التفاعل
4.4K
الجوائز
293
- تاريخ التسجيل
- 19 سبتمبر 2021
- المشاركات
- 1,200
- آخر نشاط
- الوظيفة
- طبيبة
- الجنس
- أنثى
- الأوسمة
- 10
في موضوع اليوم، سأحكي لكم عن ظاهرةٍ غريبةٍ جدًّا.
لم أشأ أن أتطرّق لها في موضوعي «كلّ يوم معلومة طبيّة»،
لأنّها – إن صحّ القول – ليست ظاهرةً علميّة بحتة، ولا مرضًا عضويًّا خالصًا،
بل جمعت بين علمِ النّفس وعلمِ الجسد معًا.
(وقد تطرّقنا إليها في مقياس الأمراض العقليّة كدرسٍ فرعيّ).
دعونا نكتشفها سويًّا…
تخيّل، أخي اللمّاويّ، أن تطلب منك زوجتك أن تشتري لها خاتم ذهب،
وأنت ترفض طلبها بحجّة أنّ جيبك المسكين لا يسمح لك،
خاصّةً وأنّ أسعار الذهب في ارتفاعٍ مستمرّ.
لكنّها لا تتقبّل هذا الرّفض.
ستقول في نفسك:
(خلّيني منها… تعيا، تعيا، وترضى)
وهذا شيء طبيعيّ جدًّا، وبالفعل، مع الوقت قد تتقبّل واقعها الأليم
لكن…
تخيّل معي لو أنّها فقدت بصرها تمامًا،
أو أُصيبت بشللٍ كُلّيّ وأصبحت غير قادرة على الحركة.
هنا، إن قلت في نفسك إنّها تتظاهر أو “تُبالغ”،
فأنت – للأسف – قد عقّدت الأمور أكثر.
يؤسفني أن أخبرك أنّك إن انتظرت انتهاء هذه “الدّراما”
وعودة زوجتك كما كانت،
فسيطول انتظارك كثيرًا… كثيرًا جدًّا.
هذا النّوع من الاضطرابات يُسمّى
الاختلال العصبي الوظيفي
أو
Syndrome de conversion.
هؤلاء الأشخاص لا يتقبّلون فكرة الرّفض إطلاقًا،
فيتفاعل الجسد مع الصّدمة النّفسيّة بطريقةٍ عجيبة؛
أيّ رفضٍ قد تكون نتيجته خللًا عصبيًّا واضحًا
(عمى كُلّي، شلل تامّ، فقدان السّمع…).
وهذا ليس تظاهرًا ولا “دراما”،
بل حقيقةٌ مرضيّة قائمة بذاتها.
والمُشكلة الكبرى أنّ نتائج التحاليل والفحوصات والأشعّة تكون سليمة تمامًا،
أي لا يوجد أيّ خللٍ عضويّ،
ولا يزال العلماء إلى اليوم يبحثون عن تفسيرٍ أدقّ لهذه الظاهرة.
الفقرة الأهمّ: العلاج
أكيد أنّكم تتساءلون: ماذا لو وقعنا في تجربةٍ مماثلة؟
سأقول لك:
لو أنّك اشتريت الذهب من البداية،
لكان أهون عليك من أن تخسر زوجتك…
مزحة خفيفة
العلاج يكون نفسيًّا دوائيًّا،
بمعنى:
نُقنع المريضة بأنّنا خصّصنا لها دواءً معيّنًا لعلاج حالتها،
دواءً “خاصًّا بها” لا يصلح لغيرها.
وفي الحقيقة، نُعطيها دواءً لا مفعول له
يُسمّى Placebo،
فتتفاعل نفسيًّا معه،
وتعود تدريجيًّا إلى طبيعتها.
وقد صادفنا في المصلحة مريضةً كانت تعاني في كلّ مرّة من نفس الاضطراب.
هذا المرض نادر،
لكنّه مُرهقٌ جدًّا،
يُتعب المريض في حدّ ذاته،
ويستنزف الشّريك أيضًا.
إلى هنا ينتهي موضوعي…
هل سمعتم بهذه المعلومة من قبل؟
وقبل أن أختم، نصيحة خفيفة :
قبل أن تتزوّج، أخي اللمّاويّ،
جرّب أن ترفض طلبًا صغيرًا خلال فترة الخطوبة،
لا لتفتح حربًا عالميّة،
ولا لتختبر صبرها إلى أقصاه
،
بل فقط لترى كيف تتعامل مع كلمة «لا».
فإن ابتسمت وتجاوزت الأمر، فاطمئنّ
وإن غضبت قليلًا ثم هدأت، فالأمور تحت السّيطرة.
أمّا إن شعرت أنّك بحاجةٍ عاجلة لطبيبٍ قبل الزفاف…
فربّما عليك أن تُعيد حساباتك
لم أشأ أن أتطرّق لها في موضوعي «كلّ يوم معلومة طبيّة»،
لأنّها – إن صحّ القول – ليست ظاهرةً علميّة بحتة، ولا مرضًا عضويًّا خالصًا،
بل جمعت بين علمِ النّفس وعلمِ الجسد معًا.
(وقد تطرّقنا إليها في مقياس الأمراض العقليّة كدرسٍ فرعيّ).
دعونا نكتشفها سويًّا…
تخيّل، أخي اللمّاويّ، أن تطلب منك زوجتك أن تشتري لها خاتم ذهب،
وأنت ترفض طلبها بحجّة أنّ جيبك المسكين لا يسمح لك،
خاصّةً وأنّ أسعار الذهب في ارتفاعٍ مستمرّ.
لكنّها لا تتقبّل هذا الرّفض.
ستقول في نفسك:
(خلّيني منها… تعيا، تعيا، وترضى)
وهذا شيء طبيعيّ جدًّا، وبالفعل، مع الوقت قد تتقبّل واقعها الأليم
لكن…
تخيّل معي لو أنّها فقدت بصرها تمامًا،
أو أُصيبت بشللٍ كُلّيّ وأصبحت غير قادرة على الحركة.
هنا، إن قلت في نفسك إنّها تتظاهر أو “تُبالغ”،
فأنت – للأسف – قد عقّدت الأمور أكثر.
يؤسفني أن أخبرك أنّك إن انتظرت انتهاء هذه “الدّراما”
وعودة زوجتك كما كانت،
فسيطول انتظارك كثيرًا… كثيرًا جدًّا.
هذا النّوع من الاضطرابات يُسمّى
الاختلال العصبي الوظيفي
أو
Syndrome de conversion.
هؤلاء الأشخاص لا يتقبّلون فكرة الرّفض إطلاقًا،
فيتفاعل الجسد مع الصّدمة النّفسيّة بطريقةٍ عجيبة؛
أيّ رفضٍ قد تكون نتيجته خللًا عصبيًّا واضحًا
(عمى كُلّي، شلل تامّ، فقدان السّمع…).
وهذا ليس تظاهرًا ولا “دراما”،
بل حقيقةٌ مرضيّة قائمة بذاتها.
والمُشكلة الكبرى أنّ نتائج التحاليل والفحوصات والأشعّة تكون سليمة تمامًا،
أي لا يوجد أيّ خللٍ عضويّ،
ولا يزال العلماء إلى اليوم يبحثون عن تفسيرٍ أدقّ لهذه الظاهرة.
الفقرة الأهمّ: العلاج
أكيد أنّكم تتساءلون: ماذا لو وقعنا في تجربةٍ مماثلة؟
سأقول لك:
لو أنّك اشتريت الذهب من البداية،
لكان أهون عليك من أن تخسر زوجتك…
مزحة خفيفة
العلاج يكون نفسيًّا دوائيًّا،
بمعنى:
نُقنع المريضة بأنّنا خصّصنا لها دواءً معيّنًا لعلاج حالتها،
دواءً “خاصًّا بها” لا يصلح لغيرها.
وفي الحقيقة، نُعطيها دواءً لا مفعول له
يُسمّى Placebo،
فتتفاعل نفسيًّا معه،
وتعود تدريجيًّا إلى طبيعتها.
وقد صادفنا في المصلحة مريضةً كانت تعاني في كلّ مرّة من نفس الاضطراب.
هذا المرض نادر،
لكنّه مُرهقٌ جدًّا،
يُتعب المريض في حدّ ذاته،
ويستنزف الشّريك أيضًا.
إلى هنا ينتهي موضوعي…
هل سمعتم بهذه المعلومة من قبل؟
وقبل أن أختم، نصيحة خفيفة :
قبل أن تتزوّج، أخي اللمّاويّ،
جرّب أن ترفض طلبًا صغيرًا خلال فترة الخطوبة،
لا لتفتح حربًا عالميّة،
ولا لتختبر صبرها إلى أقصاه
بل فقط لترى كيف تتعامل مع كلمة «لا».
فإن ابتسمت وتجاوزت الأمر، فاطمئنّ
وإن غضبت قليلًا ثم هدأت، فالأمور تحت السّيطرة.
أمّا إن شعرت أنّك بحاجةٍ عاجلة لطبيبٍ قبل الزفاف…
فربّما عليك أن تُعيد حساباتك