قصة من كتاب سير أعلام النبلاء

إلياس

👑 TOP5 ✍️
أوفياء اللمة
- روى الذهبي في - سير أعلام النبلاء -

أنّ حاتم الأصم وهو من كبار الصالحين، حنّ قلبه للحج في سنة من السنوات ولا يمتلك نفقة الحج ، ولايجوز سفره بل لايجب الحج دون أن يضع نفقة الأبناء دون أن يرضوا.

- فلما أقبل الموعد رأته ابنته حزينا باكيا وكان في البنت صلاح..

فقالت له : ما يبكيك ياأبتاه ؟
قال : الحج أقبل.

قالت : ومالك لاتحج ؟
فقال : النفقة.
قالت : يرزقك الله.

قال : ونفقتكم ؟
قالت : يرزقنا الله.

قال : لكن الأمر إلى أمك.
ذهبت البنت لتذكر أمها..
وفي النهاية قالت له الأم والأبناء : اذهب إلى الحج وسيرزقنا الله.

فترك لهم نفقة 3 أيام، وذهب هو إلى الحج وليس معه مايكفيه من المال،فكان يمشي خلف القافلة ،

وفي أول الطريق لسعت عقرب رئيس القافلة، فسألوا من يقرأ عليه ويداويه،فوجدوا حاتم، فقرأ عليه فعافاه الله من ساعته.
فقال رئيس القافلة : نفقة الذهاب والإياب عليّ.

فقال:اللهم هذا تدبيرك لي فأرني تدبيرك لأهل بيتي.

مرت الأيام الثلاثة ، وانتهت النفقة عند الأبناء، وبدأ الجوع يقرص عليهم ،فبدؤوا بلوم البنت،والبنت تضحك .

فقالوا : مايضحكك والجوع يوشك أن يقضي علينا ؟!
فقالت : أبونا هذا رزاق أم آكل رزق ؟
فقالوا : آكل رزق؛وإنما الرزاق هو الله.
فقالت: ذهب آكل الرزق وبقي الرزاق،،

وهي تكلمهم وإذا بالباب يقرع،
فقالوا : من بالباب ؟
فقال الطارق : إن أمير المؤمنين يستسقيكم.
فملأت القربة بالماء،وشرب الخليفة فوجد حلاوة بالماء لم يعهدها !

فقال : من أين أتيتم بالماء ؟
قالوا:من بيت حاتم.
فقال:نادوه لأجازيه
فقالوا:هو في الحج.
فخلع أمير المؤمنين منطقه-وهي حزام من القماش الفاخر المرصع بالجواهر- ، وقال:هذه لهم.
ثم قال:من كان له عليّ يد -بمعنى«من يحبني»-
فخلع كل الوزراء والتجار منطقهم لهم ،
فتكومت المناطق فاشتراها أحد التجار بمال ملأ البيت ذهباً يكفيهم حتى الموت، وأعاد المناطق إليهم .

فاشتروا الطعام وهم يضحكون فبكت البنت .

فقالت لها الأم : أمرك عجيب يا ابنتي؛كنا نبكي من الجوع وأنت تضحكين، أما وقد فرج الله علينا فمالك تبكين؟!

قالت البنت : هذا المخلوق الذي لايملك لنفسه ضرا ولا نفعا «الخليفة» نظر إلينا نظرة عطف أغنتنا إلى الموت،فكيف بمالك الملك !!

📖 سير أعلام النبلاء -(11/487).
 
العودة
Top Bottom