جمال·· ينتحـــر بسبب شهادة التعليم المتوسط

الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.

جزائري.مميز

:: عضو مُشارك ::
PH/ DjazairNews
16-17.jpg
ضحية نزاهة والده
جمال·· ينتحـــر بسبب شهادة التعليم المتوسط
-- ميسوم: أتمنى أن يكون إبني آخِرُ من ينتحر بالجزائر
-- الأستاذ سعيد: جمال كان واثقا من نجاحه
لم يكن كمال الدين جمال حمداني، 16 سنة، التلميذ الجزائري الوحيد الذي انتهى به الإخفاق في شهادة التعليم المتوسط في مطاف ''الانتحار'' بل الظاهرة توسعت في السنوات الأخيرة خاصة في وسط الإناث اللائي ارتفعت حصيلتهن من حيث المحاولات الانتحارية التي أدت في أغلبها إلى الموت أو الإعاقة·
تحقيق: محمد صافو
جمال ''إبن حي لامبار'' بأعالي مدينة تيارت، الثاني في إخوته الستة، أكبرهم عبد القادر 18 سنة الذي وجدناه في حالة نفسية صعبة بسبب هول الصدمة، نظرا لارتباطه الكبير بأخيه ''جمال'' الذي يفضّل أن يناديه ''كمال'' تمييزا له، التقى به ساعة فقط قبل انتحاره، كان في حالة نفسية طبيعية، يضيف عمّه عبد القادر الذي يقضي عنده جمال معظم الوقت خاصة في العطل والأعياد والمناسبات كان هادئا كعادته، اشترى كل ما تحتاجه العائلة من مواد غذائية ومتطلبات أخرى من أجل الإعداد لحفل ببيت الجد ''بلامبار'' بمناسبة ازدياد مولود بالعائلة، وفي حدود الساعة السابعة مساء توجه إلى بيت والده بحي 700 سكن وهناك وقعت الكارثة·
أين وكيف انتحر جمال؟
يقول والده ميسوم، 47 سنة، أستاذ مادة ''التكنولوجيا'' بنفس الإكمالية التي يدرس بها جمال: ''لم أتوقع هذه الفاجعة من إبني، كانت بيننا علاقة حميمية''، سكت ميسوم برهة، ذرف دموعا في صمت أراد أن يقول أشياء لكن الصدمة كانت أقوى، جمع قواه وقال بكل حسرة رافقتها زفرات، إنها قدرة الله، هذا هو مكتوب جمال· طالبنا منه أن يرافقنا إلى مكان الحادث، فوافق دون تردد أو تماطل، اتجهنا إلى جنوب مدينة تيارت على مسافة 2 كلم من بيت عائلة حمداني ''بلا مبار''· وصلنا إلى السكن بتعاونية الفجر بحي 700 سكن المعروف بالطريق البيضاء، أحضر ميسوم ''المفاتيح'' من عند جاره الذي كان حاضرا وقت اكتشاف جثة الضحية، حاول فتح الباب ولكن رجفة يديه حالت دون ذلك، فأخذ منه الجار المفاتيح، ودخلنا إلى البيت· كانت المصابيح مشتعلة لكن ميسوم أرادها أن تكون أكثـر وقال: ''لماذا هذا الظلام في البيت، ألم تأت الإنارة بعد، فرد عليه الجار الكهرباء موجودة ألا ترى النور؟ رافقنا ميسوم إلى سطح البيت بخطى ثقيلة رافضا أن يرى المشهد ثانية، الوسائل المستعملة في الانتحار لا تزال كما هي، رفض ميسوم أن يتركها في البيت، لوحة خشبية كبيرة وضعها الضحية في أعلى زاوية السطح وربط بها سلكا تستعمله العائلة في نشر الغسيل، وصعد فوق صناديق للخضر والمشروبات الغازية بعد أن وضع السلك حول رقبته وتدل بجسمه إلى الأسفل·
الصورة التي وجد عليهاميسوم إبنه جمال
في بداية الأمر كان ''ميسوم'' ينادي على إبنه عاديا، جمال، جمال ويبحث عنه في الغرف لأن إبنه ''يوسف''، إبن التسع سنوات، أكد له أن ''جمال'' دخل منذ نصف ساعة إلى البيت وغلق الباب على نفسه، ومنعه من الدخول معه وأن لا يسمح لأي شخص بالدخول، يقول ميسوم بحثت عنه في السطح ولم أشاهد الجثة، لأنها كانت معلقة في مكان مظلم بزاوية السطح، ولما اقتربت منه أصابني الهلع والخوف وصرخت بكل ما أملك من قوة طالبا المساعدة وحملته بين ذراعي ورفعته إلى السماء محاولا التخفيف من قوة السلك على الرقبة، فتدخل الجيران ونزعوا السلك عن رقبته وقدم له عمه العامل في سلك الحماية المدنية الإسعافات الأولية ونحن في السيارة، لكن مشيئة الله كانت الأقوى وتحوّل جمال إلى جثة هامدة· لما طالبنا صورة شمسية لجمال من والده ميسوم تناول محفظته، فتح أزرارها، بصعوبة أخرج الكراريس والأدوات، تأمل فيها مطولا كأنه يراقب دروس جمال مثلما كان يفعل منذ ساعات فقط، أخرج كشف النقاط للفصل الأول عليه المعدل بـ 44,11 من عشرين وبعد ربع ساعة عثر على صورتين لجمال أعطانا واحدة واحتفظ بالأخرى ليعطيها لصديق جمال الذي طلبها منه· أحضر لنا جاره سعيد القهوة وسأله متى تعود إلى البيت يا ميسوم أجابه بتشجنات رافقتها دموع غزيرة ثم ضم إبنته الصغيرة إلى صدره، عن قريب إن شاء الله· أما والدته فلا أظن ذلك لأنها لا تزال تحت الصدمة· خرجنا من البيت تحت أمطار غزيرة جدا مصحوبة برعود، التفت إلى ميسوم قائلا ''أرجوك أكتب المقال بكل أمانة ولا تلم أحد لأنها قدرة الله، أوصلته إلى حي ''لامبار'' ودعانا إلى العشاء لنلتقي بأساتذته ويعطونا بعض التفاصيل، لبّينا الدعوة وكان لنا لقاء مع بعض الأساتذة الذين يدرسونه والذين كان لهم معه آخر لقاء·
