له، أو قارئا للقرآن، أو قانتا لله، تسأله السعادة في الدنيا والآخرة، وإياك أن تكون فيها في مواطن الغفلة؛ كالأسواق ومدن الملاهي ومجالس اللغو فيفوتك خير كثير
.
  • بهذا ننتهي من هذا الدرس
  • ونلقاكم في الدروس القادمة
    عن زادي للتعلم الشرعي
    نفعنا الله واياكم.....
 
الدرس الثالث من الوحدة الرابعة: مضاعفة الأجور بالعمل الصالح في عشر ذي الحجة.
مد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده أما بعد:

· أهلا وسهلافي هذا الدرس.

· هذا هو: الدرس الثالث من الوحدة الرابعة: (مضاعفة الأجور بالعمل الصالح في عشر ذي الحجة).

عناصر الدرس: يتكون هذا الدرس من عنصرين:
الأول: فضل العمل الصالح في عشر ذي الحجة.

· الثاني: الأعمال المستحبة في عشر ذي الحجة.

العنصر الأول: فضل العمل الصالح في عشر ذي الحجة.

لقد اعتاد بعض الناس أخـذ إجازاتهم في أول أيام عـشـر ذي الحجة للاستمتاع في أحد الدول السياحية، مفوتين على أنفسهم فرصة اغتنام الأجور المضاعفة هذه الأيام المباركة التي أقسم الله بها في أول سورة الفجر.

وإذا كنت قد علمت عن فضل الجهاد، فاعلم أن العمل الصالح أياًّ كان نوعه في أيام عشر ذي الحجـة قد يفوق ثواب الجهاد في بعض مراحله. فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله ﷺ:
((مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهِنَّ أَحَبُّ إِلَى اللهِ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ الْعَشْرِ " , فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ , وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ؟ , قَالَ: " وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ , إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ , فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ)) [ رواه أحمـد].

إن كثيراً من الناس يجهلون قدر أيام عـشر ذي الحجة وأنها أفضل حتى من أيام رمـضـان لقوله ﷺ
: ((أَفْضَلَ أَيَّامِ الدُّنْيَا أَيَّامُ الْعَشْرِ)) [رواه البزار]. كان سعيد بن جبير إذا دخل أيام العشر اجتهد اجتهاداً شديداً حتى ما يكاد يُقدر عليه [شعب الإيمان للبيهقي (3/ ٣٥٤)، والدارمي (٤١/٢)].

قال ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى في مقارنة له بين فضل عشر ذي الحجة والعشر الأخير من رمضـان قال:
فالصواب فيه أن يقال: ليالي العشر الأخير من رمضان أفضل من ليالي عشر ذي الحجة، وأيام عشر ذي الحجـة أفضل من أيام عشر رمضـان. وبهذا التفصيل يزول الاشتباه، ويدل عليـه أن ليالي العشر من رمضان إنما فضلت باعتبار ليلة القدر، وهي من الليالي، وعشر ذي الحجة إنما فضل باعتبار أيامه، إذ فيه يوم النحر ويوم عرفة ويوم التروية أ هـ [ زاد المعاد في هدي خير العباد لابن قيم الجوزية (١/ ٥٧).].

· العنصر الثاني: الأعمال المستحبة في عشر ذي الحجة.
فمن الأعمال المستحبة في هذه العشر المباركة ما يلي:
(1) أداء الحج وهذا أفضل أعمالها.
(۲) الصيام وبالأخص يوم عـرفة - لغير الحاج - فمن صامه كفرت عنه ذنوب سنتين.
(۳) صرف معظم الوقت في التهليل والتكبير والتحميد؛ لما ثبت عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله ﷺ قال:
((ما من أيَّامٍ أعظمُ عندَ اللَّهِ ولا أحبُّ إليهِ منَ العملِ فيهنَّ من هذِهِ الأيَّامِ العَشرِ فأَكْثروا فيهنَّ منَ التَّهليلِ، والتَّكبيرِ، والتَّحميدِ)) [رواه أحمـد]
(٤) الأضحية.
(5) تجنب تضييع الأوقات فيما لا ينفع.
فلا تدع ساعات هذه الأيام العشر المباركة تمر عليك وأنت في سيـاحة وغفلة عـن طاعة الله؛ لأنها أفضل أيام الدنيا، فلا تحرم نفسك فيـها من خصال الخير السابقة الذكر، فقد لا تعود إليك أبداً.

