باكالوريا بين ضفّتين (مشاركتي في مسابقة قصة نجاحي في البكالوريا)

space-cowboy

:: عضو مُشارك ::
صُنّآع آلمُحْتَوَى

قصتي مع الباكالوريا (من العهد الطّباشيري)




البدايات

في الابتدائية والإعدادية كنتُ دائمًا من بين الثلاثة أو الخمسة الأوائل، دون جهد كبير. الرياضيات كانت أرضي الطبيعية. وحين جاء وقت التوجيه في الثانوية، لم أتردّد: أردتُ شعبة العلوم الرياضية. أختي سبقتني إليها، وهي شعبة انتقائية يخشاها الكثيرون. كان الناس يحكون أن بعض من اختاروها فقدوا عقولهم تحت الضغط، وآخرون انسحبوا في منتصف الطريق. لم أُصغِ إلى تلك الأصوات، وكتبت في لائحة رغباتي "العلوم الرياضية" ثلاث مرات، ثم في الخيار الرابع "علوم تقنية".


صعوبة البدايات

النجاح بالموهبة انتهى. لا بد من عمل وانضباط. صرنا نغرق في كتب "ديما ديما" سلسلة تمارين مكتوبة بخط اليد (كانت تُعرف بسلسة ألف وباء)، والرَّشَاد. حتى ورق الزبدة كنا نشتريه من البقال (بالكيلو)، لا لنلفّ الزبدة، بل لنحلّ عليه التمارين، فهو رقيق وأملس ولونُه لا يُرهق العين عكس البياض الناصع.




صفحة من سلسة ديما ديما

ديما ديما.webp





ورق الزبدة حليف تمارين الرياضيات والفيزياء

ورق الزبدة.webp




مرت السنتان الأوليان من الثانوية بسلام، ثم جاءت سنة الباكالوريا، وجاء معها انقلاب غير متوقّع... والدي أطلق مسطرة التجمع العائلي. وبعد شهرين من بداية الفصل المدرسي، اضطررتُ أن أترك وجدة، وأصدقائي، وكل ما أعرفه… لألتحق بأسرتي في فرنسا لتسوية وضعية أوراقي قبل أن أبلغ 18 سنة.



الإستراحة الفرنسية

في باريس، وجدت نفسي فجأة في قسم الأولى ثانوي لأنه الفصل الوحيد المُتاح وقتها في منتصف الطريق. كُنت محاطا بفرنسيين، برتغاليين، إيطاليين، يهود، أتراك، جزائريين، … فسيفساء حقيقية. اخترتُ العربية لغة حية ثالثة مع أستاذ تونسي لم يكن يعلّمني شيئًا، بل يطلب مني فقط مقالات لأملأ بها الوقت، في حين كانت زميلتان لازالتا تتعلم أبجديات اللغة العربية.




احدى التعبيرات الإنشائية التي كتبت تحت طلب الأستاذ التونسي.


CCF18012008_00009.webp

CCF18012008_00010.webp




رغم تأقلمي السريع وإحاطتي من طرف الشقراء والصهباء والعفراء (أينك يا سيلين ؟ أينك يا سوندرين ؟ أينك يا جولي ؟ هههه), كل شيء بدا غريباً: اللغة، الإيقاع، الأجواء. وفي المغرب، كانت خالتي تتكفل بالإجراءات حتى تُحتسب تلك السنة "سنة بيضاء". هل أستمر في فرنسا وأخسر سنتين؟ أم أعود وحدي إلى وجدة فأخسر عاما واحداً فقط؟ كان السؤال يُطاردني. في صيف 2001، كان والدي يكرر عليّ: "هل فكرتَ في ما تنوي فعله؟"


...وأخيراً قرّرت: "سأعود إلى المغرب".


العودة إلى وجدة, وحيداً

كان موعد رحلتي في 12 سبتمبر 2001، أي بعد يوم واحد من أحداث نيويورك. في المطار كان التوتر خانقًا. وصلتُ إلى وجدة، حيث كان جدي وجدتي في استقبالي. جدتي أمسكت يدي وقبّلتها قائلة: "يا خيري ولدي!". بقيت عندهما أياما على مَضَض، قبل أن أجمع شجاعتي وأحمل حقيبتي إلى بيتنا الخالي. وهناك، وجدت سلاما غريباً: وحيداً، لكن حرًّا.


