جزائري+جزائري= ضرب تحت الحزام

الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.

ضباب

:: عضو مُشارك ::
basluncz9.gif

عندي عدد لا بأس به من الزملاء الأصدقاء، الذين كانوا يمتهنون الصحافة في بلادنا، لا أحد كان يعرفهم تقريبا، لأن لا أحد كان يقرأ لهم و لأن كل من كان يقرأ لهم، لا يستطيع أن ي
نهي قراءة كتاباتهم، لا لأنهم لا يحسنون فنّ الكتابة ( الصحافة) و لا لأن المواضيع التي كانوا يتناولونها لا ترقى إلى المستوى الذي يشدّ انتباه القارئ و يجعل منه أسيرا له. و إنما فقط لأن أولئك الزملاء كانوا يكتبون مواضيعهم بشكل، و عندما يتفقدونها منشورة في اليوم الموالي، كانوا يجدونها بشكل آخر.. شكل لا علاقة له إطلاقا بالشكل الأصلي الذي حُرّر به الموضوع.
أولئك الزملاء كانوا شبه مشرّدين رفقة زوجاتهم و أطفالهم، كانوا يتقاضون رواتب لا أجد حرجا في وصفها بنسخة محسّنة لمنحة الشبكة الاجتماعية، و كانوا نكرة في بلادهم، لأن لا أحد يعرفهم كما قلت و لأن لا أحد يقرأ لهم و لا أحد يتلقى رسائلهم الإعلامية أو يستهلك أفكارهم أو يستفيد من تصوراتهم و معلوماتهم و خبراتهم لأن لا أحد قدّر قيمتهم و لأن لا أحد سمح لهم بالبروز و لأن أول من كان يعمل على دفنهم أحياء، هم النّاشرون الذين كانوا يعملون لحسابهم !
كل أولئك الزملاء، أوحى لهم الرحمان بالهجرة. هاجروا، كل واحد منهم فعل بطريقته و حسب ظروفه الخاصة. البعض ذهب وحيدا، ثم التحق به أفراد عائلته بعد شهور أو سنوات، و البعض الآخر تزوج هناك و أنجب سلالة " باناشي" ، البعض كان قد فهم مبكرا، و غادر البلاد، مطلع التسعينات مع بداية الأعمال الإرهابية، و البعض الآخر فهم قبل حتى ذلك الأوان، و هرب بجلده نهاية الثمانيات، و البعض رحل مؤخرا فقط أي منذ شهور قليلة.
الذين أعرفهم من هؤلاء - لأنني لا أتحدث عمن لا فكرة لي عن أوضاعهم- يكتبون حاليا باللغتين العربية و الفرنسية في منابر إعلامية دولية الصيت، و أنا أدخل يوميا (نعم يوميا) إلى المواقع الالكترونية الخاصة بالنشريات التي يعملون لحسابها، و أقرأ لهم .. لا بل و أتلذّذ ما يكتبون و أنتشي بما يتفننون و يبدعون.. و أقول سبحان الله مغيّر الأحوال. فلان و فلان ... و فلان الذين لا أحد كان يقرأ لهم في الززاير، هم على كل هذا القدر العالي من العزف على الرّيشة ؟!
هؤلاء و أولئك الزملاء المغتربون، لم يفاجئونني بمستوى ما هم يكتبون اليوم بالمهجر، لأنني كنت أعرف منذ أن كان حمّه لفرودور فرودورا، بأنهم في المستوى و أكبر من المستوى.. و لكن، عندما كانوا في الجزائر، كان المطلوب منهم أن يشمّعوا عقولهم، و أن يسيلوا حبرهم في مكان آخر من أجسامهم بدلا من أن يسيلوه على الورق و أن يلتحقوا بصفوف الذين كانوا في الشقاء ينعمون.
أنا على اتصال دائم تقريبا بأولئك الزملاء الأصدقاء الذين غامروا بالخروج من البلد، و وفقهم الله سبحانه في حياتهم المهنية الجديدة، و أؤكد لكم بأنه يوجد من بينهم من هو يقيم الآن، في فيللا (و ليست شقّة) بقلب باريس النابض .. بفضل ما يدرّه عليه قلمه، و فقط قلمه .. ذلك القلم المخصي سابقا في بلد اسمه الجزائر! لماذا نجح أولئك برأيكم ؟ أنا أقول لكم: لأنهم تعاملوا مع غير الجزائريين ! فنحن الجزائريون، لا يعترف بنا إلا الأجنبي، و لا نعترف إلا بالأجنبي ! طينتنا خاصة، لا تنسجم إلا مع غير طينتها. الجزائري متهور طائش في بلده، مؤدب لطيف خارج الحدود ! ضبع في الجزائر، أسد في الخارج ! حمار في دوّاره، نابغة وسط الأجناس الأخرى ! مخصي بين بني جلدته، رمز للفحولة عند الآخرين ! حڤار في وطنه، مدافع عن المظلوم في الأوطان الأخرى، بخيل وسط أهله، كريم على من لا يعرفهم و لا هم يعرفونه، رديء راش مرتش خائن في مكان عمله بالجزائر، كفؤ نزيه صادق مواظب مخلص في موقع شغله بالخارج !
أنا من الذين، لا يبتهجون مطلقا، كلما تلقوا خبرا يفيد بأن بنكا غير جزائري أو مؤسسة أو شركة أجنبية ستفتح أبوابا لها في بلادنا، لأنني مقتنع تمام الاقتناع بأن كل تلك البنوك و الشركات الأجنبية و رغم تاريخها و سمعتها و شهرتها، إلا أنها تصبح لا تعني أي شيء بمجرد ما تباشر العمل في بلادنا، لأنها ستشتغل على نفس النحو الأعوج الأعرج العاجز الذي تشتغل به المؤسسات و الشركات و البنوك الجزائرية... لماذا ؟ لأنها وظفت بين صفوف عمالها و أعوانها، جزائريين !
