مسابقة في العقيدة -المرحلة الثالثة-

دليل الإيمان بالجنة

معناه التصديق الجازم بوجودهما وأنهما مخلوقتان الآن, وأنهما باقيتان بإبقاء الله لهما لا تفنيان أبدا, ويدخل في ذلك كل ما احتوت عليه هذه من النعيم وتلك من العذاب.

الدليل من القران : قال الله تعالى : فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة أعدت للكافرين وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات أن لهم جنات تجري من تحتها الأنهار) الآية . وغيرها ما لا يحصى , وفي الصحيح من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة الليل" ولك الحمد أنت الحق ووعدك الحق ولقاؤك حق وقولك حق, والجنة حق والنار حق والنبيون حق ومحمد صلى الله عليه وسلم حق والساعة حق " الحديث .

قوله صلى الله عليه وسلم
" من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, وأن محمدا عبده ورسوله وأن عيسى عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه والجنة حق والنار حق أدخله الله الجنة على ما كان من العمل " أخرجاه وفي رواية" من أبواب الجنة الثمانية أيها شاء " .
 
بارك الله فيك، اجابة موفقة و محققة، دقيقة تنمو عن اجتهاد و احسان و اتقان في البحث و الاختيار، لكن يبقى الدليل السابق غير كافي في الاستدلال به على الايمان بالجنة.
ننتظر تتمة الدليل لاعطاء العلامة المستحقة.
بارك الرحمن بك مشرفنا

وجدت في شرح العقيدة الطحاوية أنه عن عائشة رضي الله عنها قالت : خسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرت الحديث وفيه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :{{ رأيت في مقامي هذا كل شيء وعدتم به حتى لقد رأيتني آخذ قطفا من الجنة حين رأيتموني تقدمت ....}}** رواه مسلم والبخاري والنسائي
لآخر الحديث
وفي سورة النجم قوله تعالى:
{{وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى (13) عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى (14) عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى (15) }}
والله اعلم
 
