فوائد من صحيح الأدب المفرد :: << متجدد >>

abou khaled

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
16 جوان 2011
المشاركات
1,144
نقاط التفاعل
930
النقاط
51
فوائد من صحيح الأدب المفرد :: << متجدد >>

A8.gif




الحمد لله وكفى ..

والصلاة والسلام على النبي المصطفى ..

وفقكم الله جميعاً ورزقكم الشهادة في سبيله ..



سأنتقي بين الفينة والأخرى حديث من أحاديث صحيح الأدب المفرد للبخاري -رحمه الله -
مع شرحٍ ميسير ..

وسأنقله من كتاب " شرح صحيح الأدب المفرد "
للمؤلف : حسين العوايشة ..

ونسأل الله التيسير ..






الحديث الأول :


عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :

" من نام وبيده غَمَر قبل أن يَغسِله فأصابَه شيءٌ فلا يلومَنَّ إلا نفسَه "

.. صححه الألباني ..





الشرح :

( من نام وبيده غَمَر قبل أن يَغسِله ) :

غَمَر : دسم ووسخ وزهومة من اللحم .. " عون " ..


قال الشوكاني : " إطلاقه يقتضي حصول السنة بمجرد الغسل بالماء " ..


قال ابن رسلان : " والأولى غَسْل اليد منه بالأشنان والصابون ، وما في معناهما " ..
" تحفة " (5/597) ..



( فأصابَه شيءٌ ) :

من إيذاء الهوام ، لأنَّ الهوام وذوات السموم ربما تقصِده في المنام لرائحة الطعام في يده فتؤذيه " .." عون " بحذف ..



( فلا يلومَنَّ إلا نفسَه ) :

لأنه مقصر في حقّ نفسه ..
 
60261587.gif





~.. لمـ أحـضر يوماً لـ طرح يـ ح ـملـ بصمتكـ .. ~


~.. إلا ورأيتكـ في تميز متجدد ..~


~.. وجمالـ آخــاذ لأنـ الجمالـ موهبتكـ في انتقاء المواضيع..~


~.. والتميز عنوانكـ ..~


~.. للهـ دركـ أيها المبدعهـ .. دمتــ لنــا ..~





23385267.gif
 
الحديث الثاني


عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :


" إن الله يحبُّ العطاس ويكره التثاؤب ، فإذا عطس فحَمِد الله فحقٌّ على كل مسلم سَمِعه أن يُشَمِّتَهُ .. وأمَّا التثاؤب فإنَّما هو من الشيطان [ فإذا تثاءب أحدكم ] فليردَّه ما استطاع ، فإذا قال هاه ، ضحك منه الشيطان " ..


صححه الألباني ..





الشرح :


( إن الله يحبُّ العطاس ) :


لأنه يحمِل صاحبَه على النشاط في الطاعة ..




( ويكره التثاؤب ) :


لأنه يمنع صاحبه عن النشاط في الطاعة ، ويوجب الغفلة ، ولذا يفرح به الشيطان ، وهو إنَّما ينشأ من الامتلاء وثِقَل النفس وكدورة الحواس ، ويورِث الغفلة والكسَل وسوء الفهم ، ولذا كرهه الله وأحبّه الشيطان وضحك منه " " مرقاة (8/494) بحذف ..




( فإذا عطس فحَمِد الله فحقٌّ على كل مسلم سَمِعه أن يُشَمِّتَهُ ) :


قال أبو عبيد في " غريب الحديث " : " شَمَّت : يعني دعا له ، كقولك : يرحمكم الله أو يهديكم الله ويصلح بالكم ؛ والتشميت : هو الدعاء ، وكلّ داعٍ لأحد بخير ، فهو مُشمِّت له " ..



وقال ابن القيم : " قال جماعة من علمائنا : إنَّ التشميت فرض عين لأنه جاء بلفظ الوجوب الصريح ، وبلفظ الحق الدّألّ عليه ، وبلفظ ( على ) الظاهرة فيه ، وبصيغة الأمر التي هي حقيقة فيه ، وبقول الصحابي : " أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم " .. ذَكَرَه الجيلاني في " الفضل " (2/382) ..



قال شيخنا ( الألباني ) في " صحيح الكلم الطيّب " طبعة دار المعارف
(ص 103) :



" هذا دليلٌ واضح على وجوب التشميت على كل من سَمِعَه ، وما اشتهر من أنَّه فرض كفائي ، إذا قام به البعض سقط عن الباقين ؛ ممّأ لا دليل عليه هنا ؛ بخلاف السلام للحديث :


" يُجزىءُ عن الجماعة إذ مروُّا ؛ أن يسلمَأحدهم ، ويُجزىءُ عن الجلوس ؛ أن يَرُدَّ أحدُهم " ..





( وأمَّا التثاؤب فإنَّما هو من الشيطان ) :


قال الحافظ في " الفتح " (10/612) : " قال ابن بطّال : أي أن الشيطان يُحِبُّ أن يرى الإنسان متثائباً ؛ لأنَّها حالة تتغيّر فيها صورته فيضحك منه "..



وقال النووي : " أُضيفَ التثاؤب إلى الشيطان ، لأنه يدعو إلى الشهوات ، إذ يكون عن ثِقَل البَدن ، واسترخائه وامتلائه ، والمراد التحذير من السبب الذي يتولّد منه ذلك وهو التوسّع في المأكل " ..





( فإذا تثاءب أحدكم ، فليردَّه ما استطاع ) :


قال الحافظ : " أي يأخذ في أسباب ردِّه ، وليس المراد به أنَّه يملك دفْعه ، لأن الذي وقع لا يُردَّ حقيقة ..


وقيل : معنى إذا تثاءب إذا أراد أن يتثاءب " ..





( فإذا قال هاه ، ضحك منه الشيطان ) :


هاه : حكاية لصوت المتثائب ..
 
الحديث الثالث




عن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :


" إذا عاد الرجل أخاه أو زارَه , قال الله له : طِبتَ وطابَ ممشاك , وتبوّّأْتَ منزلاً في الجنَّة " ..

حسنه الألباني ..




الشرح :-



( إذا عاد الرجل أخاه أو زارَه ) :


أي : مريضاً ؛ أو زاره أي : صحيحاً , فأو للتنويع , والعيادة تستعمل غالباً في المرض والزيارة في الصحة ..
"مرقاة"(8/748) بحذف ..

وفي " النهاية " : " كل من أتاك مرّة بعد أخرى فهو عائد , وإن اشتهر ذلك في عيادة المريض حتى صار كأنّه مختصٌّ به " ..




( قال الله له : طِبتَ ) :

جاء في " المرقاة " - بتصرف - : " صرت طيّب العيش في الآخرة ، أو حصَل لك طيب عيش فيها " ..




( وطابَ ممشاك ) :

قال القاري - بتصرف - : " أي : مشيك سبب طيب عيشك فيها ، كذا ذكَره بعض الشراح ، وهذا يُبشّر بقبول نيته وشُكر سعيه " ..



( وتبوّّأْتَ منزلاً في الجنَّة ) :

قال في " النهاية " : " يُقال : بوّأه الله منزلاً ، أي : أسكنه إياه .. تبوّأت منزلاً : أي اتخذته ، والمباءة المنزل " ..



قال القاري - بحذف - : " أي : هيأت منها بهذه العيادة منزلة عظيمة ومرتبة جسيمة ، فإن إدخال السرور في قلب المؤمن أجره عظيم وثوابه جزيل ، لا سيّما والعيادة فيها موعظة وعبرة وتذكرة وتنبيه على اغتنام الصحة والحياة ورفع الهموم الزائدة ، نسأل الله العفو والعافية وحسن الخاتمة " ..



وفي الحديث فضل عيادة المريض والزيارة في الله سبحانه , وسعة رحمة الله تعالى ..



وفيه كلام الله تعالى للعبد على الحقيقة ؛ إخباراً بما أعدَّ له في الجنة ..
 
الحديث الرابع

عن أبى هريرة , عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :

" زار رجل أخاً له في قرية ، فأرصَد اللهُ له ملَكاً على مَدْرَجَتِه , فقال : أين تريد ؟

قال : أخاً لي في هذه القرية : فقال : هل له عليك مِنْ نعمة تَرُبُّها ؟

قال : لا ، إنِّي أحبُّه في الله ..

قال : فإنِّى رسولُ الله إِليك ؛ أنَّ الله أحبَّك كما أحبَبْتَه " ..


صححه الألباني ..





الشرح :-


( زار رجل أخاً له في قرية ، فأرصَد اللهُ له ملَكاً على مَدْرَجَتِه ) :

قال النووي : " معنى أرصده : أقعَدَه يرقبه ..

والمدْرَجة بفتح الميم والراء : هي الطريق ، سُميت بذلك لأن الناس يدرجون عليها أي : يمضون ويمشون " ..




( فقال : أين تريد ؟ قال : أخاً لي في هذه القرية : فقال : هل له عليك مِنْ نعمة تَرُبُّها ) :


أي : تحفظها وتراعيها وتربيها كما يُربّي الرجُل ولدَه ..
" النهاية " ..





( قال : لا ، إنِّي أحبُّه في الله .. قال : فإنِّى رسولُ الله إِليك ؛ أنَّ الله أحبَّك كما أحبَبْتَه ) :

فيه إثبات صفة المحبة لله تعالى من غير تشبيه ولا تمثيل ، ولا ينبغي تعطيلها أو تأويلها ..



قال النووي (16/124) : "في هذا الحديث فضل المحبة في الله تعالى ، وأنها سببٌ لحبِّ الله تعالى للعبد ، وفيه فضيلة زيارة الصالحين والأصحاب " ..


 
بارك الله فيك
 
الحديث الخامس


عن بكر بن عبد الله قال : كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يتبادحون بالبطيخ فإذا كانت الحقائق كانوا هم الرجال ..

صححه الألباني ..


الشرح :-


( كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يتبادحون بالبطيخ ) :

يتبادحون : يترامَون به ..

ويتبادحون : من المفاعلة , تُفيد المشاركة ..



( فإذا كانت الحقائق كانوا هم الرجال ) :

فليس كل وقتهم مزاح ..

قال في " المحيط " : " الحقائق جمع حقيقة , وأصل هذه الكلمة الشيء الثابت يقيناً " ..

وفي " مختار الصحاح " : " ما يَحقُّ على الرجل أن يَحميَه " ..

وفي " اللسان " : " حقيقة الرجل ما يلزمه حِفظه ومنْعه ويحقّ عليه الدفاع عنه من أهل بيته " وهذا المعنى المراد في النص , والله أعلم ..


والمراد بالبطيخ هنا : القشر , لِمَا ورَد من النّهي عن إضاعة المال , ولقوله صلى الله عليه وسلم :

" إذا سقطت لُقمة أحدكم فليُمِط عنها الأذى وليأكلها ولا يدعها للشيطان " أخرجه مسلم (2034) ..
 
الحديث السادس


عن سلمة [ وهو ابن الأكوع ] قال :

عطس رجل عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال : " يرحمك الله "

ثم عطس أخرى فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " هذا مزكوم " ..

صححه الألباني ..






الشرح :-


( عطس رجل عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال : "يرحمك الله ، ثم عطس أخرى فقال النبي صلى الله عليه وسلم : هذا مزكوم ) :



قال في " إكمال الكمال " (9/462) :

" يعني أنَّك لستَ ممَّن يشمَّت بعد هذا ، لأنَّ هذا الذي بك مرض ..






فإنْ قيل : إذا كان مرضاً فكان الأولى أن يُدعى له ، لأنَّه أحقّ بالدعاء من غيره ..



فالجواب :

أنه يستحب أن يُدعى له بالعافية ، لا بدعاء العاطس " ..



 
بسم الله الرحمن الرحيم
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

الحديث السابع


عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :

" لعن اللهُ مَنْ كَمهَ أعمى عن السَّبيل " ..


قال الألباني : حسن صحيح ..




الشرح :


( لعن اللهُ مَنْ كَمهَ أعمى عن السَّبيل ) :

الكَمه : العمى ، والمراد هنا أضلّه عن السبيل ..
 
بسم الله الرحمن الرحيم

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .


الحديث الثامن



(( باب من أشار على أخيه وإن لم يستَشِرْه ))


عن وهب بن كيسان - وكان وهب أدرك عبد الله بن عمر - :

" أنَّ ابن عمر رأى راعياً وغنَماً في مكانٍ قبيح ، ورأى مكاناً أمثل منه فقال له :

ويحك ، يا راعى ! حوِّلْها ، فإنِّي سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " كل راعٍ مسؤولٌ عن رعيَّته " ..

صححه الألباني ..



الشرح : -



( أنَّ ابن عمر رأى راعياً وغنَماً في مكانٍ قبيح ) :

في الأصل ( في مكانٍ قشح ) ..

قال محمد فؤاد عبد الباقي - رحمه الله - كذا .. وفي الهندية ( فشج ) وفي المخطوطة ( قشج ) ، ولعلها تحريف ( نشح ) وهو الشرب القليل ، وانتشحت الإبل إذا شربت ولم ترو ..



( ورأى مكاناً أمثل منه ) :

أمثل : تفضيل من مَثُل ، ومعناه أحسن وأفضل ..



( فقال له : ويحك ، يا راعى ! حوِّلْها ) :

ويح كلمة ترحُّم وتوجُّع ، تُقال لمن وقع في هلكةٍ لا يستحقها ، وهي منصوبة على المصدر ..



وحوِّلها : أي إلى المكان الأفضل ..


( فإنِّي سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ) :


فيه تأسّيهم بالنبي صلى الله عليه وسلم واقتداؤهم به ، ومعالجتهم الواقع بالنصوص ، وعَمَلهم بالسنة ، وأمْرهم بالمعروف ، ونهيهم عن المنكر ..


وفيه الإشارة على المسلم بالرأي وإن لم تبدُر منه الاستشارة ؛ كما بوّب لذلك المصنّف ( البخاري رحمه الله )

بقوله : ( باب من أشار على أخيه وإن لم يستَشِرْه ) ،


وهذا متمثّلٌ في فعل ابن عمر - رضي الله عنهما - حين طلب من الراعي تحويل غنمه ولم يكن قد استشاره في ذلك ..





( كل راعٍ مسؤولٌ عن رعيَّته ) :


أي : فأنتَ مسؤول أمام الله سبحانه وتعالى عن رعْيِك الأغنام في هذا المكان القبيح ..



ومسؤولية الراعي عامّة سواء كان راعي للنّاس أو راعيَ غنم أو غير ذلك ، وفيه الرفق بالحيوان ، وتعظيم الصحابة حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، واستنباط المسائل والأحكام منها ، والله تعالى أعلم ..
 
بسم الله الرحمن الرحيم

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

الحديث التاسع



عن أبى هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :

" تُفتح أبواب الجنَّة يومَ الإثنين ويومَ الخميس ، فيُغفر لكلِّ عبد لا يشرك بالله شيئاً ، إلا رجلاً كانت بينه وبين أخيه شحناءُ ، فيُقال : انظِروا هذين حتى يصطلحا " ..


صححه الألباني ..




الشرح : -


( تُفتح أبواب الجنَّة يومَ الإثنين ويومَ الخميس ) :

تُفتح على الحقيقة ولا يجوز التأويل ..




ويتبع فتحْ أبواب الجنة كثيرة الصفح والغُفران ورفْع المنازل ..

والدّليل على ذلك قوله : ( فيُغفر لكلِّ عبد لا يشرك بالله شيئاً ) :

وفيه فضل التوحيد وعدم الشرك بالله تعالى ، وأنه يقود إلى مغفرة الله ورحمته ..




( إلا رجلاً ) :

جاءت بالرفع في أكثر الروايات ، ومن المعلوم أنّ النصب واجب إذا ذُكر المستثنى منه وكان الكلام مُثبتاً غير منفي ..


وَوَرَدَ في " صحيح مسلم " (5030) : " إلا رجلاً " بالنصب ، وذكَر العلماء وجه الرفع كما في " مكمّل الإكمال " و " المرقاة " ( 8/763) ..


( كانت بينه وبين أخيه شحناءُ ) :

الشحناء : العداوة ، كأنَّه شُحِنَ بُغضاً له وامتلأ به قلبه .. " نووي " ( 16/123) ..

وفيه أثر العداوة والبغضاء في حرمان المغفرة والرحمة ..





( فيُقال : انظِروا هذين حتى يصطلحا ) :

أي : أمهلوا هذين حتى يتصالحا ويزيلا ما بينهما من عداوةٍ وبغضاء ..


وفي بعض روايات مسلم (2565) : " اتركوا أو اركوا هذين حتى يفيئا " ..

ومعنى اركوا : أخِّروا ..

وحتى يفيئا : أي : يرجعا إلى الصلح والمودّة ..



وفي رواية مسلم ( 2565 ) : " فيقال أنظروا هذيْن حتى يصطلِحا ، فيقال أنظروا هذيْن حتى يصطلِحا ، فيقال أنظروا هذيْن حتى يصطلِحا " ..
 
بسم الله الرحمن الرحيم

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .



الحديث العاشر




عن هشام بن عامر الأنصاريِّ - ابن عم أنس بن مالك ، وكان قُتل أبوه يوم أُحُد -أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :






" لا يحلُّ لمسلمٍ أن يُصارِمَ مُسلماً فوقَ ثلاث ، فإِنَّهما ناكبان عن الحقِّ ما داما على صِرامهما ، وإنَّ أوَّلَهما فَيْئاً يكون كفَّارة عنه سبْقه بالفيء ، وإن ماتا على صِرامهما لم يدخلا الجنَّة جميعاً أبداً ، وإن سلَّم عليه فأبى أنْ يَقبَل تسليمَه وسلامَه ، ردَّ عليه الملَك ، وردَّ على الآخَر الشيطانُ " ..



صححه الألباني ..





الشرح :-





( لا يحلُّ لمسلمٍ أن يُصارِمَ مُسلماً فوقَ ثلاث ) :



أصل الصرم : القطْع : وهي هنا بمعنى الهجران ومقاطعة المكالمة ، ومنه قوله تعالى ** فأصبحت كالصريم }


[ القلم :20 ] .. قال الحسن : أي : صُرم منها الخير فليس فيها شيء ..



وفي رواية " أحمد " (16257) - طبعة دار الفكر - : " لا يحلّ لمسلم أن يهجر مسلما فوق ثلاث ليال ؛ فإنهما ناكبان عن الحق ما داما على صرامها " وانظر " الصحيحة "


(1246) ..




( فإِنَّهما ناكبان عن الحقِّ ما داما على صِرامهما ) :



ناكبان : مائلان زائغان عن الحقّ ، ومنه قوله تعالى :

** وإن الذين لا يؤمنون بالآخرة عن الصراط لناكبون }

[ المؤمنون : 74 ] ..


هذا إذا كان الهجران لدُنيا أو هوى ، أما إذا كان لوجه الله فلا بأس ، ولكن ينبغي أن يتفطن الإنسان إلى هذا الهجران أيجرّ نفعاً أم لا ؟؟



فإن كان بالهجران يزداد المهجور ضلالاً فلا ؛ كما أفاد شيخنا بذلك ( الشيخ الألباني ) ، ويحسُن بالمرء أن يستشير أهل العلم فيما يُقدِم عليه وبالله التوفيق ..






( وإنَّ أوَّلَهما فَيْئاً يكون كفَّارة عنه سبْقه بالفيء ) :



أصل الفيء : الرجوع ، والمراد : التوبة من المقاطعة ..




وفي رواية " أحمد " ( 26258) : " وأولهما فيئاً يكون سبْقُه بالفيء كفّارة له " .. أي أنَّ السبق بالرجوع عن المقاطعة كفارة لمن يسبق بذلك ..





( وإن ماتا على صِرامهما لم يدخلا الجنَّة جميعاً أبداً ) :



وفي أثر ثوبان " ..... فيهلك أحدهما فماتا وهما على ذلك من المصارمة ، إلا هلكا جميعاً " .. فبموت أحدهما يتحقّق هلاك الطرفين عياذاً بالله تعالى ..




وفي " المسند " ( 16257) : " فإن ماتا على صِرامهما ، لم يجتمعا في الجنة أبداً " وإسناده صحيح وانظر " الصحيحة " ( 1246) ..




فلنتذكر ولنعتبر ؛ إذ الإنسان مهدّدٌ بموته أو موت مَن يصارمه فيهلك ، ويهلك صاحِبه ..






( وإن سلَّم عليه فأبى أنْ يَقبَل تسليمَه وسلامَه ، ردَّ عليه الملَك ، وردَّ على الآخَر الشيطانُ ) :



أبي : رفض وامتنع عن ردّ السلام ..




وثمرة ردّ الشيطان على الآخر سرور هذا العدوّ بذلك ، ومباركته للمُقاطِع وإبعاده إيّاه عن رحمة الله تعالى ..




ولعلّ الإنسان يحسّ بآثار ردّ الشيطان الذي أشار إليه النبي صلى الله عليه وسلم بما يحصُل له من طاعته إيّاه واستمراره في القطيعة ، والله أعلم ..




فلا يصدنّك خوفك عدم رد أخيك السلام عن مبادرتك الرجوع عن الهجران ؛ ما دام المَلك يردّ عليك ..

 
بسم الله الرحمن الرحيم

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .



الحديث الحادي عشر


عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :

" ما توادَّ اثنان في الله جل وعز - أو في الإسلام - فيفرّق بينَهما ؛ أول ذنب يُحدِثُه أحدُهما " ..

صححه الألباني ..




الشرح :-



( ما توادَّ اثنان في الله جل وعز - أو في الإسلام - فيفرّق بينَهما ؛ أول ذنب يُحدِثُه أحدُهما ) :


قال شيخنا في التعليق ( أوّل ذنب ) : " كذا ، ومرّ عليه الشارح الجيلاني !
وفي " الجامع الصغير " برواية ( إلا بذنب ) ولعله الصواب ..


ثم تأكدت من ذلك حينما رأيته في " المسند " هكذا على الصواب من حديث ابن عمر ، وحديث رجل من بني سليط ، ونحوه في " الحلية " من حديث أبي هريرة ، وهي مخرجة في " الصحيحة " ..



قال في " الفيض " - بتصرف يسير - : " فيكون التفريق عقوبة لذلك الذنب ، ولهذا قال بعضهم : إذا تغيَّر صاحبُك ، فاعلم أن ذلك من ذنبٍ أحدثته ، فتب إلى الله من كل ذنب يستقِمْ لك ودّه ..

وقال المزني : إذا وجدتْ من إخوانك جفاءً فتُب إلى الله ، فإنك أحدثت ذنباً ، وإذا وجدت منهم زيادة ودّ ، فذلك لطاعةٍ أحدثتها فاشكر الله تعالى " ..

وفي رواية لأحمد : " إلا بحدَث يُحدِثه أحدُهُما والمحدَث شرٌّ والمحدَث شرٌّ والمحدَث شرٌّ " حسنه الهيثمي في " المجمع " (10/275) ورجاله ثقات غير علي بن زيد بن جدعان وهو ضعيف الحفظ ..

قال شيخنا : وهذا إسناد لا بأس به في الشاهد .. وانظر " الصحيحة " (637) ..


وفيه شؤم الذنوب والمعاصي وما لها من تأثير يقود إلى الذلة والهوان والفُرقة بين المسلمين ، عياذاً بالله تعالى !


وفيه بركة الطاعات / وما لها من أثر في المحبَّة والتآلف بين الإخوة في الله والأقارب والجيران والأصدقاء ..​
 
الحديث الثاني عشر



عن الأشعري [ وهو أبو موسى ] قال :

" إنَّ مِنْ إجلال الله إكرامَ ذي الشَّيبة المسلمَ ، وحاملِ القرآن ؛ غيرِ الغالي فيه ، ولا الجافى عنه ، وإكرامَ ذي السُّلطان المُقسِطِ " ..

حسنه الألباني ..


الشرح :-


( إنَّ مِنْ إجلال الله ) :


أي : تبجيله وتعطيمه ..



( إكرامَ ذي الشَّيبة المسلمَ ) :

أي : تعظيم الشيخ الكبير في الإسلام ؛ بتوقيره في المجالس والرفق به والشفقة عليه ونحو ذلك ، كلّ هذا من كمال تعظيم الله لحُرمته عند الله ..
" عون " (13/192) ..



( وحاملِ القرآن ) :

أي : وإكرام حافظه وقارئه ومُفسّره ، وسمّاه حاملاً له لِما تحمَّل لمشاقّ كثيرةٍ تزيد على الأحمال الكثيرة .. قاله العزيزي ..
" عون " بتصرف ..




( غيرِ الغالي فيه ) :

الغلوّ في الشيء : التشدّد فيه ومجاوزة حدّه ..

قال في " النهاية " : " إنما قال ذلك لأن من أخلاقه وآدابه التي أُمر بها القصدَ في الأمور ، وخير الأمور أوسطها " ..

قال في " المرقاة " (8/706) : " أي : غير المجاوز عن الحدّ لفظاً ومعنىً كالموسوسين والشكّاكين أو المرائين ، أو في معناه بتأويله الباطل كسائر المبتدعة ..

وقيل : الغلو المبالغة في التجويد أو الإسراع في القراءة بحيث يمنعه من تدبُّر المعنى " ..


( ولا الجافى عنه ) :

الجفاء : ترك الصّلة والبرِّ والبعدُ عن الشيء ، فأمر بتعاهده وعدم الابتعاد عن تلاوته والعمل بما فيه .. " النهاية " بتصرف ..


قال القاري : " والجفاء : أن يتركه بعد ما علمه ، لا سيما إذا كان نسيه ، فإنه عُدَّ مِن الكبائر ..


ولذا قيل : اشتغل بالعِلم بحيث لا يمنعك عن العمل ، واشتغل بالعمل بحيث لا يمنعك عن العلم ، وحاصله أن كُلًّا من طرفي الإفراط والتفريط مذموم ، والمحمود هو الوسط العدل المطابق لحاله صلى الله عليه و سلم في جميع الأقوال والأفعال " ..


( وإكرامَ ذي السُّلطان المُقسِطِ ) :


المُقسط : العادل ..

قال في " المرقاة " - بحذف - : " أي : العادل ، وأقلُّه أن يغلب عدله جوره ؛ خلافاً لمن كان عكْسه ، فإن البعد عنه أفضل ، مع أنه لا يخلو كل سلطان عن نوع عدل ، وتحقيقه مبنيٌّ على الفرق بين من يعدل وبين العادل ، فإن الثاني يُطلق عرفاً على من كان موصوفاً بالعدل على طريق الدوام ، كما يقال : فلان المصلّي وفلان الذي يصلِّي " ..


والمتدبر المتأمّل ؛ يرى أهمية المعطوفات في الأحاديث ، وسموّ منزلتها ، وأنَّ من إجلال الله سبحانه وتعظيمه أن يعرف حقّ هؤلاء عليه ، وتضمّن ذلك إجلال الكبير ، وفيه منزلة القرآن والنهي عن الغلوّ فيه والجفاء عنه ..
 
بسم الله الرحمن الرحيم
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .


الحديث الثالث عشر





عن عبد الله [ وهو ابن مسعود ] :



أن النبي صلى الله عليه وسلم نزَل منزلاً فأخَذ رجل بيضَ حُمَّرة ، فجاءت تَرِفُّ على راس رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال :




" أيُّكم فَجَع هذه بيضتها ؟ " .



فقال رجل : يا رسول الله ، أنا أخذت بيضتها ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " اردُدْه ؛ رحمةً لها " ..



صححه الألباني ..




الشرح :-




( أن النبي صلى الله عليه وسلم نزَل منزلاً فأخَذ رجل بيضَ حُمَّرة ) :



الحُمَّرة : طائر صغير كالعصفور ..






( فجاءت تَرِفُّ على راس رسول الله صلى الله عليه وسلم ) :



وفي بعض الروايات : " فجعَلت تَفْرُش " ، وبعضها " تَعْرُش " ..




والتفريش مأخوذ من فرْش الجناح وبسْطه ، والتعريش أن يرتفع الطائر ؛ ويُظلّل بجناحيه ..



قال الخطابي - رحمه الله تعالى - .." عون المعبود"(7/334) .. بتصرف ..





( فقال : أيُّكم فَجَع هذه بيضتها ؟ ) :



فجَع : أوجع وأقلق وأوحش ..




وقد وقَع مِثل هذا مع الجمل الذي حنَّ وذرفت عيناه ، حين رأى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال النبي صلى الله عليه ويلم : " من ربّ هذا الجمل ؟ لمن هذا الجمل " ..



فجاء فتى من الأنصار ، فقال :



لي يا رسول الله ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :



" أفلا تتقي الله في هذه البهيمة التي ملّكك الله إياها ؟! فإنه شكا إلي أنك تجيعه وتدئبه " حديث صحيح أخرجه أحمد وأبو داود والحاكم وغيرهم ، وخرجه شيخنا في " الصحيحة " (20) ..






( فقال رجل : يا رسول الله ، أنا أخذت بيضتها ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " اردُدْه ؛ رحمةً لها ) :



رحمةً : مفعول لأجله ، أي : اردُدْه لأجل رحمة الحُمّرة ..



وفيه رحمة النبي صلى الله عليه وسلم للطائر ورِفقُه به وشفقتُه عليه ..

 
بسم الله الرحمن الرحيم

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

الحديث الرابع عشر


عن أبى هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لا ينبغي لذى الوجهين أن يكون أمينا " ..

قال الألباني : حسن صحيح ..



الشرح :-



( لا ينبغي لذى الوجهين أن يكون أمينا ) :


جاء في " العمدة " (24/255) - بحذف - : " ذو الوجهين ليس المراد منه حقيقة الوجه , بل هو مجاز عن المدحة والمذمّة ..

قال تعالى : ** وَإِذَا لَقُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُواْ إِنَّا مَعَكْمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُونَ }
( البقرة/14) ..



وذو الوجهين لا يكون أميناً ؛ لأنه لم يحافِظ على أمانة الكلمة , ويتقلب حسب الأهواء والمصالح , فأنّى يُطمأنّ له ..

وفي الحديث : آية المنافق ثلاث : " إذا حدث كذب , وإذا وعد أخلف , وإذا اؤتمن خان " رواه مسلم ..
 
بسم الله الرحمن الرحيم


شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .



الحديث الخامس عشر


عن عائشة رضي الله عنها : أن يهود أتوا النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا : السَّام عليكم , فقالت عائشة :

وعليكم , ولعَنَكم الله وغضِب الله عليكم ! قال :

مهلاً , يا عائشة .. عليك بالرِّفق , وإياك والعُنفَ والفحشَ" ..

قالت : أو لم تسمعْ ما قالوا ؟ قال :

أو لم تسمعي ما قلتُ ؟ رَدَدْت عليهم , فيستجاب لي فيهم , ولا يستجاب لهم فيّ " ..

صححه الألباني ..



الشرح :-


( أن يهود أتوا النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا : السَّام عليكم ):

السّام : يعني الموت ..




( فقالت عائشة : وعليكم , ولعَنَكم الله وغضِب الله عليكم ) :

واللعنة : الطرد من رحمة الله سبحانه , والغضب , من الله إنكاره على مَن عصاه , وسخطه عليه , وإعراضه عنه , ومعاقبته إيّاه .." النهاية " ..



( قال : مهلاً ) :

مصدر لفِعل محذوف : أي : ارفقي رفْقاً .. " مرقاة " ..

والمهل : التُّؤَدَة والرفق ..




( يا عائشة .. عليك بالرِّفق ) :

أي : عليك بلين الجانب في القول والفعل والأخذ بالأسهل على ما ذكره السيوطي .. " مرقاة "(8/423) ..


وفيه الأمر بالرفق والحِلم حتى مع الأعداء , مع ملاحظة عدم مجاملتهم في المعاصي , وفيه توجيه الرجل أهله وزوجه ..



( وإياك والعُنفَ ) :

العُنف : الشدّة والمشقّة , وكلّ ما في الرفق من الخير , ففي العُنف من الشرّ مثله .." اللسان" ..




( والفحشَ ) :

أراد النبي صلى الله عليه وسلم بالفُحش التعدّي في القول والجواب , لا الفحش الذي هو
من قَذَع الكلام ورديئه .. " النهاية " ..

وفيه أن قولها - رضي الله عنها - " لعَنَكم الله وغضِب الله عليكم " من العُنف والفُحش ..


قال النووي (4/147) : " في هذا الحديث استحباب تغافُل أهل الفضل عن سفه المبطلين ؛ إذا لم تترتب عليه مفسدة ..

قال الشافعي - رحمه الله - : الكيّس العاقل هو الفَطِن المتغافِل " ..




( قالت : أو لم تسمعْ ما قالوا ؟ قال: أو لم تسمعي ما قلتُ ؟ رَدَدْت عليهم , فيستجاب لي فيهم ,
ولا يستجاب لهم فيّ ) :

أي : يُستجاب لي فيهم دعائي بالموت , ولا يُستجاب لهم فيَّ به , وذلك حين بادروا وقالوا : السّام عليكم , وبذلك تحقّق الانتصار برفقٍ دون عنف ..


وفي الحديث أدب التعامل مع الخصوم والأعداء والنّهي عن العُنف والفُحش مع اليهود , فكيف بمن يكون عنيفاً فاحشاً مع المسلمين !!؟

وفيه توجيه الزوجة والأقارب كما تقدم , والانتصار للنفس برفق وحِكمة , وفيه حُسن خُلُق النبي صلى الله عليه وسلم وأدبه ..
 
بسم الله الرحمن الرحيم
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .


الحديث السادس عشر

عن أسماء بنت يزيد قالت : قال النبي صلى الله عليه وسلم :
" ألا أخبرُكم بخياركم ؟" قالوا: بلى , قال :
الذين إذا رُؤُوا ذُكِر الله . أفلا أُخْبركم بشِراركم ؟ قالوا : بلى , قال :
المشَّاءون بالنميمة , المفسِدون بين الأحبة , الباغون البُرآء العَنَت "

حسنه الألباني ..



الشرح :-


( ألا أخبركم بخياركم ) :

قال المناوي : " أي : بالذين هم من خياركم أيها المؤمنون " ..


( قالوا: بلى ) :

بلى : حرف جواب مُجابٌ به عن النفي , ويُقصد به الإيجاب ..


( قال : الذين إذا رُؤُوا ذُكِر الله ) :


أي : بسمَتهم وهيئتهم ؛ لكون الواحد منهم حزيناً منكسراً مطرِقاً صامتاً ؛ تظهر أثر الخشية على هيئته وسيرته وحركته وسكونه ونُطقه , لا ينظر إليه ناظر إلا كان نظَره مُذكِّراً بالله , وكانت صورته دليلاً على عِلمه , فأولئك يُعرفون بسيماهم في السكينة والذلّة والتواضع .. " فيض "(3/115) ..


قلت ( العوايشة ) : ذُكر الله بألسنتهم وقلوبهم , وائتمَروا بأمره , وانتَهوا عن نهيه , وأحلوا حلالَه وحرّموا حرامه ..



( أفلا أُخْبركم بشِراركم ؟ قالوا : بلى , قال : المشَّاءون بالنميمة , المفسِدون بين الأحبة ) :

المشّاء : صيغة مبالغة للتكثير ..



( الباغون ) :


يقال : بَغَيْتُ فلاناً خيراً , وبَغيتُك الشيء : طلبتُه لك , وبَغيْتُ الشيء : طلبْته ..



( البُرآء ) :

البرآء : جمع بريء ..



( العَنَت ) :

المشقة والفساد , والهلاك , والإثم والغلط , والخطأ والزّنا , كل ذلك قد جاء , والحديث يَحْتَمِل كلَّها ..

والبرآء والعَنَت : منصوبان مفعولان لـ ( الباغون ) .. " النهاية " بتصرف ..


والمعنى : الطالبون للأبرياء المشقّة والفساد ونحو ذلك ..
 
بسم الله الرحمن الرحيم

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

الحديث السابع عشر


عن أبى هريرة قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم :

" أقِلَّ ( وفي رواية : لا تكثروا) الضحك , فإنَّ كثرة الضحك تُميتُ القلبَ " ..

حسنه الألباني رحمه الله ..



الشرح :-

( أقِلَّ ( وفي رواية : لا تكثروا) الضحك , فإنَّ كثرة الضحك تُميتُ القلبَ ) :


أي : تُصيّرُه مغموراً في الظلمات ، بمنزلة الميت الذي لا ينفع نفسه بنافعة , ولا يدفع عنها مكروهاً ، وذا من جوامع الكلم ..
" تحفة "(6/591) ..



قلتُ : فيه أهمية البحث عمّا يحيي القلب ، واجتناب أسباب موته أو مرضه ..


وفيه أن قلة الضحك تدلّ على زُهد العبد بالدنيا ، كما تدل على ورعه وتقواه ..



 
بسم الله الرحمن الرحيم
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .



الحديث الثامن عشر

عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

" لا يجتمع غبارٌ في سبيل الله ودُخان جهنم في جوف عبدٍ أبداً , ولا يجتمع الشُّحُّ والإيمان في قلب عبدٍ أبداً "

صححه الألباني ..


الشرح :-

( لا يجتمع غبارٌ في سبيل الله ودُخان جهنم في جوف عبدٍ أبداً ) :

أي : حيث دخَل في جوفه الغبار ؛ فيمتنع دخول الدخان عليه , لأن الاجتماع في حيّز الامتناع .."مرقاة "(7/390)..

وفي لفظ عند النَّسائي : " في مَنخِرَي مسلم " , انظر " صحيح النسائي "(2916) ..




( ولا يجتمع الشُّحُّ والإيمان في قلب عبدٍ أبداً ) :

الشُّحُّ : أشدُّ البُخل , وهو أبلغُ في المنع من البخل ..

وقيل : هو البخل مع الحِرْص .. وقيل في أفراد الأمور وآحادها , والشح عامٌّ ..
وقيل : البخل بالمال والشح بالمال والمعروف .." النهاية " ..

وقال في " المرقاة "(7/2390) : " ولا يجتمع الشحّ والإيمان : أي : البخل الذي يوجب منْع الواجب , أو يجرّ إلى ظلم العباد " ..



فيه فضل الجهاد في سبيل الله , والخروج في النفير , وفضل الجود والسخاء , والنهي عن الشحّ , والتخويف من نقصان الإيمان بسببه , وفيه بيان اثر الإيمان في استقامة العبد ..
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top