يهتم بدروسه لكنه ضعيف في الخط
يقول سعيد، أستاذ الرياضيات، إن جمال يتابع الدرس داخل القسم، لا يشوش على الآخرين· صبور وقنوع، لا يحتج على النقطة يتقبلها كما هي، لا يعلق، ولو هضم حقه في ذلك، يتصرف كأنه رجل، كان يثق في نفسه، كان واثقا من نيل شهادة التعليم المتوسط، تفاجأ لما أخفق ونجح بعض الأصدقاء المقربين منه، يضيف سعيد أستاذه منذ سنة فقط عيبه الوحيد رداءة الخط، يحبه الجميع حتى الأساتذة والعاملين بالإدارة، سلوكه حسن بالمؤسسة·
جمال كان مدمنا على الأنترنت
يضيف سعيد، أستاذ مادة الرياضيات، يشرف أحيانا على الأنترنت، له علاقة جيدة بجمال، يثق فيه ويقترب منه جيدا، يقول: كان يتردد كثيرا على فضاء الأنترنت بالمؤسسة، يشتغل في هدوء تام، أحيانا تظن بأنه غير موجود يحتك بمجموعة قليلة من التلاميذ يطبق أوامر الأساتذة ويعمل بنصائحهم· جمال روع المدرسة وتركها في حيرة من أمر انتحاره، لم نتوقع منه ذلك أبدا، أصيبت بعض الأستاذات بصدمة ونقلن إلى المستشفى في حالة استعجالية لهول الصدمة، التي وقعت على أسرة إكمالية ولد ابراهيم سعيد بتيارت·
جمال يمارس الكينغ فو ورياضة كمال الأجسام
كان عبد القادر الأخ الأكبر لجمال يقدم العشاء للمدعوين من أصدقاء وجيران وأساتذة، لما طالبنا منه أن يدلي ببعض الشهادات عن أخيه، فأجابنا على الفور، جمال كان يمارس رياضة الكينغ فو وكمال الأجسام، هذه الرياضة جعلته يميل إلى الهدوء أكثـر، كنت آخذ النقود من جيبه ولا يقول شيئا، كان يرفض العراك مع الأصدقاء، كان يختلف عني كثيرا، كان ينفعل عندما أضرب أحدا ويلوم على ذلك، يحب الجميع، يساعد الجار ويشتري لهم ما يطلبونه منه· أما عمه عبد القادر الذي تأثر كثيرا يقول بأنه يحبه كثيرا، كان لا يرفض له طلبا ولو لعشرات المرات، لا يعجز، لا يعرف الملل، ساعد جاره في حمل قارورة غاز البوتان بنصف ساعة قبل انتحاره، يضيف عبد القادر، إنه كان ينتظره كل مساء يجده أمام البيت ينتظر ما يطلبه منه من حاجيات، كان يساعد عمه في محله التجاري، لم يتقبل عمه عبد القادر الخبر، لم يصدق، كان يصرخ ويقول لم يمت أحضروا سيارة إسعاف، أحضروا لي سيارة طاكسي لألتحق به في المستشفى، يبكي عبد القادر متأثرا بالمصيبة التي ألمت بعائلة حمداني وبأسرة التعليم ويقول ربيته أحسن تربية، لماذا فعل ذلك، لو عرفت ما كان يجول في خاطره من أفكار الانتحار لحدثته، كان غامضا ولا يبوح بأي شيء، خدعنا بهدوئه وأخلاقه·
ميسوم: إبني ضحية نزاهتي
لم يتحمّل والد جمال الفاجعة، كان يإمكانه أن ينقذ ولده بطرق ملتوية، لكن نزاهته وأخلاقه منعاه من ذلك، لم يتجرأ يوما ويفكر حتى في تسريب أسئلة الاختبار إلى جمال لأنه كان يشرف على سحبها، بما أنه يدرس بنفس الإكمالية، كان بإمكانه أن يطلب من الأساتذة مساعدته وتنقيطه أحسن تنقيط، لكن أخلاقه وأخلاق الزملاء منع الجميع من ذلك، لجأ إلى طرق قانونية وهو مجلس الأساتذة لكن جمال لم يكن الوحيد الذي يحتاج إلى مساعدة، رفض الوالد أن يساعد إبنه على حساب الآخرين وفضّل أن يعيد إبنه السنة مثله مثل باقي الزملاء، لكن جمال لم يقتنع بالفكرة وكان في كل مرة يسأل الوالد على النتيجة، هذا الأخير في كل مرة يعتذر له بحجة عدم الاجتماع وعدم الإمضاء، ويوم الانتحار قال له بالحرف الواحد لقد تم الاجتماع ماذا فعلت يا أبي؟ ألم تنقذني، أجابه ميسوم بكل صراحة لم أفعل شيئا وعليك تكرار السنة، لم يجبه الولد وتقبّل الوضع عن مضاضة وتوجه مباشرة إلى بيت جده كعادته وقام بمسؤوليته مثلما كان يفعل في السابق كأن شيئا لم يحدث·
كانت الوالدة في بيت الجد، تركت الأولاد الصغار عند أبيهم ليفسحهم على أن تعود الأم في المساء، يضيف ميسوم إنه كان في فسحة مع الأولاد غير بعيد عن البيت ولما عاد في حدود الساعة الثامنة وخمس عشرة دقيقة حصل الذي حصل وتفاجأت العائلة لهول الكارثة وبكت كثيرا على جمال الذي غادرها في ريعان شبابه، حاملا في قلبه أحلام الانتقال إلى التعليم الثانوي، يقول والده إنه متأسف جدا لأن جمال ذهب وهو غضبان على النتيجة ويتمنى ميسوم من قبله أن يكون إبنه جمال آخر منتحر بولاية تيارت وبالجزائر عامة، وأن تراعى هذه الفئة من طرف الجميع حتى لا يترصدها أخبطوط الانتحار·
 
