..::: خاص بالمسابقة : رسولنا الكريم : حصري لمنتدى اللمة :::..

الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.
عندما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم عائداً من إحدى الغزوات وكانت تُسمى : ذات الرقاع فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم ففي غفلة من المسلمين انسل رجل من الكفار ومعه سيفه فقام عند رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد قتله وقال : يا محمد من يمنعك مني الآن ؟ فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : الله فسقط السيف من يد الرجل, فأخذه الرسول صلى الله عليه وسلم وقال : من يمنعك مني ؟ فقال الرجل : كن خير آخذ يا رسول الله فقال الرسول : قُل لا إله إلا الله, فقال الرجل : لا, غير أني لا أقاتلك, ولا أكون معك ولا أكون مع قوم يقاتلونك فخًلى الرسول سبيله . فجاء الرجل أهله فقال جئتكم من عند خير الناس .


شكرا لك جزيلا فنون
جعلها الله في ميزان حسناتك
 
سلام عليكم
فعلا شيء جميل
ربي يوفقكم ويكون في العون
تحياتي ليك ديgو وربي يجلعها في ميزان حسناتك
بيكــــــــــهام

من هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الدعوة العفو
ومن أصدق الصور في ذلك موقفه صلى الله عليه وسلم في
فتح مكة حينما دخلها منتصرا بنصر الله له، فظن المشركون
أنهم قد أحيط بهم وأن يومهم الذي ينتظرهم بإبادتهم عن آخرهم
قد حظر، وهو لا يشكون في استئصال شأفتهم، وإبادة حضرائهم
فما زاد على أن عفا وصفح وقال : نا تقولون أني فاعل بكم ؟
قالوا: خيرا، أخ كريم وابن أخ كريم، فقال صلى الله عليه وسلم :
أقول كما قال أخي يوسف : { قَالَ لاَ تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ اليَوْمَ يَغْفِرُ اللَهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ } يوسف : 92 ، اذهبوا فأنتم الطلقاء .
فهذا من صور عفوه صلى الله عليه وسلم
السلام عليكم



عفوا أخي بيكهام وفقك الله فيما يحب و يرضى

شكرا لك NOUR_light على المشاركة جعلها الله في ميزان حسناتك
 
العفو" كلمة قرآنية، وردت في كتاب الله تعالى مرتين، إحداهما في قوله تعالى: ((ويسألونك ماذا يُنفقون قل العَفْو )) [البقرة:219]. وثانيتهما في قوله تعالى: ((خُذِ العفو وأْمر بالعرف وأعرضْ عن الجاهلين )) [الأعراف:199].

ولقد حرر المفسرون - رحمهم الله - مفهوم "العفو" الوارد في هاتين الآيتين، فقال الفخر الرازي في تفسير الآية الأولى: "ويسألونك ماذا يُنفقون قل العَفْو " قال: اعلم أن هذا السؤال قد تقدم ذكره فأجيب عنه بذكر المصرف (8) . وأعيد هنا فأجيب عنه بذكر الكمية. . إذا عرفت هذا فنقول: كأن الناس لما رأوا الله ورسوله يحضّان على الإنفاق، ويدلان على عظيم ثوابه، سألوا عن مقدار ما كلفوا به، هل هو كل المال أو بعضه؟ فأعلمهم الله أن "العفو" مقبول.

ولكن ما هو العفو؟ يجيب الفخر الرازي: قال الواحدي رحمه الله: أصل العفو في اللغة الزيادة ، قال تعالى: ((خُذ العفو )) [الأعراف:199] أي الزيادة، وقال أيضاً: ((حتى عفوا )) [الأعراف:95] أي زادوا على ما كانوا عليه في العدد، قال القفال: "العفو" ما سهل، وتيسر، مما يكون فاضلاً عن الكفاية. . . . وإذا كان "العفو" هو التيسير، فالغالب إنما يكون فيما يفضل عن حاجات الإنسان في نفسه وعياله، ومن تلزمه مؤنتهم، فقول من قال: "العفو" هو الزيادة راجع إلى التفسير الذي ذكرنا (9) .

وقال رحمه الله في تفسير آية سورة الأعراف "خذ العفو. ." بيَّن في هذه الآية: ما هو المنهج القويم، والصراط المستقيم في معاملة الناس، فقال: خذ العفو وأْمر بالعرف، قال أهل اللغة: العفو، الفضل وما أتى من غير كلفة. إذا عرفت هذا فنقول: الحقوق التي تستوفى من الناس وتؤخذ منهم، إما أن يجوز إدخال المساهلة والمسامحة فيها، وإما أن لا يجوز. أما القسم الأول فهو المراد بقوله: "خذ العفو"، ويدخل فيه ترك التشدد في كل ما يتعلق بالحقوق المالية، ويدخل فيه أيضاً التخلق مع الناس بالخلق الطيّب، وترك الغلظة والفظاظة. . أما القسم الثاني، وهو الذي لا يجوز دخول المساهلة والمسامحة فيه، فالحكم فيه أن يأمر بالعرف. . وللمفسرين طريق آخر في تفسير هذه الآية فقالوا: "خذ العفو"، أي : ما عفا لك من أموالهم، أي ما أتوك به عفواً فخذه، ولا تسأل عما وراء ذلك. . ثم قال: اعلم أن تخصيص قوله: "خذ العفو" بما ذكر، تقييد للمطلق من غير دليل" (10) .

