التفاعل
34.8K
الجوائز
5.2K
- تاريخ التسجيل
- 24 ديسمبر 2011
- المشاركات
- 27,699
- الحلول المقدمة
- 1
- آخر نشاط
- الجنس
- ذكر
1
- الأوسمة
- 52

دور معلّم الفصل في التربية والتوعية بمخاطر العصر..
الحمد لله الذي جعل العلم نورًا يضيء القلوبَ، وجعل التعليم رسالةً ساميةً تتجاوز حدودَ الكتابِ والكراس، وصلاةً وسلامًا على معلّمِ البشريةِ الأولِ صلى الله عليه وسلم، الذي كان يُربّي قبل أن يُعلِّم، ويُوجِّه قبل أن يُقرِّر.
- المعلّم القدوة:
مدرّس الفصل -وخاصةً في المراحل المبكرة- ليس مجرّد ناقلٍ للمعلومات أو شارحٍ للمنهج، بل هو في نظر تلاميذه صورةٌ حيّةٌ للقدوة، يتعلمون منه الأخلاقَ كما يتلقون منه الدروسَ.
فالأطفال في تلك السن المبكرة يلتقطون السلوكَ أكثر مما يحفظون العباراتِ، ويُقلّدون المواقفَ أكثر مما يراجعون الصفحاتِ.
ومن هنا كان أثر المعلّم في غرس القيم أعظمَ من أثر الكتابِ في ترسيخ المعارفِ.
- التربية قبل التعليم:
ومع اتساع دائرةِ المؤثرات في زمانِنا -من تلفازٍ وألعابٍ إلكترونيةٍ وإنترنتٍ وشبكاتِ تواصلٍ- غدا المعلّم حارسًا تربويًا، يُنبّه الصغارَ إلى مواطنِ الخطر، ويزرع فيهم وعيَ الاختيار، حتى لا يكونوا صيدًا سهلًا لشاشاتٍ تجتذب العقولَ، وتسرق الأوقاتَ، وتُفسد الفطرَ.
والمعلّم الذي يخصّص بضع دقائقَ من حصته ليتحدث إلى طلابه عن قيمةِ الوقتِ، أو خطرِ التقليد الأعمى لما يُعرض في المسلسلات ومقاطع الفيديو، يغرس في نفوسهم دروسًا تبقى أطولَ مما تبقى قوانينُ الحسابِ أو نصوصُ القواعدِ.
- لغة الودّ لا لغة الوعظ:
ولأن الأطفال يتأثرون باللطف أكثرَ مما يتأثرون بالتقريع، فإن دور المعلّم يتجلّى في استخدام لغةٍ بسيطةٍ قريبةٍ، تُحوِّل التحذيرَ من المخاطر إلى حكايةٍ تربويةٍ، وتحوّل النصيحةَ إلى موقفٍ عملي.
فقد يُعطي المعلّم واجبًا تربويًا لا علاقةَ له بالمنهج، كأن يطلب من الطلاب أن يدوّنوا كيف قضَوا ساعةً في يومِهم بلا شاشةٍ، أو أن يشاركوا بعملٍ نافعٍ في البيت.
- شراكة مع الأسرة:
ولا يخفى أن مسؤوليةَ المعلّم ليست بديلًا عن دور الوالدين، بل هي شراكةٌ مكمّلةٌ، يلتقي فيها صوتُ المعلّم مع صوتِ الأبِ والأمِّ ليشكّلوا حصنًا واحدًا أمام رياحِ العصرِ المدمّرةِ.
فحين يحدّث المعلّم طلابه عن مخاطرِ الاستخدامِ السيّئ للإنترنت، ويجد الطفلُ في بيتِه التأكيدَ نفسَه، عندها يترسّخ الوعي ويتحوّل إلى عادةٍ.
----
خاتمة:
إننا في عصرٍ لا تكفي فيه المناهجُ الدراسيةُ وحدها لتربيةِ جيلٍ سليمِ الفطرةِ، بل يحتاج النشءُ إلى مربّين من طرازٍ خاص، يحملون همَّ الرسالةِ قبل همِّ الوظيفةِ، ويستشعرون أن الكلمةَ التي يزرعونها في عقلٍ صغيرٍ قد تُثمر صلاحًا لأمةٍ بأكملِها.
والمعلم الذي يقوم بدورِه في التربيةِ والتوعيةِ إلى جانب التعليم هو -في الحقيقة- صانعُ رجالٍ ونساءٍ قادرين على مواجهةِ تحدياتِ الحياةِ بوعيٍ وإيمانٍ.