قال سبحانه في الحديث القدسي: (أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر) [البخاري] .كما قال تعالى في كتابه: {فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون} [السجدة: 17].
والمسلم يؤمن بأن الجنة درجات، وأن هذه الدرجات أعدها الله -عز وجل- للمؤمنين على قدر أعمالهم الصالحة، قال تعالى: {وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات أن لهم جنات تجري من تحتها الأنهار} [البقرة: 25].
وقال (: (في الجنة مائة درجة، ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض، والفردوس أعلاها درجة، ومنها تفجر أنهار الجنة الأربعة، ومن فوقها يكون العرش، فإذا سألتم الله فسلوه الفردوس) [أحمد والترمذي].
والمسلم يؤمن أن للجنة ثمانية أبواب تسمى بأسماء الأعمال الصالحة، فهناك باب للصائمين يدعي( الريان) وهناك باب الصلاة، وباب الإحسان، وباب الصدقة، وباب الجهاد.
والمسلم الذي كان يكثر من الصيام يدخل من باب الصيام، وكثير الصلاة يدخل من باب الصلاة.. وهكذا، وهناك أناس يدعون من جميع الأبواب، قال (: (من أنفق زوجين من شيء من الأشياء في سبيل الله دُعي من
أبواب -الجنة-: يا عبدالله، هذا خير. فمن كان من أهل الصلاة؛ دُعي من باب الصلاة، ومن كان من أهل الجهاد دُعي من باب الجهاد، ومن كان من أهل الصدقة، دُعي من باب الصدقة، ومن كان من أهل الصيام، دُعي من باب الصيام، وهو باب الريان) فقال أبو بكر -رضي الله عنه-: هل يُدْعَى أحد منها كلها يا رسول الله؟ قال: (نعم، وأرجو أن تكون منهم يا أبا بكر) [متفق عليه].
والمسلم يؤمن أن من أبواب الجنة بابًا يسمى الريان، جعله الله -عز وجل- للصائمين خاصة، قال (: (إن في الجنة بابًا يقال له الريان، يدخل منه الصائمون يوم القيامة، لا يدخل منه أحد غيرهم، فإذا دخلوا أُغلق، فلم يدخل منه أحد) [متفق عليه].
والمسلم يؤمن أن هناك أعمالا تُدخل أصحابها الجنة من جميع الأبواب، قال (: (ما منكم من أحد يتوضأ فيسبغ الوضوء، ثم يقول أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا عبد الله ورسوله، إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء) [مسلم].
والمسلم يؤمن أن في الجنة غرفًا أعدها الله -عز وجل- للمؤمنين، قال تعالى: {لكن الذين اتقوا ربهم لهم غرف من فوقها غرف مبنية} [الزمر: 20]. وقال (: (إن في الجنة لغرفًا يُرى ظهورها من بطونها وبطونها من ظهورها، فقام إليه أعرابي، فقال: لمن هي يا رسول الله؟ قال: هي لمن أطاب الكلام، وأطعم الطعام، وأدام الصيام، وصلى لله بالليل والناس نيام) [الترمذي].
وقال: (إن أهل الجنة ليتراءون (يشاهدون) أهل الغرف من فوقهم، كما تتراءون الكوكب الدُّرِّي الغابر من الأفق من المشرق أو من المغرب، لتفاضل ما بينهم). قالوا: يا رسول الله، تلك منازل الأنبياء لا يبلغها غيرهم؟ قال: (بلى والذي نفسي بيده، رجال آمنوا بالله وصدقوا المرسلين) [مسلم].
والمسلم يؤمن أن تربة الجنة الزعفران، وأن بناءها لَبِنَة من ذهب ولبنة من فضة، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قلت: يا رسول الله، ممَّ خُلق الخلق؟ قال: (من الماء). قلنا: الجنة ما بناؤها؟ قال: (لبنة من فضة، ولبنة من ذهب، وملاطها المسك الأذفر، وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت، وتربتها الزعفران، ومن دخلها ينعم ولا يبأس، ويخلد ولا يموت، لا تَبلى ثيابهم، ولا يَفنى شبابهم) [الترمذي].
والمسلم يؤمن أن في الجنة بيوتًا وقصورًا، قال (: (بينا أنا نائم في الجنة، فإذا امرأة تتوضأ إلى جانب قصر. قلت: لمن هذا القصر؟ قالوا: لعمر بن الخطاب) [البخاري].
وقال: (إذا مات ولد العبد، قال الله لملائكته: قبضتم ولد عبدي؟ فيقولون: نعم. فيقول: قبضتم ثمرة فؤاده؟ فيقولون: نعم. فيقول: ماذا قال عبدي؟ فيقولون: حمدك واسترجع. فيقول الله: ابنوا لعبدي بيتًا في الجنة وسموه بيت الحمد) [الترمذي].
والمسلم يؤمن أن في الجنة خيامًا جعل الله فيها الحور العين، قال تعالى: {حور مقصورات في الخيام} [الرحمن: 72]. وقال (: (في الجنة خيمة من لؤلؤة مجوفة، عرضها ستون ميلا في كل زاوية منها أهل، ما يرون الآخرين، يطوف عليهم المؤمن) [مسلم].
والمسلم يؤمن بما في الجنة من ثمار وأشجار، وهذه الثمار لا تشبه بعضها البعض في الطعم واللون، وهي موجودة على الدوام. قال تعالى: {وفاكهة كثيرة. لا مقطوعة ولا ممنوعة} [الواقعة: 32-33].
وقال (: (إن في الجنة لشجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام، واقرءوا إن شئتم: {وظل ممدود}) [الحديث رواه البخاري].
والمسلم يؤمن بأن هناك زرعًا لمن أراد أن يزرع في الجنة، قال النبي ( وكان عنده رجل من البادية: (إن رجلا من أهل الجنة استأذن ربه في الزرع. فقال: أو لست فيما شئت؟ - أي متمتعًا بما تريد- قال: بلى، ولكني أحب أن أزرع. فأسرع وبذر، فتبادر الطرف نباته، واستواؤه، واستحصاؤه وتكويره أمثال الجبال، فيقول الله -تعالى-: دونك يا ابن آدم، فإنك لا يشبعك شيء). فقال الأعرابي: يا رسول الله: لا تجد هذا إلا قرشيًّا أو أنصاريًّا، فإنهم أصحاب زرع، فأما نحن فلسنا بأصحاب زرع. ضحك النبي ( [البخاري].
والمسلم يؤمن بأن في الجـنة أنهارًا من ماء غير متغير الطعم، وأنهار من عسل مصفى، وأنهار من خمر لذة للشـاربين، وهـذه الأنهار ماؤها أشـد بـياضًا من اللبن، وأجمل طعمًا من العسـل، لا يمل الإنسان من الشرب منها، قال تعالى: {وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات أن لهم جنات تجري من تحتها الأنهار} [البقرة: 25].
وقال -عز وجل-: {مثل الجنة التي وعد المتقون فيها أنهار من ماء غير آسن وأنهار من لبن لم يتغير طعمه وأنهار من خمر لذة للشاربين وأنها من عسل مصفى ولهم فيها من كل الثمرات ومغفرة من ربهم} [محمد: 15].
والمسلم يؤمن أن من أنهار الجنة النيل والفرات، قال (: (النيل والفرات من أنهار الجنة) [مسلم]. ومن أنهارها أيضًا الكوثر، وهو نهر أعطاه
الله -عز وجل- لرسوله (، ماؤه أبيض من الثلج، وأعذب من العسل، قال (: (الكوثر نهر في الجنة، حافتاه من ذهب، ومجراه على الدر والياقوت، تربته أطيب من المسك، وماؤه أحلى من العسل، وأبيض من الثلج) [الترمذي وابن ماجه].
والمسلم يؤمن أن في الجنة أسواقًا يذهب إليها المؤمنون، لقوله (: (إن في الجنة لسوقًا يأتونها كل جمعة، فتهب ريح الشمال (ريح المطر)، فتحثو في وجوههم وثيابهم، فيزدادون حسنًا وجمالا، فيرجعون إلى أهليهم، وقد ازدادوا حسنًا وجمالا، فيقولون: وأنتم والله لقد ازددتم بعدنا حسنًا وجمالا) [مسلم والترمذي].
والمسلم يؤمن بأن للجنة سررًا وآنية وفرشًا من الحرير، قال تعالى: {فيها سرر مرفوعة. وأكواب موضوعة. ونمارق مصفوفة. وزرابي مبثوثة}
[الغاشية: 13-16]. وقال تعالى: {ويطاف عليهم بآنية من فضة وأكواب كانت قوارير. قوارير من فضة قدروها تقديرًا} [الإنسان: 15-16].
والمسلم يؤمن أن أهل الجنة يلبسون ثيابًا من الحرير، ويتزينون باللؤلؤ والذهب والفضة، قال تعالى: {يحلون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤا ولباسهم فيها حرير} [الحج: 23]. وقال تعالى: {عاليهم ثياب سندس خضر وإستبرق وحلوا أساور من فضة} [الإنسان: 21].
والمسلم يعلم أن هذه الثياب لا تبلى ولا تتمزق، وتبقى على جمالها ودقة صنعها كما هي، قال (: (من يدخل الجنة، ينعم لا يَبْأس، لا تبلى ثيابه، ولا يفنى شبابه) [مسلم والترمذي].
والمسلم يؤمن بأن الملائكة يدخلون على المؤمنين يحيونهم ويسلمون عليهم، قال تعالى: {والملائكة يدخلون عليهم من كل باب. سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار} [الرعد: 23-24].
وقال: {لا يسمعون فيها لغوًا ولا تأثيمًا. إلا قيلاً سلامًا سلامًا}
[الواقعة: 25-26]. وقال:{دعواهم فيها سبحانك اللهم وتحيتهم فيها سلام وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين} [يونس: 10].
والمسلم يؤمن بأن في الجنة ولدانًا يخدمون المؤمنين، قال تعالى: {ويطوف عليهم ولدان مخلدون إذا رأيتهم حسبتهم لؤلؤًا منثورًا} [الإنسان: 19].
وقال: {يطوف عليهم ولدان مخلدون. بأكواب وأباريق وكأس من معين. لا يصدعون عنها ولا ينزفون. وفاكهة مما يتخيرون. ولحم طير مما يشتهون}
[الواقعة: 17-21].
والمسلم يؤمن أن الله -عز وجل- ينـزع الغل والحسد من قلوب أهل الجنة، ويجعل بينهم المودة والمحبة، قال تعالى: {إن المتقين في جنات وعيون. ادخلوها بسلام آمنين. ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانًا على سرر متقابلين. لا يمسهم فيها نصب ولا ما هم منها بمخرجين} [الحجر: 45-48].
وقال (: (إن أول زمرة تدخل الجنة، على صورة القمر ليلة البدر، والذين على إثرهم كأشد كوكب إضاءة. قلوبهم على قلب رجل واحد، لا اختلاف بينهم ولا تباغض) [متفق عليه].
والمسلم يعلم أن آخر أهل النار دخولا الجنة رجل يأتي بعد دخول الناس الجنة والنار، فيأمره الله -عز وجل- أن يدخل الجنة، قال (: (إني لأعلم آخر أهل النار خروجًا منها، وآخر أهل الجنة دخولا، رجل يخرج من النار حبوًا، فيقول الله: اذهب فادخل الجنة. فيأتيها، فيخيل إليه أنها ملأى، فيرجع فيقول: يا رب وجدتها ملأى. فيقول: اذهب. فيأتيها، فيخيل إليه أنها ملأى، فيرجع فيقول: يا رب وجدتها ملأى. فيقول: اذهب فادخل الجنة، فإن لك مثل الدنيا وعشرة أمثالها -أو إن لك مثل عشرة أمثال الدنيا- فيقول: تسخر أو تضحك مني وأنت الملك؟!). فلقد رأيت رسول الله ( ضحك حتى بدت نواجذه، وكان يقول: (ذلك أدنى أهل الجنة منزلة) [متفق عليه].
والمسلم يؤمن بخلود أهل الجنة في الجنة، وبخلود أهل النار في النار، قال (: (إذا صار أهل الجنة إلى الجنة، وأهل النار إلى النار جيء بالموت حتى يُجعل بين الجنة والنار، ثم يذبح، ثم ينادي منادٍ: يا أهل الجنة لا موت. يا أهل النار لا موت. فيزداد أهل الجنة فرحًا إلى فرحهم، ويزداد أهل النار حزنًا إلى حزنهم) [متفق عليه].
والمسلم يؤمن بأن الله -عز وجل- يمنُّ على المؤمنين بالنظر إلى وجهه الكريم، وقال تعالى: {وجوه يومئذ ناضرة. إلى ربها ناظرة} [القيامة: 22-23].
وعن جرير بن عبد الله -رضي الله عنهما- أنه قال: كنا عند النبي ( فنظر إلى القمر ليلةً -يعني البدر- فقال: إنكم سترون ربكم، كما ترون هذا القمر، لا تضامون في رؤيته) [البخاري وأبو داود وأحمد].
وفي الحديث أن الرسول ( تلا هذه الآية: {للذين أحسنوا الحسنى وزيادة} [يونس: 26] . ثم قال: (إذا دخل أهل الجنة الجنة، يقول
الله -تبارك وتعالى-: تريدون شيئًا أزيدكم؟ فيقولون: ألم تبيض وجوهنا؟ ألم تدخلنا الجنة وتنجنا من النار؟ قال: فيكشف الحجاب، فما أعطوا شيئًا أحب إليهم من النظر إلى وجه ربهم -عز وجل-) [مسلم والترمذي وأحمد].
والمسلم يؤمن بأن الله -عز وجل- يرضي عن المؤمنين الذين دخلوا الجنة فلا يسخط عليهم أبدًا، قال تعالى: {وعد الله المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ومساكين طيبة في جنات عدن ورضوان من الله أكبر ذلك هو الفوز العظيم} [التوبة: 72].
وقال (: (إن الله -تبارك وتعالى- يقول لأهل الجنة: يا أهل الجنة. فيقولون: لبيك ربنا وسعديك. فيقول: هل رضيتم؟ فيقولون: وما لنا لا نرضى وقد أعطيتنا ما لم تعطِ أحدًا من خلقك! فيقول: أنا أعطيكم أفضل من ذلك، قالوا: يا رب وأي شيء أفضل من ذلك؟ فيقول: أحل عليكم رضواني، فلا أسخط عليكم بعده أبدًا) [متفق عليه].
 
دليل الإيمان بالجنة

معناه التصديق الجازم بوجودهما وأنهما مخلوقتان الآن, وأنهما باقيتان بإبقاء الله لهما لا تفنيان أبدا, ويدخل في ذلك كل ما احتوت عليه هذه من النعيم وتلك من العذاب.

الدليل من القران : قال الله تعالى : فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة أعدت للكافرين وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات أن لهم جنات تجري من تحتها الأنهار) الآية . وغيرها ما لا يحصى , وفي الصحيح من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة الليل" ولك الحمد أنت الحق ووعدك الحق ولقاؤك حق وقولك حق, والجنة حق والنار حق والنبيون حق ومحمد صلى الله عليه وسلم حق والساعة حق " الحديث .

