عذرا رسول الله نحن من ظلمناك وليسوا هم من ظلموك

الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.
pic_2007-12-24_075802.jpg
 
أخلاق النبي العظيمة وشرفه و رفعته

الحمد لله رب العالمين له النعمة و له الفضل و له الثناء الحسن، صلوات الله البر الرحيم و الملائكة المقربين على سيدنا محمد سيد المرسلين و على جميع إخوانه من النبيين و المرسلين و ءال كل و صحب كل أجمعين.



أما بعد فإن الله عز و جل قد كرم النبي محمدا صلى الله عليه و سلم و كرم أمته و رفع قدرها فوق الأمم السابقة فقال تعالى في القرءان الكريم:{ كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ}، و ما ارتفعت هذه الأمة إلا بنبيها و ما شرفت إلا به لذلك كان الإعتناء بمولد هذا النبي الكريم و ما ظهر من الآيات عند ذلك و ما أعطاه الله من المواهب و الشمائل من مهمات الأمور إذ يزداد المؤمن بذلك تعظيماً و معرفة بفضله صلى الله عليه و سلم فالله عز و جل شرف نبيه المصطفى بآيات كثيرة منها ما يدل على مكارم أخلاقه و شرف حاله صلى الله عليه و سلم و هو قوله تعالى:{ وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ }، و من الآيات ما أبان الله سبحانه و تعالى به علو شرف نسبه صلى الله عليه و سلم و عظيم قدره بقوله عز و جل:{ لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ}، و منها ما كشف عن ثناءه تعالى عليه صلى الله عليه و سلم في كتبه المنزلة على أنبياءه و هو قوله عز و جل:{ مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ }، و منها ما أوضح سبحانه أنه صلى الله عليه و سلم مقدم على النبيين و ذلك في قوله عز و جل:{ وَإِذْ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّيْنَ لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُواْ أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُواْ وَأَنَاْ مَعَكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ}، و من الآيات ما يدل على وجوب إحترامه صلى الله عليه و سلم و توقيره و إجلاله كقوله تعالى:{ إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِن وَرَاء الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا حَتَّى تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}، و قوله تعالى:{ لَا تَجْعَلُوا دُعَاء الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاء بَعْضِكُم بَعْضاً} و منها ما يدل على دوام تعظيمه صلى الله عليه و سلم بعد وفاته و هو أنه تعالى جعل أزواجه الكريمات أمهات المؤمنين قال الله تعالى:{ النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ}، و قال عز و جل:{ وَلَا أَن تَنكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَداً}.