حيثما يحُلُّ الفرد الجزائري، تحلُّ معه اللعنة و النّكبة و الخسارة و النصب و الاحتيال و الرّشوة و الكذب و الفساد.. و الإفلاس ! فإذا كان معروفا عن تلك الشركات الأجنبية، أنها طيلة عمرها الطويل الذي قد يمتد إلى قرون، لم يحدث لها أبدا أن عاشت وضعية أقدم فيها أحد موظفيها على ضرب زبون، فإنها ستعيش هذه الوضعية بالشكارة بمجرد ما تشتغل في الجزائر بأشخاص جزائريين، و إذا لم يحدث لتلك الشركات طيلة عقود من الزمن أن أقدم أحد موظفيها على " غمز" زبونة أو متعاملة، فان الغمز و أشياء أخرى ستصبح " خدمة" متوفرة من الساعة الثامنة صباحا إلى الساعة الثامنة مساء ! و إذا لم يحدث لها نهائيا أن وظفت أشخاصا اعتمادا على غير مقياس الكفاءة و الخبرة، فإنها ما أن تدشّن مقرّات لها بالجزائر، و تشغّل جزائريين سيصبح " البن عمّيس " و " البيستون" المقياس الوحيد الذي على أساسه يُقبلُ أو يُرفضُ الجزائريون من الرجال، و اللحم و الشحم مقياسا وحيدا و أوحد لتوظيف النساء ! و إذا لم يحدث لها أبدا أن أقدم أحد موظفيها أو أعوانها على استلام رشوة فإنها بمجرد ما تنهي حفل الاستقبال الذي تقيمه بمناسبة التدشين، تُصبح الرشوة فيها رياضة جماعية يمارسها الجميع بكل ديمقراطية من " العسّاس" إلى البلانطو .. إلى السكرتيرة .. إلى المدير ! و باختصار، إذا لم يحدث لتلك الشركات الأجنبية على مدار قرون أو عشريات أن شاهد موظفوها و أعوانها و موظفوها، الشيطان " شخصيا" بلحمه و شحمه و عظمه و قرنيه يصول و يجول في أروقة و مكاتب مقرّاتهم، فانهم سيعتادوا رؤيته يوميا و في كل ساعة و لحظة لأنه هو الذي سيتولّى بعنايته الشخصية إدارة المفتاح في باب مدخل المقر الجزائري على الساعة الثامنة صباحا!
أنا أقول بأن الجنس الجزائري خُلق ليكون فردا صالحا إن هو فقط تعامل مع الأجانب.. لكن خارج الجزائر. أما أن يتعامل مع الجزائريين أو غير الجزائريين هنا داخل البلد، و يكون سويّا نقيّا، فهذا ما لا و لن أقتنع به، ربما لأن شيطانتي ما انفكت تقول لي بأن الجزائريين لا مستقبل لهم إلا خارج الجزائر، و الجزائر لا مستقبل لها إلا بالأجانب و فقط الأجانب .. الأجانب وحدهم! و لا داعي لتفسير كلامي بأنه دعوة للاستعمار لأن حتى الشهداء سيردون بأن هذا الكلام مردود على أصحابه. فتحت غطاء مثل هذا التفسير كُمّمت الأفواه و جُفّفت الأقلام منذ 62.
لقد حدث لي منذ أزيد من أربع سنوات أن التقيت مسير واحدة من أكبر الشركات الأجنبية التي جاءت لتعمل بالجزائر منذ أزيد من سبع أو ثماني سنوات، و من جملة ما سمعت منه أنه لا يفهم لماذا، هم الجزائريون يوشون أي أن بعضهم يحرّض ضد بعض ؟ و لم أجد ما أقول له وقتها عدا أن الجزائريين لا يقبلون الاعوجاج حتى إن هو صدر عن بني عمومتهم. جوابي هذا، كان جوابا منافقا طبعا، و كنت مجبرا على استخدامه فقط للدفاع عن بني جلدتي و عن نفسي وسطهم، لأن كلام الرجل كان فيه اتّهام صريح بـ " القوادة" . و أنا واثق من أن أي جزائري لو هو كان الجزائري الوحيد الذي يعمل في شركة أجنبية بالخارج، وسط جنسيات مختلفة أخرى، لما وشى بأحد.. لماذا ؟ لأنه لا وجود لواحد من دمه كما يقال ! لماذا ؟ لأننا نحن الجزائريون لا نحتمل بعضنا، و لا نقدّس إلا من هو ليس منا، و لا نؤمن بنبوّة أحد إلا إذا كان لا يعيش بيننا. و لا نبوّة لنا إلا وسط من نحن لسنا منهم !
أخي الجزائري إذا ما غادرت البلد و أصبحت نبيّا، فانك سوف لن تحتاج إلى اعترافنا بنبوّتك، لأنك ستدرك و أنت بعيد عنا بأن اعترافنا بنبوّتك لا يعني شيئا، و بأنه من الأفضل و الأنفع لك أن نستمر في نسيانك.
منذ فترة، أرادت الصدفة أن تجمعني بصديق قديم يعيش بفرنسا منذ نهاية السبعينات، و رحت أسأله عن أحوال قائمة طويلة عريضة من الأصدقاء المغتربين في بلد سركوزي، و لكن كم كانت مفاجأتي لا توصف و أنا أعرف من ذلك الصديق أن نصفهم أصبحوا أثرياء يملكون العقارات و الاستثمارات، و نصفهم الآخر يقبع بالسجون، أي أنه لم يكن من بين الذين سألت عن أحوالهم من اتضح أنهم يعيشون حياة وسطة أي أنهم لا هم أغنياء بالضرورة و لا هم سجناء، و عندما رحت أسأل عن التفاصيل، استنتجت بأن المغتربين الذين تكتّلوا فيما بينهم و التصقوا ببعضهم بعض و حاولوا أن يقوموا بأعمال تجارية مشتركة (أعمال تجارية...؟)، انتهى بهم المطاف في الزنزانات بعد إدانتهم في قضايا أفضّل عدم نقل طبيعتها، بينما الذين لم يتكتّلوا مع أحد من بني جلدتهم، و لم يتعاملوا إلا مع الجنسيات الأخرى، كان النجاح حليفهم. سلام
 