نهاية الدرس

  • بهذا ننتهي من هذا الدرس
  • ونلقاكم في الدروس القادمة
    عن زادي للتعلم الشرعي
    نفعنا الله واياكم.....
 
بارك الله فيك على الموضوع القيم اختي جعله الله في ميزان حسناتك يا رب العالمين اجمعين دمت مبدعة في سماء المنتدى بمواضعيك القيمة و الهادفة و المميزة جعلها الله في ميزان حسناتك يا رب العالمين اجمعين
 
بارك الله فيك على الموضوع القيم اختي جعله الله في ميزان حسناتك يا رب العالمين اجمعين دمت مبدعة في سماء المنتدى بمواضعيك القيمة و الهادفة و المميزة جعلها الله في ميزان حسناتك يا رب العالمين اجمعين
اللهم امين
جزاك الله خيرا
اسعدني مرورك العطر
 
الدرس الرابع من الوحدة الرابعة: مضاعفة الأجور بتكرار بعض سور القرآن.

· الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده أما بعد:

· أهلا وسهلا في هذا الدرس.

· هذا هو: الدرس الرابع من الوحدة الرابعة: (مضاعفة الأجور بتكرار بعض سور القرآن).

عناصر الدرس: يتكون هذا الدرس من عنصرين:

· الأول: فضل تكرار سورة الإخلاص.

· الثاني: فضل الاستغفار المضاعف.

العنصر الأول: فضل تكرار سورة الإخلاص.

كم ستحتاج من الوقت لتختم القرآن؟ لا شك أنك ستحتاج إلى أكثر من يوم، أما تعلم أنك بوقت قصير لا يتجاوز نصف دقيـقة يمكنك أن تحصل على مثل ثواب ختم القرآن الكريم وتحصل على ملايين من الحسنات بتكرارك سورة الإخلاص ثلاث مرات فقط!


فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال النبي ﷺ لأصحابه: ((أيَعْجِزُ أحَدُكُمْ أنْ يَقْرَأَ ثُلُثَ القُرْآنِ في لَيْلَةٍ؟ فَشَقَّ ذلكَ عليهم وقالوا: أيُّنا يُطِيقُ ذلكَ يا رَسولَ اللَّهِ؟! فقالَ: اللَّهُ الواحِدُ الصَّمَدُ؛ ثُلُثُ القُرْآنِ)) [رواه مسلم]. وفي حديث آخر رواه ابن عمـر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله ﷺ: ((قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ تَعْدِلُ ثُلُثَ الْقُرْآنِ، وقُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ تَعْدِلُ رُبُعَ الْقُرْآنِ)) [رواه الطبراني في الكبيـر (۳۰۹/۱۲)]

لعل كثيرين منا يعرفون ثواب سورة الإخلاص منذ الصغر، وأنها تعدل ثلث القرآن في الأجر، والمعنى لما تحويه من توحيد الله وتعظيمه وتقديسه، ولكن مَن مِنا فكّر منذ ذلك الزمن أن يكسب بهذه السورة العظيمة ثواب ختم القرآن في اليوم الواحد عشرات المرات، في زمن لا يتجـاوز بضع دقائق؟ ليس الهدف أن تعرف هذه المعلومات فحسب، ولكن الهدف الأسمى أن تعمل بها أيضاً.

اجـعـل قراءتك للقرآن العظيم قـراءة فهم وتأنٍ وتدبر؛ مستمسكا بقول الباري جل وعلا:
{وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا{ [سورة الإسراء آية (١٠٦)]. ولقوله تبارك وتعالى: {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الأَلْبَابِ{ [سورة ص آية (٢٩)]. وآخذًا بوصية القارئ المشهور ابن مسعود رضي الله عنه حيث قال: ((لا تنثروه نثر الدقل ولا تهذُّوه هذَّ الشعر، قفوا عند عجائبه وحرِّكوا به القلوب، ولا يكن همُّ أحدكم آخرَ السورة)) [أخلاق حملة القرآن للآجري]. ومقتدياً بحبر الأمة ابن عبـاس رضي الله عنه حينما قال: ((لأن أقرأ سورة أرتلها، أحب إليَّ من أن أقرأ القرآن كله)) [شـعب الإيمان للبيـهـقـي]..

