في واحدة من التصرفات الجنونية وعلى الطريقة القطرية تم الحكم بالمؤبد على الشاعر القطري محمد بن الذيب الملقب بشاعر الياسمين بتهمة المساس بذات امير البلاد.. فماذا فعل محمد بن الذيب لكي يواجه هذا الحكم غير الإنساني؟
وكما أن هذا الحكم المدوي الذي استقبلته منظمات حقوق الانسان بالإدانة يشير إلى حجم الضغط على أنفاس الأحرار في شعب قطر، فهو يفضح كذلك وسائل الإعلام وعلى رأسها الجزيرة التي لم تقترب من الحدث بأي ايماءة.. وهو في الوقت نفسه بفضح سلوكا دكتاتوريا متخلفا ضد أحرار قطر الذين يعانون التهميش والفصل التعسفي من الوظائف والإقصاء عن الحياة العامة. وأدانت منظمة العفو الدولية "أمنستي" ما وصفته بـ"الحكم الفاضح" بالسجن مدى الحياة على "شاعر الياسمين"، قائلة أن الحكم يُعتبر "اعتداءً صارخاً على حرية التعبير".
وحسب المنظمة فإن الشاعر محمد العجمي، المعروف أيضاً باسم محمد بن الذيب، اعتقل قبل أكثر من عام، بتهمة "التحريض على الإطاحة بنظام الحكم"، و"إهانة الأمير"، بعد نشر "قصيدة الياسمين"، والتي وجه فيها انتقادات شديدة للحكومات في مختلف أنحاء الخليج، قائلا: "كلنا تونس بوجه النخبة القمعية".
وقال فيليب لوثر، مدير قسم الشرق الأوسط وشمال افريقيا في منظمة العفو الدولية، إنه "من المؤسف أن قطر، التي تسعى للظهور على الصعيد الدولي بمظهر الدولة التي تعزز الحق في حرية التعبير، تمارس فعليا ما يبدو أنه انتهاك صارخ لهذا الحق".
فحكومة قطر التي هللت للربيع العربي وللضلال العربي ودعمت ولاتزال أحداث القتن في بلاد العرب لتدمير الدول العربية يضيق صدرها برجل قطري يغني للربيع العربي في تونس حتى انه لقب بها.. لم يكن محمد الذيب ضمن سياق المشروع الامبريالي الأمريكي، لذلك انساق مع التيار الشعبي في تونس واعتبر ان ذلك اعلان للثورة على كل مستبد ديكتاتوري فكانت النقمة القمعية تلاحقه.
محمد بن الذيب لم يتوقف عن الصدح بشعره الثوري حتى احتوته السجون الرهيبة، ومن هناك خلف القضبان هرب قصائده التي يفضح فيها الأساليب الرديئة للحاكم الذي جعل من البلاد مرتعا للأمريكان وأداة لهم لمواجهة ارادة الشعوب وأمن المنطقة واستقرارها.. ولم ينس الشاعر ان يواجه بكلام واضح طبيعة الحكم في قطر وينحاز للشعوب العربية وللدول التي تواجه الفتن.. وفي شعره النبطي الرائع المتدفق تظهر سخصية المثقف المفكر صاحب الرسالة، ولكنه في الوقت نفسه يكشف عن قدرة خارقة في تجاوزه الواقع الثقافي المحنط المهيمن في دول الخليج، فهو كمن يحمل كفنه بين يديه في بلد، الحاكم فيه مستعد ان يفقأ عين أبيه للاستمرار في الحكم.. في بلد يجلب إليه شخصيات عربية سياسية وفكرية ودينية معارضة في بلدانها يغدق عليها لتسبح بحمده.. ويسيل لعاب كثير من الصحفيين العرب والسياسيين العرب لمجرد دعوة تأتيهم من سفارة هذا البلد الذي اتقن لعبة شراء الذمم.
محمد بن الذيب عربي حر، مزق الحصار المفروض على حرية الرأي وحقوق الإنسان، يعاقب على جريمة انه حاول التعبير عن رأيه في بلد يدعي وقوفه مع الشعوب لنيل كرامتها وحريتها.. محمد بن الذيب ينبغي ان يكون رمزا لحرية الرأي وحصافة الفكر ونباهة الوعي، فشكرا له، وهو يقول لنا لا تظنوا ان مئة وخمسين ألفا هم القطريون كلهم في ركاب امريكا والجزيرة.