§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§
merci
 

ae9936c4bf.gif


667432ca91.gif


ضباب


الف شكر لك اخي

على هذا المجهوود الجميل

بارك الله فيك ووفقكلما يحب ويرضى



03c2228dcc.gif



لك مني فائق التقدير والاحترام

تقبل مروري وردي البسيط

رمــــــــــــــــــــــــزي

get-5-2008-g4r2nti8.gif
 
قريت غير شوي هدا ماكان

كبيرة بزاف شريكي

مي المغزى ديالها مهبوول

يعطيك الصحة خيو
 
ae9936c4bf.gif

667432ca91.gif

ضباب


الف شكر لك اخي

على هذا المجهوود الجميل

بارك الله فيك ووفقكلما يحب ويرضى



03c2228dcc.gif


لك مني فائق التقدير والاحترام

تقبل مروري وردي البسيط

رمــــــــــــــــــــــــزي


get-5-2008-g4r2nti8.gif
والله موضوعي هو البسيط امام ردك الرائع ودعائك الاروع
لقد اخجلني تواضعك اخي رمزي يعطيك الصحة

 
وجدت نفسي حائرة وانا اقرأ محتوى مقالتك ..وجدتُك تبحث عن الصدق من بعيد..ووجدت نفسي

ابتعد حتى اهرب من هذا الصدق الذي كدت اشاركك فيها ..