كان عمري 18 سنة. وكان والدي يرسل لي 200 يورو شهريًا، ثروة صغيرة لكنها كانت تكفيني. أذهب إلى السوق يوم الأحد، أتنقل بالدراجة، وأتعلم الطبخ: سردين مشوي، طاجين بالسردين المفروش بالبطاطس، بيض بالطماطم (المعروفة ب BM عند العُزّاب), شاي بالنعناع.. ومساء احيانا بعض العصائر بالحليب بنكهة الفواكه، أو كاران (ما يُعرف في الجزائر بالكارانتيكا)… جارتي كانت تجلب لي الخبز أو طبقاً ساخناً من مرتين إلى ثلاث مرّات في الأسبوع. وأجيانا كنت أذهب عند جدي وجدتي، خصوصاً في رمضان.

وكان هناك "حكيم"، أعز أصدقائي الذي كان يُرافقني وينام عندي، نراجع دروسنا معًا رغم أنّه أدبيّ، نستأجر أشرطة VHS ونضحك حتى يغلبني النوم. وكان يسخر مني: "مازال فايق؟" فأجيب نصف نائم: "هممم.."، فيردّ ضاحكاً: "الله ينعل الكاذب !". وحياة العزوبية لا تعني أنني كُنت مُهملا. كانت النظافة والترتيب أحد أولياتي حتى أن احد الزُملاء الذي زار بيتي اندهش وقال لي :"تقول راك مزوّج باربع نسا !". هو نفسه الزّميل الذي عرّفني على سمك "الكروفيت".


عام الباك

بعد عودتي، وجدت أن شعبة العلوم الرياضية أُلغيت من ثانويتي، فكنت أتنقل بعيداً إلى مؤسسة أخرى يوجد بها فصل علوم رياضية. أستاذ الرياضيات كان عبقرياً، بينما أستاذ الفيزياء محطما بسبب طلاق. لم أدرس بجنون، لكنني تمسكت بالأساسيات. في العلوم الرياضية، السؤال لم يكن: هل سننجح؟ بل: بأي معدل؟ وهذا لا يعني أنه لم يكن هناك راسبين. لكنّها حالات ناذرة مقارنة بباقي الشُّعَب.

جاء يوم الامتحان. حضرت باكراً لأوّل مرة، فقال زميل: "أول مرة عبد الرحيم يجي فالوقت… هاذي علامة من علامات الساعة !". مرّت الامتحانات بخير، باستثناء زميل استعمل أوراق الوسخ كـ "موشوار" لمسح أنفه. في الحقيقة اطمأننت أنها استعملها لأنفه. كُنت احسبه يحرر التمارين بسرعة البرق وقلمه يلتهم اوراق الوساخ التهاماً، وهذا عامل ضغط لا يُستهان به في يوم يُعزّ فيه المرئ أو يُهان.

في الاجتماعيات، كان الموضوع عن تاريخ الجزائر. لم أدرسه جيدًا، لكنني أسقطت ما حفظته عن تاريخ المغرب على تاريخ الجزائر إبّان الإستعمار الفرنسي مع تغيير التواريخ (1930 و 1962). حصلت على 16 أو 17.

النتيجة النهائية: 13/20 – ميزة "لا بأس به". كنت راضياً لأنني صراحة لم أكن مُثابراً... زميلي الذي قال عن بيتي "كأنك متزوج بأربع نساء" رسب، فوجدتني أواسيه بدل أن أحتفل.


ما بعد الباك: العودة إلى فرنسا

في صيف 2002، عُدت إلى فرنسا والباك في جيبي. في سبتمبر، بدأت أطرق أبواب الثانويات الباريسية، حاملاً معي نسخًا من دبلومي وكشوف نقاطي، لألتحق بالقسم التحضيري (maths sup/maths spé). الثانوية الأولى قالت: "القسم مكتمل".
الثانوية الثانية احتفظت بملفي ليدرسه أستاذة الرياضيات والفيزياء. انتظرت طوال الظهيرة، حتى خرج المراقب عند الخامسة وقال: "لقد تم قبولك"

خرجتُ إلى الشارع، وأحسست أن الدنيا كلها فُتحت أمامي. هَلِلويا ! او بالأحرى... الحمد لله !
 
