التفاعل
4.4K
الجوائز
480
- الوظيفة
- إطار تسيير إداري
- الحالة الإجتماعية
- متزوجة
- الجنس
- أنثى
- الأوسمة
- 12

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
قبل أن أحدثكم عن عام البكالوريا، دعوني أعود بكم قليلًا إلى بداياتي الدراسية..
منذ دخولي المدرسة كنت دائمًا من بين الأوائل، لكن كما كان شائعًا في جيلنا، بعض المعلمين والمعلمات كانوا يميلون لمن يحمل لقب "ابن فلان" أو "ابنة فلان". أذكر جيّدًا في السنة الخامسة كنت الأولى في القسم، غير أنني حُرمت من التكريم في يوم العلم، الذي حضره آنذاك "الوالي و رئيس البلدية"، فقط لأن والدي رحمه الله كان عاملاً يوميًا، بينما وقع الاختيار على زميلتي صاحبة المرتبة الثانية لأن والدها أستاذ ثانوي. و تحججت المعلمة آنذاك أنه سأكرم نهاية كل عام كما هو معتاد.
ذلك الموقف ظل عالقًا بذاكرتي وأثر في نفسيتي كثيرًا، حتى صرت فيما بعد أكتفي بالمراتب الأخيرة على طريقة "المهم نجيب عامي".
وصلت إلى مرحلة "البيام"، حصلت على معدل يقارب 15. ورغم رغبتي في دراسة الأدب العربي بسبب عشقي للكتابة والخواطر، إلا أن إحدى أستاذاتي في الرياضيات أصرت أن أتجه إلى الشعبة العلمية كوني كنت جدا متميزة في المواد العلمية.
و هذه النقطة أيضا سبب انتكاستي في الدراسة..
كنت آخر العنقود، عنيدة كما يقولون "راسي يابس" ، لا أحب الحفظ ولا المراجعة بالخصوص أنه المجال ليس رغبتي، لكني كنت أنجح عامًا بعد عام بفضل الله.
إلى أن جاء عام البكالوريا.. صارحت عائلتي منذ البداية: "ما تستناوش ننجح هذا العام.. العام الجاي إن شاء الله نعاود نقرأ مليح وننجح. هذا العام نروح غير نشوف الأسئلة كيف".
كنا أول دفعة بالنظام الجديد (بكالوريا 2008). لذلك اقتصرت على حضور دروس الخصوصية في الرياضيات والفيزياء، بالإضافة إلى دروس الدعم من الأستاذ الفاضل في الأدب العربي رحمه الله، والذي كان يعطينا كل مساء ثلاثاء. أما باقي المواد فقد تركتها لنيّة "العام الجاي".
لكن المفاجأة حصلت مع أول يوم من الامتحانات.. فقد جاء أحد مواضيع الأدب العربي مطابقًا تمامًا لنموذج اختبارات تطرقنا إليه مع أستاذنا في الدعم! وقتها ندمت وقلت في نفسي: "لو بذلت جهدًا قليلًا فقط، لكنت سأنجح بسهولة". أجبت بما استطعت، خاصة في مواد الحفظ حيث استعنت بثقافتي العامة، لكن خانتني العلوم."للصراحة ماقريتهاش"
انتهى أسبوع الامتحانات، وشعرت بالندم، لكن لم يكن بيدي شيء. ومع اقتراب النتائج كنت أتابع التصحيحات النموذجية في الجرائد والخوف يكبر بداخلي. وعندما ارتفعت الزغاريد في الحي يوم إعلان النتائج، أغلقت على نفسي باب غرفة والديّ، على يقين أنني لن أنجح. فجأة سمعت أصوات الفرح في بيتنا: أمي، أختاي، وجارتي يزغردن! دخل أخي مسرعًا وهو يقول: "مبروك! جبتِ 11.. قريب 12!"
لم أصدق! ظننت أنه خطأ في التصحيح أو نوع من التساهل معنا باعتبارنا أول دفعة بالنظام الجديد. دموعي لم تتوقف.. كانت لحظة لا تُنسى.
بعد الفرحة انهالت عليّ الانتقادات: "لو حفظتِ أكثر لكان معدلك أحسن!".. لكنني كنت مقتنعة: "يكفيني لحلمي فهو بمعدل 10".
سجلت بعدها في كلية العلوم القانونية والإدارية، وكانت آخر دفعة في النظام الكلاسيكي في جامعتي. كانت فرحة والديّ، رحمهما الله، لا توصف، وخاصة والدي الذي اغرورقت عيناه بالدموع فكيف لا يفرح و كنت مدللته.
هذه كانت قصتي مع الدراسة وعام البكالوريا.
رسالتي لكل طالب اليوم: لا تستهِن أبدًا بقدراتك، واجعل كل المواد أساسية، فربما تكون إحدى المفاجآت سببًا في نجاحك.
