السلام عليكم....هذه واحدة من القصص التي أعجبتني حقا...
و التي اثارت فيا الذهول حقا...فنقلت لكم هذا الموضوع عن مجلة العربي..
ابنة كليوباترا في الجزائر
كنت أعتقد أنها مجرد رواية خيالية, وقد أثارني عنوانها (ابنة كليوباترا), ودفعني إلى شرائها قبل عدة سنوات, وكنت أعتقد أن المؤلف أندريه أشتون كعادة الكثير من المؤلفين ينسبون إلى الشخصيات التاريخية الكبرى أبناء وبنات لم يوجدوا قط, ولكن المدهش أنني حين ذهبت إلى الجزائر اكتشفت أن كل الوقائع التي اعتمد عليها المؤلف صحيحة في معظمها. فقد كان لكليوباترا ابنة من قيصر هي سيلينا. وقد تربت ذليلة في مقر الإمبراطور أوكتافيوس بعد هزيمة أمها وانتحارها. وعاشت وهي لا تحلم إلا بالانتقام من الرومان والعودة إلى عرش أمها, ولكنها عادت إلى عرش آخر, في بلد آخر هو الجزائر. فقد كان يعيش في روما في ذلك الوقت ابن لأحد زعماء البربر هو (بوبا) وكان أبوه قد ثار هو أيضا على روما ولقي نهاية أليمة, أي أن حال
(بوبا) كان يشبه إلى حد كبير حال سيلينا. ورأى الإمبراطور أكتافيوس أن يعقد بين الاثنين زواجًا سياسيًا, وأن يضع بوبا على عرش نوميديا- وهو الاسم القديم للجزائر- حتى يكفيه شر محاربة رجال القبائل, وأن يتخلص في الوقت نفسه من ابنة عدوته القديمة.
وهكذا تنسج الرواية الخيالية خيوطها على أرض من الحقيقة. فقد أقام بوبا بالفعل مملكة كبيرة تمتد حدودها حتى أطراف موريتانيا, ولكنها تدين بالولاء للرومان, ولم يستطع بوبا أن يحقق حلم زوجته بالاستقلال عن الرومان.
فقد كان كما يصفه المؤرخ الجزائري الشيخ مبارك الميلي: (متشيعا للإغريق في العلوم والحضارة, وللرومان في الحكم والسياسة, عديم الغيرة الوطنية والإحساس القومي).
وقد توفيت ابنة كليوباترا في العام السادس بعد الميلاد وأقام لها زوجها هيكلاً ضخما شرق قصره ولم يزل هذا الهيكل موجودًا إلى اليوم, ويعرف بقبر المسيحية, وهي تسمية خاطئة بطبيعة الحال, لأن سيلينا لم تدن بالمسيحية, إذ لم تكن هذه الديانة قد وصلت إلى الجزائر بعد.
عن مجلة العربي /العدد569 /ابريل 2006
و التي اثارت فيا الذهول حقا...فنقلت لكم هذا الموضوع عن مجلة العربي..
ابنة كليوباترا في الجزائر
كنت أعتقد أنها مجرد رواية خيالية, وقد أثارني عنوانها (ابنة كليوباترا), ودفعني إلى شرائها قبل عدة سنوات, وكنت أعتقد أن المؤلف أندريه أشتون كعادة الكثير من المؤلفين ينسبون إلى الشخصيات التاريخية الكبرى أبناء وبنات لم يوجدوا قط, ولكن المدهش أنني حين ذهبت إلى الجزائر اكتشفت أن كل الوقائع التي اعتمد عليها المؤلف صحيحة في معظمها. فقد كان لكليوباترا ابنة من قيصر هي سيلينا. وقد تربت ذليلة في مقر الإمبراطور أوكتافيوس بعد هزيمة أمها وانتحارها. وعاشت وهي لا تحلم إلا بالانتقام من الرومان والعودة إلى عرش أمها, ولكنها عادت إلى عرش آخر, في بلد آخر هو الجزائر. فقد كان يعيش في روما في ذلك الوقت ابن لأحد زعماء البربر هو (بوبا) وكان أبوه قد ثار هو أيضا على روما ولقي نهاية أليمة, أي أن حال
(بوبا) كان يشبه إلى حد كبير حال سيلينا. ورأى الإمبراطور أكتافيوس أن يعقد بين الاثنين زواجًا سياسيًا, وأن يضع بوبا على عرش نوميديا- وهو الاسم القديم للجزائر- حتى يكفيه شر محاربة رجال القبائل, وأن يتخلص في الوقت نفسه من ابنة عدوته القديمة.
وهكذا تنسج الرواية الخيالية خيوطها على أرض من الحقيقة. فقد أقام بوبا بالفعل مملكة كبيرة تمتد حدودها حتى أطراف موريتانيا, ولكنها تدين بالولاء للرومان, ولم يستطع بوبا أن يحقق حلم زوجته بالاستقلال عن الرومان.
فقد كان كما يصفه المؤرخ الجزائري الشيخ مبارك الميلي: (متشيعا للإغريق في العلوم والحضارة, وللرومان في الحكم والسياسة, عديم الغيرة الوطنية والإحساس القومي).
وقد توفيت ابنة كليوباترا في العام السادس بعد الميلاد وأقام لها زوجها هيكلاً ضخما شرق قصره ولم يزل هذا الهيكل موجودًا إلى اليوم, ويعرف بقبر المسيحية, وهي تسمية خاطئة بطبيعة الحال, لأن سيلينا لم تدن بالمسيحية, إذ لم تكن هذه الديانة قد وصلت إلى الجزائر بعد.
عن مجلة العربي /العدد569 /ابريل 2006