الكاتب:
صالح عوض
وكما أن هذا الحكم المدوي الذي استقبلته منظمات حقوق الانسان بالإدانة يشير إلى حجم الضغط على أنفاس الأحرار في شعب قطر، فهو يفضح كذلك وسائل الإعلام وعلى رأسها الجزيرة التي لم تقترب من الحدث بأي ايماءة.. وهو في الوقت نفسه بفضح سلوكا دكتاتوريا متخلفا ضد أحرار قطر الذين يعانون التهميش والفصل التعسفي من الوظائف والإقصاء عن الحياة العامة. وأدانت منظمة العفو الدولية "أمنستي" ما وصفته بـ"الحكم الفاضح" بالسجن مدى الحياة على "شاعر الياسمين"، قائلة أن الحكم يُعتبر "اعتداءً صارخاً على حرية التعبير".
وحسب المنظمة فإن الشاعر محمد العجمي، المعروف أيضاً باسم محمد بن الذيب، اعتقل قبل أكثر من عام، بتهمة "التحريض على الإطاحة بنظام الحكم"، و"إهانة الأمير"، بعد نشر "قصيدة الياسمين"، والتي وجه فيها انتقادات شديدة للحكومات في مختلف أنحاء الخليج، قائلا: "كلنا تونس بوجه النخبة القمعية".
وقال فيليب لوثر، مدير قسم الشرق الأوسط وشمال افريقيا في منظمة العفو الدولية، إنه "من المؤسف أن قطر، التي تسعى للظهور على الصعيد الدولي بمظهر الدولة التي تعزز الحق في حرية التعبير، تمارس فعليا ما يبدو أنه انتهاك صارخ لهذا الحق".
فحكومة قطر التي هللت للربيع العربي وللضلال العربي ودعمت ولاتزال أحداث القتن في بلاد العرب لتدمير الدول العربية يضيق صدرها برجل قطري يغني للربيع العربي في تونس حتى انه لقب بها.. لم يكن محمد الذيب ضمن سياق المشروع الامبريالي الأمريكي، لذلك انساق مع التيار الشعبي في تونس واعتبر ان ذلك اعلان للثورة على كل مستبد ديكتاتوري فكانت النقمة القمعية تلاحقه.
محمد بن الذيب لم يتوقف عن الصدح بشعره الثوري حتى احتوته السجون الرهيبة، ومن هناك خلف القضبان هرب قصائده التي يفضح فيها الأساليب الرديئة للحاكم الذي جعل من البلاد مرتعا للأمريكان وأداة لهم لمواجهة ارادة الشعوب وأمن المنطقة واستقرارها.. ولم ينس الشاعر ان يواجه بكلام واضح طبيعة الحكم في قطر وينحاز للشعوب العربية وللدول التي تواجه الفتن.. وفي شعره النبطي الرائع المتدفق تظهر سخصية المثقف المفكر صاحب الرسالة، ولكنه في الوقت نفسه يكشف عن قدرة خارقة في تجاوزه الواقع الثقافي المحنط المهيمن في دول الخليج، فهو كمن يحمل كفنه بين يديه في بلد، الحاكم فيه مستعد ان يفقأ عين أبيه للاستمرار في الحكم.. في بلد يجلب إليه شخصيات عربية سياسية وفكرية ودينية معارضة في بلدانها يغدق عليها لتسبح بحمده.. ويسيل لعاب كثير من الصحفيين العرب والسياسيين العرب لمجرد دعوة تأتيهم من سفارة هذا البلد الذي اتقن لعبة شراء الذمم.
محمد بن الذيب عربي حر، مزق الحصار المفروض على حرية الرأي وحقوق الإنسان، يعاقب على جريمة انه حاول التعبير عن رأيه في بلد يدعي وقوفه مع الشعوب لنيل كرامتها وحريتها.. محمد بن الذيب ينبغي ان يكون رمزا لحرية الرأي وحصافة الفكر ونباهة الوعي، فشكرا له، وهو يقول لنا لا تظنوا ان مئة وخمسين ألفا هم القطريون كلهم في ركاب امريكا والجزيرة.
الكاتب:
صالح عوض