ثم اعلم أن تكرارك لهذه السورة وحبك لهـا يدخلك الجنة إن شاء الله؛ كما حصل ذلك لأحد صحابة رسـول الله ﷺ. روى أنس بن مالك رضي الله عنه أن رجلا قال: يا رسول الله إني أحب هذه السورة {قُلْ هُوِ اللهُ أَحَدٌ{ قال: ((إنَّ حُبَّك إيّاهَا يُدخِلكَ الجنَّة)) [ رواه الترمذي]


العنصر الثاني: فضل الاستغفار المضاعف.

هل ترغب في أن تكسب في اليوم الواحـد على الأقل ألف مليون حسنة؟ فكيف لو كسبت هذا العدد وأكثر مـنه في جلسة واحدة بل في جملة واحدة؟ وما رأيك لو كررت ذلك أكثر من مرة؟ فكم تتوقع أن يرتفع رصيدك من الحسنات؟ فلنقف عند هذه المسابقة والتجارة الرابحة فإني لا أظنك ستفرط فيها، ولن تمر عليها مرور الكرام دون أن تنهل منها أو تتاجر فيها مع ربك.
فعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: ((مَنِ استغفَرَ للمؤمنينَ وللمؤمناتِ ، كتَبَ اللهُ لَهُ بِكُلِّ مؤمِنٍ ومؤمنةٍ حسنةً)) [ رواه الطبراني ]
لعل بصرك وذهنك ينصرف في بادئ الأمر إلى كلمة ((حسنة)) فتستصغر الحسنات التي ستكسبهـا من هذا الدعاء، ولكن لا تحجر ذهنك وانظر بعين أوسع من ذلك. فمن المعلوم أن عدد المسلمين اليوم في العالم يتجاوز الألف مليون مسلم. ولو افترضنا أن عدد المؤمنين منهم ألف مليون موحد، فإن دعاءك واستغفارك لهم كفيل أن يعطيك الله بعددهم حسنات. لو ظللت طوال حيـاتك تسبح الله لما استطعت أن تصل إلى هـذا الرقم من الحسنات، لولا أن رسول الله ﷺ أرشدنا إلى الاستغفار للمؤمنين والمؤمنات؛ لننال بهذه العبارة القصيرة الجامعـة ما لم نحلم به من حسنات في أقصر وقت ممكن. فكيف لو قلت هذا الدعاء في اليوم أكثر من مرة أو جعلته مع كل دعاء لك؟ وكم تتوقع أن تزداد حسناتك لو أشركت أموات المؤمنين في الدعاء؟ فأتوقع أن تكون مليونيراً إن شاء الله ليس من الريالات أو الدولارات وإنما من الحسنات.
إن كنت كيِّسا فطنا وأردت أن تستجاب دعوتك فلا تدعُ لنفسك فحسب، وإنما وجِّه هذا الدعاء لأحد أصدقائك وادع له في ظهر الغيب؛ كي يُؤمِّن أحد ملائكة الله عليه فلعل دعوتك تستجاب وتفوز بخيري الدنيا والآخرة.

  • هذا ننتهي من هذا الدرس
  • ونلقاكم في الدروس القادمة
    عن زادي للتعلم الشرعي
    نفعنا الله واياكم.....
 
سلمت يمناك على الموضوع القيم اختي دمت مبدعة في سماء المنتدى بمواضعيك القيمة و الهادفة و المميزة جعلها الله في ميزان حسناتك يا رب العالمين اجمعين
 
جزاك الله خيرا:):):)
 
الدرس الخامس من الوحدة الرابعة: مضاعفة الأجور بقضاء حوائج الناس.

· الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده أما بعد:
· أهلا وسهلا في هذا الدرس.

· هذا هو: الدرس الخامس من الوحدة الرابعة: (مضاعفة الأجور بقضاء حوائج الناس).

عناصر الدرس: يتكون هذا الدرس من عنصرين:
· الأول: فضل قضاء حوائج الناس.

