تعريف العشق

فصل
وأما العشق: فهو أَمَرُّ هذه الأسماء وأخبثها ، وقلَّ ما ولعت به العرب ،
وكأنهم ستروا اسمه وكنَّوا عنه بهذه الأسماء فلم ‏يكادوا يفصحوا به،
ولا تكاد تجده في شعرهم القديم ، وإنما أولع به المتأخرون،
ولم يقع هذا اللفظ في القرآن ولا في السنة، ‏إلا في حديث سويد بن سعيد،
وسنتكلم عليه إن شاء الله تعالى.

وبعد، فقد استعملوه في كلامهم قال الشاعر : ‏
وماذا عسى الواشون أن يتحدثوا *** سوى أن يقولوا إنني لك عاشق ‏
نعم صدق الواشون أنت حبيبة *** إليَّ وإن لم تصف منك الخلائق ‏

‏قال في ((الصحاح)) : العشق فرط الحب ، وقد عشقها عِشْقًا،
مثل علم علمًا وعَشَقًا، أيضا عن الفراء قال رؤبة : ‏
***ولم يضعها بين فرك وعشق*** ‏

قال ابن السراج: إنما حركه ضرورةً، وإنما لم يحركه بالكسر إتباعا للعين،
كأنه كره الجمع بين كسرتين، فإن هذا عزيز ‏في الأسماء، ورجل عِشِّيقٌ مثل فِسِّيق،
أي كثير العشق والتعشق تكلف العشق ، قال الفراء في تاج العروس‏:
‏ يقولون امرأة محبٌّ لزوجها وعاشق.‏
‏ وقال ابن سيده في المحكم و المحيط الأعظم:
العشق عجب المحب بالمحبوب يكون في عفاف الحب ودعارته،
يعني في ‏العفة والفجور، وقيل: العِشْقُ الإسم، و العَشَقُ المصدر.
وقيل هو مأخوذ من شجرة يقال لها: عاشقة تخضر ثم تدق وتصفر.

قال الزَّجَّاج : واشتقاق العاشق من ‏ذلك ، وقال الفراء : عشق عِشْقًا وعَشَقًا،
إذا أفرط في الحب، والعاشق الفاعل، والمعشوق المفعول،
والعشيق يقال لهذا ولهذا، ‏وامرأة عاشق وعاشقة ، قال:
ولذ كطعم الصرخدي طرحته *** عشية خمس القوم والعين عاشقه

وقال الفراء: العشق ‏نبت لزج ،وسمي العشق الذي يكون من الإنسان لِلِصُوقِه بالقلب.
وقال ابن الأعرابي: العشقة اللبلابة تخضر وتصفر، وتعلق ‏بالذي يليها من الأشجار،
فاشتق من ذلك العاشق،

وقد اختلف الناس هل يطلق هذا الاسم في حق الله تعالى؟
فقالت ‏طائفة من الصوفيةك لا بأس بإطلاقه ،
وذكروا فيه أثرا لا يثبت ، وفيه: (( فإذا فعل ذلك عشقني وعشقته )).
وقال جمهور الناس: لا ‏يطلق ذلك في حقه سبحانه وتعالى ،
فلا يقال إنه يعشق، ولا يقال عشقه عبده، ثم اختلفوا في سبب المنع على ثلاثة أقوال :

‏أحدها : عدم التوقيف بخلاف المحبة.
الثاني: أن العشق إفراط المحبة ولا يمكن ذلك في حق الرب تعالى ،
فإن الله تعالى لا ‏يوصف بالإفراط في الشيء،
ولا يبلغ عبده ما يستحقه من حبه فضلا أن يقال: أفرط في حبه.
الثالث: أنه مأخوذ من التغير، كما يقال للشجرة المذكورة عاشقة،
ولا يطلق ذلك على الله سبحانه وتعالى.
روضة المحبين و نزهة المشتاقين لابن قيم الجوزية
 
فصل
وأما العشق: فهو أَمَرُّ هذه الأسماء وأخبثها ، وقلَّ ما ولعت به العرب ،
وكأنهم ستروا اسمه وكنَّوا عنه بهذه الأسماء فلم ‏يكادوا يفصحوا به،
ولا تكاد تجده في شعرهم القديم ، وإنما أولع به المتأخرون،
ولم يقع هذا اللفظ في القرآن ولا في السنة، ‏إلا في حديث سويد بن سعيد،
وسنتكلم عليه إن شاء الله تعالى.