قوله صلى الله عليه وسلم
" من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, وأن محمدا عبده ورسوله وأن عيسى عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه والجنة حق والنار حق أدخله الله الجنة على ما كان من العمل " أخرجاه وفي رواية" من أبواب الجنة الثمانية أيها شاء " .
بارك الله فيك يا فاضل، اجابة قيمة تستحق بها العلامة الكاملة. 10/10
 
توقيع ابو ليث
بارك الرحمن بك مشرفنا

وجدت في شرح العقيدة الطحاوية أنه عن عائشة رضي الله عنها قالت : خسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرت الحديث وفيه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :{{ رأيت في مقامي هذا كل شيء وعدتم به حتى لقد رأيتني آخذ قطفا من الجنة حين رأيتموني تقدمت ....}}** رواه مسلم والبخاري والنسائي
لآخر الحديث
وفي سورة النجم قوله تعالى:
{{وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى (13) عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى (14) عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى (15) }}
والله اعلم
ما شاء الله، هنا كانت الدليل صريح و واضح وضوح الشمس في رائعة النهار.
أسأل الله أن يجعلك ممن اذا أعطي شكر و اذا ابتلي صبر و اذا أذنب استغفار، فإن هؤلاء الثلاث عنوان السعادة لمن أرادها و ابتغى سبيلها.
 
