مفزع: كيف يدمر الهاتف الجوال قلبك ؟

عبد العليم عثماني

:: عضو مثابر ::
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:


قال الله تعالى: ( واعلموا أن الله يعلم ما في أنفسكم فاحذروه واعلموا أن الله غفور حليم ) ( سورة البقرة: 235 )


قال الله تعالى: ( ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد * إذ يتلقى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد * ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد * وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد * ونفخ في الصور ذلك يوم الوعيد * وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد * لقد كنت في غفلة من هذا فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد ) ( سورة ق: 16 – 22 )


قال الله تعالى: ( يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور ) ( سورة غافر: 19 )


قال الله تعالى: ( وكان الله على كل شيء رقيبا ) ( سورة الأحزاب: 52 )


قال الله تعالى: ( إن الله كان عليكم رقيبا ) ( سورة النساء: 01 )


قال الله تعالى: ( فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم ) ( سورة المائدة: 117 )


سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الإحسان فقال: ( أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك ) متفق عليه


قال أبو الدرداء رضي الله عنه: إن العبد ليخلو بمعصية الله تعالى فيلقي الله بغضه في قلوب المؤمنين من حيث لا يشعر فتلمحوا ما سطرته واعرفوا ما ذكرته ولا تهملوا خلواتكم ولا سرائركم فإن الأعمال بالنية والجزاء على مقدار الإخلاص:


قال الناظم* رحمه الله تعالى:


إذا ما خلوت بريبة في ظلمة * والنفس داعية إلى الطغيان


فاستحي من نظر الإله وقل لها * إن الذي خلق الظلام يراني


تعليق الشيخ صالح السحيمي وفقه الله: بسم الله الرحمن الرحيم:
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين: ينبه المصنف رحمه الله تعالى في هذين البيتين على أهمية مراقبة العبد لربه وخشيته خشية من يعلم أنه يعلم السر وأخفى وأنه يعلم حركاته وسكناته يعلم ما يسر وما يعلن وما يظهر وما يبطن يعلم السر وأخفى يستويان عنده إذ أنه سبحانه وتعالى لا تخفى عليه خافية بل يعلم ما توسوس به الصدور وما يجول في الخواطر والضمائر يعلم ما في البر والبحر: ( وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين ): فإذا ما حدثته نفسه بفعل سيئة أو ذنب أو منكر تذكر أن له ربا يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور فأقلع خوفا وفرقا من الله وترك لأنه يعلم أن الله يراه: ( إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون ): فهو يصف العبد المؤمن المحسن الذي بلغ درجة الإحسان والإحسان هو أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك إذا بلغ هذه الدرجة وسولت له نفسه أو همت بفعل منكر في الظلم إذا همت نفسه بسوء في الظلام الذي لا يراه فيه إلا الله وحده قال لها: ارعوي أيتها النفس فإن الذي خلق هذا الظلام الذي تستكنين فيه وتستترين به يراني مطلع على حركاتي وسكناتي بهذا يقلع ويعود إلى ربه ويتذكر الآخرة والجنة والنار والثواب والعقاب فيقلع ويترك رغبة فيما عند الله وخوفا منه فهذه هي حقيقة الإحسان وفي هذا المعنى جاء الحديث الصحيح: ( من هم بحسنة فعملها فهي بعشر حسنات إلى سبعمئة ضعف إلى أضعاف مضاعفة ومن هم بحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة ومن هم بسيئة فعملها كتبت عليه سيئة واحدة ومن هم بسيئة فلم يعملها - تركها خوفا من الله - كتبت له حسنة ): لأن الله تعالى يبدل سيئاته حسنات فمراقبة الله عز وجل من أعظم ما يقرب إلى الله إذا راقب المسلم نفسه ووضع عليها رقيبا من نفسه لشعوره بأن الله يرقبه ويراقبه ويطلع على حركاته وسكناته وجميع تصرفاته فهذا هو دأب المسلم الذي يعيش في الدنيا للآخرة الذي يراقب ربه مستعدا للرحيل في أية لحظة كما قال ابن عمر رضي الله عنه: صل صلاة مودع وإذا أمسيت فلا تنتظر الصباح وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء فهذا هو شأن المؤمن الحق الذي يراقب ربه:


إذا ما خلوت الدهر يوما فلا تقل * خلوت ولكن قل عليا رقيب


ولا تحسبن الله يغفل ساعة * ولا أن ما تخفيه عنه يغيب


مفزع: كيف يدمر الهاتف الجوال قلبك ؟: الشيخ عبدالرزاق البدر وفقه الله:


قال الشيخ عبد الرزاق البدر وفقه الله: إذا كان العبد يخلو بنفسه مع هذا الجوال بما فيه من المناظر ويظن أنه في عافية من نظر الناس إليه فليعلم أن رب العالمين مطلع عليه سبحانه وتعالى وليتق الله جل وعلا وليحافظ على سلامة قلبه إذا كنا مر علينا في الحديث النكتة السوداء بالله عليكم أخبروني كم هي النكت السوداء التي أدخلت هذه الجوالات إلى القلوب كنا نتحدث قبل قليل عن حديث النبي ﷺ النكتة السوداء كلما زاد زادت كم هي النكتة التي أدخلتها هذه الأجهزة ببرامجها من نكت سوداء على كثير من القلوب بعض الناس ليس فقط نكتة سوداء بعضهم تحول من الدين إرتد بسبب الجوالات وبعضهم دخل في أهواء وأدوى ومصائب عظام إلى متى الإنسان ينساء وراء برامجها المعطبة المهلكة فيجب على الإنسان أن يضع لنفسه حاجزا يحول بينه وبين ما فيها من المهالك ويتقي الله سبحانه وتعالى ما ينساق مع هذه الأجهزة حتى توصل به وتفضي به إلى الهلكة والعياذ بالله:


أيها المؤمنون: يجب على الناصح لنفسه أن يعلم أن هذا الجهاز الذي في يده سيسأله الله تبارك وتعالى عنه يوم القيامة في كل كلمة كتبها أو صوت نقله أو منظر رآه أو شائعة تقبلها أو نشرها أو غير ذلك فإن ذلك داخل في عمل المرء الذي يحاسب عليه يوم يلقى الله ويقف بين يديه جل في علاه:


ظلمة القلب بالهاتف:


اتق الله في نفسك في خلواتك بالهاتف:


احذر من هاتفك فكل نشر أو مشاهدة تدخل في عمل المرء:


 
توقيع عبد العليم عثماني
بارك الله فيك
الله يهدينا و يبعد عنا كل ما يلهينا عن ذكره و عبادته
 
توقيع ام أمينة
الله المستعاان
الله يصلح حالنا و الله مفرطين

بارك الله فيكم اخي و نفع بكم

صراحة موضوع مؤثر
 
توقيع الامين محمد
شكرا جزيلا موضوع جاء في الوقت الذي احتاجه فيه ..ساعتبره رسالة من الله ....جزاك الله خير جزاء
 
توقيع الديباج الرقيق
جزاك الله خيرا على طرحك القيم و المميز
 
وعليكم السلام ورحمة الله
جزاكم الله خيرا على نصيحتكم، فوالله إني عاجزة عن شكركم، ولكن أجود الشكر هو الدعاء في ظهر الغيب لكم بكل خير وفقكم الله.
 
توقيع سعد نايلي
العودة
Top Bottom