آخر تعديل:
رحلة تشبه المغامرات الكبرى
من وجدة إلى باريس، ومن ورق الزبدة إلى قاعات الباك،
ثم إلى عتبات الأقسام التحضيرية
القصة لم تكن مجرد مسار دراسي، بل ملحمة عن الإصرار، الوحدة، والاختيارات الصعبة التي تصنعنا
وأسلوبك زاد من عمقها ..

شكرا على مشاركتنا حكايتك ..

تحياتي
 
توقيع لمعانُ الأحداق
والله سعيد بهته الكتابات و الابداعات
اضافة الى الكل العظيم من الايجابية الموجودة في الموضوع
و المواضيع الاخرى في المسابقة
هنيئا لنا تواجدكم في منتدانا
حجز مكان و لي عودة بتعليق يليق بالموضوع
////////////////////////////

قائمة تنبيهات [2025]
@حاتم خليفة @rycerz @Fethi.dz @الامين محمد @Soumia hadj mohammed @saddek06000 @الطيب الجزائري84
@afnene @الصقر الأبيض @MESSI23000 @abdouker
@أبو عاتكة @barca.moha @طمطومة مصطفى @lotfi12
@العَنْقَاءُ @امبارك جميلة @amar hattab @dahman kz
@ناي . . @ALGERIA DZ @سجينة الصمت @فادي محمد
@Hakan @المصممة حنان @ريحان @زاد الرحيل
@أحمدوا @Tama Aliche @sami120 @Moha le sage
@احمدوا @Oktavio_hinda @elmaalii @أم أُنٌَيسة
@شجـ الروح ـون @زهور الشوق @الرومنسي الجاد @*amani*
@maryou1980 @النجم البعيد @EL Aìd Nh @إلياس
@Amoona @Eay98 @أم أنس جنيد @adam 05_27
@ت.أحمد @سـارة @lewaw11274 @space-cowboy
@Hocine 27 @la lune rose @momoam @عاشق اللمة.
@الروسي @CreativePs @secret de coeur @بوعزة عامر 77
@أحلامي @أنفاس الإيمان @الصراحة راحة @♡كارينا♡
@بسمة القلوب @Mehdidaoud @سكون الفجر @Needforspeede
@سعيد2 @ala3eddine @زهيرة تلمسان @Ma$Ter
@جيهان جوجو @angeblue @باتنية و نص @smiley daily
@Amine7N @سعد606 @Zili Na @جمــآنــة
@لمعانُ الأحداق @وۣۗهۣۗہۣۗم @doaausef3li @mbcsat
@النورس @Amine ouar @faith8 @hich86
@karim4algeria @mohalia @جليلوس @وائل المنزلاوي
@بلبالي اسماعيل @YOUSRAyousra @4LI_4LGERI4 @ADLANE44
@sidalibns @yafod @dridi @Iamdetector
@NOUR.DZ @Bouchra zarat @يوسےفے @أفنانوه
@{هِشام} @mounaim05 @abdellahtlemcen @chayat
@HAMZA USMA @saied @Martech @ENG.MARWA
@عبد العليم عثماني @tamadhhor @hassibakhe @Maria bnr
@SINMAR44 @أشرقت @السلطانة @abdoulee20
@rasha holwa @رياض تت @تشلسي4 @زاهية بنت البحر
@skynssine @Abdelghani03 @nadjibdz12 @raawan
@bouziddz @ديكتاتــــــور @Yacine info @afrah djm
@Mohamed elshemy @ch zaki @hassane1987 @نورالدين19
@Bilal Manou @لاريمان @Madjid Farid @Alaa_Eldin
@موناليزا @nobledz @Eradiate @Mohamedzri
@Karim megrous @أم عبد الله @midou@1 @Qusay Legend
@عمار اعمر @safouan @Rahal Oualid @طموحة
@w@hab_39 @أم عبد الواحد @ali_elmilia @Imed703
@elhadi98 @اسلام 25 @aljentel @bijou071
@المعلمة النشطة @xyzwth @ديسق @Oussama.GF
@rezamine @MARYTA @ouafi @الحلم الوردي
@kaka44 @missoum31 @rafid2 @nebbati
@أم أنيسة @BAHMD @زيــن @wadoud3113
@sofiane55 @إعصار @Abde jalil20 @Rochdi.dz
@اميرة اميرة 89 @امورة المنتدى @Mokhito @md amine
@أم الصبيان @الحازم @هدوء المطر @Silent Hill
@Adam120 @ZICO_40 @الورد الأحمر @عزيز1982
@MiRInGI ALGeRia @Ezoemy @خديجة ph @rachid-egle
@Clioess @4algeria @okbadz @MOHA 66
@المقنع @★Dαяĸ-Sтαя★ @bilal berkane @connecter08000
@جزائرية توب @Tarek midou @tunisien93 @امحمد خوجة
@رزان منال @Yousra sa @ليليا مرام @maissa gh
@مباركي أسامة @Adem4dz @اريج عباس @FAY CAL
@osama305 @البشير البشير @فاتن سيلين @bousaid
@جمال عبدلي @نجـود @ذات الشيم
 
