شذى الخزامى
:: عضو منتسِب ::
التفاعل
0
الجوائز
1
- تاريخ التسجيل
- 17 جانفي 2010
- المشاركات
- 5
- آخر نشاط
أتى شابّان إلى الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وكان في المجلس وهما يقودان رجلاً من البادية فأوقفوه أمامه.
قال عمر: ما هذا؟
قالوا : يا أمير المؤمنين * هذا قتل أبانا
قال: أقتلت أباهم ؟
قال: نعم قتلته
قال : كيف قتلتَه ؟
قال : دخل بجمله في أرضي * فزجرته* فلم ينزجر* فأرسلت عليه حجراً* وقع على رأسه فمات...
قال عمر : القصاص .... قرار لم يكتب ... وحكم سديد لايحتاج مناقشة * لم يسأل عمر عن أسرة هذا الرجل * هل هو من قبيلة شريفة ؟ هل هو من أسرة قوية ؟ما مركزه في المجتمع ؟ كل هذا لا يهم عمر - رضي الله عنه - لأنه لايحابي أحداً في دين الله * ولا يجامل أحدا ًعلى حساب شرع الله * ولو كان ابنه القاتل * لاقتص منه ..
قال الرجل : يا أمير المؤمنين : أسألك بالذي قامت به السماوات والأرض أن تتركني ليلة* لأذهب إلى زوجتي وأطفالي في البادية * فأُخبِرُهم بإنك سوف تقتلني * ثم أعود إليك * والله ليس لهم عائل إلا الله ثم أنا
قال عمر : من يكفلكأن تذهب إلى البادية * ثم تعود إليَّ؟
فسكت الناس جميعا ً* إنهم لا يعرفون اسمه * ولا خيمته * ولا داره ولا قبيلته ولا منزله * فكيف يكفلونه * وهي كفالة ليست على عشرة دنانير* ولا على أرض * ولا على ناقة * إنها كفالة على الرقبة أن تُقطع بالسيف ..
ومن يعترض على عمر في تطبيق شرع الله ؟ ومن يشفع عنده ؟ومن يمكن أن يُفكر في وساطة لديه ؟ فسكت الصحابة * وعمر مُتأثر * لأنه وقع في حيرة * هل يُقدم فيقتل هذا الرجل * وأطفاله يموتون جوعاً هناك أو يتركه فيذهب بلا كفالة * فيضيع دم المقتول * وسكت الناس * ونكّس عمررأسه * والتفت إلى الشابين : أتعفوان عنه ؟
قالا : لا * من قتل أبانا لا بد أن يُقتل يا أمير المؤمنين..
قال عمر : من يكفل هذا أيها الناس ؟!!
فقام أبو ذر الغفاريّ بشيبته
وزهده * وصدقه *وقال: يا أمير المؤمنين * أنا أكفله
قال عمر : هو قَتْل * قال : ولو كان قاتلا!
قال: أتعرفه ؟
قال: ما أعرفه * قال : كيف تكفله؟
قال: رأيت فيه سِمات المؤمنين * فعلمت أنه لا يكذب * وسيأتي إن شاءالله
قال عمر : يا أبا ذرّ * أتظن أنه لو تأخر بعد ثلاث أني تاركك!؟
قال: الله المستعان يا أمير المؤمنين ...
فذهب الرجل * وأعطاه عمر ثلاث ليال ٍ* يُهيئ فيها نفسه* ويُودعأطفاله وأهله * وينظر في أمرهم بعده *ثم يأتي * ليقتص منه لأنه قتل ....
وبعد ثلاث ليالٍ لم ينس عمر الموعد * يَعُدّ الأيام عداً * وفي العصرنادى في المدينة : الصلاة جامعة * فجاء الشابان * واجتمع الناس * وأتى أبو ذروجلس أمام عمر * قال عمر: أين الرجل ؟ قال : ما أدري يا أمير المؤمنين!