و الرسول صلى الله عليه و سلم هو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب ابن هاشم ابن عبد مناف القرشي أبو القاسم سيد ولد ءادم صلى الله عليه و سلم و جده الأعلى عدنان من سلالة إسماعيل نبي الله ابن نبي الله إبراهيم خليل الرحمن صلى الله على سيدنا محمد و على جميع إخوانه من الأنبياء و المرسلين فهو صلى الله عليه و سلم صاحب هذا النسب الشريف نخبة بني هاشم و عظيمها، روى الإمام مسلم و غيره عن واثلة ابن الأسقع قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:" إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل و اصطفى قريشاً من كنانة و اصطفى من قريش بني هاشم و اصطفاني من بني هاشم"، فهو عليه الصلاة و السلام خيار من خيار من خيار كما دلت عليه النقول و الآثار تزوج أبوه عبد الله من سيدة نساء بني زهرة و هي ءامنة بنت وهب فحملت بسيد الخلائق و الأمم و تفضل الله بإبرازه صلى الله عليه و سلم إلى الوجود نعمة على سائر العرب و العجم و كان حمله الشريف أول تباشير الأنوار لأهل البادية و الحضر و روى ابن سعد عن عمة يزيد أنها قالت: كنا نسمع أن رسول الله صلى الله عليه و سلم لما حملت به ءامنة بنت وهب كانت تقول ما شعرت أني حملت به ولا وجدت له ثقلة كما تجد النساء إلا أني قد أنكرت رفع حيضتي و ربما كانت ترفعني و تعود و أتاني ءات و أنا بين النائم و اليقظان فقال: هل شعرت أنك حملت، فكأني أقول: ما أدري، فقال: إنك حملت بسيد هذه الأمة و نبيها و ذلك يوم الإثنين، قالت: فكان ذلك مما يقن عندي الحمل ثم أمهلني حتى إذا دنا وقت ولادتي أتاني ذلك الآت فقال: قولي أعيذه بالواحد الصمد من شر كل حاسد، قالت: فكنت أقول ذلك. و روى أحمد و البيهقي و غيرهما عن العرباض ابن سارية رضي الله عنه أنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول:" إني عبد الله و خاتم النبيين و أن ءادم لمنجدل في طينته و سأخبركم عن ذلك دعوة أبي إبراهيم و بشارة عيسى بي و رؤيا أمي التي رأت و كذلك أمهات النبيين يرين"، و إن أم رسول الله صلى الله عليه و سلم رأت حين وضعته نوراً أضاءت له قصور الشام، قال البيهقي عقب هذا الحديث: قوله صلى الله عليه و سلم " إني عبد الله و خاتم النبيين و إن ءادم لمنجدل في طينته" يريد به أنه صلى الله عليه و سلم كان كذلك في قضاء الله و تقديره قبل أن يكون أبو البشر و أول الأنبياء صلوات الله عليهم. و روى ابن سعد أن النبي صلى الله عليه و سلم قال:" رأت أمي حين وضعتني سطع منها نورٌ أضاءت له قصور بصرى"، و يروى أنه صلى الله عليه و سلم حين وضعته ءامنة وقع جاثياً على ركبتيه رافعاً رأسه إلى السماء و خرج معه نورٌ أضاءت له قصور الشام حتى رأت أمه أعناق الإبل ببصرى، و أما قوله عليه الصلاة و السلام " دعوة أبي إبراهيم " فهو أن إبراهيم عليه السلام لما بنى البيت دعا ربه فقال ( رب اجعل هذا بلداً ءامناً و ارزق أهله من الثمرات من ءامن منهم بالله و اليوم الآخر)، ثم قال ( ربنا و ابعث فيهم رسولاً منهم يتلوا عليهم ءاياتك و يعلمهم الكتاب و الحكمة و يزكيهم إنك أنت العزيز الحكيم)، فاستجاب الله تعالى دعاءه في نبينا صلى الله عليه و سلم و جعل محمداً الرسول الذي سأله إبراهيم عليه السلام و أما قوله صلى الله عليه و سلم " و بشرى عيسى ابن مريم" فهو أن سيدنا عيسى عليه السلام بشر قومه بسيدنا محمد صلى الله عليه و سلم كما أخبر القرءان الكريم حكاية عن عيسى عليه السلام { وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ}، و من الآيات التي ظهرت لمولده صلى الله عليه و سلم أن الشياطين رميت و قذفت بالشهب من السماء و حجب عنها خبر السماء كما ذكر ذلك بعض العلماء لكن المشهور و المحفوظ أن قذف الشياطين بالشهب عند مبعثه صلى الله عليه و سلم و منها أن إبليس حجب عن خبر السماء فصاح و رن رنة عظيمة كما رن حين لعن و حين أخرج من الجنة و حين ولد النبي صلى الله عليه و سلم و حين نزلت الفاتحة، ذكر ذلك الحافظ العراقي في المورد الهني عن بقي ابن مخلد و منها ما سمع من أجواف الأصنام و من أصوات الهواتف بالبشارة بظهور الحق في وقت الزوال. و روى البيهقي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: ولد النبي صلى الله عليه و سلم عام الفيل. أما شهر مولده صلى الله عليه و سلم فهو شهر ربيع الأول و أما يوم مولده من الشهر فالمعتمد أنه كان لثنتي عشرة خلت من الشهر المذكور و أما يوم مولده فهو يوم الأثنين بلا خلاف، فقد روى مسلم عن أبي قتادة الأنصاري رضي الله عنه أنه قال: سئل رسول الله صلى الله عليه و سلم عن صوم يوم الأثنين فقال:" ذاك يومٌ ولدت فيه و أنزل علي فيه"، و أما مكان مولده فالصحيح المحفوظ أنه كان بمكة المشرفة و الأكثر أنه كان في المحل المشهور بسوق الليل و قد جعلته أم هارون الرشيد مسجداً ، ذكر ذلك الحافظ العراقي و غيره و يعرف المكان اليوم بمحلة المولد. نسأل الله تبارك و تعالى أن يغفر لنا ذنوبنا و يرزقنا رؤية الحبيب محمد صلى الله عليه و سلم و ءاخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
 
الاسراء و المعراج

واليكم اليوم قصة الاسراء والمعراج
فى حديث لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم


الاسراء والمعراج


عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: أتيت بالبراق-وهو دابة أبيض طويل فوق الحمار ودون البغل يضع حافره عند منتهى طرفه-قال: فركبته حتى أتيت بيت المقدس قال: فربطته بالحلقة التي يربط بها الأنبياء قال: ثم دخلت المسجد فصليت فيه ركعتين ثم خرجت.


فجاءني جبريل عليه السلام بإناء من خمر وإناء من لبن فاخترت اللبن.


فقال جبريل عليه السلام: اخترت الفطرة ثم عرج بنا إلى السماء فاستفتح جبريل فقيل: من أنت؟


قال: جبريل.


قيل: ومن معك؟


قال: محمد.


قيل: وقد بعث إليه؟


قال:قد بعث إليه ففتح لنا فإذا أنا بآدم فرحب بي ودعا لي بخير.


ثم عرج بنا إلى السماء الثانية فاستفتح جبريل عليه السلام فقيل: من أنت؟


قال: جبريل.


قيل: ومن معك؟


قال: محمد.


