تفريقهم بين الإسلام .. والسنة أو السلفية

أم أمين23

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
1 أكتوبر 2012
المشاركات
4,329
نقاط التفاعل
3,756
النقاط
191
سليمان بن صالح الخراشي

بسم الله الرحمن الرحيم

يقع في هذا التلبيس صنفان من المعاصرين :

1- أناسٌ يدّعون الحياد والترفع عن التحزبات : جهلاً ، أو خشية أن يوصموا بالتعصب و ضيق الأفق !
2- أو أناسٌ ساءهم مايرونه من تفرق الأمة الإسلامية إلى مذاهب وفرق ، فظنوا أنهم بالوقوع في التلبيس السابق يساعدون على تحقيق وحدة الأمة ، عندما ينبذون جميع الفرق - بمافيها أهل السنة ! - ، ويُطالبون بالعودة للإسلام .

فالواقعون في هذا التلبيس يُفرقون بين الإسلام والسنة أو السلفية أو غيرها من مسميات أهل السنة ، ويجعلون الإسلام مخالفًا لما عليه جميع أهل الفرق بمن فيهم أهل السنة والجماعة أو السلفيين . فيحشرون أهل السنة مع الفرق البدعية " شيعة – إباضية – أشاعرة .. إلخ " ، ويجعلون الإسلام مخالفًا لها كلها !

فتجد أحدهم يؤلف كتابًا عن " إسلام بلا مذاهب " ، يضع فيه " أهل السنة " ، و " السلفية " من ضمن " المذاهب " الكثيرة التي تقابل الإسلام .
ويُسأل آخر عن مذهبه ، فيقول : " أنا لستُ سنيًا ولا شيعيًا .. أنا مسلم " !
وآخر يُسأل فيقول : " أنا مسلم قبل هذه التقسيمات " !

وهذا تلبيس - بغض النظر عن نية صاحبه وقصده - ؛ لأن الإسلام هو السنة وهو السلفية . ومايُقابل هذا هو الانحراف والبدعة. ( ليس هنا مقام الحكم على المخالف ) .

كشف هذا التلبيس :


أن يُقال لصاحبه : هذا الإسلام الذي وجدتـََه مخالفًا لما عليه جميع الفرق – بمافيها السنة – هل له حقيقة على أرض الواقع ، أو هو مجرد أمرٌ يوجد في ( الأذهان ) ؟
فحتمًا سيقول : بل له حقيقة على الواقع ، وإلا لما ارتضاه الله لنا دينًا إذا لم يمكن امتثاله .
فيُقال له : وماهي حقيقته ؟
فسيقول : هذا لايحتاج لسؤال . هو الإسلام المعروف ، دين الله الذي بُعث به محمد صلى الله عليه وسلم .
فيُقال له : وأين نجده ، وبفهم مَن نفهمه ؟
فسيقول : في كلام ربنا عز وجل " القرآن " ، وكلام نبينا صلى الله عليه وسلم " السنة " ، وبفهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام رضي الله عنهم - ، الذين نزل عليهم الوحي ، وقال الله عنهم : ( فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به فقد اهتدوا ) .
فيُقال له : وهذا هو منهج أهل السنة ، وهذه هي السلفية !
لأن الإسلام المجرد الذي لاحقيقة له على الواقع أمرٌ لايوجد إلا في الأذهان - كما سبق -.
وما مثل صاحب هذا " الأمر الذهني " إلا مثل من يُسأل : هل أنت ذكر أو أنثى أو خنثى . فيقول : يا أخي ، أنا لا أؤمن بهذا التقسيمات ، أنا ( إنسان ) !
وهو يعلم أنه لايوجد " إنسان " مجرد إلا في الأذهان ، أما في الواقع فلابد من واحد من التقسيمات السابقة - ذكر ، أنثى ، خنثى -. وقس على هذا القضايا المشابهة .

شبهة وجوابها :


ستعرض لصاحب التلبيس السابق شبهة ، وسيقول :
كيف تكون السنة أو السلفية – إلخ أسمائها – هي الإسلام ، ونحن نرى أصحابها يقعون في أخطاء ، بل أحيانًا يختلفون فيما بينهم ، وكلٌ يدعيها . فسنة أو سلفية مَن تقصد ؟
فيُقال له : المنهج هو المعصوم ، أما الجماعات أو الأشخاص المنتسبون والممتثلون للمنهج فهم بشرٌ معرضون للخطأ ، وكلٌ منهم يؤخذ من قوله ويُرد ، وتوزن أقواله وأفعاله بالمنهج .
وخير ما يقطع هذه الشبهة حالاً أن يُقال لصاحبها : الأمر نفسه سيُقال لك : هذا الإسلام الذي تخيلته مخالفًا للسنة أو السلفية ، إسلام مَن على أرض الواقع ؟ لأننا نجد المنتسبين له يختلفون ..إلخ ! فسيقول : أقصد إسلام الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة ، أما الجماعات والأشخاص فغير معصومين ! فيقال له : فقل هذا أيضًا في السنة أو السلفية !