فتحية طيبة مباركة لكل معلم يعي دوره ويقوم بواجبه تجاه أجيال إما نعز بها من بعد ذل، أو تذهب بنا إلى انسلاخ كامل عن الدين والأعراف والأخلاق..
الحمد لله الذي جعل العلم نورًا يضيء القلوبَ، وجعل التعليم رسالةً ساميةً تتجاوز حدودَ الكتابِ والكراس، وصلاةً وسلامًا على معلّمِ البشريةِ الأولِ صلى الله عليه وسلم، الذي كان يُربّي قبل أن يُعلِّم، ويُوجِّه قبل أن يُقرِّر.
- المعلّم القدوة:
مدرّس الفصل -وخاصةً في المراحل المبكرة- ليس مجرّد ناقلٍ للمعلومات أو شارحٍ للمنهج، بل هو في نظر تلاميذه صورةٌ حيّةٌ للقدوة، يتعلمون منه الأخلاقَ كما يتلقون منه الدروسَ.
فالأطفال في تلك السن المبكرة يلتقطون السلوكَ أكثر مما يحفظون العباراتِ، ويُقلّدون المواقفَ أكثر مما يراجعون الصفحاتِ.
ومن هنا كان أثر المعلّم في غرس القيم أعظمَ من أثر الكتابِ في ترسيخ المعارفِ.
- التربية قبل التعليم:
ومع اتساع دائرةِ المؤثرات في زمانِنا -من تلفازٍ وألعابٍ إلكترونيةٍ وإنترنتٍ وشبكاتِ تواصلٍ- غدا المعلّم حارسًا تربويًا، يُنبّه الصغارَ إلى مواطنِ الخطر، ويزرع فيهم وعيَ الاختيار، حتى لا يكونوا صيدًا سهلًا لشاشاتٍ تجتذب العقولَ، وتسرق الأوقاتَ، وتُفسد الفطرَ.
والمعلّم الذي يخصّص بضع دقائقَ من حصته ليتحدث إلى طلابه عن قيمةِ الوقتِ، أو خطرِ التقليد الأعمى لما يُعرض في المسلسلات ومقاطع الفيديو، يغرس في نفوسهم دروسًا تبقى أطولَ مما تبقى قوانينُ الحسابِ أو نصوصُ القواعدِ.
- لغة الودّ لا لغة الوعظ:
ولأن الأطفال يتأثرون باللطف أكثرَ مما يتأثرون بالتقريع، فإن دور المعلّم يتجلّى في استخدام لغةٍ بسيطةٍ قريبةٍ، تُحوِّل التحذيرَ من المخاطر إلى حكايةٍ تربويةٍ، وتحوّل النصيحةَ إلى موقفٍ عملي.
فقد يُعطي المعلّم واجبًا تربويًا لا علاقةَ له بالمنهج، كأن يطلب من الطلاب أن يدوّنوا كيف قضَوا ساعةً في يومِهم بلا شاشةٍ، أو أن يشاركوا بعملٍ نافعٍ في البيت.
- شراكة مع الأسرة:
ولا يخفى أن مسؤوليةَ المعلّم ليست بديلًا عن دور الوالدين، بل هي شراكةٌ مكمّلةٌ، يلتقي فيها صوتُ المعلّم مع صوتِ الأبِ والأمِّ ليشكّلوا حصنًا واحدًا أمام رياحِ العصرِ المدمّرةِ.
فحين يحدّث المعلّم طلابه عن مخاطرِ الاستخدامِ السيّئ للإنترنت، ويجد الطفلُ في بيتِه التأكيدَ نفسَه، عندها يترسّخ الوعي ويتحوّل إلى عادةٍ.
----
خاتمة:
إننا في عصرٍ لا تكفي فيه المناهجُ الدراسيةُ وحدها لتربيةِ جيلٍ سليمِ الفطرةِ، بل يحتاج النشءُ إلى مربّين من طرازٍ خاص، يحملون همَّ الرسالةِ قبل همِّ الوظيفةِ، ويستشعرون أن الكلمةَ التي يزرعونها في عقلٍ صغيرٍ قد تُثمر صلاحًا لأمةٍ بأكملِها.
والمعلم الذي يقوم بدورِه في التربيةِ والتوعيةِ إلى جانب التعليم هو -في الحقيقة- صانعُ رجالٍ ونساءٍ قادرين على مواجهةِ تحدياتِ الحياةِ بوعيٍ وإيمانٍ.
فتحية طيبة مباركة لكل معلم يعي دوره ويقوم بواجبه تجاه أجيال إما نعز بها من بعد ذل، أو تذهب بنا إلى انسلاخ كامل عن الدين والأعراف والأخلاق..