درس المساواة أمام أحكام الشريعة الإسلامية

ريحـان

:: أمينة اللمة الجزائرية ::
طاقم الإدارة
إنضم
24 نوفمبر 2015
المشاركات
13,664
الحلول
1
نقاط التفاعل
25,720
النقاط
2,306
محل الإقامة
الجزائر ♥
الجنس
أنثى
1641761900660.png









إنّ أعظم مشكلة يواجهها الإنسان المعاصر هي قداسة القانون وتطبيقه والخضوع له من جميع فئات المجتمع، ولا توجد عقبة تواجه الدّول والمجتمعات مثل إلزامية النّصوص القانونية وتطبيقها، ولهذا فإنّ أي حضارة لا تقاس إلاّ بمدى احترامها وخضوعها للقوانين الّتي تسنها الدّولة.

ومن أساسات دين الإسلام المساواة في أحكام الشريعة الإسلامية السمحة، والتاريخ الإسلامي من بداياته شهد عدة مواضع وأحداث أعطت دروسا للعالم في المساواة والعدل بين الناس مهما كان مستواهم أو عرقهم.

للقراءة والحفظ :

عن عائشة رضي االله عنها أَنَّ قُرَيْشًا أَهَمَّهُمْ شَأْنُ الْمَرْأَةِ الْمَخْزُومِيَّةِ الَّتِي سَرَقَتْ فَقَالُوا: مَنْ يُكَلِّمُ فِيهَا رَسُولَ اللَّـهِ صلى االله عليه وسلم؟ فَقَالُوا وَمَنْ يَجْتَرِئُ عَلَيْهِ إِلاَ أُسَامَةُ حِبُّ رَسُولِ اللَّـهِ صلى االله عليه وسلم؟! فَكَلَّمَهُ أُسَامَةُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّـهِ صلى االله عليه وسلم: “أَتَشْفَعُ فِي حَدٍّ مِنْ حُدُودِ اللَّـهِ”؟ ثُمَّ قَامَ فَاخْتَطَبَ فَقَالَ: “أَيُّهَا النّاسُ، إِنَّمَا أَهْلَكَ الَّذِينَ قَبْلَكُمْ أَنَّهُمْ كَانُوا إِذَا سَرَقَ فِيهِمُ الشَّرِيفُ تَرَكُوهُ، وَإِذَا سَرَقَ فِيهِمُ الضّعِيفُ أَقَامُوا عَلَيْهِ الْحَدَّ، وَأيْمُ اللَّـه لَوْ أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ سَرَقَتْ لَقَطَعْتُ يَدَهَا”.
[متفق عليه ورواه أصحاب السّنن]

التّعريف بالصّحابية راوية الحديث أم المؤمنين عائشة:

هي أمّ المؤمنين عائشة بنت أبي بكر الصّديق رضي االله عنهما، زوج الرّسول االله صلى االله عليه وسلم. كانت رضي االله عنها من أعلم النّساء وأفقههنّ، ومن أكثر النّاس رواية لحديث النّبيّ صلى االله عليه وسلم، حيث روي لها (2210 حديثا). توفي عنها رسول االله صلى االله عليه وسلم وعمرها 18 سنة، وتوفيت رضي االله عنها سنة 57 هـ، وصلى عليها أبو هريرة رضي االله عنه.

شرح الكلمات :

الكلمة
شرحها
أهمهم
أي أقلقهم وجلب إليهم الهم
يجترئ
يتقدم ليشفع
حب
بكسر الحاء أي محبوب
وأيم الله
عبارة تدل على القسم والحلف

الإيضاح والتحليل :

1 – المساواة أمام القانون من مبادئ الشريعة الإسلامية :

في هذا الحديث مظهر من مظاهر العدالة القانونية في الإسلام، وهو عدم التفريق بين الأغنياء والفقراء والأقوياء والضعفاء في تطبيق الأحكام والحدود، فها هو النبي صلى الله عليه وسلم يلغي الاعتبارات الاجتماعية في تطبيق الأحكام الشرعية.

2 – عدم جواز التعدي على أموال الناس :

في هذا الحديث بين النبي صلى الله عليه وسلم مكانة أموال الناس وقدسيتها في ديننا الحنيف، بحيث لا يجوز بحال من الأحوال أخذها بغير حق أو الاعتداء عليها بالسرقة أو الغش وغير ذلك من طرق الكسب الحرام. أما من سولت له نفسه ذلك فلجأ إلى سرقة أموال الناس فنجد الشريعة الإسلامية قد وقفت أمامه بالمرصاد ورتبت على فعله عقوبة رادعة، حتى لا يعود مرة أخرى ولينزجر غيره من الناس.

3 – تحريم الشفاعة في الحدود :

في الحديث دلالة عظيمة على العدالة القانونية في الشريعة الإسلامية التي لا تفرق بين القوي والضعيف في تطبيق الأحكام والحدود، بل تطبق أحكامها العادلة على الجميع، فألغى صلى الله عليه وسلم الحسابات الاجتماعية في تطبيق الأحكام الشرعية، وبين أن سبب هلاك الأمم السابقة يكمن في التمييز بين طبقات المجتمع وعدم مراعاة أحكام العدل.

4 – من الآثار السلبية للشفاعة في الحدود :

إن تعطيل تنفيذ حدود الله في حق طبقة معينة من المجتمع سيشجع القادرين على التخلص من العقاب بالشفاعة، ويؤدي إلى ظهور الطبقية التي تميز بين الناس أمام العدالة بين من يملكون شفعاء يخلصونهم من العقاب ومن لا يملكون ذلك. وكذا شيوع الجريمة والفساد المدمرين للمجتمع، كما أن في الشفاعة في الحدود إهدارا للعدالة والقانون، وهي من أهم مقومات بناء المجتمعات واستقرارها.


الفوائد والإرشادات :

1 – تحريم السرقة وبيان عقوبتها.

2 – القضاء على الفوارق الطبقية والتمييز العنصري والمحاباة في الحدود.

3 – تحريم الشفاعة في الحدود.

4 – وجوب إقامة حدود الله وحرمة تعطيلها.

5 – تعطيل حدود الله يؤدي إلى شيوع الجريمة والفساد في الأرض.

6 – الاعتبار بأحوال الأمم السابقة
 

يشاهد هذا الموضوع: 3 (الأعضاء: 1، الزوار: 2)​

 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top