من أقوال العلماء :


قال الشيخ محمد رشيد رضا – رحمه الله - في تقديمه لكتاب " صيانة الإنسان " للسهسواني – رحمه الله – ( ص 3 ) : " والتحقيق أن ماكان عليه السلف في الصدر الأول لم يكن مذهبًا ، ولا يصح أن يُسمى مذهبًا في الإسلام ؛ لأنه هو الإسلام كله ، وهو وِحدةٌ لاتفرق فيها ولا اختلاف ، والله يقول : ( إن الذين فرّقوا دينهم وكانوا شِيَعًا لستَ منهم في شيئ ) ، ويقول : ( أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه ) ، وإنما صار مذهبًَا بالإضافة إلى ماحدث من البدع التي تتعصب لها الشِيَع " .

وقال الشيخ صالح الفوزان في " البيان لأخطاء بعض الكتّاب " ، ( 3 / 50-52 ) ردًا على من وقع في شيئ من هذا التلبيس : " بل السلفية الحقة هي الإسلام .. تعجبت كيف عد كاتب العنوان السلفية بأنها ليست من الإسلام ، وهي تعني اتباع السلف الصالح من الصحابة والتابعين والقرون المفضلة ؟ .. السلفية هي المنهج الحق الذي يجب علينا أن نسير عليه ونترك ماخالفه من المناهج ، وأصحابه هم الفرقة الناجية أهل السنة والجماعة ، وهم الطائفة المنصورة إلى يوم القيامة ، جعلنا الله منهم .. " .

وقال الشيخ بكر أبوزيد – رحمه الله – في " تصحيح الدعاء " ( ص 215 ) : " أما جماعة المسلمين ، قفاة السنة والأثر ، فهم لا يتخذون لقبًا يتميزون به ؛ فإن ماتراه وتسمعه من ألقابهم الكريمة : أهل السنة ، أهل السنة والجماعة ، أهل الحديث ، أهل الأثر ، أهل الحديث والأثر ، أتباع السلف ، السلفية .. إنما جاءت لمـّا نشب الافتراق ، وبانت فرق الضلال ، فيؤتى بواحدٍ من هذه الألقاب ؛ لتميز الهداةُ عن الغواة ، وإلا فهم جماعة المسلمين ، ومايدعون إليه هو الإسلام " .

وقال – رحمه الله – في " حكم الانتماء " ( ص 92 ) : " تنبيه على خطأ كبير: بعض من الذين كتبوا عن الجماعات والفرق الإسلامية المعاصرة للموازنة بينها، ونقدها، يذكرون من أقسامها (أهل السنة والجماعة) ، وهذا خطأ كبير في الفهم والتصور، والبعد عن الحقيقة ؛ فإن (أهل السنة والجماعة) و(أهل الحديث) هم (جماعة المسلمين) ، ليست في شكلها ومضمونها إلا (دعوة الإسلام) بجميع ما تعنيه هذه الكلمة ، بخلاف الجماعات الأخرى فهي أحزاب وفرق، منها ما فيه دخل ومنها ما يدعو إلى شعبة من شعب الإسلام دون الأخرى. ومعاذ الله أن يكون المسلمون جميعهم جماعات وأحزاب ، بل إن (الطائفة المنصورة) و (الفرقة الناجية) جماعة المسلمين الملتزمة بالكتاب والسنة والدعوة إليها ، مازالت ولن تزال باقية قائمة إلى أن يأتي أمر الله. وانظر إلى فضل فقه المتقدمين في دين الله على المتأخرين حين كتبوا عن الفرق والملل والنحل، إنما خصصوها لما تناثر من الفرق "الجماعات" على جنبتي الصراط المستقيم (طريق جماعة المسلمين) أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح فافهم " .

تنبيهان :


1-لايُغير من حقيقة السنة أو السلفية نبز خصومها من أهل البدع وغيرهم لها بألقاب يريدون من ورائها الصد عنها والتشنيع عليها ؛ كالوهابية أو الحشوية أو .. إلخ نبزهم القبيح .فالعبرة بالحقائق. ( يُنظر كتاب الأخ خالد الغليقة " مسائل فقهية وقضايا فكرية معاصرة " ، ( ص 73-74 ) .

2-يُفرق بين من قال : " أنا مسلم " ، ويكتفي بهذا ، ويقصد الإسلام بمعناه الحق ، الموافق للسنة أو السلفية. وبين من قال : " أنا مسلم " ، ثم ينفي أن يكون سنيًا أو سلفيًا ! فالثاني قد وقع في التلبيس السابق ، أما الأول فلا يُنكر عليه ، مادام يرى أن الإسلام هو السنة وهو السلفية ، ولا يُنكر هذا أو يتبرأ منه .

وفق الله جميع المسلمين للزوم السنة ، وجنبهم البدعة ..
 