قيل: وقد بعث إليه؟


قال:قد بعث إليه ففتح لنا فإذا أنا بابني الخالة عيسى بن مريم ويحيى بن زكريا صلوات الله عليهما فرحبا ودعوا لي بخير.


ثم عرج بنا إلى السماء الثالثة فاستفتح جبريل عليه السلام فقيل: من أنت؟


قال: جبريل.


قيل: ومن معك؟


قال: محمد.


قيل: وقد بعث إليه؟


قال:قد بعث إليه ففتح لنا فإذا أنا بيوسف عليه السلام إذا هو قد أعطي شطر الحسن فرحب ودعا لي بخير.


ثم عرج بنا إلى السماء الرابعة فاستفتح جبريل عليه السلام قيل: من هذا؟


قال: جبريل.


قيل: ومن معك؟


قال: محمد.


قيل: وقد بعث إليه؟


قال:قد بعث إليه ففتح لنا فإذا أنا بإدريس فرحب ودعا لي بخير قال الله عز وجل: ورفعناه مكانًا عليًا.


ثم عرج بنا إلى السماء الخامسة فاستفتح جبريل عليه السلام قيل: من هذا؟


قال: جبريل.


قيل: ومن معك؟


قال: محمد.


قيل: وقد بعث إليه؟


قال:قد بعث إليه ففتح لنا فإذا أنا بهارون عليه السلام فرحب ودعا لي بخير.


ثم عرج بنا إلى السماء السادسة فاستفتح جبريل عليه السلام قيل: من هذا؟


قال: جبريل.


قيل: ومن معك؟


قال: محمد.


قيل: وقد بعث إليه؟


قال: قد بعث إليه ففتح لنا فإذا أنا بموسى عليه السلام فرحب ودعا لي بخير.


ثم عرج بنا إلى السماء السابعة فاستفتح جبريل عليه السلام فقيل: من هذا؟


قال: جبريل.


قيل: ومن معك؟


قال: محمد.


قيل: وقد بعث إليه؟


قال: قد بعث إليه ففتح لنا فإذا أنا بإبراهيم عليه السلام مسندُا ظهره إلى البيت المعمور وإذا هو يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون إليه ثم ذهب بي إلى السدرة المنتهى وإذا ورقها كآذان الفيلة وإذا ثمرها كالقلال قال: فلما غشيها من أمر الله ما غشي تغيرت فما أحد من خلق الله يستطيع أن ينعتها من حسنها.


فأوحى الله إلي ما أوحى ففرض علي خمسين صلاة في كل يوم وليلة فنزلت إلى موسى عليه السلام فقال: ما فرض ربك على أمتك؟


قلت: خمسين صلاة.


قال: ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف؛ فإن أمتك لا يطيقون ذلك فإني قد بلوت بني إسرائيل وخبرتهم.


قال: فرجعت إلى ربي.


فقلت: يا رب خفف على أمتي فحط عني خمسًا فرجعت إلى موسى.


فقلت: حط عني خمسًا.


قال: إن أمتك لا يطيقون ذلك فارجع إلى ربك فاسأله التخفيف.


قال: فلم أزل أرجع بين ربي تبارك وتعالى وبين موسى عليه السلام حتى.


قال: يا محمد إنهن خمس صلوات كل يوم وليلة لكل صلاة عشر فذلك خمسون صلاة ومن هم بحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة فإن عملها كتبت له عشرًا ومن هم بسيئة فلم يعملها لم تكتب شيئًا فإن عملها كتبت سيئة واحدة.


قال: فنزلت حتى انتهيت إلى موسى عليه السلام فأخبرته.


فقال: ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف.


فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم فقلت: قد رجعت إلى ربي حتى استحييت منه - رواه مسلم.


عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه و سلم مر على قوم يزرعون ويحصدون في يوم كلما حصدوا عاد كما كان فقال لجبريل عليه السلام: ما هذا؟


قال: هؤلاء المجاهدون في سبيل الله تضاعف لهم الحسنة إلى سبعمائة ضعف وما أنفقوا من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين.


ثم أتى على قوم ترضخ رءوسهم بالصخر كلما رضخت عادت كما كانت ولا يفتر عنهم من ذلك شيء فقال: ما هذا يا جبريل؟ قال: هؤلاء الذين تتثاقل رءوسهم عن الصلاة المكتوبة.


ثم أتى على قوم على إقبالهم رقاع وعلى أدبارهم رقاع يسرحون كما تسرح الأنعام يأكلون الضريع والزقوم ورضف جهنم فقال: ما هؤلاء؟ قال: هؤلاء الذين لا يؤدون زكاة أموالهم وما ظلمهم الله وما ربك بظلام للعبيد.


ثم أتى على قوم بين أيديهم لحم نضيج في قدر ولحم نيء في قدر خبيث فجعلوا يأكلون من النئ الخبيث ويدعون النضيج فقال: ما هؤلاء يا جبريل؟ قال جبريل: هذا الرجل من أمتك تكون عنده المرأة الحلال الطيب فيأتي امرأة خبيثة فيبيت عندها حتى يصبح والمرأة تقوم من عند زوجها حلالاً طيبًا فتأتي رجلاً خبيثًا فتبيت عنده حتى تصبح.