· الثاني: أمثلة من السلف في حرصهم على قضاء حوائج الناس.

· العنصر الأول: فضل قضاء حوائج الناس.
إن بعض الناس يتأفف من لجوء الناس إليه لقضاء حوائجهم خاصة إذا كان ذا وجاهة أو سعة من المال. ولا يدري أن من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، وأن الله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه. فلئن تقضي لأخيك حاجة كأن تُعلِّمه، أو تُرشـده، أو تحمله، أو تُقرضه، أو تَشفع له في خير، أفضل عند الله من ثواب اعتكافك شهراً كاملاً.
فعن عبد الله بن عمـر رضي الله عنهما أن رسـول الله ﷺ قال:
((أحب الناس إلى الله أنفعهم، وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور تدخله على مسلم، أو تكشف عنه كربة، أو تقضي عنه ديناً، أو تطرد عنه جوعاً، ولأن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إليَّ من أن اعتكف في المسجد شهراً، ومن كفَّ غضبـه ستر الل)ه عورته، ومن كظم غيظاً، ولو شاء أن يمضيـه أمضاه، ملأ الله قلبـه رضاً يوم القيامة، ومن مشى مع أخيـه المسلم في حاجتـه حتى يثـبتـها له، أثبت الله تعالى قدمـه يـوم تزل الأقـدام، وإن سـوء الخلق ليفسد العمل كما يفسد الخل العسل) [رواه والطبراني في الكبـيـر (٣٤٦/١٢)، وابن أبي الدنيـا وحـسنه الألباني في السلسلة الصحيحة رقم (906)، وفي صحيح الجامع (176).]
إن مجرد أن تقضي لأخيك حاجة قد لا يستغرق أداؤها أحيانا نصف ساعة فإنه يسجل لك بها ثواب اعتكاف شهر واحد؛ فتخيل لو أردت اعتكاف شهر كامل كم ستحتاج من مجاهدة للنفس بتعطيل أعمالك الخاصة، وبقائك حبيس المسجد ثلاثين يوما إما ذاكراً الله أو ساجدا أو قارئا للقرآن؟ ولكن خلال دقائق معدودة تنجز فيها لأخيك حاجته أو تسعى فيها لأرملة، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي ﷺ :
((الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله أو القائم الليل الصائم النهار)). [رواه البخاري]، يسجل في صـحـيـفـتـك كأنك اعتكفت سنوات عديدة. فكم سَنَة لم تحيها في الواقع سيسجل لك ثوابها إذا سخّرت جزءا من وقتك لخدمة إخوانك المسلمين؟