توقيع ابو ليث
قال سبحانه في الحديث القدسي: (أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر) [البخاري] .كما قال تعالى في كتابه: {فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون} [السجدة: 17].
والمسلم يؤمن بأن الجنة درجات، وأن هذه الدرجات أعدها الله -عز وجل- للمؤمنين على قدر أعمالهم الصالحة، قال تعالى: {وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات أن لهم جنات تجري من تحتها الأنهار} [البقرة: 25].
وقال (: (في الجنة مائة درجة، ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض، والفردوس أعلاها درجة، ومنها تفجر أنهار الجنة الأربعة، ومن فوقها يكون العرش، فإذا سألتم الله فسلوه الفردوس) [أحمد والترمذي].
والمسلم يؤمن أن للجنة ثمانية أبواب تسمى بأسماء الأعمال الصالحة، فهناك باب للصائمين يدعي( الريان) وهناك باب الصلاة، وباب الإحسان، وباب الصدقة، وباب الجهاد.
والمسلم الذي كان يكثر من الصيام يدخل من باب الصيام، وكثير الصلاة يدخل من باب الصلاة.. وهكذا، وهناك أناس يدعون من جميع الأبواب، قال (: (من أنفق زوجين من شيء من الأشياء في سبيل الله دُعي من
أبواب -الجنة-: يا عبدالله، هذا خير. فمن كان من أهل الصلاة؛ دُعي من باب الصلاة، ومن كان من أهل الجهاد دُعي من باب الجهاد، ومن كان من أهل الصدقة، دُعي من باب الصدقة، ومن كان من أهل الصيام، دُعي من باب الصيام، وهو باب الريان) فقال أبو بكر -رضي الله عنه-: هل يُدْعَى أحد منها كلها يا رسول الله؟ قال: (نعم، وأرجو أن تكون منهم يا أبا بكر) [متفق عليه].
والمسلم يؤمن أن من أبواب الجنة بابًا يسمى الريان، جعله الله -عز وجل- للصائمين خاصة، قال (: (إن في الجنة بابًا يقال له الريان، يدخل منه الصائمون يوم القيامة، لا يدخل منه أحد غيرهم، فإذا دخلوا أُغلق، فلم يدخل منه أحد) [متفق عليه].
والمسلم يؤمن أن هناك أعمالا تُدخل أصحابها الجنة من جميع الأبواب، قال (: (ما منكم من أحد يتوضأ فيسبغ الوضوء، ثم يقول أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا عبد الله ورسوله، إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء) [مسلم].
والمسلم يؤمن أن في الجنة غرفًا أعدها الله -عز وجل- للمؤمنين، قال تعالى: {لكن الذين اتقوا ربهم لهم غرف من فوقها غرف مبنية} [الزمر: 20]. وقال (: (إن في الجنة لغرفًا يُرى ظهورها من بطونها وبطونها من ظهورها، فقام إليه أعرابي، فقال: لمن هي يا رسول الله؟ قال: هي لمن أطاب الكلام، وأطعم الطعام، وأدام الصيام، وصلى لله بالليل والناس نيام) [الترمذي].
وقال: (إن أهل الجنة ليتراءون (يشاهدون) أهل الغرف من فوقهم، كما تتراءون الكوكب الدُّرِّي الغابر من الأفق من المشرق أو من المغرب، لتفاضل ما بينهم). قالوا: يا رسول الله، تلك منازل الأنبياء لا يبلغها غيرهم؟ قال: (بلى والذي نفسي بيده، رجال آمنوا بالله وصدقوا المرسلين) [مسلم].
والمسلم يؤمن أن تربة الجنة الزعفران، وأن بناءها لَبِنَة من ذهب ولبنة من فضة، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قلت: يا رسول الله، ممَّ خُلق الخلق؟ قال: (من الماء). قلنا: الجنة ما بناؤها؟ قال: (لبنة من فضة، ولبنة من ذهب، وملاطها المسك الأذفر، وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت، وتربتها الزعفران، ومن دخلها ينعم ولا يبأس، ويخلد ولا يموت، لا تَبلى ثيابهم، ولا يَفنى شبابهم) [الترمذي].
والمسلم يؤمن أن في الجنة بيوتًا وقصورًا، قال (: (بينا أنا نائم في الجنة، فإذا امرأة تتوضأ إلى جانب قصر. قلت: لمن هذا القصر؟ قالوا: لعمر بن الخطاب) [البخاري].
وقال: (إذا مات ولد العبد، قال الله لملائكته: قبضتم ولد عبدي؟ فيقولون: نعم. فيقول: قبضتم ثمرة فؤاده؟ فيقولون: نعم. فيقول: ماذا قال عبدي؟ فيقولون: حمدك واسترجع. فيقول الله: ابنوا لعبدي بيتًا في الجنة وسموه بيت الحمد) [الترمذي].
والمسلم يؤمن أن في الجنة خيامًا جعل الله فيها الحور العين، قال تعالى: {حور مقصورات في الخيام} [الرحمن: 72]. وقال (: (في الجنة خيمة من لؤلؤة مجوفة، عرضها ستون ميلا في كل زاوية منها أهل، ما يرون الآخرين، يطوف عليهم المؤمن) [مسلم].
والمسلم يؤمن بما في الجنة من ثمار وأشجار، وهذه الثمار لا تشبه بعضها البعض في الطعم واللون، وهي موجودة على الدوام. قال تعالى: {وفاكهة كثيرة. لا مقطوعة ولا ممنوعة} [الواقعة: 32-33].
وقال (: (إن في الجنة لشجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام، واقرءوا إن شئتم: {وظل ممدود}) [الحديث رواه البخاري].
والمسلم يؤمن بأن هناك زرعًا لمن أراد أن يزرع في الجنة، قال النبي ( وكان عنده رجل من البادية: (إن رجلا من أهل الجنة استأذن ربه في الزرع. فقال: أو لست فيما شئت؟ - أي متمتعًا بما تريد- قال: بلى، ولكني أحب أن أزرع. فأسرع وبذر، فتبادر الطرف نباته، واستواؤه، واستحصاؤه وتكويره أمثال الجبال، فيقول الله -تعالى-: دونك يا ابن آدم، فإنك لا يشبعك شيء). فقال الأعرابي: يا رسول الله: لا تجد هذا إلا قرشيًّا أو أنصاريًّا، فإنهم أصحاب زرع، فأما نحن فلسنا بأصحاب زرع. ضحك النبي ( [البخاري].
والمسلم يؤمن بأن في الجـنة أنهارًا من ماء غير متغير الطعم، وأنهار من عسل مصفى، وأنهار من خمر لذة للشـاربين، وهـذه الأنهار ماؤها أشـد بـياضًا من اللبن، وأجمل طعمًا من العسـل، لا يمل الإنسان من الشرب منها، قال تعالى: {وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات أن لهم جنات تجري من تحتها الأنهار} [البقرة: 25].
وقال -عز وجل-: {مثل الجنة التي وعد المتقون فيها أنهار من ماء غير آسن وأنهار من لبن لم يتغير طعمه وأنهار من خمر لذة للشاربين وأنها من عسل مصفى ولهم فيها من كل الثمرات ومغفرة من ربهم} [محمد: 15].
والمسلم يؤمن أن من أنهار الجنة النيل والفرات، قال (: (النيل والفرات من أنهار الجنة) [مسلم]. ومن أنهارها أيضًا الكوثر، وهو نهر أعطاه
الله -عز وجل- لرسوله (، ماؤه أبيض من الثلج، وأعذب من العسل، قال (: (الكوثر نهر في الجنة، حافتاه من ذهب، ومجراه على الدر والياقوت، تربته أطيب من المسك، وماؤه أحلى من العسل، وأبيض من الثلج) [الترمذي وابن ماجه].
والمسلم يؤمن أن في الجنة أسواقًا يذهب إليها المؤمنون، لقوله (: (إن في الجنة لسوقًا يأتونها كل جمعة، فتهب ريح الشمال (ريح المطر)، فتحثو في وجوههم وثيابهم، فيزدادون حسنًا وجمالا، فيرجعون إلى أهليهم، وقد ازدادوا حسنًا وجمالا، فيقولون: وأنتم والله لقد ازددتم بعدنا حسنًا وجمالا) [مسلم والترمذي].
والمسلم يؤمن بأن للجنة سررًا وآنية وفرشًا من الحرير، قال تعالى: {فيها سرر مرفوعة. وأكواب موضوعة. ونمارق مصفوفة. وزرابي مبثوثة}
[الغاشية: 13-16]. وقال تعالى: {ويطاف عليهم بآنية من فضة وأكواب كانت قوارير. قوارير من فضة قدروها تقديرًا} [الإنسان: 15-16].
والمسلم يؤمن أن أهل الجنة يلبسون ثيابًا من الحرير، ويتزينون باللؤلؤ والذهب والفضة، قال تعالى: {يحلون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤا ولباسهم فيها حرير} [الحج: 23]. وقال تعالى: {عاليهم ثياب سندس خضر وإستبرق وحلوا أساور من فضة} [الإنسان: 21].
والمسلم يعلم أن هذه الثياب لا تبلى ولا تتمزق، وتبقى على جمالها ودقة صنعها كما هي، قال (: (من يدخل الجنة، ينعم لا يَبْأس، لا تبلى ثيابه، ولا يفنى شبابه) [مسلم والترمذي].
والمسلم يؤمن بأن الملائكة يدخلون على المؤمنين يحيونهم ويسلمون عليهم، قال تعالى: {والملائكة يدخلون عليهم من كل باب. سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار} [الرعد: 23-24].
وقال: {لا يسمعون فيها لغوًا ولا تأثيمًا. إلا قيلاً سلامًا سلامًا}
[الواقعة: 25-26]. وقال:{دعواهم فيها سبحانك اللهم وتحيتهم فيها سلام وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين} [يونس: 10].
والمسلم يؤمن بأن في الجنة ولدانًا يخدمون المؤمنين، قال تعالى: {ويطوف عليهم ولدان مخلدون إذا رأيتهم حسبتهم لؤلؤًا منثورًا} [الإنسان: 19].
وقال: {يطوف عليهم ولدان مخلدون. بأكواب وأباريق وكأس من معين. لا يصدعون عنها ولا ينزفون. وفاكهة مما يتخيرون. ولحم طير مما يشتهون}
[الواقعة: 17-21].
والمسلم يؤمن أن الله -عز وجل- ينـزع الغل والحسد من قلوب أهل الجنة، ويجعل بينهم المودة والمحبة، قال تعالى: {إن المتقين في جنات وعيون. ادخلوها بسلام آمنين. ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانًا على سرر متقابلين. لا يمسهم فيها نصب ولا ما هم منها بمخرجين} [الحجر: 45-48].
وقال (: (إن أول زمرة تدخل الجنة، على صورة القمر ليلة البدر، والذين على إثرهم كأشد كوكب إضاءة. قلوبهم على قلب رجل واحد، لا اختلاف بينهم ولا تباغض) [متفق عليه].
والمسلم يعلم أن آخر أهل النار دخولا الجنة رجل يأتي بعد دخول الناس الجنة والنار، فيأمره الله -عز وجل- أن يدخل الجنة، قال (: (إني لأعلم آخر أهل النار خروجًا منها، وآخر أهل الجنة دخولا، رجل يخرج من النار حبوًا، فيقول الله: اذهب فادخل الجنة. فيأتيها، فيخيل إليه أنها ملأى، فيرجع فيقول: يا رب وجدتها ملأى. فيقول: اذهب. فيأتيها، فيخيل إليه أنها ملأى، فيرجع فيقول: يا رب وجدتها ملأى. فيقول: اذهب فادخل الجنة، فإن لك مثل الدنيا وعشرة أمثالها -أو إن لك مثل عشرة أمثال الدنيا- فيقول: تسخر أو تضحك مني وأنت الملك؟!). فلقد رأيت رسول الله ( ضحك حتى بدت نواجذه، وكان يقول: (ذلك أدنى أهل الجنة منزلة) [متفق عليه].
والمسلم يؤمن بخلود أهل الجنة في الجنة، وبخلود أهل النار في النار، قال (: (إذا صار أهل الجنة إلى الجنة، وأهل النار إلى النار جيء بالموت حتى يُجعل بين الجنة والنار، ثم يذبح، ثم ينادي منادٍ: يا أهل الجنة لا موت. يا أهل النار لا موت. فيزداد أهل الجنة فرحًا إلى فرحهم، ويزداد أهل النار حزنًا إلى حزنهم) [متفق عليه].
والمسلم يؤمن بأن الله -عز وجل- يمنُّ على المؤمنين بالنظر إلى وجهه الكريم، وقال تعالى: {وجوه يومئذ ناضرة. إلى ربها ناظرة} [القيامة: 22-23].
وعن جرير بن عبد الله -رضي الله عنهما- أنه قال: كنا عند النبي ( فنظر إلى القمر ليلةً -يعني البدر- فقال: إنكم سترون ربكم، كما ترون هذا القمر، لا تضامون في رؤيته) [البخاري وأبو داود وأحمد].
وفي الحديث أن الرسول ( تلا هذه الآية: {للذين أحسنوا الحسنى وزيادة} [يونس: 26] . ثم قال: (إذا دخل أهل الجنة الجنة، يقول
الله -تبارك وتعالى-: تريدون شيئًا أزيدكم؟ فيقولون: ألم تبيض وجوهنا؟ ألم تدخلنا الجنة وتنجنا من النار؟ قال: فيكشف الحجاب، فما أعطوا شيئًا أحب إليهم من النظر إلى وجه ربهم -عز وجل-) [مسلم والترمذي وأحمد].
والمسلم يؤمن بأن الله -عز وجل- يرضي عن المؤمنين الذين دخلوا الجنة فلا يسخط عليهم أبدًا، قال تعالى: {وعد الله المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ومساكين طيبة في جنات عدن ورضوان من الله أكبر ذلك هو الفوز العظيم} [التوبة: 72].
وقال (: (إن الله -تبارك وتعالى- يقول لأهل الجنة: يا أهل الجنة. فيقولون: لبيك ربنا وسعديك. فيقول: هل رضيتم؟ فيقولون: وما لنا لا نرضى وقد أعطيتنا ما لم تعطِ أحدًا من خلقك! فيقول: أنا أعطيكم أفضل من ذلك، قالوا: يا رب وأي شيء أفضل من ذلك؟ فيقول: أحل عليكم رضواني، فلا أسخط عليكم بعده أبدًا) [متفق عليه].
و هنا الأدلة كانت مستفيضة ووافية، لا حرمك الله أجر الاجابة والاجتهاد، رزقك الله ما تقر عينك به في الدنيا و الأخرة.
 
توقيع ابو ليث
اليكم في الأخير اخواني الجابة النموذجية مع زيادة تفصيل في مسائل أخر.

