-*- رجاء عدم نقل الموضوع لانه ذو بعد سياسي اكثر منه رياضى -*-
و بيعت الاعلام المصنوعة بالكتان و النيلو و حتى الورق و ارتفعت اسهم الاغاني الوطنية و البومات الشباب الوطنيين و الديجيهات الثورية ... معليش لا لوم عليهم فهؤلاء من بيدق "معاك يا الخبزة" يتبعونها اينما حلّت و ارتحلت . حتى الرّعيان الذين ظهروا على الساحة فجئة كل يوم يخرج علينا راعي رسمي للمنتخب الوطني و راعي رسمي للاتحاد الكروي و راعي رسمي للوطنيين من كوكا كولا الى نجمة و جيزي و الشروق و النهار ...... كلّهم يرعون الوطن حفظهم الله و جزاهم كل خير لا تثريب عليهم .
لكن اين هم حزب المكاتب و بيدق " حب الوطن من الايمان " , اين هم المؤمنون الرّسميون اصحاب الكوستيمات و الحقائب الوزارية .. أين هم ممّا جرى البارحة ؟ ,يا اخي في كل مرّة يفوز المنتخب الجزائري بمبارات يخرج علينا المؤمنون الرسميون بهذه البلاد ليشيدوا بمجهوداتهم و حرصهم و سهرهم و فرحتهم و كل ما ينتمي لعائلة "هم"
حتى الواحد ظنّ ان المنتخب الجزائري وراؤه رجال لا ينقصهم الايمان لحمايته من كل سوء و قطع خيوط اي مؤامرة تدبر له ليلا او نهارا و نحن من عانى الامرين من مؤامرات اللي يسوى و اللي ما يسواش من المانيا الى حكم غيني الى دبزة مصرية ..
عندما سمعت بخبر تعرّض البعثة الجزائرية الى الضرب بالطوب و الحجارة حتى سالت دماؤها سارعت مباشرة الى اليتيمة لرؤية المشهد فكانت النكسة الأولى , اليتيمة خارج مجال التغطية , كل عيون العالم نقلت االمشهد المأسوي إلاّ عين اليتيمة اصابها العمى و راحت تنقل لنا كلام مؤمن رسمي عبر الهاتف ...
بعدها بسويعات اقامت كل القناوت العالمية حصص خاصة و بلاتوهات طويلة عريضة لاستنكار الهمجية المصرية و في حين كانت القنوات الفرنسية تطالب الفيفا بخصم نقاط المنتخب المصري كانت اليتيمة تنقل لنا تصريح مؤمن رسمي آخر يقول " الاحداث لا تمثل الشعب المصري و لن تؤثر على العلاقة بين البلدين" و راح يشيد باستقبال المتخب الجزائري بالمطار .
هل ابكي أنا الآن ؟ , بعد كلام المؤمن الرسمي الجزائري عن العلاقات و الاخوة مع الشقيقة مصر و كأنه عامل عملة خرجت الشقيقة و الاخت و الام مصر لتبرّء ساحتها و تتهم البعثة الجزائرية بالتمثيل , طيب هل ابكي أنا الآن بجد .
و راح احد المؤمنين الاتقياء يطالب بتأجيل المبارات و كنا ننتظر منه ان يطالب الفيفا باعادة المقابلة بارض محيادة كما فعل رجال الزيمبابوي سنة 1993 او على الاقل اجراءها بدون جمهور , حتى التأجيل رفض و خرج صاحبنا صفر اليدين لا عقوبات و لا بطيخ و كان شيئا لم يحدث .
نحن لاجل اربع شماريخ اقامت الشقيقة مصر الدنيا و لم تقعدها حتى نالت الجزائر عقوبات مالية و جنّدت كل اعلامها لايهام العالم بحكاية التسمّم و لو كان لاعبوها هم الذين تعرضو للرشق بالحجارة لجرجروا الجزائر للمحاكم الدولية و لطالبوا مجلس الامن بتسليط عقوبات اقتصادية على الجزائر و لطُرد السفير الجزائري و و و .
لماذا لم يكترث مؤمنوا مصر بالعلاقات عندما هشّموا رؤوس لاعبينا و عرضّوهم لشتّى انواع الترهيب طيلة 48 ساعة متتابعة و اتهام الجزائر بالتمثيل و التضليل ؟
مصر نجحت في تنفيد المهمة القذرة و جنت ثمارها اليوم , و برهن مؤمنوها الرسميين انهم يريدون التأهل للمونديال بشتّى الطرق و الاساليب أيمانا و تصديقا و فعلا , علا عكس شلّتنا نحن الذين برهنوا لنا انهم اصحاب مزاد و استثمار لا تهمهم المبادئ و لا الوطن بقدر ما تهمهم نتيجة المبارات لا اكثر و لا اقل .
و ستبقى يا شعب الجزائر وجه شقاء , محقور دائما شرقا و غربا شمالا و جنوبا , يتيم الوالدين مقطوع من شجرة لا تملك سوى الحيطان و ارصفة الطرقات تسمع آهاتك ,
تضرب و تصفع و تسجن بدون تهمة من الأشقاء و الاخوة و الجيران لانك بلد وديع حنين تحكمك حيوانات اليفة من فصيلة ذوات البطون المسمّات علميا بالـ"مسؤوليين" لا يجيدون سوى الاكل و الشرب و التكاثر .
لا تستحق ان يرفع علمك في جنوب افريقيا و لا تستحق الضحك و الفحر , نصيحة ابحث لك عن رجال تسند عليهم ظهرك قبل التفكير في أدغال افريقيا لانها تتطلب رجال فعلا .