توقيع الامين محمد
ماشاء الله رائعة ...
عشنا معك الاجواء
انا انتقلت معك من وجدة الى باريس حتى أنني تخيلت بيتك المرتب وتحسست قليلاً من ذلك الصراع بيتك وبين نفسك : ابقى مع عائلتي أم اعود و احقق ما بدأته؟

قصة جميلة جدا نشكرك على مشاركتها لنا
 
الله يبارك ماشاء الله لا قوة الا بالله ،كاني اقرى لمذكرات كاتب اديب اريب ،لم اكن اعلم انك لك هذه الموهبة ،او ربما بسبب كسلي الطويل في اللمة ، يسعدني اني قرأت لك صديقي واسعدني انك صديقك العزيز يحمل اسمي 😁 ،شكرا على المشاركة من الآن اعطيك صوتي🙏.
 
بين بلدك الأم و بلد الاقامة و المغامرة في غياب الوالدين.. و الاتزان مع النجاح.. حقا قليل هم بنو جنسك من يحافظ على نفسه في ظروفك.. ما شاء الله تبارك الرحمن..
وفقك الله و سدد خطاك أخي الكريم
 
توقيع أم إسراء
قصتك تختصر رحلة نضج حقيقية من التميز الدراسي إلى مواجهة الغربة ثم العودة بإرادة أقوى

شكرا لك لمشاركتنا قصة نجاحك
 
توقيع ام أمينة
انت كبير يا عبد الرحيم فحكايتك لم تكن إلا مع الكبراء ذوي العقول الرزينه وذوي الهمم المتطلعة للعلاء ، ثم ان طريقة سردك لهذه القصه طريقه جميله جدا وسلسه جدا تدل على تمكنك أدبيا من إيصال فكرتك بيسر وسهوله ولا غرابه فأنا أعرفك منذ زمن انك تملك قلما نادرا قل نظيره ..
ربي يوفقك …
 
توقيع aljentel
السلام عليكم
قصة جميلة جدّا تحمل في طياتها الكثير من التحديات والآمال لتكلّل أخيرا بالنجاح
شكرا لك على مشاركتنا محطة من محطات حياتك🌹
 
توقيع *amani*
ما شاء الله تبارك الله سوسبانس بحق
هو العزم و الاجتهاد اخي لا شيء يأتي من فراغ و لكل مجتهد نصيب
أحيي فيك روح الجد و الاجتهاد و المثابرة و عدم الاستسلام
ربما شاب اخر مكانك ربما ين ينجح و يعطى له الحق ان ضروفه
لا تسمح بالنجاح و الجو المحيط كله يدعوا الى الفشل
بالرغم من كل ذالك استطعت ان تشق طريق النجاح و نجحت
هنيئا لنا اخ مثلك متواجد بيننا
النجاح بالموهبة
هته النقطة تستحق الكثير من التأمل
 
توقيع الامين محمد
رحلة تشبه المغامرات الكبرى
من وجدة إلى باريس، ومن ورق الزبدة إلى قاعات الباك،
ثم إلى عتبات الأقسام التحضيرية
القصة لم تكن مجرد مسار دراسي، بل ملحمة عن الإصرار، الوحدة، والاختيارات الصعبة التي تصنعنا
وأسلوبك زاد من عمقها ..