إنا لله وإنا إليه راجعون

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم

إنا لله وإنا اليه راجعون

رحم الله جمال و ألهم عائلته الصبر ياااارب

والله فعلا مأسااااااااااة...مأسااة مأساة...

ليته أعاد السنة و أكمل مسيرته...فكثيرا ما نخفق لكن سرعان ما نتعلم كيف ننجح

ربما لم يجد من يحاوره و يحكي له شعوره وهذا أثر عليه.....الله يرحمو و يغفرلو يارب

أخي الكريم جزائري مميز

أشكر لك كتابتك لهذه القصة والتي لا محالة سوف تكون وعظية للكثير ...جعلها الله في ميزان حسناتك

وبارك الله فيك و حفظك من كل شر...والسلام عليكم.
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم

إنا لله وإنا اليه راجعون

رحم الله جمال و ألهم عائلته الصبر ياااارب

والله فعلا مأسااااااااااة...مأسااة مأساة...

ليته أعاد السنة و أكمل مسيرته...فكثيرا ما نخفق لكن سرعان ما نتعلم كيف ننجح

ربما لم يجد من يحاوره و يحكي له شعوره وهذا أثر عليه.....الله يرحمو و يغفرلو يارب

أخي الكريم جزائري مميز

أشكر لك كتابتك لهذه القصة والتي لا محالة سوف تكون وعظية للكثير ...جعلها الله في ميزان حسناتك


وبارك الله فيك و حفظك من كل شر...والسلام عليكم.

بارك الله فيك اختي الكريمة
تشرفت بمروركي
 
انا تلميذ من متوسطة لبصايرة فاطمة اقول رحم الله روحه والهم ذويه الصبر والسلوان
ان للله وان اليه راجعون
انا ايضا مقبل على شهادة التعليم المتوسط
وكان الله مع الجميع
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ربي يرحم جمال . ان الى الله وان اليه راجعون:001_unsure:
 
ان لله وان اليه راجعون
 
الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.
العودة
Top Bottom