التفاعل
17
الجوائز
617
- تاريخ التسجيل
- 14 فيفري 2009
- المشاركات
- 2,568
- آخر نشاط
من مأساة إلى مآس
لنبدأ من آخر الجرائم، وإن كنا لا نعرف متى وأين وقعت آخر الجرائم، بعد أن أصبحت الجرائم عندنا ترتكب كل دقيقة... لنبدأ من الأخير... طالب جامعي يقدم على ذبح زميل له داخل الحرم الجامعي، بل وبالتحديد داخل مدرج المحاضرات.
منذ أيام قليلة... واحد من نواب الشعب... نعم نائب انتخبه الشعب ليشرع باسمه، يوجه لكمات عنيفة لشرطي حاول تفتيشه.
قبل هذا وذاك طالب بجامعة مستغانم يدخل على أستاذه ويرديه قتيلا داخل مكتبه الموجود وسط حرم الجامعة.
لنتأمل... الأستاذ الجامعي يُقتل داخل مكتبه والقاتل طالبه... والنائب البرلماني الذي انتخبه الشعب للتشريع وإصدار القوانين باسمه يعتدي ضربا على شرطي هكذا أمام الملأ ويتدخل الذين كانوا بالمكان لفك الاشتباك... هل هناك مأساة أكبر وأخطر من هذه... لا... هل هناك مأساة أكبر وأخطر من أن نتعايش مع جرائم بهذا الحجم وبهذا المستوى ومن هذه الطبيعة... لقد تأقلمنا مع هذا التطور الفظيع للإجرام حتى أصبحنا نراه وكأنه ظاهرة طبيعية ملازمة لوجودنا.
عند ظهور الجماعات الأولى للإرهابيين، مطلع تسعينات القرن الماضي، استغرب المجتمع ظاهرة إقدام جزائريين على قتل عسكريين في صحراء الوادي وعناصر من الشرطة في حي القصبة بالعاصمة... لكن مع الأيام تطورت الظاهرة الإرهابية بما لم تعرفه أمم أخرى وإلى الدرجة التي أصبح معها رافع شعار الله أكبر يذبح المرأة والرضيع ويشوي الرجل على النار حيّا... فسبحان الواحد القهار الذي لا يحرق بالنار إلا هو... ومأساة المآسي أن الكثير منا تأقلموا مع همجية الهمجيات، فأصبحوا يرون فيها عنفا يبرره توقيف المسار الانتخابي.
ودون التطرق لظاهرة الانتحار بشنق المنتحر لنفسه التي أصبحت ظاهرة يستيقظ على وقعها مجتمعنا في البوادي والحواضر... عشنا ولا زلنا نعيش وسنعيش في المستقبل المنظور ظاهرة رمي العشرات من شبابنا لأنفسهم في البحر هربا من واقعهم الذي أصبح الموت على ما يبدو أرحم منه... والكارثة أننا تأقلمنا مع الظاهرة فأصبحنا نتحدث عنها وكأنها شيء طبيعي ملازم لحياتنا، بل ولجأت السلطات إلى تجريم كل من يحاول الانتحار برمي نفسه في البحر، فهل لهذا التجريم من معنى سوى أن معالجة السلطة للظاهرة بسن قوانين ردعية هو في حد ذاته قصور في الفهم والإدراك يرقى هو الآخر إلى درجة المأساة؟
بعد كل هذا وغير هذا... وأمام جرائم العنف المرتكب ضد الجميع... وحتى ضد الأطفال... نعم ضد الأطفال... هل نكون مبالغين ومتشائمين، إذا قلنا إن مجتمعنا مهدد بالانقراض؟
javascript:openWindow('/mail/?ida=154675')
لنبدأ من آخر الجرائم، وإن كنا لا نعرف متى وأين وقعت آخر الجرائم، بعد أن أصبحت الجرائم عندنا ترتكب كل دقيقة... لنبدأ من الأخير... طالب جامعي يقدم على ذبح زميل له داخل الحرم الجامعي، بل وبالتحديد داخل مدرج المحاضرات.
منذ أيام قليلة... واحد من نواب الشعب... نعم نائب انتخبه الشعب ليشرع باسمه، يوجه لكمات عنيفة لشرطي حاول تفتيشه.
قبل هذا وذاك طالب بجامعة مستغانم يدخل على أستاذه ويرديه قتيلا داخل مكتبه الموجود وسط حرم الجامعة.
لنتأمل... الأستاذ الجامعي يُقتل داخل مكتبه والقاتل طالبه... والنائب البرلماني الذي انتخبه الشعب للتشريع وإصدار القوانين باسمه يعتدي ضربا على شرطي هكذا أمام الملأ ويتدخل الذين كانوا بالمكان لفك الاشتباك... هل هناك مأساة أكبر وأخطر من هذه... لا... هل هناك مأساة أكبر وأخطر من أن نتعايش مع جرائم بهذا الحجم وبهذا المستوى ومن هذه الطبيعة... لقد تأقلمنا مع هذا التطور الفظيع للإجرام حتى أصبحنا نراه وكأنه ظاهرة طبيعية ملازمة لوجودنا.
عند ظهور الجماعات الأولى للإرهابيين، مطلع تسعينات القرن الماضي، استغرب المجتمع ظاهرة إقدام جزائريين على قتل عسكريين في صحراء الوادي وعناصر من الشرطة في حي القصبة بالعاصمة... لكن مع الأيام تطورت الظاهرة الإرهابية بما لم تعرفه أمم أخرى وإلى الدرجة التي أصبح معها رافع شعار الله أكبر يذبح المرأة والرضيع ويشوي الرجل على النار حيّا... فسبحان الواحد القهار الذي لا يحرق بالنار إلا هو... ومأساة المآسي أن الكثير منا تأقلموا مع همجية الهمجيات، فأصبحوا يرون فيها عنفا يبرره توقيف المسار الانتخابي.
ودون التطرق لظاهرة الانتحار بشنق المنتحر لنفسه التي أصبحت ظاهرة يستيقظ على وقعها مجتمعنا في البوادي والحواضر... عشنا ولا زلنا نعيش وسنعيش في المستقبل المنظور ظاهرة رمي العشرات من شبابنا لأنفسهم في البحر هربا من واقعهم الذي أصبح الموت على ما يبدو أرحم منه... والكارثة أننا تأقلمنا مع الظاهرة فأصبحنا نتحدث عنها وكأنها شيء طبيعي ملازم لحياتنا، بل ولجأت السلطات إلى تجريم كل من يحاول الانتحار برمي نفسه في البحر، فهل لهذا التجريم من معنى سوى أن معالجة السلطة للظاهرة بسن قوانين ردعية هو في حد ذاته قصور في الفهم والإدراك يرقى هو الآخر إلى درجة المأساة؟
بعد كل هذا وغير هذا... وأمام جرائم العنف المرتكب ضد الجميع... وحتى ضد الأطفال... نعم ضد الأطفال... هل نكون مبالغين ومتشائمين، إذا قلنا إن مجتمعنا مهدد بالانقراض؟
javascript:openWindow('/mail/?ida=154675')
javascript:openWindow('/imprime/?ida=154675&date_insert=20090429')