ثم أتى على رجل قد جمع حزمة حطب عظيمة لا يستطيع حملها وهو يزيد عليها فقال: ما هذا يا جبريل؟ قال: هذا الرجل من أمتك تكون عليه أمانات الناس لا يقدر على أدائها وهو يريد أن يحمل عليها.


ثم أتى على قوم تقرض ألسنتهم وشفاهم بمقاريض من حديد كلما قرضت عادت كما كانت لا يفتر عنهم من ذلك شيء قال: ما هذا يا جبريل؟ قال: هؤلاء خطباء الفتنة.


ثم أتى على حجر صغير يخرج منه ثور عظيم فجعل الثور يريد أن يرجع من حيث خرج فلا يستطيع فقال: ما هذا يا جبريل؟ قال: هذا الرجل يتكلم بالكلمة العظيمة ثم يندم عليها فلا يستطيع أن يردها.


ثم أتى على واد فوجد فيه ريحًا طيبة باردة وريح مسك وسمع صوتًا فقال: ما هذا يا جبريل؟


قال: هذا صوت الجنة تقول: رب آتيني بما وعدتني فقد كثرت غرفي وإستبرقي وحريري وسندسي وعبقريي ولؤلؤي ومرجاني وفضيتي وذهبي وأكوابي وصحافي وأباريقي ومراكبي وعسلي ومائي ولبني وخمري فآتيني بما وعدتني.


قال: لك كل مسلم ومسلمة ومؤمن ومؤمنة ومن آمن بي وبرسلي وعمل صالحًا ولم يشرك بي شيئًا ولم يتخذ من دوني أندادًا ومن خشيني فهو آمن ومن سألني فقد أعطيته ومن أقرضني جازيته ومن توكل علي كفيته إنني أنا الله لا إله إلا أنا لا أخلف الميعاد قد افلح المؤمنون وتبارك الله أحسن الخالقين.


قالت: قد رضيت ثم أتى على واد فسمع صوتًا منكرًا ووجد ريحًا منتنة فقال: ما هذا يا جبريل؟.


قال: هذا صوت جهنم تقول: رب آتيني بما وعدتني فقد كثرت سلاسلي وأغلالي وسعيري وحميمي وضريعي وغساقي وعذابي وقد بعد قعري واشتد حري فآتيني بما وعدتني.


قال: لك كل مشرك ومشركة وكافر وكافرة وكل جبار لا يؤمن بيوم الحساب.


قالت: قد رضيت فسار حتى أتى بيت المقدس - رواه الطبراني والبزار.

 
أخلاق الرسول مع أعدائه

نعم كان رسول الله (صل الله عليه وسلم) حسن الخلق حتى مع أعدائه، وكم من المشركين والكفار أسلموا لما رأوه من عظيم خلقه (صل الله عليه وسلم) .ففي حرب جاء رجل من المشركين حتى قام على رسول الله (صل الله عليه وسلم) بالسيف، فقال: من يمنعك مني؟فقال: «الله»، فسقط السيف من يده، فأخذ رسول الله (صل الله عليه وسلم) السيف وقال: «من يمنعك مني»؟فقال: كن خير آخذ.قال (صل الله عليه وسلم) : «قل: أشهد أن لا إله إلا الله».فقال الأعرابي: لا أقاتلك ولا أكون معك ولا أكون مع قوم يقاتلونك.فخلّى (صل الله عليه وسلم) سبيله.فجاء إلى قومه فقال: جئتكم من عند خير الناس(35).مع اليهوديةروى أنس: أن يهودية أتت النبي (صل الله عليه وسلم) بشاة مسمومة ليأكل منها فيموت، فجيء بها إلى النبي (صل الله عليه وسلم) فسألها عن ذلك؟فقالت: أردت لأقتلك. فقال: «ما كان الله يسلطك على ذاك».قالوا: ألا تقتلها.قال (صل الله عليه وسلم) : «لا».تحمله (صل الله عليه وسلم) للأذىوقد آذى المشركون رسول الله (صل الله عليه وسلم) بشتى أنواع الأذية، فقابلهم (صل الله عليه وسلم) بالعطف والحنان، فلم يدعُ عليهم بنزول العذاب، بل أخذ يستغفر لهم ويدعو لهم بالرحمة ويقول: «اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون»(36).فإن المشركين كانوا يحضّون سفهاءهم لإلقاء التراب على وجهه ورأسه (صل الله عليه وسلم) . وإنهم كانوا يطرحون الفرث والدم والشوك على بابه وربما على رأسه (صل الله عليه وسلم) .وإن أمية بن خلف تجاوز على النبي (صل الله عليه وسلم) في وجهه، فاحمر وجه رسول الله (صل الله عليه وسلم) ولم يقل شيئاً.وقد كثر تعديهم وإيذائهم لرسول الله (صل الله عليه وسلم) حتى قال (صل الله عليه وسلم) : «ما أوذي نبي مثل ما أوذيت»(37).ولكنه (صل الله عليه وسلم) عفا عن جميعهم وصفح، وقال لهم جميعاً حينما دخل مكة منتصراً: «اذهبوا فانتم الطلقاء»(38).وهل هناك في التاريخ قائد بهذه العظمة وبهذا الخلق السامي غير رسول الله (صل الله عليه وسلم) .
 