وتلفَّت أبو ذر إلى الشمس * وكأنها تمر سريعة على غير عادتها* وسكتالصحابة اجمين * عليهم من التأثر مالا يعلمه إلا الله.
صحيح أن أبا ذرّ يسكن في قلب عمر* وأنه يقطع له من جسمه إذا أرادلكن هذه شريعة * لكن هذا منهج * لكن هذه أحكام ربانية * لا يلعب بها اللاعبون ولا تدخل في الأدراج لتُناقش صلاحيتها * ولا تنفذ في ظروف دون ظروف وعلى أناس دون أناس * وفي مكان دون مكان...
وقبل الغروب بلحظات * وإذا بالرجل يأتي * فكبّر عمر *وكبّر المسلمون معه
فقال عمر : أيها الرجل أما إنك لو بقيت في باديتك * ما شعرنا بك وما عرفنا مكانك !!
قال: يا أمير المؤمنين * والله ما عليَّ منك ولكن عليَّ من الذي يعلم السرَّ وأخفى !! ها أنا يا أمير المؤمنين * تركت أطفالي كفراخ الطير لا ماء ولا شجر في البادية *وجئتُ لأُقتل..وخشيت أن يقال لقد ذهب الوفاء بالعهد من الناس
فسأل عمر بن الخطاب أبو ذر لماذا ضمنته؟؟؟
فقال أبو ذر :خشيت أن يقال لقد ذهب الخير من الناس
فوقف عمر وقال للشابين : ماذا تريان؟
قالا وهما يبكيان : عفونا عنه يا أمير المؤمنين لصدقه..وقالوا نخشى أن يقال لقد ذهب العفو من الناس !
قال عمر : الله أكبر * ودموعه تسيل على لحيته ..... جزاكما الله خيراً أيها الشابان على عفوكما * وجزاك الله خيراً يا أبا ذرّيوم فرّجت عن هذا الرجل كربته* وجزاك الله خيراً أيها الرجل لصدقك ووفائك.
وجزاك الله خيراً يا أمير المؤمنين لعدلك و رحمتك
منقول
قال عمر: ما هذا؟
قالوا : يا أمير المؤمنين * هذا قتل أبانا
قال: أقتلت أباهم ؟
قال: نعم قتلته
قال : كيف قتلتَه ؟
قال : دخل بجمله في أرضي * فزجرته* فلم ينزجر* فأرسلت عليه حجراً* وقع على رأسه فمات...
قال عمر : القصاص .... قرار لم يكتب ... وحكم سديد لايحتاج مناقشة * لم يسأل عمر عن أسرة هذا الرجل * هل هو من قبيلة شريفة ؟ هل هو من أسرة قوية ؟ما مركزه في المجتمع ؟ كل هذا لا يهم عمر - رضي الله عنه - لأنه لايحابي أحداً في دين الله * ولا يجامل أحدا ًعلى حساب شرع الله * ولو كان ابنه القاتل * لاقتص منه ..
قال الرجل : يا أمير المؤمنين : أسألك بالذي قامت به السماوات والأرض أن تتركني ليلة* لأذهب إلى زوجتي وأطفالي في البادية * فأُخبِرُهم بإنك سوف تقتلني * ثم أعود إليك * والله ليس لهم عائل إلا الله ثم أنا
قال عمر : من يكفلكأن تذهب إلى البادية * ثم تعود إليَّ؟
فسكت الناس جميعا ً* إنهم لا يعرفون اسمه * ولا خيمته * ولا داره ولا قبيلته ولا منزله * فكيف يكفلونه * وهي كفالة ليست على عشرة دنانير* ولا على أرض * ولا على ناقة * إنها كفالة على الرقبة أن تُقطع بالسيف ..
