رسالة من متقاعد بلغ الستين

إلياس

👑 TOP5 ✍️
أوفياء اللمة
يا صديق العمر، يا من بلغت محطة الستين، لا تخدع نفسك: العمل هو من يتخلى عنك، لا أنت من تتخلى عنه.

في الستين، تبدأ السنون بلفظك خارج دائرة الانشغال. وفي الخامسة والستين، ستكتشف أن كل تلك الألقاب البراقة والمناصب الثمينة التي أفنيت عمرك لأجلها، هي مجرد هواء زائل! لا قيمة لمكتبك ولا لكرسيك مهما عظمت إنجازاتك. فلا تتمسك بالوهم!. لا تجعل من وهم التفوق الزائف قيدًا لك. بل تمسك بالكنز الحقيقي الذي تبقى: خبرتك المتراكمة، عزيمتك التي لم تنطفئ، وقدرتك الثمينة على العطاء!. لا تيأس عندما تتغير الدوائر...

في السبعين، قد تشعر بالخفوت. المجتمع ينشغل عنك، دائرة الأصدقاء تضيق، وزملاء الأمس الذين مازالوا على قيد الحياة قد لا يتذكرونك بذات الوهج. لا تستهلك ما تبقى من وقتك في عبارة "كنتُ كذا...". هذا الجيل لا تعنيه بطولاتك القديمة!.
تمسك بـ "الآن" وبـ "الحب"، تمسك بدينك وكن قريبا من ربك. ابحث فقط عن الأرواح التي تُضيء بوجودك وتأنس بحديثك الصادق. هذه هي بصمتك الباقية.

في الثمانين، ستجد حتى الأبناء انهمكوا في سيرهم الخاص. الحياة تسرقهم كما سرقتك من والديك يومًا. لا تلمهم، فدائرة الحياة تدور. لن يتبقى حولك إلا القليل: شريك رحلتك الأوفى إن كان مازال على قيد الحياة، والأصدقاء القلائل الذين أثبتوا أنهم معدن أصيل.

بعد التسعين، يبدأ النداء الأخير للطبيعة. وهنا تتجلى الحكمة الأزلية: «من التراب أتيت، وإلى التراب تعود».
لكن شعارنا كـ "متقاعدا فاعلا" تبقى خالدًا: "اعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً، واعمل لآخرتك كأنك تموت غداً." عش ما تبقى لك بحكمة واستثمار.
ما دامت صحتك وعقلك ينبضان بالحياة... عِشها بكل جوارحك!. اخرج للحياة، شارك في التجمعات. تلذذ بطعامك وشرابك، اضحك من قلبك. لا تبخل على نفسك بكنز الصداقة الحقيقية. الأصدقاء هم الثروة الوحيدة التي لا تتبخر مع التقاعد. جالسهم، شاركهم اللحظة، املأ وقتك بهم.
بهذا الوهج الداخلي وحده... تبقى حاضرًا في القلوب، حتى بعد أن تغيب.
تحية قلبية عميقة لكل متقاعد اختار قلبه الاستمرار في الحياة وعيشها بكل آلق وسعادة!.
 
شكرا لك على الموضوع
 
توقيع ام أمينة
هذه آخرتها
الله المستعان
 
توقيع aljentel
العودة
Top Bottom