ما احلمك وارحمك يا حبيبى

النبي صلى الله عليه وسلم .. رغب في نشر الدعوة خارج "مكة " لعله يجد نصيرًا له ومؤيدًا ، خاصة بعد ما لاقى من المشركين في "مكة" من العذاب والإيذاء ، فقرر الذهاب إلى "الطائف" لعرض الإسلام على "ثقيف" لعلها تؤمن بدعوته ، أو يؤمن بعض أهلها بما يدعو إليه .
لكن النبي – صلى الله عليه وسلم- لم يجد ما كان يأمله هناك ، فقد وجدهم أكثر عنادًا من "قريش" ، فرفضوا دعوته التي عرضها عليهم بالحكمة والموعظة الحسنة ، ولم يتوقفوا عند ذلك ، بل سبوه وأهانوه وسلطوا عليه السفهاء والصبيان ، فضربوه بالحجارة حتى دميت قدماه الشريفتان ، وكان وقع ذلك شديدًا على النبي – صلى الله عليه وسلم- وما كاد يلتقط أنفاسه ، ويبتعد عن الطائف حتى لجأ إلى الله بالدعاء في حرارة قائلاً :اللهم إليك أشكو.....

وبعد أن انتهى الرسول – صلى الله عليه وسلم- من دعائه نزل إليه "جبريل" – عليه السلام- ومعه ملك الجبال الذي قال له : إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين (وهما جبلان في مكة) – فعلت .

لكن النبي – صلى الله عليه وسلم- رفض ذلك ، وقال: "بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله لا يشرك به شيئا" . ودعا لهم قائلاً: " اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون".

ولهذا دعى النبى

اللهم إليك أشكو ضعف قوتي وقلة حيلتي

وهواني على الناس , يا أرحم الراحمين..

أنت رب المستضعفين، وأنت ربي..

إلى من تكلني؟ إلى بعيد يتجهمني

أم إلى عدو ملكته أمري ؟!

إن لم يكن بك غضب عليَّ فلا أبالي،

غير أنّ عافيتك هي أوسع لي..

أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات،

وصــلح عـليه أمـر الـدنيا والآخـرة

أن يحل علي غضبك , أو أن ينزل بي سخطك،

لك العتبى حتى ترضى

ولا حول ولا قوة إلا بك..
 