شكرا على مشاركتنا حكايتك ..

تحياتي

الحياة رحلة، وأصعبُ ما فيها هو لحظة اختيار الوجهة المقبلة.
أمّا السير بعدها، فيكون أهون مما نتصور إذا وثقنا بقدرتنا على الوصول إلى ما نطمح إليه.

ومن سارَ وصل، ومن اجتهدَ حصد.

سُعِدتُ بمشاركتك ورأيك الجميل،

أجمل تحية لك.



ماشاء الله رائعة ...
عشنا معك الاجواء
انا انتقلت معك من وجدة الى باريس حتى أنني تخيلت بيتك المرتب وتحسست قليلاً من ذلك الصراع بيتك وبين نفسك : ابقى مع عائلتي أم اعود و احقق ما بدأته؟

قصة جميلة جدا نشكرك على مشاركتها لنا

شكرا لك على دخولك في أجواء القصة وعيشك لتفاصيلها،

لكن صدّقيني… لو ذكرتُ بعض التفاصيل الأخرى عن البيت - التي تعففّتُ عن ذكرها - ربما كنتِ ستنفرين من المشهد بدل أن تتخيليه مُرَتَّباً (يوم عودتي إليه، اكتشفتُ أصواتا غريبة ليلا بسبب "مخلوقات" عجيبة… والحرب بدأت بعدها هههه).

ورغم صعوبة أن يعيش الإنسان وحيداً بعيداً عن أهله، إلا أنني لم أشعر كثيرا بما يُسمّى "غربة".

شكرًا جزيلا على تفاعلك الطيّب.



ربي يوفقك و يفرحك

شكرا لمرورك الطيب أخي إلياس،
وفقني الله وإياك لكل عمل صالح،
وأسعدك في الدارين.. دنيا وآخرة.



الله يبارك ماشاء الله لا قوة الا بالله ،كاني اقرى لمذكرات كاتب اديب اريب ،لم اكن اعلم انك لك هذه الموهبة ،او ربما بسبب كسلي الطويل في اللمة ، يسعدني اني قرأت لك صديقي واسعدني انك صديقك العزيز يحمل اسمي 😁 ،شكرا على المشاركة من الآن اعطيك صوتي🙏.

شكراً لك أخي عبد الرحيم (أشعر أنّي اُخاطب نفسي ههههه)


صراحة، فخرٌ أيُّما فخر أن يُعجبك قلمي وتعطيني صوتك، وأعترف أن في اللمة أقلاماً راقيةً ومتنوعة، لكِن الوقت والكسل لا يسمحان دائما على اكتشافها جميعا.

وبالمناسبة…
أنت السبب الحقيقي اللي خلاني نسجّل في المنتدى.
كنت أبحث في موضوع، ووقعت على مشاركة لك فيها كلام جميل، وشيء ما فيها دفعني أن أنضم للمنتدى.

أجمل تحية لك أخي عبد الرحيم



بين بلدك الأم و بلد الاقامة و المغامرة في غياب الوالدين.. و الاتزان مع النجاح.. حقا قليل هم بنو جنسك من يحافظ على نفسه في ظروفك.. ما شاء الله تبارك الرحمن..
وفقك الله و سدد خطاك أخي الكريم

شكرا لكِ سحائب الشوق على شهادتك الطيبة في حقي.

صراحة، لا أرى في نجاحي في الباكالوريا استحقاقا مُميّزاً، ربما لأنني لم أكن أعتبر العيش وحيدا بعيدا عن العائلة إشكالًا في حد ذاته، بل كان لدي شعور داخلي بالمسؤولية… خصوصا حين تعلم أن أهلك ينتظرونك خلف البحر، ويرجون فيك خيراً.