ونستخلص من كلام الرازي رحمه الله تعالى، أن "العفو" مقدار من الإمكانيًّات، وكمية منها، وأنه بيان لما كلف الله عباده إنفاقه في سبيل الله من إمكانياتهم، بعد أن تساءلوا: أكل المال يجب عليهم إنفاقه أم بعضه؟ وأن "العفو" الوارد في آية سورة البقرة: ((ويسألونك ماذا يُنفقون قل العفو ))، هو الخاص بهذا التكليف، أما "العفو" الوارد في آية سورة الأعراف: "خذ العفو"، فيشمل المال، وغير المال كالأخلاق.

ولقد دار المفسرون حول هذا المعنى في تفسيرهم للعفو، فقال القرطبي: العفو ما سهل، وتيسر، وفضل، ولم يشق على القلب إخراجه. فالمعنى أنفقوا ما فضل عن حوائجكم، ولم تؤذوا فيه أنفسكم، فتكونوا عالة. هذا أول ما قيل في تفسير الآية، وهو قول الحسن، وقتادة، وعطاء، والسدي، والقرظي محمد بن كعب، وابن أبي ليلى وغيرهم، قالوا: العفو: ما فضل عن العيال، ونحوه، عن ابن عباس (11) .

وقال الشوكاني: والعفو ما سهل، وتيسر، ولم يشق على القلب، والمعنى: أنفقوا ما فضل عن حوائجكم، ولم تجهدوا فيه أنفسكم، وقيل: هو ما فضل عن نفقة العيال (12) .

وقال الطاهر بن عاشور: "العفو مصدر عفا يعفو، إذا زاد ونما، وهو هنا ما زاد على حاجة المرء من المال، أي ما فضل بعد نفقته، ونفقة عياله بمعتاد أمثاله (13) .

وجاء في تفسير "المنار": وما ورد يدل على أن المراد: أي جزء من أموالهم ينفقون، وأي جزء منها يمسكون، ليكونوا ممتثلين لقوله تعالى: ((وأنفقوا في سبيل الله )) [البقرة:195]، ومتحققين بقوله تعالى: ((وممَّا رزقناهم ينفقون )) [البقرة:3]، وما في معنى ذلك من الآيات التي تنطق بأن الإنفاق في سبيل الله، من آيات الإيمان وشعبه اللازمة له على الإطلاق، الذي يشعر أن على المؤمن أن ينفق كل ما يملك في سبيل الله، وقد اقتضت الحكمة بهذا الإطلاق في أول الإسلام. . . . وبعد استقرار الإسلام، توجهت النفوس إلى تقييد تلك الإطلاقات في الإنفاق فسألوا: ماذا ينفقون؟ فأجيبوا بأن ينفقوا "العفو"، وهو الفضل والزيادة عن الحاجة. وعليه الأكثر، وقال بعضهم؛ إن العفو نقيض الجهد، أي: ينفقوا ما سهل عليهم، وتيسر لهم، مما يكون فاضلاً عن حاجتهم وحاجة من يعولون (14) .

وقال ابن عطية: العفو هو ما ينفقه المرء دون أن يجهد نفسه وماله، ونحو هذا هي عبارة المفسرين، وهو مأخوذ من عفا الشيء إذا كثر، فالمعنى أنفقوا ما فضل عن حوائجكم، ولم تؤذوا فيه أنفسكم، فتكونوا عالة (15) .

وقال صاحب الظلال: العفو الفضل والزيادة، فكل ما زاد على النفقة الشخصية - في غير سرف ولا مخيلة - فهو محل للإنفاق (16) .

وهكذا نرى أن المفسرين - قديمهم وحديثهم - يتفقون في الجملة على أن المقصود من "العفو" الوارد في قوله تعالى: "يسألونك ماذا ينفقون قل: العفو "، هو الفضل والزيادة عن الحاجات، وأنه كله محل للإنفاق.

وإذا انتقلنا من القرآن الكريم إلى السنة المطهرة، وجدنا لفظ "الفضل"، الذي فسر به "العفو" الوارد في القرآن الكريم، قد استخدم في بيان ما ينبغي على المسلم، أن يعود به على غيره، من الإمكانيات التي لديه، وذلك في الكثير من الأحاديث الصحيحة، والتي منها قول النبي صلوات الله وسلامه عليه: "يا ابن آدم إنك إن تبذل الفضل خير لك، وإن تمسكه شر لك، ولا تلام على كفاف، وابدأ بمن تعول، واليد العليا خير من اليد السفلى " (17) . ومنها ما رواه أبو سعيد الخدري - رضي الله تعالى عنه - قال: بينما نحن في سفر مع النبي صلى الله عليه وسلم إذ جاء رجل على راحلة له، قال: فجعل يصرف بصره يميناً وشمالاً، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "من كان معه فضل ظهر، فليعد به على من لا ظهر له، ومن كان له فضل من زاد، فليعد به على من لا زاد له". فذكر من أصناف المال ما ذكر، حتى رأينا أنه لا حق لأحد منا في فضل (18) .