ومن يعترض على عمر في تطبيق شرع الله ؟ ومن يشفع عنده ؟ومن يمكن أن يُفكر في وساطة لديه ؟ فسكت الصحابة * وعمر مُتأثر * لأنه وقع في حيرة * هل يُقدم فيقتل هذا الرجل * وأطفاله يموتون جوعاً هناك أو يتركه فيذهب بلا كفالة * فيضيع دم المقتول * وسكت الناس * ونكّس عمررأسه * والتفت إلى الشابين : أتعفوان عنه ؟
قالا : لا * من قتل أبانا لا بد أن يُقتل يا أمير المؤمنين..
قال عمر : من يكفل هذا أيها الناس ؟!!
فقام أبو ذر الغفاريّ بشيبته
وزهده * وصدقه *وقال: يا أمير المؤمنين * أنا أكفله
قال عمر : هو قَتْل * قال : ولو كان قاتلا!
قال: أتعرفه ؟
قال: ما أعرفه * قال : كيف تكفله؟
قال: رأيت فيه سِمات المؤمنين * فعلمت أنه لا يكذب * وسيأتي إن شاءالله
قال عمر : يا أبا ذرّ * أتظن أنه لو تأخر بعد ثلاث أني تاركك!؟
قال: الله المستعان يا أمير المؤمنين ...
فذهب الرجل * وأعطاه عمر ثلاث ليال ٍ* يُهيئ فيها نفسه* ويُودعأطفاله وأهله * وينظر في أمرهم بعده *ثم يأتي * ليقتص منه لأنه قتل ....
وبعد ثلاث ليالٍ لم ينس عمر الموعد * يَعُدّ الأيام عداً * وفي العصرنادى في المدينة : الصلاة جامعة * فجاء الشابان * واجتمع الناس * وأتى أبو ذروجلس أمام عمر * قال عمر: أين الرجل ؟ قال : ما أدري يا أمير المؤمنين!
وتلفَّت أبو ذر إلى الشمس * وكأنها تمر سريعة على غير عادتها* وسكتالصحابة اجمين * عليهم من التأثر مالا يعلمه إلا الله.
صحيح أن أبا ذرّ يسكن في قلب عمر* وأنه يقطع له من جسمه إذا أرادلكن هذه شريعة * لكن هذا منهج * لكن هذه أحكام ربانية * لا يلعب بها اللاعبون ولا تدخل في الأدراج لتُناقش صلاحيتها * ولا تنفذ في ظروف دون ظروف وعلى أناس دون أناس * وفي مكان دون مكان...
وقبل الغروب بلحظات * وإذا بالرجل يأتي * فكبّر عمر *وكبّر المسلمون معه
فقال عمر : أيها الرجل أما إنك لو بقيت في باديتك * ما شعرنا بك وما عرفنا مكانك !!
قال: يا أمير المؤمنين * والله ما عليَّ منك ولكن عليَّ من الذي يعلم السرَّ وأخفى !! ها أنا يا أمير المؤمنين * تركت أطفالي كفراخ الطير لا ماء ولا شجر في البادية *وجئتُ لأُقتل..وخشيت أن يقال لقد ذهب الوفاء بالعهد من الناس
فسأل عمر بن الخطاب أبو ذر لماذا ضمنته؟؟؟
فقال أبو ذر :خشيت أن يقال لقد ذهب الخير من الناس
فوقف عمر وقال للشابين : ماذا تريان؟
قالا وهما يبكيان : عفونا عنه يا أمير المؤمنين لصدقه..وقالوا نخشى أن يقال لقد ذهب العفو من الناس !
قال عمر : الله أكبر * ودموعه تسيل على لحيته ..... جزاكما الله خيراً أيها الشابان على عفوكما * وجزاك الله خيراً يا أبا ذرّيوم فرّجت عن هذا الرجل كربته* وجزاك الله خيراً أيها الرجل لصدقك ووفائك.
وجزاك الله خيراً يا أمير المؤمنين لعدلك و رحمتك
منقول