ادب رسول الله ( صلى الله عليه واله وسلم ) مع ربه

ادب رسول الله ( صلى الله عليه واله وسلم ) مع ربه

الحسين بن علي ( عليه السلام ) : كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يبكي حتى يبتل مصلاّه خشية من الله عزَّ و جلَّ من غير جُرمٍ ( الاحتجاج للطبرسي ) .
كان إذا قام إلى الصلاة يربدُّ وجهه خوفاً من الله ، وكان بصدره - أو لجوفه - أزيزٌ كأزيز المرجَل . ( فلاح السائل للسيد ابن طاووس ) .
عائشة : كان يحدّثنا ونحدّثه فإذا حضرتِ الصلاةُ فكأنّه لم يعرفنا ولم نعرِفه ( عدة الداعي لابن فهد الحلي ) .
كان لا يجلس ولايقوم إلاّ على ذكر الله جلّ اسمه ( المناقب لأبن شهر آشوب ) .
ابو أمامة : كان إذا جلس مجلساً فأراد أن يقوم استغفرَالله عشرة إلى خمس عشر مرة .
كان إذا قام إلى الصلاة كأنه ثوبٌ ملقى ( فلاح السائل ) .
كان ينتظر وقت الصلاة ويشتدُّ شوقُه ويترقب دخوله ويقول لبلال : أرحنا يا بلال ( اسرار الصلاة للشهيد الثاني ) .
حذيفة : كان إذا حزبه أمر صلّى ( مسند أحمد ) .
حذيفة : كان إذا مرّ بآية خوفٍ تَعَوَّذَ ، وإذا مرّ بآية رحمة سأل ، وإذا مرّ بآية فيها تنزيه الله سبَّح ( مسند أحمد ) .
كان يقول : قرة عيني في الصلاة و الصوم ( مكارم الأخلاق للطبرسي ) .
عائشة : كان إذا صلّى صلاة أثبتها ( صحيح مسلم ، و مجمع البيان للطبرسي ) .
أبوبكرة : كان إذا جاءهُ أمر يُسَرُّ به خرَّ ساجداً شكراً للهِ ( سنن ابي داود ) .
أنس خادم النبي : كان أكثر دعوة يدعو بها : " ربنا آتنا في الدينا حسنةً وفي الآخرة حسنةً وقنا عذاب النار " ( مسند احمد ) .
عائشة : كان إذا دخل شهر رمضان تغيَّر لونه وكثرت صلاته ، وابتهل في الدعاء ، واشفق لونه ( سنن البيهقي ) .
إبن أبي رواد مرسلاً : كان إذا شهد جنازة اكثر الصُّمات وأكثر حديث نفسه ( الطبقات لأبن اسعد ) .
ابن عباس : كان إذا شهد جنازة رؤيت عليه كآبة ، وأقلَّ الكلام وأكثر حديث النفس ( الطبراني في الكبير ) .
أبو هريرة " كان أكثر ما يصومُ يوم الاثنين والخميس فقيل له : لماذا ؟ قال : الأعمال تُعرض كلّ إثنين وخميس ، فيُغفَرُ لكل مسلم إلاّ المتهاجرَيْن ، فيقول أخِّروهما ( مسند أحمد ) .
عائشة : كان لا يدعُ قيام الليل ، وكان إذا مرضَ أو كسلَ صلّى قاعداً ( سنن أبي داود ) .
عائشة : كان لايقرأُ القرآن في أقلّ من ثلاث ( الطبقات لأبن مسعود ) .
ابن مسعود : كان لايكون في المُصلين إلاّ كان أكثرهم صلاة ، ولا يكون في الذاكرين إلاّ كان أكثرهم ذكراً ( تاريخ الخطيب ) .
أنس : كان لا ينزل منزلاً إلاّ وَدَعَهُ بركعتين ( المستدرك للحاكم ) .
أميرالمؤمنين علي ( عليه السلام ) : كان لا يُؤثر على الصلاة عشاءً ولا غيرَه وكان إذا دخل وقتها كأنّه لا يعرف أهلاً ولا حميماً ( مجموعة ورَّام ) .
الأمام جعفر الصادق ( عليه السلام ) : كان يصلّي من التطوُّع مِثلَي الفريضة ، ويصوم من التطوُّع مِثْلَي الفريضة ( التهذيب للطوسي ) .
الامام علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) : كان إذا تثاءب في الصلاة ردَّها بيده اليمنى ( دعائم الإسلام للقاضي النعمان ) .
البراء بن عازب : كان لا يصلي مكتوبةً إلاّ قنتَ فيها ( غوالي اللئالي لأبن أبي جمهور ) .
الإمام جعفر الصادق ( عليه السلام ) : كان لا يُؤثرُ على صلاة المغرب شيئاً إذا غربت الشمس ، حتى يُصلِّيها ( علل الشرائع للصدوق ) .
الامام علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) : كان لا يحجزُه عن قرائة القرآن إلاّ الجنابة ( مجالس الشيخ ) .
علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) : كان إذا رأى ما يحبُّ قال : الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ( الامالي للطوسي ) .
كان يتضرع عند الدعاء حتى يكاد يسقطُ رداؤه ( الدعوات للراوندي ) .
عائشة : كان يذكر الله تعالى على كل أحيانه ( مسند أحمد ) .

 
عدم إكراه أحد على الإسلام

عدم إكراه أحد على الإسلام

ومن عظمة أخلاقه في الحروب أيضًا أنه لم يفكّر -ولو لمرة واحدة- في حياته على إكراه أحد على الإسلام، وقد ظهر ذلك في كل مواقف حياته؛ منها على سبيل المثال موقف رسول الله مع أعرابي خطّط لقتله؛ فقد روى جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، يقول: قاتل رسول الله محارب خصفة[28] بنخل، فرأوا من المسلمين غِرّةً، فجاء رجل منهم يقال له: غورث بن الحارث حتى قام على رأس رسول الله بالسيف، فقال: من يمنعك مني؟ قال: "الله". فسقط السيف من يده، فأخذه رسول الله فقال: "منْ يمْنعُك مِنِّي؟!" قال: كن كخير آخذ، قال: "أتشْهدُ أنْ لا إِله إِلاّ اللّهُ؟" قال: لا، ولكني أعاهدك أن لا أقاتلك، ولا أكون مع قوم يقاتلونك. فخلّى سبيله!! قال: فذهب إلى أصحابه[29] قال: قد جئتكم من عند خير الناس

فهذا رجل أمسك السيف، ووقف به على رأس رسول الله يتهدّده بالقتل، ثم نجّى الله رسوله، وانقلبت الآية، فأصبح السيف في يد رسول الله ، ومع ذلك فالحقد والغلُّ لا يعرفان طريقهما أبدًا إلى قلب رسول الله ؛ فإنه يعرض عليه الإسلام، فيرفض الرجل، ولكن يعاهده على عدم قتاله، فيقبل منه رسول الله ببساطة، ويعفو عنه، ويطلقه آمنًا إلى قومه