فالفضل الوارد في الأحاديث السابقة، هو "العفو" الوارد في الكتاب الكريم، وهو محل للإنفاق، حتى ليقول الصحابي الجليل: "رأينا أنه لا حق لأحد منا في فضل "، وتكون السنة المشرفة قد فسرت "العفو" الوارد في القرآن الكريم. . فالعفو هو ما زاد عن الحاجة. . والفضل هو ما زاد عن الحاجة. . ولقد كان حريًّا بالمفسرين رحمهم الله تعالى، أن يستأنسوا بالسنة المشرفة في تحديد معنى "العفو"، فقد بينت أنه الفضل، عندما استخدمت هذا اللفظ في نفس الموضع الذي استخدم فيه "العفو" في القرآن الكريم. فهذا هو أصح الطرق، لكنهم اعتمدوا على الدلالة اللغوية للكلمة، وعلى ما ورد عن بعض الصحابة وبعض التابعين في تفسير معنى "العفو"، ونقل ذلك بعضهم عن بعض، دون إشارة إلى الأحاديث التي وردت في نفس المجال، واستخدمت لفظ "الفضل".

ولعل وضوح الدلالة لكلمة "العفو"، عندما تكون إجابة للسؤال عن كمية ومقدار ما ينبغي أن يقوم الفرد بإنفاقه، لم تجعل المفسرين في حاجة إلى هذا الاستئناس، وإن كان هذا التبرير ليس كافياً، ذلك أن السنة هي خير ما يفسِّر القرآن، بعد القرآن. وهي قد فسرت "العفو"بالفضل، فكان ينبغي أن يؤخذ مفهوم "العفو" من السنة أولاً، ثم من أقوال الصحابة والتابعين ثانياً، وهم في الحقيقة إنما استقوا تفسيراتهم من السنة، وإن لم يصرحوا بالنسبة إليها.

وبهذا يتضح لنا مفهوم ((العفو)) في الفكر الإسلامي. وإذا كان حديثنا قد ركز على "العفو" من المال، فعند التحقيق نجد "العفو" غير مقصور عليه، فالآية لم تقيد "العفو" بالفائض من المال، وإن كان المفسّرون قد وقفوا "بالعفو" عند الفائض منه، وحتى إن قلنا: إن آية "العفو" من سورة البقرة، قد جاءت في إنفاق المال - ونحن لا نرى ذلك - فإن السنة المطهرة قد وردت بالتكليف بإنفاق "العفو" من الجهد والإمكانيات البشرية، والتي سنتحدث عنها حديثاً مستقلاً، بمشيئة الله تعالى فيما بعد.

ولو لم تكن السنة قد جاءت بتقرير هذا النوع من "العفو" - كما سنعرف - وسلمنا بأن الآية من سورة البقرة، قد وردت في "العفو" من المال، لكان "العفو" من الجهد البشري مقرراً في الإسلام، قياساً على "العفو" في المال، إذ أن علة تقرير إنفاق "العفو" من المال هي وجوده فائضاً عن حاجة الشخص، فإذا وجد فائض من الجهد البشري لدى شخص، فإن حكم الفائض من المال ينسحب عليه، لكن السنة - بحمد الله تعالى - قد أغنت عن القياس طريقاً لإثبات التكليف بإنفاق "العفو" من الجهد البشري. كل هذا بافتراض أن الآية خاصة بـ "العفو" المالي، مع أنني لا أرى ذلك، وإنما أراها مطلقة تنطبق على العفو المالي، كما تنطبق على العفو من الجهد البشري.

وبناء على هذا النقاش، فإن التكليف بإنفاق "العفو" وارد على كل من المال والجهد البشري، بل إنني أرى أن دور "العفو" من الجهد البشري في بناء المجتمع، وتمويل تنميته، أكبر من دور "العفو" في المال، وبخاصة في المجتمعات التي تمتلك قرداً كبيراً من العمل، ولا تملك من المال إلا القليل، وأكثر مناطق العالم الإسلامي اليوم هي من هذا الصنف، الذي به عرض كبير من العمل، بينما يعاني من عجز موارده المالية. إن تمويل التنمية في مثل هذه البلاد، يمكن تحقيقه بصورة أيسر إذا هي ركزت على "العفو" من الجهد البشري - الذي يملكه معظم الناس في المجتمع - ثم عضدته بـ "لعفو" من المال (19) . وسنرى في المطلب التالي، أن مفهوم إنفاق العفو، يشمل تقديمه بمقابل مادي، إلى جانب تقديمه بدون هذا المقابل، وأن الهدف هو جعل "العفو" أيا كان مصدره، مُنفقًا في تحقيق المصالح.

العفو والفائض الاقتصادي:

إذا كنا قد تبينا أن "العفو" هو "الفضل"، فهل يفترق "العفو" عن الفائض الاقتصادي، كما تتحدث عنه الكتابات الإنمائية المعاصرة؟

لا شك أن الفائض الاقتصادي - كما تعرفه الكتابات الإنمائية المعاصرة - وبصرف النظر عن تقسيمه إلى فائض محتمل، أو مخطط، أو فعلي، إنما يعني ما يتبقى من الدخل، بعد سد الحاجات، وهو بهذا المعنى الإجمالي يتفق من حيث تكوينه المادي، مع "العفو" من المال. وتبقى فكرة "العفو" ذات شمول لا يوجد في مفهوم الفائض الاقتصادي، لأنها تشمل إلى جوار الفائض الاقتصادي، أي "الفائض من الدخل عن الحاجات"، تشمل الفائض من الجهد البشري، والذي قلنا - من قبل - : إننا نراه أكثر أهمية من الفائض في المال، لدى معظم مجتمعاتنا الإسلامية، وغيرها من مجتمعات العالم، التي تسعى إلى تحقيق التقدم والتغلب على مسببات التخلف. . واختلاف مفهوم "العفو" عن مفهوم الفائض الاقتصادي بهذا القدر، يجعل إدارة العفو وتوجيهه، تختلف عن إدارة وتوجيه الفائض الاقتصادي، ومن ثم فإن النظريات الاقتصادية عن توجيه الفائض الاقتصادي، ذات فائدة محدودة لنا عند وضع السياسات الخاصة باستخدام "العفو" في تمويل التنمية وتحقيق التقدم.