جزاك الله خيرا على المضوع الرائع
 
واياك اخيتي نورتيني بمروك
 
سبحااان الله وهو المستعان لو لا تفرق الامة الاسلامية لما ظهرت هذه التسميات اصلا لكن شاء الله ذلك ليميز بين اهل الحق واهل الضلال

جزاكم الله خيرا على الطرح الشامل الكامل نرجو ان يلقى اذان صاغية وعقول واعية

 
سبحااان الله وهو المستعان لو لا تفرق الامة الاسلامية لما ظهرت هذه التسميات اصلا لكن شاء الله ذلك ليميز بين اهل الحق واهل الضلال

جزاكم الله خيرا على الطرح الشامل الكامل نرجو ان يلقى اذان صاغية وعقول واعية

للاسف ارادها اعداء الاسلام لتفرقتنا وساعدناهم على ترسيخها
نورتيني بمرورك
 
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وارنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه
جزاكم الله خيرا
 
امين يا رب منورة اخيتي
 
اللهم أرنا الحق حقا و ارزقنا اتباعه و أرنا الباطل باطلا و أرزقنا اجتنابه
 
اللهم أرنا الحق حقا و ارزقنا اتباعه و أرنا الباطل باطلا و أرزقنا اجتنابه
 
عن عمير بن هانئ أنه سمع معاوية رضي الله عنه يقول:

سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يقول:

( لا يزال من أمتي أمة قائمة بأمر الله ، لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم ، حتى يأتيهم أمر الله وهم على ذلك )





اللهم اجعلنا من اهل التوحيــــــــــــد و بااارك الله في صاحب الموضووع
 
امين يا رب نورتني اخي بمرورك
 
امين يا رب مشكور اخي نورتني بمرورك
 
بارك الرحمن بك اخيتي
ووفقك لما يحب ويرضى وجعل ما خططت في ميزان حسناتك
 
امين يا رب واجمعين مشكورة للمرور والدعوة الحلوة
 
السلام عليكم
بارك الله فيك
و جزاك عنا كل خير
و جعله الله في ميزان حسناتك
 
وفيه بركة اخيتي نورتيني بمرورك
 
قال الشيخ محمد الصالح بن عثيمين – رحمه الله - :
السلفيَّة هي اتباع منهج النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ؛ لأنهم سلفنا تقدموا علينا ، فاتِّباعهم هو السلفيَّة ، وأما اتِّخاذ السلفيَّة كمنهج خاص ينفرد به الإنسان ويضلل من خالفه من المسلمين ولو كانوا على حقٍّ : فلا شكَّ أن هذا خلاف السلفيَّة ، فالسلف كلهم يدْعون إلى الإسلام والالتئام حول سنَّة الرسول صلى الله عليه وسلم ، ولا يضلِّلون مَن خالفهم عن تأويل ، اللهم إلا في العقائد ، فإنهم يرون من خالفهم فيها فهو ضال .

لكن بعض من انتهج السلفيَّة في عصرنا هذا صار يضلِّل كل من خالفه ولو كان الحق معه ، واتَّخذها بعضهم منهجاً حزبيّاً كمنهج الأحزاب الأخرى التي تنتسب إلى الإسلام ، وهذا هو الذي يُنكَر ولا يُمكن إقراره ، ويقال : انظروا إلى مذهب السلف الصالح ماذا كانوا يفعلون في طريقتهم وفي سعة صدورهم في الخلاف الذي يسوغ فيه الاجتهاد ، حتى إنهم كانوا يختلفون في مسائل كبيرة ، في مسائل عقديَّة ، وفي مسائل علميَّة ، فتجد بعضَهم – مثلاً – يُنكر أن الرسول صلى الله عليه وسلم رأى ربَّه ، وبعضهم يقول بذلك ، وبعضهم يقول : إن الذي يُوزن يوم القيامة هي الأعمال ، وبعضهم يرى أن صحائف الأعمال هي التي تُوزن ، وتراهم – أيضاً – في مسائل الفقه يختلفون ، في النكاح ، في الفرائض ، في العِدَد ، في البيوع ، في غيرها ، ومع ذلك لا يُضلِّل بعضهم بعضاً .

فالسلفيَّة بمعنى أن تكون حزباً خاصّاً له مميزاته ويُضلِّل أفراده سواهم : فهؤلاء ليسوا من السلفيَّة في شيء .

وأما السلفيَّة التي هي اتباع منهج السلف عقيدةً ، وقولاً ، وعملاً ، واختلافاً ، واتفاقاً ، وتراحماً ، وتوادّاً ، كما قال النَّبي صلى الله عليه وسلم " مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثَل الجسد الواحد ، إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائر الجسد بالحمَّى والسهر " ، فهذه هي السلفيَّة الحقَّة . " لقاءات الباب المفتوح " السؤال رقم 1322 .
 
مشكور اخير لمين على المرور والاضافة
 
بارك الله فيك.
هذا هو الكلام الحق و المنهج الوسط العدل.
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top