 
صعود الحسن أو الحسين على ظهره في الصلاة

صعود الحسن أو الحسين على ظهره في الصلاة
: يرويها النسائي، وأحمد وغيرهما، عن عبد الله بن شداد رضي الله عنه وعن أبيه {أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج عليهم في إحدى صلاتي العشاء -إما المغرب وإما العشاء- وهو حامل حسناً، أو حسيناً على كتفه، فتقدم صلى الله عليه وسلم فوضع الصبي ثم صلى بهم وكبر، فلما كان في سجدة، بين ظهراني الصلاة أطال السجود جداً، حتى قال شداد:فرفعت رأسي فإذا الصبي فوق ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فرجعت فسجدت، فلما انتهى رسول الله صلى الله عليه وسلم من صلاته قال الناس: يا رسول الله! صنعت شيئاً لم تكن تصنعه، قد أطلت سجدة بين ظهراني صلاتك حتى ظننا أنه قد حدث أمرٌ أو أنه يوحى إليك - أي: أنه أطال السجود حتى إن الناس قد أصابتهم الريبة، فربما شكّوا هل أصاب رسول الله شيء؟ هل نـزل به أمر؟ أم أنه يوحى إليه، فهذا الرجل رفع رأسه فعرف القصة أما بقية الناس فلم يكونوا يعرفون- فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ليس شيئ من ذلك كان، غير أن ابني هذا ارتحلني فكرهت أن أعجله حتى يقضي حاجته، وينـزل من تلقاء نفسه}. إلى هذا الحد كانت شفقة الرسول صلى الله عليه وسلم، وكان لطفه وتسامحه، أولاً: خروجه صلى الله عليه وسلم إلى المسجد وهو يحمل الحسن على كتفه هذا مشهد لم نره قط، ولو حدث من إنسان من العلماء أو الدعاة لربما تعجب الناس منه، فكيف إذا حدث من سيد الدعاة، وأعظم العلماء؛ النبي صلى الله عليه وسلم يخرج هذه المرة، والحسن أو الحسين على كتفه ثم يجعله إلى جواره، فيتسلل هذا الصبي ويتسلق حتى يرتقي على ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم لا يعجله الرسول حتى يقضي حاجته. ولسنا نشك أن الرسول صلى الله عليه وسلم وهو ساجد كان يناجي ربه؛ والسجود هو من أعظم حالات القرب من الله جل وعلا كما في الحديث: {أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد} وكان عليه الصلاة والسلام يحمد ربه بمحامد ويسبحه ويثني عليه ويقول: {أما السجود فادعوا الله أن يستجيب لكم} ولما نـزل قوله -->سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى [الأعلى:1] قال: {اجعلوها في سجودكم} فكان مستغرقاً في تسبيح ربه ودعائه وتحميده واستغفاره، ولكن مع ذلك كان من عادته عليه الصلاة والسلام في صلاته أن يجعل قيامه وركوعه وسجوده واعتداله بين السجدتين قريباً من السواء، أما هذه المرة فقد أطال هذه السجدة لعارض وهو أن ابنه ارتحله، فكره أن يعجله، حتى يقضي حاجته
 


عظمة الرسول صلى الله عليه وسلم مع أطفال غير المسلمين ,,,

من عظمة محمد صلي الله عليه وسلم مع الأطفال أن رحمته ورعايته إياهم تشمل الأطفال جميعًا، فهي تشمل أطفال غير المسلمين كما تشمل أطفال المسلمين، وتشمل الإناث كما تشمل الذكور، وتشمل المرضى كما تشمل الأصحاء، وتشمل أطفال المجتمع العام كما تشمل أطفال ذوي القربى؛ وتشمل الموهوبين كما تشمل ذوي الاحتياجات الخاصة، فالطفولة في منهجه صلي الله عليه وسلم لها وضع خاص ومعاملة مميزة عن غيرها، فإذا نظرنا إلى تعامله مع أطفال غير المسلمين لوجدنا منهجًا رائعًا يستحق التقدير والتحية والإكبار والإجلال وتتمثل في الآتي:

1 - الحرص عليهم وهم في أصلاب آبائهم:

لما تعرض أهل الطائف لرسول الله صلي الله عليه وسلم وآذوه ورموه بالحجارة عرض عليه ملك الجبال أن يطبق عليهم الأخشبين (جبلين بمكة) عندها قال النبي الرءوف الرحيم صلى الله عليه وسلم: "أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يوحد الله"، فقمة الرحمة أن يحفظ الإنسان على حياة عدوه ويرجو الخير لذريته التي تخرج من صلبه.

2 - النظرة نحوهم تتميز بالروح الطيبة:

وتصنفهم في إطار البراءة والفطرة وتربي المسلمين على سلامة الصدر نحوهم، وأن تخلو النظرة النفسية حتى من مجرد الكراهية تجاههم: ورد في صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "كل مولود يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه، أو ينصراه، أو يمجسانه..."، ويأتي ذلك أيضًا في إطار قوله صلى الله عليه وسلم: "رُفع القلم عن ثلاث (ومنهم) وعن الصبي حتى يبلغ الحلم".