محـــددات العفــو:

وبعد وضوح مفهوم العفو، أصبح واضحاً أن كميته تختلف من شخص إلى شخص، سواء في ذلك العفو من المال، أم العفو من الجهد البشري، وذلك تبعاً لحجم إمكانيات الشخص، وحجم احتياجاته، فهناك من تفوق احتياجاته إمكانياته، وهناك من لا تتجاوز إمكانياته احتياجاته، وكلاهما لا يملك شيئاً من "العفو"، وهناك من تزيد إمكانياته عن احتياجاته، ومن ثم يوجد لديه قدر من "العفو"، يكبر، أو يصغر، تبعاً لحجم المحددين المذكورين: الإمكانيات والاحتياجات. . فالعفو من المال، يتحدد بحجم الدخل من ناحية، وبحجم تكاليف الحياة من ناحية ثانية، والعفو من الجهد البشري، يتحدد بحجم القدرة البشرية من ناحية، وحجم المستنفد منها في الوفاء باحتياجات مالكها من ناحية ثانية. والعفو في الحالين، قد جعله الله محلاً للإنفاق .
 
آخر تعديل:
فعن انس - رضي الله عنه - قال:


«كنت امشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه برد نجراني غليظ الحاشية ، فأدركه اعرابي فجذبه بردائه جذبة

شديدة ، فنظرت الى صفحة عاتق النبي صلى الله عليه وسلم وقد اثرت بها حاشية الرداء من شدة جذبته ، ثم قال: يا

محمد مر لي من مال الله الذي عندك. فالتفت اليه فضحك، ثم امر له بعطاء» رواه البخاري ومسلم
 
فانظرو

إلى هذا الخلق منه صلى الله عليه وسلم وكيف قابل جفوة هذا الرجل رغم أن تعديه عليه لم يقتصر على القول بل سبقه

بفعل، لا وأي فعل!! غلظة وشدة بأن أثرها على جسده _ صلى الله عليه وسلم_ ثم شدد الرجل في خطابه وخاطبه

مخاطبة شخص عادي جداً بقوله: يا محمد مغفلاً الأدب مع الرحمة المهداة صلى الله عليه وسلم وكان ينبغي أن يقول: يا
رسول الله أو عبارة نحوها ، ومع ذلك قبل صلى الله عليه وسلم تصرفه بصدر رحب وتعامل معه وفق حاله متمثلاً قوله

تعالى {خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين}
 
العفو" كلمة قرآنية، وردت في كتاب الله تعالى مرتين، إحداهما في قوله تعالى: ((ويسألونك ماذا يُنفقون قل العَفْو )) [البقرة:219]. وثانيتهما في قوله تعالى: ((خُذِ العفو وأْمر بالعرف وأعرضْ عن الجاهلين )) [الأعراف:199].

ولقد حرر المفسرون - رحمهم الله - مفهوم "العفو" الوارد في هاتين الآيتين، فقال الفخر الرازي في تفسير الآية الأولى: "ويسألونك ماذا يُنفقون قل العَفْو " قال: اعلم أن هذا السؤال قد تقدم ذكره فأجيب عنه بذكر المصرف (8) . وأعيد هنا فأجيب عنه بذكر الكمية. . إذا عرفت هذا فنقول: كأن الناس لما رأوا الله ورسوله يحضّان على الإنفاق، ويدلان على عظيم ثوابه، سألوا عن مقدار ما كلفوا به، هل هو كل المال أو بعضه؟ فأعلمهم الله أن "العفو" مقبول.

ولكن ما هو العفو؟ يجيب الفخر الرازي: قال الواحدي رحمه الله: أصل العفو في اللغة الزيادة ، قال تعالى: ((خُذ العفو )) [الأعراف:199] أي الزيادة، وقال أيضاً: ((حتى عفوا )) [الأعراف:95] أي زادوا على ما كانوا عليه في العدد، قال القفال: "العفو" ما سهل، وتيسر، مما يكون فاضلاً عن الكفاية. . . . وإذا كان "العفو" هو التيسير، فالغالب إنما يكون فيما يفضل عن حاجات الإنسان في نفسه وعياله، ومن تلزمه مؤنتهم، فقول من قال: "العفو" هو الزيادة راجع إلى التفسير الذي ذكرنا (9) .

وقال رحمه الله في تفسير آية سورة الأعراف "خذ العفو. ." بيَّن في هذه الآية: ما هو المنهج القويم، والصراط المستقيم في معاملة الناس، فقال: خذ العفو وأْمر بالعرف، قال أهل اللغة: العفو، الفضل وما أتى من غير كلفة. إذا عرفت هذا فنقول: الحقوق التي تستوفى من الناس وتؤخذ منهم، إما أن يجوز إدخال المساهلة والمسامحة فيها، وإما أن لا يجوز. أما القسم الأول فهو المراد بقوله: "خذ العفو"، ويدخل فيه ترك التشدد في كل ما يتعلق بالحقوق المالية، ويدخل فيه أيضاً التخلق مع الناس بالخلق الطيّب، وترك الغلظة والفظاظة. . أما القسم الثاني، وهو الذي لا يجوز دخول المساهلة والمسامحة فيه، فالحكم فيه أن يأمر بالعرف. . وللمفسرين طريق آخر في تفسير هذه الآية فقالوا: "خذ العفو"، أي : ما عفا لك من أموالهم، أي ما أتوك به عفواً فخذه، ولا تسأل عما وراء ذلك. . ثم قال: اعلم أن تخصيص قوله: "خذ العفو" بما ذكر، تقييد للمطلق من غير دليل" (10) .