كنتَ هنا تعترف اعترافا لم أحبه..اعترافا كان اشبه بالجريمة نفسها ولساني حالي يقول هل يجب

ان نرسم عيوبنا وعيوب شعبنا بصورة واضحة كهذه وإن كانت صحيحة بعضها ..فهل يجب ان نفعل

ذلك..نحن لسنا مجرد شعب عادي..نحن شعب عظيم نحن شعب لم نأبى الا ان نعيش بحرية ولم

نأبى ان تكسر كرامتنا..!!

تحدثت هنا واطلت الحديث فكنت تنقل حقيقة ادرك تماما انه لا مفر منها ولكن ما لم احبه هو

الاعتراف الصريح وبهذه اللهجة الواعية ..

ولكنك كنت قاسيا بعض الشئ..وكأنك ترى الامور من زاوية واحدة لاغير



"ضباب" سعدت جدا بقرائتي لمقالتك ..كنتُ كمن اكتشف وطنه الذي يحبه من زاوية أخرى

تقبل مرور هذه المغتربة التي مازلت تهذي بين طيات غربتها..

لك تحياتي..شكرا ثانية

جوجوكوستا
 
قريت غير شوي هدا ماكان


كبيرة بزاف شريكي

مي المغزى ديالها مهبوول


يعطيك الصحة خيو

العفو اخي الكريم واسعدني مرورك كثيرا
 
وجدت نفسي حائرة وانا اقرأ محتوى مقالتك ..وجدتُك تبحث عن الصدق من بعيد..ووجدت نفسي

ابتعد حتى اهرب من هذا الصدق الذي كدت اشاركك فيها ..

كنتَ هنا تعترف اعترافا لم أحبه..اعترافا كان اشبه بالجريمة نفسها ولساني حالي يقول هل يجب

ان نرسم عيوبنا وعيوب شعبنا بصورة واضحة كهذه وإن كانت صحيحة بعضها ..فهل يجب ان نفعل

ذلك..نحن لسنا مجرد شعب عادي..نحن شعب عظيم نحن شعب لم نأبى الا ان نعيش بحرية ولم

نأبى ان تكسر كرامتنا..!!

تحدثت هنا واطلت الحديث فكنت تنقل حقيقة ادرك تماما انه لا مفر منها ولكن ما لم احبه هو

الاعتراف الصريح وبهذه اللهجة الواعية ..

ولكنك كنت قاسيا بعض الشئ..وكأنك ترى الامور من زاوية واحدة لاغير



"ضباب" سعدت جدا بقرائتي لمقالتك ..كنتُ كمن اكتشف وطنه الذي يحبه من زاوية أخرى

تقبل مرور هذه المغتربة التي مازلت تهذي بين طيات غربتها..

لك تحياتي..شكرا ثانية

جوجوكوستا

صدقيني اختي جوجو كوستا فردك حيرني بقدر ماحيرك موضوعي ....
على كل حال عتابك الضمني اتقبله لكن اعذريني فمازلت اهذي تحت طيات غيرتي على هذا الوطن الذي اعيانا حبه................ اسعدني مرورك ودام في المنتدى نورك
 
مشكووووووووووووور أخي على موضوع الرائع ........ بارك الله فيك نتمنى لك توفيق
شكـــــــــــــــــــــــــــــــــرا على المرور ..... والف شكر على الدعــــــــــــــــــــــــــاء
 
ما هو الحل الذي تقترحه اخي ضباب
* ان نبيد الشعب الجزائري
* ان نأتي باستعمار جديد
* ان نهاجر جميعا لنصبح انبياء في بلد آخرعلى حد تعبيرك ؟؟
ما هو الحل ؟؟؟؟؟؟؟؟
 
الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.
العودة
Top Bottom