· العنصر الثاني: أمثلة من السلف في حرصهم على قضاء حوائج الناس.
إن حياة الصالحين مليئة بالقصص في حرصهم على خـدمة إخوانهم. وما سُطر في الكتب لـيس إلا نزر يسير عـلمه بعض الناس، وما خفي في هذا المضمار كان أعظم لحرص السلف على إخفاء أعمالهم.
• كان أبو بكر الصديق رضي الله عنه يحلب للحي أغنامهم، فلما استُخلف قالت جارية منهم: الآن لا يحلبها. فقال أبو بكر: بلى، وإني لأرجو أن لا يغيرني ما دخلت فيه عن شيء كنت أفعله [جامع العلوم والحكم (٢/ ٢٩٥).]
• وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يتعاهد بعض الأرامل فيستقي لهن الماء بالليل. ورآه طلحة بالليل يدخل بيت امرأة، فدخل إليها طلحة نهاراً. فإذا عجوز عمياء مقعدة. فسألها: ما يصنع هذا الرجل عندك؟ قالت: هذا له منذ كذا وكذا يتعاهدني، يأتيني بما يصلحني ويخرج عني الأذى. فقال طلحة: ثكلتك أمك يا طلحة، عثرات عمر تتبع؟ [جامع العلوم والحكم (٢/ ٢٩٥). ]
• وقال مجاهد: صحبت ابن عمر في السفر لأخدمه فكان يخدمني أكثر. [ جامع العلوم والحكم (٢/ ٢٩٥).]
• ولما مات علي بن الحسين رضي الله عنه وجدوا بظهره أثراً مما كـان ينقل الجُرَب بالليل إلى منازل الأرامل [نزهة الفضلاء تهذيب سير أعلام النبلاء (٤٠٦/1)]
• وكان حكيم بن حزام يحزن على اليوم الذي لا يجد فيه محتاجاً ليقضي له حاجته. فيقول: ما أصبحت وليس ببابي صاحب حاجة، إلا علمتُ أنها من المصائب التي أسأل الله الأجر عليها [نزهة الفضلاء تهذيب سير أعلام النبلاء (۲۱۹/۱)]
أخي الكريم إنني على يقين بأنك ممن يحرص ويبادر لخدمة الآخرين. ولكن شتان بين من يفعل ذلك احتساباً، وبين من يفعله مجاملة، أو يطلب مدحاً، أو ثوابا معجلاً. فعوِّد نفسك على أن لا تنتظر على شفاعتك وخدمتـك لإخوانك أيَّ مثوبة مادية أو معنوية من أحد غير الله جل وعلا؛ لئلا يذهب عنك أجر عظيم قد عرفت الآن جزءاً منه.
• عندما كـلَّم عقبـة بن عمـرو لرجل في حاجة، إلى أهله فرأى هدية. قال الراوي: أظنه قال بطّا ودجاجاً. فقال: ما هذا؟ فقالوا: أرسل به الرجل الذي كلمت له. فقال: أخرجوه، آخذ أجر شفاعتي في الدنيا! [الزهد لأحمد بن حنبل (صفحة ١٨٨) ]
• وقضى ابن شبرمة رحمه الله حاجة كبيرة لبعض إخوانه، فجاء يكافئه بهدية. فقال: ما هذا؟ قال: لما أسديته إليّ. فقال: خذ مالك عافاك الله. إذا سألت أخاك حاجة فلم يجهد نفسه في قضائها فتوضأ للصلاة وكبّر عليه أربع تكبيرات وعده من الموتى. [إحياء علوم الدين (٢/ ١٩٥) بتصرف]
وإذا علمت أن هذا الثواب العظيم كله لمن خدم أخاه المسلم وهو له سُنة فاضلة، فكيف بمن يكون في خدمة والديه وفي قضاء حوائجهما، وهو أمر واجب عليه؟
إننا نسمع ونرى كثيراً من الناس يسعدون ويتشرفون - على حد زعمهم - بخدمة أصدقائهم بل بخدمة عامة الناس، ولكنهم يتذمرون ويتأففون من خدمة والديهم أو أرحامهـم، وترى أحدهم يداخله الضجر طوال يومـه إن كان أحد والديه قد كلفه بخدمة أو أداء مـهمـة. فلا شـك أن هذا عقوق عاقبته وخيمة في الدنيا قبل الآخرة تتمثل في تعجيل العقوبة وإنقاص العمر. روى أبو بكرة رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال: ((
ما مِن ذَنبٍ أجدَرَ أن يُعَجِّلَ اللهُ لِصاحِبِه العُقوبَةَ فى الدُّنيا مَعَ ما يَدَّخِرُ له فى الآخِرَةِ، مِنَ البَغىِ وقَطيعَةِ الرَّحِمِ)) [ رواه الترمذي وأبو داود وصححه الأرنؤوط والألباني]

  • هذا ننتهي من هذا الدرس
  • ونلقاكم في الدروس القادمة
    عن زادي للتعلم الشرعي
    نفعنا الله واياكم....
    .
 
سلمت يمناك على الموضوع القيم اختي
جزاك الله خيرا
وبارك فيك
ورزقك الله الدارين
الله امين

اسعدني مرورك العطر اخي الياس
 
مواضيع قيمة وهادفة

بارك الله فيك أختي المجتهدة وجعلها في ميزان حسناتك.. "يعطيك الصحة"


ننتظر المزيد ابداعك 💌
 
مواضيع قيمة وهادفة

بارك الله فيك أختي المجتهدة وجعلها في ميزان حسناتك.. "يعطيك الصحة"


ننتظر المزيد ابداعك 💌
بارك الله فيك اخي
وجزاك كل خير
اسعدني مرورك العطر

نسال الله ان ينفعنا و اياكم
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top