ونستخلص من كلام الرازي رحمه الله تعالى، أن "العفو" مقدار من الإمكانيًّات، وكمية منها، وأنه بيان لما كلف الله عباده إنفاقه في سبيل الله من إمكانياتهم، بعد أن تساءلوا: أكل المال يجب عليهم إنفاقه أم بعضه؟ وأن "العفو" الوارد في آية سورة البقرة: ((ويسألونك ماذا يُنفقون قل العفو ))، هو الخاص بهذا التكليف، أما "العفو" الوارد في آية سورة الأعراف: "خذ العفو"، فيشمل المال، وغير المال كالأخلاق.

ولقد دار المفسرون حول هذا المعنى في تفسيرهم للعفو، فقال القرطبي: العفو ما سهل، وتيسر، وفضل، ولم يشق على القلب إخراجه. فالمعنى أنفقوا ما فضل عن حوائجكم، ولم تؤذوا فيه أنفسكم، فتكونوا عالة. هذا أول ما قيل في تفسير الآية، وهو قول الحسن، وقتادة، وعطاء، والسدي، والقرظي محمد بن كعب، وابن أبي ليلى وغيرهم، قالوا: العفو: ما فضل عن العيال، ونحوه، عن ابن عباس (11) .

وقال الشوكاني: والعفو ما سهل، وتيسر، ولم يشق على القلب، والمعنى: أنفقوا ما فضل عن حوائجكم، ولم تجهدوا فيه أنفسكم، وقيل: هو ما فضل عن نفقة العيال (12) .

وقال الطاهر بن عاشور: "العفو مصدر عفا يعفو، إذا زاد ونما، وهو هنا ما زاد على حاجة المرء من المال، أي ما فضل بعد نفقته، ونفقة عياله بمعتاد أمثاله (13) .

وجاء في تفسير "المنار": وما ورد يدل على أن المراد: أي جزء من أموالهم ينفقون، وأي جزء منها يمسكون، ليكونوا ممتثلين لقوله تعالى: ((وأنفقوا في سبيل الله )) [البقرة:195]، ومتحققين بقوله تعالى: ((وممَّا رزقناهم ينفقون )) [البقرة:3]، وما في معنى ذلك من الآيات التي تنطق بأن الإنفاق في سبيل الله، من آيات الإيمان وشعبه اللازمة له على الإطلاق، الذي يشعر أن على المؤمن أن ينفق كل ما يملك في سبيل الله، وقد اقتضت الحكمة بهذا الإطلاق في أول الإسلام. . . . وبعد استقرار الإسلام، توجهت النفوس إلى تقييد تلك الإطلاقات في الإنفاق فسألوا: ماذا ينفقون؟ فأجيبوا بأن ينفقوا "العفو"، وهو الفضل والزيادة عن الحاجة. وعليه الأكثر، وقال بعضهم؛ إن العفو نقيض الجهد، أي: ينفقوا ما سهل عليهم، وتيسر لهم، مما يكون فاضلاً عن حاجتهم وحاجة من يعولون (14) .

وقال ابن عطية: العفو هو ما ينفقه المرء دون أن يجهد نفسه وماله، ونحو هذا هي عبارة المفسرين، وهو مأخوذ من عفا الشيء إذا كثر، فالمعنى أنفقوا ما فضل عن حوائجكم، ولم تؤذوا فيه أنفسكم، فتكونوا عالة (15) .

وقال صاحب الظلال: العفو الفضل والزيادة، فكل ما زاد على النفقة الشخصية - في غير سرف ولا مخيلة - فهو محل للإنفاق (16) .

وهكذا نرى أن المفسرين - قديمهم وحديثهم - يتفقون في الجملة على أن المقصود من "العفو" الوارد في قوله تعالى: "يسألونك ماذا ينفقون قل: العفو "، هو الفضل والزيادة عن الحاجات، وأنه كله محل للإنفاق.

وإذا انتقلنا من القرآن الكريم إلى السنة المطهرة، وجدنا لفظ "الفضل"، الذي فسر به "العفو" الوارد في القرآن الكريم، قد استخدم في بيان ما ينبغي على المسلم، أن يعود به على غيره، من الإمكانيات التي لديه، وذلك في الكثير من الأحاديث الصحيحة، والتي منها قول النبي صلوات الله وسلامه عليه: "يا ابن آدم إنك إن تبذل الفضل خير لك، وإن تمسكه شر لك، ولا تلام على كفاف، وابدأ بمن تعول، واليد العليا خير من اليد السفلى " (17) . ومنها ما رواه أبو سعيد الخدري - رضي الله تعالى عنه - قال: بينما نحن في سفر مع النبي صلى الله عليه وسلم إذ جاء رجل على راحلة له، قال: فجعل يصرف بصره يميناً وشمالاً، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "من كان معه فضل ظهر، فليعد به على من لا ظهر له، ومن كان له فضل من زاد، فليعد به على من لا زاد له". فذكر من أصناف المال ما ذكر، حتى رأينا أنه لا حق لأحد منا في فضل (18) .