س: ما دليل البعث من القبور ؟

جـ : قول الله تعالى : { يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى } إلى قوله : { ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِي الْمَوْتَى وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }{ وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لَا رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ } ، وقوله تعالى : { وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ } ، وقوله تعالى : { كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ } ، وقوله تعالى : { وَيَقُولُ الْإِنْسَانُ أَئِذَا مَا مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيًّا }{ أَوَلَا يَذْكُرُ الْإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئًا } . الآيات ، وقوله : { أَوَلَمْ يَرَ الْإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ }{ وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ
يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ }{ قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ } ، إلى آخر السورة ، وقوله تعالى : { أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى بَلَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } ، إلى آخر السورة ، وقوله تعالى : { وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِي الْمَوْتَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } . وغيرها من الآيات ، وكثيرا ما يضرب الله تعالى لذلك مثلا بإحيائه الأرض بالماء فتصبح تهتز مخضرة بالنبات بعد موتها بالجدب إذ كانت قبل هامدة ، بذلك ضرب النبي صلى الله عليه وسلم المثل في حديث العقيلي الطويل حيث قال : « ولعمر إلهك ما يدع على ظهرها من مصرع قتيل ولا مدفن ميت إلا شقت القبر عنه حتى تجعله من عند رأسه فيستوى جالسا ، فيقول : ربك ( مهيم ) ؟ لما كان فيه . يقول : رب ، أمس اليوم . ولعهده بالحياة يحسبه حديثا بأهله . فقلت : يا رسول الله كيف يجمعنا بعدما
تمزقنا الرياح والبلى والسباع ؟ قال : أنبئك بمثل ذلك في آلاء الله ، الأرض أشرفت عليها وهي مدرة بالية فقلت : لا تحيا أبدا . ثم أرسل ربك عز وجل عليها السماء فلم تلبث عليك إلا أياما حتى أشرفت عليها وهي بشرية واحدة ، ولعمر إلهك لهو أقدر على أن يجمعهم من الماء على أن يجمع نبات الأرض ، فيخرجون من الأصواء من مصارعهم » (1) . الحديث ، وغيره كثير .
_________
(1) ( ضعيف ) رواه أحمد ( 4 / 13 ، 14 ) في زوائده ، قال الهيثمي في المجمع ( 10 / 338 ) : رواه عبد الله والطبراني بنحوه ، وأحد طريقي عبد الله إسنادها متصل ورجالها ثقات ، والإسناد الآخر وإسناد الطبراني مرسل عن عاصم بن لقيط : أن لقيطا . ا هـ . قال الشيخ البنا في الفتح الرباني ( 24 / 107 ) : وأورده الحاكم في المستدرك عن طريق يعقوب بن عيسى بنحوه ، وقال : هذا حديث جامع في الباب ، صحيح الإسناد ، كلهم مدنيون ولم يخرجاه . وقال الذهبي يعقوب بن عيسى بن عيسى الزهري : ضعيف . ا هـ . وفي سند أحمد دلهم بن الأسود وعبد الرحمن بن عياش ، قال الذهبي عن دلهم : لا يعرف . وقال الحافظ في التقريب : مقبول . وقال أيضا عن عبد الرحمن : مقبول . قال الألباني عن أبي دلهم وجده : إنهما مجهولان . وضعف إسناد الحديث بذلك . ( ظلال الجنة 1 / 231 ) .

..........................


س : ما حكم من كذب البعث ؟

جـ : هو كافر بالله عز وجل وبكتبه ورسله قال الله تعالى : { وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَئِذَا كُنَّا تُرَابًا وَآبَاؤُنَا أَئِنَّا لَمُخْرَجُونَ } ، وقال تعالى : { وَإِنْ تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ أَئِذَا كُنَّا تُرَابًا أَئِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ الْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ }{ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ } ، وقال تعالى : { زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ وَذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ } ، وغيرها من الآيات ، وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « قال الله تعالى ( كذبني ابن آدم ولم يكن له ذلك ، وشتمني ولم يكن له ذلك ، فأما تكذيبه إياي فقوله : لن يعيدني كما بدأني ، وليس أول الخلق بأهون علي من إعادته ، وأما شتمه إياي فقوله : اتخذ الله ولدا ، وأنا الأحد الصمد لم ألد ولم أولد ولم يكن لي كفوا أحد » (1) .
_________
(1) رواه البخاري ( 4974 ، 3193 ) ، وأحمد ( 2 / 317 ، 350 ، 350 ) .
....................................


س : ما دليل النفخ في الصور وكم نفخات ينفخ فيه ؟

ج : قال الله تعالى : { وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ } ، ففي هذه الآية ذكر نفختين الأولى للصعق والثانية للبعث ، وقال تعالى : { وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ } . الآية ، فمن فسر الفزع في هذه الآية بالصعق فهي النفخة الأولى المذكورة في آية الزمر ، ويؤيده حديث مسلم وفيه : « ثم ينفخ في الصور فلا يسمعه أحد إلا أصغى ليتا ورفع ليتا (1) - قال : وأول من يسمعه رجل يلوط حوض إبله - قال - فيصعق ويصعق الناس ، ثم يرسل الله ، أو قال : ينزل الله مطرا كأنه الطل ، أو قال : الظل ، شعبة الشاك فتنبت منه أجساد الناس ، ثم ينفخ فيه مرة أخرى فإذا هم قيام ينظرون » . الحديث ، ومن فسر الفزع بدون الصعق فهي نفخة ثالثة متقدمة على النفختين ، ويؤيده ما في حديث الصور الطويل ، فإن فيه ذكر ثلاث نفخات : نفخة الفزع ، ونفخة الصعق ، ونفخة القيام لرب العالمين .
_________
(1) رواه مسلم ( الفتن / 116 ) .
.....................................................


س : كيف صفة الحشر من الكتاب ؟

جـ : في صفته آيات كثيرة ، منها قوله تعالى : { وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ } . الآية ، وقوله تعالى : { وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا } . الآيات ، وقوله تعالى : { يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا }{ وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلَى جَهَنَّمَ وِرْدًا } . الآيات ، وقوله تعالى : { وَكُنْتُمْ أَزْوَاجًا ثَلَاثَةً }{ فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ }{ وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ }{ وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ } . الآيات ، وقوله تعالى : { يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ لَا عِوَجَ لَهُ وَخَشَعَتِ الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْسًا } ، وهو نقل الأقدام إلى المحشر . كأخفاف الإبل ، وقوله تعالى : { وَمَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِهِ وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وُجُوهِهِمْ } ، وغير ذلك من الآيات كثير .

س : كيف صفته من السنة ؟

جـ : قال النبي صلى الله عليه وسلم : « يحشر الناس على ثلاث طرائق راغبين راهبين ، واثنان على بعير ، وثلاثة على بعير ، وأربعة على بعير ، وعشرة على بعير ، وتحشر بقيتهم النار تقيل معهم حيث قالوا ، وتصبح معهم حيث أصبحوا ، وتمسى معهم حيث أمسوا » (1) . وعن أنس بن مالك رضي الله عنه « أن رجلا قال : يا نبي الله كيف يحشر الكافر على وجهه ؟ قال : " أليس الذي أمشاه على الرجلين في الدنيا قادرا على أن يمشيه على وجهه يوم القيامة » (2) ، وقال صلى الله عليه وسلم : « إنكم محشورون حفاة عراة غرلا { كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ } . الآية ، وإن أول الخلائق يكسى يوم القيامة إبراهيم » (3) . الحديث ، « وقالت عائشة رضي الله عنها في ذلك : يا رسول الله ، الرجال والنساء ينظر بعضهم إلى بعض . فقال : " الأمر أشد من أن يهمهم ذلك » (4) .
_________
(1) رواه البخاري ( 6522 ) ، ومسلم ( الجنة / 59 ) .
(2) رواه البخاري ( 6523 ) ، ومسلم ( المنافقين / 54 ) .
(3) رواه البخاري ( 6524 ، 6525 ، 6526 ) ، ومسلم ( الجنة / 57 ، 58 ) .
(4) رواه البخاري ( 6527 ) ، ومسلم ( الجنة / 56 ) .
................................................


س : كيف صفة الموقف من الكتاب ؟

جـ : قال الله تعالى : { وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ }{ مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ } . الآيات ، وقال الله تعالى : { يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا لَا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا } . الآيات ، وقال تعالى : { وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ } . الآيات ، وقال تعالى : { فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ } . الآيات ، وقال تعالى : { سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَا الثَّقَلَانِ } . الآيات ، وغير ذلك كثير .

س : كيف صفة الموقف من السنة ؟

جـ : فيها أحاديث كثيرة منها : عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم : «{ يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ } ، قال : " يقوم أحدهم في رشحه إلى أنصاف أذنيه » (1) . وحديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « يعرق الناس يوم القيامة حتى يذهب عرقهم في الأرض سبعين ذراعا ويلجمهم حتى يبلغ آذانهم » (2) . وهذه في الصحيح ، وغيرها كثير .
_________
(1) رواه البخاري ( 6531 ، 4939 ) ، ومسلم ( الجنة / 60 ) .
(2) رواه البخاري ( 6532 ) ، ومسلم ( الجنة / 61 ) .
.......................................................