الغريب أن الهمّة أحيانا لا تنخفض في الغربة، بل تنخفض حين يصبح كل شيء مُتوفّرا ومُيسّرا أمامك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا على دُعائك الجميل.




قصتك تختصر رحلة نضج حقيقية من التميز الدراسي إلى مواجهة الغربة ثم العودة بإرادة أقوى

شكرا لك لمشاركتنا قصة نجاحك

شكرا لكِ أختي أم أمينة على قراءتك الطيبة وردّك الجميل،
ولي كل الشرف أن أشارككم هذه المحطة من رحلتي، علّها تكون بذرة أمل في قلب من يمرّ بظروف مشابهة.

بارك الله فيك



انت كبير يا عبد الرحيم فحكايتك لم تكن إلا مع الكبراء ذوي العقول الرزينه وذوي الهمم المتطلعة للعلاء ، ثم ان طريقة سردك لهذه القصه طريقه جميله جدا وسلسه جدا تدل على تمكنك أدبيا من إيصال فكرتك بيسر وسهوله ولا غرابه فأنا أعرفك منذ زمن انك تملك قلما نادرا قل نظيره ..
ربي يوفقك …

بارك الله فيك أخي الغالي بندر،

كلامُك الطيّب في حقي شهادة فخر أعتزّ بها.. وما زادها قيمة أنها من أخ أعرف صدقه ومعدنه الأصيل.

ما بلغناه لم يكن إلا بتوفيق من الله أوّلا، ثم ببذل الأسباب، وإن كان نجاحي متواضعا في نظري، فقد عرفتُ فئة من أصحاب الهمم العالية من يسبقنا أضعافا، ينامون قليلاً، ويقطعون المسافات لأجل سؤالٍ واحد… أستحيي أن اُقارن نفسي بهم.

أسأل الله أن يرزقنا وإياك العلم النافع، وأن يرفع هممنا لكل عمل صالح



السلام عليكم
قصة جميلة جدّا تحمل في طياتها الكثير من التحديات والآمال لتكلّل أخيرا بالنجاح
شكرا لك على مشاركتنا محطة من محطات حياتك🌹

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

شكرا لكِ أماني على كلماتك الطيبة وإطرائك الجميل.
سرّني أن القصة أعجبتك، وآمل أن يجد فيها طلبة البكالوريا جُرعةً من التحفيز،
فالمسارات لا تكون دائماً مستقيمة، لكن النِّيّة والإصرار يصنعان العجائب.



ما شاء الله تبارك الله سوسبانس بحق
هو العزم و الاجتهاد اخي لا شيء يأتي من فراغ و لكل مجتهد نصيب
أحيي فيك روح الجد و الاجتهاد و المثابرة و عدم الاستسلام
ربما شاب اخر مكانك ربما ين ينجح و يعطى له الحق ان ضروفه
لا تسمح بالنجاح و الجو المحيط كله يدعوا الى الفشل
بالرغم من كل ذالك استطعت ان تشق طريق النجاح و نجحت
هنيئا لنا اخ مثلك متواجد بيننا

هته النقطة تستحق الكثير من التأمل

لا شيء يأتي من فراغ، والاجتهاد يصنع الفارق حتى في أحلك الظروف.
ومن يبحث عن أعذار سيجد ألف عذر لتعليق فشله،
لكن برأيي، هناك شرطان اثنان ضروريان من جهة المحيط:

1) حدٌّ أدنى من الاستقرار المادي،
2) إحساسٌ عميق بأن أهلك يحبونك،
أمَّا الباقي، فمُتعلِّقٌ بعزيمة الشخص ذاته.

بالنسبة لمسألة الموهبة :

من المؤكد أن الناس ليسوا سواسية في قدراتهم على الاستيعاب، وكل إنسان له نصيب معيَّن من الذكاء في مجالات محدّدة. لكن مَن أراد أن يذهب بعيدا في أي ميدان (علم, رياضة, فن, إلخ...) فأنا مُقتنع أن المواهب تُيسّر بادايات الطريق, والباقي عمل وانضباط وإصرار.


بارك الله فيك أخي الأمين على تعليقك الجميل. ولي كلّ الشرف بتواجدي بينكم.
 