فالفضل الوارد في الأحاديث السابقة، هو "العفو" الوارد في الكتاب الكريم، وهو محل للإنفاق، حتى ليقول الصحابي الجليل: "رأينا أنه لا حق لأحد منا في فضل "، وتكون السنة المشرفة قد فسرت "العفو" الوارد في القرآن الكريم. . فالعفو هو ما زاد عن الحاجة. . والفضل هو ما زاد عن الحاجة. . ولقد كان حريًّا بالمفسرين رحمهم الله تعالى، أن يستأنسوا بالسنة المشرفة في تحديد معنى "العفو"، فقد بينت أنه الفضل، عندما استخدمت هذا اللفظ في نفس الموضع الذي استخدم فيه "العفو" في القرآن الكريم. فهذا هو أصح الطرق، لكنهم اعتمدوا على الدلالة اللغوية للكلمة، وعلى ما ورد عن بعض الصحابة وبعض التابعين في تفسير معنى "العفو"، ونقل ذلك بعضهم عن بعض، دون إشارة إلى الأحاديث التي وردت في نفس المجال، واستخدمت لفظ "الفضل".

ولعل وضوح الدلالة لكلمة "العفو"، عندما تكون إجابة للسؤال عن كمية ومقدار ما ينبغي أن يقوم الفرد بإنفاقه، لم تجعل المفسرين في حاجة إلى هذا الاستئناس، وإن كان هذا التبرير ليس كافياً، ذلك أن السنة هي خير ما يفسِّر القرآن، بعد القرآن. وهي قد فسرت "العفو"بالفضل، فكان ينبغي أن يؤخذ مفهوم "العفو" من السنة أولاً، ثم من أقوال الصحابة والتابعين ثانياً، وهم في الحقيقة إنما استقوا تفسيراتهم من السنة، وإن لم يصرحوا بالنسبة إليها.

وبهذا يتضح لنا مفهوم ((العفو)) في الفكر الإسلامي. وإذا كان حديثنا قد ركز على "العفو" من المال، فعند التحقيق نجد "العفو" غير مقصور عليه، فالآية لم تقيد "العفو" بالفائض من المال، وإن كان المفسّرون قد وقفوا "بالعفو" عند الفائض منه، وحتى إن قلنا: إن آية "العفو" من سورة البقرة، قد جاءت في إنفاق المال - ونحن لا نرى ذلك - فإن السنة المطهرة قد وردت بالتكليف بإنفاق "العفو" من الجهد والإمكانيات البشرية، والتي سنتحدث عنها حديثاً مستقلاً، بمشيئة الله تعالى فيما بعد.

ولو لم تكن السنة قد جاءت بتقرير هذا النوع من "العفو" - كما سنعرف - وسلمنا بأن الآية من سورة البقرة، قد وردت في "العفو" من المال، لكان "العفو" من الجهد البشري مقرراً في الإسلام، قياساً على "العفو" في المال، إذ أن علة تقرير إنفاق "العفو" من المال هي وجوده فائضاً عن حاجة الشخص، فإذا وجد فائض من الجهد البشري لدى شخص، فإن حكم الفائض من المال ينسحب عليه، لكن السنة - بحمد الله تعالى - قد أغنت عن القياس طريقاً لإثبات التكليف بإنفاق "العفو" من الجهد البشري. كل هذا بافتراض أن الآية خاصة بـ "العفو" المالي، مع أنني لا أرى ذلك، وإنما أراها مطلقة تنطبق على العفو المالي، كما تنطبق على العفو من الجهد البشري.

وبناء على هذا النقاش، فإن التكليف بإنفاق "العفو" وارد على كل من المال والجهد البشري، بل إنني أرى أن دور "العفو" من الجهد البشري في بناء المجتمع، وتمويل تنميته، أكبر من دور "العفو" في المال، وبخاصة في المجتمعات التي تمتلك قرداً كبيراً من العمل، ولا تملك من المال إلا القليل، وأكثر مناطق العالم الإسلامي اليوم هي من هذا الصنف، الذي به عرض كبير من العمل، بينما يعاني من عجز موارده المالية. إن تمويل التنمية في مثل هذه البلاد، يمكن تحقيقه بصورة أيسر إذا هي ركزت على "العفو" من الجهد البشري - الذي يملكه معظم الناس في المجتمع - ثم عضدته بـ "لعفو" من المال (19) . وسنرى في المطلب التالي، أن مفهوم إنفاق العفو، يشمل تقديمه بمقابل مادي، إلى جانب تقديمه بدون هذا المقابل، وأن الهدف هو جعل "العفو" أيا كان مصدره، مُنفقًا في تحقيق المصالح.