3 - الحرص على الطفل الموهوب غير المسلم:

ومن جوانب عظمته صلى الله عليه وسلم حرصه على الطفل الموهوب حتى لو كان غير مسلم، ويتبين لنا هذا من قصة الطفل الموهوب غير المسلم (أبو محذورة) صاحب الصوت الجميل الذي كان يستهزئ بأذان المسلمين وكيف اهتم به الرسول صلى الله عليه وسلم ولم يعاقبه على استهزائه بأذان المسلمين، بل مسح على رأسه وقال: "اللهم بارك فيه واهده إلى الإسلام.. اللهم بارك فيه وأهده إلى الإسلام"، وقال له: "قل الله أكبر الله أكبر" حتى أذن أبو محذورة بمكة.

4 - الاهتمام بالأطفال المرضى غير المسلمين ودعوتهم:

فبرغم انتصار الإسلام وتأسيس الدولة بالمدينة المنورة كان حريصًا على زيارة مرضى أطفال غير المسلمين ودعوتهم والأخذ بأيديهم إلى الخير. ورد في صحيح البخاري عن أنس رضي الله عنه قال: "كان غلام يهودي يخدم النبي صلى الله عليه وسلم فمرض، فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم يعوده، فقعد عند رأسه، فقال له: "أسلِم". فنظر إلى أبيه وهو عنده، فقال له: أطع أبا القاسم صلى الله عليه وسلم، فأسلم، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول: "الحمد لله الذي أنقذه من النار

 
كم أنت عظيم ؟

ولِدَ وجاء معه نور الهدى, أتى بعد العسر يُسراً فأعلاه الله قدراً على كل البشر, امتلأت بحبه القلوب, وابيضت بذكره النفوس, كان أشرف قومه نسباً وأعظمهم صدقاً وشرفاً, أسعدَ الناظرين إليه وأكرم من أتى إليه , كان أحسن الناس خلقاً, وأوسعهم صدراً, وأوفاهم ذمةً , وأكرمهم عِشرة, لا يقول إلا حقاً ولا ينطق إلا صدقاً, ترك حب الدنيا وما فيها وتعلق بحبل الله ليكون رحمة لنا يوم القيامة, آثر الأخرة على نسَبِ الدنيا وحَسَبِها, وبقدومه أنهى عصوراً من الجهل والتخلف , فجمع بين المتخاصمين وقرب المتحاربين, , وكان أعظم قومه أمانة وأصدقهم حديثاً , وأبعدهم عن الفحش والأخلاق الدنيئة حتى سماه قومه الصادق الأمين قبل أن ينزل عليه الوحي, كان خير من حمل الرسالة وأفضل من أدى الأمانة, تحمل وعانى مالا تستطيع الجبال تحمله, أُهانه قومه بعد أن كان عزيزاً بينهم, وصفوه بالشاعر فلم يأبه لذلك , وصفوه بالكاهن فلم ييأس , وصفوه بالمجنون وقالوا عليه بأنه ساحر يُفرق بين المرء وأبيه, وبين المرء وأخيه, وبين المرء وزوجته, فصبر واحتسب حُباً لله وتمسُكاً برسالة الإنسانية التي جاء بها للعالم أجمع, كم أنت عظيم يا رسول الله ؟ أنزل بك قومك الجوع والعطش, طردوك من بيتك , نزفت من قدميك الطاهرتين الدماء, وأُلقي التراب على رأسك الكريم, نال منك كبار قومك وصغارهم فأبيت أن تطلب من الله أن يريك فيهم آياته ويُنزل عليهم سخطه, كيف لا وأنت رسول رحمةٍ وعفو, رسول أخلاق وتسامح, رسول إذا احتذينا به لصلحت أحوالنا ولسكنت السعادة بيوتنا. ولمن يريد معرفة الرسول أكثر فقد كان يباسط جلساءه ويمزح معهم لإدخال السرور عليهم, وكان صلى الله عليه وسلم يداعب الصبيان ويمازحهم ويُجلسهم في حجره, ولم يكن الرسول ليضيع إحسان أحد, فلا ينكر الجميل والمعروف لإنسان ما, ومن كرم أخلاقه أنه عظيم الحلم والعفو, شديد المداراة للناس, عظيم الرفق بهم ويتحمل جفوتهم ويلاطفهم, فيقابل غلظتهم بلطيف المقال والحال, كان أشد الناس تواضعاً وأبعدهم عن الكبر بالرغم من علوّ مقامه ورفعة مرتبته.

تقف الكلمات حائرة أمام الحديث عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم, نبي الرحمة والإنسانية, وأرجوا من الله أن يجمعنا مع نبيه الكريم في الفردوس الأعلى بالجنة, وأن يجزي عنا سيدنا محمد ما هو له أهل.

تمت الاستعانة بكتاب السيرة النبوية للدكتورة ” سميرة الزايد”
 
نحبك يا رسول الله فعلا مو ضوعك جد رائع بارك الله فيك اخي

فدااااااااااااااااااااااك بأبي و أمي يا حبيب الله
 
الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.
العودة
Top Bottom