بسم الله الرحمن الرحيم
وبعد :
كما نعلم أن قصص الحب عديدة لا تعد ولا تحصى
منها ما كنا نعمة وخير على أبطالها وهي التي
هدفت إلى نهاية مرضية لله ثم لهما
وكان فيها فلاح
ومنها ما كانت وبالا على أبطالها وشرا
أطاح بهما وكان فيها الخذي والخسران
منها ما وصفت بالقصص العذرية
ومنها ما وصفت بالإباحية
ومنها ما وصفت بالواقعية
أما العذرية : فكانت تحمل الاسم فقط دون تجسيد للمعنى
حيث كان الحبيبان فيها يلتقيان في خلوات
تحدثوا بأنفسهم عنها أنها كانت تتصف بالوفاء
ألا قصة حب جبران خليل جبران حيث لم يلتقيان
فيما بينهما على الإطلاق
وأما الإباحية : فمن الاسم يخرج المعنى ويدل
وأما الواقعية : هي التي هدفت لغاية وكانت مضبوطة
بالأخلاق والعرف و اتصفت بالفضيلة منها ما
وصل للغاية بتوفيق الله
وتوجت بالزواج ومنها ما لم يتوج ويبارك فيه
فبقي من أجمل وأروع ما في الذاكرة
وأحلى ما في الذكرى وغالبا ما كانت تتصف فيه قصص الحب بالمثالية :
حيث يحول كلا الطرفان بها أن يظهران لبعضهما
البعض محاسنهما وإخفاء عيوبهما أو نواقصهما
لهذا وجدنا أنها أتت كألغام عصفت بطرفيها
في مرحلة الزواج وخلفت المآسي
والمعاناة باليتم أو الطلاق
أما الوجه الآخر لهذه القصص فهو
طبيعة الحب الذي يبدأ من حب الطفل لأمه ثم أبيه ثم أخواته
حيث يكون الحب هنا تعتنق المثالية والتقديس في
في بعض حالاته
إلا أنه في مقتبل العمر تختلف النظرة للحب
بحيث تتوافق وتنسجم مع حاجيات الجسد الفطرية التي
نضجت فيه ومن هنا نجد أن الحب صنف
بالحب الحقيقي والحب الوهمي ( المزيف )
وسلوكه هو من صنف الحب بهذه السمات المتناقضة
الحب الحقيقي هو الذي يتصف بالصدق والطهر
أما الحب المزيف فهو الذي وصف بالكاذب والمدنس
ومن هنا نخل للزواج بإحدى صورتي الحب
هاتين
فمن شبع الحب صاغا صافيا صادقا من مع حليب أمه
وحنان والده وكانت الأسرة سليمة تنعم بالأمن
والاستقرار والتفاني والإيثار فيما بين الأب والأم
بالتفاهم المتبادل كان يتصف بالعطاء والوفاء
للآخر ومن لم تكن أسرته كذلك وصف بالأنانية
والغدر وحب الانتقام لأن فاقد الشيء لا يعطيه
الصورة الأولى هي التسامح والإكرام
والثانية هي السادية واللؤم وما ينطبق على حبيب ينطبق على المحبوب
كما الحب شراكة وجدانية معنوية
كذلك الزواج شراكة مادية ومعنوية
وكلاهما يكمل الآخر في الحياة
وأساس كل بناء ونجاحه بالدرجة الأولى هو الصدق
والثانية هي الصراحة والثالثة هي حسن الخلق
وحسن الخلق من الإيمان
والرابعة العقل ( التعقل والحكمة )
والخامسة البحث عن الجوهر لا عن القشور
والشكليات
هنا تتشكل القناعة فإما الرفض أو القبول
بعد التيقن والتفهم المتبادل
دون زيف وإكراه
ندخل الزواج بسلام ويكون تاجا للحب الذي
عشناه سويا في مرحلة الخطوبة قبل الزواج
فالحب في الزواج هو من يرمم كل نقص
ويصلح ما أفسدته الأيام
بالتسامح والوئام
إنه حسن الخلق
والقناعة والصدق والعدل أساس
ديمومة الحياة الزوجية وحين الاختلاف التحكيم
لله
أدفه بالتي هي أقوم وأحسن فإذا الذي بينك
وبينه عداوة كأنه ولي حميم
فكيف من كان بينك وبينه مودة ؟؟؟؟
العقل والدين والحب في الزواج هما تربة الأولاد القادمين من بنين وبنات
ويسود الحب فيه ويكون روح الحياة ونبضها
المستمر إلى أن يوقفه فينا وفيها
الله خالقنا
لهذا يا
حبيبتي
الزواج هو المحنة التي تصفي الحب من خبث الخيال
ومن قسوة الحقيقة التي
نواجهها سويا في معترك الحياة هذه
فما بني على حق فهو حق باق
وما بني على باطل فهو باطل زائل
فكيف يبقى الحب ملكا وتاجه الزواج
علينا أن نبقيه مسك الحياة
هذا مما ألهمني به ربي