س : كيف صفة العرض والحساب من الكتاب ؟

جـ : قال تعالى : { يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ } . الآيات ، وقال تعالى : { وَعُرِضُوا عَلَى رَبِّكَ صَفًّا لَقَدْ جِئْتُمُونَا كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ } . الآيات ، وقال تعالى : { وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجًا مِمَّنْ يُكَذِّبُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ يُوزَعُونَ }{ حَتَّى إِذَا جَاءُوا قَالَ أَكَذَّبْتُمْ بِآيَاتِي وَلَمْ تُحِيطُوا بِهَا عِلْمًا أَمْ مَاذَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ }{ وَوَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ بِمَا ظَلَمُوا فَهُمْ لَا يَنْطِقُونَ } ، وقال تعالى : { يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ }{ فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ }{ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ } ، وقال تعالى : { فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ }{ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ } ، وقال تعالى { وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ } . الآيات ، وغيرها كثيرة .
...............................................


س : كيف صفة ذلك من السنة ؟

جـ : فيه أحاديث كثيرة ، منها قوله صلى الله عليه وسلم : « من نوقش الحساب عذب » . « قالت عائشة رضي الله عنها : أليس يقول الله تعالى : { فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا } ؟ قال : " ذلك العرض » (1) ، وقال صلى الله عليه وسلم : « يجاء بالكافر يوم القيامة فيقال له : أرأيت لو كان لك ملء الأرض ذهبا أكنت تفتدي به ؟ فيقول : نعم . فيقال : قد سئلت ما هو أيسر من ذلك » - وفي رواية : « فقد سألتك ما هو أهون من هذا وأنت في صلب آدم أن لا تشرك بي فأبيت إلا الشرك » (2) . وقال صلى الله عليه وسلم : " « وما منكم من أحد إلا سيكلمه ربه ليس بينه وبينه ترجمان ، فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم من عمله ، وينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدم ، وينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه ، فاتقوا النار ولو بشق تمرة ولو بكلمة طيبة » ، وقال صلى الله عليه وسلم : « يدنو أحدكم - يعني المؤمنين - من ربه حتى يضع كنفه عليه فيقول : أعملت كذا وكذا ؟ فيقول : نعم . ويقول : عملت كذا وكذا ؟ فيقول : نعم ، فيقرره ، ثم يقول : إني سترت عليك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم » (3) ، وغير ذلك من الأحاديث .
_________
(1) رواه البخاري ( 6536 ، 6537 ) ، ومسلم ( الجنة / 79 ، 80 ) .
(2) رواه البخاري ( 1413 ، 1417 ) ، ومسلم ( الزكاة / 67 ) .
(3) رواه البخاري ( 2441 ، 4685 ) ، ومسلم ( التوبة / 52 ) ..
.............................................


س : كيف صفة نشر الصحف من الكتاب ؟

جـ : قال الله تعالى : { وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا }{ اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا } ، وقال تعالى : { وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ } ، وقال تعالى : { وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا } ، وقال تعالى : { فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ } إلى قوله : { الْخَاطِئُونَ } ، وفي آية الانشقاق : { فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ } ، وقال : { وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ } ، فهذا يدل على أن من يؤتى كتابه بيمينه يؤتاه من أمامه ، ومن يؤتى كتابه بشماله يؤتاه من وراء ظهره ، والعياذ بالله عز وجل .
...........................................


س : ما دليل ذلك من السنة ؟

جـ : فيه أحاديث كثيرة منها : قوله صلى الله عليه وسلم : « يدنى المؤمن من ربه حتى يضع عليه كنفه فيقرره بذنوبه ، تعرف ذنب كذا ؟ يقول : أعرف ، يقول : رب أعرف مرتين ، فيقول : سترتها في الدنيا وأغفرها لك اليوم ، ثم تطوى صحيفة حسناته ، وأما الآخرون أو الكفار فينادى عليهم على رؤوس الأشهاد : { هَؤُلَاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ } ، وقالت عائشة رضي الله عنها : قلت يا رسول الله ، هل يذكر الحبيب حبيبه يوم القيامة ؟ قال : " يا عائشة أما عند ثلاث فلا ، أما عند الميزان حتى يثقل أو يخف فلا ، وأما عند تطاير الكتب إما يعطى بيمينه وإما يعطى بشماله فلا ، وحين يخرج عنق من النار » (1) . الحديث بطوله رواه أحمد وأبو داود ، وغير ذلك من الأحاديث .
_________
(1) ( حسن ) رواه أحمد ( 6 / 110 ) ، واللفظ له ، وفي سنده ابن لهيعة ، وقال الهيثمي في المجمع : قلت عند أبي داود طرف منه - رواه أحمد وفيه ابن لهيعة وهو ضعيف ، وقد وثق وبقية رجاله رجال الصحيح ، وقال الزبيدي بعد سرد الحديث : إسناده ثقات سوى ابن لهيعة . ا هـ ( إتحاف 10 / 473 ) ، ورواه أبو داود ( 4755 ) ، والحاكم ( 4 / 578 ) ، قال العراقي : رواه أبو داود من رواية الحسن عنها ، ثم قال : وإسناده جيد . ا هـ ( إتحاف 10 / 473 ) ، وقال الحاكم : هذا حديث صحيح إسناده على شرط الشيخين لولا إرسال فيه بين الحسن وعائشة ، على أنه قد صحت الروايات أن الحسن كان يدخل وهو صبي منزل عائشة رضي الله عنها وأم سلمة ، ووافقه على ما قال الذهبي . وقد سكت عنه الإمام أبو داود ، وضعفه الألباني ، وسكت عنه المزي .
................................................


س : ما دليل الميزان من الكتاب وكيف صفة الوزن ؟

جـ : قال الله تعالى : { وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا }{ وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ } ، وقال تعالى : { وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ }{ وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَظْلِمُونَ } ، وقال تعالى في الكافرين : { فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا } ، وغير ذلك من الآيات .
...............................................


س : ما دليل ذلك وصفته من السنة ؟

جـ : فيه أحاديث كثيرة ، منها حديث البطاقة التي فيها الشهادتان ، وأنها ترجح بتسعين سجلا (1) من السيئات ، كل سجل منها مدى البصر ، ومنها قوله صلى الله عليه وسلم في ابن مسعود رضي الله عنه : « أتعجبون من دقة ساقيه ، والذي نفسي بيده لهما في الميزان أثقل من أحد » (2) ، وقال صلى الله عليه وسلم : « إنه ليؤتى بالرجل العظيم السمين يوم القيامة لا يزن عند الله جناح بعوضة " - وقال - : " اقرءوا " : { فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا }» (3) ، وغير ذلك من الأحاديث .
_________
(1) ( صحيح ) رواه أحمد ( 2 / 213 ) ، والترمذي ( 2639 ) ، وابن ماجه ( 4300 ) ، والحاكم ( 1 / 6 ) ، والبغوي في شرح السنة ( 15 / 133 ، 134 ) ، قال الترمذي : هذا حديث حسن غريب ، وقد صححه الألباني وقال : هذا حديث صحيح لم يخرج في الصحيحين وهو صحيح على شرط مسلم ، وتعقبه الذهبي : ما احتج مسلم بمحمد بن عمرو منفردا بل بانضمامه إلى غيره . ا هـ .
(2) ( حسن ) رواه أحمد ( 1 / 420 ، 421 ) ، وقال الشيخ أحمد شاكر : إسناده صحيح ، ورواه أبو يعلى ( 9 / 5310 ) ، وإسناده حسن من أجل عاصم بن بهدلة ، قال الهيثمي في المجمع ( 9 / 289 ) : رواه أحمد وأبو يعلى والبزار والطبراني من طرق ( وذكر بعض ألفاظه ) وأمثل طرقها فيه عاصم بن أبي النجود ، وهو حسن الحديث على ضعفه ، وبقية رجال أحمد وأبو يعلى رجال الصحيح . ا هـ .
(3) رواه البخاري ( 4729 ) ، ومسلم ( الجنة والنار / 18 ) .
............................................


س : ما دليل الصراط من الكتاب ؟

جـ : قال الله عز وجل : { وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا }{ ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا } ، وقال تعالى : { يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ } . الآيات .