تحديات إضافية (عامُ الفِئران)




لم تكن الصعوبات دائمًا مرتبطة بالدروس أو الامتحانات… أحياناً كانت تأتي من حيث لا تتوقّع... كان مصدرها مخلوقات عجيبة...



أوّلها: الفئران.

يوم دخلت بيتنا القديم، بدأت أسمع أصواتاً مريبة في اللَّيل… ولم ألبث أن اكتشفت أن المنزل تحوّل إلى مستعمرة فئران (وربما جرذان في السطح نظرا ل"ثِقل" الصوت على السقف). تعايشت مع الوضع شهرًا أو شهرين، إلى أن وقعت المفاجأة: في إحدى الليالي، شعرت بشيء يتحرك تحت وسادتي… فقُمت لأتَفَحَّصَ ما يجري تحت رأسي فإذا به فأرٌ صغير يَتسَلّى هُناك! والمُشكلة أنّه لَم يركُض لمَّا أَنَرْتُ المِصباح. انْصَرفَ ببُطئ مُستفزّ... وهُنا كانت النقطة المِحورية في تعايشي مع الفئران... أصلا كُنت مُتحملا "خربشاتهم" الليلية إكراماً لوجه سوسان وجامبا.




لعرض هذا المحتوى، يتوجب عليك الموافقتك على تعيين ملفات تعريف الإرتباط (الكوكيز) للطرف الثالث. لمزيد من المعلومات، الرجاء زيارة صفحة ملفات تعريف الإرتباط.

لعرض هذا المحتوى، يتوجب عليك الموافقتك على تعيين ملفات تعريف الإرتباط (الكوكيز) للطرف الثالث. لمزيد من المعلومات، الرجاء زيارة صفحة ملفات تعريف الإرتباط.




بعد ان طفِح الكيل قُلت في نفسي: "للصبر حدود" على قولة أم كلثوم، وأعلنتُ الحرب.

جربت المناذيف فلم تُجْدِ نفعًا، ثُمَّ استعرتُ من صديقٍ لصاق الفئران، ووضعته على كرتونة أمام المطبخ (ممرّهم المفضّل). وفي أمسية واحدة، أمسكت بعشرة دفعة واحدة. كنت أشاهد التلفاز، وكل مرة أسمع صرخة، أقوم بدوري كجلّاد محلّي. كنت أبرّر لنفسي: "هو يصرخ من شدّة الألم، وما عليّ إلا أن أُريحهِ مِن ألمه ومن هموم الدّنيا".
(التفاصيل الدموية عن الإعدامات، فأتركها للنسخة غير الخاضعة للرقابة).




المخلوقات العجيبة الثانية: بني آدم.

الغريب أن بعض الناس أرهقوني أكثر من الفئران.

منهم من "طمع" في 200 يورو التي كان يرسلها والدي، بحجّة "رسوم وهمية" لمحامٍ… وكان أحد الأقارب هو الوسيط بينه وبين والدي. كنتُ أعلم أنَّها مُجرد ذريعة، لكن نظرة الانكسار في عينيه وتلعثمه جعلاني أستحيي وأعطيه ما يطلب... إضافة لصلة القرابة بيني وبينه والمفروض أنه "محل ثقة".

إلى جانب ذلك، كان هناك "زوار" لا غاية لهم سوى التشويش: تلميحات عن مشاكل عائلية، أخبار محبطة، أو كلمات مسمومة قبل الامتحان. حتى صرت أغيّر طريقي إلى الثانوية بالدراجة، فقط لأتفادى بعض الوجوه.

وطبعاً هذا لا يعني أن جميع "بني آدم" من الأشرار المتربّصين بك. لكن، مهما بلغ كرمهم وطيبتهم، ستجد حتما من بينهم من يتمنّى سقوطك… خصوصاً إذا رأى فيك تحديات لا يُطيقها. تلك الفئة، الأفضل أن تتفاداها أو تداريها إن كان التواصل معها ضريبة لا مفرَّ منها.


الخُلاصة :

إذا نجا الإنسان من كيد الفئران، فقد اجتاز امتحان الصبر.
وإذا نجا من كيد الإنسان، فقد قطع نصف الطريق إلى النجاح.
 
العودة
Top Bottom