وهج الصحاري
:: عضو مُشارك ::
- إنضم
- 4 سبتمبر 2008
- المشاركات
- 415
- نقاط التفاعل
- 1
- النقاط
- 7
ايفران---سويسرا الصغيرة
شلالات وبحيرات، غابات ووديان، تلال وسهول... ثلوج في الشتاء
زهور في الربيع،اعتدال مناخي في الصيف، هدوء في الخريف...
هذه هي مدينة ايفران
أشهر منتجع سياحي لعشاق السكينة والطبيعة، في عمق جبال الأطلس المتوسط.
سماها البعض بالجوهرة، وأطلق عليها البعض الآخر لقب «سويسرا المغرب»، نظرا لمواصفاتها ومؤهلاتها السياحية.
اسم المدينة
زهور في الربيع،اعتدال مناخي في الصيف، هدوء في الخريف...
هذه هي مدينة ايفران
أشهر منتجع سياحي لعشاق السكينة والطبيعة، في عمق جبال الأطلس المتوسط.
سماها البعض بالجوهرة، وأطلق عليها البعض الآخر لقب «سويسرا المغرب»، نظرا لمواصفاتها ومؤهلاتها السياحية.
اسم المدينة
«ايفران» كلمة أمازيغية، وتعني الكهوف، ولا شك أن التسمية مستوحاة من المغارات المنتشرة حول محيطها الطبيعي، وفي فترة من الفترات التاريخية الموغلة في القدم، كان يطلق عليها لقب «اورتي» باللهجة المحلية، أي بستان أو حديقة بالعربية، وهي بالفعل كذلك إذ تظللها الأشجار والنباتات الخضراء على مدار الايام، وتسكن في رحابها أنواع من الطيور النادرة.
مدينة ذات طابع خاص، لا تشبه في هندستها ومعمارها بقية المدن المغربية الأخرى. وكل من قادته قدماه إليها يخيل إليه لأول وهلة، انها بلدة اقتطعت من أوروبا، وزرعت هنا وسط جبال الأطلس المتوسط، بقرميدها الأحمر، وشوارعها الشاسعة، وساحاتها الفسيحة، وبيئتها الفيحاء، واحترامها التام لخصوصيات زوارها من المواطنين والسياح الذين يقبلون عليها شتاء للتزلج، وربيعا للتنزه، وصيفا للاستجمام والتخييم في ربوعها، وخريفا للتمتع بالهدوء الذي لا يكسره سوى تساقط الأوراق الصفراء المذهبة على جذوع الأشجار.
أُكتُشف موقع المدينة من طرف «اريك لابون»، الكاتب العام (وكيل) للحماية الفرنسية بالمغرب سنة 1928، وقد اهتمت السلطات الاستعمارية آنذاك بالمكان، واعتبرته، بـ «قرار وزاري» صادر يوم 16 سبتمبر (ايلول) 1929، كـ «أفضل مكان للاصطياف»، بل انها ذهبت إلى أبعد من ذلك، وصنفته كمدينة فرنسية. وتحكي فصول التاريخ أن سكان المنطقة، المشهود لهم بالشهامة والرجولة، انتفضوا ضد القرار وقاوموا الاستعمار بكل بسالة وتضحية طيلة سنوات الاحتلال، ولم يهدأ لهم بال حتى أشرق فجر الاستقلال. وبمجرد نيل المغرب حريته سنه 1956، بادر الملك الراحل محمد الخامس إلى زيارة مدينة ايفران، وظل يتردد عليها بين الحين والآخر، متى سنحت له الانشغالات والمهام السياسية.
جامعة الأخوين
إيفران تشتهر أيضا، بالإضافة إلى مكوناتها السياحية وروافدها الطبيعية، بجامعة الأخوين، التي تعتبر ثمرة للتعاون البناء بين المملكة العربية السعودية والمملكة المغربية، وهي الآن من أشهر الجامعات في البلاد، وتوفر لروادها الطلبة كل وسائل التعليم العالي المتطور، في أفضل الظروف بمنأى عن هدير المدن الكبرى وإغراءاتها.معلمة مشهورة من معالم المدينة، يتصدر دائما بطاقاتها البريدية ومطبوعاتها السياحية الحاملة لاسمها، وقد أصبح رمزا وعلامة لها. ولا يكتمل برنامج زيارة المدينة، إلا بأخذ صورة تذكارية مع هذا الأسد الوقور حيث يتحلق حوله أطفال العائلات، مبتهجين بوداعته واستسلامه لمداعباتهم له، من دون أن يكشر عن أنيابه، أو يرفع صوته بالزئير، احتجاجا على هذا الشغب الطفولي، الذي يقلق راحته الأبدية، وكأنه تمثال «أبو الهول» في صمته الأزلي. ومما زاد المسألة غموضا انعدام أي كلمة مكتوبة أسفله أو بجانبه تشير إلى ظروف بنائه في هذه الساحة بالذات. وهذا ما فسح المجال واسعا أمام تناسل الأقاويل والروايات الشفوية حوله. وهي في غالبيتها لا تستند الى أي أساس أو مصدر مرجعي تاريخي، ويقال إن أسيرا من جنسية ألمانية في الحرب العالمية هو الذي تكفل بنحته مقابل إطلاق سراحه. ومن المرجح ايضا ان يكون صاحب التمثال هو أحد الفرنسيين، وكان يعمل في الرباط، واسمه «هنري جان مورو»، كما تؤكد منشورات صادرة في فرنسا. ويقال إن الأسد كان في الأصل صخرة في هيئة أسد، بدليل أن الساحة، كانت قديما تحمل اسم صخرة الأسد، قبل عملية النحت، التي قام بها الفرنسي مقابل مائة فرنك، بمساعدة سجينين اثنين أو ثلاثة، لأن العادة جرت في ذلك الوقت أيام الحماية الفرنسية في المغرب، أن يعمل السجناء في ورش المدينة المختلفة، ومن بينهم سجناء أجانب ألمان وايطاليون وبرتغاليون وغيرهم. وقد قضى النحات الفرنسي المذكور ربع قرن من حياته في المغرب، وأبدع في انجاز عدة أعمال ومنحوتات فنية، أشهرها تمثال الأسد الذي أنجزه في النصف الأول من يوليو (تموز) 1930. ويبلغ طوله سبعة أمتار، وعرضه متر واحد ونصف المتر وعلوه متران اثنان.
الماء والخضرة
المؤهلات الطبيعية للمدينة كثيرة ومتنوعة، ومن أبرزها غابات الأرز، والحدائق والمتنزهات التي تحيط بها من كل جوانبها، وتجعل منها مدينة فاتنة وساحرة، ومنتجعها سياحيا مثاليا بكل المقاييس للباحثين عن الراحة وهدوء البال. والخضرة ليست وحدها هي التي تميز المشهد الطبيعي في ايفران، هناك أيضا الماء المتدفق من المنابع والشلالات والبحيرات، بسبب التساقطات الثلجية التي تغمر المكان كل عام في فصل الشتاء. والكثيرون من الزوار يفضلون زيارة ايفران في هذا الفصل بالذات لمزاولة هوايات التزلج، أو على الأقل في التمتع برؤية الثلوج، وهي تتهاطل على الطرقات والأبنية والأشجار والسطوح. وتكسوها برداء ناصع البياض. وتستقطب محطة «ميشليفن» البعيدة عن «ايفران» بـ 17 كيلومتراً، أفواجا كثيرة من عشاق التزلج، وسط غابات الأرز، ترتفع عن البحر بحوالي 2000 متر.