التفاعل
0
الجوائز
6
- تاريخ التسجيل
- 14 أفريل 2009
- المشاركات
- 110
- آخر نشاط
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
توحيد الألوهيَّة وأهميَّته
وسوف أتناول توحيد الألوهيّة لسببين:
أولاً: أنّه الجانب الأهم من دعوات الرسل الذي عرضه علينا القرآن، ولأنّه موضوع الصراع الدائر بينهم وبين خصومهم من المستكبرين والمعاندين من كلّ الأمم.
ولا يزال موضوع الصراع إلى اليوم، ولعلّه يستمر إلى يوم القيامة ابتلاءً واختباراً لورثة الرسل ورفعاً لمنزلتهم.
ثانياً: أنّ أخطر وأشدّ وأصعب انحراف مُنيَ به المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها في هذا الجانب في أكثر جهّال المسلمين وفي كثير من مثقفيهم والمنتسبين إلى العلم منهم.
فلنبدأ بعرض دعوات الأنبياء بصفة عامّة ثمّ نعرض دعوات بعضهم بصفة خاصَّة.
قال تعالى:
{ولقد بعثنا في كلّ أمّة رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت، فمنهم من هدى الله ومنهم من حقّت عليه الضلالة فسيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين} [النحل: 36].
وقال تعالى:
{وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنّه لا إله إلا أنا فاعبدون} [الأنبياء: 25].
وقال تعالى – بعد أن ذكر قصص عدد من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام-:
{إنّ هذه أمّتكم أمّة واحدة وأنا ربّكم فاعبدون} [الأنبياء: 92].
وقال تعالى:
{ يا أيّها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحاً إني بما تعملون عليم، وإنّ هذه أمّتكم أمّة واحدة وأنا ربكم فاتّقون} [المؤمنون: 51 – 52].
قال الحافظ ابن كثير:
قال مجاهد وسعيد بن جبير وقتادة وعبد الرحمن ابن زيد بن أسلم في قوله تعالى:
{وإنّ هذه أمّتكم أمّة واحدة} يقول: (( دينكم واحد )) ([19]).
وفي معنى الآيتين من السنّة، قوله صلى الله عليه وسلم:
(( أنا أولى النّاس بعيسى بن مريم في الدنيا والآخرة، والأنبياء أخوة لعلاّت([20]) أمّهاتهم شتّى ودينهم واحد )) ([21]).
وقال تعالى -عن أولي العزم من الرسل عليهم الصلاة والسلام-:
{شرع لكم من الدين ما وصّى به نوحاً والذي أوحينا إليك وما وصّينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرّقوا فيه كبر على المشركين ما تدعوهم إليه الله يجتبي إليه من يشاء ويهدي إليه من ينيب} [الشورى:13].
تلك هي دعوة الأنبياء جميعاً وعلى رأسهم أولوا العزم منهم الأنبياء الذين يبلغ تعدادهم أربعة وعشرين ألفاً ومائة ألف([22]) يسيرون في دعوتهم في منهج واحد، وينطلقون من منطلق واحد وهو التوحيد، أعظم القضايا والمبادئ التي حملوها إلى الإنسانيّة جميعاً في جميع أجيالهم ومختلف بيئاتهم وبلدانهم وأزمانهم.
مما يدل أنّ هذا هو الطريق الوحيد الذي يجب أن يسلك في دعوة الناس إلى الله، وسنّة من سننه التي رسمها لأنبيائه وأتباعه الصادقين، لا يجوز تبديلها ولا العدول عنها.
المصدر
كتاب : منهج الأنبياء في الدعوة الي الله
للشيخ الوالد ربيع بن هادي المدخلي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
توحيد الألوهيَّة وأهميَّته
وسوف أتناول توحيد الألوهيّة لسببين:
أولاً: أنّه الجانب الأهم من دعوات الرسل الذي عرضه علينا القرآن، ولأنّه موضوع الصراع الدائر بينهم وبين خصومهم من المستكبرين والمعاندين من كلّ الأمم.
ولا يزال موضوع الصراع إلى اليوم، ولعلّه يستمر إلى يوم القيامة ابتلاءً واختباراً لورثة الرسل ورفعاً لمنزلتهم.
ثانياً: أنّ أخطر وأشدّ وأصعب انحراف مُنيَ به المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها في هذا الجانب في أكثر جهّال المسلمين وفي كثير من مثقفيهم والمنتسبين إلى العلم منهم.
فلنبدأ بعرض دعوات الأنبياء بصفة عامّة ثمّ نعرض دعوات بعضهم بصفة خاصَّة.
قال تعالى:
{ولقد بعثنا في كلّ أمّة رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت، فمنهم من هدى الله ومنهم من حقّت عليه الضلالة فسيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين} [النحل: 36].
وقال تعالى:
{وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنّه لا إله إلا أنا فاعبدون} [الأنبياء: 25].
وقال تعالى – بعد أن ذكر قصص عدد من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام-:
{إنّ هذه أمّتكم أمّة واحدة وأنا ربّكم فاعبدون} [الأنبياء: 92].
وقال تعالى:
{ يا أيّها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحاً إني بما تعملون عليم، وإنّ هذه أمّتكم أمّة واحدة وأنا ربكم فاتّقون} [المؤمنون: 51 – 52].
قال الحافظ ابن كثير:
قال مجاهد وسعيد بن جبير وقتادة وعبد الرحمن ابن زيد بن أسلم في قوله تعالى:
{وإنّ هذه أمّتكم أمّة واحدة} يقول: (( دينكم واحد )) ([19]).
وفي معنى الآيتين من السنّة، قوله صلى الله عليه وسلم:
(( أنا أولى النّاس بعيسى بن مريم في الدنيا والآخرة، والأنبياء أخوة لعلاّت([20]) أمّهاتهم شتّى ودينهم واحد )) ([21]).
وقال تعالى -عن أولي العزم من الرسل عليهم الصلاة والسلام-:
{شرع لكم من الدين ما وصّى به نوحاً والذي أوحينا إليك وما وصّينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرّقوا فيه كبر على المشركين ما تدعوهم إليه الله يجتبي إليه من يشاء ويهدي إليه من ينيب} [الشورى:13].
تلك هي دعوة الأنبياء جميعاً وعلى رأسهم أولوا العزم منهم الأنبياء الذين يبلغ تعدادهم أربعة وعشرين ألفاً ومائة ألف([22]) يسيرون في دعوتهم في منهج واحد، وينطلقون من منطلق واحد وهو التوحيد، أعظم القضايا والمبادئ التي حملوها إلى الإنسانيّة جميعاً في جميع أجيالهم ومختلف بيئاتهم وبلدانهم وأزمانهم.
مما يدل أنّ هذا هو الطريق الوحيد الذي يجب أن يسلك في دعوة الناس إلى الله، وسنّة من سننه التي رسمها لأنبيائه وأتباعه الصادقين، لا يجوز تبديلها ولا العدول عنها.
المصدر
كتاب : منهج الأنبياء في الدعوة الي الله
للشيخ الوالد ربيع بن هادي المدخلي