س : ما دليل ذلك وصفته من السنة ؟

جـ : فيه أحاديث كثيرة منها : قوله صلى الله عليه وسلم في حديث الشفاعة : « يؤتى بالجسر فيجعل بين ظهري جهنم " ، قلنا : يا رسول الله وما الجسر ؟ قال : " مدحضة مزلة عليه خطاطيف وكلاليب وحسكة مفلطحة لها شوكة عُقيفاء تكون بنجد ، يقال لها السعدان ، يمر المؤمن عليها كالبرق وكالريح وكأجاويد الخيل والركاب ، فناج مسلم ، وناج مخدوش ، ومكدوس في نار جهنم ، حتى يمر آخرهم يسحب سحبا » (1) . الحديث في الصحيح ، وقال أبو سعيد رضي الله عنه : بلغني أن الجسر أدق من الشّعرة وأحد من السيف " (2) .
_________
(1) رواه البخاري ( 7439 ) ، ومسلم ( الإيمان / 302 ) .
(2) رواه مسلم ( الإيمان / 302 ) ، وأحمد ( 6 / 110 ) عن عائشة .
...........................................


س : ما دليل القصاص من الكتاب ؟

جـ : قال الله تعالى : { إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا } ، وقال تعالى : { الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ } إلى قوله : { وَاللَّهُ يَقْضِي بِالْحَقِّ } . الآيات ، وقوله تعالى : { وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ } . الآيات .
............................................


س : ما دليل القصاص وصفته من السنة ؟

جـ : فيه أحاديث كثيرة منها قوله صلى الله عليه وسلم : « أول ما يقضى بين الناس في الدماء » (1) ، وقوله صلى الله عليه وسلم : « من كانت عنده مظلمة لأخيه فليتحلل منه اليوم فإنه ليس ثم دينار ولا درهم من قبل أن يؤخذ لأخيه من حسناته ، فإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات أخيه فطرحت عليه » (2) . وقوله صلى الله عليه وسلم : « يخلص المؤمنون من النار فيحبسون على قنطرة بين الجنة والنار فيقص لبعضهم من بعض » (3) ، مظالم كانت بينهم في الدنيا ، حتى إذا هذبوا ونقوا أذن لهم في دخول الجنة . كلها في الصحيح ، وغيرها كثير .
_________
(1) رواه البخاري ( 6864 ) ، ومسلم ( القسامة / 28 ) .
(2) رواه البخاري ( 6534 ، 2449 ) .
(3) رواه البخاري ( 6535 ) .
...............................................


س : ما دليل الحوض من الكتاب ؟

جـ : قال الله عز وجل لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم : { إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ } . السورة .
....................................


س : ما دليل وصفته من السنة ؟

جـ : فيه أحاديث كثيرة بلغت مبلغ التواتر منها : قوله صلى الله عليه وسلم : « أنا فرطكم على الحوض » (1) ، وقوله صلى الله عليه وسلم : « إني فرط لكم وإني شهيد عليكم ، وإني والله لأنظر إلى حوضي الآن » (2) ، وقوله صلى الله عليه وسلم : «
حوضي مسيرة شهر ، ماؤه أبيض من اللبن ، وريحه أطيب من المسك ، وكيزانه كنجوم السماء ، من شرب منه فلا يظمأ أبدا » (3) ، وقوله صلى الله عليه وسلم : « أتيت على نهر حافتاه قباب اللؤلؤ المجوف ، فقلت : ما هذا يا جبريل ؟ قال : هذا الكوثر » (4) . وغير ذلك من الأحاديث فيه كثيرة .
_________
(1) رواه البخاري ( 6575 ، 6576 ، 6573 ) ، ومسلم ( الفضائل / 25 ، 26 ، 32 ) .
(2) رواه البخاري ( 1344 ، 4085 ) .
(3) رواه البخاري ( 6579 ) ، ومسلم ( الفضائل / 27 ) .
(4) رواه البخاري ( 4964 ، 6581 ) .
..........................................


س : ما دليل الإيمان بالجنة والنار ؟

جـ : قال الله تعالى : { فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ }{ وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ } . الآية ، وغيرها ما لا يحصى . وفي الصحيح من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة الليل : « ولك الحمد ، أنت الحق ووعدك الحق ، ولقاؤك حق ، وقولك حق ، والجنة حق ، والنار حق ، النبيون حق ، ومحمد صلى الله عليه وسلم حق ، والساعة حق » (1) . الحديث ، وقوله صلى الله عليه وسلم : « من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمدا عبده ورسوله ، وأن عيسى عبد الله ورسوله ، وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه ، والجنة حق والنار حق ، أدخله الله الجنة على ما كان من العمل » (2) . أخرجاه ، وفي رواية : « من أبواب الجنة الثمانية أيها شاء » .
_________
(1) رواه البخاري ( 1120 ) ، ومسلم ( مسافرين / 199 ) .
(2) رواه البخاري ( 3435 ) ، ومسلم ( الإيمان / 46 ) .
...........................................................


س : ما معنى الإيمان بالجنة والنار ؟

جـ : معناه التصديق الجازم بوجودهما وأنهما مخلوقتان الآن ، وأنهما باقيتان بإبقاء الله لهما لا تفنيان أبدا ، ويدخل في ذلك كل ما احتوت عليه هذه من النعيم وتلك من العذاب .
............................................


س : ما الدليل على وجودهما الآن ؟

جـ : أخبرنا الله عز وجل أنهما معدتان ، فقال في الجنة : { أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ } ، وقال في النار : { أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ } ، وأخبرنا أنه تعالى أسكن آدم وزوجه الجنة قبل أكلهما من الشجرة ، وأخبرنا تعالى بأن الكفار يعرضون على النار غدوا وعشيا ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم : « اطلعت في الجنة فرأيت أكثر أهلها الفقراء ، واطلعت في النار فرأيت أكثر أهلها النساء » (1) . الحديث ، وتقدم في فتنة وعذاب القبر : « إذا مات أحدكم يعرض عليه مقعده » (2) الحديث ، وقال صلى الله عليه وسلم : « أبردوا بالصلاة ، فإن شدة الحر من فيح جهنم » (3) ، وقال صلى الله عليه وسلم : « اشتكت النار إلى ربها عز وجل فقالت : ربي أكل بعضي بعضا ، فأذن لها بنفسين : نفس في الشتاء ، ونفس في الصيف ، فأشد ما تجدون من الحر ، وأشد ما تجدون من الزمهرير » (4) ، وقال صلى الله عليه وسلم : «
_________
(1) رواه البخاري ( 3241 ) ، 5198 ) .
(2) رواه البخاري ( 1379 ) ، ومسلم ( الجنة / 65 ، 66 ) .
(3) رواه البخاري ( 533 ، 534 ، 535 ) ، ومسلم ( مساجد / 180 ، 184 ، 186 ) .
(4) رواه البخاري ( 537 ، 3260 ) ، ومسلم ( مساجد 185 ، 186 ) .

الحمى من فيح جهنم فأبردوها بالماء » (1) ، وقال صلى الله عليه وسلم : « لما خلق الله الجنة والنار أرسل جبريل إلى الجنة فقال : اذهب فانظر إليها » (2) . الحديث ، وقد عرضتا عليه صلى الله عليه وسلم في مقامه يوم كسفت الشمس وعرضت عليه ليلة الإسراء ، وفي ذلك من الأحاديث الصحيحة ما لا يحصى .
_________
(1) رواه البخاري ( 3261 ، 3262 ، 3263 ) ، ومسلم ( السلام / 78 ، 79 ، 80 ) .
(2) ( إسناده حسن ، وهو صحيح لغيره ) رواه النسائي ( 3763 ) ، وأحمد ( 2 / 332 ، 334 ، 354 ) ، وأبو داود ( 4744 ) وسكت عنه ، والترمذي ( 2560 ) وقال : هذا حديث حسن صحيح ، ورواه الحاكم ( 1 / 27 ) ، وقال الألباني : حسن صحيح ، وقال الشيخ أحمد شاكر : إسناده صحيح .
...........................................


س : ما الدليل على بقائهما لا تفنيان أبدا ؟
جـ : قال الله تعالى في الجنة : { خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ } ، وقال تعالى : { وَمَا هُمْ مِنْهَا بِمُخْرَجِينَ } ، وقال تعالى فيها : { عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ } ، وقال تعالى : { لَا مَقْطُوعَةٍ وَلَا مَمْنُوعَةٍ } ، وقال تعالى : { إِنَّ هَذَا لَرِزْقُنَا مَا لَهُ مِنْ نَفَادٍ } ، وقال تعالى : { إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ } إلى قوله : { لَا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَى } ، وغيرها من الآيات ، فأخبر تعالى بأبديتها وأبدية حياة أهلها ، وعدم انقطاعها عنهم وعدم خروجهم منها ، وكذلك النار قال تعالى فيها : { إِلَّا طَرِيقَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا } ، وقال تعالى : { إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيرًا }{ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا } ، وقال تعالى : { وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا } ، وقال تعالى : { وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ } ، وقال تعالى : { لَا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ
مُبْلِسُونَ } ، وقال تعالى : { لَا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا } ، وقال تعالى : { إِنَّهُ مَنْ يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِمًا فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَا } ، وغير ذلك من الآيات ، فأخبرنا تعالى في هذه الآيات وأمثالها أن أهل النار الذين هم أهلها خلقت لهم وخلقوا لها ، أنهم خالدون فيها أبدا ، فنفى تعالى خروجهم منها بقوله : { وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ } ، ونفى انقطاعها عنهم بقوله : { لَا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ } ، ونفى فناءهم فيها بقوله : { ثُمَّ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَا } ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم : " « أما أهل النار الذين هم أهلها فإنهم لا يموتون فيها ولا يحيون » (1) . الحديث ، وقال صلى الله عليه وسلم : «
_________
(1) رواه مسلم ( الإيمان / 306 ) .

إذا صار أهل الجنة إلى الجنة وأهل النار إلى النار جيء بالموت حتى يجعل بين الجنة والنار ثم يذبح ثم ينادي منادٍ : يا أهل الجنة لا موت ، يا أهل النار لا موت ، فيزداد أهل الجنة فرحا إلى فرحهم ، ويزداد أهل النار حزنا إلى حزنهم » (1) ، وفي لفظ : كل خالد فيما هو فيه ، وفي رواية : « ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم : { وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ }» ، وهي في الصحيح ، وفي ذلك أحاديث غير ما ذكرنا .
_________
(1) رواه البخاري ( 4730 ، 6548 ) ، ومسلم ( الجنة / 40 ، 43 ) .
.....................................................


س : ما الدليل على أن المؤمنين يرون ربهم تبارك وتعالى في الدار الآخرة ؟
جـ : قال الله تعالى : { وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ }{ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ } ، وقال تعالى : { لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ } ، وقال تعالى في الكفار : { كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ } ، فإذا حجب أعداءه لم يحجب أولياءه ، وفي الصحيحين عن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال : « كنا جلوسا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فنظر إلى القمر ليلة أربع عشرة فقال : " إنكم سترون ربكم عيانا كما ترون هذا ، لا تضامون في رؤيته ، فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وصلاة قبل غروبها فافعلوا » (1) ، وقوله : كما ترون هذا ، أي كرؤيتكم هذا القمر ، تشبيه للرؤية بالرؤية لا للمرئي بالمرئي ، كما أن قوله في حديث تكلم الله عز وجل بالوحي : " ضربت الملائكة بأجنحتها خضعانا لقوله : كأنه سلسلة على صفوان " (2) . وهذا تشبيه للسماع بالسماع ، لا للمسموع بالمسموع ، تعالى الله أن يشبهه في ذاته أو صفاته شيء من خلقه ، وتنزه النبي صلى الله عليه وسلم أن يحمل شيء من كلامه على التشبيه ، وهو أعلم الخلق بالله عز وجل ، وفي حديث صهيب عند مسلم : « فيكشف الحجاب فما أعطوا شيئا أحب
_________
(1) رواه البخاري ( 554 ، 573 ، 4851 ) ومسلم ( مساجد / 211 ) .
(2) رواه البخاري ( 4701 ) .

إليهم من النظر إلى ربهم عز وجل » (1) ، ثم تلا هذه الآية : { لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ } ، وفي الباب أحاديث كثيرة صحيحة صريحة ذكرنا منها في شرح ( سلم الوصول ) خمسة وأربعين حديثا عن أكثر من ثلاثين صحابيا . ومن رد ذلك فقد كذب بالكتاب وبما أرسل الله به رسله ، وكان من الذين قال الله تعالى فيهم : { كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ } . نسأل الله تعالى العفو والعافية ، وأن يرزقنا لذة النظر إلى وجهه آمين .
_________
(1) رواه مسلم ( الإيمان / 297 ، 298 )
.
 
آخر تعديل:
توقيع ابو ليث
لمن أراد الاستزادة من العلم الذي لا غنى عنه البتة، لمن أراد ن يحي حياة صحيحة مع بارئه، لمن أراد أن يفقه أصل دينه الذي لا قيام له الا عليه، اليكم يا أفاضل و يا فاضلات المراحل السابقة من المنافسة في طلب العلم النافع المورث للعمل الصالح، و قد كانت همة اخواني و أخواتي حينها هماما عالية كما كانت من بعض الاخوة و ألاخوات هنا حفظهم الله من كل سوء و جزاهم عني كل خيرا اذ لم يخذلوني أو يؤسفوني.

المرحلة الأولى من المسابقة لمن أراد أن يطالعها على الرابط:
subscribed.gif
مسابقة في العقيدة ( مسابقة علمية عل منهج أهل السنة و الجماعة، وللفائزين جوائز معتبرة).

المرحلة الثانية من المسابقة لمن أراد أن يطالعها على الرابط:
subscribed.gif
تابع مسابقة في العقيدة 2( مسابقة علمية عل منهج أهل السنة و الجماعة، وللفائزين جوائز محترمة).
 
آخر تعديل:
توقيع ابو ليث
ترقبوا في أقرب الأحيان المرحلة الأخيرة والحاسمة من المسابقة.
الى ذلكم الحين، أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه.
دمت في حفظ الله و حسن رعايته سبحانه.
لا تنسوني من صالح دعائكم في ظهر الغيب.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
 
توقيع ابو ليث
ما شاء الله، هنا كانت الدليل صريح و واضح وضوح الشمس في رائعة النهار.
أسأل الله أن يجعلك ممن اذا أعطي شكر و اذا ابتلي صبر و اذا أذنب استغفار، فإن هؤلاء الثلاث عنوان السعادة لمن أرادها و ابتغى سبيلها.
آمين يارب العالمين
وإياك يا طيب
الله لا يحرمك أجر ما تصنع ويجعل كل ما تضعه شفيعا لك يوم القيامة
حفظك المولى وجعلك من أهل الجنان ورفيق نبيه محمد صلى الله عليه وسلم
 
ترقبوا في أقرب الأحيان المرحلة الأخيرة والحاسمة من المسابقة.
الى ذلكم الحين، أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه.
دمت في حفظ الله و حسن رعايته سبحانه.
لا تنسوني من صالح دعائكم في ظهر الغيب.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.

نحن في انتظار المرحلة الاخيرة
وان شاء الله ما طول علينا بالاسئلة مشرفنااا
جزاك الله خيرا ووفقك لما يحب ويرضى
 
آمين يارب العالمين
وإياك يا طيب
الله لا يحرمك أجر ما تصنع ويجعل كل ما تضعه شفيعا لك يوم القيامة
حفظك المولى وجعلك من أهل الجنان ورفيق نبيه محمد صلى الله عليه وسلم
اللهم أاامين، اللهم أاامين، اللهم أاامين.
 
توقيع ابو ليث
نحن في انتظار المرحلة الاخيرة
وان شاء الله ما طول علينا بالاسئلة مشرفنااا
جزاك الله خيرا ووفقك لما يحب ويرضى
تأتيكم بإذن الله، المهم ىتجمعي لنا ما استطعت من المشاركات، لتحوزي الأجر الوفير من العزيز الكريم.
 
توقيع ابو ليث
و ها أنا عند الوعد، عدنا و العود أحمد لأبث لكم بشرى قدوم المرحلة الرابعة من المسابقة.
ترقبوها غدا بإذن الله.
 
توقيع ابو ليث
و ها أنا عند الوعد، عدنا و العود أحمد لأبث لكم بشرى قدوم المرحلة الرابعة من المسابقة.
ترقبوها غدا بإذن الله.

ان شاء الله
ونحن في الانتظاار مشرفنا الفاضل
بارك الرحمن بك

 
أعددت بعضا من المقدمة و لم يسعفني الشغل عن أضع المسابقة بين أيديكم اليومن غدا بإذن الله يكون موعدها.
 
توقيع ابو ليث
تنبيه: نظرًا لتوقف النقاش في هذا الموضوع منذ 365 يومًا.
قد يكون المحتوى قديمًا أو لم يعد مناسبًا، لذا يُنصح بإشاء موضوع جديد.
العودة
Top Bottom