حكم الغيبة دون وجود أحد من الناس وحكم غيبة الشخص المجهول

عبد العليم عثماني

:: عضو مثابر ::
سئل الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله: بعض الناس هداهم الله لا يرون الغيبة أمرا منكرا أو حراما والبعض يقول: إذا كان في الإنسان ما نقول فغيبته ليست حراما متجاهلين أحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم أرجو من سماحة الشيخ توضيح ذلك جزاكم الله خيرا: فأجاب: الغيبة محرمة ومن الكبائر سواء كان العيب موجودا في الشخص أم غير موجود لما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لما سئل عن الغيبة قال: ( ذكرك أخاك بما يكره ): فقيل: أفرأيت إن كان في أخي ما أقول ؟: قال: ( إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته وإن لم يكن فيه فقد بهته ): وثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه رأى ليلة أسري به قوما لهم أظافر من نحاس يخمشون بها وجوههم وصدورهم فسأل عنهم فقيل له: هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم وقد قال سبحانه: ( يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه واتقوا الله إن الله تواب رحيم ): فالواجب على كل مسلم ومسلمة الحذر من الغيبة والتواصي بتركها طاعة لله سبحانه ولرسوله صلى الله عليه وسلم وحرصا من المسلم على ستر إخوانه وعدم إظهار عوراتهم ولأن الغيبة من أسباب الشحناء والعداوة وتفريق المجتمع والله ولي التوفيق:

سئل الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله: يقول أيضا المستمع من الرياض: أنا كثيرا ما أتحدث لوحدي طبيعة كذا لم أستطع تركها فهل تعتبر غيبة إذا ذكرت إنسان بما يكره وأنا لوحدي لم أذكره مع أحد من الناس وإنما بيني وبين نفسي وفقكم الله ؟: فأجاب: النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( الغيبة: ذكرك أخاك بما يكره ): فظاهر كلام النبي صلى الله عليه وسلم العموم وأنك متى ذكرت أخاك بما يكره سواء كنت وحدك أو عند الناس فهذا كله غيبة فالوصية أن تحذر ذلك وأن تعتاد السكوت إذا كنت وحدك إلا في ذكر الله تعالى لا تكلم في الناس اذكر ربك اشتغل بذكر الله: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر اللهم ....، دع عنك الناس عندك من الشغل ما يكفي من ذكر الله واستغفاره ودعائه سبحانه وتعالى:

سئل الشيخ صالح الفوزان حفظه الله: ما حكم من يغتاب شخصا أمام أناس لا يعرفونه ويقول: لا غيبة لمجهول وهل يأثم ؟: فأجاب: من قال: لا غيبة لمجهول ؟: هذه ما لها أصل لذلك لا غيبة لفاسق أما المجهول فله غيبة فلا يجوز له أن يتكلم في عرض أخيه المؤمن ولو كان مجهول لا يعرفه الناس:

قال الشيخ محمد بن العثيمين رحمه الله: نعم يقولون لا غيبة الفاسق ولا غيبة لمجهول أما الفاسق فالمراد الفاسق المعلن فلنا أن نذكره بفسقه تحذيرا منه وردعا له فإن خفنا من ذلك مفسدة فإننا لا نغتاب لأنه ربما يكون فيه مفسدة ويكون هذا الفاسق جبارا عنيدا له سلطة فيحصل بذلك الشر أما لا غيبة المجهول فهو أيضا جائز بشرط أن لا يعرف المجهول بعد البحث بعد البحث عنه لأنه ربما يغتاب الإنسان شخصا مجهولا وبعد البحث عنه يعلم فلا يجوز:

سئل الشيخ محمد بن العثيمين رحمه الله: يقول في سؤاله الثاني المستمع خالد العثمان: هل تجوز الغيبة بدون ذكر الاسم أو التعريف بشخص لم يعرف إلا بذكر صفاته الخلقية ؟: فأجاب: الغيبة التي يعبر بها عن شخص مجهول في سؤال بأن يقول: من الناس من يقول كذا من الناس من يفعل كذا لا بأس بها بشرط ألا يفهم السامع بأنه فلان فإن فهم السامع بأنه فلان فلا فائدة من الإتيان بصفة عامة ولهذا كان من هدي الرسول عليه الصلاة والسلام إذا أراد إنكار شيء على قوم قال: ( ما بال أقوام يفعلون كذا وكذا ): فإذا قلت: بعض الناس يقول كذا أو يفعل كذا أو ما أشبه ذلك فلا بأس أما إذا قلت: قال فلان كذا وقال فلان كذا مما يعاب عليه فهذه غيبة وأما وصف الإنسان بأوصافه الخلقية كالأعور والأعرج وما أشبه ذلك فإن كان لا يهتم بذلك ولا يغضب بذلك ولا يكره ذلك فلا بأس وهذا هو الغالب في الألقاب التي لا يعرف الإنسان إلا بها فإنه لا بأس أن يلقب ولهذا تجد في كلام العلماء الأعمش والأعرج وما أشبه فإذا أريد بذلك تعيين المسمى دون القذف فيه فلا حرج في هذا إلا إذا علمنا علما خاصا بأنه يكره أن يلقب بهذا فإننا لا نلقبه به لعموم قول النبي صلى الله عليه وسلم: ( الغيبة ذكرك أخاك بما يكره ): والخلاصة: أنه إذا جاء ذكر الإنسان على وجه لا يعرف به ولكن ذكرت أخلاقه التي يتخلق بها من غير أن تشير إليه بالتعيين فلا بأس بذلك لتنبيه الأمة عن هذه الأخلاق وأما إذا كان عن أشياء خلقية فهذه إن كان لا يعرف إلا بها فلا بأس ما لم نعلم علما خاصا أنه يكره ذلك وإن كان لا يكره ذلك ويعرف بدونها فلا بأس أيضا لأن العلماء يستعملون هذا كثيرا:
 
توقيع عبد العليم عثماني
بارك الله فيك
 
توقيع ام أمينة
الغيبه داء منتشر فالكل يغتاب الكل …
 
توقيع aljentel
العودة
Top Bottom