شكرا لكل من قرأ خربشاتي الصباحية في هذه المسابقة
قبل أن أحدثكم عن عام البكالوريا، دعوني أعود بكم قليلًا إلى بداياتي الدراسية..
منذ دخولي المدرسة كنت دائمًا من بين الأوائل، لكن كما كان شائعًا في جيلنا، بعض المعلمين والمعلمات كانوا يميلون لمن يحمل لقب "ابن فلان" أو "ابنة فلان". أذكر جيّدًا في السنة الخامسة كنت الأولى في القسم، غير أنني حُرمت من التكريم في يوم العلم، الذي حضره آنذاك "الوالي و رئيس البلدية"، فقط لأن والدي رحمه الله كان عاملاً يوميًا، بينما وقع الاختيار على زميلتي صاحبة المرتبة الثانية لأن والدها أستاذ ثانوي. و تحججت المعلمة آنذاك أنه سأكرم نهاية كل عام كما هو معتاد.
ذلك الموقف ظل عالقًا بذاكرتي وأثر في نفسيتي كثيرًا، حتى صرت فيما بعد أكتفي بالمراتب الأخيرة على طريقة "المهم نجيب عامي".
وصلت إلى مرحلة "البيام"، حصلت على معدل يقارب 15. ورغم رغبتي في دراسة الأدب العربي بسبب عشقي للكتابة والخواطر، إلا أن إحدى أستاذاتي في الرياضيات أصرت أن أتجه إلى الشعبة العلمية كوني كنت جدا متميزة في المواد العلمية.
و هذه النقطة أيضا سبب انتكاستي في الدراسة..
كنت آخر العنقود، عنيدة كما يقولون "راسي يابس" ، لا أحب الحفظ ولا المراجعة بالخصوص أنه المجال ليس رغبتي، لكني كنت أنجح عامًا بعد عام بفضل الله.
إلى أن جاء عام البكالوريا.. صارحت عائلتي منذ البداية: "ما تستناوش ننجح هذا العام.. العام الجاي إن شاء الله نعاود نقرأ مليح وننجح. هذا العام نروح غير نشوف الأسئلة كيف".
كنا أول دفعة بالنظام الجديد (بكالوريا 2008). لذلك اقتصرت على حضور دروس الخصوصية في الرياضيات والفيزياء، بالإضافة إلى دروس الدعم من الأستاذ الفاضل في الأدب العربي رحمه الله، والذي كان يعطينا كل مساء ثلاثاء. أما باقي المواد فقد تركتها لنيّة "العام الجاي".
لكن المفاجأة حصلت مع أول يوم من الامتحانات.. فقد جاء أحد مواضيع الأدب العربي مطابقًا تمامًا لنموذج اختبارات تطرقنا إليه مع أستاذنا في الدعم! وقتها ندمت وقلت في نفسي: "لو بذلت جهدًا قليلًا فقط، لكنت سأنجح بسهولة". أجبت بما استطعت، خاصة في مواد الحفظ حيث استعنت بثقافتي العامة، لكن خانتني العلوم."للصراحة ماقريتهاش"
انتهى أسبوع الامتحانات، وشعرت بالندم، لكن لم يكن بيدي شيء. ومع اقتراب النتائج كنت أتابع التصحيحات النموذجية في الجرائد والخوف يكبر بداخلي. وعندما ارتفعت الزغاريد في الحي يوم إعلان النتائج، أغلقت على نفسي باب غرفة والديّ، على يقين أنني لن أنجح. فجأة سمعت أصوات الفرح في بيتنا: أمي، أختاي، وجارتي يزغردن! دخل أخي مسرعًا وهو يقول: "مبروك! جبتِ 11.. قريب 12!"
لم أصدق! ظننت أنه خطأ في التصحيح أو نوع من التساهل معنا باعتبارنا أول دفعة بالنظام الجديد. دموعي لم تتوقف.. كانت لحظة لا تُنسى.
بعد الفرحة انهالت عليّ الانتقادات: "لو حفظتِ أكثر لكان معدلك أحسن!".. لكنني كنت مقتنعة: "يكفيني لحلمي فهو بمعدل 10".
سجلت بعدها في كلية العلوم القانونية والإدارية، وكانت آخر دفعة في النظام الكلاسيكي في جامعتي. كانت فرحة والديّ، رحمهما الله، لا توصف، وخاصة والدي الذي اغرورقت عيناه بالدموع فكيف لا يفرح و كنت مدللته.
هذه كانت قصتي مع الدراسة وعام البكالوريا.
رسالتي لكل طالب اليوم: لا تستهِن أبدًا بقدراتك، واجعل كل المواد أساسية، فربما تكون إحدى المفاجآت سببًا في نجاحك.
شكرا لكل من قرأ خربشاتي الصباحية في هذه المسابقة

آخر تعديل بواسطة المشرف: