حكاية حراق

الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.

POLIYANA

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
13 أوت 2008
المشاركات
1,802
نقاط التفاعل
7
النقاط
37
العمر
36

هي حكاية أشخاص امتهنوا الغربة وهجروا أرضهم نتيجة الظروف القاسية التي عاشوها في الأوطان ...كانت خطواتهم المغادرة تلك ..... هي آخر عهد لهم بالأرض ...هم العائدون بلاعودة .... هم العالقون بين الحياة والموت ......</span>
غادروها في ذات فراق ... في ذات ليلة لم يودعوا فيها حجرا ولا شجر ...</span> </span>
كما لم يودعوا أحدا من البشر ....</span> </span>
التفتوا في لحظات الانفصال تلك قبل أن تتبرأ آخر خطواتهم من أرضها ...</span> </span>
أكانت أعينهم تمتلئ دمعا ... أكانوا يعلمون أنها المرة الأخيرة فملؤوا أعينهم من زواياها وثناياها ... لا أحد يعلم .... !!! </span></span>
أو علموا في تلك الأثناء أنهم يوم قرروا الارتحال عنها قررت هي أيضا الانفصال عنهم إلى الأبد ...</span> </span>
اجتازوا البحر فاستقبلهم صقيع الغربة القاسي محاولا تعويضهم عن الدفء الذي حملتهم إياه ... فزرع فيهم ما تمنى ...</span> </span>
مرت السنة والإثنتين والأربعة وتوالت السنون ... وذكرياتها لم تفارقهم يوما ...</span> </span>
بل لم يفارقوها لا في صحوهم ولا في غيره .....</span> </span>
لكن لماذا لم يعودوا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟</span> </span>
يوما بعد يوم كان السقيع يتحول إلى ثلج ... وكانت كرة الثلج تكبر وتزداد ضخامة وتعملقا ... كانت تقف بينهم وبينها .....</span> </span>
مناظرها جاثمة تستوطن يومياتهم ... مرتع طفولتهم وعدوهم في سهولها وضحكاتهم وبكاؤهم ... همساتهم ولمساتهم ترتد إليهم ...</span> </span>
بكوها بحرقة في ليالي الغربة اللئيمة القاسية ... بكوا كل تغريدة عصفور وكل انحناءة غصن وكل هبة ريح ...</span> </span>
بكوا كل الأحباب ... تلك الأم أمام باب دارها تبادلهم الدمع بدمع , تاج أمنياتها إطلالة الراحلين ...</span> </span>
... ذلك الأب وهو عائد من كده اليومي متمنيا أن يجد فلذة روحه متكئا في حجر أمه</span> </span> منتظرا .....</span> </span>
لكن لماذا لم يعودوا؟؟؟؟؟؟؟</span> </span>
تقمصت الرؤوس بياض الشيب وهجر الشباب أعضاءهم , وتضاعف خفق حنينها فيهم وتيقنوا أنهم </span> </span>لم ولن يحبوا غيرها يوما وأنها لم تغادرهم لحظة وكل حب حملوه لأي مدينة أخرى كان مجرد صدى لحبها المتعاظم فيهم ...</span> </span>
جاءت ساعة مغادرتهم الحياة وتجلت أمامهم بالصورة التي فارقوها كأن تلك الدقائق تتكرر للتو ...</span> </span>
أصوات وقع خطواتهم على ترابها , ثقل أشعة شمسها على أكتافهم , تمايل الحشائش بين ربوعها , سكون المنازل المترامية , هدوء سهولها المنبسطة .... تذكروا كل شيء كل حي كل جماد ... بكوا كل شيء , بكوها وبكوا أيامها الخوالي ... تمنوا حينها لو أن يدا تمتد إليهم تحملهم من زيف مدنهم وتنكر غربتهم إلى صدق حبها ولانهاية حنينها ... تمنوا حينها أن ترمى بقايا عمرهم كحبات الرمل بين جنباتها .....</span> </span>
غادرتهم أرواحهم وظلت بقايا دمعة أبت إلا أن تنسل في صمت أجسادهم المتعبة الهامدة ... </span></span>
ماتوا بعيدا عنها .....</span> </span>
ولم يعودوا ....</span> </span>
كأنهم يوم قرروا الارتحال عنها قررت هي أيضا الانفصال عنهم إلى الأبد ...</span> </span>
</span>
1- كيف هو تقييمك للإنسان الذي يغادر أرضه بلاعودة وهو يملك القدرة على الرجوع ؟</span>
2- لو أنك في مكان أحد منهم هل ستسلك نفس مسلكهم ؟</span>
3- الإنتماء إلى الأرض هل نعتبره قابل للتقادم مع الزمن ... ويرفع شعار ( كل دار دافئة هي وطني
 
-الانسان الذي يغادر بلده ليعيش تحت وطئت الذل والمهانة والحقرة والكره والعذاب .... أضن انه انسان فاقد لعقله
أنا متأكدة أنه لا يوجد أرفق بك من أهل بلدك
بارك اله فيك ... موضوع جميل ويحتاج لتفاعل أكثر
ان شاء نسمع أراء الشباب في الموضوع

 
-الانسان الذي يغادر بلده ليعيش تحت وطئت الذل والمهانة والحقرة والكره والعذاب .... أضن انه انسان فاقد لعقله
أنا متأكدة أنه لا يوجد أرفق بك من أهل بلدك
بارك اله فيك ... موضوع جميل ويحتاج لتفاعل أكثر
ان شاء نسمع أراء الشباب في الموضوع
الف شكر:w00t:
 
الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top