رد: نيل المرام من أحكام الصيام على طريقة السؤال والجواب
متى يجوز للمسافر الفطر
س: هل يجوز للصائم أن يفطر إذا كان مسافرًا بالسيارة أو الطائرة، أم لا بد من كون السفر على الأقدام أو الدواب حتى يفطر، وهل يشترط أن تكون هناك مشقة في السفر، وهل يقضي وما هو الأفضل في حقه؟
ج: يجوز للمسافر سفرًا تقصر فيه الصلاة أن يفطر ([1]) سواء كان مسافرًا على الأقدام، أو على الدواب، أو السيارات أو الطائرات أو السفن فمتى وجد السفر جاز الفطر، سواء وجد مشقة أم لم يجد، لأن الله تعالى علق الفطر على مطلق السفر، فقال سبحانه: [FONT="]}وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ[FONT="]{[/FONT] [البقرة: 185] فإذا زال سفره وانقضى رمضان قضي ما عليه من صيام، وليس عليه إطعام ([2]) .[/FONT]
أما الأفضلية فهي مختلفة من شخص إلى آخر، ومن سفر إلى سفر، ومن وقت إلى وقت، فقد يكون الصوم أفضل، وقد يستوي الحالان، وقد يكون الفطر أفضل، وقد يجب الفطر، وهذه الحالات وهي:
الحالة الأولى: الصوم في السفر أفضل:
وذلك في حق من لا يجد مشقة في سفره ([3]) كمن يسافر عبر وسائل المواصلات الحديثة المريحة والصوم أفضل لأمور منها.
1- لأنه أسرع في إبراء الذمة: وعدم تحمل دين الصوم.
2- والصوم أفضل: لأن فيه اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم: فقد كان صلى الله عليه وسلم لا يفطر في سفر إلا لحاجة شديدة، فعن أبي الدرداء رضي الله عنه، قال خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره، في يوم حار، حتى يضع الرجل يده على رأسه من شدة الحر، وما فينا صائم إلا ما كان من النبي صلى الله عليه وسلم وعبد الله بن رواحة ([4]) ورسول الله صلى الله عليه وسلم لا يفعل إلا الأفضل.
3- والصوم أفضل: لأن كثيرًا من الناس يجدون في الصوم في رمضان مع الناس سهولة:
قد لا يجدونها في أيام الفطر، حيث يكون الناس مفطرون وهم صائمون، والمسلم مطلوب منه أن يأخذ بالأسهل، وما ليس عليه فيه حرج ما لم يكن إثمًا وهذا أمر ملاحظ من كثير من الناس، حيث يفطر الواحد منهم، ثم يشق عليه القضاء، ويتكاسل عنه حتى يدركه رمضان آخر فيقع في إثم التأخير.
الحالة الثانية: يستوي فيها الصوم والفطر: وذلك في حق من يجد بعض المشقة، لكنه قوي جلد لا تؤثر فيه، ولا تمنعه من فعل النوافل، فعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: أن حمزة الأسلمي رضي الله عنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم: أأصوم في السفر؟ وكان كثير الصيام فقال: «إن شئت فصم، وإن شئت فأفطر»([5]) وعن أنس رضي الله عنه قال: كنا نسافر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يعب الصائم على المفطر، ولا المفطر على الصائم ([6]) وقال أبو سعيد الخدري رضي الله عنه مثله، وزاد يرون أن من وجد قوة فصام فإن ذلك حسن، ويرون أن من وجد ضعفًا فأفطر فإن ذلك حسن ([7]) وكذلك قال جابر وابن عباس وعائشة رضي الله عنهم ([8]) .
الحالة الثالثة: يكون الفطر فيها أفضل في حق من وجد مشقة تتعبه أو تمنعه من فعل بعض الطاعات ([9]) فعن أنس رضي الله عنه قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر، فصام بعض وأفطر بعض فتحزم المفطرون وعملوا وضعف الصائمون عن بعض العمل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ذهب المفطرون اليوم بالأجر»([10]) .
الحالة الرابعة: يكون الفطر فيها واجبًا: في حق من وجد مشقة تؤذيه، أو تمنعه من فعل شيء من المفروضات، أو أغمي عليه بسببه فعن جابر رضي الله عنه، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فرأى زحامًا، ورجلا قد ظُلل عليه، فقال «ما هذا» فقالوا: صائم فقال: «ليس من البر الصوم في السفر»([11]) وعنه رضي الله عنه في حق من شق عليهم الصوم، وأمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يفطروا فلم يفطروا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أولئك العصاة، أولئك العصاة»([12]) .
http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1816718#_ftnref1[FONT="]([/FONT]
[FONT="][1][/FONT][FONT="]) [/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]السفر الذي تقصر فيه الصلاة ما زاد على (85) كيلو متر.[/FONT]
http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1816718#_ftnref2[FONT="]([/FONT]
[FONT="][2][/FONT][FONT="]) [/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]إجماعًا ذكره ابن قدامة والنووي وابن تيمية.[/FONT]
http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1816718#_ftnref3[FONT="]([/FONT]
[FONT="][3][/FONT][FONT="]) [/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]عند الجمهور ومنهم: الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة في وجه.[/FONT]
http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1816718#_ftnref4[FONT="]([/FONT]
[FONT="][4][/FONT][FONT="]) [/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]رواه البخاري (4/182) ومسلم (7/223).[/FONT]
http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1816718#_ftnref5[FONT="]([/FONT]
[FONT="][5][/FONT][FONT="]) [/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]رواه البخاري (4/179) ومسلم (7/236).[/FONT]
http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1816718#_ftnref6[FONT="]([/FONT]
[FONT="][6][/FONT][FONT="]) [/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]رواه البخاري (4/186) ومسلم (7/235).[/FONT]
http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1816718#_ftnref7[FONT="]([/FONT]
[FONT="][7][/FONT][FONT="]) [/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]رواه مسلم (7/243).[/FONT]
http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1816718#_ftnref8[FONT="]([/FONT]
[FONT="][8][/FONT][FONT="]) [/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]رواه البخاري (4/186) ومسلم (7/232، 235) .[/FONT]
http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1816718#_ftnref9[FONT="]([/FONT]
[FONT="][9][/FONT][FONT="]) [/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]اتفق الفقهاء على أن الأفضل في حقه الفطر.[/FONT]
http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1816718#_ftnref10[FONT="]([/FONT]
[FONT="][10][/FONT][FONT="]) [/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]رواه البخاري (6/84) ومسلم (7/236).[/FONT]
http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1816718#_ftnref11[FONT="]([/FONT]
[FONT="][11][/FONT][FONT="]) [/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]رواه البخاري (4/183) ومسلم (7/233).[/FONT]
http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1816718#_ftnref12[FONT="]([/FONT]
[FONT="][12][/FONT][FONT="]) [/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]رواه مسلم (7/232).[/FONT]