وبعد، فقد استعملوه في كلامهم قال الشاعر : ‏
وماذا عسى الواشون أن يتحدثوا *** سوى أن يقولوا إنني لك عاشق ‏
نعم صدق الواشون أنت حبيبة *** إليَّ وإن لم تصف منك الخلائق ‏

‏قال في ((الصحاح)) : العشق فرط الحب ، وقد عشقها عِشْقًا،
مثل علم علمًا وعَشَقًا، أيضا عن الفراء قال رؤبة : ‏
***ولم يضعها بين فرك وعشق*** ‏

قال ابن السراج: إنما حركه ضرورةً، وإنما لم يحركه بالكسر إتباعا للعين،
كأنه كره الجمع بين كسرتين، فإن هذا عزيز ‏في الأسماء، ورجل عِشِّيقٌ مثل فِسِّيق،
أي كثير العشق والتعشق تكلف العشق ، قال الفراء في تاج العروس‏:
‏ يقولون امرأة محبٌّ لزوجها وعاشق.‏
‏ وقال ابن سيده في المحكم و المحيط الأعظم:
العشق عجب المحب بالمحبوب يكون في عفاف الحب ودعارته،
يعني في ‏العفة والفجور، وقيل: العِشْقُ الإسم، و العَشَقُ المصدر.
وقيل هو مأخوذ من شجرة يقال لها: عاشقة تخضر ثم تدق وتصفر.

قال الزَّجَّاج : واشتقاق العاشق من ‏ذلك ، وقال الفراء : عشق عِشْقًا وعَشَقًا،
إذا أفرط في الحب، والعاشق الفاعل، والمعشوق المفعول،
والعشيق يقال لهذا ولهذا، ‏وامرأة عاشق وعاشقة ، قال:
ولذ كطعم الصرخدي طرحته *** عشية خمس القوم والعين عاشقه

وقال الفراء: العشق ‏نبت لزج ،وسمي العشق الذي يكون من الإنسان لِلِصُوقِه بالقلب.
وقال ابن الأعرابي: العشقة اللبلابة تخضر وتصفر، وتعلق ‏بالذي يليها من الأشجار،
فاشتق من ذلك العاشق،

وقد اختلف الناس هل يطلق هذا الاسم في حق الله تعالى؟
فقالت ‏طائفة من الصوفيةك لا بأس بإطلاقه ،
وذكروا فيه أثرا لا يثبت ، وفيه: (( فإذا فعل ذلك عشقني وعشقته )).
وقال جمهور الناس: لا ‏يطلق ذلك في حقه سبحانه وتعالى ،
فلا يقال إنه يعشق، ولا يقال عشقه عبده، ثم اختلفوا في سبب المنع على ثلاثة أقوال :

‏أحدها : عدم التوقيف بخلاف المحبة.
الثاني: أن العشق إفراط المحبة ولا يمكن ذلك في حق الرب تعالى ،
فإن الله تعالى لا ‏يوصف بالإفراط في الشيء،
ولا يبلغ عبده ما يستحقه من حبه فضلا أن يقال: أفرط في حبه.
الثالث: أنه مأخوذ من التغير، كما يقال للشجرة المذكورة عاشقة،
ولا يطلق ذلك على الله سبحانه وتعالى.
روضة المحبين و نزهة المشتاقين لابن قيم الجوزية


بارك الله فيك
 
نسأل الله تعالى أن يحبب إلينا الإيمان وأن يزينه في قلوبنا وأن يكرِّه إلينا الكفرَ والفسوق العصيان وأن يهدينا لأحسن الأقوال والأفعال
 
امين يا رب

الله يعفوا علينا وبارك الله فيك على الموضوع
 
السلام عليكم

بورك فيك و ضمنت من الجنة مقعدا ...
اللهم متعنا بحبك جنانا و ارزقنا لذة النظر اليك ..

بارك الله فيك يا جنان

 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top