العفو والفائض الاقتصادي:

إذا كنا قد تبينا أن "العفو" هو "الفضل"، فهل يفترق "العفو" عن الفائض الاقتصادي، كما تتحدث عنه الكتابات الإنمائية المعاصرة؟

لا شك أن الفائض الاقتصادي - كما تعرفه الكتابات الإنمائية المعاصرة - وبصرف النظر عن تقسيمه إلى فائض محتمل، أو مخطط، أو فعلي، إنما يعني ما يتبقى من الدخل، بعد سد الحاجات، وهو بهذا المعنى الإجمالي يتفق من حيث تكوينه المادي، مع "العفو" من المال. وتبقى فكرة "العفو" ذات شمول لا يوجد في مفهوم الفائض الاقتصادي، لأنها تشمل إلى جوار الفائض الاقتصادي، أي "الفائض من الدخل عن الحاجات"، تشمل الفائض من الجهد البشري، والذي قلنا - من قبل - : إننا نراه أكثر أهمية من الفائض في المال، لدى معظم مجتمعاتنا الإسلامية، وغيرها من مجتمعات العالم، التي تسعى إلى تحقيق التقدم والتغلب على مسببات التخلف. . واختلاف مفهوم "العفو" عن مفهوم الفائض الاقتصادي بهذا القدر، يجعل إدارة العفو وتوجيهه، تختلف عن إدارة وتوجيه الفائض الاقتصادي، ومن ثم فإن النظريات الاقتصادية عن توجيه الفائض الاقتصادي، ذات فائدة محدودة لنا عند وضع السياسات الخاصة باستخدام "العفو" في تمويل التنمية وتحقيق التقدم.

محـــددات العفــو:

وبعد وضوح مفهوم العفو، أصبح واضحاً أن كميته تختلف من شخص إلى شخص، سواء في ذلك العفو من المال، أم العفو من الجهد البشري، وذلك تبعاً لحجم إمكانيات الشخص، وحجم احتياجاته، فهناك من تفوق احتياجاته إمكانياته، وهناك من لا تتجاوز إمكانياته احتياجاته، وكلاهما لا يملك شيئاً من "العفو"، وهناك من تزيد إمكانياته عن احتياجاته، ومن ثم يوجد لديه قدر من "العفو"، يكبر، أو يصغر، تبعاً لحجم المحددين المذكورين: الإمكانيات والاحتياجات. . فالعفو من المال، يتحدد بحجم الدخل من ناحية، وبحجم تكاليف الحياة من ناحية ثانية، والعفو من الجهد البشري، يتحدد بحجم القدرة البشرية من ناحية، وحجم المستنفد منها في الوفاء باحتياجات مالكها من ناحية ثانية. والعفو في الحالين، قد جعله الله محلاً للإنفاق .

فعن انس - رضي الله عنه - قال:


«كنت امشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه برد نجراني غليظ الحاشية ، فأدركه اعرابي فجذبه بردائه جذبة

شديدة ، فنظرت الى صفحة عاتق النبي صلى الله عليه وسلم وقد اثرت بها حاشية الرداء من شدة جذبته ، ثم قال: يا

محمد مر لي من مال الله الذي عندك. فالتفت اليه فضحك، ثم امر له بعطاء» رواه البخاري ومسلم

فانظرو

إلى هذا الخلق منه صلى الله عليه وسلم وكيف قابل جفوة هذا الرجل رغم أن تعديه عليه لم يقتصر على القول بل سبقه

بفعل، لا وأي فعل!! غلظة وشدة بأن أثرها على جسده _ صلى الله عليه وسلم_ ثم شدد الرجل في خطابه وخاطبه

مخاطبة شخص عادي جداً بقوله: يا محمد مغفلاً الأدب مع الرحمة المهداة صلى الله عليه وسلم وكان ينبغي أن يقول: يا
رسول الله أو عبارة نحوها ، ومع ذلك قبل صلى الله عليه وسلم تصرفه بصدر رحب وتعامل معه وفق حاله متمثلاً قوله

تعالى {خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين}


شكرا لك جزيلا على المشاركات المميزة
جعلها الله في ميزان حسناتك
شكرا
 
ماشاء الله موضوع طيب
وفقكم الله وجعل كل ماتقومون به في ميزان حسناتكم
--------
ملاحظة : أخي صاحب الموضوع لو تتقبل مني ملاحظة بسيطة وهي للجميع لتكون المواضيع من هذا النوع بشكل منظم.. ، حاول حين الرد على الإخوة عدم إقتباس ردودهم كلها : او إن أضطررت للإقتباس فأقتبس ماتود من الرد أو الإقتباس بجملة في البداية ثم نقاط .... عمودية ثم الجملة الأخيرة للدلالة على صاحب الإقتباس :: لأنه الكثير يضع رد كبير بنصوص كبيرة وحين تقتبسها لشكره هذا يفقد الموضوع جماليته ويصبح الموضوع طويل في نفس الصفحة بتكرار نفس النص..^_^

هذه هي ملاحظتي الأخوية وربي يبارك فيك ويرضى عليك على هذه الفكرة أخي وجزاكم الله كل خير جميعا ^_^
 
ماشاء الله موضوع طيب
وفقكم الله وجعل كل ماتقومون به في ميزان حسناتكم
--------
ملاحظة : أخي صاحب الموضوع لو تتقبل مني ملاحظة بسيطة وهي للجميع لتكون المواضيع من هذا النوع بشكل منظم.. ، حاول حين الرد على الإخوة عدم إقتباس ردودهم كلها : او إن أضطررت للإقتباس فأقتبس ماتود من الرد أو الإقتباس بجملة في البداية ثم نقاط .... عمودية ثم الجملة الأخيرة للدلالة على صاحب الإقتباس :: لأنه الكثير يضع رد كبير بنصوص كبيرة وحين تقتبسها لشكره هذا يفقد الموضوع جماليته ويصبح الموضوع طويل في نفس الصفحة بتكرار نفس النص..^_^

هذه هي ملاحظتي الأخوية وربي يبارك فيك ويرضى عليك على هذه الفكرة أخي وجزاكم الله كل خير جميعا ^_^


اهلا اهلا شرفتنا بحظورك و الله
ملاحظتك على العين و الراس
سنقوم بها
مشكورين
 
عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت للنبي صلى الله عليه وسلم : هل أتى عليك يوم كان أشد من يوم أحُدٍ؟ قال: (( لقد لقيتُ من قومك، وكان أشد ما لقيت منهم يوم العقبة، إذ عرضت نفسي على ابن عبد ياليل بن عبد كُلالٍ ، فلم يجبني إلى ما أردت، فانطلقتُ وأنا مهمومٌ على وجهي، فلم استفق إلا وأنا بقرن الثعالب ، فرفعت رأسي ، فإذا أنا بسحابةٍ قد أظلتني، فنظرتُ فإذا فيها جبريل عليه السلام، فناداني فقال: إن الله تعالى قد سمع قول قومك لك، وما ردوا عليك، وقد بعث إليك ملك الجبال لتأمُرهُ بما شئت فيهم، فناداني ملك الجبال، فسلم على ثم قال: يا محمدُ إن الله قد سمع قول قومك لك، وأنا ملك الجبال، وقد بعثني ربي إليك لتأمرني بأمرك، فما شئت: إن شئت اطبقتُ عليهم الأخشبين" فقال النبي صلى الله عليه وسلم بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئاً )) متفق عليه.
((الأخشبان )) : الجبلان المُحيطان بمكة. والأخشبُ: هو الجبل الغليظ.
 
آخر تعديل:
قال صلى الله عليه وسلم : ( تفتح أبواب الجنة يوم الاثنين , ويوم الخميس فيغفر لكل عبد لا يشرك بالله شيئاً إلا رجلاً كانت بينه وبين أخيه شحناء , فيقال : أنظروا هذين حتى يصطلحا . أنظروا هذين حتى يصطلحا ) رواه مسلم .
 
- ذات يوم كان رسول الله-صلى الله عليه وسلم- يسير مع خادمه أنس بن مالك،
وكان النبي- صلى الله عليه وسلم-
يلبس بردا نجرانيا يعني رداء كان يلتحف به ، ونجران بلد بين الحجاز واليمن ، وكان طرف هذا البرد غليظا جدًا ،

فأقبل ناحية النبي- صلى الله عليه وسلم- أعرابي من البدو فجذبه من ردائه جذبًا شديدًا، فتأثر عاتق النبي- صلى الله عليه وسلم- ،
(المكان الذي يقع ما بين المنكب والعنق)

من شدة الجذبة، ثم قال له في غلظة وسوء أدب :
يا محمد أعطني من مال الله الذي عندك، فتبسم له النبي الكريم- صلى الله عليه وسلم-
في حلم وعفو ورحمة، ثم أمر له ببعض المال .

 
قال الله تعالى: (خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ) (الأعراف:199) .وقال تعالى : ( فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ)(الحجر:85)
وقال تعالى: ( وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ)(النور:22).
وقال تعالى: (وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)(آل عمران: 134).
وقال تعالى : (وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ) (الشورى:43)
 
غلظ الأعرابي وتسامح الرسول
عن أنس بن مالك قال: كنت أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه برد نجراني (عباءة) غليظ الحاشية، فأدركه أعرابي فجبذه جبذة (جذبه جذبة قوية) حتى رأيت صفح عنق رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أثّرت بها حاشية البرد من شدة جبذته (تركت الجذبة علامة على عنق الرسول)، فقال: يا محمد أعطني من مال الله الذي عندك، فالتفت إليه فضحك ثم أمر له بعطاء.
 
رسول الله وتسامحه مع جاره اليهودي
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجاوره جار يهودي، وكان اليهودي يحاول أن يؤذي الرسول صلى الله عليه وسلم، ولكن لا يستطيع خوفًا من بطش أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فما كان أمامه إلا الليل والناس جميعاً نيام؛ حيث كان يأخذ الشوك والقاذورات ويرمي بها عند بيت النبي صلى الله عليه وسلم، ولما يستيقظ رسولنا الكريم فيجد هذه القاذورات كان يضحك صلى الله عليه وسلم، ويعرف أن الفاعل جاره اليهودي، فكان نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم يزيح القاذورات عن منزله ويعامله برحمة ورفق ولا يقابل إساءته بالإساءة، ولم يتوقّف اليهودي عن عادته حتى جاءته حمى خبيثة، فظلّ ملازمًا الفراش يعتصر ألمًا من الحمى حتى كادت توشك بخلاصه، وبينما كان اليهودي بداره سمع صوت الرسول صلى الله عليه وسلم يضرب الباب يستأذن في الدخول، فأذِن له اليهودي فدخل صلوات الله عليه وسلم على جاره اليهودي وتمنّى له الشفاء، فسأل اليهودي الرسول صلى الله عليه وسلم وما أدراك يا محمد أني مريض؟؟ فضحك الرسول صلى الله عليه وسلم وقال له: عادتك التي انقطعت (يقصد نبينا الكريم القاذورات التي يرميها اليهودي أمام بابه)، فبكى اليهودي بكاءً حارًا من طيب أخلاق الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وتسامحه، فنطق الشهادتين ودخل في دين الإسلام.

*********************
 
1- عن عائشة رضي الله عنها قالت: ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئاً قط بيده ولا امرأة ولا خادماً، إلا أن يجاهد في سبيل الله، وما نيل منه شيء قط فينتقم من صاحبه إلا أن ينتهك شيء من محارم الله تعالى فينتقم لله تعالى. رواه مسلم.
 
الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top